الصفحة 244

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يحجزه عن قراءة القرآن إلاّ الجنابة(1).

565/61 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

إذا قرأتم من المسبّحات الأخيرة، فقولوا: سبحان ربّي الأعلى، وإذا قرأتم {إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}(2) فصلّوا عليه في الصلاة كنتم أو في غيرها، وإذا قرأتم {وَالتِّينِ} فقولوا في آخرها: ونحن على ذلك من الشاهدين، واذا قرأتم {قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ} فقولوا: آمنّا بالله، حتّى تبلغوا إلى قوله {مُسْلِمُونَ}(3) (4).

566/62 ـ عن عليّ (عليه السلام) قال:

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوتر بتسع سور في ثلاث ركعات: الهاكم التكاثر، وإنّا أنزلناه في ليلة القدر، واذا زلزت الأرض زلزالها في ركعة، وفي الثانية: والعصر، واذا جاء نصر الله، وإنّا أعطيناك الكوثر، وفي الثالثة: قل يا أيّها الكافرون، وتبّت يدا أبي لهب، وقل هو الله أحد(5).

____________

1- البحار 92: 216.

2 ـ الأحزاب: 56.

3 ـ البقرة: 136.

4- البحار 92: 217; الخصال، حديث الأربعمائة: 629.

5- البحار 92: 272; تفسير السيوطي 6: 377.


الصفحة 245

الباب الثاني:

في التعويذ بالقرآن


567/1 ـ عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) : أنتعوّذ بشيء من هذه الرقى؟ قال: لا، إلاّ من القرآن، إنّ علياً (عليه السلام) كان يقول: إنّ كثيراً من الرقى والتمائم من الإشراك(1).

568/2 ـ عبد الله بن جعفر، عن الحسن بن طريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، أنّ علياً (عليه السلام) سئل عن التعويذ يعلّق على الصبيان؟ فقال: علّقوا ما شئم إذا كان فيه ذكر الله(2).

569/3 ـ محمد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن عبدالله بن جعفر، عن السيّاري، عن محمّد بن أبي بكر، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة، عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) أنّه قال:

____________

1- وسائل الشيعة 4: 878; طب الأئمة، باب الرقي شرك: 48.

2- وسائل الشيعة 4: 879; قرب الاسناد: 110 ح382.


الصفحة 246
والذي بعث محمّداً (صلى الله عليه وآله) بالحق، واكرم أهل بيته، ما من شيء تطلبونه من حرز من حرق أو غرق أو سرق أو افلات دابة من صاحبها أو ضالة أو آبق، إلاّ وهو في القرآن، فمن أراد ذلك فليسألني عنه، قال: فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عمّا يؤمن من الحرق والغرق؟ فقال (عليه السلام) : اقرأ هذه الآيات {الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّ الصَّالِحِينَ}(1)، {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ـ إلى قوله سبحانه وتعالى ـ عَمَّا يُشْرِكُونَ}(2) فمن قرأها فقد أمن من الحرق والغرق، قال: فقرأها رجل واضطرمت النار في بيوت جيرانه، وبيتُهُ وسطها فلم يصبه شيء، ثمّ قام إليه رجل آخر فقال: يا أمير المؤمنين إنّ دابتي استصعبت عليّ وأنا منها على وجل، فقال (عليه السلام) :

إقرأ في اُذنها اليمنى {وَلَهُ أسلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يرْجَعُونَ}(3) فقرأها فذلّت دابته، وقام إليه رجل آخر فقال: يا أمير المؤمنين إنّ أرضي أرض مسبعة، وإنّ السباع تغشى منزلي ولا تجوز حتّى تأخذ فريستها، فقال: اقرأ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لاَ إلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تُوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}(4) فقرأها الرجل فاجتنبته السباع، ثمّ قام إليه آخر فقال: يا أمير المؤمنين إنّ في بطني ماءاً أصفر فهل من شفاء؟ فقال: نعم، بلا درهم ولا دينار، ولكن اكتب على بطنك آية الكرسي وتغسلها وتشربها وتجعلها ذخيرة في بطنك فتبرأ بإذن الله عزّ وجلّ، ففعل الرجل فبرأ بإذن الله، ثمّ قام إليه رجل آخر فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الضالة؟ فقال: اقرأ ياسين في ركعتين وقل يا هادي الضالة ردّ عليّ ضالتي، ففعل فردّ الله عزّ وجلّ عليه ضالّته، ثمّ قام إليه آخر فقال:

____________

1 ـ الأعراف: 196.

