قال السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ على مَا آتَاهُمُ اللهُ‏ مِنْ فَضْلِهِ}‏سورة النساء الآية 54‏

أو أنَّ موقفهم ينبع من عقدة ذاتية مرضية في نفوسهم من كل الطيبين الخيِّرين الذين أتاهم ‏الله من فضله الرسالة والرفعة والدرجة العالية في الحياة؟ فهم لا يطيقون التطلُّع إلى الناجحين ‏وأصحاب الدرجة الرفيعة، ولا يملكون الوصول إلى ذلك من خلال جهدهم، لأنهم لا يريدون أن ‏يُتعِبوا أنفسهم أو يجاهدوا للوصول إلى ما وصل إليه الآخرون، بل كل ما عندهم أن يحصلوا على ‏المجد من دون جهد أو معاناة، تماماً ككل الناس الذين يعيشون عقدة الحسد، فيختنقون بها في ‏شعور مرضي بالقهر والمرارة، وهكذا كان موقفهم من رسول الله (ص)والمؤمنين معه، ‏أو النبي وآله ، كما جاءت الرواية بذلك عن أبي جعفر (عليه السلام) [من وحي القرآن ج 7 ص 307 ‏‎–‎‏ 308]

أقول: إنَّ من البداهة بمكان أن لا يقع الحسدُ من الأعلى والأفضل والأكمل للداني والناقص، فإنه ‏في شغل شاغل عن الالتفات إليه، بل ادعاء وقوع الحسد من مثله شطط من القول.‏
وصريح الآية الكريمة، أنَّ المحسودين حُسِدوا بما فضَّلهم الله تعالى وخصَّهم، وأنَّ في ‏زمن نزول الآية هناك حاسد ومحسود، وبما أنَّ ما آتاه الله تعالى للمحسود أمارةُ وعلامة أفضليَّته ‏عمَن سواه، فيلزم أن يكون هو المقدَّم والأفضل، لا أقل لتخصيص الله تعالى إياه بما آتاه.‏
لذا فما كان ينبغي أن يقع من المسلمين بعد رحيل الرسول الأكرم (عليهما السلام) إلى ‏الرفيق الأعلى، أيُّ نزاع أو تنازع فيمَن هو الخليفة، حتى ولو لم يصدر ـ وقد صدر ما لا ‏يُحصى ـ منه وعنه (عليهما السلام) أيُّ تصريحٍ أو إشارةٍ أو تلميح به.‏
فإنَّ الصحابة لا محالة يعلمون لا سيما أكابرهم، بمصداق الآية وبمَن أُريِد من الناس، ‏فإنهم كانوا يسألون عن ذلك، وفي كثير من الموارد، كان النبي (عليهما السلام)يبتدئهم ويعرِّفهم ‏من دون أن يسبق سؤال منهم.‏
ولو فرضنا جدلاً، أنه لم يقع من النبي (صلى الله عليه وآله) بيان المراد من الناس في الآية، إلا ‏أنَّ المقطوعَ به بأنَّ تذييل الآية بـ «فقد آتينا آل إبراهيم» يُمثِّل قرينةً واضحة قطعية على تعيين ‏شخصية المحسود، وأنه من آل إبراهيم.
