الصفحة 49

والانكليز أحرار فيما يصنعون.

والشعوب حرّة في لهوها.

الوجود كلّه حر...

إلاّ الدين..

هو الذي ليس له الحق في الحريّة!!

يجب أن يحيا في سجن من الصوامع والأضرحة!!

ليس للدين أن يدخل على الحاكم ويجالسه، وعلى التاجر، ولا الموظف، ولا القاضي، ولا الطوائف والهيئات!!

كلهم أحرار..

إنها الفوضى.

ليست هذه الحرية.

إذا أراد المسلمون استرداد سالف عظمتهم، فعليهم بالأخذ بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله) والعمل بكلّ ما أمَرَ به الإسلام"(1).


الدعوة للتحرّر من الغرب ونقد المتغرّبين:

كان يستفيد من كل مناسبة للدعوة إلى التحرّر من الغرب، فهو حين يتحدّث عن الاحسان ومفهومه عند أمير المؤمنين نجده يعرّج لتناول قضية الارتماء في أحضان الغرب عبر تقبّل مساعداته للشعوب الضعيفة!!

يقول:


"وفي كلام الإمام حثّ على أنّ المسلم يجب عليه أن يعمل ليكون قوياً بماله وعلمه، ليسود غيره ممّن لم يدخل الايمان قلبه، وها نحن نقع اليوم في أكبر الآثام ونحن لا نعمل بقول الإمام المقتبس من قول الله.


____________

1- علي والاُسس التربوية: 747.


الصفحة 50

أقول:

ها نحن نخضع ونركع بين يدي غير المسلم في سبيل هذا الاحسان المتدفّق الينا منه.

أفلسنا نمتص الأيدي وأرجل الأجنبي، ونلعق حذاءه ليغيثنا بماله وعلمه وعمله؟

أفليس يبيع المسلم منّا دينه وشرفه ووطنه لهذا الأجنبي في سبيل الدنيا القاصرة بجمالها وجلالها على من يعلم ويعمل في حياته.

وهل هذا العلم وذاك العمل إلاّ وقف على الأجنبي المسيطر علينا ونحن خِوَل له؟!

والعجيب أنّ بعض المتعنتين الذين يعيشون على أوهام أن أمجادنا في ديننا وقوميتنا فوق أمجاد الغربيين في دينهم وقوميتهم من أجل ذلك لا نرى لهم فضلا علينا في أن نلتمس منهم المال أو العلم أو العمل لأنّ آباءنا أسلفوا آباءهم ذلك من قبل....

وجواب ذلك بديهي إذ يتحقق هنا قول الإمام في آخر كلماته التي هي بين أيدينا وقوله: "احتج إلى من شئت تكن أسيره" فإن مجرد قبولنا فضلهم الذي يسمّونه (مساعدة الشعوب الضعيفة) هو الذل والعبوديّة"(1).


ويقول في موضع آخر وهو يتحدّث عن خطر المدنيّة الحديثة:


"جاءت المدنيّة الحديثة بخيلها ورَجلها، وشاركتنا في الأولاد والأموال وهجمت علينا، ولم تبق للدين سطوة، فانحسر عن المدن إلى القرى ثم انحاز إلى أطراف البلاد وهي تطارد الدين..."(2).


____________

1- شرح رسالة الحقوق 2: 77.

2- الجواهر الروحية 1: 396.


الصفحة 51

دعوة لانتباه المسلمين ويقظتهم:

نراه حين يستعرض فصول حقوق الإنسان من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) لاتفوته الفرصة لإثارة حميّة المسلمين، والدعوة لانتباههم ويقظتهم.

يقول:


"وهنا قصة ظريفة أود أن أروي خطوطها للقارئ بشيء من الايجاز غير المخل، وفيها ختام الفصل مع علمي أنها توقد شعلة الأسى والأسف في قلب كل مسلم غيور.

أرسمها في كتابي هذا ـ علي والاُسس التربوية ـ وأنا في النجف الأشرف عاصمة العلم الإسلامي سنة 1378هـ، أجل أرسمها لعل أن ينتبه المسلمون من رقادهم وقد آن وقت الانتباه.

ذكر جورج جرداق في كتابه (علي صوت العدالة الإنسانيّة) قال:

حدّثني الكاتب اللبناني الصديق ج.ج قال:

يوم كنت في أحد البلدان الأوربيّة التي تسعى في تحرير الإنسان من العوز والفاقة وويلاتهما، قلت لوزير معارف ذلك البلد: نحن العرب سبقناكم أكثر من ألف عام إلى إدراك حقيقة المجتمع الطبقي التي تعملون أنتم اليوم على توضيحها، فقال الوزير الأوربي: وكيف ذلك؟

قلت: منذ بضعة عشر قرناً قال عليّ بن أبي طالب: "ما رأيت نعمةً موفورة إلاّ وإلى جانبها حق مضيّع".

