الصفحة 291

الباب السبعون:

سورة التكوير

{فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}(1)

1248/1 ـ محمّد بن العباس، عن عبد الله بن العلاء، محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عثمان بن أبي شيبة، عن الحسين بن عبد الله الأرجانيّ، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ (عليه السلام) قال: سأله ابن الكوّاء عن قوله عزّ وجلّ: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} فقال: إنّ الله لا يقسم بشيء من خلقه، فأمّا قوله: {الخُنَّسِ} فإنّه ذكر قوماً خنسوا علم الأوصياء ودعوا الناس إلى غير مودّتهم، ومعنى خنسوا ستروا، فقال له: {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}، قال: يعني الملائكة جرت بالعلم (القلم) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكنسه عنه الأوصياء من أهل بيته، لا يعلمه أحد غيرهم، ومعنى كنسه رفعه وتوارى به، فقال: {وَاللَّيْلَ إِذَا عَسْعَسَ}(2)، قال: يعني ظلمة الليل، وهذا ضربه الله مثلا

____________

1 ـ التكوير: 15-16.

2 ـ التكوير: 17.


الصفحة 292
لمن ادّعى الولاية لنفسه وعدل عن ولاة الأمر، قال: فقوله: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}(1)قال: يعني بذلك الأوصياء يقول: إنّ علمهم أنور وأبين من الصبح إذا تنفّس(2).

1249/2 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنّ الخنّس النجوم; لأنّها تخنس بالنهار، وتبدوا بالليل(3).

1250/3 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : هي خمسة أنجم: زحل، والمشتري، والمرّيخ، والزهرة، والعطارد(4).

1251/4 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} قال:

خمس أنجم: زحل، وعطارد، والمشتري، وبَهرام، والزهرة، ليس في الكواكب شيء يقطع المجرّة غيرها(5).

____________

1 ـ التكوير: 18.

2- تأويل الآيات الظاهرة: 743; البحار 24: 77.

3- تفسير التبيان 10: 285.

4- تفسير الصافي 5: 291.

5- كنز العمال 2: 547 ح4692.


الصفحة 293

الباب الحادي والسبعون:

سورة المطفَّفين

{نَضْرَةَ النَّعِيمِ}(1)

1252/1 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: {نَضْرَةَ النَّعِيمِ} قال: عين في الجنّة يتضئون منها ويغتسلون، فتجري عليهم نضرة النعيم(2).

{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ}(3)

1253/2 ـ محمّد بن العباس، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن حسين بن مخارق، عن يعقوب بن شعيب، عن عمران بن ميثم، عن عباية بن

____________

1 ـ المطففين: 24.

2- كنز العمال 2: 548 ح4696.

3 ـ المطففين: 29-30.


الصفحة 294
ربعي، عن علي (عليه السلام) : أنّه كان يمرّ بالنفر من قريش، فيقولون: اُنظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمّد واختاره من بين أهله، ويتغامزون، فنزلت هذه الآيات {إِنَّ الَّذِينَ أجْرَمُواْ} إلى آخر السورة(1).

____________

1- تفسير البرهان 4: 440.


الصفحة 295

الباب الثاني والسبعون:

سورة الانشقاق

{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}(1)

1254/1 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] في قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} تنشقّ السماء من المجرّة(2).

{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَق}(3)

1255/2 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَق} أي لتسلكنّ سبيل من كان قبلكم من الاُمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء(4).

1256/3 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه: وليس كلّ من أقرّ

____________

1 ـ الانشقاق: 1.

2- كنز العمال 2: 548 ح4698.

3 ـ الانشقاق: 19.

4- الاحتجاج 1: 583 ح137; تفسير البرهان 4: 444.


الصفحة 296
أيضاً من أهل القبلة بالشهادتين كان مؤمناً، إنّ المنافقين كانوا يشهدون أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، ويدفعون عهد رسول الله بما عهد به من دين الله وعزائمه وبراهين نبوّته إلى وصيّه، ويضمرون من الكراهية لذلك، والنقض لما أبرمه عند إمكان الأمر لهم فيه، ما قد بيّنه الله لنبيّه، مثل قوله: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَق} أي لتسلكنّ سبيل من كان قبلكم من الاُمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء(1).