أقول: هذا كلامه، وأنت غنيٌّ عن تعريفنا إياك بمواضع الخلل والزلل في كلامه، ولكنْ لا بُدَّ من ‏إبداء بعض الملاحظات.‏
أولاً: لا يحسُن عقلاً تقديمُ المفضول على الفاضل، إلا من غير الجازم ومن المتردِّد، لذا فتأخيرُ آل ‏محمد(عليهم السلام) بالذكر عن المؤمنين في قول السيد فضل الله «من رسول الله (عليهما ‏السلام) والمؤمنين معه أو النبي وآله»، راجعٌ إلى عدم الجزم بكونهم خصوصَ المحسودين. وإلا ‏فلو كان جازماً، فإنَّ تقديم المؤمنين عليهم، من الأمر الباطل ظاهراً وباطناً، أللهم إلا أن يكون ‏ممَن لا يعتقد بأفضليتهم على المؤمنين، ولا نظن أنَّ السيد فضل الله يُنكِر أفضليَّةَ آل محمد (عليهم ‏السلام)، ولا نظن به أنه يُناقِش في وجوب تقديم سادات الخلق.‏
ثانياً: بعد إقراره واعترافه بما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام)، فإنه لا معنى لإدخال المؤمنين ‏في جملة المحسودين، ولا معنى لتأخير الأفضل وهم آل محمد (عليهم السلام)، ولا معنى للتردُّد ‏في مَن هم الناس المحسودون.‏
فإنَّ قوله «من رسول الله (عليهما السلام) والمؤمنين معه أو النبي وآله»، مرجعه إلى تردُّده في ‏ذلك، وإلا فكيف يأتي بلفظ «أو»؟!‏
فهل أنه لا يثبت عنده المقصود من الآية بقول المعصوم؟!‏
أو أنه لم يثبت لديه نصٌّ موثوق بصدوره عن المعصوم في هذا المورد؟!‏
ولكن الروايات الواردة في المقام، والمؤيِّدات أكثرُ من أن تحصى، وسيوافيك بعض منها.‏
وأظن أنه لا ينازعنا أحد بأنَّ أهل بيت سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله)، هم على جميع ‏التقادير أعلم من السيد محمد حسين فضل الله بالقرآن، وأعني بـ على جميع التقادير ـ أنه حتى ‏على تقدير القول بأنهم غير معصومين، وأنهم كما يعتقد بهم أبناء العامة علماء أجلاء.‏
وثالثاً: كان عليه أن يشير إلى أنه يعتقد بأنَّ أحداً لن يبلغ مقام آل محمد (عليهم السلام)، بعد أن ‏كان يحتمل أنهم من جملة المحسودين.‏
فإنَّ قوله «ولا يملكون الوصول إلى ذلك من خلال جهدهم لأنهم لا يريدون أن يُتعِبوا أنفسهم أو ‏يجاهدوا للوصول إلى ما وصل إليه الآخرون» يعني أنَّ الحاسدين لو أرادوا أن يُتعِبوا أنفسهم أو ‏يجاهدوا للوصول إلى ما وصل إليه الآخرون لتمكنوا.‏
وهذا يعني أنَّ الحسدَ متعلِّقٌ بأمر مقدور للحاسدين، وأنهم يملكون قدرة إختيار تحصيله، ‏فهل يستطيع أحد وإن جهد، بل هل تستطيع الأمةُ بأجمعها وإن اجتهدت، على أن تصل إلى مقام ‏المحسودين فيما حُسِدوا عليه وبه، وهم آل محمد (عليهم السلام)، ولا يُقاس بهم أحد من مَلَكٍ ‏مقرَّب ونبيِّ مرسَل؟!!‏
لا أراك تقول: إن السيد محمد حسين لا يقصد هذا المعنى.‏
فإننا نقول: بعد أن أدخل أهل البيت في جملة المحسودين ولو إحتمالا ـ كما يفيده التعبير ‏بـ «أو» وقد أشرنا إليه ـ كان عليه أن يشير إلى المعنى الذي ذكرناه.‏
اللهم إلا أن يكون ممَن لا يرى بأساً فيما ذكره، ولكنك تعلم أنَّ ما آتاه الله تعالى آل محمد ‏‏(عليهم السلام) وما فضلَّهم به، هو مقام الوراثة للولاية المحمَّدية الشاملة التامة الكاملة.‏
