ـ لا حقيقة للألفاظ بذاتها يمكن أن يترتب عليها أثر.

ـ إذابة اسم الله في الماء لا يحدث الشفاء.

ـ إذا ذاب الإسم في الماء لا تعود له حقيقته.

ـ الذي يذوب في الماء هو الحبر وليس هو الإسم.

ـ نسبة أي فاعلية للإسم ستعود للحبر وإلى ما ليس له حقيقة ووجود وهذا محال..

يقول السيد محمد حسين فضل الله:

"(يا من اسمه دواء وذكره شفاء).

علي (ع) في هذه الكلمات يقدم لنا حقيقتين مهمتين:

الأولى: أن اسم الله دواء.

والثانية: أن ذكر الله شفاء.

وليس المراد بالإسم هنا لفظ كلمة الله سبحانه وتعالى، فإن الألفاظ لا قيمة لها بنفسها، ولا حقيقة لها بذاتها يمكن أن يترتب عليها أثر، وإنما حقيقة اللفظ وقيمته، بما يحكي عنه ويدل عليه.

فالأسماء إنما توضع لتشير إلى المسمى، وهي إن استحقت قيمة ما، فإن ذلك لا يعود إليها نفسها، وإنما تعود إلى المسمى الذي تدل، أو تشير أو تكشف، وتحكي عنه.

من هنا يتبين لنا أن الإسم ـ كاسم ـ لا حقيقة ذاتية له يمكن أن تترتب عليها الآثار. إذاً، كيف يمكن أن نفسر قول علي بأن اسم الله تعالى تترتب عليه آثار كآثار الدواء أي كما أن الدواء له حقيقة ذاتية تتمثل في إشفاء الناس من بعض الأمراض التي هي في الأصل، موضوع لها، فهل اسم الله كاسم من قبيل هذا الدواء، أم أن الأمر مختلف؟ بالتأكيد، إن الأمر مختلف فإذا كان تناول جرعة من الدواء مع الماء يمكن أن يحدث الشفاء من المرض فإن إذابة اسم الله في كوب من الماء لا يمكن أن يحدث الشفاء، لأن الإسم متى ذاب لا تعود له حقيقة حتى حقيقة اللفظ المكتوب، كما ان الذي يذوب هو الحبر، وليس الإسم، وبالتالي إذا نسبنا أي فاعلية للإسم في هذه الحالة، إنما ستعود حقيقة وواقعاً إلى الحبر، وإلى ما ليس له حقيقة ووجود وهذا محال" [في رحاب دعاء كميل ص270]

ونقول:

1 ـ إن مما لا ريب فيه: أن المعوذتين نزلتا على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان (صلى الله عليه وآله) يعوذ بهما الحسن والحسين (عليهما السلام)، فللكلام الملفوظ تأثيره.. رغم أنه مجرد أصوات تصدر عن اللافظ، كما أن الصلاة هي مجرد ألفاظ وأصوات فلماذا لابد من الإلتزام بهذه الألفاظ لكي تتحقق المعراجية للمؤمن، ولكي يسقط واجب الصلاة عن المكلف؟!.

2 ـ إن من الواضح أيضاً: أن رسم القرآن في المصحف هو عبارة عن حبر وضع على الورق على طريقة معينة، فلماذا يحرم تنجيسه، ويحرم وضعه في مواضع المهانة، ويحرم الوطء عليه بالأقدام ؟ ما دام أنه ليس ثمة إلا ورق وحبر؟!..

3 ـ ولا يشك أحد ممن له أدنى اطلاع على الأحاديث، والآثار إذا لاحظ كثرتها الكاثرة وتنوعها المفيد لليقين الجازم لا يشك: بأن منها ما هو صادر قطعاً عن الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) مما يتضمن أوامر بقراءة أو كتابة آيات، أو أدعية، أو عوذات بعينها.. ليحصل الشفاء للحالة الفلانية، أو ليتحقق الأمر الفلاني..

وتكذيب ذلك بأجمعه مجازفة كبرى لا يمكن الإقدام عليها من قبل أي مسلم مهما كانت ثقافته، أو موقعه.

4 ـ إن السيد محمد حسين فضل الله نفسه قد قرر في بعض الموارد أنه:

".. قد يحصل الشفاء لبعض المرضى نتيجة التوسل لله، بنبي أو ولي أو بسبب دعاء أو عمل عبادي في جو نفسي معين قد لا ينسجم مع التفسير النفسي العلمي"

فلماذا يناقض نفسه، ويقرر خلاف ذلك هنا؟!.

5 ـ قوله:

"إن نسبة أي فاعلية للإسم ستعود حقيقة وواقعاً إلى الحبر.."

لا يمكن قبوله.. فإن الفاعلية إنما هي لما يرمز إليه الإسم الذي جسد الحبر له رمزاً كما يجسد اللفظ له رمزاً أيضاً، أي أن الذي يشفي هو المسمى الذي تجسد حضوره بالرموز والأشكال الدالة عليه بواسطة الحبر..

ولا يدعي أحد أبداً أن الحبر بذاته ولذاته هو المؤثر في الشفاء أو في غيره..

العودة