الباب الثالث عشر:
سورة الرعد
{إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَاد}(1)
899/1 ـ عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : فينا نزلت هذه الآية {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَاد} فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنا المنذر، وأنت الهادي يا علي فمنّا الهادي والنجاة والسعادة إلى يوم القيامة(2).
900/2 ـ الحاكم النيسابوري، أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السمّاك، ثنا عبد الرحمن بن محمّد بن منصور الحارثي، ثنا حسين بن حسن الأشتر، ثنا منصور ابن أبي الأسود، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبّاد بن عبد الله الأسدي، عن علي {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَاد}، قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنذر، وأنا
____________
1 ـ الرعد: 7.
2- تفسير العياشي 2: 203; البرهان 2: 281; البحار 35: 403.
901/3 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه:
قال الله تعالى لنبيّه: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَاد} فالهادي بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ، هاد لاُمّته على ما كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فمن عسى أن يكون الهادي إلاّ الذي دعاكم إلى الحق وقادكم إلى الهدى(2).
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ}(3)
902/4 ـ أخرج ابن المنذر، وأبو الشيخ، عن علي (رضي الله عنه): {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ}قال: ليس من عبد إلاّ ومعه ملائكة يحفظونه من أن يقع عليه حائط، أو يتردّى في بئر، أو يأكله سبع، أو غرق، أو حرق، فإذا جاء القدر خلّوا بينه وبين القدر(4).
903/5 ـ أخرج أبو داود في (القدر)، وابن أبي الدنيا، وابن عساكر، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: لكلّ عبد حفظة يحفظونه لا يخرّ عليه حائط، أو يتردّى في بئر، أو تصيبه دابة، حتّى إذا جاء القدر الذي قُدّر له خلّت عنه الحفظة، فأصابه ما شاء الله أن يصيبه(5).
{إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْم حَتّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}(6)
904/6 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إذا أقبلت عليكم أطراف النعم، فلا تذروا
____________
1- مستدرك الحاكم 3: 129; تفسير السيوطي 4: 45; تاريخ ابن عساكر في ترجمة علي 2: 416 ح914.
2- كشف المحجّة: 188; تفسير نور الثقلين 2: 483.
3 ـ الرعد: 11.
4 و 5- تفسير السيوطي 4: 48.
6 ـ الرعد: 11.
{وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ}(2)
905/7 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا محمّد حدّثني عن إلهك هذا الذي تدعو إليه، أياقوت هو، أذهب هو، أو ما هو؟ فنزلت على السائل صاعقة فأحرقته، فأنزل الله تعالى: {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ}(3).
{وَهُوَ شَدِيدُ الِْمحَالِ}(4)
906/8 ـ أخرج ابن جرير، وأبو الشيخ، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه): {وَهُوَ شَدِيدُ الِْمحَالِ} قال: شديد الأخذ(5).
{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ}(6)
907/9 ـ أخرج ابن جرير، وأبو الشيخ، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) في قوله: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} قال: التوحيد، لا إله إلاّ الله(7).
{إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ}(8)
908/10 ـ أخرج ابن جرير، عن علي (رضي الله عنه) في قوله: {إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ
____________
1- مجمع البيان 3: 281.
2 ـ الرعد: 13.
3- كنز العمال 2: 441 ح4445; تفسير السيوطي 4: 52.
4 ـ الرعد: 13.
5- تفسير السيوطي 4: 53.
6 ـ الرعد: 14.
7- تفسير السيوطي 4: 53.
8 ـ الرعد: 14.
{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً}(2)
909/11 ـ الطبرسي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث يذكره في أحوال الكفار قوله: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الاَْرْضِ} فالزبد في هذا الموضع كلام الملحدين الذين أثبتوه في القرآن، فهو يضمحلّ ويبطلويتلاشى عند التحصيل، والذي ينفع الناس منه فالتنزيل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والقلوب تقبله، والأرض في هذا الموضع هي محلّ العلم وقراره(3).
{أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(4)
910/12 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لمّا نزلت هذه الآية {أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} قال: ذاك من أحبّ الله ورسوله وأحبّ أهل بيتي صادقاً غير كاذب، وأحبّ المؤمنين شاهداً وغائباً، ألا بذكر الله يتحابّون(5).
{يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}(6)
911/13 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]: أنه سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن قول الله تعالى: {يَمْحُوا اللهُ مَا
____________
1- تفسير السيوطي 4: 53.
2 ـ الرعد: 17.
