ـ علي عليه السلام يبين حاله.

ـ علي (ع) يطلب من الله أن يغفر ذنوبه وخطاياه.

ـ يدا علي (ع) تقترفان الذنوب.

ـ قلب علي (ع) يكسب الآثام.

ـ الذنوب تقصم ظهر علي (ع).

ـ الأجواء توقظ غرائز علي(ع).

ـ غرائز علي (ع) تغلب عقله.

ـ علي (ع) يقع في المعصية.

ـ علي (ع) يعد الله بأنه سيتراجع عن خطئه وإساءته ومعصيته.

ـ علي (ع) يطلب من الله أن لا يفضح ما اطلع عليه من سرّه.

 

وفيما يرتبط بلغة الحديث مع علي (ع) نجد أن السيد محمد حسين فضل الله حين يشرح دعاء كميل، ليقرأه كل راغب حتى غير المسلم الذي يريد أن يتعرف من خلاله على نظرة المسلمين إلى إمامهم باعتبارهم اعرف الناس به وبشؤونه وحالاته.

فإذا رجع أحدٌ مّا إلى كتاب السيد فضل الله فسيجده يقول عنه:

 

"فلأن الله سبحانه وتعالى هو خير مرجو وأكرم مدعو فان الإمام علي (ع) يقسم عليه بعزته أن لا يحجب عنه دعاءه بسبب مما اقترفته يداه من الذنوب، أو بما كسب قلبه من الأثام. وكأن لسان حال الإمام (ع) في كل ذلك:

يا رب أنت العزيز الذي لا يذل، وأنا الذليل أمامك، وأنت الرب الرحيم، أنا أدعوك وأتضرع إليك، أريد منك شيئا واحدا، وهو أن لا يحجب عنك دعائي وهو في طريقه إليك، ولا تجعل ذنوبي تمنع عنك دعائي، فالمهم عندي بمكان أن يخرج دعائي من قلبي ويصل إليك. إجعل قلبي ودعائي منفتحا عليك، لأن دعائي إذا وصل إليك فإنك تتقبل الدعاء، لأنك " خير مرجوّ، (و) أكرم مدعوّ.

ويتابع الإمام (ع) ببيان حاله قائلا:

"ولا تفضحني بخفي ما اطلعت عليه من سري (يا رب هنالك الكثير من الأشياء التي أقوم بها من دون أن يراني أحد، أو أتكلم بشيء ولا يسمعني أحد، وأنت الساتر الرحيم. فيا رب، لا تفضحني في الدنيا وفي الآخرة، وأعدك بأني سأتراجع عن خطئي وإساءتي ومعصيتي" [ في رحاب دعاء كميل ص159]

وقال:

"فلسان حال علي يقول: أنت يا ربي أهل التقوى والمغفرة أي بيدك أن تغفر وتتوب، وتسامح، لا بيد أحد سواك، وحدك المؤهل لأن تتجاوز عن السيئات، والأخـطاء والمعاصي، فلذلك أنت الرب الرحيم، الحنـّان، المنّان، المفضل المعطي، الجواد الكريم، الشفيق العطوف،.. بينما أنا يا رب أنا أهل للعذاب، استأهل العذاب، لأني في مقام العاصي، والمذنب، والمقصر بحقك وواجباتك.

ولذلك يا رب أسألك بحق محمد وآل محمد أن تحاسبني بما أنت أهل له، لأن في ذلك نجاتي ولا تؤاخذني بما أنا أهل له لان في ذلك خسراني وعذابي" [ في رحاب دعاء كميل ص275-276]

"ماذا نشعر ونحن نرى عليا (ع) يسأل المغفرة تلو المغفرة، ثم لا يكتفي بذلك بل يتجاوزه إلى سؤال شفاعة الله سبحانه وتعالى له.

ألا تشعر: أن عليا (ع) لا يزال خائفا، ولا سيما أن الذنوب والخطايا التي طلب من الله سبحانه وتعالى أن يغفرها له، هي من الذنوب الكبيرة التي يكفي ذنب واحد لينقصم الظهر منها" [ في رحاب دعاء كميل ص94]

وقال أيضا:

"فالإمام عليه السلام يقول: يا رب، لقد خلقت لي هذه الغرائز، ومن حولي أجواء تثير هذه الغرائز، تستيقظ غرائزي عندما تحف بها الروائح والأجواء الطيبة التي تثيرها.

