-  أحاديث النبي وأهل البيت تحرّم، ولدينا في ذلك تحفظ فتوائي.

-  حرمة أكل لحم الأرنب مبنية على الاحتياط.

سئل السيد محمد حسين فضل الله:

لماذا لا يؤكل لحم الأرنب؟

فأجاب:

"لأن الأحاديث الواردة عندنا عن أئمة أهل البيت، والمروية عن الرسول تقول بحرمته ذكراً كان أو أنثى. ولدينا تحفظ فتوائي حول الموضوع فإن الحرمة ـ عندنا ـ مبنية على الاحتياط  [الندوة ج1ص 828]

ونقول:

1 ـ إن جوابه هذا يوضح أن المنهج الذي يلتزم به السيد فضل الله، ويسير عليه هو أن الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) يقولون: حرام وهو يتحفظ على قول الرسول (ص) وأهل بيته عليهم السلام، فلا يفتي في الفتوى بما قالوه، بل تبقى الفتوى عنده مبنية على الاحتياط.

فهل ثمة من جرأة أعظم من هذه الجرأة؟!

 

ولم يزل يستشهد بفتاوي العلماء بالإحتياط الوجوبي بالمنع، على صحة قوله هو بالجواز، فيقول: فلان يوافقنا على القول بالجواز، لأنه يقول: الأحوط وجوباً الحرمة [راجع: فقه الحياة ص33و34 متناً وهامشا]..ً. فتبارك الله أحسن الخالقين.. كيف يمسخ: الأحوط وجوباً الحرمة أو النجاسة، فيصير فتوى بالجواز والطهارة، ثم يبقى على حاله من كونه احتياطاً وجوبياً بالتحريم!!

فهل هذا إلا من قبيل قول السيد محمد حسين فضل الله للإمام الرضا (عليه السلام): هل يقدر ربك أن يدخل الدنيا في بيضة من غير أن تصغر الدنيا أو تكسر البيضة لكن الأمام الرضا (عليه السلام) إجابه بقوله: (نعم، وفي أصغر من البيضة، وقد جعلها في عينك وهي أقل من البيضة لأنك إذا فتحتها عاينت السماء والأرض وما بينهما، ولو يشاء لأعماك عنها..)

وقريب منه مروي عن الأمام الصادق (عليه السلام) أيضاً:

وروي ما يقرب من ذلك عن الأمام علي (عليه السلام)، وعن عيسى (عليه السلام).. لكن الجواب المروي عنهما يختلف عن هذا، لكنه قاطع ومفحم :

 

علي بن أحمد بن عبد الله البرقي رحمه الله ، قال حدثنا أبي ، عن جده أحمد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال: جاء رجل إلى الرضا عليه السلام فقال: هل يقدر ربك أن يجعل السماوات والأرض وما بينهما في بيضة ؟ قال: نعم ، وفي أصغر من البيضة ، قد جعلها في عينيك وهي أقل من البيضة ، لأنك إذا فتحتها عاينت السماء والأرض وما بينهما ، ولو شاء لأعماك عنها.

بحار الأنوار ج4ص141 و143 وج58 ص252و253، وكتاب التوحيد للشيخ الصدوق ص122 و123 و127و130 نشر دار المعرفة بيروت لبنان

ولو أن الأمام عليه السلام عاش في هذا الزمن لأراه السيد محمد حسين فضل الله  كيف، أنه قد أخطأ ـ والعياذ بالله ـ في جواب ذلك الشخص. وأن ذلك ليس ممكناً فقط، وإنما هو سهل ويسير على بعض مخلوقات الله سبحانه.. فها هو الإحتياط الوجوبي بالتحريم قد أصبح قولاً بالجواز، مع أنه باق على حاله من كونه احتياطاً وجوبياً بالتحريم، كما أنه لا يزال قولاً بالجواز، يؤيد به البعض مقولاته وفتاويه، ولكنه حينما يقول الأحوط وجوباً كذا.. فإنه لا يجيز لك أن تنسب إليه القول بالجواز، وسينكر عليك ذلك أشد الإنكار، وينسب إليك الكذب، والافتراء عليه!. ولا بد من أن نكرر، ونكرر: تبارك الله أحسن الخالقين.

 

العودة