الصفحة 351

(2) الثناء قبل الدعاء

1371/1 ـ محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد، عن عليّ بن الحكم، عن أبي كَهمس، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: دخل رجل المسجد فابتدأ قبل الثناء على الله والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : عاجل العبد ربّه، ثمّ دخل آخر فصلّى وأثنى على الله عزّ وجلّ، وصلّى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : سَل تعطه، ثمّ قال: إنّ في كتاب علي (عليه السلام) : أنّ الثناء على الله والصلاة على رسوله قبل المسألة، وإنّ أحدكم ليأتي الرجل يطلب الحاجة فيحب أن يقول له خيراً قبل أن يسأله حاجته(1).

1372/2 ـ محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن أبي بكير، عن محمّد بن مسلم، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) : إنّ في كتاب علي (عليه السلام) : إنّ المدحة قبل المسألة، فإذا دعوت الله عزّ وجلّ فمجّده، قلت: كيف اُمجّده؟ قال: تقول: يا من هو أقرب إليّ من حبل الوريد، يا فعّالا لما يريد، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الأعلى، يا من هو ليس كمثله شيء(2).

1373/3 ـ الصدوق، باسناده عن عليّ (عليه السلام) قال: السؤال بعد المدح، فامدحوا الله عزّ وجلّ ثمّ اسألوا الحوائج واثنوا على الله عزّ وجلّ، وامدحوه قبل طلب الحوائج، يا صاحب الدعاء لا تسأل عمّا لا يكون ولا يحلّ(3).

____________

1- الكافي 2: 485; وسائل الشيعة 4: 1127.

2- الكافي 2: 484; وسائل الشيعة 4: 1127; مستدرك الوسائل 5: 211 ح5715; البحار 93: 315; إحياء الإحياء 2: 297; فلاح السائل: 35.

3- الخصال، حديث الأربعمائة: 635; وسائل الشيعة 4: 1129; البحار 93: 308.


الصفحة 352

(3) رفع اليدين في الدعاء

1374/1 ـ الصدوق، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب في الدعاء، فقال عبد الله بن سبأ: يا أمير المؤمنين أليس الله في كلّ مكان؟ قال: بلى، قال: فلِمَ يرفع العبد يديه إلى السماء؟ قال: أما تقرأ {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}(1) فمن أين يطلب الرزق إلاّ من موضعه، وموضع الرزق وما وعد الله عزّ وجلّ السماء(2).

1375/2 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]: رفع اليدين من الاستكانة التي قال الله تعالى: {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}(3)(4).

1376/3 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]:

إنّ ربّكم حييّ كريم يستحي إذا رفع العبد يديه أن يردّهما صفراً لا خير فيهما، فليعط الله من نفسه الجهد، وإذا حَزّ به أمر فليقل حسبي الله ونعم الوكيل(5).

1377/4 ـ (الجعفريات)، عن محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ (عليه السلام) :

إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرّ على رجل وهو رافع بصره إلى السماء، فقال: غضّ بصرك فإنك لن تراه، ومرّ على رجل وهو رافع يديه إلى السماء، وهو يدعو، فقال: كفّ من

____________

1 ـ الذاريات: 22.

2- الخصال، حديث الأربعمائة: 628; مستدرك الوسائل 5: 184 ح5638; وفي الفقيه 1: 213; وفي علل الشرايع: 344; البحار 93: 308; تهذيب الأحكام 2: 322.

3 ـ المؤمنون: 76.

4- كنز العمال 2: 85 ح3256.

5- كنز العمال 2: 87 ح3267.


الصفحة 353
يديك فإنك لن تناله(1).


بيـان:

لعلّ رفعهما أزيد مما قرّر في السنة من كونه بإزاء الوجه.


1378/5 ـ وبهذا الاسناد، عن عليّ (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لنا: دعاء الرغبة هكذا وبسط يديه، ودعاء الرهبة هكذا وقلَب يديه، ودعاء التضرّع هكذا، وقال بسطها وقلّبها، ودعاء الاستكانة هكذا وقبض يديه إلى منكبه، وقال (صلى الله عليه وآله) : لا يكون ذلك إلاّ في الخلاء(2).

