كلمة آية الله السيد عبد الأعلى السبزواري
الحمدُلله ربّ العالمين والصلاةوالسلام على أشرف خلقه محمّد وآله الطاهرين.
وبعد فإنّه قد ابتنيت معارف المسلمين وأحكامهم في الدين على القرآن العظيم والسنّة المقدّسة التي هي كالشرح للقرآن بأفضل شرح وأتم بيان وقد بذل الحفاظ جهودهم في حفظها وضبطها وتبويبها وكلّ ما يتعلّق بها ولعلّه أشار إليهم نبيّنا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) بكلمته المباركة: "علماءُ اُمّتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل" رفع الله درجاتهم وأعلى مقاماتهم وممّن بذل جهداً تامّاً في ذلك العلاّمة الخطيب السيّد حسن السيّد علي القبانچي ـ دامت تأييداته ـ فإنّه جمع مُسند من تعلّم دقائق التنزيل من مهبطه وحقائق التأويل من معدنه وربّى في حجر الإسلام ورضع من ثدي الإيمان وألهم جميع العلوم إلهاماً وأحاط بجميع المعارف تماماً فتلت كلماته المباركة تلو القرآن وقد جرت سيرة المحقّقين على تصحيح أسانيدها بالمتون لأنّ شوارق أنوارها تسري إلى كلّ سند فصار أتقن من الصحيح المعتمد وهكذا كانت سيرة الأعلام من عصر الصدور إلى هذه الأيّام كما ذكره جمع من العلماء العظام.
جعل الله تعالى هذا الكتاب كتاباً يشهده المقرّبون وينتفع به الناس خصوصاً المسلمون.
5 شعبان 1407
عبد الأعلى السبزواري
كلمة العلاّمة الشيخ باقر شريف القرشي
لا أحسب أن هناك فذاً من أفذاذ العقل الإنساني من يضارع الإمام عليّاً (عليه السلام)في مواهبه وعبقرياته التي امتدّت مع الزمن وسرت موجاتها لتطوير الفكر الإنساني وتنمية الوعي الديني والاجتماعي والسياسي لجميع شعوب الأرض.
لقد فجر هذا العملاق العظيم ينابيع العلم والحكمة في الشرق، وأسس في دنيا العرب من العلوم ما يزيل على ثلاثين علماً حسبما أحصاها العقاد لم يعهدها ولم يعرفها الناس من قبل، مضافاً إلى ارائة المشرقة في مختلف مجالات الحياة.
انّ الطاقات العلمية الهائلة التي بثّ بعضها الإمام (عليه السلام) قد ساهمت مساهمة ايجابية في صنع الحضارة الإنسانية، وبلورة الفكر الاجتماعي، وهي بجميع أبعادها ستبقى أعظم رصيد يملكه المسلمون ويفخرون به على اُمم العالم وشعوب الأرض.
وتراث هذا الإمام العظيم قد حفل به ما نشر وطبع من المعارف والعلوم الإسلامية وغيرها وما هو مخزون في مكتبات العالم من المخطوطات، فلا تتصفح أي كتاب منها إلاّ وتجد رأياً أصيلا للإمام رائد العدالة الإجتماعية في الأرض.
وقد تصدّى القدامى إلى تدوين بعض أحاديث الإمام (عليه السلام)، وقد ألمح إلى مؤلفاتهم في هذا الموضوع ابن النديم في فهرسته وكذلك الشيخ الطوسي وغيرهما، ومن المؤكد انها لم تستوعب إلاّ النادر اليسير من أحاديث الإمام وكلماته.
وقد انبرى باعجاب سماحة العالم والخطيب المفوّه السيد حسن القبنجي
النجف الأشرف
27 / ربيع2 / 1408 هـ
باقر شريف القرشي
تصدير بقلم العلامة السيد محمّد صادق بحر العلوم
ما كلّ من صنّف أحسن وأجاد، ولا كلّ من ألّف أصاب المراد، وما أبدع من قال: "إنّه ليس التّصنيف ضمّ كلمة إلى كلمة، وجملة إلى جملة، وسرد حلقات السّطور، وتنسيق نظام الألفاظ بطلاقة ولباقة، ولا كدّاً بالقلم، ونقشاً باليراع، وتحويل بياض إلى سواد، وإخراج سواد إلى بياض ولا الإسترسال بالقول، والإشباع في الكلام بتحوير وتحبير، وتلفيق وتزويق، ولا وضع المجلّد على المجلّد، وتنضيد كتاب إلى كتاب، حتّى تتراءى صحفاً منشورة، وكتباً مسطورة، فانّ القلم قد يجري بما تنبو عنه الأبصار وتمجه المسامع.
