الصفحة 161
لما شاء أو لما شئت؟ قال: بل لما شاء، قال: فيستعملك كما شاء أو كما شئت؟ قال: بل كما شاء، قال: فيبعثك يوم القيامة كما شاء أو كما شئت؟ قال: بل كما شاء، قال: أيّها السائل ألست تسأل ربّك العافية؟ قال: نعم، قال: فمن أيّ شيء تسأله العافية أمن البلاء الذي ابتلاك به غيره؟ قال: من البلاء الذي ابتلاني به، قال: أيّها السائل تقول لا حول ولا قوّة إلاّ بمَنْ؟ قال: إلاّ بالله العليّ العظيم، قال: فتعلم ما تفسيرها؟ قال: تعلمني ممّا علمك الله يا أمير المؤمنين، قال: إنّ تفسيرها لا تقدر على طاعة الله، ولا يكون له قوّة في معصية في الأمرين جميعاً (كذا) إلاّ بالله.

أيّها السائل ألك مع الله مشيّة، أو فوق الله مشيّة، أو دون الله مشيّة؟ فإن قلت إنّ لك دون الله مشيّة فقد اكتفيت بها عن مشية الله، وإن زعمت أنّ لك فوق الله مشيّة فقد ادّعيت أنّ قوّتك ومشيّتك غالبتان على قوّة الله ومشيّته، وإن زعمت أنّ لك مع الله مشيّة فقد ادّعيت مع الله شركاً في مشيئته.

أيّها السائل إنّ الله يشج و يداوي (كذا) فمنه الداء ومنه الدواء، أعقلت عن الله أمره؟ قال: نعم، قال علي: الآن أسلم أخوكم فقوموا فصافحوه، ثمّ قال علي: لو أنّ عندي رجلا من القدرية لأخذت برقبته ثمّ لا أزال أجأها حتّى أقطعها، فإنّهم يهود هذه الاُمّة ونصاراها ومجوسها(1).

407/7 ـ الصدوق، حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى ابن زكريا القطّان، قال: حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدّثنا عليّ بن زياد، قال: حدّثنا مروان بن معاوية عن الأعمش عن أبي حيّان التميمي، عن أبيه وكان مع عليّ (عليه السلام) يوم صفين وفيما بعد ذلك، قال: بينا عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يُعبئ الكتائب يوم صفين ومعاوية يستقبله على فرس له يتأكّل تحته تأكّلا، وعلي (عليه السلام) على فرس رسول الله (صلى الله عليه وآله) المرتجز وبيده حربة رسول الله، وهو متقلّد سيفه ذوالفقار، فقال

____________

1- تاريخ ابن عساكر، ترجمة الامام علي 3: 233.


الصفحة 162
رجل من أصحابه: احترس يا أمير المؤمنين فإنّا نخشى أن يغتالك هذا الملعون، فقال (عليه السلام) : لأن قلت ذاك إنّه غير مأمون على دينه وانّه لأشقى القاسطين وألعن الخارجين على الأئمة المهتدين، ولكن كفى بالأجل حارساً، وليس لأحد من الناس إلاّ ومعه ملائكة حفظة يحفظونه من أن يتردّى في بِئر أو يقع عليه حائط أو يصيبه سوء، فإذا حان أجله خلّوا بينه وبين ما يصيبه، وكذلك أنا إذا حان أجلي انبعث أشقاها فخضّب هذه من هذا، وأشار إلى لحيته ورأسه، عهداً معهوداً ووعداً غير مكذوب(1).

408/8 ـ الصدوق، حدّثنا عليّ بن عبد الله الورّاق، وعليّ بن محمّد بن الحسن المعروف بابن مغيرة القزويني، قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن ثابت، عن سعيد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) عدل من عند حائط مائل إلى حائط آخر، فقيل له يا أمير المؤمنين: أتفرّ من قضاء الله؟ فقال: أفرّ من قضاء الله إلى قدر الله عزّ وجلّ(2).

