307/24 ـ قال علي (عليه السلام) :
إنّ من صرحت له العبرُ عمّا بين يديه من المثلات، حجزته التقوى عن تقحّم الشبهات(1).
308/25 ـ عليّ بن طاووس، نقلا عن كتاب الرسائل لمحمد بن يعقوب الكليني، بإسناده إلى جعفر بن عنبسة، عن عبّاد بن زياد الأسدي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر (عليه السلام) في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام) :
من الوالد الفاني المقرّ للزمان، إلى أن قال (عليه السلام) : واعلم يا بنيّ إنّ أحبّ ما أنت آخذ به من وصيّتي إليك تقوى الله والاقتصار على ما افترض عليك، والأخذ بما مضى عليه سلفك من آبائك والصالحون من أهل بيتك; فإنّهم لن يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر، وفكّروا كما أنت مفكّر، ثمّ ردّهم آخر ذلك إلى الأخذ بما عرفوا والإمساك عمّا لم يكلّفوا، فليكن طلبك لذلك بتفهّم وتعلّم، لا بتورّد الشبهات وعلوّ الخصومات، وابدأ قبل نظرك في ذلك بالإستعانة بإلهك والرغبة إليه في التوفيق، ونبذ كلّ شائبة أدخلت عليك شبهة، أو أسلمتك إلى ضلالة، الحديث(2).
309/26 ـ عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ (عليه السلام) قال:
الوقوف في الشبهة خير من الإقتحام في الهلكة، وتركك حديثاً لم تروه خير من روايتك حديثاً لم تحصه(3).
310/27 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إيّاكم والقياس في الأحكام، فإنّه أوّل من قاس إبليس(4).
____________
1- نهج البلاغة: خ16; وسائل الشيعة 18: 117.
2- وسائل الشيعة 18: 125; نهج البلاغة: كتاب 31; كشف المحجة: 159.
3- وسائل الشيعة 18: 126; تفسير العياشي 1: 8; المحاسن، باب الدين 1: 340 ح699.
4- كنز الكراجكي: 297; مستدرك الوسائل 17: 257 ح21275.
312/29 ـ سليم بن قيس الهلالي، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث:
وأدنى ما يصير به كافراً، أن يدين بشيء، فيزعم أنّ الله أمره به ما نهى الله عنه، ثمّ ينصبه ديناً فيتبرّأ ويتولّى، ويزعم أنّ الله يأمر به، الخبر(2).
313/30 ـ (الجعفريات)، عن محمّد بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ بين يدي الساعة نيفاً وسبعين رجلا، وما من رجل يدعو إلى بدعة فيتبعه رجل واحد إلاّ وجده يوم القيامة لازماً لا يفارقه حتّى يسأل عنه، ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) {وقفوهم إنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ}(3) فالمسألة من الله أخذ، والأخذ من الله تعالى عذاب(4).
314/31 ـ وبهذا الإسناد، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة، إلى أن قال: أمّا صاحب البدعة فقد اُشرب قلبه حبّها، الخبر(5).
315/32 ـ روي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، أنّه قال:
ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام، فيحكم فيها برأيه، ثمّ ترد تلك القضية بعينها على غيره، فيحكم بخلاف قوله، ثمّ يجتمع القضاء بذلك عند الإمام
____________
1- دعائم الاسلام 1: 96; مستدرك الوسائل 17: 307 ح21425.
2- مستدرك الوسائل 17: 310 ح21435; كتاب سليم بن قيس: 59.
3 ـ الصافات: 24.
4- الجعفريات: 171; مستدرك الوسائل 12: 317 ح14192.
5- الجعفريات: 171; مستدرك الوسائل 12: 317 ح14193.
316/33 ـ الجعابي، عن ابن عقدة، عن عبيد بن حمدون، عن الحسن بن ظريف، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:... وكان عليّ (عليه السلام) يقول:
لو اختصم إليّ رجلان فقضيت بينهما، ثمّ مكثا أحوالا كثيرة ثمّ أتياني في ذلك الأمر، لقضيت بينهما قضاءاً واحداً; لأنّ القضاء لا يحول ولا يزول أبداً(4).