كلاّ; إنّ التصنيف معنًى دقيق المسلك، غامض المرمى لا يحوم حوله إلاّ الأوحديّ من النّاس ومن تداركه الله بتوفيقه، فإنّ الأقلام مطايا الفطن وسفراء العقل ورسله، وترجمانه الأفضل، فان عقول الرجال تحت أسنان أقلامها.
التصنيف آثاره خالدة، وفوائده باقية، ينتفع به الحاضر والغائب، وتستفيد منه طبقات البشر، على كرّ الغداة ومرّ العشيّ، فيبقي لصاحبه الأثر الزّاهي على صفحة الدّهر وجبين الزّمان لا يبليه الجديدان، ولا تمحوه طوارق الحِدثان، ولذلك قد تمدّح الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد مِنَّةً على العباد بوصفه لنفسه "الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الاِْنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" وقد استفاض عن أئمة الهدى (عليهم السلام) أمر أصحابهم بكتابة ما يسمعونه من الأخبار قائلين: "سيجيء على الناس زمان لا يأنسون إلاّ بكتبهم" ويُروى عن الصّادق (عليه السلام) قوله: "أكتبوا فانكم لا تحفظون حتّى تكتبوا"
وجاء في كتاب (تقييد العلم) للخطيب البغدادي (ص89) بسنده عن علي (عليه السلام)أنه قال: "قيّدوا العلم قيّدوا العلم" مرّتين، وفي رواية أخرى: "قال عليّ (عليه السلام): قيّدوا العلم بالكتاب" وفي رواية أخرى: "جمع الحسن بن علي (عليه السلام) بنيه وبني أخيه فقال: يا بنيّ إنكم اليوم صغار قوم أوشك أن تكونوا كبار قوم فعليكم بالعلم، فمن لم يحفظ منكم فليكتبه".
"فالتصانيف إذن هي الخزائن العامرة، والمدارس السيّارة، تلقي دروسها على الحاضر والغابر، وتنفح في الأمة روح العلم والمعرفة، ولكن ليس كلّ من حرّك بالقلم أصابعه ينال الفوز والنجاح في حلبة التّصنيف، فربّ مؤلّف يكون أثره الباقي عاراً عليه إلى الأبد، وسبّةً في وجه الدهر، يعوق منه جبين العلم، وتندى به جبهة الحقائق، وكم من كتابة يقصد بها صاحبها الخير فتعود على حياة الاُمّة شرّاً ووبالا، ويكون إثمها أكبر من نفعها، فان عثرة القلم أدهى وأمرّ، وأشدّ وأفظع من عثرة اللّسان، وكم من مادٍّ بيمينه، وناقش بيراعه لا يأتي إلاّ بما سبقه إليه الأوّلون، فلا يكون غير صدىً يتبع الصّوت في الآذان، فلا يلبث هنيئة إلاّ وقد انمحى ذكره، وذهب عن الأسماع أثره، ولذا أصبح حماة العلم والنّاظرون إلى الحقيقة من كَثَب
هذا هو التّصنيف الذي لولاه لاندرست آثار الدين الإسلامي والذي هو غرّةٌ في جبين الدّهر ناصعة، تتلى آيات المدح والثناء لمضقه ما كرّ الجديدان واختلف الملوان، وكان له جنّةً واقية يوم توزن الأعمال وتنصب الموازين، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّة شَرّاً يَرَهُ}.
المسانيد:
المسند ـ في اصطلاح علماء الحديث من الشّيعة ما اتصلت سلسلته إلى المعصوم (عليه السلام) ويقال له المتّصل أيضاً، وأكثر ما يستعمل المسند فيما جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن بعض علماء إخواننا أنه جعل (المسند) ما اتّصل سنده إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)(والمتّصل) ما اتّصل سنده بقائله مرفوعاً كان أو موقوفاً، وفسّره ابن
أمّا إخواننا من علماء السنّة فلهم اصطلاحات أخرى ذكروها في المؤلفات المخصّصة لدراية الحديث وهي كثيرة ما بين مطبوعة ومخطوطة.
