الصفحة 143

الباب الرابع:

في الرؤية


381/1 ـ محمد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الموصلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء حبر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربّك حين عبدته؟ قال: فقال: ويلك ما كنت أعبد رباً لم أره، قال: وكيف رأيته؟ قال: ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان(1).

382/2 ـ محمّد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن رجل من أهل الجزيرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، إنّ رجلا من اليهود أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقال: يا عليّ هل رأيت ربّك؟ فقال (عليه السلام) :

ما كنت بالذي أعبد إلهاً لم أره، ثمّ قال: لم تره العيون في مشاهدة الأبصار غير

____________

1- الكافي 1: 98; توحيد الصدوق، باب ما جاء في الرؤية: 109 ح6; وفي البحار 4: 44; جامع السعادات 3: 167; الفصول المهمة: 49.


الصفحة 144
أنّ الايمان بالغيب من عقد القلوب(1).

383/3 ـ محمّد بن أبي عبد الله رفعه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) يخطب على المنبر، إذ قام إليه رجل يُقال له ذِعلِب، ذو لسان بليغ في الخطب، شجاع القلب، فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربّك؟ قال (عليه السلام) : ويلك يا ذِعلب ما كنت أعبد ربّاً لم أره، فقال يا أمير المؤمنين كيف رأيته؟ قال: ويلك يا ذعلب لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، ويلك يا ذعلب إنّ ربّي لطيف اللطافة لا يوصف باللطف، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، قبل كلّ شيء لا يُقال شيء قبله، وبعد كلّ شيء لا يقال له بعد، شاء الأشياء لا بهمّة، درّاك لا بخديعة، في الأشياء كلّها غير متمازج لها ولا بائن منها، ظاهر لا بتأويل المباشرة، متجلّ لا باستهلال رؤية، ناء لا بمسافة، قريب لا بمداناة، لطيف لا بتجسّم، موجود لا بعد عَدَم، فاعل لا باضطرار، مقدّر لا بحركة، مريدٌ لا بهمامة (بهمّة)، سميع لا بآلة، بصير لا بأداة، لا تحويه الأماكن، ولا تضمّنه الأوقات، ولا تحدّه الصفات، ولا تأخذه السنات، سبق الأوقات كونه والعدم وجوده والإبتداء أزله، بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، وبتجهيزه الجواهر عرف أن لا جوهر له، وبمضادته بين الأشياء عرف أن لا ضدّ له، وبمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له، ضاد النور بالظلمة واليبس بالبلل، والخشن باللّين والصرد بالحرور، مؤلف بين متعادياتها ومفرّق بين متدانياتها، دالّة بتفريقها على مفرّقها، وبتأليفها على مؤلّفها، وذلك قوله تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(2) ففرّق بين قبل وبعد ليُعلم أن لا قبل له ولا بعد له، شاهدة بغرائزها أن لا غريزة لمغرّزها، مخبرة

____________

1- البحار 4: 53; المحاسن 1: 373 ح817.

2 ـ الذاريات: 49.


الصفحة 145
بتوقيتها أن لا وقت لموقّتها، حجب بعضها عن بعض ليعلم أن لا حجاب بينه وبين خلقه، كان ربّاً إذ لا مربوب، وإلهاً إذ لا مألوه، وعالماً إذ لا معلوم، وسميعاً إذ لا مسموع(1).

ثمّ أنشأ (عليه السلام) يقول:


ولم يزل سيدي بالحمد معروفاولم يزل سيدي بالجود موصوفا
وكان إذ ليس نور يُستضاء بهولا ظلام على الآفاق معكوفا
فربّنا بخلاف الخلق كلّهموكلّما كان في الأوهام موصوفا
ومن يرده على التشبيه ممتثلايرجع أخا حَصر بالعجز مكتوفا
وفي المعارج يلقي موج قدرتهموجاً يعارض طرف الروح مكفوفا
فاترك أخا جدل في العين منعمقاًقد باشر الشك فيه الرأي مأوؤفا
واصحب أخا ثقة حباً لسيدهوبالكرامات من مولاه محفوفا
أمسى دليل الهدى في الأرض منتشراًوفي السماء جميل الحال معروفا(2)