ورابعاً: إنَّ الحسد إنما يصدر ويتحقَّقُ من المحسود في صورة إذعانه واعتقاده بالنعمة والفضل ‏والرفعة التي يملكها المحسود، بمعنى أنَّ الحسد متفرِّعٌ عن الإيمان، بأنَّ هناك فضلاً معيَّناً، ‏ومرتبةً قد خصَّها الله تعالى وآتاها المحسود.‏
ولا نقصد بالإيمان خصوص المعنى المتبادر، وإنما نقصد من الإيمان ما يشمل معايشته ‏لما يقع من سائر الناس المنتمي إليهم ولو بحسب الظاهر، من تقديم واحترام وتفضيل للذي فضَّله ‏الله تعالى.‏
فاليهودي مثلاً والذي لا يعترف بنبوة سيدنا محمد (عليهما السلام)، لا نحتمل منه أن ‏يحسد أمير المؤمنين (عليه السلام)، إذا ما رأى النبي (عليهما السلام) مُقدِّماً له مُفضِّلاً إياه على ‏غيره من أصحابه.‏
إذ بعد فرض أنه غيرُ مؤمن بالأصل ـ وهو النبي (صلى الله عليه وآله) ـ وغيرُ ‏معترِّف به، فكيف يُحتَمل أن يقع منه تمني زوال النعمة عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو ‏غيرُ مقر بوجود نعمة في البين.‏
نعم يتأتَّى من المنافق ذلك، لا على أن يتمنى زوال ما أنعمه الله على المحسود في محل ‏الكلام ـ فإنه كافرٌ جاحدٌ باطناً وأن تظاهر بالإيمان، والمنافق لا يكون في الأصل معتقداً بوجود ‏مُنعِم وبوجود متفضِّل ـ ولكنه حيث يَنظُرُ إليه سائرُ المؤمنين على أنه منهم لجهلهم بواقع الأمر، ‏فإنَّ ما يراه من تقديم الرسول (عليهما السلام) وتقديم الصحابة للمتفضَّل عليه هو ما يحسده عليه.‏
وبالجملة فالحاسد إن لم يكنْ معدوداً من المسلمين ـ والكلام فيما يخصُّ الآية ـ لا نتعقَّل ‏أن يكون لديه الحسد كحسد يرجع إلى تمني زوال النعمة عن غيره وانتقالها إليه، فيتعين أن يكون ‏معدوداً من المسلمين ولو بحسب الظاهر.‏
وإذا ما كان الأمر كذلك، فلا معنى لأن يُراد من الناس في الآية ما ادَّعاه صاحب تفسير ‏من وحي القرآن وأنهم ـ مع النبي (عليهما السلام) ـ المؤمنون، لأنَّ من جملة الحاسدين مَن كان ‏لا محالة مؤمناً، وإن لم يكن متكامل الإيمان.‏
وإن شئت قلت: إنَّ من المؤمنين بل ولعل أكثرهم في زمن نزول الآية لم يكنْ لهم وليس ‏عندهم من الشأن الذي يُغبَطون أو يُحسَدون عليه، فإنَّ جلَّهم لا تمايز بينهم فيما فيه يقع التفاضلُ، ‏ولو فيما يرجع إلى الدنيا إلا بنحو لا يكاد يُذكر، وما فيه يقع التفاضلُ كان ميزةً للبعض فحسب.‏
ولا يُتعقَّل في المقام، أن يقع بين هؤلاء ـ مَن يتميَّزون عن غيرهم بالأمور التي يتفاضل ‏العقلاء فيما بينهم بما هم عقلاء عليه ـ الحسد والتحاسد.‏
واحتمالُ وقوعه من طالبي زخرف الحياة الدنيا، ومَن يتوقون إلى البروز والظهور أقوي، ‏بل لعل هذا الاحتمال وحده هو المتعيِّن.‏
وأخيراً، فلا يسعنا هنا إلا أن نشكر السيد فضل الله على تنويهه وإشارته في المقام إلى آل ‏محمد (عليهم السلام)، وإن كان ضمن صياغة لفظية غير سليمة.‏
ثم إننا رجعنا إلى السيرة النبوية المباركة، وإلى مجامع الأحاديث والأخبار وكتب المناقب ‏والفضائل، فوجدنا أنَّ علياً (عليه السلام) كان أشجعَ الصحابة وأعلمَهم وأقضاهم بإجماع كلِّ ‏المحققين، ممَن تركوا التعصُّب الأعمى، وممَن لم يجد مندوحة ومهرباً عن إظهار فضل علي ‏‏(عليه السلام).‏
