ـ آية التطهير لا تدل على طهارة الزهراء من كل خبث .

ـ آية التطهير لا تدل على عدم رؤية الزهراء لدم الحيض.

 

يسأل السيد محمد حسين فضل الله:

هل أن ( آية التطهير) { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } [الأحزاب:33] تعني أن الزهراء (ع) طاهرة من كل خبث حتى الدماء الثلاثة؟

يقول:

آية التطهير لا تدل على ذلك , وإنما تقصد الطهارة الفكرية والعلمية والروحية والأخلاقية . [الزهراء القدوة ص327-328] و [الندوة ج1ص428]

ونقول:

1 ـ إذا راجعنا "كتاب مأساة الزهراء(ع)" عن هذا الأمر، نرى أن السيد جعفر مرتضى العاملي قد ذكر أربعة وعشرين حديثاً مروياً في كتب الشيعة أو السنة أو هما معا، تثبت كلها: أن الزهراء (عليها السلام) منـزهة عن هذا الأمر، فمن أرادها فليراجعها.

2 ـ إن الآية الشريفة قد قررت: أن المحيض للمرأة هو من جملة الأذى، واعتبرته بعض الروايات اعتلالاً.

كما أن بعض الروايات اعتبرت هذا التنزه من مفردات الطهارة.

وقالت روايات أخرى: إن ذلك من خصوصيات بنات الأنبياء.

3 ـ وبعد ، فإن من يكون مسلّما لأقوال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والأئمة (عليهم السلام) لا يمكن أن يعتبر القول بتنزيه الزهراء عن الحيض والنفاس من السخف، بل عليه أن يقبل بذلك، ويسلم به، وإن لم يدرك عقله السبب في ذلك.. ولا يمكن أن يكون شيء مما يقوله المعصوم سخيفا، أو خاطئا أو غير مفيد لمن علمه.

4 ـ إنه قد يحدث لبعض النساء أن لا ترى دم نفاس ولا حيض أبدا، أو أنها ترى منه الشيء اليسير، ولا يعد ذلك نقصا في أنوثتها، ولا في شخصيتها كامرأة..

بل نجد ذلك يقع موقع الاستحسان والغبطة من مثيلاتها ورفيقاتها.

5 ـ إن حالة الحيض والنفاس حدث يقعد المرأة عن الصلاة، وعن الصوم، وعن دخول المساجد، وذلك يحجزها عن أن تعيش الأجواء الروحية بكل حيويتها وصفائها وقوتها..

6 ـ إن الله قادر على أن يخلق المرأة التي لا تحيض دون أن ينقص ذلك من أنوثتها، ودون أن يغير في طبيعتها.

7 ـ وبعدما تقدم، فإن اختصاص السيدة الزهراء (عليها السلام) بهذه الخصوصية تمييزا لها عمن سواها، يعتبر تكريما وتشريفا لها، واهتماما بها، فهو إذن كرامة لها منه تعالى، وفضل لها على من سواها.

8 ـ وأخيراً.. فإن اعتبار عدم الطمث في المرأة نقصاً إنما هو من جهة ما يصاحبه من العقم وعدم القدرة على الإنجاب، وأما إذا قدّر الله لامرأة ـ كالزهراء (ع) ـ أن تتنزه عن الطمث مع كمال القدرة على الإنجاب، خصوصاً إنجاب أولاد كالحسنين وزينب عليهم السلام جميعاً فإن ذلك يكون الغاية في كمال المرأة وطهارتها وسلامتها.

 

وردعن الأئمة الطاهرين في نصوص كثيرة، تخرج عن حد الاستفاضة لتصل إلى حد التواتر، وهي تدل على أن الله سبحانه قد نزه الزهراء عليها السلام عن رؤية دم الحيض والنفاس.

ونذكر من هذه الروايات ما يلي:

1 ـ عن النبي (ص): إنما سميت فاطمة " البتول " لأنها بتلت من الحيض والنفاس

 ينابيع المودة: ص 260 وإحقاق الحق (الملحقات): ج 10 ص 25 عنه وعن مودة القربى: ص 103.

2 ـ وعنه (ص): أن ابنتي فاطمة حوراء لم تحض، ولم تطمث

ذخائر العقبى ص 26 وشرح بهجة المحافل ج 2 ص 138. وراجع: عوالم العلوم: ج 11 ص 54 وفي هامشه عن: تاريخ بغداد: ج 12 ص 331 وعن كنز العمال: ج 12 ص 109 ح 3426 وعن مصادر كثيرة أخرى، وإسعاف الراغبين ومطبوع بهامش نور الأبصار: ص 173

3 ـ وروى الصدوق بسنده عن عمر بن علي(ع) عن أبيه علي(ع): أن النبي (ص) سئل ما البتول؟! فإنا سمعناك يا رسول الله تقول: إن مريم بتول، وفاطمة بتول؟