409/9 ـ الصدوق، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمرو بن عليّ البصري، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن المثنّى، قال: حدّثنا أبوالحسن عليّ بن مهرويه القزويني، قال: حدّثنا أبو أحمد الغازي، قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) قال: حدّثنا أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا أبي محمّد ابن علي، قال: حدّثنا أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثنا أبي الحسين بن علي (عليهم السلام)، قال: سمعت أبي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: الأعمال على ثلاثة أحوال: فرائض، وفضائل، ومعاصي، فأمّا الفرائض فبأمر الله عزّ وجلّ وبرضى الله وقضاء الله

____________

1- توحيد الصدوق، باب القضاء والقدر: 368; البحار 5: 113.

2- توحيد الصدوق، باب القضاء والقدر: 369; البحار 5: 110.


الصفحة 163
وتقديره ومشيّته وعلمه، وأمّا الفضائل فليست بأمر الله ولكن برضى الله وبقضاء الله وبقدر الله وبمشيّته وبعلمه، وأمّا المعاصي فليست بأمر الله ولكن بقضاء الله وبقدر الله وبمشيّته وبعلمه، ثمّ يعاقب عليها(1).


بيـان:

قضاء الله عزّ وجلّ في المعاصي حكمه فيها، ومشيّته في المعاصي نهيه عنها، وقدره فيها علمه بمقاديرها، ومبالغها.


410/10 ـ سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن مشيّة الله وإرادته، فقال (عليه السلام) :

إنّ لله مشيئتين: مشيّة حتم ومشيّة عزم، وكذلك إنّ لله إرادتين: إرادة حتم وإرادة عزم، إرادة حتم لا تخطأ وإرادة عزم تخطأ وتصيب، وله مشيّتان، مشيّة يشاء ومشيّة لا يشاء، ينهى وهو يشاء، ويأمر وهو لا يشاء، معناه أراد من العباد وشاء ولم يرد المعصية وشاء، وكلّ شيء بقضائه وقدره، والاُمور تجري ما بينهما، فإذا أخطأ القضاء لم يخطئ القدر، واذا لم يخطأ القدر لم يخطأ القضاء، وإنّما الخلق من القضاء إلى القدر، واذا يخطئ فمن القدر إلى القضاء، والقضاء على أربعة أوجه في كتاب الله جلّ وعزّ الناطق على لسان سفيره الصادق (صلى الله عليه وآله): منها قضاء الخلق وهو قوله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَات فِي يَوْمَيْنِ}(2) معناه خلقهنّ، والثاني قضاء الحكم وهو قوله: {وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ}(3) معناه حكم والثالث: قضاء الأمر وهو قوله: {وقضى ربّك ألاّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ}(4) معناه أمر ربّك، والرابع قضاء العلم وهو قوله: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتفْسِدُنَّ فِي الأرضِ مَرَّتَيْنِ}(5) معناه علمنا من بني إسرائيل، قد شاء الله من عباده المعصية وما أراد، وشاء الطاعة وأراد

____________

1- توحيد الصدوق، باب القضاء والقدر: 370; خصال الصدوق، باب الثلاثة: 168.

2 ـ فصلت: 12.

3 ـ الزمر: 75.

4 ـ الاسراء: 23.

5 ـ الاسراء: 4.


الصفحة 164
منهم; لأنّ المشيّة مشيّة الأمر ومشيّة العلم، وإرادته إرادة الرضا وإرادة الأمر، أمر بالطاعة ورضي بها، وشاء المعصية، يعني علم من عباده المعصية ولم يأمرهم بها فهذا من عدل الله تبارك وتعالى في عباده جلّ جلاله وعظم شأنه(1).