3- الاحتجاج 1: 586 ح137; تفسير البرهان 2: 287; تفسير نور الثقلين 2: 492.
4 ـ الرعد: 28.
5- كنز العمال 2: 442 ح4448; تفسير السيوطي 4: 58.
6 ـ الرعد: 39.
912/14 ـ الصدوق، بإسناده إلى الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه حديث طويل يقول فيه: ولولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة، وهي هذه الآية: {يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}(2).
913/15 ـ عن علي صلوات الله عليه، قال: بنا يمحو الله ما يشاء، وبنا يثبت(3).
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الاَْرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا}(4)
914/16 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الاَْرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} يعني بذلك: ما يهلك من القرون، فسمّاه إتياناً(5).
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلا قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً}(6)
915/17 ـ عن سليم بن قيس، قال: سأل رجل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له وأنا أسمع: أخبرني بأفضل منقبة لك، قال (عليه السلام) : ما أنزل الله في كتابه، قال: وما أنزل
____________
1- كنز العمال 2: 441 ح4444.
2- التوحيد، حديث ذعلب: 305; تفسير نور الثقلين 2: 514; البحار 4: 97; الاحتجاج 1: 610 ح138; أمالي الصدوق، المجلس 55: 280.
3- تفسير نور الثقلين 2: 514; الخصال، حديث الأربعمائة: 626.
4 ـ الرعد: 41.
5- الاحتجاج 1: 588 ح137; تفسير نور الثقلين 2: 521.
6 ـ الرعد: 43.
916/18 ـ الصفّار، عن أبي الفضل العلوي، قال: حدّثني سعيد بن عيسى، عن إبراهيم الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن شريك بن عبد الله، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن أبي تمّام، عن سلمان الفارسي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: {قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} فقال: أنا هو الذي عنده علم الكتاب، وقد صدّقه الله وأعطاه الوسيلة في الوصيّة، ولا تخلو اُمّته من وسيلته إليه وإلى الله تعالى، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}(2)(3).
____________
1- الاحتجاج 1: 368 ح65; تفسير نور الثقلين 2: 521; كتاب سليم بن قيس: 163.
2- المائدة: 35.
3- بصائر الدرجات، باب ما عند الأئمة من علم الكتاب: 236; نفس الرحمن في أحوال سلمان، الباب11: 435; تفسير البرهان 2: 303.
الباب الرابع عشر:
سورة إبراهيم
{وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ}(1)
917/1 ـ أخرج ابن مردويه، من طريق عبد الله بن سلمة، عن علي (رضي الله عنه) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطبنا فيذكرنا بأيّام الله حتّى نعرف ذلك في وجهه، كأنّما يذكر قوماً يصبهم الأمر غدوة أو عشية، وكان إذا كان حديث عهد بجبرئيل (عليه السلام) لم يتبسّم ضاحكاً حتّى يرتفع عنه(2).
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً}(3)
918/2 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :
أنّهم كفّار قريش كذّبوا نبيّهم، ونصبوا له الحرب والعدوان، وسأل رجل أمير
____________
1 ـ إبراهيم: 5.
2- تفسير السيوطي 4: 70.
3 ـ إبراهيم: 28.
919/3 ـ عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً} قال: نحن نعمة الله التي أنعم الله بها على العباد(2).
920/4 ـ عن ذريح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: جاء ابن الكوّاء إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فسأله عن قول الله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَار} قال: تلك قريش بدّلوا نعمة الله كفراً، وكذّبوا نبيّهم يوم بدر(3).
921/5 ـ محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن بسطام بن مرّة، عن إسحاق بن حسّان، عن الهيثم بن واقد، عن عليّ بن الحسين العبدي، عن سعد الاسكاف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : مابال أقوام غيّروا سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعدلوا عن وصيّته، لا يتخوّفون أن ينزل بهم العذاب، ثمّ تلا هذه الآية {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَار * جَهَنَّمَ...} ثمّ قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة(4).
922/6 ـ عن ابن أبي حسين، قال: قام عليّ بن أبي طالب [ (عليه السلام) ] فقال:
ألا أحدكم يسألني عن القرآن، فوالله لو أعلم أنّ أحداً أعلم به منّي وإن كان من وراء البحور لأتيته، فقال عبد الله الكوّاء: مَن الذين بدّلوا نعمة الله كفراً؟ قال: هم مشركون أتتهم نعمة الله الايمان فبدّلوا قومهم دار البوار(5).