1379/6 ـ وبهذا الإسناد، عن علي (عليه السلام) :

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذا سألتم الله عزّ وجلّ فاسألوه بباطن الكفين، وإذا استعذتموه فاستعيذوه بظاهرهما(3).

1380/7 ـ أبو البختري، عن الصادق (عليه السلام) ، عن أبيه، عن عليّ (عليه السلام) قال:

إذا سألت الله فاسأله ببطن كفيك، وإذا تعوّذت فبظهر كفيك، وإذا دعوت فباصبعيك(4).

1381/8 ـ (الجعفريات)، عن محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : الإشارة بالأصابع المسبّحة في الصلاة، وفي الدعاء مرضات للربّ مقمعة للشيطان وهو الإخلاص(5).

____________

1- الجعفريات: 38; مستدرك الوسائل 5: 185 ح5641.

2- الجعفريات: 226; مستدرك الوسائل 5: 186 ح5643.

3- الجعفريات: 226; مستدرك الوسائل 5: 187 ح5644.

4- قرب الاسناد: 145 ح521; البحار 93: 337.

5- الجعفريات: 41; مستدرك الوسائل 5: 187 ح5645.


الصفحة 354

(4) المنع عن سؤال ما لا يحلّ ولا يكون

1382/1 ـ (الجعفريات)، عن عبدالله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدّثني موسى بن اسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، أنه قال:

إياكم وسقط الكلام (وفصل بني آدم كتب) فعليكم بالدعاء ما يعرف، وإياكم والدعاء باللعن والخزي، فإنّ الله عزّ وجلّ قد أحكم في كتابه فقال عزّ وجلّ: {أُدْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُيفَةً إنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}(1) فمن تعدّى بدعائه بلعن أو خزي فهو من المعتدين(2).

1383/2 ـ محمّد بن عليّ بن الحسين، عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد ابن محمّد بن السعيد الهمداني، عن الحسن بن القاسم، عن عليّ بن إبراهيم بن المعلّى، عن محمّد بن خالد، عن عبد الله بن بكر المرادي، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث، إنّ زيد بن صوحان قال له: يا أمير المؤمنين أيّ سلطان أغلب أو أقوى؟ قال (عليه السلام) : الهوى، قال: أيّ ذلّ أذل؟ قال: الحرص على الدنيا، قال: فأيّ فقر أشد؟ قال: الكفر بعد الايمان، قال: فأيّ دعوة أضل؟ قال: الداعي بما لا يكون(3).

1384/3 ـ الصدوق، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : يا صاحب الدعاء لا تسأل ما لا يكون ولا يحلّ(4).

____________

1 ـ الأعراف: 55.

2- الجعفريات: 226; مستدرك الوسائل 5: 273 ح5849.

3- أمالي الصدوق، المجلس 62: 322; وسائل الشيعة 4: 1128; من لا يحضره الفقيه 4: 381 ح5833، معاني الأخبار: 198، البحار 93: 304.

4- الخصال، حديث الأربعمائة: 635; البحار 93: 324.


الصفحة 355
1385/4 ـ عن عليّ (عليه السلام) قال: قلت: اللّهمّ لا تحوجني إلى أحد من خلقك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا علي لا تقولنّ هكذا فليس من أحد إلاّ وهو محتاج إلى الناس، قال: قلت: يا رسول الله فما أقول؟ قال: قل: اللّهمّ لا تحوجني إلى شرار خلقك، قلت: يا رسول الله مَن شرار خلقه؟ قال: الذين إذا أعطوا منعوا وإذا مُنِعوا عابوا(1).

1386/5 ـ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، عن عبد الله بن محمّد بن عبيد بن ياسين، عن أبي الحسن الثالث، عن آبائه (عليهم السلام)قال: سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلا يقول: اللّهمّ أعوذ بك من الفتنة، قال (عليه السلام) : أراك تتعوّذ من مالك وولدك، يقول الله تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ}(2) ولكن قل: اللّهمّ إنّي أعوذ بك من مضلاّت الفتن(3).

1387/6 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : من سأل فوق قدره استحقّ الحرمان(4).

