785/23 ـ عن سليم، عن علي (عليه السلام) ، عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل أنّه قال: ليس عند الله أحد أفضل منّي وأخي ووزيري وخليفتي في اُمّتي عليّ بن أبي طالب، فإذا هلك فابني الحسن من بعده، فإذا هلك فابني الحسين من بعده، وثمّ الأئمة من عقب الحسين.
وفي رواية: ثمّ الأئمة التسعة من عقب الحسين (عليه السلام) (5).
{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً}(6)
786/24 ـ محمّد بن يعقوب، بإسناده عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
____________
1 ـ البقرة: 115.
2 ـ القدر: 4.
3 ـ الدخان: 4.
4- الاحتجاج 1: 594 ح137; تفسير نور الثقلين 4: 626.
5- اثبات الهداة 3: 121; كتاب سليم بن قيس: 134 ح27.
6 ـ النساء: 80.
{فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ}(4)
787/25 ـ عن علي (عليه السلام) في حديث طويل: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يا علي أنت لست مثلي، إنّ الله أمرني أن أصدع بالحق، وأخبرني أنّه يعصمني من الناس، وأمرني أن اُجاهد ولو بنفسي، فقال: جاهد في سبيل الله لا تكلّف إلاّ نفسك، إلى أن قال: وإنّ الناس من بعدي يَدَعُون ما أمرهم الله به وما أمرهم فيك من ولايتك وما أظهر من حجّتك، معتمدين غير جاهلين ولا مشتبه عليهم فيه، فإن وجدت يا أخي أعواناً فجاهدهم، وإن لم تجد أعواناً فكفّ يدك واحقن دمك، فأنت إن نابذتهم قتلوك(5).
____________
1 ـ آل عمران: 31.
2 ـ النساء: 84.
3- الكافي 8: 26; تفسير البرهان 1: 276.
4 ـ هود: 17.
5- اثبات الهداة 2: 191; كتاب سليم بن قيس: 154.
{إِنَّ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}(1)
788/26 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه سئل عن قول الله تعالى: {اللهُ يَتَوَفَّى الاَْنْفُسُ حِينَ مَوْتِهَا}(2) وقوله: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ}(3) وقوله عزّ وجلّ: {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا}(4)وقوله {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} فمرّة يجعل الفعل لنفسه، ومرّة لملك الموت، ومرّة للرسل، ومرّة للملائكة، فقال: إنّ الله تعالى أجلّ وأعظم من أن يتولّى ذلك بنفسه، وفعل رسله وملائكته فعله; لأنّهم بأمره يعملون، فاصطفى من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه وهم الذين قال الله فيهم: {اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ} فمن كان من أهل الطاعة تولّت قبض روحه ملائكة الرحمة، ومن كان من أهل المعصية تولّت قبض روحه ملائكة النقمة، ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله، وكل ما يأتونه منسوب إليه، فإذا كان فعلهم فعل ملك الموت ففعل ملك الموت فعل الله; لأنّه يتوفّى الأنفس على يد من يشاء ويعطي ويمنع ويُثيب ويعاقب على يد من يشاء، وإنّ فعل اُمنائه فعله، كما قال: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ}(5)(6).
{وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَحِيماً}(7)
789/27 ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في
____________
1 ـ النساء: 97.
2 ـ الزمر: 42.
3 ـ السجدة: 11.
4 ـ الأنعام: 61.
5 ـ الانسان: 30.
6- الاحتجاج 1: 579 ح137; تفسير الصافي 1: 488; تفسير البرهان 3: 104.
7 ـ النساء: 110.
{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً}(2)
790/28 ـ البيهقي، أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ، أنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، حدّثنا إبراهيم بن الحسين، حدّثنا آدم بن أبي أياس، أنا حمّاد بن سلمة، عن سمّاك بن حرب، عن خالد بن عرعرة، قال: سمعت عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) يقول في قوله: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً} قال: هو الرجل تكون عنده امرأتان فتكون إحداهما قد عجزت، أو تكون دميمة فيريد فراقها، فتصالحه على أن يكون عندها ليلة، وعند الاُخرى ليالي ولا يفارقها، فما طابت به نفسها، فلا بأس به، فإن رجعت سوّى بينهما(3).
{وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا}(4)
791/29 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]،إنّه قيل له: أرأيت هذه الآية {وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا} وهم يقاتلون فيظهرون ويقاتلون، فقال: أدنه أدنه، ثمّ قال:
____________
1- تفسير السيوطي 2: 219.
