الصفحة 235

الباب الثالث والاربعون:

سورة الدخان

{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ}(1)

1149/1 ـ عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حنّان بن سدير، عن عبد الله بن الفضل الهمداني، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: مرّ عليه رجل عدوّ لله ولرسوله، فقال (عليه السلام) : {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} ثمّ مرّ عليه الحسين بن عليّ (عليه السلام) فقال: لكن هذا لتبكينّ عليه السماء والأرض، وقال: وما بكت السماء والأرض إلاّ على يحيى بن زكريّا، والحسين بن علي (عليه السلام) (2).

1150/2 ـ أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في (كامل الزيارات) قال: حدّثني أبي (رحمه الله)، وجماعة من مشايخنا، عن عليّ بن الحسين، ومحمّد بن الحسن، عن

____________

1 ـ الدخان: 29.

2- البحار 14: 168; تفسير البرهان 4: 161; مدينة المعاجز، باب معاجز الحسين 4: 145 ح1162.


الصفحة 236
سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن عليّ الأزرق، عن الحسن بن الحكم النخعي (عن رجل)، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) في الرحبة وهو يتلو هذه الآية {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ}إذ خرج إليه الحسين بن علي (عليه السلام) من بعض أبواب المسجد، فقال له: أما هذا سيُقتل وتبكي عليه السماء والأرض(1).

1151/3 ـ وعنه، قال: حدّثني محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسن، عنه الحكم بن مسكين، عن داود بن عيسى الأنصاري، عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن إبراهيم النخعي، قال: خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) فجلس في المسجد واجتمع أصحابه حوله، فجاء الحسين (عليه السلام) حتّى قام بين يديه، فوضع يده على رأسه فقال:

يا بنيّ إنّ الله عَيَّرَ أقواماً بالقرآن فقال: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} وأيم الله لتقتلنّ من بعدي ثمّ تبكيك السماء والأرض(2).

وعنه، قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب بإسناده مثله.

1152/4 ـ وعنه، قال: وعنهما، عن سعد، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن محمّد بن خالد، عن عبد العظيم بن عبد الله بن عليّ بن زيد الحسني، عن الحسن بن الحكم النخعي، عن كثير بن شهاب الحارثي، قال: بينما نحن جلوس عند أمير المؤمنين (عليه السلام) في الرحبة، إذ طلع الحسين (عليه السلام) فضحك علي (عليه السلام) ضحكاً حتّى بدت نواجذه، ثمّ قال:

إنّ الله ذكر قوماً قال: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ }والذي

____________

1- مدينة المعاجز، باب معاجز الحسين (عليه السلام) 4: 141 ح1141; البحار 45: 209.

2- مدينة المعاجز، باب معاجز الحسين (عليه السلام) 4: 142 ح1142.


الصفحة 237
فلق الحبّة وبرأ النسمة ليقتلنّ هذا ولتبكينّ عليه السماء والأرض(1).

1153/5 ـ عن عباد بن عبد الله، قال: سأل رجل علياً هل تبكي السماء والأرض على أحد؟ فقال: إنّه ليس من أحد إلاّ وله مصلّى في الأرض، ومصعد عمله في السماء، وإنّ آل فرعون لم يكن لهم عمل صالح في الأرض ولا مصعد عمل في السماء(2).

____________

1- مدينة المعاجز، باب معاجز الحسين (عليه السلام) 4: 149 ح1156.

2- كنز العمال 2: 501 ح4599.


الصفحة 238

الباب الرابع والاربعون:

سورة الأحقاف

{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}(1)

1154/1 ـ عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه حديث طويل يقول فيه: ولأنّ الصبر على ولاة الأمر مفروض لقوله تعالى لنبيّه (صلى الله عليه وآله) : {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} وإيجابه مثل ذلك على أوليائه وأهل طاعته بقوله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنةٌ}(2)(3).

____________

1- الأحقاف: 35.

2- الأحزاب: 21.

3- الاحتجاج 1: 587 ح137; تفسير نور الثقلين 5: 24.


الصفحة 239

الباب الخامس والاربعون:

سورة محمّد (صلى الله عليه وآله)

{الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}(1)

1155/1 ـ عليّ بن إبراهيم، أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن العباس الحريشي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد والناس مجتمعون بصوت عال: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} فقال له ابن عباس: يا أبا الحسن لِمَ قلت ما قلت؟ قال:

قرأت شيئاً من القرآن، قال: لقد قلته لأمر، قال: نعم، إنّ الله يقول في كتابه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}(2) أفتشهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه استخلف فلاناً؟ قال: ما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى إلاّ إليك، قال: فهلاّ

____________

1 ـ محمّد: 1.