384/4 ـ قال ذعلب اليماني لأمير المؤمنين (عليه السلام) : هل رأيت ربّك؟ فقال له (عليه السلام) : أفأعبد من لا أراه، فقال: فكيف تراه؟ فقال (عليه السلام) : لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلوب بحقائق الايمان، قريب من الأشياء من غير ملامسة، بعيد منها من غير مباينة، متكلّم بلا رؤية، مريدٌ بلا همّة، صانع بلا جارحة، لطيف لا يوصف بالخفاء، كبير لا يوصف بالجفاء، بصير لا يوصف بالحاسة، رحيم لا يوصف بالرقة، تعنو الوجوه لعظمته، وتوجل القلوب من مخافته، الذي لم يسبق له حال حالا

____________

1- الكافي 1: 138; روضة الواعظين، باب معنى التوحيد والعدل: 31; البحار 4: 304; تفسير البرهان 4: 236.

2- توحيد الصدوق، باب إثبات حدوث العالم: 308; البحار 4: 304; تفسير البرهان 4: 236.


الصفحة 146
فيكون أولا قبل أن يكون آخراً، ويكون ظاهراً قبل أن يكون باطناً، كلّ يسمّى بالوحدة غيره قليل، وكلّ عزيز غيره ذليل، وكلّ قويّ غيره ضعيف، وكلّ مالك غيره مملوك، وكلّ عالم غيره متعلّم، وكلّ قادر غيره عاجز، وكلّ سميع غيره أصمّ عن لطيف الأصوات، ويعمه كبيرها ويذهب عنه ما بعد عنها، وكلّ بصير غيره يعمى عن خفي الألوان، ولطيف الأجسام، وكلّ ظاهر غيره باطن، وكل باطن غيره ظاهر، لم يخلق ما خلقه لتسديد سلطان، ولا تخوّف من عواقب زمان ولا استعانة على يد مشاور ولا شريك مكاثر، ولا ضدّ منافر، ولكن خلائق مربوبون وعباد داخرون، لم يحلل في الأشياء فيقال هو فيها كائن ولا ينأى عنها فيقال هو منها بائن، لم يؤوده خلقٌ ما خلق، ولا تدبير ما برء وذرء، ولا وقف به عجز عمّا خلق، ولا ولجت عليه شبهة فيما قدّر وقضى، بل قضاؤه متقن وعلمه محكم وأمره مبرم، المأمون من النقم، المرهوب مع النعم(1).

385/5 ـ الصدوق، أخبرني أبو العباس الفضل بن الفضل بن العباس الكندي، فيما أجازه لي بهمدان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال: حدّثنا محمّد بن سهل ـ يعني العطار البغدادي ـ لفظاً من كتابه سنة خمس وثلاثمائة، قال: حدّثنا عبد الله ابن محمّد البلوي، قال: حدّثنا عمارة بن زيد، قال: حدّثني عبيد الله بن العلاء، قال: حدّثني صالح بن سبيع عن عمرو بن محمّد بن صعصعة بن صوحان، قال: حدّثني أبي، عن أبي المعتمر مسلم بن أوس، قال: حضرت مجلس علي صلوات الله عليه في جامع الكوفة، فقام إليه رجل مصفرّ اللون كأنّه من متهوّدي اليمن، فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا خالقك وانعته لنا كأنّا نراه وننظر إليه، فسبّح عليّ (عليه السلام) ربّه وعظّمه عزّ وجلّ، وقال:

____________

1- إرشاد القلوب، باب التوحيد 1: 167.