317/34 ـ روي أنّ علياً (عليه السلام) قال:
أيها الناس عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لا تعتذرون بجهالته، فإنّ العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلّت به النبيّون إلى خاتم النبيين، في عترة نبيّكم محمّد (صلى الله عليه وآله)فأنا يتاه بكم، بل أنّى تذهبون!؟ يا مَن نَسِخَ من أصلاب السفينة، هذه مثلها فيكم فاركبوها، فكما نجا في هاتيك من نجا فكذلك ينجو في هذه من دخلها، أنا رهين بذلك قسماً حقاً، وما أنا من المتكلّفين، والويل لمن تخلّف ثمّ الويل لمن تخلّف، أما بلغكم ما قال فيكم نبيّكم (صلى الله عليه وآله) حيث يقول في حجّة الوداع: إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا
____________
1 ـ الأنعام: 68.
2 ـ النساء: 82.
3- البحار 2: 284; الحقائق في محاسن الأخلاق: 26; نهج البلاغة: خ18.
4- البحار 2: 172.
318/35 ـ محمد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن بعض أصحابه، عن هارون ابن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه:
أيّها الناس إنّ الله تبارك وتعالى أرسل اليكم الرسول (صلى الله عليه وآله) وأنزل إليه الكتاب بالحقّ وأنتم أميّون عن الكتاب ومن أنزله، وعن الرسول ومن أرسله، على حين فترة من الرسل وطول هجعة من الاُمم وانبساط من الجهل واعتراض من الفتنة، وانتقاض من المبرم، وعمى عن الحق واعتساف من الجور، وامتحاق من الدين، وتلظّي من الحروب، على حين اصفرار من رياض جنّات الدنيا ويبس من أغصانها، وانتثار من ورقها، ويأس من ثمرها واغورار من مائها، وقد درست أعلام الهدى فظهرت أعلام الردى، فالدنيا متجهّمة في وجوه أهلها مكفهرّة مدبرة غير مقبلة، ثمرتها الفتنة، وطعامها الجيفة، وشعارها الخوف ودثارها السيف، مزّقتم كلّ ممزّق، وقد أعمت عيون أهلها، وأظلمت عليها أيّامها، قد قطعوا أرحامهم وسفكوا دمائهم ودفنوا في التراب الموؤدة بينهم من أولادهم، يجتاز دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا، لا يرجون الله ثواباً ولا يخافون الله عقاباً، حيّهم أعمى نجس، وميّتهم في الناس مبلس، فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاُولى وتصديق الذي بين يديه، وتفصيل الحلال من ريب الحرام، ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم، أخبركم عنه أنّ فيه علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة، وحكم ما بينكم، وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون، فلو سألتموني عنه لعلّمتكم(2).
____________
1- البحار 2: 285; الاحتجاج 1: 480 ح117.
2- الكافي 1: 60; نهج البلاغة: خ89.
الباب الثاني:
في هيئة أصحاب البدع يوم القيامة
319/1 ـ ابن المتوكل، عن محمّد بن جعفر، عن النخعي، عن النوفلي، عن السكوني، عن الصادق (عليه السلام) ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
يجاء بأصحاب البدع يوم القيامة، فترى القدرية من بينهم كالشامة البيضاء في الثور الأسود، فيقول الله عزّ وجلّ: ما أردتم؟ فيقولون: أردنا وجهك، فيقول: قد أقلتكم عثراتكم وغفرت لكم زلاّتكم إلاّ القدرية فإنّهم دخلوا في الشرك من حيث لا يعلمون(1).
بيـان:
تطلق القدرية على المجبّرة وعلى المفوّضة المنكرين لقضاء الله وقدره، والظاهر أنّ المراد هنا هو الثاني، والمراد بسائر أرباب البدع، من عمل بدعةً عمل جهالة يعذر، من غير أن يكون ذلك سبباً في خروجه من الدين وكفره.
|
____________
1- البحار 2: 303 وفي 5: 119 أيضاً; جامع الأخبار، باب المرجئة والقدرية: 460 ح1293; ثواب الأعمال: 213.