____________

1- الاحتجاج 1: 583 ح137; تفسير نور الثقلين 5: 539.


الصفحة 297

الباب الثالث والسبعون:

سورة البروج

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}(1)

1257/1 ـ الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خبر:

ولقد سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا عنده عن الأئمة، فقال: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ }إنّ عددهم بعدد البروج، وربّ الليالي والأيام والشهور، وإنّ عدّتهم كعدّة الشهور(2).

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِد وَمَشْهُود}(3)

1258/2 ـ أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، عن علي (رضي الله عنه) قال: اليوم الموعود يوم

____________

1 ـ البروج: 1.

2- مناقب ابن شهر آشوب 1: 284 باب الآيات المنزلة فيهم; تفسير نور الثقلين 5: 540.

3 ـ البروج: 1-3.


الصفحة 298
القيامة، والشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم النحر(1).

{قُتِلَ أَصْحَابُ الاُْخْدُودِ}(2)

1259/3 ـ أخرج ابن أبي حاتم، من طريق عبد الله بن نجى، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: كان نبيّ أصحاب الاُخدود حبشيّاً(3).

1260/4 ـ أخرج ابن أبي حاتم، وابن المنذر، من طريق الحسن، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) في قوله: {أَصْحَابُ الاُْخْدُودِ} قال: هم الحبشة(4).

1261/5 ـ أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، عن قتادة في قوله: {قُتِلَ أَصْحَابُ الاُْخْدُودِ} قال: حدّثنا أنّ عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) كان يقول: هم اُناس بمدلوع اليمن (بمدارع اليمن) اقتتل مؤمنوهم وكفّارهم، فظهر مؤمنوهم على كفّارهم، ثمّ أخذ بعضهم على بعض عهوداً ومواثيق لا يغدر بعضهم ببعض، فغدرهم الكفّار، فأخذوهم، ثمّ إنّ رجلا من المؤمنين قال: هل لكم إلى خير توقدون ناراً ثمّ تعرضوننا عليها فمن بايعكم على دينكم فذلك الّذي تشتهون و من قال لا أقتحم فاسترحتم منه، فأجّجوا ناراً وعرضوهم عليها فجعلوا يقتحمونها حتّى بقيت عجوز فكأنّها تلكأت، فقال طفل في حجرها: امضي ولا تقاعسي، فقصّ الله عليكم نبأهم وحديثهم، فقال: {النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ}(5) قال: يعني بذلك المؤمنين {وَهُمْ عَلى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ}(6) يعني بذلك الكفّار(7).

____________

1- تفسير السيوطي 6: 332.

2 ـ البروج: 4.

3 و 4- تفسير السيوطي 6: 332.

5 ـ البروج 5-6.

6 ـ البروج: 7.

7- تفسير السيوطي 6: 332.


الصفحة 299
1262/6 ـ الطبرسي، قال: روى العياشي، بإسناده عن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أرسل علي صلوات الله عليه إلى اُسقف نجران يسأله عن بعض أصحاب الاُخدود، فأخبره بشيء، فقال صلوات الله عليه: ليس كما ذكرت ولكن ساُخبرك عنهم: إنّ الله بعث رجلا حبشياً نبيّاً وهم حبشة، فكذّبوه فقاتلهم فقتلوه وقتلوا أصحابه وأسروه وأسروا أصحابه، ثمّ بنوا حيراً وملؤوه ناراً وجمعوا الناس، فقالوا: من كان على ديننا وأمرنا فليعتزل، ومن كان على دين هؤلاء فليرم نفسه في النار معه، فجعل أصحابه يتهافتون في النار، فجاءت امرأة معها صبيّ لها ابن شهر فلمّا هجمت على النار هابت ورقّت على إبنها، فنادى الصّبي: لا تهابي وارميني ونفسك في النار، فإنّ هذا والله في الله قليل، فرمت بنفسها في النار، وصبيّها، وكان ممّن تكلّم في المهد(1).