____________
1- البحار 24: 55; مستدرك الحاكم النيسابوري 2: 352; كنز العمال 2: 282 ح4453; تفسير السيوطي 4: 48.
2 و 3- البحار 24: 55; تفسير العياشي 2: 229.
4- الكافي 1: 217; تفسير البرهان 2: 315.
5- كنز العمال 2: 445 ح4457.
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الاَْرْضُ غَيْرَ الاَْرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ}(1)
923/7 ـ أخرج ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في قوله: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الاَْرْضُ غَيْرَ الاَْرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} قال: أرض بيضاء لم يعمل عليها خطيئة، ولم يسفك عليها دم(2).
____________
1 ـ إبراهيم: 48.
2- تفسير السيوطي 4: 90.
الباب الخامس عشر:
سورة الحجر
{رُبَّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}(1)
924/1 ـ سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن سنان، عن عمّار بن مروان، عن المنخل بن جميل، عن جابر بن يزيد، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ: {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} قال: هو إذا خرجت أنا وشيعتي، وخرج عثمان وشيعته وثقل بني اُميّة، فعندها {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}(2).
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ}(3)
925/2 ـ يوسف القطّان، ووكيع بن الجرّاح، وإسماعيل السدي، وسفيان الثوري
____________
1 ـ الحجر: 2.
2- تفسير البرهان 2: 325.
3 ـ الحجر: 9.
{إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَال مِنْ حَمَأ مَّسْنُون}(2)
926/3 ـ عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
قال الله للملائكة: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَال مِنْ حَمَأ مَّسْنُون * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}(3) قال: وكان من الله ذلك تقدمة منه إلى الملائكة احتجاجاً منه عليهم، وما كان الله يغيّر ما بقوم إلاّ بعد الحجة عذراً ونذراً، فاغترف الله غرفة بيمينه ـ وكلتا يديه يمين ـ من الماء العذب الفرات، فصلصَلها في كفّه فجمدت، ثمّ قال: منك أخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين الأئمة المهديين الدعاة إلى الجنّة وأتباعهم إلى يوم القيامة ولا اُبالي ولا اُسئل عمّا أفعل وهم يُسألون، ثمّ اغترف الله غرفةً بكفّه الاُخرى من الماء الملح الاُجاج فصلصلها في كفّه فجمدت، ثمّ قال لها: منك أخلق الجبّارين والفراعنة والعتاة واخوان الشياطين وأئمة الكفر والدعاة إلى النار وأتباعهم إلى يوم القيامة ولا اُبالي ولا اُسئل عمّا أفعل وهم يُسألون، واشترط في ذلك البداء فيهم ولم يشترط في أصحاب اليمين البداء لله فيهم، ثمّ خلط الماءين في كفّه جميعاً فصلصلها ثمّ أكفاهما قدّام عرشه وهما بلّة من طين(4).
____________
1- تفسير آيات الأحكام (للقطّان): 301; البحار 23: 173.
2 ـ الحجر: 28.
3 ـ الحجر: 28-29.
4- تفسير العياشي 2: 240; تفسير البرهان 2: 328.
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِّنْ غِلٍّ}(1)
927/4 ـ عن عبد الله بن خليل، عن عليّ (عليه السلام) في قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِّنْ غِلٍّ} الآية، قال: نزلت فينا(2).
928/5 ـ أبو نعيم الحافظ، عن رجاله، عن أبي هريرة، قال: قال عليّ بن أبي طالب [ (عليه السلام) ]: يا رسول الله أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟ قال: فاطمة أحبّ إليّ منك، وأنت أعزّ عليّ منها، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وأنّ عليه أباريق عدد نجوم السماء وأنت والحسن والحسين وحمزة وجعفر في الجنة اخواناً على سرر متقابلين، وأنت معي وشيعتك، ثمّ قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِّنْ غِلٍّ اخْوَاناً عَلى سُرُر مُتَقَابِلِينَ}(3).
929/6 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال:
يدخل أهل الجنة الجنّةَ في صدورهم الشحناء والضغائن، فإذا دخلوا الجنة وتقابلوا على السرر، نزع الله ذلك من صدورهم، ثمّ تلا هذه الآية {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِّنْ غِلٍّ اخْوَاناً عَلى سُرُر مُتَقَابِلِينَ}(4).
930/7 ـ أخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه)، قال: فينا والله أهل بدر نزلت هذه الآية {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِّنْ غِلٍّ}(5).