بيـان:

قال العلامة المجلسي (رحمه الله): كانت النسخة سقيمة فأوردناه كما وجدناه، ثمّ قال (رحمه الله): قوله (عليه السلام) : إذا أخطأ القضاء، يمكن أن يقرأ بغير همز، والمعنى إذا جاوز أمر من الاُمور التي شرّع في تهيئة أسباب وجوده القضاء ولم يصر مقضيّاً فلا يتجاوز عن القدر، ولا محالة يدخل في التقدير، وإنّما يكون البداء بعد التقدير، واذا لم يخطّ من المضاعف بمعنى الكتابة أي إذا لم يكتب شيء في لوح القدر لا يكتب في لوح القضاء إذ هو بعد القدر، وإنّما الخلق من القضاء، أي إذا لوحظت علل الخلق والإيجاد ففي الترتيب الصعوديّ يتجاوز من القضاء إلى القدر، والتخطّي والبداء إنّما يكون بعد القدر قبل القضاء، والأظهر أنّه كان، وإذا أخطأالقدر مكان، واذا لم يخط القدر، ويكون من الخطأ لا من الخطّ، فالمعنى أنّ كلّ ما يوجد من الاُمور إمّا موافق للوح القضاء، أو للوح القدر على سبيل منع الخلوّ، فإذا وقع البداء في أمر ولم يقع على ما أثبت في القدر يكون موافقاً للقضاء، ولعلّ ظاهر هذا الخبر تقدّم القضاء على القدر، ويحتمل أن يكون القضاء في الاُولى بمعنى الأمر، وفي الثانية بمعنى الحتم، فيستقيم ما في الرواية من النفي(2).


411/11 ـ عن عليّ (عليه السلام) :

إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره، سلب ذوي العقول عقولهم حتّى ينفذ فيهم قضاؤه وقدره، فإذا أمضى أمره ردّ إليهم عقولهم ووقعت الندامة(3).

412/12 ـ محمد بن طلحة البيهقي، بإسناده عن الشافعي، عن يحيى بن سليم، عن

____________

1- فقه الامام الرضا: 410 باب القضاء والمشيئة.

2 ـ البحار 5: 124-125.

3- كنز العمال 1: 109 ح509.


الصفحة 165
الإمام جعفر بن محمّد، عن عبد الله بن جعفر (رضي الله عنه)، عن الجميع، عن أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) أنّه قال يوماً:

أعجب ما في الانسان قلبه، فيه مواد من الحكمة وأضداد لها من خلافها، فإن سنح له الرجاء وَلهه الطمع، وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص، وإن ملكه اليأس قتله الأسف، وإن عرض له الغضب اشتدّ به الغيظ، وإن أسعد بالرضا نسي التحفّظ، وإن ناله الخوف شغله الحزن، وإن أصابته مصيبة قصمه الجزع، وإن وجد مالا أطغاه الغنى، وإن عضته فاقة شغله البلاء، وإن أجهده الجوع قعد به الضعف، وإن أفرط به الشبع كظّته البطنة، فكلّ تقصير به مضرّ، وكلّ إفراط له مفسد.

فقام إليه رجل ممّن شهد وقعة الجمل، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر؟ فقال (عليه السلام) : بحر عميق فلا تلجه، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر؟ فقال: بيت مظلم فلا تدخله، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر؟ فقال: سرّ الله فلا تبحث عنه، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر؟ فقال: لمّا أبيت فانّه أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض، فقال: يا أمير المؤمنين إنّ فلاناً يقول: بالاستطاعة وهو حاضر، فقال عليّ (عليه السلام) : عليّ به، فأقاموه فلمّا رآه قال له: الإستطاعة تملكها مع الله أو من دون الله؟ وإيّاك أن تقول واحدة منهما فترتدّ، فقال: وما أقول يا أمير المؤمنين؟ قال: قل أملكها بالله الذي أنشأ ملكتها(1).

413/13 ـ الصدوق، عن أبيه (رحمه الله)، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير عن العرزمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان لعلي (عليه السلام) غلام اسمه قنبر، وكان يحبّ علياً (عليه السلام) حبّاً شديداً، فإذا خرج عليّ خرج على أثره بالسيف، فرآه ذات ليلة فقال: يا قنبر ما لك؟ قال: جئت لأمشي خلفك فإنّ الناس كما تراهم يا أمير

____________

1- مطالب السؤول: 26; وفي البحار 5: 56; مسند الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) : 36; وفي كنز العمال 1: 348 ح1567.