(5) الصلاة على النبي وآله في إبتداء الدعاء

1388/1 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]:

الدعاء محجوب عن الله حتّى يصلّى على محمّد وأهل بيته(5).

1389/2 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:

لا تدع بدعاء إلاّ أن تقول في أوّله: صلّ على محمّد وآل محمّد، وافعل بي كذا وكذا، وكان ـ صلوات الله عليه ـ يفعل كذلك فقيل له في ذلك، فقال: الدعاء مع

____________

1- مجموعة ورّام 1: 39; البحار 93: 325.

2 ـ التغابن: 15.

3- أمالي الطوسي: 580 ح1201; البحار 93: 325.

4- عدّة الداعي: 152; البحار 93: 327.

5- الجامع الصغير للسيوطي 1: 606 ح4366.


الصفحة 356
الصلاة مقرون بالإجابة، والله تعالى يستحي أن يسأل عنه العبد حاجتين يجيب احداهما ويردّ الاُخرى(1).

1390/3 ـ محمّد بن الحسين الرضي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إذا كانت لك إلى الله حاجة، فابتدأ بمسألة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) ثمّ سَل حاجتك، فإنّ الله أكرم من أن يسئل حاجتين فيقضي احداهما ويمنع الاُخرى(2).

1391/4 ـ عن علي (عليه السلام) مرفوعاً: كلّ دعاء محجوب حتّى يصلّى على النبي (صلى الله عليه وسلم)(3).

1392/5 ـ (الجعفريات)، عن عبد الله بن محمّد، أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : صلاتكم عليّ مجوّزة لدعائكم ومرضاة لربّكم وزكاة لأبدانكم(4).

1393/6 ـ وبهذا الإسناد، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:

إذا دعا العبد ولم يذكر النبي (صلى الله عليه وآله) رفرف الدعاء فوق رأسه، فإذا ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) رفع الدعاء(5).

1394/7 ـ الصدوق، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

صلّوا على محمّد وآل محمّد فإنّ الله عزّ وجلّ يقبل دعاءكم عند ذكر محمّد (صلى الله عليه وآله) ودعائكم له وحفظكم إيّاه(6).

____________

1- مستدرك الوسائل 5: 227 ح5756.

2- نهج البلاغة: قصار الحكم 361; وسائل الشيعة 4: 1138; روضة الواعظين، باب ذكر الصلاة على النبي: 323.

3- الجامع الصغير للسيوطي 2: 279 ح6303.

4- الجعفريات: 215; مستدرك الوسائل 5: 234 ح5744.

5- الجعفريات: 216; مستدرك الوسائل 5: 224 ح5745.

6- الخصال، حديث الأربعمائة: 613; مستدرك الوسائل 5: 224 ح5746; البحار 93: 309.


الصفحة 357
1395/8 ـ الصدوق، أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الكريم الخزاز، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث الأعور قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

كل دعاء محجوب عن السماء حتّى تصلّي على محمّد وآله(1).

1396/9 ـ محمّد بن أبي القاسم، حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا الوليد بن بكير أبو حباب، عن سلام الخزاعي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث، عن عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ما من دعاء إلاّ بينه وبين السماء حجاب حتّى يصلّى على النبي وعلى آل محمّد، فإذا فعل ذلك خرق ذلك الحجاب ودخل الدعاء، فإذا لم يفعل ذلك رجع الدعاء(2).

1397/10 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]: الدعاء محجوب عن الله حتّى يصلّى على محمّد وأهل بيته(3).

1398/11 ـ قال علي (عليه السلام) : الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) أمحق للخطايا من الماء للنار، والسلام على النبي (صلى الله عليه وآله) أفضل من عتق رقبات، وحبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أفضل من مهج الأنفس، أو قال: ضرب السيوف في سبيل الله(4).

1399/12 ـ عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ أنه قال في جواب اليهودي الذي سأله عن فضل النبي (صلى الله عليه وآله) على سائر

____________

1- ثواب الأعمال: 155; البحار 93: 310; مكارم الأخلاق، باب الدعاء في الصلاة على النبي: 312; روضة الواعظين، باب ذكر الدعاء 2: 329; وسائل الشيعة 4: 1138.