{إِنَّ فِي ذلِكَ لاَيَات لِلْمُتَوَسِّمِينَ}(6)
931/8 ـ الصفار، حدّثنا أبو الفضل العلوي، عن سعيد بن قيس الكبري، قال:
____________
1 ـ الحجر: 47.
2- البحار 24: 257.
3- غاية المرام: 399.
4- كنز العمال 2: 448 ح4467.
5- تفسير السيوطي 3: 85.
6 ـ الحجر: 75.
في قول الله عزّ وجلّ {إِنَّ فِي ذلِكَ لاَيَات لِلْمُتَوَسِّمِينَ} فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعرف الخلق بسيماهم، وأنا من بعده المتوسّم والأئمة من ذريّتي المتوسّمون إلى يوم القيامة(1).
932/9 ـ عبّاد بن سليمان، عن هارون بن الجهم، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: في قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذلِكَ لاَيَات لِلْمُتَوَسِّمِينَ} كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) من المتوسّمين، وأنا بعده، والأئمة من ذريّتي(2).
933/10 ـ محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد ابن أسلم، عن إبراهيم بن أيوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذلِكَ لاَيَات لِلْمُتَوَسِّمِينَ}قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) المتوسّم وأنا من بعده، والأئمة من ذريّتي المتوسّمون(3).
{فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}(4)
934/11 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} قال: الرضا بغير عتاب(5).
____________
1- بصائر الدرجات، باب انّ الأئمة عندهم اسم الله الأعظم: 236; تفسير الصافي 3: 118; اثبات الهداة 2: 499.
2- اثبات الهداة 2: 498.
3- الكافي 1: 218; تفسير نور الثقلين 3: 23.
4 ـ الحجر: 85.
5- كنز العمال 2: 448 ح4465.
{فَوَ رَبُّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}(1)
935/12 ـ أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، والبيهقي في (البعث)، من طريق علي(رضي الله عنه)، عن ابن عباس {فَوَ رَبُّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} قال: {فَيَوْمَئِذ لاَ يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلاَ جَانٌّ}(2) قال: لا يسألهم هل عملهم كذا وكذا; لأنه أعلم منهم بذلك، ولكن يقول: لم عملتم كذا وكذا(3).
____________
1 ـ الحجر: 92.
2 ـ الرحمن: 39.
3- تفسير السيوطي 4: 106.
الباب السادس عشر:
سورة النحل
{وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}(1)
936/1 ـ العياشي: عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ }قال: هو الجدي، لأنه نجم لا يزول، وعليه بناء القبلة، وبه يهتدي أهل البرّ والبحر(2).
{فَخَرُّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ}(3)
937/2 ـ ابن بابويه، بإسناده عن الرضا (عليه السلام) ، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) : يوم
____________
1 ـ النحل: 16.
2- تفسير العياشي 2: 256; البحار 84: 66; تفسير البرهان 2: 362; تفسير الصافي 3: 129.
3 ـ النحل: 26.
{وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا}(2)
938/3 ـ الطوسي، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: عليكم بتقوى الله فإنّها تجمع الخير ولا خير غيرها، ويدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا والآخرة، قال الله عزّ وجلّ: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الاْخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}(3).
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(4)
939/4 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ليس من أحد من الناس تفارق روحه جسده حتّى يعلم إلى أيّ المنزلين يصير، إلى الجنّة أم النار، أَعدوٌّ هو لله أو ولي، فإن كان وليّاً لله فتحت له أبواب الجنّة وشرعت له طرقها، ورأى إلى ما أعدّ الله له فيها، ففرغ من كلّ شغل ووضع عنه كلّ ثقل، وإن كان عدوّاً لله فتحت له أبواب النار وشرّع طرقها ونظر إلى ما أعدّ الله له فيها، فاستقبل كلّ مكروه وترك كلّ سرور، كلّ هذا يكون عند الموت، وعنده يكون اليقين، قال الله: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}(5)(6).
____________
1 ـ تفسير البرهان 2: 366; عيون أخبار الرضا 1: 247.
2 ـ النحل: 30.
3 ـ أمالي الطوسي المجلس الأول: 25 ح31; تفسير نور الثقلين 3: 52.
4 ـ النحل: 32.
5 ـ النحل: 28.
6 ـ أمالي الطوسي، المجلس الأوّل: 27 ح31; تفسير الصافي 3: 133; تفسير نور الثقلين 3: 52.