1263/7 ـ أخرج عبد بن حميد، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: كان المجوس أهل كتاب، وكانوا مستمسكين بكتابهم، وكانت الخمرة قد اُحلّت لهم، فتناول منها ملك من ملوكهم فغلبته على عقله، فتناول اُخته أو إبنته فوقع عليها، فلمّا ذهب عنه السكر ندم وقال لها: ويحك ما هذا الذي أتيت وما المخرج منه؟ قالت: المخرج أن تخطب الناس فتقول: أيّها الناس إنّ الله قد أحلّ لكم نكاح الأخوات والبنات، فإذا ذهب ذا في الناس وتناسوه خَطبتَهُم فحرّمته، فقام خطيباً فقال: أيّها الناس إنّ الله أحلّ لكم نكاح الأخوات والبنات، فقال الناس جماعتهم: معاذ الله أن نؤمن بهذا أو نقرّ به، أو جاءنا به نبيّ أو نزل علينا كتاب، فرجع إلى صاحبته فقال: ويحك إنّ الناس قد أبوا عليّ ذلك، قالت: إذا أبوا عليك ذلك فابسط فيهم السوط، فبسط فيهم السوط فأبوا أن يقرّوا، فرجع إليها فقال: قد بسطت فيهم السوط فأبوا أن

____________

1- تفسير البرهان 4: 447; البحار 14: 443; تفسير السيوطي 6: 333; مجمع البيان 4: 465.


الصفحة 300
يقرّوا، قالت: فجرّد فيهم السيف، فجرّد فيهم السيف فأبوا أن يقرّوا، قالت: خُذّ لهم الاُخدود ثمّ أوقد فيه النيران فمن تابعك فخلّ عنه، فخدّ لهم اُخدوداً وأوقد فيه النيران، وعرض أهل مملكته على ذلك فمن أبى قذفه في النار ومن لم يأب خلّى عنه، فأنزل الله فيهم {قُتِلَ أَصْحَابُ الاُْخْدُودِ} إلى قوله: {وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}(1).

____________

1- تفسير السيوطي 6: 333.


الصفحة 301

الباب الرابع والسبعون:

سورة الأعلى

{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاَْعْلى}(1)

1264/1 ـ عليّ بن إبراهيم، أخبرنا الحسين بن محمّد، عن بسطام بن مرّة، عن إسحاق بن حسّان، عن الهيثم بن واقد، عن عليّ بن الحسين العبدي، عن سعد الاسكاف، عن الأصبغ أنّه سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاَْعْلى} فقال (عليه السلام) :

مكتوب على قائمة العرش قبل أن يخلق الله السماوات والأرضين بألفي عام، لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله فاشهدوا بهما، وأنّ عليّاً وصيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) (2).

1265/2 ـ عن عليّ (عليه السلام) : إنّه كان يحبّ هذه السورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاَْعْلى}(3).

____________

1 ـ الأعلى: 1.

2- تفسير القمي 2: 417; تفسير البرهان 4: 451; البحار 16: 365; تفسير نور الثقلين 5: 555.

3- الجامع الصغير للسيوطي 2: 226.


الصفحة 302
1266/3 ـ العياشي، عن الأصبغ بن نباتة، قال: لمّا قدم أمير المؤمنين (عليه السلام) الكوفة، صلّى بهم أربعين صباحاً يقرأ بهم {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاَْعْلى} فقال المنافقون: لا والله ما يحسن ابن أبي طالب أن يقرأ القرآن، ولو أحسن أن يقرأ لقرأ بنا غير هذه السورة، قال: فبلغه ذلك فقال (عليه السلام) :

ويلهم إنّي لأعرف ناسخه من منسوخه، ومحكمه من متشابهه، وفصله من وصله، وحروفه من معانيه، والله ما من حرف نزل على محمّد (صلى الله عليه وآله) إلاّ انّي أعرف فيمن نزل، وفي أيّ يوم وأيّ موضع، ويل لهم أما يقرؤن {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الاُولى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسى}(1) والله عندي ورثتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وورثها رسول الله من إبراهيم وموسى، ويلهم والله أنا الذي أنزل الله فيّ {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}(2) فإنّا كنّا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخبّرنا بالوحي فأعيه ويفوتهم، فإذا خرجنا قالوا: ماذا قال آنِفاً(3).