2- بشارة المصطفى: 236; كنز العمال 2: 88 ح3270.

3- كنز العمال 2: 78 ح3215.

4- جامع الأخبار: 158 ح374; البحار 94: 65.


الصفحة 358
الأنبياء(عليهم السلام)، فذكر اليهودي أنّ الله أسجد ملائكته لآدم (عليه السلام) فقال ـ صلوات الله عليه ـ:

وقد أعطى محمّداً أفضل من ذلك، وهو أنّ الله صلّى عليه وأمر ملائكته أن يصلّوا عليه، وأمر جميع خلقه بالصلاة عليه إلى يوم القيامة، فقال جلّ ثناؤه: {إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(1) فلا يصلّي عليه أحد في حياته، ولا بعد وفاته إلاّ صلّى الله عليه بذلك عشراً، وأعطاه من الحسنات عشراً بكلّ صلاة صلّى عليه، ولا أحد يصلّي عليه بعد وفاته إلاّ وهو يعلم بذلك، ويردّ على المصلّي السلام مثل ذلك; انّ الله تعالى جعل دعاء اُمّته فيما يسألون ربّهم جلّ ثناؤه موقوفاً عن الإجابة حتّى يصلّوا فيه عليه (صلى الله عليه وآله) فهذا أكبر وأعظم ممّا أعطى الله تبارك وتعالى لآدم (عليه السلام) ، ثمّ ذكر (عليه السلام) في بيان ما فضّل الله به اُمّته (صلى الله عليه وآله) ومنها: أنّ الله جعل لمن صلّى عليه نبيّه عشر حسنات ومحا عنه عشر سيّئات، وردّ عليه مثل صلاته على النبي (صلى الله عليه وآله) (2).

1400/13 ـ عن علي (عليه السلام) قال: قلت: يا رسول الله كيف نصلّي عليك؟ قال: قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد(3).

____________

1 ـ الأحزاب: 56.

2- ارشاد القلوب، في فضيلة محمّد (صلى الله عليه وآله) : 408; البحار 94: 69.

3- البحار 94: 86; تفسير السيوطي 5: 216.


الصفحة 359

الباب الرابع:

في ذكر الله تعالى

(1) فضل الذكر وآدابه

1401/1 ـ (الجعفريات)، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:

أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى (عليه السلام) : لا تفرح بكثرة المال، ولا تدع ذكري على كلّ حال، فإنّ كثرة المال تُنسي الذنوب، وترك ذكري يقسّي القلوب(1).

1402/2 ـ (الجعفريات)، عن عبد الله بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ما من قوم اجتمعوا في مجلس ولم يذكروا الله عزّ وجلّ، ولم يصلّوا عليّ إلاّ كان ذلك المجلس حسرةً عليهم، فإن شاء أخذهم وإن شاء عفا

____________

1- الجعفريات: 235; الخصال، باب الاثنين: 39; البحار 93: 150; مستدرك الوسائل 5: 287 ح5873.


الصفحة 360
عنهم(1).

1403/3 ـ (الجعفريات)، عن محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من ختم مجلسه بهؤلاء الكلمات، إن كان مسيئاً كنّ كفّارات الإساءة، وإن كان محسناً ازداد احساناً وهي: سبحانك اللّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك(2).

1404/4 ـ من كتاب (زهد أهل البيت (عليه السلام) ): عن زيد بن علي، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : الكلام ثلاث: فرابح، وسالم، وشاجب، فأمّا الرابح الذي يذكر الله، وأما السالم فالساكت، وأمّا الشاجب فالذي يخوض في الباطل(3).

1405/5 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كان يقول:

والله إنّ ذكر الله بعد صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أسرع في طلب الرزق من الضرب بالسيف في الأرض(4).

1406/6 ـ ابن بابويه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : بادِروا إلى رياض الجنة، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حَلَقُ الذكر(5).

1407/7 ـ الفحّام، عن المنصوري، عن عمر بن أبي موسى، عن عيسى بن أحمد

____________

1- الجعفريات: 215; مستدرك الوسائل 5: 288 ح5879.

2- الجعفريات: 226; مستدرك الوسائل 5: 290 ح5883.

