الصفحة 45
تعالى أحد واحد تفرّد في وحدانيّته تعالى، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت نوراً، ثمّ خلق من ذلك النور محمّداً (صلى الله عليه وآله) وخلقني وذريّتي، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت روحاً فأسكنه الله في ذلك النور وأسكنه في أبداننا، فنحن روح الله وكلماته، فبنا احتجب على خلقه، فما زلنا في ظلّة خضراء لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار ولا عين تطرف، نعبده ونقدّسه ونسبّحه وذلك قبل أن يخلق خلقه، وأخذ ميثاق الأنبياء بالايمان والنصرة لنا وذلك قوله عزّ وجلّ: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لِمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} يعني لتؤمننّ بمحمّد (صلى الله عليه وآله) ولتنصرنّ وصيّه، وسينصرونه جميعاً، وإنّ الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمّد (صلى الله عليه وآله) بنصرة بعضنا لبعض، فقد نصرت محمّداً وجاهدت بين يديه وقتلت عدوّه ووفيت لله بما أخذ عليّ من الميثاق والعهد والنصرة لمحمّد (صلى الله عليه وآله) ، ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله، وذلك لما قبضهم الله إليه، وسوف ينصروني ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها، وليبعثهم الله أحياء من آدم إلى محمّد (صلى الله عليه وآله) ، الحديث(1).

{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}(2)

747/20 ـ اشترى علي (عليه السلام) ثوباً فأعجبه فتصدّق به وقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من آثر على نفسه آثره الله يوم القيامة بالجنّة، ومن أحبّ شيئاً فجعله لله قال الله يوم القيامة: قد كان العباد يكافؤون فيما بينهم بالمعروف، وأنا اُكافيك اليوم بالجنّة(3).

____________

1- تفسير الصافي 1: 351.

2 ـ آل عمران: 92.

3 ـ تفسير الصافي 1: 355.


الصفحة 46

{إِنَّ أَوَّلَ بَيْت وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ}(1)

748/21 ـ عن الشعبي، عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْت وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً} قال: كانت البيوت قبله ولكنّه كان أوّل بيت وضع لعبادة الله(2).

749/22 ـ عن علي (رضي الله عنه) أنّ رجلا قال له: أهو أوّل بيت؟ قال: لا، قد كان قبله بيوت، ولكنّه أوّل بيت وضع للناس مباركاً، فيه الهدى والرحمة والبركة(3).

750/23 ـ عن علي (رضي الله عنه): هو أوّل بيت خصّ بالبركة، وبأنّ من دخله كان آمناً(4).

{وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا}(5)

751/24 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: لما نزلت هذه الآية {وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} قالوا: يا رسول الله أفي كلّ عام؟ فسكت، فقالوا: أفي كلّ عام؟ فسكت، ثمّ قالوا: أفي كلّ عام؟ قال: لا، ولو قلت: نعم لوجبت، فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تُسُؤْكُمْ}(6) إلى آخر الآية(7).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}(8)

752/25 ـ وكيع، حدّثنا سفيان بن مرّة الهمداني، عن عبد خير، قال: سألت عليّ

____________

1 ـ آل عمران: 96.

2- كنز العمال 2: 378 ح4297.

3- تفسير الرازي 8: 154.

4- تفسير الرازي 8: 158.

5 ـ آل عمران: 97.

6 ـ المائدة: 101.

7 ـ كنز العمال 2: 399 ح4352.

8 ـ آل عمران: 102.


الصفحة 47
ابن أبي طالب (عليه السلام) عن قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} قال:

والله ما عمل بها غير أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحن ذكرنا الله فلا ننساه، ونحن شكرناه فلا نكفره، ونحن أطعناه فلا نعصيه، فلما نزلت هذه الآية قالت الصحابة: لا نطيق ذلك، فأنزل الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}(1)(2).

753/26 ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والنحّاس في ناسخه، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في قوله: {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} قال: لم تنسخ ولكن حقّ تقاته أن يجاهدوا في الله حقّ جهاده ولا تأخذهم في الله لومة لائم، ويقوموا بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم واُمّهاتهم(3).

{وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا}(4)

754/27 ـ أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، من طريق علي، عن ابن عباس في قوله: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا} قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم إنّما هلك من كان قبلكم بالمراء والخصومات في دين الله(5).

{وَجَنَّة عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالاَْرْضُ}(6)

755/28 ـ عن وكيع الثوري، عن السدي، قال: كنت عند عمر بن الخطاب، إذا أقبل كعب بن الأشرف ومالك بن الصيفي وحيّ بن أخطب، فقالوا: إنّ في كتابكم

____________

1 ـ التغابن: 16.

2- مناقب ابن شهر آشوب 2: 177 باب قرابته; تفسير البرهان 1: 304; البحار 38: 63.

3- تفسير السيوطي 2: 59.

4 ـ آل عمران: 105.

5- تفسير السيوطي 2: 62.

6 ـ آل عمران: 133.


الصفحة 48
{وَجَنَّة عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالاَْرْضُ} إذا كانت سعة جنة واحدة كسبع سماوات وسبع أرضين، فالجنان كلّها يوم القيامة أين تكون؟ فقال عمر: لا أعلم، فبينما هم في ذلك إذ دخل علي (عليه السلام) فقال: في أيّ شيء أنتم؟ فالتفت اليهودي وذكر المسألة، فقال (عليه السلام) لهم: خبروني إنّ النهار إذا أقبل الليل أين يكون، والليل إذا أقبل النهار أين يكون؟ فقال له: في علم الله يكون، قال علي (عليه السلام) : كذلك الجنان تكون في علم الله، فجاء علي إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأخبره بذلك، فنزل {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}(1)(2).

{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ}(3)

756/29 ـ قال علي [ (عليه السلام) ]: وحدّثني أبو بكر (وصدق أبو بكر (رضي الله عنه))، أنّ رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول: ما من عبد يذنب ذنباً، فيحسن الطهور ثمّ يقوم فيصلّي ركعتين، ثمّ يستغفر الله إلاّ غفر الله له، ثمّ قرأ هذه الآية: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} الآية، والاُخرى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ}(4) الآية(5).

{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ}(6)

757/30 ـ أخرج ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن العزم،

____________

1- النحل: 43; الأنبياء: 7.

2- مناقب ابن شهر آشوب 2: 352 باب قضاياه (عليه السلام) في حياة الرسول; تفسير البرهان 2: 372.

3- آل عمران: 135.

4- النساء: 110.

5- مسند أبي داود الطيالسي 2: 86 ح1521.

6- آل عمران: 159.


الصفحة 49
فقال: مشاورة أهل الرأي ثمّ اتّباعهم(1).

{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ}(2)

758/31 ـ أخرج ابن شيبة، والترمذي وحسّنه، وابن جرير، وابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: جاء جبرئيل (يوم بدر) إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا محمّد إنّ الله قد كره ما صنع قومك في أخذهم الفداء من الاُسارى، وقد أمرك أن تخيّرهم بين أمرين: إمّا أن يقدّموا فتضرب أعناقهم، وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدّتهم، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الناس فذكر ذلك لهم، فقالوا: يا رسول الله عشائرنا وإخواننا نأخذ فداءهم فنقوى به على قتال عدوّنا، ويستشهد منّا بعدّتهم، فليس في ذلك ما نكره، فقتل منهم يوم اُحد سبعون رجلا، عدّة اُسارى أهل بدر(3).

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ}(4)

759/32 ـ علي بن الحسين المرتضى، نقلا عن تفسير النعماني، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله سبحانه: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ اِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} نزلت هذه الآية في نعيم بن مسعود الأشجعي، وذلك أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا رجع من غزاة اُحد، وقد قتل عمّه حمزة، وقُتل من المسلمين من قُتِل وجُرح من جرح، وانهزم من انهزم ولم ينله القتل والجرح، أوحى الله تعالى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أخرج في وقتك هذا لطلب قريش

____________

1- تفسير السيوطي 2: 91.

2 ـ آل عمران: 165.

3- تفسير السيوطي 2: 93; تفسير الرازي 9: 82.

4 ـ آل عمران: 173.


