الصفحة 20
جميل، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:

أصل الإنسان لُبّه وعقله دينه، ومروّته حيث يجعل نفسه، والأيام دول، والناس إلى آدم شرع سواء(1).

18/18 ـ قال علي صلوات الله عليه:

لا عليك أن تصحب ذا العقل وإن لم تجد كرمه، ولكن انتفع بعقله، واحترس من سيّئ أخلاقه، ولا تدعنّ صحبة الكريم وإن لم تنتفع بعقله، ولكن إنتفع بكرمه بعقلك، وافرر الفرار كلّه من اللئيم الأحمق(2).

19/19 ـ الصدوق، عن أبيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن زيد الزراد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث قال: إنّي نظرت في كتاب لعليّ صلوات الله عليه، فوجدت في الكتاب: إنّ قيمة كلّ امرئ وقدره معرفته، إنّ الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا(3).

20/20 ـ عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، إنّه قال:

لا عدّة أنفع من العقل، ولا عدوّ أضرّ من الجهل، وقال: زينة الرجل عقله، وقال: من لم يكن أكثر ما فيه عقله كان بأكثر ما فيه قتله، وقال: العقول ذخائر والأعمال كنوز، وقال: من ترك الاستماع من ذوي العقول مات عقله، وقال: الجمال في اللسان، والكمال في العقل وقال: العقول أئمة الأفكار، والأفكار أئمة القلوب، والقلوب أئمة الحواس، والحواس أئمّة الأعضاء(4).

21/21 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال:

____________

1- روضة الواعظين، باب ماهية العقول: 4; البحار 1: 82.

2- تحف العقول: 142.

3- مستدرك الوسائل 11: 203 ح12744.

4- كنز الكراجكي، مستدرك الوسائل 11: 206 ح12751.


الصفحة 21
حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن أبيه عليّ صلوات الله عليه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا علمتم من رجل حُسن حال فانظروا في حُسن عقله، فإنّما يجزى الرجل بعقله(1).

22/22 ـ عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، قال:

العقل والشهوة ضدّان ومؤيّد العقل العلم ومزيّن الشهوة الهوى والنفس متنازعة بينهما فأيّهما قهر كانت في جانبه، وقال (عليه السلام) : إنّ أفضل الناس عند الله من أحيا عقله وأمات شهوته، وقال (عليه السلام) : ذهاب العقل بين الهوى والشهوة، وقال (عليه السلام) : زوال العقل بين دواعي الشهوة والغضب، وقال (عليه السلام) : من كمل عقله استهان بالشهوات، وقال (عليه السلام) : من لم يملك شهوته لم يملك عقله، وقال (عليه السلام) : لا عقل مع شهوة، وقال (عليه السلام) : من ملك نفسه علا أمره، من ملكته نفسه ذلّ قدره، وقال (عليه السلام) : من غلب شهوته ظهر عقله، وقال (عليه السلام) : من غلب عقله هواه أفلح، من غلب هواه عقله افتضح، وقال (عليه السلام) : من غلب شهوته صان قدره(2).

23/23 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنّه قال:

ينبغي للعاقل أن يحترس من سكر المال، وسكر القدرة، وسكر العلم، وسكر المدح، وسكر الشباب، فإنّ لكلّ ذلك رياحاً خبيثةً، تسلب العقل وتستخفّ الوقار(3).

24/24 ـ الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن عبد الله بن سنان، قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) فقلت: الملائكة أفضل أم بنو آدم؟ فقال: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي

____________

1- الجعفريات: 148; مستدرك الوسائل 11: 207 ح12753.

2- مستدرك الوسائل 11: 211 ح12769; غرر الحكم، باب العقل: 49.

3- مستدرك الوسائل 11: 371 ح13293; غرر الحكم، باب العقل: 49.


الصفحة 22
طالب (عليه السلام) :

إنّ الله ركّب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركّب في البهائم شهوةً بلا عقل، وركّب في بني آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلب شهوته عقله فهو شرٌ من البهائم(1).

25/25 ـ محمّد بن الحسين الرضي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنّه قال: كم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلا(2).