3- مستدرك الوسائل ; 5: 293 ح5894، مشكاة الأنوار: 57; البحار 93: 165.

4- مكارم الأخلاق، في الأدعية المختارة: 305; البحار 76: 129.

5- مكارم الأخلاق، في الأذكار المرويّة: 311; معاني الأخبار: 321.


الصفحة 361
ابن عيسى، عن أبي الحسن الثالث، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

قال النبي (صلى الله عليه وآله) : يقول الله عزّ وجلّ: يا ابن آدم اُذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب، ولا أمحقك فيمن أمحق(1).

1408/8 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

التسبيح نصف الميزان، والحمد لله يملأ الميزان، والله أكبر يملأ ما بين السماء والأرض(2).

1409/9 ـ محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن عمرو، عن أبي المعزّ الخصّاف، رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

من ذكر الله عزّ وجلّ في السرّ فقد ذكر الله كثيراً، إنّ المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السرّ، فقال الله عزّ وجلّ: {يُرَاؤُنَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلا}(3)(4).

1410/10 ـ أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، عن آبائه، أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل في الغازين، والمقاتل في الغازين نزوله الجنّة(5).

1411/11 ـ محمّد بن الحسن، عن أحمد بن محمّد، عن البرقي، عن إبراهيم بن

____________

1- البحار 93: 152; أمالي الطوسي، المجلس العاشر: 279 ح532.

2- الكافي 2: 506; وسائل الشيعة 4: 1205; البحار 93: 175; تفسير البرهان 4: 499; الدعوات، باب اللّح في الدعاء: 54 ح136.

3- النساء: 142.

4- الكافي 2: 501; تفسير البرهان 1: 424; تفسير الصافي 2: 264; البحار 93: 342.

5- محاسن البرقي، باب ثواب ذكر الله في الغافلين 1: 110 ح99; البحار 93: 158.


الصفحة 362
إسحاق الأزدي، عن أبي عثمان العبدي، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال:

قال رسول الله: قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة، وذكر الله أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصوم، والصوم جنّة(1).

1412/12 ـ عن عمر بن محمّد بن علي الصيرفي، عن محمّد بن همّام، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن أحمد بن سلامة الغنوي، عن محمّد بن الحسن العامري، عن معمّر، عن أبي بكر بن عياش، عن الفجيع العقيلي، عن الحسن بن علي، عن أبيه فيما أوصى إليه عند وفاته: وكن لله ذاكراً على كلّ حال(2).

1413/13 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: اذكروا الله عزّ وجلّ في كل مكان فإنّه معلّم(3).

1414/14 ـ قال علي (عليه السلام) :

اذكروا الله فإنّه ذاكر لمن ذكره، واسألوه من فضله ورحمته، فإنّه لا يخيب عليه داع من المؤمنين دعاه(4).

1415/15 ـ الصدوق، عن محمّد بن عمرو بن علي، عن محمّد بن عبد الله بن أحمد، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، عن الرضا (عليه السلام) ، عن آبائه، في خبر الشيخ الشامي، قال زيد بن صوحان لأمير المؤمنين (عليه السلام) : أيّ الكلام أفضل عند الله؟ قال:

كثرة ذكر الله والتضرّع إليه والدعاء(5).

1416/16 ـ (الجعفريات)، عن عبد الله بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال:

____________

1- وسائل الشيعة 4: 1188; البحار 93: 157; بصائر الدرجات، باب العلماء هم آل محمّد: 31.

2- مستدرك الوسائل 1: 257 ح528; أمالي الطوسي، المجلس الأول: 8; أمالي المفيد، مجلس 26: 138; البحار 93: 152.

3- مستدرك الوسائل 1: 257 ح529; الخصال، حديث الأربعمائة: 616.

4- الدعوات: 117 ح269; البحار 93: 301.

5- مستدرك الوسائل 5: 294 ح5899; أمالي الصدوق، مجلس 62: 323; معاني الأخبار، باب معنى الغايات: 199; والبحار 93: 156.


