517/13 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تعلّموا القرآن وتفقّهوا به، وعلّموه الناس ولا تستأكلوهم به، فإنّه سيأتي قوم من بعدي يقرءونه ويتفقّهون به، يسألون الناس، لا خلاق لهم عند الله عزّ وجلّ(2).
518/14 ـ عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن عليّ بن حسّان الواسطي، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلام طويل في وصف المتّقين، قال:
أمّا الليل فصافّون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن يرتّلونه ترتيلا، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به تهيّج أحزانهم، بكاء على ذنوبهم ووجع كلوم جراحهم، وإذا مرّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وأبصارهم، فاقشعرّت منها جلودهم ووجلت قلوبهم، فظنّوا أن صهيل جهنّم وزفيرها وشهيقها في اُصول آذانهم، واذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً، وتطلّعت أنفسهم إليها شوقاً وظنّوا أنها نصب أعينهم(3).
519/15 ـ محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد ابن أحمد، عن محمّد بن السندي، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن سعد ابن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
____________
1- وسائل الشيعة 4: 825; نهج البلاغة: خ110.
2- مسند زيد بن علي: 387.
3- وسائل الشيعة 4: 829; مستدرك الوسائل 4: 240 ح4596.
520/16 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عليه السلام) قال:
شكوت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) تفلّت القرآن من صدري، فأدناني منه، ثمّ وضع يده على صدري، ثمّ قال: اللّهمّ أذهب الشيطان من صدره ثلاث مرّات، ثمّ قال: إذا خفت من ذلك فقل أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ومن همزات الشياطين، وأعوذ بك رَبّ أن يحضرون، إنّ الله هو السميع العليم، اللّهمّ نوّر بكتابك بصري، وأطلق به لساني، واشرح به صدري، ويسّر به أمري، وأفرج به عن قلبي، واستعمل به جسدي، وقوّني لذلك، فإنّه لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، تعيد ذلك ثلاث مرّات، فإنّه يزجر عنك(2).
521/17 ـ أبو بكر محمّد بن إسماعيل الورّاق في أماليه، والعسكري في المواعظ، عن ابن مردويه، عن عليّ قال:
كانت السورة إذا نزلت على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو الآية أو أكثر، زادت المؤمنين إيماناً وخشوعاً، ونهتهم فانتهوا(3).
522/18 ـ أخرج الترمذي والطبراني والحاكم، وصحّحه عن ابن عباس، قال: قال عليّ بن أبي طالب:
يا رسول الله إنّ القرآن ينفلت من صدري، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أعلّمك كلمات ينفعك الله بهنّ وينفع من علّمته؟ قال: نعم بأبي أنت واُمّي، قال: صلّ ليلة
____________
1- وسائل الشيعة 4: 835; علل الشرائع: 521; كتاب ثواب الأعمال: 28; البحار 92: 185.
2- مسند زيد بن علي: 399.
3- كنز العمال 2: 347 ح4216.
523/19 ـ محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أحمد بن محمّد بن الحسين البزّاز، عن أحمد بن محمّد بن حمدويه، عن محمّد بن أحمد بن سعيد، عن العباس بن حمزة، عن أحمد بن إبراهيم، عن الربيع بن بدر، عن أبي الأشهب النخعي، قال: قال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) :
من دخل في الإسلام طائعاً، وقرأ القرآن ظاهراً، فله في كل سنة مائتا دينار في بيت مال المسلمين، وإن منع في الدنيا أخذها يوم القيامة وافية أحوج ما يكون إليها(2).
524/20 ـ محمّد بن عليّ بإسناده، عن عليّ (عليه السلام) في حديث الأربعمائة قال (عليه السلام) :
____________
1- تفسير السيوطي 5: 257; فضائل القرآن لابن كثير الدمشقي: 181.
2- وسائل الشيعة 4: 839; الخصال، باب مائتا دينار في بيت المال 2: 602; البحار 92: 180; جامع الأخبار، الفصل الثالث والعشرون في القراءة: 130 ح257; كنز العمال 2: 339 ح4185.
525/21 ـ أبو الحسن بن صخر في فوائده، عن عليّ [ (عليه السلام) ]: اقرأ القرآن على كلّ حال، إلاّ وأنت جنب(2).
526/22 ـ عن عليّ [ (عليه السلام) ] قال: اقرؤا القرآن ولا حرج ما لم يكن أحدكم جنباً، فإن كان جنباً فلا، ولا حرفاً واحداً(3).