2 ـ الزمر: 67.

3 ـ آل عمران: 83.

4 ـ التوبة: 128-129.


الصفحة 247
يا أمير المؤمنين أخبرني عن الآبق؟ فقال: إقرأ {أَوْ كَظُلُمَات فِي بَحْر لُجِّي يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ـ إلى قوله ـ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُور}(1) فقالها الرجل فرجع إليه الآبق، ثمّ قام إليه آخر فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن السرق، فإنّه لا يزال قد يُسرق لي الشيء بعد الشيء ليلا؟ فقال له: إقرأ إذا أويت إلى فراشك: {قُل اُدْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا ـ إلى قوله ـ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً}(2) ثمّ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

من بات بأرض قفر فقرأ هذه الآية: {إنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ فِي سِتِّةِ أَيَّام ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ـ إلى قوله ـ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}(3)حرسته الملائكة وتباعدت عنه الشياطين، قال: فمضى الرجل فإذا هو بقرية خراب فبات فيها ولم يقرأ هذه الآية، فتغشّاه الشيطان، وإذا هو آخذ بخطمه، فقال له صاحبه أنظره، واستيقظ الرجل فقرأ الآية، فقال الشيطان لصاحبه أرغم الله أنفك أحرسه الآن حتّى يصبح، فلمّا أصبح رجع إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخبره وقال له: رأيت في كلامك الشفاء والصدق(4).

570/4 ـ عن عليّ [ (عليه السلام) ]:

قال يحيى بن زكريا: يا بني إسرائيل إنّ الله تعالى يأمركم أن تقرؤوا الكتاب ومثل ذلك كمثل قوم في حِصنهم سار إليهم عدوّهم، وقد لَبَدوا له في كلّ ناحية من نواحي الحصن قوم فليس يأتيهم عدوّهم من ناحية إلاّ وجدوا من يردّهم من حصنهم، وكذلك من يقرأ القرآن لا يزال في حرز وحصن(5).

____________

1 ـ النور: 40.

2 ـ الاسراء: 110-111.

3 ـ الأعراف: 54.

4- الكافي 2: 624; تفسير البرهان 4: 546; البحار 40: 182; دار السلام 3: 91; فلاح السائل: 277.

5- كنز العمال 1: 544 ح2438.


الصفحة 248

الباب الثالث:

في تعلّم القرآن


571/1 ـ عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن سعد بن المنذر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن محمّد بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

إنّ علم القرآن ليس يعلم ما هو إلاّ من ذاق طعمه، فعلم بالعلم جهله، وبصر به عماه وسمع به صممه، وأدرك به علم ما قد فات، وحيّ به بعد إذ مات، وأثبت عند الله عزّ ذكره ومحا به السيّئات وأدرك به رضواناً من الله تبارك وتعالى، فاطلبوا ذلك عند أهله وخاصّته فإنّهم خاصّة نور يستضاء به، وأئمة يقتدى بهم، هم عيش العلم وموت الجهل، وهم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم، وصَمتهم عن منطقهم، وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الحق (الدين) ولا يختلفون فيه(1).

572/2 ـ الطوسي، عن الحفّار، قال: حدّثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله

____________

1- وسائل الشيعة 18: 137; الكافي 8: 390.


الصفحة 249
الورّاق المعروف بابن السمّاك، قال: حدّثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الرقاشي، قال: حدّثني أبي، ومعلّى بن راشد، قالا: حدّثنا عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن عليّ (عليه السلام) :

إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال: خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه(1).

____________

1- تفسير البرهان 1: 7; البحار 92: 186; أمالي الطوسي: 357 ح739.


