مبحث
تفسير الآيات وتأويلها
الباب الأول:
فــاتحة الكتــاب
(1) في تفسير فاتحة الكتاب وبسم الله الرحمن الرحيم
677/1 ـ الصدوق، حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (رحمه الله)، قال: حدّثنا محمّد بن علي الأسترآبادي، قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ بن محمّد ابن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : قال الله تبارك وتعالى: قسّمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، إذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله جلّ جلاله: بدأ عبدي باسمي وحقّ عليّ أن أتمم له اُموره واُبارك له في أحواله، فإذا قال الحمد لله ربّ العالمين، قال الله جلّ جلاله: حمدني عبدي وعلم أنّ النعم التي له من عندي، وإنّ البلايا التي إن دفعت عنه فبتطوّلي، أشهدكم أنّي أضيف إلى نعم الدنيا نعم الآخرة، وأدفع عنه بلايا الآخرة، كما دفعتُ عنه بلايا الدنيا، فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله جلّ جلاله: شهدلي بأنّي الرحمن الرحيم،
678/2 ـ الصدوق، حدّثنا محمّد بن قاسم، قال: حدّثني يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه، عن الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر ابن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أخيه الحسن بن علي، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
إنّ بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات تمامها بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّ الله عزّ وجلّ قال لي: يا محمّد {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}(2) فأفرد الإمتنان عليّ بفاتحة الكتاب، وجعلها بإزاء القرآن العظيم، وإنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش، وإنّ الله عزّ وجلّ خصّ محمّداً وشرّفه بها، ولم يشرك معه فيها أحداً من
____________
1- أمالي الصدوق: 147 المجلس 33; مستدرك الوسائل 4: 490 ح5001; تفسير الصافي 1: 88; البحار 85: 60.
2 ـ الحجر: 87.
679/3 ـ قال عليّ (عليه السلام) : لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً في تفسير فاتحة الكتاب(3).
680/4 ـ العياشي، عن السديّ، عمّن سمع علياً (عليه السلام) يقول: سبعاً من المثاني فاتحة الكتاب(4).
681/5 ـ روى النقاش حديث تفسير لفظ الحمد، فقال بعد إسناده عن ابن عباس، قال: قال لي علي (عليه السلام) :
يا أبا عباس إذا صلّيت عشاء الآخرة فألحقني إلى الجبّان، قال: فصلّيت ولحقته، وكانت ليلة مقمرة، قال: فقال لي: ما تفسير الألف من الحمد؟ والحمد جميعاً؟ قال: فما علمت حرفاً فيها أجيبه؟ قال: فتكلّم (عليه السلام) في تفسيرها ساعة تامّة، ثمّ قال لي: فما تفسير اللام من الحمد؟ قال: فقلت لا أعلم، قال: فتكلّم في تفسيرها
____________
1 ـ النحل: 30.
2- أمالي الصدوق: 148 المجلس 33; تفسير البرهان 1: 41; تفسير الصافي 1: 82; البحار 85: 21.
3- قوت القلوب 1: 146 في باب ذكر وصف العلم; البحار 92: 93.
4- تفسير العياشي: 251; تفسير البرهان 2: 354; البحار 92: 236; غاية المرام: 513.
682/6 ـ قال عليّ (عليه السلام) لمّا حكى عهد موسى (عليه السلام) قال:
إنّ شرح كتابه كان أربعين جملا لو أذن الله ورسوله لي لا تسرع بي شرح معاني ألف الفاتحة حتّى يبلغ مثل ذلك ـ يعني أربعين وقراً أو جملا ـ.
قال محمّد بن محمّد الغزالي: وهذه الكثرة في السعة والافتتاح في العلم، لا يكون إلاّ لدنّيّا سماوياً إلهيّاً(2).
683/7 ـ عن الإمام العسكري، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :
ربّ العالمين ـ يعني مالك الجماعات من كلّ مخلوق وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون، يقلّب الحيوانات في قدرته، ويغذوها من رزقه، ويحوطها بكنفه، ويدبّر كلاًّ منها بمصلحته، ويمسك الجمادات بقدرته، ويمسك ما اتّصل منها عن التهافت والمتهافت عن التلاصق والسماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه، والأرض أن تنخسف إلاّ بأمره(3).