أعطيتني عقلا ولكن غرائزي في بعض الحالات تغلب عقلي فأقع في المعصية" [ في رحاب دعاء كميل ص 169]

 

وقد ذكرتني الكلمة الأخيرة بما يذكر السيد فضل الله عن يوسف وامرأة العزيز، من أنه يندفع إليها كما يندفع الجائع إلى الطعام بصورة لا إرادية (أو إرادية) حسب تصريحه في مجلس آخر. وفي نص آخر قال: إنه (ع) عزم على أن ينال منها ما كانت تريد نيله منه...

هذه المقاطع هي كلمات السيد فضل الله التي أوردها في كتابه من في رحاب دعاء كميل..
نوردها كما هي مع فارق بسيط وهو استبدال اسم أمير المؤمنين عليه السلام بـ اسم فضل الله..


و نسأله أيرضى بذلك لنفسه أم لا. ؟؟

1 ـ فلأن الله سبحانه وتعالى هو خير مرجو وأكرم مدعو فان (فضل الله) يقسم عليه بعزته أن لا يحجب عنه دعاءه بسبب مما اقترفته يداه من الذنوب، أو بما كسب قلبه من الآثام.
وكأن لسان حال (فضل الله ) في كل ذلك: يا رب أنت العزيز الذي لا يذل، وأنا الذليل أمامك، وأنت الرب الرحيم، أنا أدعوك وأتضرع إليك، أريد منك شيئا واحدا، وهو أن لا يحجب عنك دعائي وهو في طريقه إليك، ولا تجعل ذنوبي تمنع عنك دعائي، فالمهم عندي بمكان أن يخرج دعائي من قلبي ويصل إليك. إجعل قلبي ودعائي منفتحا عليك، لأن دعائي إذا وصل إليك فإنك تتقبل الدعاء، لأنك " خير مرجوّ، (و) أكرم مدعوّ. ويتابع (فضل الله) ببيان حاله قائلا: "ولا تفضحني بخفي ما اطلعت عليه من سري (يا رب هنالك الكثير من الأشياء التي أقوم بها من دون أن يراني أحد، أو أتكلم بشيء ولا يسمعني أحد، وأنت الساتر الرحيم. فيا رب، لا تفضحني في الدنيا وفي الآخرة، وأعدك بأني سأتراجع عن خطئي وإساءتي ومعصيتي " في رحاب دعاء كميل ص159

2 ـ "فلسان حال (فضل الله ) يقول: أنت يا ربي أهل التقوى والمغفرة أي بيدك أن تغفر وتتوب، وتسامح، لا بيد أحد سواك، وحدك المؤهل لأن تتجاوز عن السيئات، والأخـطاء والمعاصي، فلذلك أنت الرب الرحيم، الحنـّان، المنّان، المفضل المعطي، الجواد الكريم، الشفيق العطوف،.. بينما أنا يا رب أنا أهل للعذاب، استأهل العذاب، لأني في مقام العاصي، والمذنب، والمقصر بحقك وواجباتك.
ولذلك يا رب أسألك بحق محمد وآل محمد أن تحاسبني بما أنت أهل له، لأن في ذلك نجاتي ولا تؤاخذني بما أنا أهل له لان في ذلك خسراني وعذابي" في رحاب دعاء كميل ص 275/276.

 

3 ـ ماذا نشعر ونحن نرى (فضل الله ) يسأل المغفرة تلو المغفرة، ثم لا يكتفي بذلك بل يتجاوزه إلى سؤال شفاعة الله سبحانه وتعالى له. ألا تشعر: أن (فضل الله ) لا يزال خائفا، ولا سيما أن الذنوب والخطايا التي طلب من الله سبحانه وتعالى أن يغفرها له، هي من الذنوب الكبيرة التي يكفي ذنب واحد لينقصم الظهر منها" في رحاب دعاء كميل ص94

4 ـ ف(فضل الله ) يقول: يا رب، لقد خلقت لي هذه الغرائز، ومن حولي أجواء تثير هذه الغرائز، تستيقظ غرائزي عندما تحف بها الروائح والأجواء الطيبة التي تثيرها.
أعطيتني عقلا ولكن غرائزي في بعض الحالات تغلب عقلي فأقع في المعصية" في رحاب دعاء كميل ص 169

