{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}(1)
940/5 ـ قال جابر الجعفي: لما نزلت هذه الآية قال علي (عليه السلام) : نحن أهل الذكر(2).
941/6 ـ أبانة أبي العباس الفلكي، قال علي (عليه السلام) : ألا إنّ الذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونحن أهله، ونحن الراسخون في العلم، ونحن منار الهدى وأعلام التقى، ولنا ضربت الأمثال(3).
{وَمِنْكُمْ مَّنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ}(4)
942/7 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: {وَمِنْكُمْ مَّنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} قال: خمس وسبعين سنة.
{ضَرَبَ اللهُ مَثَلا عَبْداً مَمْلُوكاً لاَ يَقْدِرُ عَلى شَيْء}(5)
943/8 ـ عن أحمد بن عبد الله العلوي، عن الحسن بن الحسين، عن الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهم السلام) قال: كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلا عَبْداً مَمْلُوكاً لاَ يَقْدِرُ عَلى شَيْء} ويقول:
للعبد لا طلاق ولا نكاح، ذلك إلى سيّده، والناس يرون خلاف ذلك، إذن السيد لعبده لا يرون له أن يفرّق بينهما(6).
____________
1 ـ النحل: 43.
2- البحار 23: 184; العمدة: 285.
3- البحار 23: 184.
4 ـ النحل: 70.
5 ـ النحل: 75.
6- تفسير العياشي 2: 266; تفسير البرهان 2: 377.
{يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا}(1)
944/9 ـ محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد ابن محمّد، عن الحسن بن محمّد الهاشمي، قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن عيسى، قال: حدّثني جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن علي صلوات الله عليه في قوله عزّوجلّ: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} قال: لمّا اُنزلت {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}(2) اجتمع نفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسجد المدينة، فقال بعضهم لبعض: ما تقولون في هذه الآية؟ فقال بعضهم: إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها، وإن آمنّا فهذا ذلّ حين يسلّط علينا عليّ بن أبي طالب، فقالوا: قد علمنا أنّ محمّداً صادق فيما يقول ولكنّا نتولاّه ولا نطيع علياً فيما أمرنا، فنزلت هذه الآية {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا}(3).
{إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالاِْحْسَانِ}(4)
945/10 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]، أنّه مرّ على قوم يتحدّثون، فقال: فيمَ أنتم؟ فقالوا: نتذاكر المروءة، فقال: أوما كفاكم الله في كتابه إذ يقول: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالاِْحْسَانِ} فالعدل الإنصاف، والإحسان التفضّل، فما بعد هذا(5).
____________
1 ـ النحل: 83.
2 ـ المائدة: 55.
3- الكافي 1: 427; تفسير البرهان 1: 479.
4 ـ النحل: 90.
5- كنز العمال 2: 451 ح4475.
الباب السابع عشر:
سورة الاسراء
{لَتُفْسِدُنَّ فِي الاَْرْضِ مَرَّتَيْنِ}(1)
946/1 ـ أخرج ابن عساكر في تاريخه، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) في قوله: {لَتُفْسِدُنَّ فِي الاَْرْضِ مَرَّتَيْنِ} قال: الاُولى قتل زكريّا (عليه السلام) والاُخرى قتل يحيى (عليه السلام) (2).
{وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ}(3)
947/2 ـ محمّد بن العباس، حدّثنا الحسن بن علي بن عاصم، عن هيثم بن عبد الله، قال: حدّثنا مولاي عليّ بن موسى الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أتاني جبرئيل (عليه السلام) عن ربّه عزّ وجلّ وهو يقول: ربّي يقرؤك السلام ويقول لك: يا محمّد بشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات
____________
1 ـ الاسراء: 4.
2- تفسير السيوطي 4: 163.
3 ـ الاسراء: 9.
{فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ}(2)
948/3 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: {فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ} قال: هو السواد الذي في القمر(3).
949/4 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في الآية قال: الليل والنهار سواء، فمحا الله آية الليل فجعلها مظلمة، وترك آية النهار كما هي(4).