وأمّا المسانيد ـ فهو جمع مُسند ـ وهو ما تذكر فيه الأحاديث على ترتيب الصّحابة، على حروف التهجّي، وأحياناً حسب السّوابق الإسلامية، أو تبعاً للأنساب، ومنها مسند أبي داود سليمان بن الجارود الطيالسي المتوفى سنة 204، وهو أوّل المسانيد طبع في حيدآباد بالهند سنة 1321، ومنها مسند بقي بن مخلّد المتوفى سنة 276، ويسمى مسنده أيضاً (مصنّفاً) لأنّه صنّف فيه حديث كلّ صحابي على أبواب الفقه، وأوفى تلك المسانيد مسند أحمد بن محمّد بن حنبل، وفي هذا المسند أحاديث صحيحة كثيرة ـ على زعمهم ـ لم تخرّج في الكتب الستّة، وقال أحمد بن حنبل عن مسنده: "هذا الكتاب جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألفاً، فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله صلّى الله عليه
وقد روى فيه مسند بني هاشم، ومسند أهل البيت، ومسند عائشة، ومسند النّساء، ومسند ابن مسعود، ومسند أنس بن مالك، ومسانيد العشرة، ومسند أبي هريرة، ومسند أبي سعيد الخدري، ومسند جابر بن عبد الله الأنصاري، ومسند عبد الله بن عمر، ومسند عبد الله بن عباس، ومسند عبد الله بن عمرو بن العاص، وفي آخره مسند أبي رمثة، ومسند الأنصار، ومسند المكيّين والمدنيّين، ومسند الكوفيّين، ومسند البصريّين، ومسند الشاميّين.
فهذه جميع مسانيد أحمد بن حنبل التي أودعها في مسنده وهو مطبوع في مصر وكانت ولادة أحمد بن حنبل سنة 164 ووفاته 241، وقد ترجم له في أكثر المعاجم.
قلنا: إنّ أول المسانيد مسند أبي داود الطيالسي، وتبعه بعض من عاصروه من أتباع التّابعين وأتباعهم، فصنّف أسد بن موسى الأموي المتوفى سنة 212، وهو أوّل من صنّف المسند بمصر، وعبد الله بن موسى العبسي المتوفى سنة 213 هـ، ومسدّد البصري المتوفى سنة 228، ويحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي المتوفى سنة 228، وهو أوّل من صنّف المسند بالكوفة، ونعيم بن حماد الخزاعي المصري المتوفي سنة 228، واقتفى غيرهم آثارهم كأحمد بن حنبل المتوفى سنة 241، وإسحاق بن راهويه المتوفى سنة 238، وعثمان بن أبي شيبة المتوفى سنة 239.
وهؤلاء المذكورون هم أوّل من جمعوا الأحاديث في المسانيد، وتبعهم غيرهم من أصحاب المسانيد، جمع هؤلاء الأحاديث ودوّنوها بأسانيدها، واجتنبوا الأحاديث الموضوعة ـ برأيهم ـ وذكروا طرقاً كثيرةً لكلّ حديث يتمكن بها جهابذة هذا العلم وصيارفته من معرفة الصّحيح من الضّعيف والقويّ من المعلول ممّا لا يتيسّر لكلّ طالب علم، فرأى بعضهم أن يصنّفوا الصّحيح فقط ـ برأيهم ـ
2 ـ مسند ابن أبي شيبة: الإمام أبي بكر عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة الواسطي الكوفي الحافظ المتوفّى سنة 235 هـ، وهو كتاب كبير.
3 ـ مسند ابن أبي عاصم أبي بكر أحمد بن عمرو الشّيباني: المتوفّى سنة 287هـ، وهو كبير نحو خمسين ألف حديث.
4 ـ مسند ابن أبي عمرو أبي عبد الله محمّد بن يحيى العدني: المتوفّى سنة 243هـ.
5 ـ مسند ابن جميع: وهو أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن يحيى
6 ـ مسند ابن راهويه: وهو إسحاق بن إبراهيم بن مخلّد الحنظلي التميمي المروزوي أبو يعقوب ابن راهويه: المولود سنة 161، والمتوفى بنيسابور سنة 238 أو سنة 243 هـ، وهو أحد كبار الحفاظ، أخذ عنه الإمام أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم والترمذي والنّسائي، وغيرهم.
7 ـ مسند ابن شيبة: وهو يعقوب بن شيبة بن الصّلت بن عصفور البصري، أبو يوسف السّدوسي نزيل بغداد، المتوفّى سنة 262 هـ، فإنّه جمع فيه مسند العشرة، وابن مسعود، وعمّار، وابن عبّاس، وبعض الموالي، وقيل: إنّ مسند عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) له في خمسة مجلّدات، يذكر فيه الصّحابي ثمّ يسوق ترجمته بأسانيده، ثمّ يسوق أحاديثه ويذكر عللها.