 

5 ـ ويختم (فضل الله ) دعاءه بأن يسأل الله تعالى أن يتخذ بحقه ما يناسب ساحة قدسه تعالى من الرحمة، والعفو والمغفرة، لأنه تعالى (أهل التقوى والمغفرة)، لا أن يأخذه بما يناسب وضعه، لأنه لو أخذه بما يناسب وضعه لما استحق سوى العذاب. فلسان حال (فضل الله ) يقول:
أنت، يا رب، (أهل التقوى والمغفرة) أي بيدك أن تغفر، وتتوب، وتسامح لا بيد أحد سواك، وحدك المؤهل لأن تتجاوز عن السيئات والأخطاء والمعاصي، فلأنك أنت الرب الرحيم، الرحمن، الحنان، المنان، المفضل المعطي، الجواد، الكريم، الشفيق، العطوف.. بينما أنا يا رب أهل للعذاب، استأهل العذاب، لأني في مقام العاصي، والمذنب، والمقصر بحقك وواجباتك. ولذا، يا رب، أسألك بحق محمد وآل محمد، أن تحاسبني بما أنت أهل له، لأن في ذلك نجاتي، ولا تأخذني بما أنا أهل لأن في ذلك خسراني وعذابي، وصل على محمد والأئمة الميامين من آله وسلم تسليماً كثيراً"  في رحاب دعاء كميل: ص 275 و 276

 

6 ـ "هذا الشعور نتمثله في كلمات (فضل الله ): (اللهم إني أسألك سؤال خاضع متذلل خاشع أن تسامحني وترحمني)، عندما يطلب الرحمة من الله، والسماح من الله، حول ما أسلف من خطايا وما قام به من ذنوب، إنه يقول لله: أنا أطلب منك يا رب الرحمة والسماح بروح الإنسان الذي يشعر أن له عليك حقاً، ليس لأحد في الكون حق عليك، حقك على الناس كلهم  في رحاب دعاء كميل: ص 108

 

7 ـ "فكيف يمكن لمن ابتعد ونأى بنفسه عن الله تعالى أن تصيبه رحمته برذاذها، أو يلامسه لطفه تعالى بأنامل الحب والحنان ؟ كيف يمكن لمن تحجر قلبه حتى بات صلداً أن ينفجر منه الماء، ماء الأمل والحياة ولذا يسأل (فضل الله ) الله سبحانه وتعالى أن يغفر له الذنوب التي تميت القلب، والتي تضع القلب في التيه، والضلالة، حتى يبقى على صلة الأمل بالله تعالى. في رحاب دعاء كميل: ص 82

 

8 ـ "ويبدو، من سياق سؤاله ـ (فضل الله ) ـ أن المراد بالخطيئة هنا هو المعنى الثاني لا المعنى الأول، أي المراد مطلق الخطأ.  فنحن نجد في سؤاله هذا ـ (فضل الله ) ـ توسعاً في الطلب، فبعد أن سأل ـ (فضل الله ) ـ الله أن يغفر بعض الذنوب كتلك التي (تهتك العصم) و (تغير النعم) و (تنـزل النقم)، (وتقطع الرجاء).. توسع في سؤال المغفرة ليشمل كل ذنب، وكل خطيئة، وفي ذلك استبطان عميق، واستشعار مرهف لرحمة الله تعالى، وجوده، وكرمه، ولطفه، وإحسانه، فهو ـ عليه السلام ـ يدفع بأمله إلى أقصى الحدود، هذا الأمل الذي ما كان ليتوقد ويسطع لولا التعلق برحمة الله تعالى، وعدم الوقوع في فخ القنوط واليأس من روحه تعالى، ولولا استحضار ما هو عليه الله سبحانه وتعالى من الجود، والكرم، والتجاوز، والمغفرة، فهو الرحمن الرحيم، وهو الجواد الكريم، وهو التواب الغفور" في رحاب دعاء كميل: ص 86.