2 ـ النساء: 128.
3- سنن البيهقي 7: 297; كنز العمال 2: 389 ح4334; تفسير السيوطي 2: 233.
4 ـ النساء: 141.
{يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلا}(2)
792/30 ـ محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن عمر، عن أبي المعزّا الخصّاف رفعه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : من ذكر الله عزّ وجلّ في السرّ فقد ذكر الله كثيراً، إنّ المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السرّ، فقال الله عزّوجلّ: {يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلا}(3).
{وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً}(4)
793/31 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : كلّم الله موسى تكليماً بلا جوارح وأدوات وشفّة، ولا لَهوات، سبحانه وتعالى عن الصفات(5).
794/32 ـ عن علي صلوات الله عليه في حديث، وقد سأله رجل عمّا اشتبه عليه من الآيات: وكلام الله ليس بنحو واحد: منه ما كلّم الله به الرسل، ومنه ما قذفه في قلوبهم، ومنه رؤيا يراها الرسل، ومنه وحي وتنزيل يتلى ويقرأ، فهو كلام الله، فاكتف بما وصفت لك من كتاب الله فإنّ معنى كلام الله ليس بنحو واحد، فإنّ منه ما تبلغ رسل السماء رسل الأرض(6).
____________
1- كنز العمال 2: 390 ح4336.
2 ـ النساء: 142.
3- الكافي 2: 501; تفسير نور الثقلين 1: 566.
4 ـ النساء: 164.
5 و 6- تفسير الصافي 1: 522; التوحيد، باب الردّ على الثنوية: 264.
الباب الخامس:
سورة المائدة
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاِْسْلامَ دِيناً}(1)
795/1 ـ الصدوق، عن أبيه، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثني أحمد بن الحسين بن سعيد، قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم وأحمد بن زكريا، عن محمّد بن نعيم، عن يزداد بن إبراهيم، عمّن حدّثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، عن علي (عليه السلام) في حديث طويل، يقول في آخره: وإنّ بولايتي أكمل الله لهذه الاُمّة دينهم، وأتمّ عليهم النعم، ورضي إسلامهم إذ يقول يوم الولاية لمحمّد (صلى الله عليه وآله) : يا محمّد أخبرهم أنّي أكملت لهم اليوم دينهم، ورضيت لهم الإسلام ديناً وأتممت عليهم نعمتي، كلّ ذلك مِن مَنِّ الله عليّ فله الحمد(2).
____________
1 ـ المائدة: 3.
2- الخصال، باب التسعة: 41; تفسير نور الثقلين 1: 590.
{سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ}(1)
796/2 ـ أخرج عبد بن حميد، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه)، أنّه سُئل عن السحت، فقال: الرشاء، فقيل له: في الحكم؟ قال: ذاك الكفر(2).
797/3 ـ الصدوق، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزي بمرو في داره، قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله النيسابوري، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة، قال: حدّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين، قال: حدّثني عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) سنة أربع وتسعين ومائة، وحدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي بنيسابور، قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوزي، قال: حدّثنا جعفر بن زياد الفقيه الخوزي بنيسابور، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني، عن الرضا عليّ ابن موسى (عليهما السلام)، وحدّثني أبو عبدالله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ، قال: حدّثنا علي بن محمد بن مهروية القزويني، عن داود بن سليمان الضَمّا، عن عليّ ابن موسى الرضا (عليه السلام) ، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن علي، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن علي، قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) في قول الله عزّوجلّ: {أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} قال: هو الرجل الذي يقضي لأخيه حاجة ثمّ يقبل هديّته(3).
____________
1 ـ المائدة: 42.
2- تفسير السيوطي 2: 284.
3- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 28; وسائل الشيعة 12: 64; تفسير البرهان 1: 474; تفسير الصافي 2: 38; جامع الأخبار، باب الرشوة: 439 ح1234.
{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}(1)
798/4 ـ عن الصادق (عليه السلام) ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : الحكم حكمان: حكم الله وحكم الجاهلية، فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية، وقد قال الله عزّ وجلّ: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْم يُوقِنُونَ}(2) وأشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية(3).
{أَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّة عَلَى الْكَافِرِينَ}(4)
799/5 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: {أَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّة عَلَى الْكَافِرِينَ }قال: أهل رقّة على أهل دينهم، {أَعِزَّة عَلَى الْكَافِرِينَ} قال: أهل غلظة على من خالفهم في دينهم(5).