8 ـ مسند أبي داود: وهو سليمان بن داود الطيالسي، المتوفى سنة 204 هـ، قيل: وهو أوّل من صنّف في المسانيد.
9 ـ مسند أبي عوانة: وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الإسفرايني النيسابوري المتوفى سنة 313 هـ.
10 ـ مسند أبي يعلى: وهو أحمد بن علي بن المثنّى الّتميمي الموصلي الحافظ المتوفى بالموصل سنة 307 هـ وقد ناهز عمره المائة سنة، له مسندان كبير وصغير.
11 ـ مسند أبي العباس السّراج: وهو محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الحافظ النّيسابوري، المتوفى سنة 313 هـ، وهو على الأبواب، ذكره ابن حجر في المعجم.
12 ـ مسند أبي هريرة: وهو أبو إسحاق إبراهيم بن حرب العسكري السّمسار، المتوفى سنة 282 هـ.
14 ـ مسند الإمام أبي محمّد عبد بن حميد الكِسّي: المتوفى سنة 249.
15 ـ مسند الإمام أبي يوسف: هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفي البغدادي، المولود بالكوفة سنة 113، والمتوفّى ببغداد سنة 182، وهو القاضي المشهور صاحب أبي حنيفة وتلميذه.
16 ـ مسند الإمام أحمد بن محمّد بن حنبل، أبي عبد الله الشّيباني الوائلي، إمام المذهب الحنبلي المولود ببغداد سنة 164، والمتوفى بها سنة 241، يحتوي على ثلاثين ألف حديث، وطبع في ستّة مجلدات في مصر، تامّاً وتمّ طبعه سنة 313، وطبع ثانياً في مصر إلى خمسة عشر جزءً بتحقيق العلاّمة أحمد محمّد شاكر وقد أعجلته المنية فتوفّي قبل طبع بقية أجزائه التي لم يحقّقها وبقي طبعه ناقصاً ولم يتمّ، وتاريخ ختامه من تحقيق الجزء الخامس عشر في رجب سنة 1376 هـ، وختمه بمسند أبي هريرة منه ثمّ فاجأته الوفاة.
17 ـ مسند أبي حنيفة نعمان بن ثابت الكوفي: المولود بالكوفة سنة 80 هـ، والمتوفى ببغداد والمدفون بها سنة 150 هـ، وقبره ظاهر مشهور، وأبوه ثابت بن زوطي فارسي النّسب وكان جدّه من أهل كابل، وقد أسر عند فتح العرب لهذه البلاد، واسترقّ لبعض بني تيم بن ثعلبة ثمّ أعتق، فكان ولاؤه لهذه القبيلة، وكان هو تيمياً بهذا الولاء، وهذه النّسبة هي رواية حفيد أبي حنيفة عمر بن حمّاد بن أبي حنيفة.
درس على أبرز شيوخه حماد بن أبي سليمان الأشعري بالولاء لأنه كان مولىً لإبراهيم بن أبي موسى الأشعري، وهو نشأ بالكوفة وتلقّى فقهه على إبراهيم النخعي، وكان أعلم النّاس برأيه، وقد توفّي حماد سنة 120، لزم أبو حنيفة حماداً
أمّا بشأن (مسند أبي حنيفة) فقد قال حاجي خليفة في (كشف الظنون) ما نصّه:"رواه حسن بن زياد اللؤلؤي، ورتّب المسند المذكور الشيخ قاسم بن قطلوبغا برواية الحارثي على أبواب الفقه، وله عليه الأمالي في مجلّدين، ومختصر المسند المسمى بالمعتمد لجمال الدين محمود بن أحمد القونوي الدمشقي المتوفى سنة 770هـ، ثمّ شرحه وسمّاه المستند، وجمع زوائده أبو المؤيد محمّد بن محمود الخوارزمي المتوفى سنة 665، قال: وقد سمعت في الشّام عن بعض الجاهلين بمقداره ما ينقصه ويستصغره، ويستعظم قدر غيره، وينسبه إلى قلّة رواية الحديث، ويستدلّ على ذلك بمسند الشّافعي وموطّأ مالك، وزعم أنّه ليس لأبي حنيفة مسند، وكان لا يروي إلاّ عدّة أحاديث، فلحقتني حميّة دينيّة فأردت أن أجمع بين خمسة عشر من مسانيده التى جمعها له فحول علماء الحديث
(الأوّل) الإمام الحافظ أبو محمّد عبدالله بن محمّد بن يعقوب الحارثي البخاري المعروف بعبد الله الاُستاذ.