527/23 ـ محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن محمّد بن هلال، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
ما من عبد يقرأ {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ}(4) إلى آخر السورة إلاّ كان له نور من مضجعه إلى بيت الله الحرام، فإنّ من كان له نور إلى بيت الله الحرام، كان له نور إلى بيت المقدس(5).
528/24 ـ قال علي (عليه السلام) : اقرؤا القرآن واستظهروه، فإنّ الله تعالى لا يعذّب قلباً وعا القرآن(6).
529/25 ـ قال علي (عليه السلام) : من استظهر القرآن وحفظه وأحلّ حلاله وحرّم حرامه، أدخله الله به الجنّة، وشفّعه في عشرة من أهل بيته كلّهم قد وجبت له النار(7).
530/26 ـ قال علي (عليه السلام) : من استمع آية من القرآن خيرٌله من ثبير ذهباً ـ والثبير اسم جبل عظيم باليمن ـ(8).
531/27 ـ قال علي (عليه السلام) :
____________
1- وسائل الشيعة 4: 848; تفسير البرهان 2: 454; الخصال، حديث الأربعمائة: 613.
2- كنز العمال 1: 605 ح2770.
3- كنز العمال 2: 347 ح4191.
4 ـ الكهف: 109.
5- وسائل الشيعة 4: 873; ثواب الأعمال: 107 باب ثواب قارئ سورة الكهف.
6- البحار 92: 19; جامع الأخبار: 115 ح205.
7- البحار 92: 19; كنز العمال 1: 521 ح2334; جامع الأخبار: 116 ح206.
8- البحار 92: 20; جامع الأخبار: 116 ح207.
532/28 ـ قال علي (عليه السلام) : القراءة في المصحف أفضل من القراءة ظاهراً(2).
533/29 ـ قال علي (عليه السلام) :
من قرأ كلّ يوم آية في المصحف بترتيل وخشوع وسكون، كتب الله له من الثواب بمقدار ما يعمله جميع أهل الأرض، ومن قرأ مائتي آية كتب الله له من الثواب بمقدار ما يعمله أهل السماء وأهل الأرض(3).
534/30 ـ عن عليّ [ (عليه السلام) ]: أهل القرآن، أهل الله وخاصّته(4).
535/31 ـ عن سالم بن أبي الجعد: أنّ علياً فرض لمن يقرأ القرآن ألفين ألفين(5).
536/32 ـ الصدوق، بإسناده إلى عليّ بن أسباط يرفعه، إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
من قرأ مائة آية من القرآن، من أيّ القرآن شاء، ثمّ قال: يا الله سبع مرّات، فلو دعا على الصخرة لقلعها إن شاء الله(6).
537/33 ـ الصدوق (رحمه الله) قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن عيينة مولى الرشيد، قال: حدّثني دارم بن قبيصة بسرّ من رآى، قال: حدّثنا عليّ بن موسى، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام)
____________
1- البحار 92: 20; جامع الأخبار: 116 ح208.
2- البحار 92: 20; جامع الأخبار: 116 ح209.
3- البحار 92: 20; جامع الأخبار: 116 ح210.
4- كنز العمال 1: 513 ح2278.
5- كنز العمال 2: 339 ح4186.
6- تفسير نور الثقلين 4: 533; ثواب الأعمال: 103.
538/34 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصاياه لابنه محمّد بن الحنفية:
وعليك بتلاوة القرآن والعمل به، ولزوم فرائضه وشرايعه وحلاله وحرامه، وأمره ونهيه، والتهجّد به، وتلاوته في ليلك ونهارك، فإنّه عهد من الله تعالى إلى خلقه، فهو واجب على كلّ مسلم أن ينظر كلّ يوم في عهده ولو خمسين آية، اعلم أنّ درجات الجنّة على قدر آيات القرآن، فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: إقرأ وارقَ، فلا يكون في الجنّة بعد النبيين والصديقين أرفع درجة منه(2).
539/35 ـ عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قارئ القرآن والمستمع في الأجر سواء(3).
540/36 ـ قال علي (عليه السلام) :
وعليك بكتاب الله فإنّه الحبل المتين، والنور المبين، والشفاء النافع، والعصمة للمتمسّك، والنجاة للمتعلّق، لا يعوجّ فيقوّم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا يخلِقه كثرة الرد وولوج السمع، من قال به صدق ومن عمل به سبق(4).
