ـ الكثير من الخيال في خصوصيات الرواية المتواترة.

ـ في الروايات ما لا يستطيع الباحث تفسيره بطريقة معقولة فهو من الخيال.

ـ الزمن لا يسمح بتغطية جميع الحوادث المذكورة في الإسراء والمعراج.

ـ المسألة الإعجازية تبقى في دائرة القدرة البشرية المحدودة للنبي (ص).

ـ قدرات النبي (ص) تخضع لعامل الزمان والمكان.

ـ إذا كان الإسراء بالجسد فهو يخضع للقدرات البشرية.

ـ إذا كان الإسراء بالجسد ففي الروايات خيال وإلا فلا خيال.

ويقول السيد محمد حسين فضل الله:

قصة الإسراء

وقد أجملت الآية الأولى من هذه السورة مسألة الإسراء ولم تفصل شيئاً من حوادثها.. ولكن الروايات المتواترة أفاضت في الحديث عن ذلك، ربما كان في الكثير مما ذكر في خصوصياتها الكثير من الخيال فيما نلاحظه من بعض القضايا التي قد لا يستطيع الباحث تفسيرها بطريقة معقولة. لا سيما فيما أفاض فيه المحدثون عن قصة المعراج، الذي يذكرون انه كان في ليلة الإسراء في الوقت الذي لا يسمح مثل هذا الزمن القصير في تغطية ذلك كله لأن المسألة إذا كانت تحمل الإعجاز في طبيعتها فإنها تبقى في دائرة القدرة المحدودة للنبي في خصوصيات بشريته التي تخضع لعامل الزمان والمكان في حركته الزمانية والمكانية، إذا كان الإسراء بالجسد كما هو المعروف فيما بينهم" [من وحي القرآن ج14ص8ط2]

ونقول:

1 ـ لا ندري كيف يحكم السيد فضل الله على مضمون رواية متواترة أن في الكثير من خصوصياتها الكثير من الخيال؛ ثم يجعل ذلك ذريعة لردها خصوصاً قصة المعراج. فإن تواتر الرواية يعني قطعية صدورها عن المعصوم، فإذا كانت خصوصياتها متواترة أيضا فإن تلك الخصوصيات تثبت أيضا. بل إنها حتى لو لم تكن متواترة فإن ذلك لا يبرر له وصف تلك الخصوصيات بأنها خيال، كما سيأتي لأن ثبوتها بما هو حجة بخبر الواحد مثلا يكفي في لزوم التسليم بها والأخذ بمضمونها. فهل هذا الخيال هو خيال المعصوم؟!. أم هو خيالنا نحن في فهم وتقييم كلامه (ع)، وما بيَّنه لنا من حقائق!؟

2 ـ إن عدم قدرة السيد فضل الله على تفسير أو استيعاب بعض القضايا لا يبرر له اعتبارها أموراً خيالية، بل عليه أن يترك المجال لمن يملك القدرة على فهم هذه القضايا من خلال ما يعرفه من ضوابط ومعايير إيمانية وعلمية قادرة على وضع الأمور في نصابها الصحيح.

3 ـ إن ما أفاض فيه المحدثون من تفاصيل في قضية المعراج، إنما هو من الأمور التوقيفية الممكنة التي يفترض أن يأخذوها من المعصوم المطلع على هذه الأمور التي لا يدركونها بعقولهم، مادام أنها ترتبط بعالم الغيب.

4 ـ إن الظاهر هو أن السيد فضل الله لم يستطع تفسير ما يذكر من تفاصيل في قضية الإسراء، فضلا عن قضية المعراج فلجأ إلى الاستبعاد والإنكار .

5 ـ انه إذا كان الإنسان يرى في منامه أحداثاً تفصيلية تحتاج إلى مساحة زمنية واسعة ـ نعم يراها ـ في زمن قصير للغاية. فلماذا لا تختصر القدرة الإلهية الزمان الحقيقي في نطاق تجسيد الحدث الزماني للأجسام التي تحتاج إلى الزمان والمكان. فإن سيطرة القدرة الإلهية على الحركة في المادة الزمانية مما لا يصح إنكاره..؟

بل إننا نجد هذا الإنسان قد تغلب على كثير من المصاعب، واختصر المسافات إلى درجة كبيرة ومذهلة، فكيف بخالق هذا الوجود كله، الذي جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم (ع) ومكّن آصف بن برخيا وصي النبي سليمان عليه السلام الذي عنده علم من الكتاب أن يأتي بعرش بلقيس، وما إلى ذلك.

وليكن الشاهد الحي على إمكانية الإسراء والمعراج، هو حدوث نظائر كثيرة له حين تتدخل القدرة الإلهية.

ومن ذلك طيّ الأرض للإمام علي عليه السلام، حينما جاء من المدينة في الحجاز إلى المدائن قرب بغداد في العراق، ليتولى تجهيز سلمان الفارسي ودفنه.. ومناقشة السيد فضل الله في هذا الأمر لا أهمية لها، لأنها تدخل في سياق نظرته العامة لمثل هذه الأمور إلى حدٍ ادعى معه لزوم تحصيل التواتر القطعي في هذه الأمور وأمثالها

وكذا طيّ الأرض للإمام الجواد عليه السلام حيث ذهب من المدينة في الحجاز إلى خرا سان ليتولى مراسم تجهيز ودفن أبيه الإمام الرضا عليه السلام. 

وكذلك الحال بالنسبة للإمام السجاد حينما ذهب من الكوفة إلى كربلاء لدفن الأجساد الطاهرة حيث عاونته قبيلة بني أسد على ذلك.

وليكن من ذلك أيضا انتقال عرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين، قبل ارتداد الطرف مع أن هذا العرش زماني ومكاني.

وليكن من ذلك أيضاً، قصة التقام الحوت ليونس، وبقائه في بطنه برهة من الزمان، {ولولا أن كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}.

6 ـ إذا كانت القضية ترتبط بالإعجاز الإلهي فلماذا يجب أن تبقى في حدود القدرة البشرية المحدودة للنبي (ص)، فإن بقاءها كذلك يتنافى مع كونها معجزة إلهية.

ومن الذي قال: إن بشرية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تحدد قدرته إلى درجة يمتنع معها حصول مثل هذه الأمور له (ص)، حتى لو كان الإسراء بالجسد؟!.

وهل يريد أن يقنعنا أن القول بصحة هذه التفاصيل يلازم القول بأن الإسراء كان بالروح،كما قالت عائشة وغيرها من بني أمية؟!!

وهل يريد أن يقنعنا بعدم قدرة البشر على فعل الخوارق مع أن علياًً(ع) قال عن عيسى (ع) فيما يرتبط بمشيه على الماء: لو ازداد يقينا لمشى في الهواء، فهل كان مشيه على الماء بروحه أم بالروح والجسد؟!. 

العودة