قال: البتول التي لن (لم) تر حمرة قط ـ أي لم تحض ـ فإن الحيض مكروه في بنات الأنبياء

معاني الأخبار: ص 64 ومناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 330 عن أبي صالح المؤذن في الأربعين وتاج المواليد: ص 20 وكشف الغمة: ج 2 ص 90 والبحار ج 43 ص 16 / 15 راجع: ج 78 ص 112 عنهما، وينابيع المودة: ص 260 ومستدرك الوسائل: ج 2 ص 37. وعلل الشرائع: ج 1 ص 181 وعن مصباح الأنوار: ص 223 ومصباح الكفعمي: ص 659 وروضة الواعظين: ص 149 ودلائل الإمامة: ص 55 والروضة الفيحاء في تواريخ النساء: ص 252 وحبيب السير: ج 1 ص 433 وضياء العالمين " مخطوط ": ج 2 ق 3 ص 7 وإحقاق الحق: ج 10 ص 25 و 310 و ج 19 ص 11 عن مصادر أخرى والعوالم: ج 1 ص 641 وراجع: إعلام الورى: ص 148

 4 ـ وروى القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن العباس بن بكار، عن عبد الله بن المثنى، عن عمه ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك، عن أمه، قالت ما رأت فاطمة دما في حيض، ولا في نفاس

 الأمالي للصدوق: ص 154 والبحار: ج 43 ص 21 وراجع: العوالم: ج 11 ص 153 وفي هامشه عن العديد من المصادر

5 ـ وروي عن أبي جعفر عن آبائه(ع): أنها عليها السلام إنما سميت "الطاهرة" لعدة أمور، ومنها: "وما رأت قط يوما حمرة ولا نفاسا"

 البحار: ج 43 ص 19 عن مصباح الأنوار وعوالم العلوم: ج 11 ص 66.

6 ـ الصادق عليه السلام: تدري أي شئ تفسير فاطمة؟! قال: فطمت من الشر، ويقال: إنما سميت فاطمة لأنها فطمت من الطمث

مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 330، والبحار: ج 43 ص 16.

7 ـ وقال (ص) لعائشة: يا حميراء، إن فاطمة ليست كنساء الآدميين، لا تعتل كما تعتلن وفي لفظ آخر: كما يعتللن

المصدران السابقان ومجمع الزوائد: ج 9 ص 202 عن الطبراني وإعلام الورى: ص 148 ومرآة العقول: ج 5 ص 345 والطرائف: ص 111 والعوالم (قسم حياة الزهراء): ص 64 وضياء العالمين " مخطوط ": ج 2 ق 4 ص 7.

8 ـ وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: حرم الله النساء على علي(ع) ما دامت فاطمة حية، لأنها طاهرة لا تحيض

راجع: مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 64 ومناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 330 والبحار: ج 43 ص 16 و 153 عنه وعن أمالى الطوسي: ج؟ ص 42 ومستدرك الوسائل: ج 2 ص 42. وراجع: التهذيب: ج 7 ص 475 وبشارة المصطفى: ص 306 وراجع: عوالم العلوم ج 11 ص 66 3870. وضياء العالمين " مخطوط ": ج 2 ق 3 ص 7..

ولصاحب البحار شيخ الإسلام العالمة المجلسي الثاني كلام جيد يتعلق بهذا الأمر فليراجع.. ثمة.

9 ـ عن عائشة قالت: إذا أقبلت فاطمة كانت مشيتها مشية رسول الله (ص): وكانت لا تحيض قط، لأنها خلقت من تفاحة الجنة

 أخبار الدول: ص 87 ط بغداد على ما في إحقاق الحق (ملحقات): ج 10 ص 244. وراجع: عوالم العلوم: ج؟؟؟ ص 60.

10 ـ وفي دلائل الإمامة بأسناده عن أسماء بنت عميس، قالت: قال لي رسول الله، وقد كنت شهدت فاطمة، وقد ولدت بعض ولدها فلم نر لها دما، فقلت يا رسول الله (ص): إن فاطمة ولدت ولم نر لها دما؟ فقال رسول الله (ص): يا؟؟؟ إن فاطمة خست حورية إنسية

 دلائل الإمامة: ص 53 و 55 والبحار: ج 78 ص 112 وراجع ج 43 ص 7 عن كشف الغمة

11 ـ وعن علي عليه السلام قال رسول الله (ص) إن فاطمة خلقت حورية في صورة أنسية، وإن بنات الأنبياء لا يحضن

 دلائل الإمامة: ص 52، والبحار ج 78 ص 112 ومستدرك الوسائل: ج 2 ص 37

12 ـ وفي رواية عن أبي جعفر: " فسماها فاطمة، ثم قال: إني فطمتك بالعلم، وفطمتك عن الطمث "، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: والله، لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم، وعن الطمث بالميثاق

البحار: ج 43 ص 13 عن مصباح الأنوار وكشف الغمة: ج 2 ص 89. وعلل الشرائع: ص 179 وعوالم العلوم: ج 11 ص 55 وفي هامشه عن المصادر التالية: الكافي: ج 1 ص 46 والمحتضر: ص 132 و 138 والمختصر: ص 172 و 218 وغير ذلك وقد وصف المجلسي الأول هذا الخبر بالقوي روضة المتقين: ج 5 ص 349

13 ـ وروى الصدوق رحمه الله عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن علي بن الحكم عن أبي جميلة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إن بنات الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لا يطمثن إنما الطمث عقوبة الخ..

