ـ المراد بأولي الأمر المفهوم الأوسع.

ـ إرادة الأئمة (ع) "من أولي الأمر" من باب التطبيق.

ـ إرادة المفهوم العام يمكننا من التمسك بالآية في ولاية أهل الشورى من المسلمين.

إن السيد محمد حسين فضل الله حين يصل إلى آية: {أطيعوا الله، وأطيعوا الرسول، وأولى الأمر منكم} يذكر اتجاهات عديدة في تحديد المراد من {أولي الأمر}.

ويذكر أيضاً قول الشيعة: إن المراد بهم الأئمة المعصومون من أهل البيت (عليهم السلام).. وحين يواجه الأحاديث التي تعد بالعشرات الدالة على أن المراد بهم خصوص الأئمة نجده يقول:

"2 ـ إن من الممكن السير مع الأحاديث التي تنص على أن المراد من أولي الأمر، الأئمة المعصومون، مع الإلتزام بسعة المفهوم، وذلك على أساس الأسلوب الذي جرت عليه أحاديث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في الإشارة إلى التطبيق بعنوان التفسير، للتأكيد على حركة القرآن المستقبلية في القضايا الفكرية والعملية الممتدة بامتداد الحياة، لأن ذلك هو السبيل الأفضل لوعي الإنسان المسلم للفكرة، على أساس التطبيق الواضح من أجل أن يرتبط بالواقع بشكل مؤكد.

3 ـ إن هذا الاحتمال الذي يؤكده إطلاق الآية يجعلنا قادرين على التمسك بالآية، في ما يثار فيه الجدل كثيراً من أمر الولاية في حال غيبة الإمام، في ولاية الفقيه، أو في ولاية أهل الشورى من المسلمين، وذلك في الحالة التي يصدق عليهم أنهم أولو الأمر من ناحية واقعية.

إن هذه الملاحظات قد تستطيع أن تثير أمامنا بعض الأفكار حول الموضوع، من أجل الوصول إلى نتيجة حاسمة في مجال التطبيق والإستنتاج، والله العالم" [ من وحي القرآن ج7ص325-326ط2]

ونقول:

1 ـ إن السيد محمد حسين فضل الله يتحدث عن الموضوع بطريقة توحي بأن هذه الآية إن لم تتسع لتشمل غير أهل البيت (عليهم السلام)، فلسوف نقع في ورطة حيث سنفتقد الوسيلة التي تعرفنا على موقف الإسلام من حكومة الولي الفقيه، أو حكومة أهل الشورى من المسلمين حين يصدق عليهم أنهم أولوا الأمر من ناحية واقعية..

مع أن موضوع ولاية الفقيه له أدلته الواضحة، ولا يتوقف حسم الموقف فيه على عموم هذه الآية أو خصوصها..

وماذا يعني لنا التأكيد على حكومة أهل الشورى من المسلمين؟! ما دمنا ممن يلتزم خط الإمامة، ونيابة المجتهدين العامة عنهم (عليهم السلام) وفقاً لما أثبتته الأدلة..

2 ـ لا ندري ماذا يقصد هذا البعض بالحالة التي يصدق على أهل الشورى من المسلمين: أنهم أولوا الأمر من ناحية واقعية.. فإن هذه الحالة تبقى من المبهمات، والتي لا نعرف حدودها ولا مناشئها.

3 ـ ثم لا ندري ماذا يريد بالناحية الواقعية:

فهل يريد أنهم قد تسلطوا على الناس، وهيمنوا على أمورهم، ولو بالسلطان القاهر، وبقوة السيف الباتر، فجعلهم ذلك أولي أمر تجب طاعتهم ؟ إن كان يقصد هذا فمن الواضح: أن الإسلام يرفض حكومة المتغلبين، ولا يرضى إلا بحكومة من نصبهم الله حكاماً على الناس. إما على وجه الخصوص وهم الأئمة الطاهرون (صلوات الله وسلامه عليهم) أو على وجه العموم وهم نوابهم الفقهاء، رضوان الله تعالى عليهم.

أم أنه يقصد: أن عمرهم يصل إلى حد يصبحون فيه من أهل الشورى.. أم أن ثقافتهم هي التي تؤدي بهم إلى ذلك.. أم نسبهم، أم مكانتهم الاجتماعية أم موقعهم السياسي، أم ماذا ؟!

إن كل ذلك مما لا يقره الإسلام ولا يعترف به، بل تعيين أولي الأمر في الإسلام هو قضاء منه تعالى و {إذا قضى الله ورسوله أمراً ما كان لهم الخيرة من أمرهم..}.

4 ـ ماذا يقصد "بأهل الشورى من المسلمين" ؟

فهل يريد بهم نفس ما يقصد به أهل السنة من مصطلح: "أهل الحل والعقد" ؟

وكيف يصبح الإنسان من أهل الشورى، ومن أهل الحل والعقد؟

وكيف يخرج عنهم؟

وما هو عددهم؟

وما هي مواصفاتهم؟

وهل يستطيع أن يثبت شرعية إسلامية لحكومة هؤلاء؟!.

5 ـ وهل تحقق لدى السيد فضل الله أن نظام الحكم في الإسلام هو نظام الشورى؟ أو نظام أهل الحل والعقد؟ أم أنه نظام الإمامة وولاية الفقيه العادل الجامع للشرائط كما هو الحق من مذهب أهل البيت(عليهم السلام)؟.

6 ـ أم أنه يقصد بالترديد بين "ولاية الفقيه" وبين "ولاية أهل الشورى" هو الترديد بين ما عند الشيعة، وما عند السنة لتكون الآية مصححة لكلا النهجين، وبذلك يصبح الحكام، وعلى نهج أهل السنة واجبي الطاعة، انطلاقاً من الآية الشريفة {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}؟!

7 ـ إن الآية حين يتقيد مضمونها بما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويتحدد المراد منها لا تعود قادرة على تأييد احتمال عموم المفهوم، فضلاً عن تأكيده، بل تصير دليلاً على عدم صحة ذلك العموم، أو فقل: على أن الشارع لا يقبل به ولا يتبناه..

8 ـ إننا إذا أردنا ألا نغالي في تحديد سلبيات هذا الإتجاه فسوف تكون النتيجة هي على الأقل أنه لا يوجد نص على أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ أبداً حتى آية: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك} وآية {ويؤتون الزكاة وهم راكعون}.. فإنها تكون أيضاً عامة، وإرادة علي (عليه السلام) منها من باب أنه أبرز أو أفضل المصاديق.. بل حتى آية: {تبت يدا أبي لهب وتب} وآيات ذم إبليس وفرعون وو.. إنها كلها ستتخذ صفة العموم، وتصبح إرادة إبليس وفرعون، وأبي لهب منها من قبيل الإنطباق على أبرز المصاديق أيضاً.

العودة