وجدنا علياً (عليه السلام) قد زوجَّه رسول الله (عليهما السلام) بضعته الصديقة الشهيدة ‏سيدة النساء صلوات الله ربي وسلامه عليها، وكان شأناً وأمراً موضع طمع للكثيرين، وقد خطبها ‏من أبيها (صلى الله عليه وآله) غيرُ واحد ممَن هو أكبر سناً من مولى المتقين.‏
وجدنا علياً (عليه السلام) مخصوصاً من المولى سبحانه بالمدح والثناء في كثير من ‏المواطن والمواضع مما رواه المؤالِف والمخالِف، مخصوصاً بأمور لم يسبقه بل ولم يشاركه بها ‏أحد من الخلق، وقد تقدم ما ينفع إثبات هذا المعنى في أوائل الكتاب.‏
هذا وقد ورد في كتب العامة ومن طرقهم، ما يثبت به أنَّ المحسود أو المحسودين هم ‏عليٌّ (عليه السلام) وآلُ محمد (عليهم السلام).‏
نعم من المفروغ عنه، بأنَّ سيدنا محمد (عليهما السلام) هو أول المحسودين فلا تغفل.‏
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: وجاء في تفسير قوله تعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ ‏النَّاسَ على مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} أنها أنزلت في عليٍّ (عليه السلام) وما خُصَّ به من العلم.‏
وقال الطبراني في المعجم الكبير ـ ونقله عنه أيضاً ابن كثير وكذا السيوطي ـ حدثنا ‏محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا يحيى الحماني حدثنا قيس بن الربيع عن السدي عن عطاء عن ‏ابن عباس في قول الله {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ على مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} قال ابن عباس: نحن ‏الناس دون الناس.

 من مصادر أبناء السُّنة: شرح نهج البلاغة ج 7 ص220، المعجم الكبير للطبراني ج 11ص 118، تفسير ابن كثير ج 1 ص ‏‏526 والدر المنثور للسيوطي ج 2 ص 173.‏

أقول: والحديث صحيح معتبر على أصول أبناء السُّنة:
أما محمد بن عبد الله الحضرمي: فهو المعروف بمطين، قال الذهبي ـ في تذكرة الحفاظ ج2 ص 662 ـ مطين الحافظ الكبير ‏محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي سمع يحيى الحماني وكان من أوعية العلم وحدَّث عنه الطبراني، سئل عنه الدارقطني فقال ثقة ‏جبل، وراجع سؤالات حمزة ص 72، وعن أبي حاتم ـ الجرح والتعديل ج 7ص 298 ـ أنه صدوق، وقد أخرج الحاكم في المستدرك ‏عنه في موارد كثيرة معقِّباً: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فلاحظ المستدرك على الصحيحين ج 1ص 153 و161 و217 ‏و349 و381 وغير ذلك كثير.‏
وأما يحيى الحماني: فعن ابن معين: أنه ثقة مشهور فلاحظ، تاريخ ابن معين للدارمي ص 232 وتاريخ ابن معين للدورى ج 1ص 198 ‏والجرح والتعديل ج 9 ص 168، وعن أحمد بن حنبل: أنه لا يحدث بحديث باطل فلاحظ العلل لأحمد بن حنبل ج 2 ص 44، وعن ‏عمر بن شاهين في تاريخ أسماء الثقات ص 159: أنه وأبوه ثقتان، وعن المزى في تهذيب الكمال المزى ج 13 ص 433 ‏