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا}(6)
800/6 ـ محمّد بن عيسى بن زكريّا الدهقان معنعناً، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقرأ سورة المائدة، فقال: اُكتب فكتب حتّى انتهيت إلى هذه الآية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} ثمّ انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) خفق برأسه كأنّه نائم وهو يملي بلسانه حتّى فرغ من آخر السورة، ثمّ انتبه فقال لي:
____________
1 ـ المائدة: 50.
2 ـ المائدة: 50.
3- تفسير الصافي 2: 41; الكافي 7: 407.
4 ـ المائدة: 54.
5- كنز العمال 2: 402 ح4359.
6 ـ المائدة: 55.
بيـان:
هذا الخبر يخالف المشهور بوجهين: الأول على المشهور عدد الآيات مائة وعشرون، وفي الخبر زيد أربع، والثاني أنّ آية الولاية هي الخامسة والخمسون لا الستون، لكن الاعتماد على ما هو المشهور في ذلك وأمثاله.
|
801/7 ـ فرات، قال: حدّثنا جعفر بن أحمد معنعناً، عن علي (عليه السلام) قال:
نزلت هذه الآية على نبيّ الله وهو في بيته {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ـ إلى قوله ـ وَهُمْ رَاكِعُونَ} خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل المسجد ثمّ نادى سائل فسأل، فقال له: أعطاك أحد شيئاً؟ قال: لا، إلاّ ذلك الراكع أعطاني خاتمه ـ يعني عليّاً ـ(2).
802/8 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال:
نزلت الآية على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بيته {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ} إلى آخر الآية، خرج النبي فدخل المسجد وجاء الناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم يصلي، فإذا سائل، فقال: يا سائل هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال: لا، إلاّ ذاك الراكع ـ لعلي بن أبي طالب ـ أعطاني خاتمه(3).
{وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}(4)
803/9 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث المدّعي للتناقض، قال (عليه السلام) :
الهداية هي الولاية، كما قال الله عزّ وجلّ: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ
____________
1- البحار 39: 112; تفسير فرات: 128 ح147.
2- تفسير فرات: 128 ح145; البحار 35: 186.
3- كنز العمال 13: 164 ح36501; تفسير السيوطي 2: 293; تاريخ ابن عساكر في ترجمة علي (عليه السلام) 2: 409 ح908.
4 ـ المائدة: 56.
{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ}(2)
804/10 ـ قال الإمام العسكري (عليه السلام) : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أمر الله عباده أن يستعيذوا من طريق المغضوب عليهم، وهم اليهود الذين قال الله فيهم: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ}(3).
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ}(4)
805/11 ـ عن الإمام العسكري (عليه السلام) : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : أمر الله عباده أن يستعيذوا من طريق الضّالين وهم الذين قال الله فيهم: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْم قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيل}وهم النصارى، وقال الرضا (عليه السلام) كذلك، ثمّ قال (عليه السلام) : كلّ من كفر بالله فهو مغضوب عليهم (عليه) وضالٌّ عن سبيل الله(5).
{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَر فَعَلُوهُ}(6)
806/12 ـ الصدوق، قال: قال علي (عليه السلام) : لمّا وقع التقصير في بني إسرائيل، جعل
____________
1- البحار 24: 213; تفسير نور الثقلين 1: 537; الاحتجاج 1: 582.
2 ـ المائدة: 60.
3- تفسير البرهان 1: 485; تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) : 50.
4 ـ المائدة: 77.
5- تفسير البرهان 1: 492; تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) : 50.
6 ـ المائدة: 78-79.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ}(2)
807/13 ـ عن عمرو بن حمران، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن البصري، قال: اجتمع عثمان بن مظعون، وأبو طلحة، وأبو عبيدة، ومعاذ بن جبل، وسهيل بن بيضاء، وأبو دجانة في منزل سعد بن أبي وقاص، فأكلوا شيئاً ثمّ قدّم إليه شيئاً من الفضيخ، فقام عليّ (عليه السلام) فخرج من بينهم، فقال عثمان في ذلك، فقال عليّ (عليه السلام) : لعن الله الخمر، والله لا أشرب شيئاً يذهب بعقلي ويضحك بي من رآني واُزوّج كريمتي من لا اُريد وخرج من بينهم فأتى المسجد، وهبط جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} يعني هؤلاء الذين اجتمعوا في منزل سعد {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ}الآية، فقال عليّ (عليه السلام) : تبّاً لها والله يا رسول الله لقد كان بصري فيها نافذ مذ كنت صغيراً.