2 ـ الحشر: 7.


الصفحة 240
بايعتني؟ قال: اجتمع الناس عليه فكنت منهم، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : كما اجتمع أهل العجل على العجل هاهنا فُتنتم، ومثلكم {كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَات لاَ يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ}(1)(2).

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ}(3)

1156/2 ـ قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً}تأويله: ما رواه محمّد بن العباس، عن أحمد بن محمّد النوفلي، عن محمّد بن عيسى العبيدي، عن أبي محمّد الأنصاري ـ وكان خيّراً ـ عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ (عليه السلام) أنّه قال: كنّا نكون عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيخبرنا بالوحي فأعيه أنا دونهم، والله وما يعونه هم، وإذا خرجوا قالوا لي: ماذا قال آنفاً(4).

{وَلِنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ الْـمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبَارَكُمْ}(5)

1157/3 ـ عن النزّال بن سبرة، قال: قيل لعليّ [ (عليه السلام) ]: يا أمير المؤمنين إنّ هاهنا قوماً يقولون: إنّ الله تعالى لا يعلم ما يكون حتّى يكون، فقال: ثكلتهم اُمّهاتهم من أين قالوا هذا؟ قيل: يتأوّلون القرآن في قوله: {وَلِنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ الُْمجَاهِدِينَ مِنْكُمْ

____________

1- البقرة: 17-18.

2- تفسير القمي 2: 301; تفسير البرهان 4: 180; تفسير نور الثقلين 5: 26.

3- محمّد: 16.

4- تأويل الآيات الظاهرة: 568; البحار 23: 385.

5- محمّد: 31.


الصفحة 241
وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبَارَكُمْ} فقال علي: من لم يعلم هلك، ثمّ صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال: يا أيّها الناس تعلّموا العلم واعملوا به وعلّموه، ومن أُشكل عليه شيء من كتاب الله فليسألني، بلغني أنّ قوماً يقولون: إنّ الله لا يعلم ما يكون حتّى يكون لقوله {وَلِنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ الُْمجَاهِدِينَ} وإنّما قوله تعالى: {حَتّى نَعْلَمَ }يقول: حتّى نرى من كتب عليه الجهاد والصبر، إن جاهد وصبر على ما نابه وأتاه مما قضيت عليه(1).

____________

1- كنز العمال 2: 503 ح4602.


الصفحة 242

الباب السادس والاربعون:

سورة الفتح

{لَيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}(1)

1158/1 ـ فرات، قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن شيرويه القطّان، قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم الرازي، عن الأركان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لمّا نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) {لَيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} قال: يا جبرئيل ما الذنب الماضي وما الذنب الباقي؟ قال جبرئيل (عليه السلام) : ليس لك ذنب أن يغفرها لك(2).

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ}(3)

1159/2 ـ الحاكم النيسابوري، أخبرنا أبو بكر الشافعي، ثنا إسحاق بن الحسن،

____________

1 ـ الفتح: 2.

2- تفسير فرات: 419 ح556; البحار 17: 90.

3 ـ الفتح: 4.


الصفحة 243
ثنا أبو حذيفة سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الأحوص، عن علي (رضي الله عنه): {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} قال: السكينة لها وجه كوجه الإنسان، ثمّ هي بعد ريح هفّافة(1).

{وَعَدَكُمُ اللهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا}(2)

1160/3 ـ أخرج ابن عساكر، عن علي صلوات الله عليه، وابن عباس، قالا في قوله تعالى: {وَعَدَكُمُ اللهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً} فتوح من لدن خيبر تأخذونها تَلونها وتغنمون ما فيها، فعجّل لكم من ذلك خيبر، وكفّ أيدي الناس قريشاً عنكم بالصلح يوم الحديبية، ولتكون آية للمؤمنين، شاهداً على ما بعدها ودليلا على إنجازها، واُخرى لم تقدروا عليها على علم، وفيها أقسمها بينكم، فارس والروم، قد أحاط الله بها، قضى الله بها أنّها لكم(3).

{وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى}(4)

1161/4 ـ أخرج ابن جرير، وأبو الحسين بن مروان في (فرائده)، عن علي (رضي الله عنه): {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى} قال: لا إله إلاّ الله والله أكبر(5).

____________

1- مستدرك الحاكم 2: 460.

2 ـ الفتح: 20.

3- تفسير السيوطي 6: 75.

4 ـ الفتح: 26.

5- تفسير السيوطي 6: 80.