(الثاني) الإمام الحافظ أبو القاسم طلحة بن محمّد بن جعفر الشاهد العدل.
(الثّالث) الإمام الحافظ أبو الحسن محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى بن محمّد.
(الرّابع) الإمام الحافظ أبو نعيم الإصبهاني الشّافعي.
(الخامس) الشّيخ أبو بكر محمّد بن عبد الباقي بن
(السادس) الإمام أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني.
(السّابع) الإمام الحافظ عمر بن حسن الشّيباني.
(الثامن) أبو بكر أحمد بن محمّد بن خالد الكلاعي.
(التاسع) الإمام أبو يوسف القاضي، والمروي عنه يسمى بنسخة أبي يوسف.
(العاشر) الإمام محمّد بن الحسن الشّيباني، ويسمّى المروي عنه بنسخة محمّد.
(الحادي عشر) ابنه الإمام حمّاد، ورواه عن أبي حنيفة.
(الثاني عشر) الإمام محمّد أيضاً، وروى معظمه عن التابعين، ويسمى الآثار.
(الثالث عشر) الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن أبي العوام السّعدي.
(الرابع عشر) الإمام الحافظ أبو عبد الله حسين بن محمّد بن حسرو البلخي المتوفى سنة 522، وقد خرّجه تخريجاً حسناً. ولم يحدث إلاّ باليسير وهو في مجلّدين.
(الخامس عشر) أبو الحسن الماوردي، وهو علي بن محمّد بن حبيب الشّافعي المتوفى سنة 450، فجمعها على ترتيب أبواب الفقه بحذف المعاد وترك تكرير الأسناد".
هذا نقل حاجي خليفة في (كشف الظنون) وكلام أبي المؤيّد الخوارزمي في جمعه هذه الرّوايات المختلفة، ومن كلّ هذا يتبيّن أنّ إضافة ذلك المسند إلى أبي حنيفة ليس كاضافة الموطأ إلى مالك، فإنّ مالكاً قد دوّنه ورواه عنه غيره مرتّباً مبوّباً، أمّا ما ينسب إلى أبي حنيفة فإنّه روايات عنه لم يجمعها ولم يبوّبها، وإنّما رتّبها وبوّبها من رواها، وليس ذلك بقادح في صحة نسبتها إليه في الجملة، ولكن هذه النّسبة تختلف باختلاف رواتها.
ثمّ استرسل صاحب كشف الظّنون فذكر بقية المسانيد، فقال:
18 ـ مسند الأوزاعي: وهو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي، من قبيلة الأوزاع، ولد في بعلبك سنة 88، ونشأ في البقاع، وسكن في بيروت وتوفي بها سنة 157، ولعلّ مسنده هو كتاب السّنن في الفقه.
19 ـ مسند أبي بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري المتوفى سنة 292
20 ـ مسند الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام): رواه أبو نعيم الإصبهاني، وروى عنه المسند موسى بن إبراهيم.
21 ـ مسند أنس بن مالك: لأبي جعفر محمّد بن الحسين بن موسى الحُنيني.
22 ـ مسند حارث بن محمّد بن أبي اُسامة داهر التميمي: المولود سنة 186 والمتوفى سنة 282.
23 ـ مسند الحافظ الحسن بن سفيان بن عامر الشّيباني النسوي أبي العبّاس: المولود في نسا سنة 213، والمتوفى سنة 303 على مقربة منها في قرية تدعى بالوز، كان قبره بها معروفاً.
24 ـ مسند الحلواني الحسن بن علي بن محمّد الهذلي الخلاّل: أبو علي ـ وقيل أبو محمّد ـ الحلواني، نزيل مكة المتوفى في ذي الحجة سنة 242 هـ.
25 ـ مسند الحميدي: وهو الحافظ أبو بكر عبد الله بن الزّبير المكي، المتوفى سنة 219، ومسنده أحد عشر جزءً.
26 ـ مسند الخوارزمي: وهو الحافظ الكبير أبو بكر أحمد بن محمّد البرقاني الخوارزمي، المتوفى سنة 425، ضمّنه على ما يشتمل عليه الصحيحان.
27 ـ مسند الدّارمي: هو أبو محمّد عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدّارمي السمرقندي، المتوفى سنة 255.
28 ـ مسند الديلمي: (لم يذكر مؤلّفه، ولعلّه مسند الفردوس الآتي لأبي نصر الدّيلمي).
29 ـ مسند الرامهرمزي: (لم يذكر مؤلّفه، وهذه نسبة إلى جماعة ذكرهم