الصفحة 147
الحمد لله الذي هو أوّل بلا بديء ممّا، ولا باطن فيما، ولا يزال مهما، ولا ممازحٌ مع ما، ولا خيال وهماً، ليس بشبح فيرى ولا بذي جسم فيتجزّء، ولا بذي غاية فيتناهى، ولا بمحدث فيبصر، ولا بمستتر فيكشف، ولا بذي حجب فيحوى، كان ولا أماكن تحمله أكنافها، ولا حملة ترفعه بقوّتها، ولا كان بعد أن لم يكن، بل حارت الأوهام أن تكيّف المكيّف للأشياء، ومن لم يزل بلا مكان ولا يزول باختلاف الأزمان، ولا يتقلّب شأناً بعد شأن، البعيد من حدس القلوب، المتعالي عن الأشباه والضروب، الوتر علاّم الغيوب، فمعاني الخلق عنه منفيّة، وسرائرهم عليه غير خفيّة، المعروف بغير كيفيّة، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس، ولا تدركه الأبصار، ولا تحيطه الأفكار، ولا تقدّره العقول، ولا تقع عليه الأوهام، فكلّما قدّره عقل أو عرف له مثل فهو محدود، وكيف يوصف بالأشباح ويُنعت بالألسن الفصاح، من لم يحلل في الأشياء فيقال هو فيها كائن، ولم يَنأ عنها فيقال هو عنها بائن، ولم يخل منها فيقال أين، ولم يقرب منها بالإلتزاق، ولم يبعد عنها بالإفتراق، بل هو في الأشياء بلا كيفيّة، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد، وأبعد من الشبهة (من الشبه) من كلّ بعيد، لم يخلق الأشياء من أصول أزليّة، ولا من أوائل كانت قبله أبديّة، بل خلق ما خلق وأتقن خلقه، وصوّر ما صوّر فأحسن صورته، فسبحان من توحّد في علوّه، فليس لشيء منه امتناع، ولا له بطاعة أحد من خلقه إنتقام (انتفاع)، إجابته للداعين سريعة، والملائكة له في السماوات والأرض مطيعة، كلّم موسى تكليماً بلا جوارح وأدوات ولا شفة ولا لهوات، سبحانه وتعالى عن الصفات، فمن زعم أنّ إله الخلق محدود فقد جهل الخالق المعبود(1).

386/6 ـ الحافظ أبو نعيم، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحارث، ثنا الفضل ابن الحباب الجمحي، ثنا مُسدّد، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن محمّد بن إسحاق،

____________

1- البحار 4: 293; التوحيد، باب التوحيد: 77.


الصفحة 148
عن النعمان بن سعد، قال: كنت بالكوفة في دار الإمارة دار عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) إذ دخل علينا نوف بن عبد الله، فقال: يا أمير المؤمنين بالباب أربعون رجلا من اليهود، فقال عليّ (عليه السلام) : عليّ بهم، فلما وقفوا بين يديه قالوا له: يا عليّ صف لنا ربّك هذا الذي في السماء كيف هو؟ وكيف كان؟ ومتى كان؟ وعلى أي شيء هو؟ فاستوى عليّ جالساً وقال: معشر اليهود اسمعوا منّي ولا تبالوا أن لا تسألوا أحداً غيري، إنّ ربّي عزّ وجلّ هو الأوّل لم يَبدُ ممّا، ولا ممازج مَعما، ولا حال وَهما، ولا شبح يتقصى، ولا محجوب فيحوى، ولا كان بعد أن لم يكن فيقال حادث، بل جلّ أن يكيّف المكيّف للأشياء كيف كان، بل لم يزل ولا يزول لاختلاف الأزمان، ولا لتقلّب شأن بعد شأن، وكيف يوصف بالأشباح، وكيف يُنعت بالألسن الفصاح، من لم يكن في الأشياء فيقال بائن، ولم يَبن عنها فيقال كائن، بل هو بلا كيفيّة، وهو أقرب من حبل الوريد، وأبعد في الشبه من كلّ بعيد، ولا يخفى عليه من عباده شخوص لحظة، ولا كرور لفظة، ولا إزدلاف رقوة ولا انبساط خطوة، في غسق ليل داج ولا إدلاج، لا يتغشّى عليه القمر المنير ولا انبساط الشمس ذات النور بضوئهما في الكرور، ولا إقبال ليل مقبل ولا إدبار نهار مدبر، إلاّ وهو محيط بما يريد من تكوينه، فهو العالم بكلّ مكان وكلّ حين وأوان، وكلّ نهاية ومدّة، والأمد إلى الخلق مضروب، والحدّ إلى غيره منسوب، لم يخلق الأشياء من أصول أوليّة ولا بأوائل كانت قبله بَديّة; بل خلق ما خلق فأقام خلقه، وصوّر ما صوّر فأحسن صورته، توحّد في علوّه فليس بشيء منه امتناع ولا له بطاعة شيء من خلقه انتفاع، إجابته للداعين سريعة، والملائكة في السماوات والأرضين له مطيعة، علمه بالأموات البائدين كعلمه بالأحياء المتقلبين، وعلمه بما في السماوات العلى كعلمه بما في الأرض السفلى، وعلمه بكلّ شيء لا تحيّره الأصوات ولا تشغله اللغات، سميع للأصوات المختلفة،