الصفحة 250

الباب الرابع:

في نزول القرآن والنسخ فيه


573/1 ـ عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عليه السلام) قال:

كان القرآن ينسخ بعضه بعضاً، وإنّما كان يؤخذ من أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بآخره، فكان من آخر ما نزل عليه سورة المائدة فنسخت ما قبلها ولم ينسخها شيء، لقد نزلت عليه وهو على بغلته الشهباء، وثقل عليه الوحي حتّى وقفت وتدلّ بطنها حتّى رأيت سرّتها تكاد تمسّ الأرض، وأغمي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى وضع يده على ذؤابة شيبة بن وهب الجمحي، ثمّ رفع ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقرأ علينا سورة المائدة، فعمل بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعملنا(1).

574/2 ـ عن سماعة، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليه السلام) ، عن عليّ (عليه السلام) قال:

ليس في القرآن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلاّ وهي في التوراة، يا أيّها المساكين(2).

____________

1- تفسير العياشي 1: 288; تفسير البرهان 1: 430; مجمع البيان 2: 150; البحار 18: 271.

2- تفسير العياشي 1: 289; البحار 92: 32; تفسير البرهان 1: 431.


الصفحة 251
575/3 ـ العياشي: عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) :

نزلت المائدة قبل أن يقبض النبي (صلى الله عليه وآله) بشهرين أو ثلاثة(1).

____________

1- تفسير البرهان 1: 430; تفسير العياشي 1: 288.


الصفحة 252

الباب الخامس:

في ترتيل القرآن


576/1 ـ محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن واصل بن سليمان، عن عبد الله بن سليمان، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّوجلّ: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا}(1) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

تبيّنه (تبينه) تِبياناً ولا تهذّه هذّ الشعر، ولا تنثره نَثر الرمل، ولكن أقرعوا (أفزعوا) به قلوبكم القاسية، ولا يكن همُّ أحدكم آخر السورة(2).

577/2 ـ عن عليّ (عليه السلام) أنّه سئل عن قول الله عزّ وجلّ: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا }قال (عليه السلام) :

بيّنه تبييناً ولا تنثره نثر الدّقل، ولا تُهذَّه هذّ الشِّعر، قفوا عند عجائبه، وحرِّكوا

____________

1 ـ المزمل: 4.

2- الكافي 2: 614; تفسير الصافي 5: 240; الحقائق: 250; إحياء الإحياء 2: 217; مجمع البحرين 5: 378.


الصفحة 253
به القلوبَ، ولا يكوننّ همُّ أحدِكم آخر السورة(1).

578/3 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: تنوّق رجل في بسم الله الرحمن الرحيم، فغُفِر له(2).

579/4 ـ عن الرضا (عليه السلام) ، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)يقول: أخاف عليكم إستخفافاً بالدين، وبيع الحكم، وقطيعة الرحم، وأن تتّخذوا القرآن مزامير، وتقدّمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين(3).

____________

1- دعائم الإسلام 1: 161.

2- البحار 92: 35 عن منية المريد.

3- عيون الأخبار 2: 42; وسائل الشيعة 12: 229.


الصفحة 254

الباب السادس:

في كراهة كتابة القرآن بالشيء الصغير


580/1 ـ عن إبراهيم، عن عليّ [ (عليه السلام) ]: أنّه كان يكره أن يكتب المصحف في الشيء الصغير(1).

581/2 ـ عن عليّ [ (عليه السلام) ] أنّه قال: لا تكتبوا المصاحف صغاراً(2).

582/3 ـ عن الفرزدق، قال: دخلت مع أبي على عليّ بن أبي طالب، فقال له: من أنت؟ قال: أنا غالب بن صعصعة، قال: ذو الإبل الكثيرة؟ قال: نعم، قال: ما صنعت إبلكَ؟ قال: دَعْدَعتها الحقوق وأذهبتها النوائب، فقال علي: ذلك خير سبيلها، ثمّ قال: من هذا الذي معك؟ قال: إبني وهو شاعر وإن شئت أنشدك، فقال علي: علّمه القرآن فهو خير له من الشعر(3).