الصفحة 50
ولا تُخرج معك من أصحابك إلاّ من كانت به جراحة، فأعلمهم بذلك، فخرجوا معه على ما كان بهم من الجراح حتّى نزلوا منزلا يُقال له حمراء الأسد، وكانت قريش قد جدّت السير فرقاً، فلما بلغهم خروج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في طلبهم خافوا، فاستقبلهم رجل من أشجع يقال له نعيم بن مسعود يريد المدينة، فقال له أبو سفيان صخر بن حرب: يا نعيم هل لك أن أضمن لك عشر قلائص وتجعل طريقك على حمراء الأسد فتخبر محمّداً أنه جاء مدد كثير من حلفائنا من العرب، كنانة وعشريتهم، والأحابيش، وتَهوّل عليهم ما استطعت فلعلّهم يرجعون عنّا، فأجابه إلى ذلك، وقصد حمراء الأسد، فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك، قال: إنّ قريشاً يصبحونكم بجمعهم الذي لا قوام لكم به، فاقبلوا نصيحتي وارجعوا، فقال أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) : {حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} اعلم أنّا لا نبالي بهم، فأنزل الله سبحانه على رسوله {الَّذينَ اسْتَجَابُوا للهِِ وَالرَّسُولِ} إلى قوله: {وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }وإنّما كان القائل نعيم بن مسعود، فسمّاه الله باسم جميع الناس(1).

{مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}(2)

760/33 ـ أخرج ابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس قال: يقول للكفّار: {مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ }فيميّز أهل السعادة من أهل الشقاوة(3).

____________

1- رسالة المحكم والمتشابه: 24; البحار 20: 110.

2 ـ آل عمران: 179.

3- تفسير السيوطي 2: 104.


الصفحة 51

{نُزُلا مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلاَْبْرَارِ}(1)

761/34 ـ عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله: {نُزُلا مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلاَْبْرَارِ} [ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللهِ](2) قال: أنت الثواب وأنصارك الأبرار(3).

762/35 ـ عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) في قوله تعالى: {نُزُلا (ثَوَاباً) مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلاَْبْرَارِ}قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنت الثواب، وأنصارك (أصحابك) الأبرار(4).

____________

1 ـ آل عمران: 198.

2 ـ آل عمران: 195.

3- تفسير العياشي 1: 212; تفسير البرهان 1: 333; تفسير نور الثقلين 1: 425; البحار 9: 101.

4- تفسير العياشي 1: 212; تفسير البرهان 1: 333; البحار 36: 97.


الصفحة 52

الباب الرابع:

سورة النساء

{وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالاَْرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(1)

763/1 ـ فرات، قال: حدّثني عبد الرحمن بن محمّد بن الحسن التيمي البزاز، معنعناً عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، عن أبيه، عن جدّه، قال: خطب علي (عليه السلام) على منبر الكوفة وكان فيما قال:

والله إنّي لديّان الناس يوم الدين، وقسيم الجنة والنار لا يدخلها الداخل إلاّ على أحد قسمي، وانّي الفاروق الأكبر، وإنّ جميع الرسل والملائكة والأرواح خلقوا لخلقنا، ولقد أعطيت التسع التي لم يسبقني إليها أحد، علّمت فصل الخطاب، وبصرت سبيل الكتاب، وأدخل إلى السبحات، وعلمت علم المنايا والبلايا والقضايا، وبي كمال الدين، وأنا النعمة التي أنعمها الله على خلقه، كلّ ذلك مِن مَنّ الله به عليّ، ومنّا الرقيب على الخلق، ونحن قسم الله وحجّته بين العباد إذ يقول الله:

____________

1 ـ النساء: 1.


الصفحة 53
{وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالاَْرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} فنحن أهل البيت عصمنا الله من أن نكون فتّانين أو كذّابين أو ساحرين أو زيّافين، فمن كان فيه شيء من هذه الخصال فليس منّا ولا نحن منه، إنّا أهل البيت طهّرنا الله من كلّ نجس، نحن الصادقون إذا نطقنا والعالمون إذا سئلنا، أعطانا الله عشر خصال لم تكن لأحد قبلنا ولا تكون لأحد بعدنا: الحلم والعلم، واللب النبوّة، والشجاعة والسخاوة، والصبر والعفاف والطهارة، فنحن كلمة التقوى وسبيل الهدى والمثل الأعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى، والحقّ الذي أقرّ الله به {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}(1)(2).

