الصفحة 381
تجعله عليّ برحمتك يا أرحم الراحمين(1).

(7) الدعاء عند ختم القرآن

1469/1 ـ هاشم بن محمد، أنبأنا أبو العلاء الحسين بن أحمد أبو عبد الله الحسين ابن محمّد بن عبد الوهاب النحوي، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الله المقري، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عمر المقري الحمامي، أخبرنا زيد بن علي بن أبي هلال الكوفي، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عقبة الشيباني المعدل، حدّثنا جعفر بن محمّد القنبري، عن أبي يحيى زكريّا بن أبي صمصامة، عن حنين الجعفي، عن زايدة، عن عاصم، عن زر بن حبيش، قال: قرأت القرآن من أوّله الى آخره في المسجد الجامع بالكوفة على أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: فلما بلغت الحواميم، قال لي أمير المؤمنين (عليه السلام) :

قد بلغت عرائس القرآن، فلما بلغت رأس العشرين من حمعسق {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}(2) بكى أمير المؤمنين (عليه السلام) حتّى علا نحيبه، ثمّ رفع رأسه (الى السماء) وقال: يا زرّ أمّن على دعائي، ثمّ قال: اللّهمّ إني أسألك إخبات المخبتين وإخلاص الموقنين ومرافقة الأبرار واستحقاق حقائق الايمان، والغنيمة من كلّ بر والسلامة من كلّ إثم، ووجوب رحمتك، وعزائم مغفرتك، والفوز بالجنة والنجاة من النار، ثمّ قال: إذا ختمت فادع بهذه، فإنّ حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرني أن أدعو بهنّ عند ختم القرآن(3).

____________

1- مصباح الكفعمي: 63.

2 ـ الشورى: 22.

3- مصباح الأنوار: 178; مستدرك الوسائل 4: 377 ح4980; البحار 92: 206; تفسير السيوطي 6: 5.


الصفحة 382
1470/2 ـ كان أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا ختم القرآن قال:

اللّهمّ اشرح بالقرآن صدري، واستعمل بالقرآن بدني، ونوّر بالقرآن بصري، وأطلق بالقرآن لساني، وأعنّي عليه ما أبقيتني فإنّه لا حول ولا قوّة إلاّ بك(1).

(8) الدعاء للإستخارة

1471/1 ـ أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، قال: حدّثنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الاصفهاني، قال: حدّثنا أبو جعفر أحمد بن علي الاصفهاني، صاحب الشاذكوني، قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليماني، قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن نوح الأصبحي، وأبو الخصيب سليمان بن عمرو بن نوح الأصبحي، قالا: حدّثنا محمّد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن عليّ بن الحسين عليهما السلامقال: قال عليّ (عليه السلام) :

أنّه كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) سرّ قلّ ما عثر عليه، ـ إلى أن قال: ـ قال (صلى الله عليه وآله) : إني لمّا اُسري بي إلى السماء السابعة فتح لي بصري إلى فرجة في العرش تفور كما يفور القدر، فلما أردت الانصراف قعدت عند تلك الفرجة، ثمّ نوديت يا محمّد إنّ ربك يقرأ عليك السلام، ـ إلى أن قال: ـ يا محمّد ومن همّ بأمرين فأحبّ أن أختار له أرضاهما لي فألزمه إيّاه، فليقل حين يريد ذلك: اللّهمّ اختر لي بعلمك ووفقني لرضاك ومحبّتك، اللّهمّ اختر لي بقدرتك وجنّبني بعزّتك مقتك وسخطك، اللّهمّ اختر لي فيما اُريد من هذين الأمرين وتسمّيهما (أسرّهما إليّ) وأحبّهما إليك وأقربهما

____________

1- المصباح المتهجد: 286; مستدرك الوسائل 4: 378 ح4982; البحار 92: 209.


الصفحة 383
منك (وأرضاهما لك).

اللّهمّ إني أسألك بالقدرة (التي) زويت بها علم الأشياء (كلها) عن (جميع) خلقك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأغلب بالي وهواي وسريرتي وعلانيتي بأخذك، واشفع بناصيتي إلى ما تراه لك رضاً ولي صلاحاً فيما أستخيرك فيه حتّى تلزمني من ذلك أمراً أرضى فيه بحكمك وأتّكل فيه على قضائك، وأكتفي فيه بقدرتك، (و) لا تقلبني فيه وهواي لهواك مخالف ولا بما اُريد لما تريد مجانب، أغلب بقدرتك التي تقضي بها ما أحببت على من أحببت (بهواك هواي)، ويسرّ لي لليسرى التي ترضى بها عن صاحبها، ولا تخذلني بعد تفويضي إليك أمري برحمتك التي وسعت كلّ شيء.