26/26 ـ أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه: العاقل من وعظته التجارب، العاقل من ملك عنان شهوته(3).

27/27 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) : يا بني اعرف منازل شيعة عليّ صلوات الله عليه على قدر روايتهم ومعرفتهم، إلى أن قال: يا بني إنّي نظرت في كتاب لعليّ صلوات الله عليه، فوجدت فيه:

إنّ زنة كلّ امرئ وقدره معرفته، إنّ الله عزّ وجلّ يحاسب العباد على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا(4).

28/28 ـ قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أربع خصال يسود بها المرء: العفّة، والأدب، والجود، والعقل(5).

29/29 ـ قال علي صلوات الله عليه:

لا مال أعود من العقل، ولا مصيبة أعظم من الجهل، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا ورع كالكفّ عن المحارم، ولا عبادة كالتفكّر، ولا قائد خير من

____________

1- وسائل الشيعة 11: 164; البحار 6: 299; علل الشرائع: 4; الفصول المهمّة للعاملي: 24.

2- وسائل الشيعة 11: 164.

3- مجموعة ورّام، باب العتاب: 51.

4- مستدرك الوسائل 1: 84 ح38.

5- البحار 1: 94; الاختصاص: 244.


الصفحة 23
التوفيق، ولا قرين خير من حسن الخلق، ولا ميراث خير من الأدب(1).

30/30 ـ قال علي صلوات الله عليه: ليس الرؤية مع الأبصار، وقد تكذّب العيون أهلها، ولا يغّش العقل من انتصحه(2).

31/31 ـ قال علي صلوات الله عليه: أغنى الغنى العقل، وأكبر الفقر الجهل(3).

32/32 ـ قال علي صلوات الله عليه: من لم يكن أكثر ما فيه عقله، كان بأكثر ما فيه قتله(4).

33/33 ـ عن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه:

إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) سُئل ممّا خلق الله عزّ وجلّ العقل؟ قال: خلقه ملك له رؤوس بعدد الخلائق، من خلق ومن يخلق إلى يوم القيامة، ولكلّ رأس وجه، ولكلّ آدمي رأس من رؤوس العقل، واسم ذلك الإنسان على وجه ذلك الرأس مكتوب، وعلى كلّ وجه ستر ملقى لا يكشف ذلك الستر من ذلك الوجه حتّى يولد هذا المولد ويبلغ حدّ الرجال أو حدّ النساء، فإذا بلغ كشف ذلك الستر، فيقع في قلب هذا الإنسان نور فيفهم الفريضة والسنّة، والجيّد والردي، ألا ومثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت(5).

34/34 ـ قال علي صلوات الله عليه: لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه(6).

35/35 ـ قيل له صلوات الله عليه: صِف لنا العاقل؟ فقال: هو الذي يضع الشيء

____________

1- البحار 1: 94; الاختصاص: 246 والرواية فيه عن الصادق (عليه السلام) .

2- البحار 1: 95; نهج البلاغة: قصار الحكم 281.

3- البحار 1: 95; نهج البلاغة: قصار الحكم 38.

4- البحار 1: 95; كنز الكراجكي: 88.

5- البحار 1: 99; مستدرك الوسائل 1: 81 ح31; علل الشرائع: 98.

6- نهج البلاغة: قصار الحكم 40; البحار 1: 159.


الصفحة 24
مواضعه، قيل له: فصف لنا الجاهل؟ قال: قد فعلت(1).

36/36 ـ قال علي صلوات الله عليه: كفاك من عقلك ما أوضح لك سبيل غيّك من رشدك(2).

37/37 ـ قال علي (عليه السلام) في وصيّته للحسن (عليه السلام) : والعقل حفظ التجارب، وخير ما جرّبت ما وعظك(3).

38/38 ـ روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: العقل ولادة، والعلم إفادة، ومجالسة العلماء زيادة(4).

39/39 ـ قال علي (عليه السلام) : التثبّت رأس العقل، والحدّة رأس الحمق(5).