{فَإِنَّهُ كَانَ لِلاَْوَّابِينَ غَفُوراً}(5)
950/5 ـ أخرج ابن شيبة، وهنّاد، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: إذا مالت الأفياء، وراحت الأرواح، فاطلبوا الحوائج إلى الله فإنّها ساعة الأوّابين، وقرأ {فَإِنَّهُ كَانَ لِلاَْوَّابِينَ غَفُوراً}(6).
{وَلاَ تَمْشِ فِي الاَْرْضِ مَرَحاً}(7)
951/6 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيّته لمحمّد بن الحنفية: وفرض على الرِجْلين أن تنقلهما في طاعته، وأن لا تمشي بهما مشية عاص، فقال عزّ وجلّ: {وَلاَ
____________
1- تأويل الآيات الظاهرة: 273; البحار 24: 269.
2 ـ الاسراء: 12.
3- كنز العمال 2: 452 ح4478.
4- كنز العمال 2: 452 ح4479.
5 ـ الاسراء: 25.
6- تفسير السيوطي 4: 176.
7 ـ الاسراء: 37.
{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ}(2)
952/7 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث، قال: إنّ معاوية وابنه سيليانها بعد عثمان، ثمّ يليها سبعة من ولد الحكم بن أبي العاص واحداً بعد واحد تكملّه اثنى عشر إمام ضلالة، وهم الذين رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) على منبره ويردّون الاُمّة على أدبارهم القهقرا، عشرة منهم من بني اُميّة، ورجلان أسّسا ذلك لهم، وعليهما مثل جميع أوزار هذه الاُمّة إلى يوم القيامة(3).
953/8 ـ قال الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام): انّ أبي حدّثني، عن أبيه، عن جدّه، عن علي صلوات الله عليه: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذته نعسة وهو على منبره، فرأى في منامه رجالا ينزون على منبره نزو القردة، يردّون الناس على أعقابهم القهقرا، فاستوى رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالساً والحزن يعرف في وجهه، فأتاه جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاّ طُغْيَاناً كَبِيراً} يعني بني اُميّة، قال: يا جبرئيل أعلى عهدي يكون وفي زمني؟ قال: لا ولكن تدور رحى الإسلام من مهاجرك، فتلبث بذلك عشراً، ثمّ تدور رحى الإسلام على رأس خمسة وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمساً، ثمّ لابدّ من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها، ثمّ ملك الفراعنة، وأنزل الله تعالى في ذلك: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ
____________
1- تفسير الصافي 3: 193; من لا يحضره الفقيه 2: 627 ح3215.
2 ـ الاسراء: 60.
3- تفسير الصافي 3: 200; الاحتجاج 1: 359 ح56.
{وَشَارِكْهُمْ فِي الاَْمْوَالِ وَالاَْوْلاَدِ}(3)
954/9 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فحّاش بذيّ قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل له، فإنّك إن فتّشته لم تجده إلاّ لغيّة أو شرك شيطان، قيل: يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ فقال: أما تقرأ قول الله عزّ وجلّ: {وَشَارِكْهُمْ فِي الاَْمْوَالِ وَالاَْوْلاَدِ}(4).
{يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسِ بِإِمَامِهِمْ}(5)
955/10 ـ ابن بابويه، قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن علي الشاه الفقيه الرودي برود في داره، قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله النيسابوري، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سلمويه الطائي بالبصرة، قال: حدّثني أبي في سنة ستّين ومائتين، قال: حدّثني عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) سنة أربع وتسعين ومائة بنيسابور، وحدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور، قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مروان بن محمّد الخوري، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد ابن زياد الفقيه الخوري بنيسابور، قال: حدّثنا أحمد بن عبد ا لله الهروي الشيباني، عن الرضا عليّ بن موسى، وحدّثنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد الأسناني
____________
1 ـ القدر: 1-3.
2- دار السلام 1: 48; اثبات الهداة 1: 477; تفسير نور الثقلين 5: 622; مفتتح الصحيفة الكاملة: 10.
3 ـ الاسراء: 64.
4- تفسير العياشي 2: 299; تفسير البرهان 2: 437; الكافي 2: 323; تفسير الصافي 3: 203.
5 ـ الاسراء: 71.