541/37 ـ عن عليّ (عليه السلام) : القرآن ظاهره أنيق، وباطنه عميق، لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلاّ به(5).
542/38 ـ محمّد بن عليّ بن الحسين، عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمّد ابن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عليّ بن أسباط، يرفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
____________
1- مسند الإمام الرضا (عليه السلام) 1: 308; عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 3: 69.
2- الحقائق في المحاسن والأخلاق: 250; من لا يحضره الفقيه 2: 626 ح3215.
3- الجعفريات: 31; مستدرك الوسائل 4: 261 ح4645.
4 و 5- ربيع الأبرار 2: 348; تفسير البرهان 1: 9.
543/39 ـ أبو عبيد في فضائله، عن عليّ [ (عليه السلام) ] قال:
مثل الذي اُوتي القرآن ولم يؤت الايمان، كمثل الريحانة ريحها طيّب ولا طعم لها، ومثل الذي اُوتي الايمان ولم يؤت القرآن،كمثل التمرة طعمها طيّب ولا ريح لها، ومثل الذي اُوتي القرآن والايمان، كمثل الأترُجّة طعمها طيّب وريحها طيّب، ومثل الذي لم يؤت القرآن والايمان، كمثل الحنظلة طمعها مرّ خبيث، وريحها خبيث(2).
544/40 ـ عن أياس بن عامر، قال لي علي [ (عليه السلام) ]:
يا أخا عَكٍّ إنّك إن بقيت، فستقرأُ القرآن ثلاثة أصناف: صنف لله عزّ وجلّ، وصنف للدنيا وصنف للجدال، فإن استطعت أن تكون ممّن يقرأه لله عزّ وجلّ فافعل(3).
545/41 ـ سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث له مع معاوية:
القرآن حق ونور و هدى ورحمةٌ وشفاءٌ للمؤمنين الذين آمنوا: {وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}(4) يا معاوية إنّ الله عزّ وجلّ لم يدع صنفاً من أصناف الضلالة والدعاة إلى النار إلاّ وقد ردّ عليهم، واحتجّ في القرآن، ونهى عن اتّباعهم وأنزل فيهم قرآناً ناطقاً عليهم، علمه من علمه وجهله من جهله، وانّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ليس من القرآن آية إلاّ ولها ظهر وبطن، ولا منه حرف إلاّ وله حدّ، ولكلّ حدٍّ مطلع على ظهر القرآن وتأويله {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ
____________
1- وسائل الشيعة 4: 1114; ثواب الأعمال: 104; البحار 92: 202.
2- كنز العمال 2: 289 ح4028.
3- كنز العمال 2: 341 ح4192.
4 ـ فصلت: 44.
546/42 ـ عن علي (عليه السلام) قال:
اعلموا أنّ هذا القرن هو الناصح الذي لا يَغش، والهادي الذي لا يضلّ، والمحدّث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى، ونقصان من عمى، واعلموا أنّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقه، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوا به على لأوائكم، فإنّ فيه شفاء من أكبر الداء، وهو الكفر والنفاق، والعمى والضلال، فاسألوا الله به، وتوجّهوا إليه بحبّه ولا تسألوا به خلقه، إنّه ما توجّه العباد إلى الله بمثله، واعلموا أنّه شافع مشفّع وقائل مصدّق، وأنّه من شفَع القرآن له يوم القيامة شفّع فيه، ومن مَحَلَ به القرآن يوم القيامة صدق عليه، فإنّه ينادي مناد يوم القيامة ألا إنّ كلّ حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله غير حرثة القرآن، فكونوا من حرثته وأتباعه، واستَدلوه على ربكم واستنصحوه على أنفسكم، واتهموا عليه آراءكم، واستغشوا فيه أهواءكم(5).
547/43 ـ عن عليّ [ (عليه السلام) ]: إنها ستكون فتنة، قيل: فما المخرج منها؟ قال: كتاب الله فيه نبأ مَن قبلكم وخبر من بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، مَن
____________
1 ـ آل عمران: 7.
2 ـ آل عمران: 7.
3 ـ النساء: 83.
4- كتاب سليم بن قيس الهلالي: 156; تفسير البرهان 1: 270.
5- مستدرك الوسائل 4: 239 ح4594; نهج البلاغة: خ176.