40/40 ـ قال علي (عليه السلام) : العقول مواهب، والآداب مكاسب(6).

41/41 ـ قال علي (عليه السلام) : فساد الأخلاق معاشرة السفهاء، وصلاح الأخلاق معاشرة العقلاء(7).

42/42 ـ قال علي (عليه السلام) : همّة العقل ترك الذنوب وإصلاح العيوب(8).

43/43 ـ قال علي (عليه السلام) :

إذا تمّ العقل نقص الكلام، وممّا يزيد في العمر ترك الأذى وتوقير الشيوخ وصلة الرحم، وأن يحترز عن قطع الأشجار الرطبة إلاّ عند الضرورة، وإسباغ الوضوء وحفظ الصحّة(9).

44/44 ـ قال علي (عليه السلام) :

____________

1- نهج البلاغة: قصار الحكم 235; البحار 1: 160.

2- نهج البلاغة: قصار الحكم 241; البحار 1: 160.

3- نهج البلاغة: كتاب 31; البحار 1: 160.

4- كنز الكراجكي: 13; البحار 1: 160.

5 و 6 و 7- كنز الكراجكي: 88; البحار 1: 160.

8- كنز الكراجكي: 88; البحار 1: 161.

9- البحار 76: 319.


الصفحة 25
العقل عقلان: عقل الطبع وعقل التجربة وكلاهما يؤدي إلى المنفعة، والموثوق به صاحب العقل والدين، ومن فاته العقل والمروّة فرأس ماله المعصية، وصديق كلّ امرئ عقله، وعدوّه جهله، وليس العاقل من يعرف الخير من الشرّ ولكن العاقل من يعرف خير الشرّين، ومجالسة العقلاء تزيد في الشرف، والعاقل الكامل قاهر طبع السوء، وعلى العاقل أن يحصي على نفسه مساويها في الدين والرأي والأخلاق والأدب، فيجمع ذلك في صدره أو في كتاب ويعمل في إزالتها(1).

45/45 ـ قال علي (عليه السلام) :

الإنسان عقل وصورة، فمن أخطأه العقل ولزمته الصورة لم يكن كاملا وكان بمنزلة من لا روح فيه، ومن طلب العقل المتعارف فليعرف صورة الاُصول والفضول، فإنّ كثيراً من الناس يطلبون الفضول ويضعون الاُصول، فمن أحرز الأصل اكتفى به عن الفضل، وأصل الاُمور في الإنفاق طلب الحلال لما ينفق والرفق في الطلب، وأصل الاُمور في الدين أن يعتمد على الصلوات ويجتنب الكبائر، وألزم ذلك لزوم ما لا غِنى عنه طرفة عين وإن حرمته هلك، فإن جاوزته إلى الفقه والعبادة فهو الحظّ، وإنّ أصل العقل العفاف وثمرته البراءة من الآثام، وأصل العفاف القناعة وثمرتها قلّة الأحزان، وأصل النجدة القوّة وثمرتها الظفر، وأصل العقل (الفعل) القدرة وثمرتها السرور، ولا يستعان على الدهر إلاّ بالعقل، ولا على الأدب إلاّ بالبحث، ولا على الحسب إلاّ بالوفاء، ولا على الوقار الاّ بالمهابة، ولا على السرور الاّ باللين، ولا على اللبّ الاّ بالسخاء، ولا على البذل الاّ بالتماس المكافأة، ولا على التواضع الاّ بسلامة الصدر، وكلّ نجدة يحتاج إلى العقل، وكل معونة تحتاج إلى التجارب، وكل رفعة يحتاج إلى حسن أحدوثة، وكل سرور يحتاج إلى أمن،

____________

1- مطالب السؤول: 49; البحار 78: 6.


الصفحة 26
وكل قرابة يحتاج إلى مودّة، وكلّ علم يحتاج إلى قدرة، وكلّ مقدرة تحتاج إلى بذل، ولاتعرض لما لايعنيك بترك ما يعنيك، فربّ متكلّم في غير موضعه قد أعطبه ذلك(1).