{وَمَنْ كَانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الاْخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلا}(2)
956/11 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : أشدّ العمى من عمي عن فضلنا وناصبنا العداوة بلا ذنب سبق إليه منّا، إلاّ أن دعوناه إلى الحق ودعاه من سوانا إلى الفتنة والدنيا، فأتاهما ونصب البراءة منّا والعداوة(3).
____________
1- تفسير السيوطي 4: 194.
2 ـ الاسراء: 72.
3- تفسير الصافي 3: 207.
الباب الثامن عشر:
سورة الكهف
{وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مِائِة سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً}(1)
957/1 ـ ذكر جماعة من المفسّرين، الزجّاج وغيره، أنّ جماعة من أحبار اليهود، أتت المدينة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت: ما في القرآن يخالف ما في التوراة، إذ ليس في التوراة إلاّ ثلاثمائة سنين، فأشكل الأمر على الصحابة فبهتوا، فرفع إلى عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام) فقال: لا مخالفة إذ المعبّر عند اليهود السنة الشمسيّة وعند العرب السنة القمريّة، والتوراة نزلت عن لسان اليهود والقرآن العظيم عن لسان العرب، والثلاثمائة من السنين الشمسيّة ثلاثمائة وتسع من السنين القمرية(2).
بيـان:
التحقيق على ما حقّق في علم الهيئة: أنّ السنة القمريّة الواسطية، ناقصة عن السنة الشمسية الحقيقية بعشرة أيام وإحدى وعشرين ساعة بالتقريب، إذ |
____________
1 ـ الكهف: 25.
2- البحار 40: 188.
التفاوت بين السنتين على التحقيق عشرة أيام وإحدى وعشرين ساعة وخُمس ساعة، على قول من يقول بأنّ السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً وربع يوم وعشرة أيام وإحدى وعشرون ساعة وثلاثمائة أخماس خمس ساعة على رأي بطليموس المقرّر أنّ السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً وخمس ساعات وخمس وخمسون دقيقة واثنتا عشرة ثانية، وعشرة أيام وإحدى وعشرين ساعة إلاّ دقيقة وثلاث أخماس دقيقة من دقائق الساعات، على ما ذهب إليه "التبّاني" من المتأخّرين، والذاهب إلى أنّ السنة الشمسية ثلاثمائة وخمسون وستون يوماً وخمس ساعات وستّ وأربعون دقيقة وعشرون ثانية، وذلك مستبين لمن هو ذو دراية في الحساب، فإذن ما به التفاوت بين كلّ مائة سنة شمسية ومائة سنة قمرية ثلاث سنين قمرية على التقريب، وإنّما المفاضلة بين ما بالتحقيق وما بالتقريب بعد جمع الكسور وضمّ الكبيسة بما هو بالقرب من عشرين يوماً، فمائة سنة شمسية ليست على التحقيق إلاّ مائة سنة وثلاث سنين قمرية وقريباً من عشرين يوماً، فإذن الثلاثمائة الشمسيات تزداد على الثلاثمائة القمريّات تسعاً وقريباً من شهرين، والشهور ولا سيّما اليسيرة منها لا تراعى عندما تحسب السنون الكاملات.
|
{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}(1)
958/2 ـ أخرج ابن أبي حاتم، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعهما الله لأقوام(2).
____________
1 ـ الكهف: 46.
2- تفسير السيوطي 4: 224.
{وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ}(1)
959/3 ـ أخرج ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه)، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: الباقيات الصالحات، من قال: لا إله إلاّ الله والله أكبر، وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله(2).
{وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا}(3)
960/4 ـ (الجعفريات)، بالاسناد عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ ابن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قلت: يا رسول الله أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} ما ذلك الكنز الذي أقام الخضر الجدار عليه؟ فقال: يا علي علم مدفون في لوح من ذهب مكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، الله الذي لا إله إلاّ (هو)، أنا الله الواحد القهّار لا شريك لي، محمّد رسول الله عبدي أختم به رسلي، عجباً لمن أيقن بالنار ثمّ هو يضحك، عجباً لمن أيقن بالموت ثمّ هو يفرح، وعجباً لمن رأى الدنيا وتقلّبها بأهلها ثمّ هو يطمئن إليها، وعجباً لمن أيقن بالقدر ثمّ هو يأسف، وعجباً لمن أيقن بالحساب غداً ثمّ هو لا يعمل(4).