684/8 ـ الصدوق، حدّثنا محمّد بن القاسم الأسترآبادي المفسّر (رحمه الله) قال: حدّثني يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ
____________
1- سعد السعود: 286; غاية المرام: 513 باب 25 من فصل فضل أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) ح26; البحار 92: 105.
2- البحار 92: 104.
3- تفسير الصافي 1: 83; تفسير الإمام العسكري: 30.
قال (عليه السلام) : {رَبِّ الْعَالَمِينَ} مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون، والرزق مقسوم وهو يأتي ابن آدم على أيّ سيرة سارها من الدنيا، ليس تقوى متّق بزائده، ولا فجور فاجر بناقصه، وبيننا وبينه سرّ وهو طالبه، فلو أنّ أحدكم يَفِرّ من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت، فقال جلّ جلاله: قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا، وذكّرنا به من خير في كتب الأوّلين قبل أن نكون.
ففي هذا إيجاب على محمّد وآل محمّد وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضّلهم، وذلك أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لمّا بعث الله عزّ وجلّ موسى بن عمران (عليه السلام) واصطفاه نجياً، وفلق له البحر، ونجّى بني إسرائيل، وأعطاه التوراة والألواح، ورأى مكانه
ثمّ نادى ربّنا عزّ وجلّ: يا اُمّة محمّد إنّ قضائي عليكم أنّ رحمتي سبقت غضبي، وعفوي قبل عقابي، فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني، وأعطيتكم من قبل أن تسألوني، من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله صادق في أقواله محقّ في أفعاله، وأنّ عليّ بن أبي طالب أخوه ووصيّه من بعده ووليّه، ملتزم طاعته كما يلزم طاعة محمّد، وأنّ أوليائه المصطفين المطهّرين الميامين (المبانين) بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما أولياؤه أدخله
قال: فلمّا بعث الله عزّ وجلّ نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) قال: يا محمّد وما كنتَ بجانب الطور إذ نادينا اُمّتك بهذه الكرامة، ثمّ قال عزّ وجلّ لمحمد (صلى الله عليه وآله) : قل: الحمد لله ربّ العالمين على ما اختصصتني به من هذه الفضيلة، وقال لاُمّته: قولوا أنتم: الحمد لله ربّ العالمين على ما اختصصتنا به من هذه الفضائل(1).
685/9 ـ في قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
أمر الله عزّ وجلّ عباده أن يسألوه طريق المُنعَم عليهم، وهم النبيّون والصدّيقون والشهداء والصالحون، وأن يستعيذوا به من طريق المغضوب عليهم وهم اليهود الذين قال الله فيهم: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ}(2) وأن يستعيذوا به من طريق الضالين، وهم الذين قال الله فيهم: {قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْم قَدْ ظَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيل}(3) وهم النصارى، ثمّ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : كلّ من كفر بالله فهو مغضوب عليه، وضالّ عن سبيل الله(4).
(2) جوابه (عليه السلام) لملك الروم عن تفسير فاتحة الكتاب
686/1 ـ فيما كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ملك الروم حين سأله عن تفسير فاتحة الكتاب، كتب إليه (عليه السلام) :
____________
1- علل الشرائع: 416; البحار 92: 224; الفصول المهمّة: 152; تفسير نور الثقلين 1: 4.
2 ـ المائدة: 60.
3 ـ المائدة: 77.
4- تفسير الإمام العسكري: 50; البحار 25: 273.
وأمّا قوله {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فذلك ثناء منّا على ربّنا تبارك وتعالى بما أنعم علينا، وأمّا قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فإنّه يملك نواصي الخلق يوم القيامة، وكلّ من كان في الدنيا شاكاً أو جبّاراً أدخله النار، ولا يمتنع من عذاب الله عزّ وجلّ شاك ولا جبّار، وكلّ من كان في الدنيا طائعاً مديماً محافظاً إيّاه أدخله الجنّة برحمته.
