ـ النبي يعقوب يحب ولده لجماله.

ـ النبي يحب ولده لذكائه ووداعته.

يقول السيد محمد حسين فضل الله:

".. وجاء يوسف إلى أبيه.. وكان أثيرا عنده حبيبا إليه، لجماله ووداعته وصفاء روحه.. وجلس عنده يقص عليه رؤياه الغريبة التي أثارت في نفسه القلق لما تشتمل عليه من جو يوحي بالسمو ولكنه حافل بالغموض" [ من وحي القرآن ج12ص163-164ط2]

ويقول أيضا:

".. على يعقوب أن يعرف أولاده الآخرين يحسدون يوسف على ما تميز به عنهم من جمال وذكاء ووداعة وصفاء.. وعلى ما له من المنزلة عند أبيه، كنتيجة لما يملكه من هذه الصفات وغيرها التي أهلته للمعاملة المميزة " [ من وحي القرآن ج12ص164-165ط2]

ونقول:

  أ ـ إننا لا نريد أن نرهق الباحث بالتعليق على هذه الفقرات، لكننا نلفت نظره إلى أننا ما كنا نحسب أن علاقة نبي الله يعقوب عليه السلام بولده النبي يوسف عليه السلام كانت بسبب جمال صورة ولده، أو بسبب ذكائه، ووداعته، فنحن نجل الأنبياء عن أمر كهذا.

وإنما نعتقد أنه ينطلق في حبه له مما يلمسه فيه من معان إنسانية، وصلاح وهدى، واستقامة على طريق الخير والرشاد.

ب ـ وإذا كان الله سبحانه قد أعطى يوسف عليه السلام جمالا خصه به، ولم يعط سائر إخوته، فإن ذلك لم يكن بسوء اختيارهم ليستحقوا هم ذلك الإبعاد، ويستحق يوسف(ع) هذا القرب.

وإنما هي مشيئة الله سبحانه التي ليس لهم أو ليوسف (ع) معها أي اختيار، أو خيار.

ج ـ ولو أردنا أن نفسح المجال لموضوع الانجذاب للجمال، بحجة أن هذا يعبر عن الذوق الرفيع، ليكون هذا الأمر من المعايير والضوابط التي يعتمدها الأنبياء في حبهم وفي ارتباطهم العاطفي بالأشياء وبالأشخاص لا سيما بعد ملاحظة ما يذكره السيد فضل الله عن يوسف وامرأة العزيز، فإن ذلك قد يدفع من لا تقوى لديه من أعداء الإسلام أمثال سلمان رشدي إلى كتابة "آيات شيطانية"جديدة تهدف إلى طرح وتسويق مثل أكذوبة زوجة أوريا، حينما رآها النبي داود في حالة مثيرة كما يزعمون، وكذلك الحال بالنسبة لقضية زينب بنت جحش وما افتروه من أن النبي قد عشقها بعدما رآها بصورة مثيرة.. وغير ذلك.

وهذا باب خطير، لا يمكن فتحه، ولا مجال للقبول به.

العودة