اللّهمّ أوقع خيرتك (في قلبي)، وافتح قلبي للزومها يا كريم، آمين يا ربّ العالمين، فإنّه إذا قال ذلك اخترت منافعه في العاجل والآجل(1).

1472/2 ـ السيد ابن الباقي في اختياره، روى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :

ما شاء الله كان، اللّهمّ إني أستخيرك خيار من فوّض إليك أمره، وأسلم إليك نفسه، واستسلم إليك في أمره وخلا لك وجهه، وتوكّل عليك فيما نزل به، اللّهمّ خر لي ولا تخر عليّ، وكن لي ولا تكن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وأعنّي ولا تعن عليّ، وأمكنّي، ولا تمكّن منّي، واهدني إلى الخير ولا تضلّني، وارضني في قضائك وبارك لي في قدرك إنك تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد وأنت على كلّ شيء قدير، اللّهمّ إن كانت الخيرة في أمري هذا في ديني ودنياي وعاقبة أمري، فسهّل لي، وإن كان غير ذلك فاصرفه عنّي يا أرحم الراحمين إنك على كلّ شيء قدير، وحسبنا الله

____________

1- أدعية السرّ للراوندي: 28; مستدرك الوسائل 6: 243 ح6799; البحار 91: 267; فتح الأبواب: 194.


الصفحة 384
ونعم الوكيل(1).

1473/3 ـ (الجعفريات)، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من تجمّر فليوتر، ومن اكتحل فليوتر، ومن استنجى فليوتر، ومن استخار الله فليوتر(2).

(9) الدعاء لقضاء الدين

1474/1 ـ الحاكم النيسابوري، أخبرنا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم، ثنا أبي، ثنا يحيى بن يحيى، أنبأ أبو معاوية، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق القرشي، عن سيار أبي الحكم، عن أبي وائل، قال: جاء رجل إلى علي فقال: أعنّي في مكاتبتي، فقال:

ألا اُعلمك كلمات علّمنيهنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو كان عليك مثل جبل صبير ديناً لأدّاه الله عنك، قل: اللّهمّ اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمّن سواك(3).

1475/2 ـ النقاش: عن أحمد الهمداني، عن عبيد بن حمدون، عن حسين بن نصر، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن الباقر، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال:

شكوت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ديناً كان عليّ، فقال: يا علي قل: اللّهمّ أغنني بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمّن سواك، فلو كان عليك مثل صبير ديناً قضاه

____________

1- مستدرك الوسائل 6: 257 ح6817; البحار 91: 284.

2- الجعفريات: 169; مستدرك الوسائل 6: 262 ح6825.

3- مستدرك الحاكم 1: 538.


الصفحة 385
الله عنك وصبير جبل باليمن، ليس باليمن جبل أجلّ ولا أعظم منه(1).

1476/3 ـ عن كتاب (لب الألباب) قال علي (عليه السلام) :

من قال ثلاث مرّات اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، قضى الله حاجته(2).

(10) الدعاء لمن تعذّر عليه رزقه

1477/1 ـ ابن طاووس، عن علي (عليه السلام) :

أنه قال: من تعذّر عليه رزقه وتفلقت عليه مذاهب المطالب في معاشه، ثمّ كتب هذا الكلام في رقّ ظبي أو في قطعة من أدم وعلّقه عليه أو جعله في ثيابه التي يلبسها ولم يفارقها، وسّع الله عليه رزقه وفتح له أبواب المطالب في معاشه من حيث لا يحتسب وهو: اللّهمّ لا طاقة لفلان بن فلان بالجهد، ولا صبر له على البلاء ولا قوّة له على الفقر والفاقة، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ولا تحضّر على فلان ابن فلان رزقك، ولا تقتّر عليه سعة ما عندك، ولا تحرمه فضلك ولا تحسمه من جزيل قسمك، ولا تكله إلى خلقك ولا إلى نفسه فيعجز عنها ويضعف عن القيام فيما يصلحه ويصلح ما قبله; بل تنفرد بلمّ شعثه وتولّى كفايته وانظر إليه في جميع اُموره، إنك إن وكّلته إلى خلقك لم ينفعوه، وإن ألجأته الى أقربائه حرموه، وإن أعطوه أعطوا قليلا نكداً، وإن منعوه منعوا كثيراً، وإن بخلوا بخلوا وهم للبخل أهل، اللّهمّ أعِن فلان بن فلان من فضلك ولا تُخله منه فإنّه مضطرّ إليك فقير إلى ما في يديك، وأنت غنيّ عنه وأنت به خبير عليم {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْء قَدْراً}(3) الآية، {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}(4)،