الصفحة 149
بلا جوارح له مؤتلفة، مدبّر بصير عالم بالاُمور، حيّ قيّوم، سبحانه كلّم موسى تكليماً بلا جوارح ولا أدوات ولا شفة ولا لهوات، سبحانه وتعالى عن تكييف الصفات، من زعم أنّ إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود، ومن ذكر أنّ الأماكن به تحيط لزمته الحيرة والتخليط; بل هو المحيط بكلّ مكان، فإن كنت صادقاً أيّها المتكلّف لوصف الرحمن بخلاف التنزيل والبرهان، فصف لي جبريل وميكائيل وإسرافيل، هيهات؟ أتعجز عن صفة مخلوق مثلك وتصف الخالق المعبود، وأنت تدرك صفة ربّ الهيئة والأدوات، فكيف من لم تأخذه سنة ولا نوم! له ما في الأرضين والسماوات وما بينهما وهو ربّ العرش العظيم(1).

387/7 ـ الصدوق، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق العزائمي، قال: حدّثنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن وضيح (رميح) النسوي، قال: أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق، قال: حدّثني جعفر بن محمّد الحسني، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن خلف العطار، قال: حدّثنا بشر بن الحسن المرادي، عن عبد القدّوس وهو ابن حبيب، عن إسحاق السبيعي، عن الحارث الأعور، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه دخل السوق فإذا هو برجل مولّيه ظهره يقول: لا والذي احتجب بالسبع، فضرب عليّ (عليه السلام) ظهره ثمّ قال: من الذي احتجب بالسبع؟ قال: الله يا أمير المؤمنين، قال: أخطأت ثكلتك اُمّك، إنّ الله عزّ وجلّ ليس بينه وبين خلقه حجاب; لأنّه معهم أينما كانوا، قال: ما كفّارة ما قلت يا أمير المؤمنين؟ قال: أن تعلم أنّ الله معك حيث كنت، قال: أطعم المساكين؟ قال: لا، إنّما حلفت بغير ربّك(2).

388/8 ـ قال علي (عليه السلام) :

الله معناه المعبود الذي يأله فيه الخلق ويؤله إليه، والله هو المستور عن درك

____________

1- حلية الأولياء 1: 72.

2- توحيد الصدوق، باب نفي المكان والزمان: 184; مستدرك الوسائل 16: 50 ح19106; البحار 3: 330.


الصفحة 150
الأبصار، المحجوب عن الأوهام والخطرات(1).

389/9 ـ روى الشعبي: أنّه سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلا يقول: والذي احتجب بسبع طباق، فعلاه بالدرّة، ثمّ قال له: يا ويلك إنّ الله أجلّ من أن يحتجب عن شيء، أو يحتجب عنه شيء، سبحان الذي لا يحويه مكان ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، فقال الرجل: أفاُكفّر عن يميني يا أمير المؤمنين؟ قال (عليه السلام) : لا، لم تحلف بالله فيلزمك كفّارة، فإنّما حلفت بغيره(2).

390/10 ـ قال علي (عليه السلام) : ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله قبله وبعده ومعه وفيه(3).

____________

1- البحار 3: 222; توحيد الصدوق، باب معنى قل هو الله أحد: 89.

2- احتجاج الطبرسي 1: 495 ح125; إرشاد المفيد: 120; مستدرك الوسائل 5: 264 ح5834; البحار 3: 310.

3- تفسير مواهب الواهب 2: 36.