فقال الأوربي: إذن نحن أفضل منكم، قلت: لِمَ؟

قال: لأن عربياً منكم اكتشف هذه الحقيقة منذ بضعة عشر قرناً وأنتم ما تزالون في مظلمة اجتماعيّة، فيما طبّقناها نحن قبلكم، فأنتم متأخرون عنّا بضعة عشر قرناً في هذا المعنى"(1).


____________

1- على والاُسس التربوية: 124.


الصفحة 52

لائحة حقوق الإنسان دراسة مقارنة:

في مواجهة الانهيار أمام حضارة الغرب، والصَخَب الذي أحدثته لائحة حقوق الإنسان، وسحب الشعوب المسلمة باتجاه العبودية للفكر والقيم الغربيّة والذوبان فيها، نجد السيد القبانچي قد تصدّى لمناقشة ونقد وتقييم ومقارنة موسعة لوثيقة حقوق الإنسان الغربية حيث نجده يقول بعد استعراض لما جاء في كلمات الإمام علي(عليه السلام) في مجال حقوق الإنسان:


"فليخفف الغرب في إعجابه في شرعة حقوق الإنسان التي نشرتها هيئة الاُمم المتحدة في القرن العشرين، وملاؤا الدنيا عجيجاً فارغاً حول ما صنعوا وما يصنعون، وأكثروا من الدعاية لأنفسهم على صورة ينفر منها الصدق والذوق جميعاً، وأزعجوا الإنسان بمظاهر غرورهم، وحمّلوه ألف منّة وألف حمل ثقيل.

فقد فكَّر فيها الإمام علي (عليه السلام) منذ أربعة عشر قرناً وصاغها صريحة تعلن عن ذاتها جوهراً في كل حين ونصاً وجوهراً في أكثر الأحيان.

وإنك لتجدها في آثار متماسكة متفاعلة لا تترك فيما بينها منفذاً لما ينقضها في خطوطها العامة أو في جزئياتها الخاصة"(1).


الثورة على الظالم ونقد الحكومات المتسلِّطة:

حين كان العراق يعيش في ظل الحكم الطائفي والمرتبط بعجلة الغرب، وحين كانت ثروات العراق تُهدر ويتصرّف بها الأجنبي، وحين كان الجهاز الحاكم مفروضاً على الشعب مكمّماً أفواهه بالحديد والنار، كان لسان وقلم العلاّمة

____________

1- علي والاُسس التربوية: 92.


الصفحة 53
المجاهد، والمصلح الثائر السيد القبانچي لا يترك فرصة دون التعرّض لظلامات الناس وتعسّف الحكومات الظالمة، والدفع باتجاه الثورة عليها.

فهو حين يتحدّث عن حق السلطان في كلام الإمام زين العابدين لا تفوته الإشارة إلى قضية الثورة على الظالم فيقول:


"فالثورات التي تقوم ضد السلطان الغاشم حق مشروع للشعب، بل واجب من واجباته..."(1).


ويقول في هذا المجال أيضاً وهو يُعرّض بانحراف الحكومات القائمة:


"إنّ الحكومات تستصلح الآن مساحات شاسعة من الأرض السبخة والصحاري الجافة وتعمل دائبة على تحويلها إلى جنان وحقول تزودان بالزرع والنخيل وهي تغسل الأرض جيداً لتزيل ما علق بتربتها من أملاح، وترقب البذور الوليدة لتمنع الحشائش الغريبة من النماء على حسابها، فهل ترى أنّ مثل هذه الجهود لو سلّطت في ميدان العلم والتربية لاستصلاح الجماهير المضيّعة والعقول الملتاثة أما كان لها نتاج كريم وثمر عظيم"(2).


الظاهرة القوميّة:

عند امتداد (التيار القومي) في العراق واستيلائه على مشاعر الناس وعواطفهم وشكّل ضغطاً في مواجهة المشاعر الإسلاميّة وامتدادها، نجد السيد العلاّمة القبانچي يقف ليناقش هذا التيار ويوضح الموقف الصحيح منه.

يقول:

____________

1- شرح رسالة الحقوق 1: 376.

2- شرح رسالة الحقوق 1: 478.


الصفحة 54

"قامت في هذه الأيام ضجّة حول مبدأ التمسك بالوطنيّة وترك ما عداها، وأنصار هذه الدعوة رفعوا شعار (الدين لله والوطن للجميع) فقال المصريون منهم: نحن مصريون فرعونيون قبل كل شيء.

وقال بعض السوريين: نحن فينيقيّون.

وقال بعض العراقيين: نحن كلدانيّون.

وقس على ذلك، تريد كل فئة أن تتمسك بمجدها، وتحتبس في حدودها غير ناظرة إلى ما يهدّدها من المخاطر من جراء عزلتها التي تجعلها فريسة سائغة لكل مستعمر قوي مختال".


