ـ المباهلة أسلوب تأثير نفسي.

ـ النبي هو الذي أشرك أهل بيته في المباهلة.

ويقول السيد محمد حسين فضل الله:

".. ويظهر من الآية ـ ومن جو القصة ـ أن هؤلاء القوم لم يريدوا الاقتناع بل دخلوا في جدل عقيم لا يحقق أي هدف، ولا يصل إلى أية نتيجة.. مما دعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى طرح المباهلة عليهم، كأسلوب من أساليب التأثير النفسي الذي يُشعرهم بالثقة المطلقة بالعقيدة الإسلامية وبمفاهيم الدعوة الجديدة.. حتى إن النبي كان مستعدا لأن يعرّض نفسه للموقف الصعب عندما يقف مع أهل بيته ليواجهوا الآخرين بالوقوف بين يدي الله.. فيما تنازعوا فيه فيطلبوا منه ـ سبحانه ـ أن يجعل اللعنة على الكافرين.

وقد أراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يزيد الموقف تأثيرا في الإيحاء النفسي لدى الآخرين بالثقة، فلم يقتصر على تقديم نفسه للمباهلة والملاعنة، بل طرح القضية على أساس اشتراك أهل بيته ـ معه في ذلك ـ مع أن بإمكانه أن يحصر الأمر بنفسه، دون أن يترك ذلك أي تأثير سلبي في الموقف.

ولكنه ـ كما أشرنا ـ أراد أن يعطيهم الإيحاء بالاطمئنان الكامل بصدق دعواه، لأن الإنسان قد يعرض نفسه للخطر، ولكنه لا يعرض ابناءه وأهل بيته لما يعرض نفسه لما يمكن أن يتفاداه.

ولهذا أدرك القوم الموضوع وأبعاده، فاهتزت أعماقهم بالخوف من الخوض في هذه التجربة التي تستتبع اللعنة الفعلية التي تتجسد في عذاب الله وعقابه، فأقلعوا عن الأمر وقبلوا الصلح.." [من وحي القرآن ج6ص65-66ط2]

ونقول:

1 ـ ونريد أن نلفت النظر إلى أن السيد فضل الله يرى أن إشراك أهل البيت في أمر المباهلة هو أسلوب اتبعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للتأثير النفسي على الطرف الآخر. فهل هذا يعني إبعاد قضية المباهلة عن أن تكون بمستوى الجدية الحقيقية، ومواجهة الطرف الآخر بالموقف الحاسم والحازم، وإنما هي مجرد أسلوب من أساليب المناورة للتأثير النفسي على الطرف الآخر ؟

2 ـ هل يعني نسبة هذه المبادرة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه بقرار منه بتقديم أهل بيته الذي تربطه بهم رابطة المحبة والعاطفة، هل يعني ذلك محاولة إبعاد القضية عن أن تكون تدبيراً إلهياًً، وقراراً ربانياًً، يعطي الدلالة القاطعة على ما لأهل البيت من مقام عند الله مما لم يذكر لأحد سواهم

وقد خرجت الروايات الكثيرة التي وردت في هذه المناسبة وأشارت إلى فضل علي ومقام هؤلاء الصفوة الذين أخرجهم رسول (ص) لهذا الأمر العظيم والخطير.

العودة