الصفحة 151

الباب الخامس:

في العرش والكرسي


391/1 ـ محمد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقي رفعه، قال: سأل الجاثليق أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أخبرني عن الله عزّ وجلّ يحمل العرش أم العرش يحمله؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

الله عزّ وجلّ حامل العرش والسماوات والأرض وما فيهما وما بينهما، وذلك قول الله عزّ وجلّ: {إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ أَنْ تَزُولاَ، وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَد مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً}(1) قال: فأخبرني عن قوله: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذ ثَمَانِيَة}(2) فكيف قال ذلك، وقلت: إنّه يحمل العرش والسماوات والأرض؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنّ العرش خلقه الله تعالى من أنوار أربعة: نور أحمر منه احمرّت الحمرة، ونور أخضر منه اخضرّت الخضرة،

____________

1 ـ فاطر: 41.

2 ـ الحاقة: 17.


الصفحة 152
ونور أصفر منه اصفرّت الصفرة، ونور أبيض منه (ابيضّ) البياض، وهو العلم الذي حمّله الله الحملة، وذلك نور من عظمته، فبعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون، وبعظمته ونوره ابتغى من في السماوات والأرض، من جميع خلائقه إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة والأديان المشبهة، فكلّ محمول يحمله الله بنوره وعظمته وقدرته، لا يستطيع لنفسه ضرّاً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً، فكلّ شيء محمول والله تبارك وتعالى الممسك لهما أن تزولا، والمحيط بهما من شيء وهو حياة كلّ شيء، ونور كلّ شيء سبحانه وتعالى عمّا يقولون علوّاً كبيراً(1).

392/2 ـ روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه سئل عن مدّة ما كان عرشه على الماء، قبل أن يخلق الأرض والسماء؟ فقال (عليه السلام) : تحسن أن تحسب؟ فقال له: نعم، فقال: لو أنّ الأرض من المشرق إلى المغرب، ومن الأرض إلى السماء حب خردل، ثم كلّفت على ضعفك أن تحمله حبة حبة من المشرق إلى المغرب حتّى أفنيته، لكان ربع عشر جزء من سبعين ألف جزء من بقاء عرش ربّنا على الماء، قبل أن يخلق الأرض والسماء، ثمّ قال (عليه السلام) : إنّما مثلت لك مثالا(2).

____________

1- الكافي 1: 129; تفسير البرهان 3: 30.

2- تفسير البرهان 2: 208.


الصفحة 153

الباب السادس:

في أسماء الله ومعانيها


(1) أسماء الله الحسنى


393/1 ـ الصدوق، عن الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن الهروي، عن عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) ، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ لله عزّ وجلّ تسعة وتسعين إسماً، من دعا الله بها استجاب له، ومن أحصاها دخل الجنّة(1).

394/2 ـ عن عليّ (عليه السلام) : إنّ لله عزّ وجلّ تسعة وتسعين إسماً، مائة غير واحد، وانّه وتر يحب الوتر، وما من عبد يدعو بها إلاّ وجبت له الجنّة(2).

395/3 ـ ذكر الشيخ أبو العباس أحمد بن فهد (رحمه الله) في عدّته: أنّ الرضا (عليه السلام) روى عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام) :

إنّ لله تسعة وتسعين إسماً، من دعا بها استجيب له، ومن أحصاها دخل الجنّة،

____________

1- البحار 4: 187; تفسير البرهان 4: 321; التوحيد، باب أسماء الله: 195.

2- كنز العمال 1: 408 ح1935.


الصفحة 154
وهي: الله، الواحد، الأحد، الصمد، الأوّل، الآخر، السميع، البصير، القدير، القاهر، العليّ الأعلى، الباقي، البديع، البارئ، الأكرم، الظاهر، الباطن، الحيّ، الحكيم، العليم، الحليم، الحفيظ، الحقّ، الحسيب، الحميد، الحفي، الربّ، الرحمن، الرحيم، الذاري، الرازق، الرقيب، الرؤوف، الرائي، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، المتكبّر، السيّد، السبّوح، الشهيد، الصادق، الصانع، الطاهر، العدل، العفوّ، الغفور، الغنيّ، الغِياث، الفاطر، الفرد، الفتاح، الفالق، القديم، الملك، القدّوس، القويّ، القريب، القيوم، القابض، الباسط، قاضي الحاجات، المجيد، الوليّ، المنّان، المحيط، المبين، المقيت، المصوّر، الكريم، الكبير، الكافي، كاشف الضر، الوتر، النور، الوهّاب، الناصر، الواسع، الودود، الهادي، الوفيّ، الوكيل، الوارث،البرّ، الباعث، التوّاب، الجليل، الجواد، الخبير، الخالق، خير الناصرين، الديّان، الشكور، العظيم، اللطيف، الشافي(1).

