ـ الثابتون مع الرسول يوم أحد سوى علي.

ـ دافع الثابتون عن النبي دفاع المستميت.

ـ كسرت رباعية النبي (ص).

يقول السيد محمد حسين فضل الله وهو يتحدث عن حرب أحد:

".. فدارت الدائرة على المسلمين حتى تعرضت حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للخطر فأصابته حجارة من المشركين فكُسرت رباعيته وشُجّ وجهه وجرحت جبهته ودخلت حلقتان من حلق المغفر في وجهه.. وفر المسلمون عنه، ولم يبق معه إلا نفر قليل كان في طليعتهم علي بن أبي طالب وأبو دجانة وسهل بن حنيف فدافعوا عنه دفاع المستميت.." [من وحي القرآن ج6ص245ط2]

ونقول:

1ً ـ ذكر السيد محمد حسين فضل الله ذلك النص الذي يتحدث عن كسر رباعيته (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحد، مع أن المروي عن الإمام الصادق عليه السلام:أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج من الدنيا سليما في بدنه بحار الأنوار ج 20 ص 96 وأعلام الورى ص 83  لم ينقص منه شيء.

ولو أن هذا البعض راجع روايات أهل البيت لم يقع في هذا الغلط.

2ً ـ قد دلت النصوص المتضافرة على أنه لم يثبت في أحد سوى أمير المؤمنين عليه السلام. لكن هذا البعض يذكر أنه قد ثبت في موقع القتال مع علي (ع) رجال آخرون أيضا، وهم نفر قليل في طليعتهم: أبو دجانة وسهل بن حنيف، وذكر أنهم قد دافعوا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دفاع المستميت، وهو ما يحاول كثيرون من أتباع المذاهب الأخرى التأكيد عليه، تجنيا على علي (ع) وحفظا لماء وجه غيره، فلماذا لا يتثبت في هذا الأمر، بل يبادر للأخذ بأقوال هؤلاء، ليس في هذا المورد وحسب، وإنما في موارد كثيرة جداً، مما ورد في حق علي وأهل البيت عليهم السلام في القرآن الكريم؟.

ومن الواضح: أن الثابت الذي لا ريب فيه، هو أن عليا عليه السلام هو الذي قد ثبت يوم أحد، وكل من عداه كان من الفارين، ويدل على ثبات علي وحده في هذه المعركة ما يلي:

قال القوشجي في شرحه على التجريد بعد أن ذكر قتل علي عليه السلام لأصحاب اللواء:

"فحمل خالد بن الوليد بأصحابه على النبي(ص)، فضربوه بالسيوف، والرماح والحجر، حتى غشي عليه، فانهزم الناس عنه سوى علي (ع)، فنظر النبي (ص) بعد إفاقته، وقال: اكفني هؤلاء، فهزمهم علي عنه، وكان أكثر المقتولين منه" شرح التجريد ص 486 ودلائل الصدق ج2 ص 357 عنه

ب ـ عن ابن عباس، قال: " لعلي أربع خصال، هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي (ص)، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم المهراس (أي يوم أحد)، انهزم الناس كلهم غيره، وهو الذي غسله وأدخله قبره " مستدرك الحاكم ج 3 ص 111، ومناقب الخوارزمي ص 21و22 وراجع إرشاد المفيد ص 48 ، وتيسير المطالب ص 49

ج ـ راجع الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) للسيد جعفر مرتضى العاملي الجزء 6 من الصفحة180 ـ حتى 193 أن من يذكرونهم: أنهم ثبتوا،لا ريب في فرارهم، كما تدل عليه النصوص فلتراجع هناك.

د ـ أخرج الإمام أحمد، عن أنس: أن المشركين لما رهقوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم أحد ـ وهو في سبعة من الأنصار، ورجل من قريش ـ قال: من يردهم عنا، وهو رفيقي في الجنة ؟ فجاء رجل من الأنصار ؛ فقاتل حتى قتل. فلما رهقوه أيضا قال: من يردهم عنا، وهو رفيقي في الجنة ؟.. فأجابه أنصاري آخر وهكذا، حتى قتل السبعة. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ): ما أنصفنا أصحابنا البداية والنهاية ج 4 ص 26 ،وحياة الصحابة ج 1 ص 533 ،وتقدمت الرواية عن صحيح مسلم ج 5 ص 178 إلا أن فيه : رجلين من قريش . وكذا في تاريخ الخميس أيضا.

سر الاختلاف في من ثبت:

وبعد، فإننا يمكن أن نفهم: أن رجعة المسلمين إلى المعركة بعد هزيمتهم لم تكن على وتيرة واحدة، وإنما رجع الأول فرأى علياُ ثم رجع آخر، فرأى عليا وأبا دجانة مثلا، ثم رجع آخر فرأى خمسة أشخاص، وهكذا، فكل منهم ينقل ما رآه. حتى وصل العدد لدى بعض الناقلين إلى ثلاثين.

كما أن ما يؤثر عن بعض الصحابة من مواقف نضالية، لعـله ـ إن صح ـ كان بعد عودتهم إلى ساحة القتال.

سر الحكم بثبات أبي دجانة:

ولعل ذكر أبي دجانة في من ثبت في بعض الأخبار، مرجعه إلى ما قدمناه آنفاًً. وبهذا نفسّر قول ابن مسعود: انهزم الناس إلا علي وحده. وثاب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) نفر، وكان أولهم عاصم بن ثابت، وأبو دجانة قاموس الرجال ج 5 ص 7 . ولكن يبدو أن في الإرشاد تحريفا ، فراجع ص 50 منه ، وقارنها مع ما نقله عنه في البحار ج20 وقاموس الرجال.

العودة