961/5 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قوله: {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} قال: لوح من ذهب مكتوب فيه: شهدت أن لا إله إلاّ الله، شهدت أنّ محمّداً رسول الله، عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن، عجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح، عجبت لمن تفكّر في تقلّب الليل والنهار ويأمن فجعاتها، حالا فحالا(5).
962/6 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} قال: كان لوحاً من
____________
1 ـ الكهف: 46.
2- تفسير السيوطي 4: 225.
3 ـ الكهف: 82.
4- الجعفريات: 237; مستدرك الوسائل 11: 196 ح12728; البحار 71: 141.
5- كنز العمال 2: 455 ح4488; تفسير السيوطي 4: 235.
{إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الاَْرْضِ}(2)
963/7 ـ روي عن علي (عليه السلام) في قوله تعالى: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الاَْرْضِ} إنّه سخّر له السحاب فحمله عليها، ومدّ له في الأسباب، وبسط له النور، فكان الليل والنهار عليه سواء(3).
{وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنى}(4)
964/8 ـ محمّد بن العباس، قال: حدّثنا الحسين بن علي بن عاصم، عن الهيثم ابن عبد الله، قال: حدّثني علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أتاني جبرئيل من ربّه عزّ وجلّ وهو يقول: ربّي يقرؤك السلام، ويقول لك: يا محمّد بشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويؤمنون بك وبأهل بيتك بالجنة، فلهم عندي جزاء الحسنى ويدخلون الجنّة، وجزاء الحسنى هي ولاية أهل البيت، ودخول الجنّة والخلود فيها في جوارهم(5).
____________
1- كنز العمال 2: 455 ح4489; تفسير السيوطي 4: 235; السيرة الحلبية 1: 359.
2 ـ الكهف: 84.
3- سفينة البحار ج2 مادة قرع.
4 ـ الكهف: 88.
5- تفسير البرهان 2: 488.
{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ}(1)
965/9 ـ أخرج ابن أبي حاتم، عن السدي، قال: قال عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه): إنّ يأجوج ومأجوج خلف السد لا يموت الرجل منهم حتّى يولد له ألف لصلبه، وهم يفدون كلّ يوم على السد فيلحسونه، وقد جعلوه مثل قشر البيض، فيقولون: نرجع غداً ونفتح، فيصبحون وقد عاد إلى ما كان عليه قبل أن يلحس، فلا يزالون كذلك حتّى يولد فيهم مولود مسلم، فإذا غدوا يلحسون قال لهم: قولوا: بسم الله، فإذا قالوا بسم الله فأرادوا أن يرجعوا حين يمسون فيقولون: نرجع غداً فنفتحه، فيصبحون وقد عاد إلى ما كان عليه، فيقول: قولوا: إن شاء الله، فيقولون: إن شاء الله، فيصبحون وهو مثل قشر البيض فينقبونه فيخرجون منه على الناس، فيخرج أول من يخرج منهم سبعون ألفاً، عليهم التيجان، ثمّ يخرجون من بعد ذلك أفواجاً فيأتون على النهر مثل نهركم هذا ـ يعني الفرات ـ فيشربونه حتّى لا يبقى منه شيء، ثمّ يجيء الفوج منهم حتّى ينتهوا إليه، فيقولون: لقد كان هاهنا ماء مرّة وذلك قول الله: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ} والدك التراب، وكان وعد ربّي حقاً(2).
{وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذ يَمُوجُ فِي بَعْض}(3)
966/10 ـ عن ابن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذ يَمُوجُ فِي بَعْض} قال: يوم القيامة(4).
____________
1 ـ الكهف: 98.
2- تفسير السيوطي 4: 251.
3 ـ الكهف: 99.
4- الفصول المهمة للحرّ العاملي: 123.