46/46 ـ قال علي (عليه السلام) :

لا تسترشد إلى الحزم بغير دليل العقل فتخطئ منهاج الرأي، فإنّ أفضل العقل معرفة الحق بنفسه، وأفضل العلم وقوف الرجل عند علمه، وأفضل المروّة استبقاء الرجل ماء وجهه، وأفضل المال ما وقي به العرض، وقُضِيَت به الحقوق(2).

47/47 ـ قال علي (عليه السلام) :

إذا تقرّب الناس إلى الله تعالى بأنواع البرّ فتقرّب إليه أنت بعقلك(3).

48/48 ـ المفيد، عن الحسين بن محمّد التمار، عن محمّد بن قاسم الأنباري، عن أحمد بن عبيد، عن عبد الرحيم بن قيس الهلالي، عن العمري، عن أبي حمزة السعدي، عن أبيه، قال: أوصى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) إلى الحسن بن عليّ (عليه السلام) فقال فيما أوصى به إليه:... يا بنيّ العقل خليل المرء، والحلم وزيره، والرفق والده، والصبر من خير جنوده(4).

____________

1 و 2- مطالب السؤول: 49; البحار 78: 7.

3- إحياء الاحياء 5: 29.

4- البحار 1: 88; أمالي الطوسي: 146 ح240.


الصفحة 27


مبحث
العلم والعلماء





الصفحة 28

الصفحة 29

الباب الأول:

في فضل العلم والدعوة لطلبه


49/1 ـ محمد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد وغيره، عن سهل بن زياد، ومحمّد ابن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، جميعاً، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عمّن حدّثه، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:

أيّها الناس اعلموا أنّ كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإنّ طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إنّ المال مقسوم مضمون لكم قد قسّمه عادل بينكم وضمنه وسيفي لكم، والعلم مخزون عند أهله وقد اُمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه(1).

50/2 ـ الصدوق، حدّثنا أبي، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، قال: حدّثنا جماعة من أصحابنا، رفعوه إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه، قال:

____________

1- الكافي 1: 30; وسائل الشيعة 18: 12; جامع السعادات 1: 104; إحياء الإحياء 1: 25.


الصفحة 30
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تعلّموا العلم فإنّ تعلّمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه مَن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة; لأنّه معالم الحلال والحرام وسالك بطالبه سبيل الجنّة، وهو أنيس في الوحشة، وصاحب في الوحدة، ودليل على السرّاء والضرّاء، وسلاح على الأعداء وزين للاخلاّء، يرفع الله به أقواماً يجعلهم في الخير أئمة يُقتدى بهم، ترمق أعمالهم وتقتبس آثارهم، وترغب الملائكة في خلّتهم، يمسحونهم في صلاتهم بأجنحتهم، ويستغفر لهم كلّ شيء حتّى حيتان البحور وهوامها وسباع البرّ وأنعامها; لأنّ العلم حياة القلوب ونور الأبصار من العمى، وقوّة الأبدان من الضعف، يُنزل الله حامله منازل الأخيار ويمنحه مجالس الأبرار في الدنيا والآخرة، بالعلم يُطاع الله ويُعبد، وبالعلم يُعرف الله ويُوحَّد، وبالعلم توصَل الأرحام، وبه يُعرف الحلال والحرام، والعلم إمام العمل والعمل تابعه، يلهمه الله السعداء ويحرمه الأشقياء(1).

51/3 ـ عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:

بينما أنا جالس في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) إذ دخل أبوذر فقال: يا رسول الله جنازة العابد أحبّ إليك أم مجلس العلم؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أباذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحبّ إلى الله من ألف جنازة من جنائز الشهداء، والجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحبّ إلى الله من قيام ألف ليلة يصلّي في كلّ ليلة ألف ركعة، والجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحبّ إلى الله من ألف غزوة وقراءة القرآن كلّه، قال: يا رسول الله مذاكرة العلم خير من قراءة القرآن كلّه؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أباذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحبّ إلى الله من قراءة القرآن كلّه اثني عشر ألف مرّة، عليكم بمذاكرة العلم فإنّ بالعلم تعرفون الحلال من الحرام، ومن

____________

1- خصال الصدوق، أبواب التسعة والعشرين: 522; روضة الواعظين، باب ماهيّة العلوم: 9; إرشاد القلوب، باب الأدب: 160; البحار 1: 166.