ثم يقول في التعليق على ذلك:


"معرفة الماضي يجب أن تكون أداة لاذكاء روح الحميّة والغيرة والعزّة والرفعة والاستقلال وهنا حدود الوطنيّة البريئة، ولكن لا يجوز أن تتعداها إلى الصلف والكبرياء والعزلة والاغترار بالنفس وعدم الاعتراف للغير بفضائله ومحاسنه فهذا هو الطيش والحمق.

الوطنية الصحيحة لا تقوم إلاّ على الأخلاق الفاضلة وهذه بدورها تستمد قوّتها من الدين الحنيف، وتأريخ العراق قديمه وحديثه شاهد على ما نقول.

ولذلك كان من أهم أغراض المستعمرين طمس معالم التاريخ القديم لتعليم النشء في المدارس لتضعف فيهم روح الاعتزاز بالماضي، ويلقون في روعهم أنهم عالة على الاُمم الاُخرى، ومحاربة الدين الإسلامي على الخصوص لأنّه يبعث في نفوس النشء الإسلامي الاحتفاظ بالكرامة، ومبادئ الحرية والشجاعة وهذا ما لا يتفق مع سياسة المستعمر الغاصب في اخضاع الاُمم الإسلاميّة وإذلالها.

فالذين يدعون إلى القوميّة وترك الدين جانباً إنّما يدعون إلى قضية



الصفحة 55

محققة الخسران لأنهم يدعون إلى مبادئ لا روح فيها ولا حياة...".

"انّ اشتغال العراقيين بمسألتهم القوميّة والدفاع عن حريّتهم واستقلالهم لا يمنعهم بأيّ حال من الأحوال من العطف على الاُمم الإسلامية ومساعدتهم حسب ما في قدرتهم، ولا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها.

نحن نرتبط مع جيراننا من الاُمم الإسلاميّة بروابط كثيرة، منها رباط اللغة والدين، فيجب أن نحرص عليهما أشد الحرص، ونعمل على تمكين هذه الروابط وتوثيق العلائق الاقتصادية والاجتماعية بيننا وبين الاُمم الشرقّية كافة والإسلامية منها خاصة.

يا دعاة القومية والوطنية:

إن كان اتجاهكم بهذه الدعوة إعزازاً للوطن، ورفع مستواه وحفظ شرفه غيرةً وحميّةً فليكن اتجاهكم لتزكيته من الرذائل وتطهيره من المفاسد التي أفقدته كل غيرة وحميّة حتّى خسر عزّه وشرفه أولى وأحرى..."(1).


مسؤولية علماء الدين:

وفي وسط الحوزة العلمية في النجف الأشرف الذي يشهد يومئذ محفزّات عديدة نحو التحرّك والانطلاق لنشر الإسلام ومعارف القرآن فيما تُمسك به مجموعة من الموانع والعَقَبات، كان السيد القبانچي يضمُّ صوته إلى جانب الاتجاه الواعي والمتحرك، ويدعو إلى ضرورة تحمل علماء الدين لمسؤولياتهم في توعية الناس وإرشادهم.

____________

1- الجواهر الروحية 1: 118-121.


الصفحة 56
فها هو يقول:


"وعلى حملة العلم أن يؤدوا ما وجب عليهم أداؤه من هذا الحق.

يجب أن يعلّموا، فهم إن لم يعلّموا مسؤولون أمام الحق والعدل "وما أخذ الله على الجهلاء أن يتعلموا حتّى أخذ على أهل العلم أن يعلّموا"..."(1).


ثمّ لا ينسى أن يتحدّث عن صفات العالم الديني المؤهل لموقع هداية الناس وقيادة الاُمّة.

يقول:


"فالعلماء الذين يعصمون الجماعات من الزيغ هم اُولئك الذين أماتوا أهوائهم وقاموا بحق الله في أنفسهم وفيما حولهم.

انتفعوا بالإسلام ونفعوا الآخرين، واتصلت حياة هذا الدين بهم كما تتصل حياة الشجرة بما تحمل من بذور فيها طبيعة الانتاج والنماء، فهي وإن ولّت أعقبت بعدها ما ينبت مِثلها أو أشد إلى أن يأذن الله بانقضاء الحياة والاحياء"(2).


القرآن ومنهج التبليغ الصحيح:

وإذا كان التبليغ ضرورة ومسؤولية بذمة العلماء، فإنّ هناك حاجة لاعتماد القرآن الكريم في مُجمل الحركة التبليغية، وشدّ الناس إليه، كما أنّ هناك حاجة إلى إحداث عملية تجديد في المنهج التبليغي.

