ـ التشكيك بروايات أن في القرآن حديثاً عن أهل البيت وأعدائهم.

ـ هذه الأحاديث تبعد القرآن عن كونه الكتاب المبين.

ـ الأحاديث المذكورة جو خاص يضـرّ بحجية القرآن.

ـ أجواء الروايات الخاصة تجعله لا يمنح الوعي الفكري.

ـ هذا الجو الخاص للقرآن جعله لا يمنح الوعي الشرعي.

ـ هذا الجو الخاص للقرآن يجعله لا يمنح الوعي الروحي.

ـ هذا الجو الخاص للقرآن يضر بفهمهم له حسب القواعد التي تركز الطريقة العامة للفهم العام.

يقول السيد محمد حسين فضل الله:

"هذه أسئلة توقف عندها الكثيرون في حركة التفسير، وأثاروا الكثير من الجدل حولها، حتى خيل للبعض أن القرآن كتاب رمزي لا يعلمه إلا الفئة التي جعل الله لها الميزة في فهم وحيه، فأنكروا حجية ظواهره إلا بالرجوع الى أئمة أهل البيت (ع)، وانطلق البعض ليتحدث عن تعدد المعاني للكلمة الواحدة بطريقة عرضية أو طولية، واستفاد آخرون من الروايات أن القرآن، في مجمل آياته، حديث عن أهل البيت بطريقة إيجابية، وعن أعدائهم بطريقة سلبية، ليبقى للأحكام وللقضايا العامة وللقصص المتنوعة مقدار معين..

وهكذا كان التصور العام للقرآن خاضعاً للأجواء الخاصة التي تبعد به عن أن يكون الكتاب المبين الذي أنزله الله على الناس ليكون حجة عليهم، من خلال آياته الواضحة التي تمنحهم الوعي الفكري والروحي والشرعي، على أساس ما يفهمونه منها، بحسب الـقـواعـد الـتـي تـركـز الـطريقة العامـة للفهم العام" [من وحي القرآن: ج1 ص6ط2]

ونقول:

إننا نسجل هنا ما يلي:

1 ـ أنظر كيف يورد الكلام حول أمور وردت في الأحاديث الشريفة، عن المعصومين (عليهم الصلاة والسلام) بطريقة تظهر سخفها وسقوطها.. موحياً بأن الناس هم الذين استفادوا ذلك من الروايات الصحيحة.. أو المعتبرة، مثل ما روي بسند معتبر عن الإمام الجواد (عليه السلام)، قال: (نزل القرآن أربعة أرباع: ربع فينا، وربع في عدونا، وربع سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام) تفسير البرهان: ج1، ص21 والكافي: ج2، ص459 وتفسير الصافي ج1 ص24، ومصابيح الأنوار ج2 ص294، وعدة رسائل للمفيد (المسائل السروية) ص225، وتفسير العياشي ج1 ص9 وفي هامشه عن البحار ج19 ص30

وقريب منه روي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أيضاً تفسير البرهان: ج1 ص21

وعن النبي (صلى الله عليه وآله) أيضاً  تفسير البرهان: ج1 ص21

وعن أبي جعفر (ع): (يا خيثمة نزل القرآن ثلاثا: ثلث فينا وفي أحبائنا، وثلث في أعدائنا وعدو من كان قبلنا، وثلث سنة ومثل.. الخ) تفسير البرهان: ج1 ص21

وثمة روايات أخرى عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فراجع تفسير البرهان: ج1 ص21 والكافي ج2، ص459، ومصابيح الأنوار ج2، ص295، تفسير العياشي ج1، ص9 ـ وعن البحار ج19، ص30 ـ وعن تفسير الصافي ج1 ص24

ولعل الفرق بين الثلث والربع قد نشأ من ملاحظة أن ربع آيات القرآن قد نزل فيهم حقيقة..

أما الرواية التي حددت الثلث فقد لاحظت بالإضافة إلى ما نزل فيهم عليهم السلام ما كان عاماً لكنهم عليهم السلام كانوا أبرز وأجلى، وأفضل مصاديقه، فصار المجموع ثلث القرآن.

2 ـ وما الذي يمنع من صحة هذه الأحاديث، فإن أهل البيت (عليهم السلام) هم مثال الإنسان الإلهي المؤمن، الجامع لكل صفات الخير، والكمال، والذي هو محل الكرامة الإلهية..

وعدوهم (عليهم السلام).. هو على النقيض من ذلك، فكل ما ورد من أحاديث تلامس هذا النوع من الناس أو ذاك فهو حديث عنهم, وعن عدوهم، سواء أكان حديثاً عن الماضي، أو عن الحاضر أو عن المستقبل..

ولا ضير بعد هذا في أن يكون ما بقي، سنناً وأمثالاً، وفرائضَ، وأحكاماً.

3 ـ لا ندري كيف تتسبب هذه الأحاديث في إبعاد القرآن عن أن يكون كتاباً مبيناً ؟!.

وهل إن الأخذ بهذه الأحاديث، واعتبار أهل البيت (عليهم السلام)، وأعدائهم أجلى مصاديق ذينك الصنفين من الآيات يسقطه عن الحجية على الناس؟!.

ولماذا كان خضوع القرآن لهذا الجو الخاص ـ يجعله غير قادر على أن يمنح الوعي الفكري، والروحي، والشرعي ـ على حد تعبير السيد فضل الله ـ الذي اختار أن يطبق كلامه هذا على آية: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم..} وما شابهها من آيات نزلت في أهل البيت (عليهم السلام)؟!.

وكيف ينشأ عن الأخذ بهذه الروايات التغيير فيما يفهمونه من آياته، بحسب القواعد التي تركز الطريقة العامة للفهم العام؟!.

4 ـ إن كل هذا الكلام الذي ساقه السيد فضل الله مجرد تهاويل لا أساس لها.. فإنه لا شك في أن هناك مناسبات اقتضت نزول كثير من الآيات في الحروب، وفي الأشخاص، وفي الأحداث.. وغير ذلك.. ولم يضر ذلك بالفهم العام للآيات وفق القواعد التي تركز الطريقة العامة للفهم العام.

إذ لا فرق بين أن يقال: إن الآيات قد نزلت لمعالجة هذه الحادثة أو تلك، وبين أن يقال إنها نزلت في هذا الفريق أو ذاك الفريق..

فإذا كان ذاك مضراً.. فهذا مثله.. وإذا كان غير مضر في فهم القرآن فهذا أيضاً كذلك.

 

العودة