____________

1- البحار 95: 301; روضة الواعظين، في ذكر الدعاء في الحوائج: 327; أمالي الطوسي: 430 ح963.

2- مستدرك الوسائل 5: 227 ح5754.

3 ـ الطلاق: 3.

4 ـ الشرح: 5-6.


الصفحة 386
{وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}(1)(2).

1478/2 ـ عن علي (عليه السلام) :

من أصبح ولم يقل هذه الكلمات خِيفَ عليه فوات الرزق وهي: الحمدُ لله الذي عرّفني نفسه ولم يتركني عميان القلب، الحمد لله الذي جعلني من اُمّة محمّد (صلى الله عليه وآله) ، الحمد لله الذي جعل رزقي في يده ولم يجعله في أيدي الناس، الحمد لله الذي ستر عورتي ولم يفضحني بين الناس(3).

1479/3 ـ عن سويد بن غفلة، قال: أصابت علياً خصاصة، فقال لفاطمة:

لو أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فسألته، فأتته، وكان عنده اُم أيمن، فدقّت الباب فقال النبي(صلى الله عليه وسلم) لاُمّ أيمن: إنّ هذا لدقّ فاطمة ولقد أتتنا في ساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها، فقالت: يا رسول الله هذه الملائكة طعامها التهليل والتسبيح والتحميد ما طعامنا؟ قال: والذي بعثني بالحق ما اقتبس في بيت آل محمّد نار منذ ثلاثين يوماً، ولقد أتتنا أعنز فإن شئت أمرنا لك بخمس أعنز، وإن شئت علّمتك بخمس كلمات علّمنيهنّ جبرئيل، فقالت: بل علّمني الخمس كلمات التي علّمكهنّ جبرئيل، قال: قولي: يا أول الأوّلين ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوّة المتين، ويا راحم المساكين، ويا أرحم الراحمين، فانصرفت فدخلت على عليّ فقال: ما ورائك؟ فقالت: ذهبت من عندك للدنيا وأتيتك بالآخرة، فقال: خير أيامك(4).

____________

1- الطلاق: 2 ـ 3.

2- مهج الدعوات: 126; مصباح الكفعمي: 169; البحار 95: 300.

3- مصباح الكفعمي: 170.

4- كنز العمال 2: 669 ح5022.


الصفحة 387

(11) دعاء الإحتجاب

1480/1 ـ ذكر ابن طاووس (رحمه الله) في أدعية الحجب للنبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) احتجبوا بها ممن أراد الإساءة إليهم، فمنها دعاء الإحتجاب لعلي (عليه السلام) :

قل (بعد قراءة آية الملك): الله اكبر الله اكبر الله اكبر، خضعت البريّة لعظمة جلاله أجمعون، وذلّ لعظمة عزّه كلّ متعاظم منهم ولا يجد أحد منهم إليّ مخلصاً; بل يجعلهم الله شاردين متمزّقين، في عزّ طغيانهم هالكين، بقل أعوذ بربّ الفلق إلى آخر السورة، وبقل أعوذ بربّ الناس إلى آخر السورة، انفَلَقَ عنّي باب المستأخرين منكم والمستقدمين وبهتم ضالّين مطرودين، بالصافات بالذاريات بالمرسلات بالنازعات، أزجركم عن الحركات كونوا رماداً لا تبسطوا إليّ (ولا إلى مؤمن) يداً، {اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}(1) هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون، جمدت الأعين وخرست الألسن، وخضعت الرقاب للملك الخلاّق.