321/3 ـ عليّ بن أحمد، عن محمّد بن جعفر، عن محمّد بن أبي القاسم، عن إسحاق بن إبراهيم، عن عليّ بن موسى البصري، عن سليمان بن عيسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
إنّ أرواح القدرية يعرضون على النار غدوّاً وعشياً حتّى تقوم الساعة، فإذا قامت الساعة عذّبوا مع أهل النار بألوان العذاب، فيقولون: يا ربّنا عذّبتنا خاصة وتعذّبنا عامّة فيردّ عليهم: {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْء خَلَقْنَاهُ بِقَدَر}(2)(3).
322/4 ـ دخل مجاهد مولى عبد الله بن عباس على عليّ (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين ما تقول في كلام أهل القدر؟ ومعه جماعة من الناس: فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
معك أحد منهم أو في البيت؟ قال: ما تصنع بهم يا أمير المؤمنين؟ قال: أستتيبهم فإن تابوا وإلاّ ضربت أعناقهم(4).
323/5 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عليه السلام) قال:
والله ما كذبت ولا ابتدعت، ما نزلت هذه الآية إلاّ في القدريّة خاصّة {إِنَّ الْـمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَل وَسُعُر * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْء خَلَقْنَاهُ بِقَدَر}(5) ألا أنهم مجوس هذه الاُمّة، فإن مرضوا فلا تعودوهم،
____________
1- البحار 5: 120; جامع الأخبار، باب المرجئة والقدرية: 460 ح1296; ثواب الأعمال: 214.
2- القمر: 48 ـ 49.
3- البحار 5: 117; ثواب الأعمال: 212.
4- البحار 5: 120; ثواب الأعمال: 213.
5- القمر: 47-49.
324/6 ـ الصدوق، حدّثني محمّد بن الحسن، قال: حدّثني محمّد بن أحمد، قال: حدّثني أبو عبد الله الداري، عن عليّ بن سليمان بن رشيد، رفعه إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
يحشر المرجئة عمياناً، وإمامهم أعمى، فيقول بعض من يراهم من غير اُمّتنا: ما نرى اُمّة محمّد إلاّ عمياناً، فيقال لهم: ليسوا من اُمّة محمّد إنّهم بدّلوا فبدّل بهم وغيّروا فغيّر ما بهم(2).
____________
1- زيد بن علي: 409.
2- عقاب الأعمال: 208; علل الشرائع: 601 ح61.
الباب الثالث:
في وجوب إظهار العلم عند البدع وتحريم كتمه إلاّ للتقية
325/1 ـ (الجعفريات)، عن محمّد بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، قال: من ردّ على صاحب بدعة بدعته، فهو في سبيل الله تعالى(1).
326/2 ـ قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه:
ما أحدث بدعة إلاّ ترك بها سنّة، فاتّقوا البدع وألزموا المهيع، إنّ عوازم الاُمور أفضلها، وإنّ محدثاتها شرارها(2).
327/3 ـ الحسن بن عليّ بن شعبة، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، أنّه قال في الخطبة المعروفة بالديباج:
____________
1- الجعفريات: 172; مستدرك الوسائل 12: 324 ح14206.
2- مستدرك الوسائل 12: 324 ح14208; نهج البلاغة: خ145; في البحار 2: 264; وسائل الشيعة 11: 438.
328/4 ـ قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه:
التقيّة معاملة الناس بما يعرفون، وترك ما ينكرون حذراً من غوائلهم(2).
____________
1- مستدرك الوسائل 12: 325 ح14210; تحف العقول: 101.
2- مستدرك الوسائل 12: 337 ح14222; عوالي اللآلي 1: 432.
مبحث
التوحيد
الباب الأول:
في حقيقة التوحيد وثواب الموّحدين
329/1 ـ الشيخ الطوسي، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) في رجب سنة سبع وثلاثمائة، قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب منذ خمس وسبعين سنة، قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسى، قال: حدّثنا أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: التوحيد ثمن الجنّة، والحمد لله وفاء شكر كلّ نعمة، وخشية الله مفتاح كلّ حكمة، والإخلاص ملاك كلّ طاعة(1).