____________

1- كنز العمال 2: 341 ح4189.

2- كنز العمال 2: 341 ح4190.

3- كنز العمال 2: 288 ح4026.


الصفحة 255

الباب السابع:

في نزول القرآن وجمعه وعدد آياته


583/1 ـ عن سعيد بن المسيّب، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال:

سألت النبي (صلى الله عليه وآله) عن ثواب القرآن، فأخبرني بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء، فأوّل ما نزل عليه بمكّة فاتحة الكتاب، ثمّ اقرأ باسم ربك، ثمّ نون، إلى أن قال: وأوّل ما نزل بالمدينة سورة البقرة، ثمّ الأنفال، ثمّ آل عمران، ثمّ الأحزاب، ثمّ الممتحنة، ثمّ النساء، ثمّ إذا زلزلت، ثمّ الحديد، ثمّ سورة محمّد، ثمّ سورة الرعد، ثمّ سورة الرحمن، ثمّ هل أتى، إلى قوله: فهذا ما نزل بالمدينة، ثمّ قال النبي (صلى الله عليه وآله): جميع سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة، وجميع آيات القرآن ستة آلاف آية ومائتا آية وست وثلاثون آية، وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف وأحد وعشرون ألف حرف ومائتان وخمسون حرفاً، ولا يرغب في تعلّم القرآن إلاّ السعداء، ولا يتعهّد قراءته إلاّ أولياء الرحمن(1).

____________

1- مجمع البيان 1: 16، تفسير نور الثقلين 5: 469.


الصفحة 256
584/2 ـ عن عبد خير، عن علي (عليه السلام) قال:

لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقسمت أو حلفت أن لا أضع ردائي عن ظهري حتّى أجمع ما بين اللوحين، فما وضعت ردائي عن ظهري حتّى جمعت القرآن(1).

585/3 ـ الطوسي، عن ابن بابويه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، ومحمّد ابن أحمد السناني، وعليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد ابن هشام المكتب، وعليّ بن عبد الله بن حبيب، قال: حدّثنا تميم بن بهلول، قال: حدّثنا سليمان بن حكيم عن عمرو بن يزيد، عن مكحول، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث: أوليس كتاب ربي أفضل الأشياء بعد الله عزّوجلّ; والذي بعثني بالحق نبيّاً لئن لم نجمعه بإتقان لم يجمع أبداً)، فخصّني الله عزّوجلّ بذلك من دون الصحابة(2).

586/4 ـ عن الرضا، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :

إنّ الله نزّل القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب، ثمّ قال: {قُلْ لاَِنِ اجْتَمَعَتِ الاِْنسُ والْجِنُّ}(3) الآية(4).

587/5 ـ السجزي في الإبانة، عن علي [ (عليه السلام) ]:

اُنزل القرآن على عشرة أحرف: بشير ونذير، وناسخ ومنسوخ، وعظة ومُثل، ومحكم ومتشابه، وحلال وحرام(5).

____________

1- كشف الغمة، باب مناقب علي (عليه السلام) 1: 115; البحار 92: 52.

2- تفسير البرهان 1: 7.

3- الاسراء: 88.

4- تفسير الصافي 3: 216; عيون أخبار الرضا، في بيان حروف المعجم 1: 130.

5- كنز العمال 2: 16 ح2956.


الصفحة 257

الباب الثامن:

في كراهة أخذ الاُجرة على تعليم القرآن وقراءته


588/1 ـ محمّد بن عليّ بن الحسين، قال: قال علي (عليه السلام) : من أخذ على تعليم القرآن أجراً، كان حظّه يوم القيامة(1).

589/2 ـ محمّد بن الحسن، بإسناده عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن عبد الله بن المنية، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) أنّه أتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين والله إنّي أحبّك لله، فقال له (عليه السلام) : لكنّي أبغضك لله، قال: ولِمَ؟ قال: لأنك تبغي في الأذان كسباً، وتأخذ على تعليم القرآن أجراً، وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من أخذ على تعليم القرآن أجراً كان حظّه يوم القيامة(2).