الصفحة 166
المؤمنين فخفت عليك، قال: ويحك أمن أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض؟ قال: لا بل من أهل الأرض، قال: إنّ أهل الأرض لا يستطيعون بي شيئاً إلاّ بإذن الله عزّ وجلّ من السماء، فارجع فرجع(1).

414/14 ـ عن يعلى بن مرّة، قال: كان عليّ (عليه السلام) يخرج بالليل إلى المسجد يصلّي تطوّعاً، فجئنا نحرسه، فلمّا فرغ أتانا فقال: ما يجلسكم؟ قلنا: نحرسك، فقال: أمن أهل السماء تحرسون، أم من أهل الأرض؟ قلنا: بل من أهل الأرض، قال: إنّه لا يكون في الأرض شيء حتّى يقضى في السماء، وليس من أحد إلاّ وقد وُكّل به ملكان يدفعان عنه ويكلانه حتّى يجيء قدره، فإذا جاء قدره خلّيا بينه وبين قدره، وإنّ عليّ من الله جُنّة حصينة فإذا جاء أجلي كشف عنّي، وإنّه لا يجد طعم الايمان حتّى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه(2).

415/15 ـ عن قتادة، قال: إنّ آخر ليلة أتت على عليّ (عليه السلام) جعل لا يستقرّ فارتاب به أهله، فجعل يدسّ بعضهم إلى بعض حتّى اجتمعوا، فناشدوه، قال: إنّه ليس من عبد إلاّ ومعه ملكان يدفعان عنه ما لم يقدَّر، أو قال: ما لم يأت القدر، فإذا أتى القدر خليّا بينه وبين القدر، ثمّ خرج إلى المسجد فقتل(3).

416/16 ـ عن أبي مجلز، قال: جاء رجل إلى عليّ وهو يصلّي في المسجد، فقال: احترس فإنّ ناساً من مراد يريدون قتلك، فقال:

إنّ مع الرجل ملكين يحفظانه ممّا لم يقدر، فإذا جاء القدر خلّوا بينه وبينه، وإنّ الأجل جُنّة حصينة(4).

____________

1- البحار 5: 104 وفي 70: 158 منه أيضاً; توحيد الصدوق، باب المشيئة: 338.

2- كنز العمال 1: 347; ح1564.

3- كنز العمال 1: 348 ح1565.

4- كنز العمال 1: 348 ح1566.


الصفحة 167
417/17 ـ عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيدالشحّام، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) جلس إلى حائط مائل يقضي بين الناس، فقال بعضهم: لا تقعد تحت هذا الحائط فإنّه معور، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : حرس امرءً أجله فلمّا قام سقط الحائط، قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يفعل هذا وأشباهه، وهذا اليقين(1).

418/18 ـ محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة، عن سعيد بن قيس الهمداني، قال: نظرت يوماً في الحرب إلى رجل عليه ثوبان، فحرّكت فرسي فإذا هو أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت: يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع؟! فقال: نعم يا سعيد بن قيس إنّه ليس من عبد إلاّ وله من الله عزّوجلّ حافظ وواقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر، فإذا نزل القضاء خلّيا بينه وبين كلّ شيء(2).

419/19 ـ الصدوق، عن عليّ بن أحمد، عن محمّد بن جعفر، عن محمّد بن أبي القاسم، عن إسحاق بن إبراهيم، عن عليّ بن موسى البصري، عن سليمان بن عيسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

إنّ أرواح القدرية يعرضون على النار غدوّاً وعشياً حتّى تقوم الساعة، فإذا قامت الساعة عُذّبوا مع أهل النار بألوان العذاب، فيقولون: يا ربّنا عذّبتنا خاصّة وتعذّبنا عامة، فيردّ عليهم: {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلّ شَيْء خَلَقْنَاهُ بِقَدَر}(3)(4).