الصفحة 31
خرج من بيته ليلتمس باباً من العلم كتب الله عزّ وجلّ له بكلّ قدم ثواب نبيّ من الأنبياء، وأعطاه بكلّ حرف يستمع أو يكتب مدينة من الجنّة، وطالب العلم أحبّه الله وأحبّه الملائكة، وأحبّه النبيّون، ولا يحبّ العلم إلاّ السعيد، وطوبى لطالب العلم يوم القيامة.

يا أباذر والجلوس ساعة عند مذاكرة العلم خيرٌ لك من سنة، صيام نهارها وقيام ليلها، والنظر إلى وجه العالم خيرٌ لك من عتق ألف رقبة، ومن خرج من بيته ليلتمس باباً من العلم كتب الله له بكلّ قدم ثواب ألف شهيد من شهداء بدر، وطالب العلم حبيب الله، ومن أحبّ العلم وجبت له الجنّة، ويصبح ويمسي في رضا الله، ولا يخرج من الدنيا حتّى يشرب من الكوثر، ويأكل من ثمرة الجنّة، ولا يأكل الدود جسده ويكون في الجنّة رفيق الخضر (عليه السلام) ، وهذا كلّه تحت هذه الآية، قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ اُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات}(1)(2).

52/4 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عليه السلام) قال:

عالم أفضل من ألف عابد; العالم يستنقذ عباد الله من الضلال إلى الهدى، والعابد يوشك أن يقدح الشك في قلبه فإذا هو وادي الهلكات(3).

53/5 ـ عن عليّ (عليه السلام) : العلم خزائن ومفتاحها السؤال، فاسألوا يرحمكم الله فإنّه يؤجر فيه أربعة: السائل والمعلّم والمستمع والسامع والمحبّ لهم(4).

54/6 ـ عن عليّ (عليه السلام) : العلماء مصابيح الأرض وخلفاء الأنبياء وورثتي وورثة الأنبياء(5).

____________

1 ـ المجادلة: 11.

2- جامع الأخبار، باب العلم: 109; البحار 1: 203.

3- مسند زيد بن علي: 382.

4- الجامع الصغير للسيوطي 2: 192; كنز العمال 10: 133 ح28662.

5- الجامع الصغير للسيوطي 2: 106; كنز العمال 10: 134 ح28677.


الصفحة 32
55/7 ـ عن عليّ (عليه السلام) : عالم ينتفع به خير من ألف عابد(1).

56/8 ـ عن عليّ صلوات الله عليه: ضالّة المسلم (المؤمن) العلم، كلّما قيّد حديثاً طلب إليه آخر(2).

57/9 ـ عن عليّ (عليه السلام) :

علم الباطن سرّ من أسرار الله عزّ وجلّ، وحكم من حكم الله يقذفه في قلوب من شاء من عباده(3).

58/10 ـ عن عليّ (عليه السلام) :

ما انتعل عبد قط ولا تخفّف ولبس ثوباً ليغدو في طلب العلم إلاّ غفرت له ذنوبه حيث يخطو عتبة باب بيته(4).

59/11 ـ عن عليّ (عليه السلام) :

من تعلّم أربعين حديثاً ابتغاء وجه الله تعالى، ليعلّم به اُمّتي في حلالهم وحرامهم، حشره الله يوم القيامة عالماً(5).

60/12 ـ عن عليّ (عليه السلام) :

من تعلّم حرفاً من العلم غفر الله له ألبتة، ومن والى حبيباً في الله غفر الله له، ومن نام على وضوء غفر الله له، ومن نظر في وجه أخيه غفر الله له، ومن ابتدأ بأمر وقال بسم الله غفر الله له(6).

61/13 ـ الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي (رحمه الله) قال: أخبرنا الشيخ

____________

1- كنز العمال 10: 143 ح28723.