(2) اسم الله الأعظم


396/1 ـ قال ابن النجار: أنبأنا أبو القاسم سعيد بن محمّد المؤدب، عن أبي المسعود أحمد بن محمّد الحلي، ثنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبد العزيز العكبري، أنبأنا عليّ بن أحمد الشروطي وأبو سهل محمود، قالا: حدّثنا أحمد بن الحسين المعدل، ثنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل الأخباري سلف بن العوامي ببغداد، حدّثني محمّد بن أحمد الكاتب، حدّثني أحمد بن القاسم، ثنا أحمد بن إدريس بن أحمد بن نصر بن مزاحم، ثنا عبيد الله بن إسماعيل، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن البرّاء بن عازب، قال: قلت لعليّ (عليه السلام) : يا أمير المؤمنين أسألك بالله ورسوله إلاّ

____________

1- مصباح الكفعمي: 312 ح1; البحار 4: 186; توحيد الصدوق، باب أسماء الله: 195; تفسير البرهان 4: 321; تفسير نور الثقلين 5: 298.


الصفحة 155
خصصتني بأعظم ما خصّك به رسول الله (صلى الله عليه وآله) واختصّه به جبرئيل، وأرسله به الرحمن، فضحك، ثمّ قال له:

يا برّاء إذا أردت أن تدعو الله عزّ وجلّ باسمه الأعظم، فاقرأ من أوّل سورة الحديد إلى آخر ستّ آيات منها إلى عليم بذات الصدور، وآخر سورة الحشر ـ يعني أربع آيات ـ ثم ارفع يديك فقل: يا من هو هكذا أسألك بحقّ هذه الأسماء أن تصليَ على محمّد وآل محمّد، وأن تفعل بي كذا وكذا ممّا تريد، فوالذي لا إله غيره لتنقلبن بحاجتك إن شاء الله(1).

(3) معنى سبحان الله


397/1 ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الوهاب، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن حمزة الشعراني العمّاري، من ولد عمّار بن ياسر، قال: حدّثنا أبو محمّد عبيد الله بن يحيى بن عبد الباقي الأذني بأذنة، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن المعاني، قال: حدّثنا عبد الله بن يزيد، عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، قال: حدّثنا محمّد بن حجّار، عن يزيد بن الأصمّ، قال: سأل رجل عمر بن الخطاب، فقال: يا أمير المؤمنين ما تفسير سبحان الله؟ قال: إنّ في هذا الحائط رجلا كان إذا سئل أنبأ، واذا سكت ابتدأ، فدخل الرجل فإذا هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: يا أبا الحسن ما تفسير سبحان الله؟ قال: هو تعظيم جلال الله عزّ وجلّ وتنزيهه عمّا قال فيه كلّ مشرك، فإذا قاله العبد صلّى عليه كلّ ملك(2).

398/2 ـ عن أبي ظبيان، إنّ ابن الكوّاء سأل علياً (عليه السلام) عن سبحان الله؟

____________

1- كنز العمال 2: 248 ح3941; تفسير السيوطي 6: 202.

2- معاني الأخبار: 9; مستدرك الوسائل 1: 387; تفسير نور الثقلين 5: 297.


الصفحة 156
فقال (عليه السلام) : كلمة رضيها الله لنفسه، تنزيه الله عن السوء(1).

399/3 ـ عن أبي ظبيان، قال: قال ابن الكوّاء لعلي (عليه السلام) : لا إله إلاّ الله، والحمد لله قد عرفناهما، فما سبحان الله؟ قال (عليه السلام) : كلمة رضيها الله لنفسه(2).