قال الحسن: والله الذي لا إله إلاّ هو ما شربها قبل تحريمها ولا ساعة قط(3).
{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ}(4)
808/14 ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في قوله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
____________
1- ثواب الأعمال: 262; تفسير نور الثقلين 1: 660.
2 ـ المائدة: 90.
3- مناقب ابن شهر آشوب 2: 178 باب طهارته وعصمته.
4 ـ المائدة: 93.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاء إِنْ تُبْدَ لَكُمْ}(3)
809/15 ـ عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إنّ الله كتب عليكم الحج، فقام عكاشة بن محصّن، وقيل سراقة بن مالك، فقال: أفي كلّ عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه حتّى عاد مرّتين أو ثلاثاً، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ويحك وما يؤمنك أن أقول نعم لوجبت، ولو وجبت ما استطعتم، ولو تركتم لكفرتم، فاتركوني كما تركتم، فإنّما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه(4).
____________
1- البقرة: 275.
2- تفسير السيوطي 2: 321.
3- المائدة: 101.
4- مجمع البيان 2: 250.
الباب السادس:
سورة الأنعام
{وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً}(1)
810/1 ـ أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في قوله: {وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً} يقول: يتبع بعضاً بعضاً(2).
{وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا...}(3)
811/2 ـ أخرج ابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس، قال: فأخبر الله سبحانه أنّهم لو ردّوا لم يقدروا على الهدى، فقال: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ}(4)أي ولو ردّوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى، كما حلنا بينهم وبينه أوّل مرّة وهم في الدنيا(5).
____________
1 ـ الأنعام: 6.
2- تفسير السيوطي 3: 5.
3 ـ الأنعام: 27.
4 ـ الأنعام: 28.
5- تفسير السيوطي 3: 9.
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ...}(3)
813/4 ـ الحاكم النيسابوري، حدّثني أبو بكر محمّد بن عبد الله بن الجنيد، ثنا الحسين بن الفضل، ثنا محمّد بن سابق، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب الأسدي، عن علي (رضي الله عنه) قال: قال أبو جهل للنبي (صلى الله عليه وسلم): قد نعلم يا محمّد إنّك تصل الرحم وتصدق الحديث، ولا نكذّبك، ولكن نكذّب الذي جئت به، فأنزل الله عزّوجلّ: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنِ الظّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ}(4).
814/5 ـ عمار بن ميثم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قرأ رجل عند أمير المؤمنين (عليه السلام) {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنِ الظّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ} فقال (عليه السلام) : بلى والله لقد كذّبوه أشدّ التكذيب، ولكنّها مخفّفة لا يكذبونك، لا يأتون بباطل يكذبون به حقّك(5).
815/6 ـ أخرج الترمذي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه، والحاكم وصحّحه، والضياء في مختاره، عن علي [ (عليه السلام) ] قال: قال أبو جهل
____________
1- الأنعام: 28.
2- تفسير العياشي 1: 358; تفسير البرهان 1: 522; البحار 7: 314.
3- الأنعام: 33.
4- مستدرك الحاكم 2: 315.
5- البحار 18: 231; تفسير العياشي 1: 359; الكافي 8: 200; تفسير البرهان 1: 523.
{وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}(2)
816/7 ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في قوله: {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} يعني يعبدون ربّهم بالغداة والعشي، يعني الصلاة المكتوبة(3).
{وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْض}(4)
817/8 ـ أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، من طريق علي (رضي الله عنه)، عن ابن عباس في قوله: {وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْض} يعني أنّه جعل بعضهم أغنياء وبعضهم فقراء، فقال الأغنياء للفقراء: {أَهؤُلاَءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا}يعني هؤلاء هداهم الله، وإنّما قالوا ذلك استهزاءً وسخرياً(5).
{وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}(6)
818/9 ـ أخرج ابن مردويه، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: قال رسول
____________
1- تفسير السيوطي 3: 9; كنز العمال 2: 408 ح4374.
2 ـ الأنعام: 52.
3- تفسير السيوطي 3: 14.
4 ـ الأنعام: 53.
5- تفسير السيوطي 3: 14.
6 ـ الأنعام: 75.