اللّهمّ بالعين والميم والفاء والحائين، بنور الأشباح وبتلألأ ضياء الإصباح، وبتقديرك لي يا قدير في الغدّ والرواح، اكفني شرّ من دبّ ومشى وتجبّر وعتى، الله الغالب ولا ملجأ منه لهارب، نصر من الله وفتح قريب، إذا جاء نصر الله والفتح، إن ينصركم الله فلا غالب لكم، كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنّ الله قويّ عزيز، أمِنَ من استجار بالله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله (العليّ العظيم)(2).

____________

1 ـ يس: 65.

2- مهج الدعوات: 297; مصباح الكفعمي: 214.


الصفحة 388

(12) الدعاء للنصرة على الأعداء

1481/1 ـ نقلا عن كتاب (دفع الهموم) للنعماني أنّ ابن عباس قال لعلي (عليه السلام) ليلة الهرير: أما ترى الأعداء قد أحدقوا بنا، فقال (عليه السلام) : وقد راعك هذا؟ قلت: نعم، فقال له: قل: اللّهمّ إني أعوذ بك من أن أضام في سلطانك، اللّهمّ إني أعوذ بك أن أضلّ في هداك، اللّهمّ إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك، اللّهمّ إني أعوذ بك أن اُضيع في سلامتك، اللّهمّ إني أعوذ بك أن أغلب والأمر إليك(1).

1482/2 ـ نقلا عن كتاب (صفين) لعبد العزيز الجلودي، أنّ علياً (عليه السلام) لما حفّ أصحابه باللواء يوم صفين عند ابتداء القتال، بسمَلَ وحَوقل وقال:

اللّهمّ إيّاك نعبد وإياك نستعين، يا الله يا رحمن يا رحيم يا أحد يا صمد يا إله محمّد إليك نقلت الأقدام وأفضت القلوب، وشخصت الأبصار، ومُدّت الأعناق، وطُلبت الحوائج، ورفعت الأيدي، اللّهمّ افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين ثمّ قال: لا إله إلاّ الله والله اكبر ثلاثاً(2).

1483/3 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

رأيت يوم بدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساجداً يقول: يا حيّ يا قيّوم، وانصرفت إلى الحرب ثمّ رجعت فرأيته ساجداً يقول: يا حيّ يا قيوم، ولم يزل كذلك حتّى فتح الله له(3).

1484/4 ـ الحاكم النيسابوري، حدّثنا الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ املاء في ذي القعدة سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، حدّثنا أبو العباس محمّد ابن يعقوب، ثنا محمّد بن سنان القزاز، ثنا أبو علي عبد الله بن عبد المجيد الحنفي، ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، أخبرني إسماعيل بن عون بن عبيد الله بن أبي رافع، عن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي

____________

1 و 2- مصباح الكفعمي: 301.

3- الدعوات: 44 ح106; البحار 93: 235.


الصفحة 389
طالب (رضي الله عنه) قال:

لما كان يوم بدر قاتلت شيئاً من قتال، ثمّ جئت مسرعاً لأنظر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)ما فعل، فجئت فأجده وهو ساجد يقول: يا حيّ يا قيوم لا يزيد عليها، فرجعت إلى القتال ثمّ جئت وهو ساجد يقول ذلك، ثمّ ذهبت إلى القتال ثمّ جئت وهو ساجد يقول ذلك، فلم يزل يقول ذلك حتّى فتح الله عليه(1).

(13) دعاء المظلوم

1485/1 ـ عن علي (عليه السلام) :

أنه من ظُلم ولم يرجع ظالمه عنه، فليفض الماء على نفسه ويسبغ الوضوء ويصلّي ركعتين ثمّ يقول: اللّهمّ إنّ فلان بن فلان ظلمني واعتدى عليّ ونصب لي وأمضّني وأرمضني وأذلّني وأخلقني، اللّهمّ فكِله إلى نفسه وهُدّ ركنه وعجّل جايحته، واسلبه نعمتك عنده واقطع رزقه وابتر عمره وامح أثره، وسلّط عليه عدوّه وخفه في مأمنه، كما ظلمنيواعتدى عليّ ونصب لي وأمضّ وأرمض وأذلّ وأخلق.

اللّهمّ إني أستعديك على فلان بن فلان فأعدني فإنك أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلا، فإنّه لا يهمل إن شاء الله تعالى، يفعل ذلك ثلاثاً(2).