{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَقْسِطُوا فِي الْيَتَامى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}(3)

764/2 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل، وفيه يقول (عليه السلام) لبعض الزنادقة: وأما ظهورك على تناكر قوله: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَقْسِطُوا فِي الْيَتَامى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح النساء، ولا كلّ النساء يتامى، فهو مما قدمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن، وبين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن، وهذا وما أشبه ممّا ظهرت حوادث المنافقين فيه لأهل النظر والتأمّل، ووجد المعطّلون وأهل الملل المخالفة للإسلام مساغاً إلى القدح في القرآن، ولو شرحت لك كلما أسقط وحرّف وبدّل مما يجري هذا المجرى، لطال وظهر ما تحظر التقيّة إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء(4).

____________

1- يونس: 32.

2- تفسير فرات: 178 ح230; البحار 39: 35.

3- النساء: 3.

4- الاحتجاج 1: 598 ح137; تفسير نور الثقلين 1: 438.


الصفحة 54

{مِنْ بَعْدِ وَصِيَّة يُوصى بِهَا أَوْ دَيْن}(1)

765/3 ـ أخرج أحمد، والترمذي، وابن ماجة، والحاكم، وغيرهم، ما جاء في هذه الآية، عن علي كرّم الله وجهه قال: إنّكم تقرؤون هذه الآية، وأنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قضى بالدين قبل الوصيّة، وإنّ أعيان بني الاُم يتوارثون دون بني العلاّت(2).

{وَالاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ}(3)

766/4 ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، والنحّاس في ناسخه، والبيهقي في سننه، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في الآية، قال: كانت المرأة إذا زنت حبست في البيت حتّى تموت، ثمّ أنزل الله بعد ذلك {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِد مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَة}(4) فإن كانا محصنين رجماً، فهذا السبيل الذي جعله الله لهما(5).

{وَالَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا}(6)

767/5 ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في قوله: {وَالَّذِينَ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ} الآية، قال: كان الرجل إذا زنى اُوذي بالتعيير وضرب بالنعال، فأنزل بعد هذه الآية {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِد مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَة}(7) وإن كانا محصنين رجماً في سنّة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)(8).

____________

1 ـ النساء: 12.

2- مسند أحمد 1: 79; سنن الترمذي 4: 179; حسن الاُسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة: 69.

3 ـ النساء: 15.

4 ـ النور: 2.

5- تفسير السيوطي 2: 129; سنن البيهقي 8: 211.

6 ـ النساء: 16.

7 ـ النور: 2.

8- تفسير السيوطي 2: 130.


الصفحة 55

{ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيب فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ}(1)

768/6 ـ أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في قوله: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيب}قال: القريب ما بينه وبين أن ينظر إلى ملك الموت(2).

{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الاْنَ}(3)

769/7 ـ أخرج أبو داود في ناسخه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في قوله: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ} الآية، قال: فأنزل الله بعد ذلك {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}(4) فحرّم الله المغفرة على من مات وهو كافر، وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته فلم يؤيسهم من المغفرة(5).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً}(6)

770/8 ـ أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في هذه الآية، قال: كان الرجل إذا مات وترك جارية ألقى عليها حميمه ثوبه فمنعها من الناس، فإن كانت جميلة تزوّجها وإن كانت ذميمة حبسها حتّى تموت فيرثها، وهي قوله: {وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ} يعني لا تقهروهنّ {لَتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ}

____________

1 ـ النساء: 17.

2- تفسير السيوطي 2: 130.

3 ـ النساء: 18.

4 ـ النساء: 48، 116.

5- تفسير السيوطي 2: 131.

6 ـ النساء: 19.


الصفحة 56
يعني الرجل تكون له المرأة وهو كاره لصحبتها ولها عليه مهر فيضربها لتفتدي(1).