548/44 ـ عن أحمد، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: وذكر محمّد بن كعب القُرظي، عن الحرث بن عبد الله الأعور، قال: قلت: لآتينّ أمير المؤمنين، فلأسألنّه عمّا سمعت العشية، قال: فجئته بعد العشاء فدخلت عليه، فذكر الحديث، قال: ثمّ قال:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أتاني جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمّد إنّ اُمّتك مختلفة بعدك، قال: فقلت له: فأين المخرج يا جبريل؟ قال: فقال: كتاب الله تعالى به يقصم الله كلّ جبار، من اعتصم به نجا ومن تركه هلك مرّتين، قولٌ فصل وليس بالهزل، لا تختلقه الألسن، ولا تفنى أعاجيبه، فيه نبأ ما كان قبلكم، وفصل ما بينكم، وخبرُ ما هو كائن بعدكم(2).
549/45 ـ روى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في كتاب (مجمع البيان لعلوم القرآن)، عن الحارث الأعور، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل قال:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّها ستكون فتن، قلت: فما المخرج منها؟ قال:
____________
1- كنز العمال 1: 157 ح787; تفسير الرازي 2: 4; تفسير السيوطي 1: 15; فضائل القرآن لابن كثير: 15.
2- مسند أحمد، في مسند علي (عليه السلام) 1: 91; تفسير السيوطي 5: 114.
550/46 ـ محمد بن كثير، أنا سفيان، ثنا الأعمش، عن خثيمة، عن سويد بن غفلة، عن علي (رضي الله عنه) قال:
سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البريّة، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فأفقتلوهم، فإنّ قتلهم أجرٌ لمن قتلهم يوم القيامة(2).
551/47 ـ عن كليب قال: كنت مع علي [ (عليه السلام) ] فسمع ضجتهم في المسجد يقرؤون القرآن، فقال:
طوبى لهؤلاء هؤلاء كانوا أحبّ الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)(3).
552/48 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال:
خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: لا خير في العيش إلاّ لمستمع واع أو عالم ناطق، أيّها الناس إنّكم في زمان هِدنة وإنّ السير بكم سريع، وقد رأيتم الليل والنهار يبليان كلّ جديد ويقرّبان كلّ بعيد ويأتيان بكلّ موعود، فأعدّوا الجهاد لبعد المضمار، فقال المقداد: يا نبيّ الله ما الهِدنَة؟ قال: بلاء وانقطاع، فإذا التبست الاُمور عليكم كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنّه شافع مُشفع وماحِلٌ مصدّق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنّة، ومن جعله خلفه قاده إلى النار، وهو الدليل إلى خير سبيل، وهو الفصل ليس بالهزل، له ظهر وبطن، فظاهره حكم وباطنه علم، عميق بحره، لا تُحصى عجائبه ولا يشبع منه علماؤه، وهو حبل الله المتين، وهو الصراط
____________
1- اثبات الهداة 2: 53; تفسير السيوطي 6: 337.
2- فضائل القرآن لابن كثير: 166.
3- كنز العمال 2: 288 ح4025.
553/49 ـ إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن أبي صالح الحنفي، قال: رأيت علياً (عليه السلام) يخطب وقد وضع المصحف على رأسه حتّى رأيت الورق يتقعقع على رأسه، قال: فقال:
اللّهمّ قد منعوني ما فيه فاعطني ما فيه، اللّهمّ قد أبغضتهم وأبغضوني ومللتهم وملّوني، وحملوني على غير خُلُقي وطبيعتي، وأخلاق لم تكن تعرف لي، اللّهمّ فأبدلني بهم خيراً، وأبدلهم بي شرّاً منّي، اللّهمّ أمث قلوبهم كما يُماث الملح في الماء(3).
554/50 ـ العياشي، عن يوسف بن عبد الرحمن، رفعه إلى الحارث الأعور، قال: دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، فقلت: يا أمير المؤمنين إنّا إذا كنّا عندك سمعنا الذي نسدّ (نشدّ) به ديننا، واذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة لا ندري ما هي؟ قال (عليه السلام) :
أو قد فعلوها، قال: قلت: نعم، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أتاني جبرئيل فقال: يا محمّد سيكون في اُمّتك فتنة، قلت: فما المخرج منها؟ فقال: كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خبر، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من
____________
1 ـ الجن: 1-2.