 

9 ـ "يقول (فضل الله ): يا رب أنا ليس لي ثقة بعملي، لأنه قد يكون فيه غش كثير، فالدعاء ضمانة بيدي، كما أن كل شيء بيدك، يا الله، فافعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما أنا أهله" في رحاب دعاء كميل: ص 270

 10 ـ "إن (فضل الله ) يشرع في هذا المقطع من دعائه في تبيان ما من أجله كان يتوسل مقسماً بأسماء الله تعالى ، وصفاته  .

وهو يبدأ بسؤال المغفرة للذنوب التي من شأنها أن تمس كيانه وشخصيته، فتحيلها إلى شخصية متهالكة، ضعيفة، لا حول لها، ولا قوة، فاقدة لأي اعتبار أو موقع، أو دور فاعل وإيماني في الحياة.
وفي قوله ـ (فضل الله ) ـ إشعار بأن هناك من الذنوب، ما من شأنه أن يفتك بكينونة الإنسان، ويحوله إلى مجرد ركام ليس له من الحياة إلا صورتها، فهو يعيش على الهامش من دون أي حضور أو موقع أو دور، فهو إنسان تفتك به الأمراض المعنوية من كل حدب وصوب، فإذا به إنسان فارغ مضطرب، سقيم فاشل وساقط لا يكاد يلوي على شيء.إن أخطر الأمراض وأفدحها هي تلك التي تصيب شخصية الإنسان، أي تصيب روح الإنسان لأنها تفتك بالبعد الرئيسي من أبعاد وجوده وتميزه، وتصيب محل كماله، ومستودع آفاقه وآماله، ومرتكز مصيره. ولذا فإنه ـ (فضل الله ) ـ يسأل الله سبحانه وتعالى، أن يغفر له الذنوب التي لها أمثال هذه النتائج، لكي يصلح سره وعلانيته معاً، فيستعيد مكانته وموقعه في الحياة". في رحاب دعاء كميل: ص72 

التعليق :

 أن ما سجله السيد محمد حسين فضل الله في حق الأئمة (عليهم السلام) إذا رجع إليه من لا يعرف الإسلام، ولا الأنبياء، ولا الأوصياء، نعم.. إذا رجع إليه وقرأ ذلك بهدف استخلاص ملامح الصورة عن هذا الإمام، وعن ذلك النبي (ص) باعتبار أنه يرجع إلى أحد أتباع تلك الشخصية والعارفين بأحوالها. فسيخرج بتصور مغاير تماماً للصورة الحقيقية لهم (عليهم السلام)، وذلك حين يجده يصورهم على أنهم يرتكبون من الكبائر ما ينقصم الظهر لكل واحدة منها.. وسيجد أن غرائزهم وأهواءهم تقودهم إلى ارتكاب الجرائم    الخطيرة.. وما إلى ذلك واللافت: أن فضل الله ليس فقط لا يتعامل مع الأنبياء والأوصياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بما يليق بشأنهم من التوقير والاحترام. وإنما هو يظهر إلى جانب ذلك من الإكرام والإحترام والمجاملة لأهل الضلال، ومن بشاشة ولطف وانعطاف تجاه الفساق والمنحرفين والمنحطين إلى الدرك الأسفل، ممن عملهم دائب في سبيل محق دين محمد(صلى الله عليه وآله). ما يثير العجب. إن ذلك لا يقاس بما يظهر من ذلك البعض تجاه أهل الإيمان، حيث إنه حين تصل النوبة إليهم، فإن الأمر يتخذ منحى خطيراً في نقده اللاذع والمغرق في القسوة والبالغ في الشدّة والحدة، بل إن هذه الشدة والحدة والقسوة البالغة منه لم يسلم منها حتى الأنبياء. نسألك هل تقبل أن توصف أو يوصف فضل الله أو اي شخص صالح بهذه الأوصاف التي وصف بها أمير المؤمنين (عليه السلام) وذلك بأي معنى أراده هو أو أنت ؟ ثم إذا جاء شخص رآك تعتذر من أبيك أو صاحبك مع أنه لم تسيء إليه وإنما الإعتذار من باب أنك ترى انك مقصر في حقه، فجاء هذا الشخص ثم انهال عليك بالضرب و الشتم ثم قال لك إن هذا من أجل انك مقصر في حق صاحبك أو أبيك... ماذا يكون جوابك؟
أتعذره؟.

العودة