بيـان:

قال الطبرسي (رحمه الله): أي خلقنا كلّ شيء خلقناه مقدّراً بمقدار توجبه الحكمة لم نخلقه جزافاً، فخلقنا العذاب أيضاً على قدر الاستحقاق، وكذلك كلّ شيء


____________

1- البحار 5: 105; الكافي 2: 58.

2- البحار 5: 105 وفى 70: 154 منه أيضاً; الكافي 2: 58.

3 ـ القمر: 48و49.

4- جامع الأخبار، باب المرجئة والقدرية: 459 ح1287; البحار 5: 118; عقاب الأعمال: 212; تفسير نور الثقلين 5: 186.


الصفحة 168

خلقناه في الدنيا والآخرة خلقناه مقدّراً بمقدار معلوم، وقيل: معناه خلقنا كلّ شيء على قدر معلوم، فخلقنا اللسان للكلام، واليد للبطش، والرجل للمشي، والعين للنظر، والاُذن للسماع، والمعدة للطعام، ولو زاد أو نقص عمّا قدّرناه لما تمّ الغرض، وقيل: معناه جعلنا لكلّ شيء شكلا يوافقه ويصلح له، كالمرأة للرجل، والاُتان للحمار، وثياب الرجال للرجال، وثياب النساء للنساء، وقيل: خلقنا كلّ شيء بقدر مقدّر وقضاء محتوم في اللوح المحفوظ.


420/20 ـ عن حاتم بن إسماعيل، قال: كنت عند جعفر بن محمّد، فأتاه نفر فقالوا: يا ابن رسول الله حدّثنا أيّنا شرّ كلاماً؟ قال: هاتوا ما بدا لكم، قالوا: أمّا أحدنا فقدريّ، وأمّا الآخر فمرجئي، وأمّا الثالث خارجيّ، فقال (عليه السلام) : حدّثني أبي محمّد، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه سمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: لأبي أمامة الباهلي، لا تجالس قدريّاً ولا مرجئاً، ولا خارجياً، أنّهم يكفئون كما يكفأ الإناء، ويغلون كما غلت اليهود والنصارى، ولكلّ اُمّة مجوس ومجوس هذه الاُمّة القدريّة، فلا تشيّعوهم، ألا أنّهم يمسخون قردة وخنازير، ولولا ما وعدني ربّي أن لا يكون في اُمّتي خسف لخسفت بهم في الحياة الدنيا.

وحدّثني أبي، عن أبيه، عن عليّ (عليه السلام) أنّه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّ الخوارج مرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وهم يمسخون في قبورهم كلاباً، ويحشرون يوم القيامة على صور الكلاب، وهم كلاب النار.

وحدّثني أبي، عن أبيه، عن عليّ أنّه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: صنفان من اُمّتي لا تنالهم شفاعتي: المرجئة والقدرية، القدريّة يقولون لا قَدَر وهم مجوس هذه الاُمّة، والمرجئة يفرّقون بين القول والعمل، وهم يهود هذه الاُمّة(1).

____________

1- كنز العمال 1: 362 ح1597.


الصفحة 169
421/21 ـ عن عليّ [ (عليه السلام) ] قال:

ليأتينّ على الناس زمان يكذبون على القدر، تجيء المرأة سوقاً إلى حاجتها، فترجع إلى منزلها وقد مسخ بعلها بتكذيبه القدر(1).

422/22 ـ الصدوق، حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد المؤدّب، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: قال الله جلّ جلاله: من لم يرض بقضائي ولم يؤمن بقدري، فليلتمس إلهاً غيري، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): في كلّ قضاء خيرة للمؤمن(2).

423/23 ـ الصدوق، حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد ابن سعيد الهمداني، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن مروان (هارون) بن مسلم، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعيد الخفّاف، عن الأصبغ ابن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لرجل:

إن كنت لا تطيع خالقك فلا تأكل من رزقه، وإن كنت واليت عدوّه فاخرج من ملكه، وإن كنت غير قانع بقضائه وقدره فاطلب رباً سواه(3).

424/24 ـ الصدوق، حدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور، قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن مروان الخوري، قال: حدّثنا

____________

1- كنز العمال 1: 363 ح1598.

