ـ نظريّة داروين لا تنافي الفكر الديني.

ـ نظريّة داروين قد تنافي بعض ما يفهم من التاريخ الديني.

قال السيد محمد حسين فضل الله:

"من الخطأ جدّا أن يطرح الفكر الديني على أساس أن قاعدة هذا الفكر، هو أن الله خلق الكون بشكل مباشر من دون أن يكون خاضعا لقوانين في عمق تكوينه، إننا نؤمن من خلال صفتنا الإسلامية، من دون أن نحيد قيد شعرة عن التفكير الإسلامي. نؤمن بأن هناك في الكون سننا كونية، وهي ما تمثّله قوانين الكون الطبيعية في الكون، وفي الحيوان وفي الإنسان. حتى أننا من وجهة النظر الإسلامية نؤمن بأن هلاك المجتمعات ونموّ المجتمعات تخضع لقوانين موجودة في حركة الكون بحيث إنها تتحرك ضمن نطاق خاص. ومسيرة خاصة، فنحن مثلا، نجد أن النظرية (الداروينية) التي تقول إن جدّ الإنسان، والقرد من أصل واحد. هذه النظرية لا تنافي أساس الفكر الديني. لأن هذه تقول إن الإنسان تطور بفعل عوامل معينة مـوجـودة في الكـون، من قرد إلى هذه الصورة الحالية.

والدين عندما يريد أن يتدخل في هذه المسألة يسأل من أين جاء هذا التطور؟ هل التطور حالة ذاتية في الجماد؟ هل هو حالة حتمية؟ إذا كان حالة غير حتمية فكيف نشأ وما هي القوة التي دفعته؟ هنا يأتي الحديث عن الخالق. نعم إنه ينافي التاريخ الديني. نظرية داروين لا تنافي الفكر الديني، يعني أصل ارتباط الأشياء بالله، ؟ بل هي قد تنافي بعض ما يفهم من التاريخ الديني، الذي يقول: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، ثم رددناه أسفل سافلين). وهذا يدل على أن الإنسان كان إنسانا في صورته الأولى ولم يكن قردا" [أسئلة وردود من القلب ص58و59]

ونقول:

1 ـ ونحن نبادر إلى تسجيل تحفظ على هذا القول:وهو أننا من ناحيتنا الشخصية نرفض ولا نعترف بأن القرد جدنا، فإننا من نسل أشرف الكائنات محمد وآله الطاهرين، ونرى أن النظرية الإسلامية، التي مصدرها الوحي تقرر أن الله قد خلق محمدا(ص) من نسل الإنسان الأول وهو آدم(ع)، وقد خلق آدم من تراب، وخلقه بيديه في أحسن تقويم.

2 ـ ولا ندري، لماذا قال السيد محمد حسين فضل الله: (قد تنافي)، فأتى بكلمة (قد) التي تفيد التقليل، في درجة الإحتمال.. فهل تجده يحتمل عدم منافاتها لذلك أيضا؟!

ولماذا قال: (بعض ما يفهم)، فهل هو يرى: أن هذا الفهم قد يكون خاطئا، أو أنه فكر بشري لا يصح نسبته إلى الله سبحانه؟!.

3 ـ إذا كانت الآية: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}، دالّة على أن الإنسان في صورته الأولى لم يكن قردا، فكيف لا تتنافى هذه المقولة مع الفكر الديني، بل كيف لا تتنافى مع بعض ما يفهم من التاريخ الديني، لو أردنا التدقيق في عباراته وفي مرامي كلامه.

العودة