الصفحة 244

الباب السابع والاربعون:

سورة ق

{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْل إِلاّ وَلَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}(1)

1162/1 ـ أخرج ابن أبي الدنيا في (الصمت)، عن علي (رضي الله عنه) قال: لسان الإنسان قلم الملك، وريقه مداده(2).

{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّار عَنِيد}(3)

1163/2 ـ فرات، قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن ظبيان، معنعناً عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) في قوله تعالى: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّار عَنِيد} قال:

قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّ الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش، يقول الله لي ولك قوماً وألقيا في جهنّم

____________

1 ـ ق: 18.

2- تفسير السيوطي 6: 103.

3 ـ ق: 24.


الصفحة 245
من أبغضكما وخالفكما في النار(1).

1164/3 ـ شرف الدين النجفي، قال: ذكر الشيخ في أماليه بإسناده عن رجاله، عن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله عزّ وجلّ: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّار عَنِيد} نزلت في عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وذلك أنّه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربي وشفّعك يا علي، وكساني وكساك يا علي، ثمّ قال لي: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّار عَنِيد} من أبغضكما، وأدخلا الجنّة من أحبّكما، فإنّ ذلك هو المؤمن(2).

{إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ}(3)

1165/4 ـ الصدوق، بإسناده إلى عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: ألا وإنّي مخصوص في القرآن بأسماء احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم، أنا ذو القلب يقول الله عزّ وجلّ: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ}(4).

____________

1- تفسير فرات: 437 ح576; تفسير القمي 2: 324; تفسير الصافي 5: 62; البحار 36: 74; تفسير البرهان 4: 223; تفسير نور الثقلين 5: 112.

2- تفسير البرهان 4: 227.

3 ـ ق: 37.

4- تفسير نور الثقلين 5: 116; معاني الأخبار، باب معاني أسماء محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) : 59.


الصفحة 246

الباب الثامن والاربعون:

سورة الذاريات

{وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً * فَالْحَامِلاَتِ وِقْراً * فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً}(1)

1166/1 ـ عن علي (رضي الله عنه): إنّ الذاريات هي الريح، والحاملات هي السحاب، والجاريات يسراً هي السفن، والمقسّمات هي الملائكة الذين يقسّمون الأرزاق(2).

{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}(3)

1167/2 ـ أخرج ابن النقور، والديلمي، عن علي (رضي الله عنه)، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قوله: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}قال: المطر(4).

____________

1 ـ الذاريات: 1-3.

2- تفسير الرازي 28: 195; تفسير السيوطي 6: 111; تفسير نور الثقلين 5: 120.

3 ـ الذاريات: 22.

4- تفسير السيوطي 6: 114.


الصفحة 247
1168/3 ـ الصدوق، بإسناده إلى أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء، ولينصب في الدعاء، فقال ابن سبأ: يا أمير المؤمنين أليس الله عزّ وجلّ في كل مكان؟ قال: بلى، قال: فلِمَ يرفع يديه إلى السماء؟ فقال (عليه السلام) : أوَما تقرأ {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} فمن أين تطلب الرزق إلاّ من موضع الرزق وما وعد الله عزّ وجلّ في السماء(1).

{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُوم}(2)

1169/4 ـ البيهقي، وأخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد المقري، أنبأ الحسن بن محمّد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حمّاد بن سعيد، عن أيوب، عن مجاهد، قال: خرج علينا علي معتجزاً ببردة مشتملا في خميصة، فقال: لما نزلت {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُوم} لم يبقَ أحدٌ منّا إلاّ أيقن بالهلكة، إذ أمر النبي (صلى الله عليه وسلم)أن يتولّى عنّا حين نزلت(3).

1170/5 ـ عن مجاهد في قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُوم} قال: قال علي[ (عليه السلام) ]: ما نزلت آية كانت أشدّ علينا منها، ولا أعظم علينا منها، فقلنا: ما هذا إلاّ من سخط أو مقت حتّى اُنزلت {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}(4) قال: ذكّر بالقرآن(5).

____________

1- علل الشرائع، باب 50: 344; تفسير نور الثقلين 5: 124.

2 ـ الذاريات: 54.

3- سنن البيهقي 6: 119.

4 ـ الذاريات: 55.

5- كنز العمال 2: 511 ح4620; تفسير السيوطي 6: 116; تفسير نور الثقلين 5: 132; تفسير مجمع البيان 5: 161.


الصفحة 248

الباب التاسع والاربعون:

سورة الطور

{وَالطُّورِ * وَكِتَاب مَسْطُور * فِي رَقٍّ مَنْشُور * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}(1)

1171/1 ـ أخرج إسحاق بن راهويه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي، عن خالد بن عرعرة، أنّ رجلا قال لعليّ (رضي الله عنه): ما البيت المعمور؟ قال: بيت في السماء يقال له الضراح، وهو بحيال مكة من فوقها، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض، يصلّي فيه كلّ يوم سبعون ألفاً من الملائكة لا يعودون إليه أبداً(2).