1486/2 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :

أنه من ظُلم فليتوضأ ويصلّي ركعتين يطيل ركوعهما وسجودهما، فإذا سلّم قال: اللّهمّ إني مغلوب فانتصر ألف مرّة، فإنّه يُعجّل له النصر(3).

____________

1- مستدرك الحاكم 1: 222.

2- مصباح الكفعمي: 205.

3- مصباح الكفعمي: 206.


الصفحة 390

(14) الدعاء في الإستسقاء

1487/1 ـ عن علي (رضي الله عنه):

اللّهمّ خرجنا إليك حين اعتكرت علينا حدائر السنين، وأخلفتنا مخايل الجَود، فكنت الرجاء للمستيئس، والبلاغ للملتمس، ندعوك حين قنط الأنام، ومنع الغمام، وهلك السوام، فانشر علينا رحمتك بالسحاب المنبعق والربيع المغدق، والنبات المونق.

اللّهمّ سقياً منك تعشب بها نجادنا، وتجرى بها وهادنا، وأنزل علينا سماء مخضلة مدراراً، بدافع الورق، و يحفز القطر منها القطر(1).

1488/2 ـ أخبرنا حمزة بن عبد الله، قال: أخبرنا الحسين بن خالويه، قال: حدّثنا ابن دريد، قال: حدّثنا السَكَن بن سعيد، عن محمّد بن عبّاد الكلبي، عن أبيه، قال: حدّثنا حوثَرة بن الهِرماس وكان شيخاً هِمّاً، وذكر وفود بني دارم الى أمير المؤمنين علي ـ صلوات الله عليه ـ، وذكر حديث الإستسقاء بطوله، وقال فيه: فقام إليه منّا رجل من حسل فقال: يا أمير المؤمنين جادَتكَ الأنواء وضفا لديك البلاء، وتُمِمّت بك الآلاء، وكُشِفَت بيُمنك اللأواء، أتتك عمائم من أفناء دارِم، تطوي إليك سُهُوبَ الأملاء، بالحراجيج الأبلاء، تبثك أزّباتِ اللؤواء ولزبات الشَهباء، تَزدَلِفُ بك وتستمطِر بغرتك، وتستدفعُ البلوى بسُننك.

وقام إليه أبو سرادق فتكلّم بكلام قال في آخره: أنت ربيع الأيام، وعصرة الأنام، ومصباح الظلام وغاية المِعدام، والسيد الهمام والإمام القمقام، لا معتصر عنك ولا معتصم دونك، فقال أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ:

الحمد لله والصلاة على خير خلق الله وسلام على المصطفين من عباد الله، يا

____________

1- ربيع الأبرار للزمخشري 1: 150; وذكره أبو النصر في كتابه (علي بن أبي طالب): 278.


الصفحة 391
قنبر نادِ الصلاة جامعة، ثمّ نهض مضجراً بنصيف مزبزق، كأنما غرته البدر لتمه يكاد يعش الناظرين يؤم المسجد، فصلى ثمّ دنا من القبر فتمتم بكلمات لم أوجزهنّ ثمّ قام قانتاً فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : اللّهمّ ربّ السبع الطباق والرقع الوثاق، خالق الخلق وباسط الرزق، عالم الخفيّات وكاشف الكربات ومجيب الدعوات وقابل الحسنات وغافر السيّئات ومقيل العثرات ومنزل البركات من فوق سبع سماوات بعلمك من خزائن رحمتك وأكناف كرامتك، على شاكر آلائك وكافر نعمائك من عبادك وقطان بلادك رأفة منك لهم ونعمة عليهم.

أنت غاية الطالبين وملاذ الهاربين أتاك ملأ من عبيدك بازاء قبر نبيّك نزدلف إليك بعبدك ونشكوا ما أنت أعلم به، اللّهمّ فإنّا نسألك بك فلا شيء أعظم منك وبما استقلّ به عرشك من عظمتك التي وسعت كلّ شيء السماء والأرض وملئت البر والبحر أنّ تصلّي على محمّد خاتم النبيّين وسيّد الأوّلين والآخرين، اللّهمّ كاشف الضرّ ومزيل الأزل، أزل عن عبادك ما قد غشيهم من آياتك وبرّح بهم من عقابك، إنّه لا يكشف إلاّ أنت إنّك رؤوف رحيم(1).