علل الشرائع: ج 1 ص 290 ح 1 والبحار: ج 43 ص 25 و ج 12 ص 107 و ج 81 ص 81. وعوالم العلوم: ج 11 ص 153 ومستدرك الوسائل: ج 2 ص 38

14 ـ وعن أبي عبد الله(ع) قال: إن بنات الأنبياء لا يحضن

الخرائج والجرائح: ج 2 ص 527.

15 ـ قال السيوطي: " من خصائص فاطمة(ع) أنها كانت لا تحيض "

 إحقاق الحق (الملحقات): ج 10 ص 309 عن الشرف المؤبد السيوطي وراجع: عوالم العلوم: ج 11 ص 63

16 ـ وقال الصبان: " سميت الزهراء أي الطاهرة، فإنها لم تر لها دما في حيض ولا في ولادة "

راجع: إسعاف الراغبين (مطبوع بهامش نور الأبصار): ص 172، ونسب ذلك إلى المحب الطبري، وإلى صاحب الفتاوى الظهيرية الحنفي.

17 ـ وروي في حديث عن النبي صلى الله عليه وآله قال: وسميت فاطمة بتولا، لأنها تبتلت وتقطعت عما هو معتاد العورات في كل شهر الخ..

إحقاق الحق: ج 10 ص 25 عن المناقب المرتضوية: ص 78 وعوالم العلوم: ج 11 ص 64.

18 ـ عن أسماء بنت عميس، قالت: قبلت فاطمة عليها السلام، فلم أر لها دما، فقلت: يا رسول الله، إني لم أر لفاطمة دما في حيض ولا نفاس. فقال لها رسول الله (ص): أما علمت أن ابنتي طاهرة مطهرة لا يرى لها دم في طمث، ولا في ولادة

راجع: العوالم (حياة الزهراء): ص 66 و 153 عن صحيفة الرضا(ع) وذخائر العقبى: ص 44 وإتحاف السائل: ص 90 وتاريخ الخميس: ج 1 ص 417 ونزهة المجالس: ج 2 ص 183، وضياء العالمين " مخطوط ": ج 2 ق 3 ص 7.

19 ـ وقال في عمدة الأخبار: مولد الحسن بن علي عليه السلام في منتصف رمضان، وعلقت أمه بالحسين عليه السلام عقب الولادة بالحسن عليه السلام، لأن فاطمة عليها السلام لا ترى طمثا ولا نفاسا

 العوالم (حياة الزهراء): ص 66 عن عمدة الأخبار: ص 349.

20 ـ وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): إن ابنتي فاطمة حوراء، إذ لم تحض، ولم تطمث.

قال المحب الطبري: الطمث، الحيض، وكرر لاختلاف اللفظ

ذخائر العقبى: ص 26 عن النسائي. وفرائد السمطين: ج 2 ص 48 وراجع تاريخ بغداد: ج 12 ص 331.

21 ـ وفي الصحيح: عن علي بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن عليه السلام، قال: إن فاطمة صديقة شهيدة، وإن بنات الأنبياء لا يطمثن

روضة المتقين: ج 5 ص 342 والكافي: ج 1 ص 458

22 ـ عن أنس بن مالك، عن أم سليم زوجة أبي طلحة الأنصاري: أنها قالت: لم تر فاطمة (ع) دما قط في حيض ولا نفاس، وكانت من ماء الجنة، وذلك إن رسول الله (ص) لما أسري به دخل الجنة، وأكل من فاكهة الجنة، وشرب من ماء الجنة " رواه أيضا عن النبي"

إعلام الورى: ص 148.

23 ـ وقد روي عنهم عليهم السلام: أن سبيل أمهات الأئمة عليهم السلام سبيل فاطمة عليها السلام في ارتفاع الحيض عنهن الخ..

 تاج المواليد للطبرسي: ص 20 مطبوع ضمن مجموعة رسائل نفيسة، انتشارات بصيرتي ـ قم ـ ايران

 24 ـ وعن النبي (ص) ـ مرسلا ـ أنه قال: إن فاطمة ليست كإحداكن، إنها لا ترى دما في حيض ولا نفاس، كالحورية

رواه الصدوق في كتاب الفقيه باب غسل الحيض من كتاب الطهارة.

العودة