(4) معنى لا حول ولا قوّة إلاّ بالله


400/1 ـ إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: وقد سئل عن معنى لا حول ولا قوّة إلاّ بالله:

إنّا لا نملك مع الله شيئاً، ولا نملك إلاّ ما ملكنا، فمتى ملكنا ما هو أملك به منّا كلّفنا، ومتى أخذه منّا وضع تكليفه عنّا(3).

____________

1- كنز العمال 2: 255 ح3957; تفسير السيوطي 1: 110.

2- كنز العمال 2: 255 ح3958.

3- شرح الصحيفة السجادية لعلي خان المدني: 145; البحار 5: 209; نهج البلاغة: قصار الحكم 404.


الصفحة 157

الباب السابع:

في القضاء والقدر والمشيئة


401/1 ـ محمد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، وإسحاق بن محمّد، وغيرهما رفعوه، قال: كان أمير المؤمنين جالساً بالكوفة بعد منصرفه من صفين، إذ أقبل شيخ فجثا بين يديه، ثمّ قال له: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدر؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : أجل يا شيخ ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلاّ بقضاء من الله وقدر، فقال له الشيخ: عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين، فقال له (عليه السلام) : مَه يا شيخ! فوالله لقد عظّم الله لكم الأجر في مسيركم وأنتم سائرون، وفي مقامكم وأنتم مقيمون، وفي منصرفكم وأنتم منصرفون، ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين ولا إليه مضطرّين، فقال له الشيخ: وكيف لم نكن في شيء من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرّين، وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا، فقال له (عليه السلام) : وتظنّ أنّه كان قضاءاً حتماً وقدراً لازماً؟ إنّه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب، والأمر والنهي،

الصفحة 158
والزجر من الله، وسقط معنى الوعد والوعيد، فلم تكن لائمة للمذنب ولا محمدةٌ للمحسن، ولكان المذنب أولى بالإحسان من المحسن، ولكان المحسن أولى بالعقوبة من المذنب، تلك مقالة اخوان عبدة الأوثان وخصماء الرحمن وحزب الشيطان، وقدريّة هذه الاُمّة ومجوسها، إنّ الله تبارك وتعالى كلّف تخييراً ونهى تحذيراً وأعطى على القليل كثيراً، ولم يُعصَ مغلوباً ولم يُطَع مكرهاً، ولم يُملِّك مفوّضاً، ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا، ولم يبعث النبيين مبشّرين ومنذرين عبثاً، ذلك ظنّ الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار.

فأنشأ الشيخ يقول:


أنت الإمام الذي نرجو بطاعتهيوم النجاة من الرحمن غفرانا
أوضحت من أمرنا ما كان ملتبساًجزاك ربّك بالإحسان إحساناً(1)

وفي احتجاج الطبرسي زيادة على هذين البيتين قوله:


وليس معذرة في فعل فاحشةقد كنت راكبها فسقاً وعصيانا
لا لا (كلا) ولا قائلا ناهيه أوقعهفيها (فيه) عبدت إذاً يا قوم شيطانا
ولا أحبّ ولا شاء الفسوق ولاقتل الوليّ له ظلماً وعدوانا
أنّى يحبّ وقد صحّت عزيمتهعلى الذي قال أعلن ذاك إعلانا

402/2 ـ روي أنّ رجلا قال: فما القضاء والقدر الذي ذكرته يا أمير المؤمنين؟ قال (عليه السلام) : الأمر بالطاعة والنهي عن المعصية، والتمكين من فعل الحسنة وترك

____________

1- الكافي 1: 155; الاحتجاج 1: 490 باب احتجاجه (عليه السلام) على القضاء والقدر; توحيد الصدوق، باب القضاء والقدر: 380; كشف الغمة، باب أنّ الكلّ قضاء خير: 165; روضة الواعظين، باب القضاء والقدر: 40; كنز العمال 1: 344 ح1560; السيرة الحلبية 1: 185; تاريخ ابن عساكر، كتاب ترجمة عليّ 3: 231; تحف العقول: 349.


الصفحة 159
المعصية، والمعونة على القربة إليه، والخذلان لمن عصاه، والوعد والوعيد والترغيب والترهيب، كلّ ذلك قضاء الله في أفعالنا وقدره لأعمالنا، وأمّا غير ذلك فلا تظنّه فإنّ الظنّ له محبط للأعمال، فقال الرجل: فرّجت عنّي يا أمير المؤمنين فرّج الله عنك(1).