الصفحة 363
حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّ أحبّ السبحة إلى الله عزّ وجلّ سبحة الحديث، وأبغض الكلام إلى الله التحريف، فقيل: يا رسول الله وما سبحة الحديث؟ قال: يكون الناس في خوض الدنيا وباطلها ولهوها فيغتنم (فيغتمّ) الرجل عند ذلك، فيدعو الله تعالى ويذكره ويسبّحه، قيل: يا رسول الله وما التحريف؟ قال: يقول الرجل ما لي وما عندي(1).

1417/17 ـ عن همّام المروي، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفة المتّقين أو المؤمنين: إن كان في الغافلين كتب من الذاكرين، وإن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين(2).

1418/18 ـ الصدوق، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :

أكثروا ذكر الله عزّ وجلّ إذا دخلتم الأسواق، وعند اشتغال الناس، فإنّه كفارة للذنوب وزيادة في الحسنات، ولا تكتبوا في الغافلين(3).

1419/19 ـ عن كتاب (لب الألباب)، عن عليّ (عليه السلام) أنه قال:

إنّ اسم الله فاتق للرتوق، وخائط للخروق، ومسهّل للوعور، وجُنّة عن الشرور، وحصن من محن الدهور، وشفاء لما في الصدور، وأمان يوم النشور(4).

(2) في قول (لا إله إلاّ الله)

1420/1 ـ عن جابر، عن أبي الطفيل، عن علي (عليه السلام) قال:

ما من عبد مسلم يقول لا إله إلاّ الله إلاّ صعدت تخرق كلّ سقف، لا تمرّ بشيء

____________

1- الجعفريات: 223; مستدرك الوسائل 5: 300 ح5917.

2- مستدرك الوسائل 5: 300 ح5918; نهج البلاغة: خ193; صفات الشيعة: 24; التمحيص: 72.

3- الخصال، حديث الأربعمائة: 614; مستدرك الوسائل 5: 301 ح5919; البحار 93: 154.

4- مستدرك الوسائل 5: 304 ح5927; عن لبّ الألباب (مخطوط).


الصفحة 364
من سيّئاته إلاّ طمستها حتّى تنتهي إلى مثلها من الحسنات فتقف(1).

1421/2 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :

من قال لا إله إلاّ الله مخلصاً طمست ذنوبه كما يطمس الحرف الأسود من الرَقّ الأبيض، فإذا قال ثانية لا إله إلاّ الله مخلصاً خرقت أبواب السماء وصفوف الملائكة، حتّى تقول الملائكة بعضها لبعض: اخشعوا لعظمة أمر الله، فإذا قال ثالثة لا إله إلاّ الله مخلصاً تنته (انتهت) دون العرش، فيقول الجليل: اُسكني فو عزّتي وجلالي لأغفرنّ لقائلك بما كان فيه، ثمّ تلا هذه الآية {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}(2)، يعني إذا كان عمله صالحاً ارتفع قوله وكلامه(3).

1422/3 ـ عن عبد الله بن جعفر، قال: قال لي علي [ (عليه السلام) ]:

ألا اُعلّمك كلمات إذا طلبت حاجة فأردت أن تنجح، فقل: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له العليّ العظيم، لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له الحليم الكريم، ثمّ سل حاجتك(4).

1423/4 ـ عن أبي يوسف، عن عليّ بن حسّان، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:

من قال إذا أصبح هذا القول لم يصبه سوء حتّى يمسي، ومن قاله حين يمسي لم يصبه سوء حتّى يصبح، يقول: سبحان الله مع كلّ شيء حتّى لا يكون شيء بعدد كلّ شيء وحده، وعدد جميع الأشياء وأضعافها منها رضى الله، والحمد لله كذلك ولا إله إلاّ الله مثل ذلك والله اكبر مثل ذلك(5).

____________

1- وسائل الشيعة 4: 1224; مكارم الأخلاق، في الأذكار المروية: 310; البحار 93: 195; التوحيد، باب ثواب الموحّدين: 21.

2 ـ فاطر: 10.

3- تفسير الصافي 4: 234; البحار 93: 199; الاحتجاج 1: 614 ح139.

4- كنز العمال 6: 631 ح17147.

5- المحاسن 1: 115 ح116; مستدرك الوسائل 5: 385 ح6154; البحار 86: 258.