هكذا وجدناه تحت عنوان "حقيقة التجدّد ومعناه" يقول:


"وعلى هذا فقد أصبح من أهم فرائض كل مسلم طالب للحقيقة أن


____________

1- شرح رسالة الحقوق 1: 473.

2- شرح رسالة الحقوق 1: 475.


الصفحة 57

يتعلَّم تعاليم القرآن ويجعلها من ألزم ضرورياته، وأن يخصّص قسماً من ساعات ليله ونهاره لتعلّمها.

كما يجب على العلماء الروحانيين ـ علماء الدين ـ أن يشرحوا لهم ذلك بعبارات سهلة مفهومة حتّى يرغّبوا العوام على تعلّم تلك الحقائق الدينية اللازمة لا سيما في مثل هذا العصر الذي خفيت عليهم مزايا تلك التعاليم الراقية، وستر عنهم كثير من معانيها المقصودة بواسطة الايجاز والاستعارات والاشارات اللفظيّة والتلميحات الخفيّة حتّى أصبحت عندهم كالألغاز في قوالب الألفاظ المختصرة تمشياً مع الفصاحة والبلاغة..."(1).


هموم الشباب:

وإذا كان الغزو الثقافي يستهدف الشباب بالدرجة الاُولى عبر الدعوة للتحلل الأخلاقي، أو الانحراف السياسي فقد كانت محاضرات وكتابات سيدنا المترجَم له تولي هذه الشريحة الاجتماعية أهمية خاصة.

فنذكر نصّاً من خطاباته الموجّهة للشباب وهو يحذرهم من مخاطر الخمر ومضارّه فيقول:


"اليكم أيها الشباب الأنجاب، يا نخبة العراق وأساطين العلم، يا زهرة الشبيبة العراقيّة، أنتم قدوة الاُمة، وعيونها المبصرة، وآذانها السامعة ورؤوسها المفكّرة، أنتم قادتها وسادتها، أنتم الرأي العام، اُوجه خطابي هذا راجياً أن تصغوا إليَّ قليلا لأتلو عليكم ما جاش بقلبي، وما أملاه عليّ وجداني، ودلَّ عليه اختياري مدة الحياة في هذا


____________

1- الجواهر الروحية 1: 35.


الصفحة 58

الموضوع الخطر وهو الخمر..."(1).


تصدير الحضارة الإسلاميّة:

وقد تناول السيد العلاّمة القبانچي مسألة العلاقة بين الإسلام والمجتمع الغربي، ويرى أنّ هناك ثلاث حجب بينهم وبين تقبّل الإسلام وإدراكه:

الحجاب الأول: الكنيسة، والثاني: رجال السياسة الغربيّة، والثالث: تخلّف العالم الإسلامي.

حيث يقول:


"لما كان الإسلام هو دين الإنسانيّة العام الدائم الجامع لكل ما تحتاج إليه جميع الشعوب من الهداية الدينيّة والدنيوية وجب على العقلاء الأحرار، والعلماء المستقلّين الذين يتألمون من المفاسد المادية التي تفاقم شرها في هذا العهد أن يعنوا بهتك تلك الحجب التي تحجبهم عن النظر فيه وإزالة الموانع التي تعوقهم عن فهم حقيقته..."(2).


الأسى على فقد الدولة الإسلامية:

وفي ليل غياب الدولة الإسلامية، ومع تضاؤل أهمية هذا الموضوع لدى المتصدّين لخوض المواجهة الفكرية مع الغرب نجد العلاّمة القبانچي معتقداً أن قيام الدولة الإسلامية هو ضرورة ملحة في معركتنا الحضاريّة، وأن أحد أهم أسباب ضعفنا وانحسارنا الثقافي هو عدم امتلاكنا للدولة الإسلامية.

فهو حين يستعرض الأسباب العائقة عن فهم الأجانب للقرآن يذكر أسباباً

____________

1- الجواهر الروحية 1: 394.

2- الجواهر الروحية 2: 137.


الصفحة 59
أربعة:

أحدها: جهل بلاغة القرآن.

ثانيها: قصور ترجمات القرآن وضعفها.

ثالثها: اُسلوب القرآن وطريقته الخاصة في البيان حيث لا يتيسّر نقله بسهولة للاُمم الاُخرى غير العربيّة.

رابعها: قضية افتقادنا للدولة الإسلامية حيث يقول:


"الإسلام ليس له دولة تقيم القرآن وسنّة الرسول (صلى الله عليه وآله)بالحكم وتتولى نشره بالعلم، ولا جماعات دينيّة تتولى بحمايتها الدعوة إليه بالحجة، وليس لأهله مجمع ديني ولا علمي يرجع إليه في بيان معاني القرآن وهدايته في سياسة البشر ومصالحهم العامة التي تتجدد لهم بتجدد الحوادث ومخترعات العلوم والفنون"(1).


____________

1- الجواهر الروحية 2: 136.