330/2 ـ الصدوق، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عيسى بن أحمد بن عيسى بن عليّ بن الحسين (بن عليّ بن الحسين) بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
____________
1- أمالي الطوسي: 569 ح1178 مجلس 22; تفسير البرهان 4: 271.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): التوحيد ظاهره في باطنه، وباطنه في ظاهره، ظاهره موصوف لا يرى، وباطنه موجود لا يخفى، يطلب بكلّ مكان ولم يخل منه مكان طرفة عين، حاضرٌ غير محدود، وغائب غير مفقود(1).
331/3 ـ الصدوق، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الوهاب بن نضر بن عبد الوهاب بن عطاء بن واصل السجزني، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن ضمرة الشعراني العماريّ من ولد عمّار بن ياسر، قال: حدّثنا أبو محمّد عبيد الله بن يحيى بن عبد الباقي الأذني بأذنه، عن أبي المقدام بن شريح بن هاني، عن أبيه، قال: إنّ أعرابيّاً قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين أتقول إنّ الله واحد! فحمل عليه الناس وقالوا: يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسّم القلب، فقال أمير المؤمنين: دعوه فإنّ الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم، ثمّ قال (عليه السلام) : يا أعرابي إنّ القول في أنّ الله واحد على أربعة أقسام: فوجهان منها لا يجوزان على الله عزّ وجلّ، ووجهان يثبتان فيه.
فأمّا اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الأعداد، فهذا ما لا يجوز; لأنّ ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد، ألا ترى أنّه قد كفر من قال ثالث ثلاثة، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس، فهذا ما لا يجوز لأنّه تشبيه، وجلّ ربّنا عن ذلك وتعالى.
____________
1- معاني الأخبار: 10; البحار 4: 264.
332/4 ـ الصدوق، قال: حدّثنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الله الضبيّ، قال: حدّثنا أبو القاسم محمّد بن عبيد الله بن بابويه ـ الرجل الصالح ـ قال: حدّثنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن هاشم الحافظ، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر أبو السيّد المحجوب إمام عصره بمكّة، قال: حدّثني أبي علي بن محمّد التقي، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ النقي، قال: حدّثني أبي عليّ بن موسى الرضا، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر الكاظم، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد الصادق، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ الباقر، قال: حدثّني أبي عليّ بن الحسين زين العابدين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ سيد شباب أهل الجنّة، قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب سيّد الأوصياء، قال: حدّثني محمّد بن عبد الله سيّد الأنبياء (صلى الله عليه وآله) قال: حدّثني جبرئيل سيّد الملائكة، قال: قال الله سيّد السادات عزّ وجلّ:
إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا فمن أقرّ لي بالتوحيد دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي(2).
333/5 ـ الصدوق، أبي (قدس سره) قال: حدّثني سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم والحسن بن عليّ الكوفي، عن الحسين بن سيف، عن عمر بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي الطفيل، عن عليّ (عليه السلام) قال:
____________
1- معاني الأخبار: 5; توحيد الصدوق، باب معنى الواحد: 83; روضة الواعظين، في معنى العدل والتوحيد: 32; إرشاد القلوب، باب التوحيد 1: 165; البحار 3: 206; تفسير البرهان 1: 171; مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار 2: 400 ح227.
2- عيون أخبار الرضا 2: 135; كنز العمال 1: 47 ح127; الجامع الصغير لسيوطي 2: 142.
334/6 ـ الطبرسي (قدس سره)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه: قال ابن الكوا: يا أمير المؤمنين فما ثواب من قال لا إله إلاّ الله؟ قال (عليه السلام) :
من قال لا إله إلاّ الله مخلصاً طمست ذنوبه كما يطمس الحرف الأسود من الرق الأبيض، فإذا قال ثانية لا إله الاّ الله مخلصاً خرقت أبواب السماء وصفوف الملائكة، حتّى يقول الملائكة بعضها لبعض اخشعوا لعظمة الله، فإذا قال ثالثة مخلصاً لا إله إلاّ الله لم تنته دون العرش، فيقول الجليل: اسكني فوَعزّتي وجلالي لأغفرنّ لقائلك بما كان فيه، ثمّ تلا هذه الآية: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعَهُ}(2) يعني إذا كان عمله خالصاً ارتفع قوله وكلامه(3).