2- توحيد الصدوق، باب القضاء والقدر: 371; عيون أخبار الرضا، في القضاء والقدر 1: 141; كشف الغمة، في بيان انّ الكل قضاء وخير: 265.

3- توحيد الصدوق، باب القضاء والقدر: 371; تفسير نور الثقلين 5: 301.


الصفحة 170
جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوري، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله الجويباري الشيباني، عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الله عزّ وجلّ قدّر المقادير، ودبّر التدابير قبل أن يخلق (آدم) العالم بألفي عام(1).

425/25 ـ الصدوق، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب السجزي بنيسابور، قال: أخبرنا أبو نصر منصور بن عبد الله بن إبراهيم الاصبهاني، قال: حدّثنا عليّ بن عبد الله، قال: حدّثنا الحسن بن أحمد الحرّاني، قال: حدّثنا يحيى بن عبد الله بن الضحّاك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام) : ألا نحرسك؟ قال: حَرَسُ كلّ امرئ أجله(2).

426/26 ـ الصدوق، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب، قال: حدّثنا منصور بن عبد الله، قال: حدّثنا عليّ بن عبد الله، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، قال: كنّا مع سعيد بن قيس بصفّين ليلا، والصفان ينظر كلّ واحد منهما إلى صاحبه، حتّى جاء أمير المؤمنين (عليه السلام) فنزلنا على فنائه، فقال له سعيد بن قيس: أين هذه الساعة يا أمير المؤمنين، أما خفت شيئاً؟ قال (عليه السلام) : وأيّ شيء أخاف إنّه ليس من أحد إلاّ ومعه ملكان موكّلان به أن يقع في بئر أو تَضُرَّ به دابة، أو يتردّى من جبل حتّى يأتيه القدر، فإذا أتى القدر خلّوا بينه وبينه(3).

427/27 ـ عن أحمد بن محمّد القطّان، عن أحمد بن يحيى بن زكريّا، عن بكر بن

____________

1- توحيد الصدوق، باب القضاء والقدر: 376; في بعض المصادر بدل الخوري: "الخوزي".

2- توحيد الصدوق، باب القضاء والقدر: 379; كنز العمال 1: 394 ح1568.

3- توحيد الصدوق، باب القضاء والقدر: 379; مناقب ابن شهر آشوب، في ذكر سيفه ودرعه ومركوبه 3: 297.


الصفحة 171
عبد الله بن حبيب، عن عليّ بن زياد، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن الأعمش، عن أبي حيّان التيمي، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

ليس أحدٌ من الناس إلاّ ومعه ملائكة حفظة يحفظونه من أن يتردّى في بئر أو يقع عليه حائط أو يصيبه سوء، فإذا كان أجله خلّوا بينه وبين ما يصيبه(1).

428/28 ـ الصدوق، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن السعدآبادي، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن زياد بن المنذر، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في القدر:

ألا إنّ القدر سرٌّ من سِرِّ الله، وستر من ستر الله، وحِرزٌ من حرز الله، مرفوع في حجاب الله، مطويّ عن خلق الله، مختوم بخاتم الله، سابق في علم الله، وضع الله عن العباد علمه، ورفعه فوق شهاداتهم ومبلغ عقولهم، لأنّهم لا ينالونه بحقيقة الربانية ولا بقدرة الصمدانيّة ولا بعظم النورانية، ولا بعزّة الوحدانية; لأنّه بحر زاخر خالص لله تعالى، عمقه ما بين السماء والأرض، عرضه ما بين المشرق والمغرب، أسود كالليل الدامس، كثير الحيّات والحيتان، يعلو مرّة ويسفل أخرى، في قعره شمس تضيء لا ينبغي أن يطّلع عليها إلاّ الله الواحد الفرد، فمن تطلّع عليها فقد ضادّ الله عزّ وجلّ في حكمه، ونازعه في سلطانه، وكشف عن ستره وسرّه، وباء بغضب من الله، ومأواه جهنّم وبئس المصير(2).