(15) دعاء لردّ الضالة

1489/1 ـ عن علي (عليه السلام) دعاء لمن أبق له شيء:

{أَوْ كَظُلُمَات فِي بَحْر لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْض إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ

____________

1- دستور معالم الحِكَم ومأثور مكارم الشِيَم، للقاضي أبي عبد الله محمّد بن سلامة القضاعي: 179.


الصفحة 392
نُور}(1)(2).

1490/2 ـ عن علي (عليه السلام) لردّ الضالة والآبق:

اللّهمّ إنّ السماء سماؤك والأرض أرضك، والبرّ برّك والبحر بحرك وما بينهما في الدنيا والآخرة لك، اللّهمّ فاجعل الأرض بما رحبت على فلان بن فلان أضيق من مَسك جمل، وخذ بسمعه وبصره وقلبه، {أَوْ كَظُلُمَات فِي بَحْر لُجِّيٍّ}(3) الآية واكتب حوله آية الكرسي، وعلّقه في الهواء ثلاثة أيام، ثمّ ضعه حيث كان يأوي، يرجع إن شاء الله(4).

1491/3 ـ عن علي (عليه السلام) :

من ضلّت له ضالة، فليقرأ سورة يس في ركعتين بعد الحمد ويقول بعدها: اللّهمّ يا رادّ الضالّة رُدّ عليّ ضالّتي(5).

1492/4 ـ محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عن السيّاري، عن محمّد بن بكر، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ في حديث ـ أنه قال: والذي بعث محمّداً (صلى الله عليه وآله) بالحقّ وأكرم أهل بيته، ما من شيء يطلبونه إلاّ وهو في القرآن، فمن أراد ذلك فليسألني عنه، ـ إلى أن قال: ـ فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الضالة؟ فقال (عليه السلام) : اقرأ يس في ركعتين وقل: يا هادي الضالّة ردّ عليّ ضالتي، ففعل فردّ الله عليه ضالته(6).

1493/5 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :

____________

1- النور: 40.

2- مصباح الكفعمي: 180.

3- النور: 40.

4- مصباح الكفعمي: 181.

5- مصباح الكفعمي: 182.

6- وسائل الشيعة 8: 307; الكافي 2: 624.


الصفحة 393
تصلّي ركعتين تقرأ فيهما يس وتقول بعد فراغك منهما رافعاً يدك إلى السماء: اللّهمّ رادّ الضالة، والهادي من الضلالة، صلّ على محمّد وآل محمّد، واحفظ عليّ ضالتي وارددها إليّ سالمة يا أرحم الراحمين، فإنّها من فضلك وعطائك، يا عباد الله في الأرض، ويا سيارة الله في الأرض، ردّوا عليّ ضالتي فإنّها من فضل الله وعطائه(1).

(16) دعاء لمن قصد إنساناً في حاجة

1494/1 ـ دعاء علّمه أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسن (عليه السلام) إذا قصد إنساناً لحاجة، فاكتب ذلك وأمسكه في يدك اليمنى وتذهب أين شئت:


اللّهمّ إنّي أسألك يا الله يا واحد يا أحد يا وتر يا نور يا صمد، يا من ملأت أركانه السماوات والأرض، (أسألك) أن تسخّر لي قلب فلان ابن فلان كما سخّرت الحيّة لموسى بن عمران (عليه السلام) ، وأسألك أن تسخّر لي قلبه كما سخّرت لسيمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون، وأسألك أن تليّن لي قلبه كما ليّنت الحديد لداود (عليه السلام) ، وأسألك أن تذلّل لي قلبه كما ذلّلت نور القمر لنور الشمس، يا الله هو عبدك ابن أمتك وأنا عبدك ابن أمتك، أخذت بقدميه وناصيته، فسخّره لي حتى يقضي حاجتي هذه وما اُريد إنك على كلّ شيء قدير، وهو على ما هو فيما هو، لا إله إلاّ هو الحيّ القيوم(2).


1495/2 ـ قال العلاّمة المجلسي (قدس سره): وجدت بخطّ الشيخ محمّد بن علي الجبعي (قدس سره)

____________

1- مكارم الأخلاق، في الاستشفاء بالصلاة: 398; البحار 95: 123.

2- مهج الدعوات، من أدعية الحسن (عليه السلام) : 144; البحار 95: 165.