403/3 ـ روي أنّه سئل (عليه السلام) عن القضاء والقدر، فقال:

لا تقولوا وكّلهم الله الى أنفسهم فتوهّنوه، ولا تقولوا أجبرهم على المعاصي فتظلّموه، ولكن قولوا:الخير بتوفيق الله، والشرّ بخذلان الله وكلّ سابق في علم الله(2).

404/4 ـ الصدوق، حدّثنا أبي، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا أبو الخير صالح بن أبي حمّاد، قال: حدّثني أبو خالد السجستاني، عن عليّ بن يقطين، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: مرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) بجماعة بالكوفة وهم يختصمون في القدر، فقال لمتكلّمهم: أبالله تستطيع أم مع الله، أم من دون الله تستطيع؟ فلم يدر ما يردّ عليه، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنّك إن زعمت أنّك بالله تستطيع فليس لك من الأمر شيء، وإن زعمت أنك مع الله تستطيع فقد زعمت أنك شريك مع الله في ملكه، وإن زعمت أنك من دون الله تستطيع فقد ادّعيت الربوبيّة من دون الله عزّ وجلّ، فقال: يا أمير المؤمنين لا، بالله أستطيع، فقال: أما أنّك لو قلت غير هذا لضربت عنقك(3).

405/5 ـ الصدوق، عن أبيه (رحمه الله) قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقي، عن عبد الملك بن عنترة الشيباني، عن أبيه، عن جدّه، قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر؟ فقال (عليه السلام) : بَحرٌ عميق فلا تَلجهُ، قال: يا أمير المؤمنين أخبرني

____________

1- احتجاج الطبرسي 1: 311; أمالي السيد المرتضى 1: 104; مصابيح الأنوار 1: 115 ح22.

2- احتجاج الطبرسي 1: 311; البحار 5: 95.

3- توحيد الصدوق، باب الاستطاعة: 352; البحار 5: 39.


الصفحة 160
عن القدر؟ قال (عليه السلام) : طريق مظلم فلا تسلكه، قال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر؟ قال (عليه السلام) : سرّ الله فلا تتكلّفه، قال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : أمّا إذا أبيت فإنّي سائلك، أخبرني أكانت رحمة الله للعباد قبل أعمال العباد، أم كانت أعمال العباد قبل رحمة الله؟ قال: فقال له الرجل: بل كانت رحمة الله للعباد قبل أعمال العباد، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : قوموا فسلّموا على أخيكم فقد أسلم، وقد كان كافراً، قال: وانطلق الرجل غير بعيد ثمّ انصرف إليه فقال: يا أمير المؤمنين أبالمشيّة الاُولى نقوم ونقعد ونقبض ونبسط؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : وإنّك لبعيد في المشيّة، أما إنّي سائلك عن ثلاث لا يجعل الله لك في شيء منها مخرجاً؟ أخبرني أخلق الله العباد كما شاء أو كما شاءوا؟ فقال: كما شاء، قال (عليه السلام) : فخلق الله العباد لما شاء أو لما شاءوا؟ فقال (عليه السلام) : لما شاء، فقال: يأتونه يوم القيامة كما شاء أو كما شاءوا؟ قال: يأتونه كما شاء، فقال (عليه السلام) : قم فليس إليك من المشيّة شيء(1).

406/6 ـ أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله بن كادش، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسون، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن عمر، أنبأنا محمّد بن مخلد، أنبأنا إبراهيم ابن مهدي الأيلي، أنبأنا أحمد بن الأحجم بن البختري المروزي، أنبأنا محمّد بن الجراح قاضي سجستان، أنبأنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الحرث، قال: جاء رجل إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر؟ قال: طريق مظلم لا تسلكه، قال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر؟ قال: بحر عميق لا تلجه، قال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر؟ قال: سرّ الله قد خفي عليك فلا تفشه، قال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر؟ قال: أيها السائل إذاً الله خلقك

____________

1- توحيد الصدوق، باب القضاء والقدر: 365; البحار 5: 110; كنز العمال 1: 346 ح1561; الصواعق المحرقة: 201.