{وَلاَ تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}(2)

771/9 ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في قوله: {وَلاَ تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} يقول: كل امرأة تزوّجها أبوك أو ابنك دخل أو لم يدخل بها، فهي عليك حرام(3).

{وَالُْمحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}(4)

772/10 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]، قال في قوله تعالى: {وَالُْمحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} قال: المشركات إذا سبين حلّت له(5).

{وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْض}(6)

773/11 ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في قوله: {وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْض} يقول: لا يتمنّى الرجل فيقول: ليت لي مال فلان وأهله، فنهى الله سبحانه عن ذلك، ولكن ليسأل الله من فضله(7).

____________

1- تفسير السيوطي 2: 131.

2 ـ النساء: 22.

3- تفسير السيوطي 2: 134.

4 ـ النساء: 24.

5- كنز العمال 2: 391 ح4338.

6 ـ النساء: 32.

7- تفسير السيوطي 2: 149.


الصفحة 57

{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا}(1)

774/12 ـ البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، حدّثنا بحر بن نصر، حدّثنا محمّد بن إدريس الشافعي، حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي، وأخبرنا أبو بكر زكريّا بن أبي إسحاق، وأبو بكر أحمد بن الحسن، قالا: حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، حدّثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا الشافعي، أنا الثقفي، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة أنّه قال في هذه الآية: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا} قال: جاء رجل وامرأة إلى علي (رضي الله عنه) ومع كلّ واحدة منها فئام من الناس، فأمرهم علي (رضي الله عنه)فبعثوا حَكَماً من أهله وحَكَماً من أهلها، ثمّ قال للحكمين: تدريان ما عليكما، عليكما إن رأيتما أن تجمعا أن تجمعا، وإن رأيتما أن تفرّقا أن تفرّقا، قالت المرأة: رضيت بكتاب الله بما عليّ فيه ولي، وقال الرجل: أما الفرقة فلا، فقال علي (رضي الله عنه): كذبت والله حتّى تقرّ بمثل الذي أقرّت به(2).

775/13 ـ أخرج ابن جرير، عن محمّد بن كعب القرظي، قال: كان علي بن أبي طالب يبعث الحكمين حكماً من أهله وحكماً من أهلها، فيقول الحكم من أهلها: يا فلان ما تنقم من زوجتك؟ فيقول: أنقم منها وكذا وكذا، فيقول: أرأيت إن نزعت عمّا تكره إلى ما تحب هل أنت متّقي الله فيها ومعاشرها بالذي يحقّ عليك في نفقتها وكسوتها؟ فإذا قال: نعم، قال الحكم من أهله: يا فلانة ما تنقمين من زوجك؟ فتقول مثل ذلك، فإن قالت: نعم، جمع بينهما، قال: وقال علي: الحكمان بهما يجمع الله وبهما يفرّق(3).

____________

1 ـ النساء: 35.

2- سنن البيهقي 7: 305.

3- تفسير السيوطي 2: 157.


الصفحة 58
776/14 ـ أخرج البيهقي، عن علي (رضي الله عنه) قال: إذا حكم أحد الحكمين ولم يحكم الآخر، فليس حكمه بشيء حتّى يجتمعا(1).

{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً}(2)

777/15 ـ سعد بن عبد الله، عن المعلّى بن محمّد البصري، قال: حدّثنا أبو الفضل المدني، عن ابن مريم الأنصاري، عن المنهال بن عمرو، عن زيد بن حبش، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، قال:

الأوصياء هم أصحاب الصراط وقوفاً عليه لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم(عليهم السلام)عند أخذهم المواثيق عليهم، ووصفهم في كتابه فقال عزّ وجلّ: {يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيَماهُمْ}(3) وهم الشهداء على أوليائهم، والنبي (صلى الله عليه وآله) الشهيد عليهم، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة، وأخذ للنبي (صلى الله عليه وآله) الميثاق بالطاعة، فجرت نبوّته عليهم، وذلك قول الله عزّ وجلّ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهِيد وَجِئْنَا بِكَ عَلى هؤُلاَءِ شَهِيداً}(4).

{وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيل}(5)

778/16 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: {وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيل} قال: نزلت هذه الآية في المسافر، تصيبه الجنابة فيتيمّم ويصلّي، حتّى يجد الماء(6).

____________

1- تفسير السيوطي 2: 157.

2 ـ النساء: 41.

3 ـ الأعراف: 46.

4- تفسير البرهان 1: 369.

5 ـ النساء: 43.

6- كنز العمال 2: 389 ح4332.


الصفحة 59

{إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}(1)

779/17 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ما في القرآن آية أحبّ إليّ من هذه الآية {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}(2).

780/18 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث: وقد سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لو أنّ المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض لكان الموت كفّارة لتلك الذنوب ثمّ قال: من قال لا إله إلاّ الله بإخلاص فهو بريء من الشرك، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنّة، ثمّ تلا هذه الآية {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} من شيعتك ومحبّوك يا علي، (قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :) فقلت: يا رسول الله هذا لشيعتي؟ قال: إي وربّي إنّه لشيعتك.

وإنّهم ليخرجون من قبورهم وهم يقولون: لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله، عليّ ابن أبي طالب حجّة الله، فيؤتون بحلل خضر من الجنّة، وتيجان من الجنّة، ونجائب من الجنّة، فيلبس كل واحد منهم حلّة خضراء ويوضع على رأسه تاج الملك وإكليل الكرامة، ثمّ يركبون النجائب فتطير بهم إلى الجنّة، {لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الاَْكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}(3)(4).

{أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِ مِنْكُم}(5)

781/19 ـ روى الثقة الجليل إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي، كتاب علي (عليه السلام) إلى

____________

1- النساء: 48، 116.

2- تفسير الصافي 1: 458; التوحيد، باب الأمر والنهي: 409; كنز العمال 2: 384 ح4319.

3- الأنبياء: 103.

4- تأويل الآيات: 147; تفسير الصافي 1: 458; البحار 68: 140; تفسير نور الثقلين 3: 462; من لا يحضره الفقيه 4: 411 ح5896.

5- النساء: 59.


الصفحة 60
معاوية، وهو طويل يقول فيه: إنّ الله يقول: {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِ مِنْكُم} هي لنا أهل البيت ليست لكم، إلى أن قال: ألم تعلم يا معاوية أنّ الأئمة منّا ليس منكم، وقد أخبركم الله أنّ اُولي الأمر المستنبطوا العلم، وأخبركم أنّ الأمر كلّه الذي تختلفون فيه يردّ إلى الله وإلى الرسول وإلى اُولي الأمر المستنبطي العلم(1).

782/20 ـ عن سليم، عن علي (عليه السلام) ، عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل في قوله تعالى: {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِ مِنْكُم} قال: الأوصياء إلى أن يردوا عليّ حوضي كلّهم هاد، فقلت: يا رسول الله سمّهم لي، فقال: إبني هذا ووضع يده على رأس الحسن، ثمّ إبني هذا ووضع يده على رأس الحسين، ثمّ إبن إبني هذا ووضع يده على رأس الحسين، ثمّ إبن له علي إسمه إسمي محمّد الباقر لعلمي، ثمّ تكمله اثنى عشر إماماً من ولدك يا أخي، فقلت: يا رسول الله سمّهم لي، فسمّاهم لي رجلا رجلا، منهم والله يا أخا بني هلال مهدي هذه الاُمّة(2).

783/21 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم بقوله: {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِ مِنْكُم} وبقوله: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الاَْمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}(3)(4).

784/22 ـ عن علي (عليه السلام) قد ذكر الحجج، قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول الله ومن حلّ محلّه من أصفياء الله، وهم ولاة الأمر الذين قال الله فيهم: {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِ مِنْكُم} وقال فيهم: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الاَْمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}، قال السائل: ما ذاك الأمر؟ قال علي (عليه السلام) : الذي به تنزل الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كلّ أمر حكيم،

____________

1- الغارات 1: 196; اثبات الهداة 3: 96.

2- اثبات الهداة 3: 120; كتاب سليم بن قيس: 64.

3- النساء: 83.

4- الاحتجاج 1: 581 ح137; تفسير نور الثقلين 1: 520.