‎–‎‏ 427: ‏وقال محمد بن عبدالله الحضرمي: سألت محمد بن عبدالله ابن نمير عن يحيى الحماني فقال: هو ثقة فاكتب عنه، وعن المزى أيضاً وكذا ‏عن ابن سليمان الباجي في التعديل والتجريح ج3 ص 1078: قال أبو حاتم الرازى لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على ‏لفظ واحد إلا‎…‎‏. يحيى الحماني، وعن المزى أيضاً وكذا عن الخطيب في تاريخ بغداد ج 14 ص 179: وقال الرمادى: هو عندي أوثق ‏من أبي بكر بن أبي شيبة، وعن الذهبي في سير أعلام النبلاء ج10ص 526: يحيى بن عبدالحميد الحافظ الامام الكبير، وعنه أيضاً ص ‏‏536 قال علي بن حكيم: ما رأيت أحداً أحفظ لحديث شريك من يحيى الحماني، وعن ابن عدي في الكامل ج5 ص 321: أنه هو وأبوه ‏يكتب حديثهما، وعنه أيضاً ج7 ص 239: ولم أر في مسنده وأحاديثه أحاديث مناكير، وأرجو أنه لا بأس به، وفي تهذيب التهذيب لابن ‏حجر ج11 ص 217: أن محمد بن إبراهيم البوشنجي وثقه، وفيه أيضاً عن ابن نمير ما ينفع جداً لرد وإبطال ما حكي عن ابن حنبل ‏فراجع. وهكذا يثبت أن الحماني ممن وثَّقه ابن معين وابن نمير وابن عدى والرمادى وابن شاهين والبوشنجي، على أن ما مدحه به أبو ‏حاتم وأحمد بن حنبل لا يقصر عن التوثيق. أقول: بعد هذا فماذا يريد الهيثمي في مجمع الزوائد ج7 ص6 حيث قال بعد أن نقل رواية ‏ابن عباس: رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف؟!‏
وقيس بن الربيع: قد صحح حديثه الترمذي والبيهقي في سننهما والحاكم النيسابوري في المستدرك، ووثقه شعبة وشريك والثورى ومعاذ ‏والطيالسي وعفان ويعقوب بن شيبة وعثمان بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وأبو حاتم والعجلي وابن عدى وابن حبان والذهبي وغيرهم، ‏وفي تهذيب التهذيب: أن شعبة وسفيان قد عرف من حالهما أنهما لا يرويان إلا ثقة، وقد رويا عن قيس، فلاحظ: سنن الترمذي ج 4 ص ‏‏354، السنن الكبري للبيهقي ج 7 ص 375، المستدرك على الصحيحين ج 4 ص وج 4 ص 107و225، مجمع الزوائد ج 3 ‏ص290وج 5 ص21، العلل لأحمد بن حنبل ج 2 ص 293، معرفة الثقات للعجلي ج 2ص220، كتاب المجروحين لابن حبان ج 2 ‏ص 218، الجرح والتعديل للرازى ج 7 ص 96 ‏
‎–‎‏ 98، الكامل ج 6 ص 46 ‏‎–‎‏ 47، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين ص191، تذكرة ‏الحفاظ ج 1ص 227، ميزان الاعتدال ج 3 ص 393، سير أعلام النبلاء ج 8 ص 41، تهذيب التهذيب ج 8 ص 351، تاريخ بغداد ج ‏‏12 ص 452إلى454، تهذيب الكمال ج 13 ص 430 وج 24 ص 28إلى 30 وص35 ـ 36، تهذيب التهذيب ج 1 ص 4 وص 18‏
وأما السدي فهو إسماعيل بن عبد الرحمن: من رجال مسند ابن حنبل وسنن الدارمي وصحيح مسلم وسنن النسائي ومسند أبي يعلى، ‏وقد وثقه أبو داود ويحيى القطان وأحمد بن حنبل والنسائي وابن عدى والعجلي والساجي وابن خزيمة وابن حبان والترمذي والحاكم ‏وعده الأخير من الأئمة الثقات المشهورين فراجع مسند أحمد بن حنبل ج5 ص 223، سنن الدارمي ج1 ص 312، صحيح مسلم ج2 ‏ص 153 وج4 ص 200، مسند أبي يعلىج 4 ص 396 وج7 ص 101، سؤلات الآجري لأبي داود ج1 ص 224، التاريخ الصغير ‏للبخارى ج 1 ص 348، الجرح والتعديل ج 2 ص 184، الكامل ج1ص 278وتاريخ أسماء الثقات ص 27وطبقات المحدثين بأصبهان ‏ج 1ص 332، تهذيب الكمال ج 3 ص 132 إلى 137، تهذيب التهذيب ج1 ص 274، سير أعلام النبلاء ج 5ص 264، المستدرك ‏على الصحيحين ج2 ص415 و561 و563، صحيح ابن خزيمة ج3ص270، صحيح ابن حبان ج4 