وأمّا قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} فإنّا نعبد الله ولا نشرك به شيئاً، وأمّا قوله: {إيَّاكَ نَسْتَعِينَ} فإنّا نستعين بالله عزّ وجلّ على الشيطان الرجيم لا يضلّنا كما أضلّكم، وأمّا قوله: {اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} فذلك الطريق الواضح، من عمل في الدنيا عملا صالحاً فإنّه يسلك على الصراط إلى الجنّة، وأمّا قوله: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ }فتلك النعمة التي أنعمها الله عزّ وجلّ على من كان من قبلنا من النبيين والصدّيقين، فنسأل الله ربّنا أن ينعم علينا كما أنعم عليهم.
وأمّا قوله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} فاُولئك اليهود بدّلوا نعمة الله كفراً، فغضب عليهم، فجعل منهم القردة والخنازير، فنسأل الله تعالى أن لا يغضب علينا كما غضب عليهم، وأمّا قوله: {وَلاَ الضَّالِّين} فأنت وأمثالك يا عابد الصليب الخبيث، ضللتم من بعد عيسى بن مريم، فنسأل الله ربّنا أن لا يضلّنا كما ضللتم(1).
____________
1- البحار 92: 259; ارشاد القلوب: 410.
الباب الثاني:
ســورة البقـرة
{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا}(1)
687/1 ـ الثعلبي في تفسيره، وقد روى أبو صالح، عن ابن عباس، إنّ عبد الله بن اُبيّ وأصحابه، تملّقوا مع علي (عليه السلام) في الكلام، فقال علي:
يا عبد الله اتّق الله ولا تنافق، فإنّ المنافق شرّ خلق الله، فقال: مهلا يا أبا الحسن والله إنّ إيماننا كإيمانكم، ثمّ تفرّقوا، فقال عبد الله: كيف رأيتم ما فعلتُ؟ فأثنوا عليه، فنزل {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا}(2).
{وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}(3)
688/2 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في حديث: ولقد مررنا معه ـ يعني رسول
____________
1 ـ البقرة: 14.
2- مناقب ابن شهر آشوب، باب أنّه (عليه السلام) الايمان والاسلام 3: 94; البحار 36: 122.
3 ـ البقرة 24; التحريم: 6.
689/3 ـ الإمام العسكري (عليه السلام) ، قال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) في قوله تعالى: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}: يا معاشر شيعتنا اتّقوا الله واحذروا أن تكونوا لتلك النار حطباً وإن لم تكونوا بالله كافرين، فتوقّوها بتوقّي ظلم إخوانكم المؤمنين، وإنّه ليس من مؤمن ظلم أخاه المؤمن المشارك له في موالاتنا إلاّ ثقّل الله تعالى في تلك الدار سلاسله وأغلاله ولم يُقِلْه بفكِّه منها إلاّ بشفاعتنا، ولن نشفع له إلى الله تعالى إلاّ بعد أن نشفع له في أخيه المؤمن، فإن عفا عنه شفعنا وإلاّ طال في النار مكثه(2).
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الاَْرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّمَاءِ}(3)
690/4 ـ الصدوق، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن القاسم المفسّر (رحمه الله)، قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي، عن أبيه عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ ابن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في قول الله عزّوجلّ {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الاَْرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ
____________
1- تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) : 81، مستدرك الوسائل 12: 101 ح 13630، البحار 75: 315.
2- تفسير البرهان 4: 355; الاحتجاج 1: 520 ح127.
3 ـ البقرة: 29.
هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً لتعتبروا به، ولتتوصّلوا به إلى رضوانه، وتتوقّوا به من عذاب نيرانه، ثمّ استوى إلى السماء أخذ في خلقها وإتقانها، فسوّاهنّ سبع سماوات وهو بكلّ شيء عليم، ولعلمه بكلّ شيء علم المصالح، فخلق لكم كلّما في الأرض لمصالحكم يا بني آدم(1).
