ـ النبي وأهل البيت هم الصفوة العليا للراسخين، والراسخون كثيرون.

ـ النبي وأهل البيت هم ممن أخذوا من العلم بقدر واسع.

ـ الراسخون في العلم لا تختص بأهل البيت (ع).. (وهو تكذيب للأحاديث بأنها فيهم فقط).

ـ تفسيره الراسخين بمن يفهم القرآن والدين والحياة، ولم يفسره بمن علمهم من الله.

ـ تفسير الراسخين بمن يعرف الحكمة في التجربة العملية لا بمن يهديهم الله ويسددهم وهم المعصومون.

يقول السيد محمد حسين فضل الله:

 {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} والمراد بهم الذين يملكون رسوخاً في العلم بالمستوى الذي يستطيعون بها أن يفهموا كتاب الله ودينه وشريعته وحقائق الحياة الدالة على وجوده، وتوحيده وحركة الحكمة في تجربتهم العملية في الحياة، وقد ورد هذا التعبير في آية أخرى وهي قوله تعالى: {لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك} (النساء: 162) مجمع البيان: ج1، ص: 528

وإذا كانت بعض الأحاديث قد تحدثت عن النبي محمد (ص) والأئمة (ع)، فإن ذلك وارد على سبيل أنهم أفضل المصاديق، لأن علم النبي مستمد من وحي الله، وإلهامه، كما أن علمهم مستمد من علم النبي (ص) وقد جاء في حديث النبي محمد (ص): (أنا مدينة العلم وعلي بابها مجمع البيان: ج1، ص: 528 ) وفي حديث الإمام علي (ع) قال: (علمني ألف باب من العلم، فتح لي كل باب ألف باب البحار، م: ج10، ص:290، باب 8، رواية 1 ).

وقال الإمام جعفر الصادق (ع) في ما روي عنه ما مضمونه: (حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (ص)، وحديث رسول الله (ص) قول الله عز وجل).

وهؤلاء هم الصفوة العليا من الراسخين في العلم وممن أخذوا من العلم بقدر واسع (يقولون آمنا به)" [من وحي القرآن ج5ص240-241ط2]

ونقول:

إن كلام السيد فضل الله يعطينا:

1 ـ إن هناك أناساً من غير أهل البيت (عليهم السلام) يملكون رسوخاً في العلم بالمستوى الذي يستطيعون به أن يفهموا كتاب الله، ودينه، وشريعته، وحقائق الحياة الدالة على وجود الله وتوحيده..

ومن الواضح: أن هذا يخالف الأحاديث الصريحة في أن من يفهم القرآن فهما حقيقياً، وعميقاً، وصحيحاً هم ـ فقط ـ النبي (ص) وأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، دون كل أحد.

2 ـ إن السيد فضل الله يقول: "إن أهل البيت (ع) هم أفضل المصاديق للراسخين في العلم.."

مع أن المعروف عن مذهب أهل البيت والمروي بأسانيد كثيرة هو أنهم (عليهم السلام) هم المعنيون بهذه الآية، دون كل أحد.

3 ـ إن القول بأن هذه الآية أو تلك قد أريد بها كذا يحتاج إلى اليقين، والى الحجة، اما إذا قال لك نفس صاحب القول مرادي من هذه الآية هو الأئمة عليهم السلام فليس لأحد من الناس الحق في صرف الكلام باتجاه آخر.. بأن يقول:

إن مراده من الآية هو معنى آخر، حتى لو كان هو المعنى العام الشامل لكل عالم.. وعلى رأسهم النبي (ص)، والأئمة الطاهرون (عليهم السلام).

4 ـ قد تكررت هذه المقولة من السيد فضل الله في موارد عديدة، مثل آية {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم..}.

وذلك معناه فتح الباب للتشكيك في نصوص الإمامة، وفي النصوص التي تبين أن لأهل البيت مقاماً خاصاً يجعل لهم الحق دون سواهم بمقام الإمامة العظمى.

فإن لازم كلام السيد فضل الله هو أن آية {إنما وليكم الله ورسوله، والذين آمنوا، الذين يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة وهم راكعون..} المائدة 55 لا تختص بعلي (عليه السلام)، بل تشمل كل من يمكن أن يتصدق وهو راكع ـ كما يقول ابن تيمية ـ، ولكنه (عليه السلام) أفضل مصاديقها وهكذا الحال في أكثر الآيات المشابهة.. فهل نقبل ذلك منه؟!.

وهكذا يتضح: أن القول بعموم هذه الآيات النازلة في خصوص أهل البيت يراد به إنكار هذه النصوص الصريحة فيهم.. وإعطاء نصيب لغيرهم من الآيات الشريفة..

فهل ننتظر أن يصل الأمر إلى الأحاديث الشريفة أيضاً حتى مثل حديث الغدير، وحديث إنذار العشيرة الأقربين، وحديث المنـزلة.. وغير ذلك.. علماً بأنه حتى حديث الغدير قد نال نصيبه من التشكيك من قبل السيد فضل الله. ولو أن ابن تيمية كان حياً لأفرحه كثيراً أن يرى كيف أن منهجه في التشكيك بما يعود إلى علي وأهل بيته قد عاد إلى الحياة من جديد.

العودة