ص 190وج5 ص 336، سنن ‏الترمذي ج2 ص 140، معرفة علوم الحديث لللحاكم النيسابوري ص 240 إلى 244‏ وقال المزى في تهذيب الكمال في ترجمة عطاء بن أبي رباح ج20 ص 69: روي عن ابن عباس وروي عنه إسماعيل بن عبد الرحمن ‏السدي، فلاحظ من ص 69 إلى 82‏ وأما عطاء فهو بن أبي رباح من رجال الصحاح الستة، ويكفي أن تلحظ ما ذكره المزى في ترجمته، وكذا الذهبي في ميزان الاعتدال ج ‏‏3 ص 70 وفي سير أعلام النبلاء ج 5 ص 78 إلى 88

 ‏‏(4) الأمالي للشيخ الطوسي ص 272، العمدة ص 355، مناقب آل ابي طالب ج 3 ص 14.‏

وكذا أخرجه الشيخ الطوسي في الأمالي بإسناده عن أبي عمر عن أحمد عن الحضرمي ‏عن الحماني عن قيس عن السدي عن عطاء عن ابن عباس.‏
وقال ابن حجر في الصواعق: الآية السادسة قوله عزَّ وجل {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ على مَا ‏آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ}، أخرج أبو الحسن المغازلي عن الباقر (عليه السلام) أنه قال في هذا الآية: ‏نحن الناس واللهِ.‏
وذكر ابن البطريق في العمدة مثله عن ابن المغازلي، وذكر تمام السند فراجع.‏
وقال ابن شهراشوب في مناقب آل أبي طالب: وحدثني أبو الفتوح الرازي في روض ‏الجنان بما ذكره أبو عبد الله المرزباني بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله ‏‏{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ على مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي ‏عليٍّ(عليه السلام).
وقال السيوطي في الدر المنثور ـ وأخرجه الشيخ المفيد في الأمالي بإسناده عن مصعب ‏ـ: وأخرج الزبير بن بكار في الموقفيات عن ابن عباس أنَّ معاوية قال: يا بني هاشم، إنكم ‏تريدون أن تستحقُّوا الخلافةَ كما استحقيتم النبوة ولا يجتمعان لأحد، وتزعمون أنَّ لكم ملكاً، فقال ‏له ابن عباس: أما قولك أنَّا نستحق الخلافة بالنبوة، فأن لم نستحقها بالنبوة فبِمَ نستحقها؟! وأما ‏قولك: أنَّ النبوة والخلافة لا يجتمعان لأحد، فأين قول الله {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ‏وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} فالكتاب: النبوة، والحكمة:السُّنة،والملك: الخلافة، نحن آل إبراهيم، أَمْرُ ‏الله فينا وفيهم واحدٌ، والسُّنةُ لنا ولهم جاريةٌ.‏
وأخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل بإسناده عن أبي سعيد المؤدب عن ابن عباس ‏في قوله تعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} قال: نحن الناس المحسودون وفضلة النبوة.‏
وأخرج الحسكاني بإسناده عن أبان بن تغلب وأيضاً بإسناده عن أبي الصباح عن جعفر بن ‏محمد ’ في قوله تعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ على مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} قال: نحن ‏المحسودون ‏

(5) الأمالي للشيخ المفيد ص 14، ومن مصادر أبناء السُّنة: الدر المنثور ج 2 ص173، شواهد التنزيل ج 1ص 183 إلى 188، ‏ينابيع المودة ج 2ص 369.‏
‏(6) بحار الأنوار ج 9 ص 193 وج23 ص 194 و284 ‏