{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات}(2)
691/5 ـ الديلمي، عن علي [ (عليه السلام) ] قال: سألت النبي (صلى الله عليه وسلم) عن قول الله: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات} فقال: إنّ الله أهبط آدم بالهند وحوّاء بجدّة، وإبليس بميسان، والحيّة باصبهان، وكان للحيّة قوائم كقوائم البعير، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكياً على خطيئته، حتّى بعث الله تعالى إليه جبرئيل، وقال: يا آدم ألَم أخلقك بيدي، ألم أنفخ فيك من روحي، ألم اُسجد لك ملائكتي، ألم اُزوّجك حوّاء أمتي؟ قال: بلى، قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد اُخرجت من جوار الرحمان، قال: فعليك بهذه الكلمات فإنّ الله قابل توبتك وغافر ذنبك، قل: اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد، سبحانك لا إله إلاّ أنت عملت سوءاً وظلمت نفسي، فتُب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم، اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد، عملت سوءاً وظلمت نفسي، فتُب عليّ إنّك التوّاب الرحيم، فهؤلاء الكلمات التي تلقّى آدم(3).
692/6 ـ قال الإمام أبو محمّد العسكري: قال عليّ بن الحسين: حدّثني أبي، عن
____________
1- عيون أخبار الرضا 1: 134; البحار 3: 40; تفسير البرهان 1: 72; تفسير نور الثقلين 1: 45.
2 ـ البقرة: 37.
3- كنز العمال 2: 358 ح4237; تفسير السيوطي 1: 60.
{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُوا رَبّهمْ}(2)
693/7 ـ عن أبي معمّر، عن علي (عليه السلام) في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُوا رَبّهمْ} يقول: يوقنون أنّهم مبعوثون، ويحشرون، ويحاسبون، ويجزون بالثواب
____________
1- تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) : 219; تفسير البرهان 1: 88.
2 ـ البقرة: 46.
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}(2)
694/8 ـ أخرج ابن أبي حاتم، عن علي (رضي الله عنه) قال: قالوا لموسى: ما توبتنا؟ قال: يقتل بعضكم بعضاً، فأخذوا السكاكين فجعل الرجل يقتل أخاه وأباه وإبنه، والله لا يبالي من قتل، حتّى قتل منهم سبعون ألفاً، فأوحى الله إلى موسى مُرهُم فليرفعوا أيديهم وقد غُفر لمن قتل وتيب على من بقي(3).
{أُدْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ}(4)
695/9 ـ أخرج ابن أبي شيبة، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: إنّما مثلنا في هذه الاُمّة كسفينة نوح وكباب حطّة في بني إسرائيل(5).
{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ}(6)
696/10 ـ أخرج أبو نعيم، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: الويح والويل بابان: فأمّا الويح فباب الرحمة، وأمّا الويل فباب العذاب(7).
____________
1- تفسير العياشي 1: 44; تفسير البرهان 1: 95; الفصول المهمة للحرّ العاملي: 133; تفسير الصافي 1: 126; التوحيد، باب الردّ على الثنوية: 267; الاحتجاج 1: 589 ح137.
2 ـ البقرة: 54.
3- تفسير السيوطي 1: 69.
4 ـ البقرة: 58.
5- تفسير السيوطي 1: 71.
6 ـ البقرة: 79.
7- تفسير السيوطي 1: 82; دلائل النبوة (أبو نعيم): 315.
{لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}(1)
697/11 ـ وكيع في تفسيره، وابن مردويه، عن علي (عليه السلام) ، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قوله: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} قال: لا طاعة إلاّ في المعروف(2).
{وَكَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}(3)
698/12 ـ عن سليم بن قيس الهلالي، عن علي (عليه السلام) : إنّ الله تعالى إيّانا عنى بقوله: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}فرسول الله (صلى الله عليه وآله) شاهد علينا، ونحن شهداء على خلقه وحجّته في أرضه، ونحن الذين قال الله تعالى: {وَكَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}(4).
699/13 ـ روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني، بإسناده عن سليم بن قيس الهلالي، عن علي (عليه السلام) :
إنّ الله تعالى إيّانا عنى بقوله {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} فرسول الله شاهد علينا، ونحن شهداء على خلقه، وحجّته في أرضه، ونحن الذين قال الله تعالى: {وَكَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}(5).
{فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}(6)
700/14 ـ البيهقي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ، أخبرني أبو بكر بن إسحاق، ثنا أبو المثنى، ثنا محمّد بن كثير، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عميرة بن زياد (أو
____________
1 ـ البقرة: 124.
2- كنز العمال 2: 358 ح4235; تفسير السيوطي 1: 118.
3 ـ البقرة: 143.
4- تفسير نور الثقلين 1: 134; شواهد التنزيل 1: 119 ح129; تفسير مجمع البيان 1: 225.
5- شواهد التنزيل لقواعد التفضيل 1: 119 ح129; تفسير مجمع البيان 1: 225.
6 ـ البقرة: 144.
{أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ}(2)
701/15 ـ عن أبي محمّد العسكري (عليه السلام) في حديث طويل، قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام) : مَن خير خلق الله بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى؟ قال: العلماء إذا صلحوا، قيل: فمَن شر خلق الله بعد ابليس وفرعون وثمود، وبعد المسمّين بأسمائكم وبعد المتلقّبين بألقابكم والآخذين لأمكنتكم والمتأمّرين في ممالككم؟ قال: العلماء إذا فسدوا، هم المظهرون للأباطيل الكاتمون للحقائق، وفيهم قال الله عزّ وجلّ: {أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ * إلاَّ الَّذِينَ تَابُوا}الآية(3).
{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ}(4)
702/16 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} قال: الشيخ الكبير الذي لا يستطيع الصوم، يفطر ويطعم مكان كلّ يوم مسكيناً(5).
{وَلَيْسَ الْبِرَّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ}(6)
703/17 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرَّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ}
____________
1- سنن البيهقي 2: 3; كنز العمال 2: 359 ح4239.
2 ـ البقرة: 159، 160.
3- الاحتجاج 2: 513 ح337; تفسير نور الثقلين 1: 149.
4 ـ البقرة: 184.
5- كنز العمال 2: 359 ح4240.
6 ـ البقرة: 189.
{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ}(3)
704/18 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ} قال: أن تحرم من دويرة أهلك(4).
{فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَام أَوْ صَدَقَة أَوْ نُسُك}(5)
705/19 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] أنّه سئل عن قوله تعالى: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَام أَوْ صَدَقَة أَوْ نُسُك} فقال: الصيام ثلاثة أيام، والصدقة ثلاثة آصع على ستة مساكين والنسك شاة(6).
{فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ}(7)
706/20 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله: {فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ} قال:
____________
1 ـ البقرة: 58.
2- تفسير البرهان 1: 190; البحار 23: 328; تفسير فرات: 63; الخرائج والجرائح: 189; الاحتجاج 1: 540 ح129.
3 ـ البقرة: 196.
4- كنز العمال 2: 359 ح4241; تفسير السيوطي 1: 208.
5 ـ البقرة: 196.
6- كنز العمال 2: 360 ح4243.
7 ـ البقرة: 196.
{فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}(2)
707/21 ـ أخرج مالك، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن منذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في سننه، عن علي (رضي الله عنه) في قوله: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} قال: شاة(3).
{فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّام فِي الْحَجِّ}(4)
708/22 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله: {فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّام فِي الْحَجِّ} قال: قبل يوم التروية يوم، ويوم التروية، ويوم عرفة، فإن فاتته صامهنّ أيام التشريق(5).
{وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّام مَعْدُودَات}(6)
709/23 ـ أخرج عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا، وابن أبي حاتم، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: الأيام المعدودات ثلاثة أيام: يوم الأضحى، ويومان بعده، إذبح في أيّها شئت، وأفضلها أوّلها(7).
710/24 ـ أخرج الحاكم وصحّحه، عن مسعود بن الحكم الزرقي، عن اُمّه أنّها
____________
1- كنز العمال 2: 360 ح4244.
2 ـ البقرة: 196.
3- تفسير السيوطي 1: 213; سنن البيهقي 5: 229.
4 ـ البقرة: 196.
5- كنز العمال 2: 360 ح4245.
6 ـ البقرة: 203.
7- تفسير السيوطي 1: 234.