2- كنز العمال 2: 288 ح4027.
3- مستدرك الوسائل 4: 392 ح4998; الغارات: 458.
555/51 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
بعث نبيّه محمّداً (صلى الله عليه وآله) بالهدى، إلى أن قال: فجاءهم نبيّه بنسخة ما في الصحف الاُولى وتصديق الذي بين يديه، وتفصيل الحلال من ريب الحرام، ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم، أخبركم (عنه أنّ) فيه علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة، وحكم ما بينكم، وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون، فلو سألتموني عنه لأخبرتكم عنه لأنّي أعلمكم(2).
556/52 ـ عن زر بن حُبيش، قال: قرأت القرآن من أوّله إلى آخره على عليّ بن أبي طالب، فلمّا بلغت الحواميم قال:
لقد بلغت عرائس القرآن، فلمّا بلغت رأس ثنتين وعشرين آية من حم عسق {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ}(3) الآية، بكى حتّى ارتفع نحيبه، ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال: يا زرّ أمِّن على دعائي، ثمّ قال: اللّهمّ إنّي أسألك إخبات المخبتين واخلاص الموقنين ومرافقة الأبرار واستحقاق حقائق الايمان والغنيمة من كلّ برٍّ والسلامة من كلّ إثم،ووجوب رحمتك وعزائم مغفرتك والفوز بالجنة والنجاة من النار يا زِر إذا ختمت فادعُ بهذه، فإنّ حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله)أمرني أن أدعو بهن عند ختم القرآن(4).
557/53 ـ أبو محمّد العسكري، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حملة القرآن المخصوصون برحمة الله، الملبّسون نور الله،
____________
1- تفسير العياشي 1: 3; تفسير البرهان 1: 7.
2- مستدرك الوسائل 17: 326 ح21518; تفسير القمي 1: 2.
3 ـ الشورى: 22.
4- كنز العمال 2: 351 ح4221.
558/54 ـ القطب الراوندي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
(حدّثني) رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا علي إذا أخذت مضجعك، فعليك بالاستغفار والصلاة عليّ، وقل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، وأكثر من قراءة قل هو الله أحد، فإنّها نور القرآن، وعليك بقراءة آية الكرسي، فإنّ في كلّ حرف منها ألف بركة وألف رحمة(2).
559/55 ـ عن سعد بن سلمة بن الخطاب، عن محمّد بن الليث، عن جابر بن إسماعيل، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهم السلام)، إنّ رجلا سأل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) عن قيام الليل بالقرآن، فقال: وساق الحديث إلى أن قال:
ومن صلّى ليلة تامّة تالياً لكتاب الله، راكعاً ساجداً وذاكراً، وساقه إلى أن قال: يقول الربّ تبارك وتعالى لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أحيا ليلة ابتغاء
____________
1- تفسير الامام العسكري: 13; البحار 92: 182.
2- مستدرك الوسائل 5: 50 ح5339; دعوات الراوندي: 84 ح114; البحار 76: 220.
560/56 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا في قراءة لا تدبّر فيها، واذا لم يتمكّن من التدبّر إلاّ بالترديد فليردّد(2).
561/57 ـ قال علي (عليه السلام) :
ما أسرّ إليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئاً أكتمه من الناس إلاّ أن يؤتي الله عبداً فهماً في كتابه، فليكن حريصاً على طلب ذلك الفهم(3).
562/58 ـ عن علي (عليه السلام) : إنّ لكلّ كتاب صفوة، وصفوة القرآن حروف التهجّي(4).
563/59 ـ ابن عقدة، عن عليّ بن الحسن، عن الحسن ومحمّد إبني علي بن يوسف، عن سعدان بن مسلم، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن حبّة العرني، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
كأنّي أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة، وقد ضربوا الفساطيط يعلّمون الناس القرآن كما اُنزل(5).
564/60 ـ الطوسي، عن المفيد، عن إبراهيم بن الحسن الجمهور، عن أبي بكر المفيد الجرجاني، عن أبي الدنيا المعمّر المغربي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
____________
1- البحار 8: 186; أمالي الصدوق: 240 مجلس48.
2- جامع السعادات 3: 372; الحقائق: 250; تحف العقول: 144.
3- الحقائق: 251.
4- البحار 91: 11; تفسير العياشي 2: 4.
5- غيبة النعماني: 194; البحار 92: 59.