‎←‎‏ 288 و291 ‏‎–‎‏ 292 و294 وج25 ص 222 وج32 ص 96 و33 ص ‏‏134و154 وج35 ص 425 وج40 ص 88، الامامة والتبصرة ص40، بصائر الدرجات ص55 ‏‎–‎‏ 56، الكافي ج 1 ص 186 و205 ‏‎–‎‏ 206، عيون أخبار الرضا ج 2 ص199 و209، أمالي الصدوق ص ‏‏617 و778، معاني الأخبار ص 101، أمالي الطوسي ص 272، شرح الأخبار ج1ص 247، مناقب آل ابي طالب ج 1ص 245، ‏الثاقب في المناقب ص 424، بشارة المصطفى ص 297 و351، المسترشد ص 396، الاحتجاج ج 1 ص 234، الخرائج والجرائح ج ‏‏1 ص 299، كشف اليقين ص 410، تفسير العياشي ج 1ص 246، تفسير فرات ص 106، تفسير التبيان ج 3 ص 227، تفسير ‏مجمع البيان ج 3ص 109، تفسير الصافي ج 1ص 460 تفسير نور الثقلين ج 1ص 491، تفسير كنز الدقائق ج 2ص 480، تأويل ‏الآيات ج 1ص130، تفسير الميزان ج 4ص 383.‏


وهذا المقدار الذي أوردناه من كتب السُّنة ومن طرقهم، يكفي لنا كدليل نحتجُّ به عليهم ‏على ما ندعيه مما أشرنا وألمحنا إليه، وأنَّ المقصود من الفضل والملك هو الخلافة ليس إلا، على ‏أنه لو كان المقصود خصوص النبوة، لما كان لقوله سبحانه {وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} أيُّ معنى.‏
هذا وقد ورد عن أهلِ البيت أهلِ القرآن ـ وهم وحدهم أدري، فإنَّ في بيوتهم نزل ‏وبفضلهم نطق ـ ما أشير إليه في كلام ابن عباس، وما جاء في كتب العامة، وأنَّ المقصودَ من ‏الناس في الآية خصوص آل محمد الأطهار وعترته الأبرار عليه وعليهم صلوات الله ربي ‏وسلامه أبد الآبدين.‏
فقد أخرج الصفار في البصائر ووالد الصدوق في الإمامة والتبصرة بسند صحيح عن ‏بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله الله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ على ‏مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} قال: فنحن المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة دون خلقه أجمعين، ‏فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً، فجعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة، ‏فكيف يُقِرُّون به في آل إبراهيم وينكرونه في آل محمد (عليهم السلام).‏
وليس مقصود الإمام الباقر (عليه السلام) أن يُنكِر أنهم من آل إبراهيم، وإنما مقصوده أنَّ ‏الآية لا بُدَّ وأن يثبت في مورد نزولها المعنى الذي ثبت في آل إبراهيم وهم من آل إبراهيم ‏بإجماع الأمة.‏
وأخرج الصفار في البصائر والكليني في الكافي بسند صحيح عن أبي الصباح الكناني عن ‏أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يا أبا الصباح، نحن قوم فرض الله طاعتنا، لنا صفو المال، ونحن ‏الراسخون في العلم، ونحن الناس الذين قال الله {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ على مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ}.‏
وأخرج الكليني في الكافي بإسناده عن ابن الفضيل عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) ‏في قول الله تبارك وتعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ على مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} قال: نحن ‏المحسودون.‏
وورد في هذا المعنى بل وأبلغ، الشيء الكثير جداً فراجع.

العودة