429/29 ـ الصدوق، حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن جعفر بن محمّد بن عبد الله، عن عبد الله بن ميمون القدّاح، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قيل لعليّ (عليه السلام) إنّ رجلا يتكلّم في

____________

1- البحار 5: 113; كنز العمال 1: 347 ح1562; توحيد الصدوق، باب القضاء والقدر: 367.

2- توحيد الصدوق، باب القضاء والقدر: 383 ح32; البحار 5: 97.


الصفحة 172
المشيّة، فقال: ادعه لي، فدعي له، فقال: يا عبد الله خلقك الله لما شاء أو لما شئت؟ قال: لما شاء، قال: فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت؟ قال: إذا شاء، قال: فيشفيك إذا شاء أو إذا شئت؟ قال: إذا شاء، قال: فيدخلك حيث يشاء أو حيث شئت؟ قال: حيث يشاء، قال: فقال عليّ (عليه السلام) له: لو قلت غير هذا لضربت الذي فيه عيناك(1).

430/30 ـ الصدوق، حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد ابن سعيد الهمداني، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن مروان بن مسلم، عن ثابت بن أبي صفيّة، عن سعد الخفّاف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود (عليه السلام) تريد واُريد ولا يكون إلاّ ما اُريد، فإن أسلمت لما اُريد أعطيتك ما تريد، وإن لم تسلّم لما اُريد أتعبتك فيما تريد، ثمّ لا يكون إلاّ ما اُريد(2).

431/31 ـ الإمام العسكري (عليه السلام) ، قال: ولقد مرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) على قوم من أخلاط المسلمين، ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري، وهم قعود في بعض المساجد، في أوّل يوم من شعبان، إذا هم يخوضون في أمر القدر وغيره ممّا اختلف الناس فيه، قد ارتفعت أصواتهم واشتدّ فيه محكّهم وجدالهم، فوقف عليهم، فسلّم، فردّوا عليه وأوسعوا وقاموا إليه يسألونه القعود إليهم، فلم يحفل بهم، ثمّ قال لهم وناداهم:

يا معاشر المتكلّمين فيما لا يعنيهم ولا يرد عليهم، ألم تعلموا أنّ لله عباداً قد أسكتتهم خشيته من غير عيّ ولا بكم، وإنّهم الفصحاء العقلاء الألبّاء، العالمون بالله وأيامه.

____________

1- توحيد الصدوق، باب المشيّة والارادة: 327 ح2; البحار 5: 106; كنز العمال 1: 344 ح1559; تفسير السيوطي 4: 348.

2- توحيد الصدوق، باب المشيّة والارادة: 337 ح4; البحار 5: 104.


الصفحة 173
ولكنّهم إذا ذكروا عظمة الله انكسرت ألسنتهم، وانقطعت أفئدتهم، وطاشت عقولهم، وتاهت حلومهم، إعزازاً لله وإعظاماً وإجلالا له.

فإذا أفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله بالأعمال الزاكية، يعدّون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين، وأنّهم برآء من المقصّرين والمفرطين، ألا إنّهم لا يرضون الله بالقليل، ولا يستكثرون لله الكثير، ولا يدلّون عليه بالأعمال، فهم متى ما رأيتهم مهمومون مروّعون خائفون مشفقون، وجلون.

فأين أنتم منهم يا معشر المبتدعين، ألم تعلموا أنّ أعلم الناس بالضرر أسكتهم عنه، وإنّ أجهل الناس بالقدر أنطقهم فيه(1).

432/32 ـ الصدوق، حدّثني محمّد بن موسى بن المتوكّل، قال: حدّثني موسى بن جعفر، قال: حدّثني موسى بن عمران النخعي، قال: حدّثني الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن مسلم، عن مروان بن شجاع، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ما خلا أحد من القدريّة إلاّ خرج من الايمان(2).

433/33 ـ عن عليّ (عليه السلام) : لُعنت القدريّة على لسان سبعين نبيّاً(3).

434/34 ـ عن الشعبي، أنّ علياً خطب فقال: ليس منّا من لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه(4).