335/7 ـ الصدوق، حدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكير ـ أبي بكر ـ الخوزيّ بنيسابور، قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن هارون الخوزي، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوزيّ، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله الحرماني والجويباري، ويقال له الهرويّ والنهرواني والشيباني، عن الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما جزاء من أنعم الله عليه بالتوحيد إلاّ الجنّة(4).
336/8 ـ وبهذا الإسناد، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ لا إله إلاّ الله كلمة عظيمة كريمة
____________
1- توحيد الصدوق، باب ثواب الموحّدين العارفين: 21; ثواب الأعمال: 3.
2 ـ فاطر: 10.
3- تفسير نور الثقلين 4: 354; الاحتجاج 1: 614 ح139.
4- توحيد الصدوق، باب ثواب الموحدين: 22; البحار 3: 5; تفسير البرهان 4: 271; تفسير نورالثقلين 5: 199.
337/9 ـ وبهذا الإسناد، قال (عليه السلام) :
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قال لا إله إلاّ الله في ساعة من ليل أو نهار طلست ما في صحيفته من السيّئات(2).
338/10 ـ وبهذا الإسناد، قال (عليه السلام) :
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ لله عزّ وجلّ عموداً من ياقوتة رأسه تحت العرش وأسفله على ظهر الحوت في الأرض السابعة السفلى، فإذا قال العبد لا إله إلاّ الله اهتزّ العرش وتحرّك العمود وتحرّك الحوت، فيقول الله تبارك وتعالى: اسكن يا عرشي، فيقول: كيف أسكن وأنت لم تغفر لقائلها، فيقول الله تبارك وتعالى، اشهدوا سكّان سماواتي إنّي قد غفرت لقائلها(3).
339/11 ـ محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رحمه الله)، عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي، عن محمّد بن زكريّا الجوهري، عن محمّد بن جعفر بن عبادة، عن أبيه، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أفضل الكلام قول لا إله إلاّ الله، وأفضل الخلق أوّل من قال لا إله إلاّ الله، قيل: يا رسول الله ومن أوّل من قال لا إله إلاّ الله؟ قال: أنا وأنا نورٌ بين يدي الله جلّ جلاله، اُوحّده (وأحمده) واُسبّحه واُكبّره، واُقدّسه، واُمجّده، ويتلوني نور شاهد مني، فقيل: يا رسول الله ومن الشاهد منك؟ قال: عليّ ابن أبي طالب أخي ووصيّي ووزيري ووارثي وخليفتي وإمام اُمّتي وصاحب
____________
1- توحيد الصدوق، باب ثواب الموحّدين: 23; البحار 3: 5.
2 و 3- توحيد الصدوق، باب ثواب الموحّدين: 23.
340/12 ـ الصدوق، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن عليّ الشاه الفقيه بمرو الروذِ، قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله النيسابوري، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الله ابن أحمد بن عباس الطائي بالبصرة، قال: حدّثني أبي سنة ستّين ومائتين، قال: حدّثني عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) سنة أربع وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسى ابن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال حدّثني أبي عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله جلّ جلاله: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ حِصْنِي، فَمَنْ دَخَلَ حِصْنِي أَمِنَ مِنْ عَذَابِي(2).
341/13 ـ لمّا دخل ـ أي الإمام الرضا (عليه السلام) ـ بنيسابور كما في تاريخها وشقّ سوقها، وعليه مظلّة لا يرى من ورائها، تعرّض له الحافظان أبو زرعة الرازي، ومحمّد بن أسلم الطوسي، ومعهما من طلبة علم الحديث ما لا يحصى، فتضرّعا إليه أن يريهم وجهه ويروي لهم حديثاً عن آبائه، فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكفّ المظلّة، وأقرّ عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة، فكانت له ذؤابتان مدليتان على عاتقه، والناس بين صارخ وباك، ومتمرّغ في التراب، ومقبّل لحافر بغلته، فصاحت العلماء: معاشر الناس انصتوا فأنصتوا، واستملى منه الحافظان المذكوران، فقال:
حدّثني أبي موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمّد الباقر، عن
____________
1- إثبات الهداة 2: 412.
2- توحيد الصدوق، باب ثواب الموحّدين: 24; البحار 3: 6; الجامع الصغير 1: 368.