1172/2 ـ أخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن جرير، وابن الأنباري، في (المصاحف)، عن أبي الطفيل، إنّ ابن الكوّا سأل عليّاً (رضي الله عنه) عن البيت المعمور ما هو؟ قال: ذلك الضراح بيت فوق سبع سماوات تحت العرش، يدخله كلّ يوم سبعون

____________

1 ـ الطور: 1-4.

2- تفسير السيوطي 6: 117; شعب الايمان 3: 437 ح3991.


الصفحة 249
ألف ملك، ثمّ لا يعودون إليه إلى يوم القيامة(1).

{وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ}(2)

1173/3 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} قال: السماء(3).

{وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ}(4)

1174/4 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} قال: بحر تحت العرش(5).

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَان أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}(6)

1175/5 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: سألت خديجة النبي (صلى الله عليه وسلم) عن ولدين ماتا في الجاهلية، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): هما في النار، فلمّا رأى الكراهة في وجهها قال: لو رأيتِ مكانهما لأبغضتهما، قالت: يا رسول الله فولدي منك؟ قال: في الجنّة، ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إنّ المؤمنين وأولادهم في الجنّة، وإنّ المشركين وأولادهم في النار، ثمّ قرأ رسول الله {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَان أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}(7).

____________

1- تفسير السيوطي 6: 117; شعب الايمان 3: 437 ح3991.

2 ـ الطور: 5.

3- كنز العمال 2: 513 ح4626.

4 ـ الطور: 6.

5- كنز العمال 2: 513 ح4625; تفسير السيوطي 6: 118.

6 ـ الطور: 21.

7- كنز العمال 2: 512 ح4623; مسند أحمد 1: 135.


الصفحة 250

الباب الخمسون:

سورة النجم

{وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى}(1)

1176/1 ـ عليّ بن إبراهيم، قال: حدّثنا أبو العباس، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى} قال: أغنى كلّ شيء (إنسان) بمعيشته وأرضاه بكسب يده(2).

{أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ}(3)

____________

1 ـ النجم: 48.

2- تفسير البرهان 4: 255; تفسير نور الثقلين 5: 172; معاني الأخبار: 214; تفسير القمي 2: 339.

3 ـ النجم: 60-62.


الصفحة 251
1177/2 ـ أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، عن أبي خالد الوالبي، قال: خرج عليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه)علينا وقد اُقيمت الصلاة ونحن قيام ننتظره ليتقدّم، فقال: ما لكم سامدون لا أنتم في صلاة ولا أنتم جلوس منتظرون(1).

____________

1- تفسير السيوطي 6: 132.


الصفحة 252

الباب الحادي والخمسون:

سورة القمر

{وَفَجَّرْنَا الاَْرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلى أَمْر قَدْ قُدِرَ}(1)

1178/1 ـ عن الصادق (عليه السلام) ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لم تنزل قطرة من السماء من مطر إلاّ بعدد معدود، ووزن معلوم، إلاّ ما كان من يوم الطوفان في عهد نوح (عليه السلام) فإنّه نزل ماء منهمر بلا وزن ولا عدد(2).

{إِنَّا كُلَّ شَيْء خَلَقْنَاهُ بِقَدَر}(3)

1179/2 ـ ابن بابويه، قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي العزائمي، قال: حدّثنا أبو سعيد أحمد بن رميح النسوي، قال: حدّثنا عبد العزيز يحيى التميمي بالبصرة، وأحمد بن إبراهيم بن معلّى بن أسد العمي، قالا: حدّثنا محمّد بن زكريّا الغلابي، قال: حدّثنا أحمد بن عيسى بن زيد، قال: حدّثنا

____________

1 ـ القمر: 12.

2- تفسير الصافي 5: 101; تفسير نور الثقلين 5: 179; الكافي 8: 239.

3 ـ القمر: 49.


الصفحة 253
عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسن بن علي، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه سئل عن قول الله: {إِنَّا كُلَّ شَيْء خَلَقْنَاهُ بِقَدَر} فقال: يقول الله عزّ وجلّ: إنّا كلّ شيء خلقناه لأهل النار بقدر أعمالهم(1).

____________

1- قرب الاسناد: 137 ح 485، البحار 59: 373، توحيد الصدوق، باب القضاء والقدر: 382; تفسير البرهان 4: 261; تفسير نور الثقلين 5: 186.