____________

1 ـ الأعلى: 18-19.

2 ـ الحاقة: 12.

3- تفسير نور الثقلين 5: 560; بصائر الدرجات، باب ما عند الأئمة من كتب الأولين: 155; تفسير العياشي 1: 14; تفسير البرهان 1: 16; البحار 40: 137.


الصفحة 303

الباب الخامس والسبعون:

سورة الغاشية

{عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ}(1)

1267/1 ـ عليّ بن إبراهيم، عن ابن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال أبي: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : كلّ ناصب وإنّ تعبّد واجتهد منسوب إلى هذه الآية: {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلى نَاراً حَامِيَةً}(2)(3).

{إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}(4)

1268/2 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : فيّ نزلت هذه الآية: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}(5).

____________

1- الغاشية: 3.

2- الغاشية: 3 ـ 4.

3- تفسير نور الثقلين 5: 563; تفسير القمي 2: 418.

4- الغاشية: 25-26.

5- مناقب ابن شهر آشوب 2: 153 منزلته عند الميزان.


الصفحة 304

الباب السادس والسبعون:

سورة الفجر

{إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}(1)

1269/1 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: معناه إنّ ربك قادر على أن يجزي أهل المعاصي جزاءهم(2).

{كَلاّ إِذَا دُكَّتِ الاَْرْضُ دَكّاً دَكّاً}(3)

1270/2 ـ محمّد بن الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت، عن ابن عقدة، قال: حدّثني عليّ بن محمّد، قال: حدّثني داود بن سليمان، قال: حدّثني عليّ ابن موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : هل تدرون ما تفسير هذه الآية {كَلاّ

____________

1 ـ الفجر: 14.

2- تفسير مجمع البيان 5: 487.

3 ـ الفجر: 21.


الصفحة 305
إِذَا دُكَّتِ الاَْرْضُ دَكّاً دَكّاً}؟ قال: إذا كان يوم القيامة تقاد جهنّم بسبعين ألف زمام بيد سبعين ألف ملك، فتشرد شردة لولا أنّ الله تعالى حبسها لأحرقت السماوات والأرض(1).

____________

1- أمالي الطوسي، باب 12: 337 ح684; تفسير البرهان 4: 460; كنز العمال 2: 551 ح4704; تفسير السيوطي 6: 349; تفسير نور الثقلين 5: 574.


الصفحة 306

الباب السابع والسبعون:

سورة البلد

{وَوَالِد وَمَا وَلَدَ}(1)

1271/1 ـ سليم بن قيس: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خبر طويل في قوله تعالى: {وَوَالِد وَمَا وَلَدَ} قال: أمّا الوالد فرسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وما ولد ـ يعني هؤلاء الأوصياء(عليهم السلام)(2).

{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}(3)

1272/2 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] إنّه قيل له: إنّ ناساً يقولون النجدين الثديين، قال: الخير والشر(4).

____________

1 ـ البلد: 3.

2- البحار 23: 257; مناقب ابن شهر آشوب 1: 244; كتاب سليم بن قيس: 187.

3 ـ البلد: 10.

4- كنز العمال 2: 551 ح4705.


الصفحة 307
1273/3 ـ أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، عن علي (رضي الله عنه) أنه قيل له: إنّ ناساً يقولون: إنّ النجدين الثديين، قال: الخير والشر(1).

____________

1- تفسير السيوطي 6: 353.


الصفحة 308

الباب الثامن والسبعون:

سورة الليل

{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالاُْنْثى}(1)

1274/1 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: بينما نحن حول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فنظر في وجوهنا فقال: ما منكم من أحد إلاّ وقد علم مكانه من الجنّة والنار، ثمّ تلا هذه السورة (الآية) {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالاُْنْثى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتّى}إلى {الْيُسْرى} قال: طريق الجنّة، {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى}قال: طريق النار(2).

{فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى}(3)

1275/2 ـ مسلم، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وإسحاق بن

____________

1 ـ الليل: 1-3.

2- كنز العمال 2: 552 ح4706.

3 ـ الليل: 5-10.


الصفحة 309
إبراهيم، (واللفظ لزهير) قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدّثنا جرير، عن منصور عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي قال: كنّا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقعد وقعدنا حوله، ومعه مِخصرة، فنكّس فجعل ينكت بمخصرته، ثمّ قال: ما منكم من أحد من نفس منفوسة إلاّ وقد كتب الله مكانها من الجنّة والنار، وإلاّ وقد كتبت شقية أو سعيدة، قال: فقال رجل: يا رسول الله أفلا نَمكُثُ على كتابنا ونَدَع العمل؟ فقال: من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة، فقال: اعملوا فكلّ مُيسّر، أمّا أهل السعادة فييسّرون لعمل أهل السعادة، وأمّا أهل الشقاوة فييسّرون لعمل أهل الشقاوة، ثمّ قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى * فَسَنُيَسِّرَهُ لِلْيُسْرى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى}(1).

1276/3 ـ البخاري، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي (رضي الله عنه) قال: كنّا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في بقيع الغرقد في جنازة، فقال: ما منكم من أحد إلاّ وقد كتب مقعده من الجنّة، ومقعده من النار، فقالوا: يا رسول الله أفلا نتّكل؟ فقال: اعملوا فكلّ ميسّر، ثمّ قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ـ إلى قوله ـ لِلْعُسْرى}(2).

1277/4 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: كتاب كتب الله فيه أهل الجنّة بأسمائهم وأنسابهم، فيجمل عليهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى يوم القيامة، ثمّ قال: كتاب كتب الله فيه أهل النار بأسمائهم

____________

1- صحيح مسلم 8: 46; صحيح البخاري 2: 120; كنز العمال 1: 341 ح1552; مسند أحمد 1: 132.

2- صحيح البخاري 2: 12; كنز العمال 1: 115 ح538; تفسير الرازي 31: 198.


الصفحة 310
وأنسابهم، فيجمل عليهم لا يزداد فيهم ولا ينقص منهم إلى يوم القيامة، صاحب الجنّة مختوم له بعمل أهل الجنّة وإن عمل أي عمل، وصاحب النار مختوم له بعمل أهل النار وإن عمل أيّ عمل، وقد يسلك بأهل السعادة طريق الشقاء حتّى يقال: ما أشبههم بهم بل هم منهم، وتدركهم السعادة فتستنقذهم، وقد يسلك بأهل الشقاء طريق السعادة حتّى يقال: ما أشبههم بهم بل هم منهم، ويدركهم الشقاء فيستخرجهم، مَن كتبه الله سعيداً في اُمّ الكتاب لم يخرجه من الدنيا حتى يستعمله بعمل يسعده به قبل موته ولو بفواق ناقة، ومَن كتبه الله في الكتاب شقياً لم يخرجه من الدنيا حتّى يستعمله بعمل يشقى به من قبل موته ولو بفواق ناقة، والأعمال بخواتمها(1).

____________

1- كنز العمال 1: 342 ح1553.


الصفحة 311

الباب التاسع والسبعون:

سورة الضحى

{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}(1)

1278/1 ـ أخرج الطبراني، عن أبي الأسود الدؤلي، وزاذان الكندي، قالا: قلنا لعليّ (رضي الله عنه): حدّثنا عن أصحابك، فذكر مناقبهم، قلنا: فحدّثنا عن نفسك، قال: مهلا نهى الله عن التزكية، فقال له رجل: فإنّ الله يقول: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} قال: فإنّي اُحدّث بنعمة ربّي، كنت إذا سألت اُعطيت وإذا سكتّ ابتدئت(2).

____________

1 ـ الضحى: 11.

2- تفسير السيوطي 6: 363.