{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالاَْخْسِرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}(1)
967/11 ـ عن أمام بن ربعي، قال: قام ابن الكوّاء إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أخبرني عن قول الله {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالاَْخْسِرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}؟ قال:
اُولئك أهل الكتاب كفروا بربّهم وابتدعوا في دينهم فحبطت أعمالهم، وما أهل النهر منهم ببعيد ـ يعني الخوارج ـ(2).
968/12 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد سأله سائل قال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالاَْخْسِرِينَ أَعْمَالا} الآية، قال: كفرة أهل الكتاب واليهود والنصارى، وقد كانوا على الحق فابتدعوا في أديانهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً(3).
969/13 ـ أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن أبي خميصة عبد الله بن قيس، قال: سمعت عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه)يقول في هذه الآية: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالاَْخْسِرِينَ أَعْمَالا} إنّهم الرهبان الذين حبسوا أنفسهم في السواري(4).
970/14 ـ أخرج ابن مردويه، عن أبي الطفيل، قال: سمعت عليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه)، وسأله ابن الكوّاء، فقال: مَنْ هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا؟ قال: فجرة قريش(5).
971/15 ـ أخرج عبد الرزاق، والفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، من طريق...، عن علي (رضي الله عنه)، أنه سئل عن هذه الآية {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ
____________
1 ـ الكهف: 103-104.
2- تفسير العياشي 2: 352; تفسير مجمع البيان 3: 497; تفسير البرهان 2: 495.
3- تفسير البرهان 2: 495; الاحتجاج 1: 617 ح139; تفسير الصافي 3: 267.
(3) و (5- تفسير السيوطي 4: 253.
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ}(2)
972/16 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ما من عبد يقرأ {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} إلى آخر السورة، إلاّ كان له نور من مضجعه إلى بيت الله الحرام، فإن كان من أهل بيت الله الحرام كان له نور إلى بيت المقدس(3).
973/17 ـ الصدوق، بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ما من عبد يقرأ {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} إلى آخر السورة، إلاّ كان له نور من مضجعه إلى بيت الله الحرام، وإنّ من كان له نور في بيت الله الحرام كان له نور إلى بيت المقدس(4).
____________
1- تفسير السيوطي 4: 253.
2 ـ الكهف: 110.
3- تفسير الصافي 3: 270; دار السلام 3: 92; ثواب الأعمال: 107.
4- ثواب الأعمال: 107; تفسير نور الثقلين 3: 314.
الباب التاسع عشر:
سورة مريم
{وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي}(1)
974/1 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) : إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقرأ {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} يعني أنّه لم يكن له وارث، حتّى وهب الله له بعد الكبر(2).
{فَاخْتَلَفَ الاَْحْزَابُ مِنْ بَيْنَهِمْ}(3)
975/2 ـ أحمد بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن الفضل بن إبراهيم بن قيس، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن معمّر بن يحيى، عن داود
____________
1 ـ مريم: 5.
2- الكافي 6: 3; البحار 14: 168.
3 ـ مريم: 37.
{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً}(3)
976/3 ـ الحاكم النيسابوري، أخبرنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبّار، ثنا أبو معاوية، وثنا أبو عبد الله محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن عبد الوهاب، ثنا يعلى بن عبيد، قالا: ثنا عبد الرحمن بن إسحاق القرشي، عن النعمان بن سعد، عن علي (رضي الله عنه) في هذه الآية {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً} قال علي: أما والله ما يحشر الوفد على أرجلهم، ولا يساقون سوقاً، ولكنّهم يؤتون بنوق لم تر الخلائق مثلها، عليها رحل الذهب وأزمّتها الزبرجد، فيركبون عليها حتّى يضربوا أبواب الجنّة(4).
977/4 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): والذي نفسي بيده إنّ المتّقين إذا خرجوا من قبورهم، استُقبِلوا بنوق بيض لها أجنحة، عليها رحال الذهب، ثمّ تلا
____________
1 ـ الشعراء: 4.
2- كتاب الغيبة، باب من علامات قبل قيام القائم: 251; اثبات الهداة 7: 421.
3 ـ مريم: 85.
4- مستدرك الحاكم 2: 377 وفي 4: 565 منه أيضاً; كنز العمال 2: 465 ح4506; تفسير السيوطي 4: 285.