2- كنز العمال 10: 143 ح28723; الجامع الصغير للسيوطي 2: 123.

3- كنز العمال 10: 159 ح28820.

4- كنز العمال 10: 163 ح28845.

5- كنز العمال 10: 164 ح28853.

6- كنز العمال 10: 164 ح28854.


الصفحة 33
السعيد الوالد (رحمه الله)، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ، قال: حدّثني الشيخ الصالح عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن ياسين، قال: سمعت العبد الصالح عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا (عليه السلام) بسرّ مَن رأى يذكر عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

العلم وراثة كريمة، والآداب حلل حسان، والفكرة مرآة صافية، والإعتذار منذر ناصح، وكفى بك أدباً تركك ما كرهته من غيرك(1).

62/14 ـ قال علي (عليه السلام) :

عليكم بالعلم فإنّه صلة بين الاخوان، ودالّ على المروّة، وتحفة في المجالس، وصاحب في السفر، ومؤنس في الغربة، وإنّ الله تعالى يحبّ المؤمن العالم الفقيه الزاهد الخاشع الحييّ العليم الحسن الخلق المقتصد المنصف(2).

63/15 ـ الطوسي، أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد ابن المسيّب أبو محمّد البيهقي الشعراني بجرجان، قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز محمّد أبو موسى المجاشعي، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد (عليه السلام) قال: حدّثنا أبو عبد الله (عليه السلام) ، قال المجاشعي، وحدّثناه الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): العالم بين الجهّال كالحيّ بين الأموات، وإنّ طالب العلم يستغفر له كلّ شيء حتّى حيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، فاطلبوا العلم فإنّه السبب بينكم وبين الله عزّ وجلّ، وإنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم(3).

64/16 ـ جماعة، عن أبي المفضّل، عن عليّ بن جعفر بن مسافر الهذلي، عن أبيه،

____________

1- أمالي الشيخ الطوسي: 114 ح175; روضة الواعظين، باب فضل العلم: 10; البحار 75: 67.

2- البحار 78: 6.

3- أمالي الشيخ الطوسي: 521 ح1148; البحار 1: 173; تفسير البرهان 1: 5; وسائل الشيعة 18: 15.


الصفحة 34
عن محمّد بن يعلى، عن أبي نعيم عمر بن صبيح، عن مقاتل بن حيّان، عن الضحّاك ابن مزاحم، عن النزال بن سبرة، عن عليّ (عليه السلام) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من خرج يطلب باباً من علم ليردّ به باطلا إلى حق، أو ضلالة إلى هدى، كان عمله ذلك كعبادة متعبّد أربعين عاماً(1).

65/17 ـ محمد بن يعقوب،عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري رفعه، قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: روّحوا أنفسكم ببديع الحكمة، فإنّها تكلّ كما تكلّ الأبدان(2).

66/18 ـ قال علي (عليه السلام) : إنّ هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة(3).

67/19 ـ محمد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمدبن محمّد، عن نوح بن شعيب النيسابوري، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن دُرُست بن أبي منصور، عن عروة بن أخي شعيب العقرقوفي، عن شعيب، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:

يا طالب العلم، إنّ العلم ذو فضائل كثيرة: فرأسه التواضع، وعينه البراءة من الحسد، وأذنه الفهم، ولسانه الصدق، وحفظه الفحص، وقلبه حسن النيّة، وعقله معرفة الأشياء والاُمور، ويده الرحمة، ورجله زيارة العلماء، وهمّته السلامة، وحكمته الورع، ومستقرّه النجاة، وقائده العافية، ومركبه الوفاء، وسلاحه لين الكلمة، وسيفه الرضا، وقوسه المداراة، وجيشه محاورة العلماء، وماله الأدب، وذخيرته اجتناب الذنوب، وزاده المعروف، وماؤه الموادعة، ودليله الهدى، ورفيقه

____________

1- البحار 1: 182; أمالي الطوسي: 618 ح1275 مجلس28; تفسير البرهان 1: 6.

2- الكافي 1: 48.

3- البحار 1: 182; نهج البلاغة: قصار الحكم 91.