590/3 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن

____________

1- وسائل الشيعة 12: 113; من لا يحضره الفقيه 2: 178 ح3675.

2- وسائل الشيعة 12: 114; الأنوار النعمانية 2: 206.


الصفحة 258
أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: من السُحت ثمن الميتة، إلى أن قال: وأجر القارئ الذي لا يقرأ القرآن إلاّ بأجر، ولا بأس أن يجرى له من بيت المال(1).

591/4 ـ حمزة العلوي، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن الصادق، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام) قال: من قرأ القرآن يأكل به الناس، جاء يوم القيامة ووجهه عظم لا لحم فيه(2).

____________

1- الجعفريات: 180; مستدرك الوسائل 4: 254 ح4631.

2- ثواب الأعمال: 279; البحار 92: 181.


الصفحة 259

الباب التاسع:

في أقسام القرآن


592/1 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في احتجاجه على زنديق سأله عن آيات متشابهة من القرآن فأجابه، إلى أن قال (عليه السلام) :

وقد جعل الله للعلم أهلا، وفرض على العباد طاعتهم بقوله: {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِ مِنْكُمْ}(1) وبقوله: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الاَْمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}(2) وبقوله: {اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}(3) وبقوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}(4) وبقوله: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}(5) والبيوت هي بيوت العلم التي استودعها الأنبياء،

____________

1 ـ النساء: 59.

2 ـ النساء: 83.

3 ـ التوبة: 119.

4 ـ آل عمران: 7.

5 ـ البقرة: 189.


الصفحة 260
وأبوابها أوصياؤهم، فكلّ عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي الأوصياء وعهودهم وحدودهم وشرايعهم وسننهم ومعالم دينهم، مرود غير مقبول وأهله بمحلّ كفر، وإن شملهم الايمان، ثمّ إنّ الله قسّم كلامه ثلاثة أقسام: فجعل قسماً منه يعرفه العالم والجاهل، وقسماً لا يعرفه إلاّ من صفا ذهنه ولطف حسّه وصحّ تمييزه، ممّن شرح الله صدره للإسلام، وقسماً لا يعلمه إلاّ الله وملائكته والراسخون في العلم، وإنّما فعل ذلك لئلاّ يدّعي أهل الباطل المستولين على ميراث رسول الله (صلى الله عليه وآله)من علم الكتاب ما لم يجعله الله لهم، وليقودهم الإضطرار إلى الإئتمام بمن وُلّي أمرهم، فاستكبروا عن طاعته، الحديث(1).


بيـان:

لا يخفى أنّ آيات الأحكام بالنسبة إلى الأحكام النظرية كلّها من القسم الثالث، ولا أقلّ من الاحتمال وهو كاف، كيف والنسخ فيها كثير جداً، بل يوجد في غيرها.


593/2 ـ محمد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه، جميعاً، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن أبي يحيى، عن الأصبغ ابن نباتة، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:

نزل القرآن أثلاثاً: ثلث فينا وفي عدوّنا، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام(2).

594/3 ـ فرات، أخبرنا أبو الخير مقداد بن علي الحجازي المدني، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الرحمن العلوي الحسيني، قال: حدّثنا الفاضل اُستاذ المحدثين في زمانه فرات بن إبراهيم الكوفي (رحمه الله) قال: حدّثني محمّد بن سعيد بن رحيم الهمداني، ومحمّد بن عيسى بن زكريّا، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن سراج، قال: حدّثنا حمّاد

____________

1- وسائل الشيعة 18: 143; الاحتجاج 1: 581.

2- الكافي 2: 667; تفسير العياشي 1: 9; تفسير البرهان 1: 21.


الصفحة 261
ابن أعين، عن الحسن بن عبد الرحمن، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:

القرآن أربعة أرباع: ربع فينا، وربع في عدوّنا، وربع فرائض وأحكام، وربع حلال وحرام، ولنا كرائم القرآن(1).

____________

1- تفسير فرات: 45; تفسير البرهان 1: 21; البحار 24: 305; تفسير الحبري: 4; تفسير العياشي 1: 9.