435/35 ـ محمّد بن الحسين الرضي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنّه قال في كلام له لما خوّف من الغيلة:

____________

1- تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) : 635 ح371; البحار 3: 265; مستدرك الوسائل 12: 250 ح14025; الفصول المهمة للحرّ العاملي: 80.

2- عقاب الأعمال: 213.

3- الجامع الصغير للسيوطي 2: 410.

4- كنز العمال 1: 343 ح1554.


الصفحة 174
وإنّ عليَّ من الله جُنّة حصينة، فإذا جاء يومي انفرجت عنّي وأسلمتني، فحينئذ لا يطيش السهم، ولا يبرأ الكلم(1).

436/36 ـ عن عليّ (عليه السلام) قال: إنّ الله يدفع الأمر المبرم(2).

437/37 ـ عن عليّ (عليه السلام) :

إنّ أحدكم لن يخلص الايمان إلى قلبه حتّى يستيقن يقيناً غير ظنٍّ أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطاه لم يكن ليصيبه، ويقرّ بالقدر كلّه(3).

438/38 ـ عن عليّ (عليه السلام) إنّه ذُكر عنده القدر يوماً، فأدخل اصبعيه السبابة والوسطى في فيه، فرقم بها باطن يده فقال:

أشهد أنّ هاتين الرقمتين كانتا في علم الكتاب(4).

439/39 ـ قيل لعلي (عليه السلام) لمّا أراد قتال الخوارج: لو احترزت يا أمير المؤمنين، فقال (عليه السلام) :


أيّ يَومَيّ من الموت أفِريوم ما قدّر أو يوم قُدر
يوم لم يقدر لا أخشى الردىوإذا قدّر لم يَغنِ الحذر(5)

440/40 ـ عن أبي نصير قال: كنّا جلوساً حول الأشعث بن قيس، إذ جاءه رجل بيده عنزة فلم نعرفه وعرفه، فقال: يا أمير المؤمنين، قال: نعم، قال: تخرج هذه الساعة وأنت رجل محارب؟ قال (عليه السلام) :

إنّ عليّ من الله جنّة حصينة فإذا جاء القدر لم يغن شيئاً، انّه ليس من الناس

____________

1- الفصول المهمة: 86; نهج البلاغة: خ62.

2- كنز العمال 1: 343 ح1556.

3- كنز العمال 1: 344 ح1557.

4- كنز العمال 1: 344 ح1558.

5- تفسير نور الثقلين 2: 28.


الصفحة 175
أحد إلاّ وقد وُكّل به ملك، فلا تريده دابة ولا شيء إلاّ قال: اتّقه، فإذا جاء القدر خلّى عنه(1).

441/41 ـ يوسف البحراني، قال: روى أحد أصحابنا رضوان الله عليهم أنّ الحجاج بن يوسف كتب إلى الحسن البصري، وإلى عمرو بن عبيد، وإلى واصل بن عطاء وإلى عامر الشعبي، أن يذكروا ما عندهم وما وصل إليهم في القضاء والقدر.

فكتب إليه الحسن البصري: إنّ أحسن ما انتهى إليّ ما سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال: أتظنّ أنّ الذي نهاك دهاك، إنّما دهاك أسفلك وأعلاك، والله بريء من ذاك.

وكتب إليه عمرو بن عبيد: أحسن ما سمعته في القضاء والقدر قول عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) : لو كان الوزر في الأصل محتوماً، كان الوازر في القصاص مظلوماً.

وكتب إليه واصل بن عطاء: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر، قول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) : أيدّلك على الطريق ويأخذ عليك المضيق.

وكتب إليه الشعبي: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام) : كلّما استغفرت الله منه فهو منك، وكلّما حمدت الله عليه فهو منه.

فلما وصلت كتبهم إلى الحجاج ووقف عليها قال: لقد أخذوها من عين صافية(2).

____________

1- كنز العمال 1: 347 ح1563.

2- كشكول شيخ يوسف 1: 30.


الصفحة 176