الصفحة 394
قال: قال الشيخ الشهيد ابن مكّي (قدس سره): نقلت من خطّ مغربيّ حدّث معاً في ابن المتوكل، عن الاسكندراني، عن عبد الله بن المبارك، عن ثقة، أنّ علياً (عليه السلام) لمّا حضرته الوفاة قال للحسن ابنه (عليه السلام) :

اُعلّمك شيئاً أصله من كتاب الله، علّمنيه النبي (صلى الله عليه وآله) ، فإذا أردت أن تدعو الله به فادعُ به بعد صلاة الغداة أو بعد صلاة العصر، ثمّ سمّ ما أردت من حوائجك، واعلم أنك إذا ابتدأت به وكّل الله بك ألف ملك يستغفرون لك، واُعطي كلّ ملك قوّة ألف ملك في سرعة الاستغفار، ويبني لك ألف قصر في الجنة، وعشت ما عشت في الدنيا منعماً، ولا يصيبك فيها قتر ولا خلّة، ولا تسأل أحداً من الدنيا كائناً ما كان إلاّ قضى لك، قل:


سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله اكبر، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، فسُبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السماوات والأرض وعشياً وحين تظهرون، يخرج الحيّ من الميت ويخرج الميت من الحيّ ويحيي الأرض بعد موتها، وكذلك تخرجون، سبحان ربك ربّ العزّة عمّا يصفون، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.

سبحان الله ذي الملك والملكوت، سبحان الله ذي العزّة والعظمة والجبروت، سبحان الله الملك الحيّ الذي لا يموت، سبحان العليّ الأعلى، سبحانه وتعالى، سبحان الملك القدّوس ربّ الملائكة والروح، اللّهمّ لك الحمد حمداً يصعد ولا ينفد، ولك الحمد عليّ ومعي وقدّامي وخلفي، يا الله عشراً، يا رحمان عشراً، يا رحيم عشراً، يا ربّ مثله، يا حيّ يا قيوم مثله، يا بديع السماوات والأرض مثله، يا ذا الجلال والاكرام مثله، يا حنّان يا منّان مثله، اللّهمّ صلّ على محمّد



الصفحة 395

وآل محمّد عشراً، وسل حاجتك(1).


(17) دعاء لرفع الهم والكرب

1496/1 ـ عن علي (عليه السلام) :

أنه كان إذا حزّ به أمر خلا في بيت ويقول: يا كهيعص يا نور يا قدّوس يا أوّل الأوّلين ويا آخر الآخرين، يا حيّ يا الله يا رحمن يا رحيم، يردّدها ثلاثاً، اغفر لي الذنوب التي تحل النقم، واغفر لي الذنوب التي تغيّر النعم، واغفر لي الذنوب التي تورث الندم، واغفر لي الذنوب التي تحبس القسم، واغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء، واغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، واغفر لي الذنوب التي تعجّل الفناء، واغفر لي الذنوب التي تزيد الأعداء، واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء، واغفر لي الذنوب التي تردّ الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تمسك غيث السماء، واغفر لي الذنوب التي تظلم الهواء، واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء(2).

1497/2 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]:

ما قال عبد: اللّهمّ ربّ السماوات السبع وربّ العرش العظيم اكفني كل مُهم من حيث شئت من أين شئت، إلاّ أذهب الله تعالى همّه(3).

1498/3 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): يا علي إذا حزّ بك أمر فقل:


اللّهمّ احرسني بعينك التي لا تنام، وأكنفني بكنفك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك عليّ فلا أهلك، وأنت رجائي، رب كم من نعمة


____________

1- البحار 95: 179.

2- كنز العمال 2: 656 ح4999.

3- كنز العمال 2: 122 ح3433; مكارم الأخلاق (للخرائطي): 104 ح491.


الصفحة 396

أنعمتها عليّ قلّ لك عندها شكري، وكم من بلية ا بتليتني بها قلّ لك عندها صبري، فيا من قلّ عند نعمته شكري فلم يحرمني، ويا من قلّ عند بليته صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبداً، ويا ذا النعماء التي لا تحصى أبداً، أسألك أن تصلّي على محمّد وعلى آل محمّد، وبك أدرأ في نحور الأعداء (والجبّارين)(1).


1499/4 ـ الحاكم النيسابوري، أخبرنا عبد الله بن الحسين القاضي بمرو، ثنا الحارث بن أبي اُسامة، ثنا روح بن عبادة، ثنا اُسامة بن زيد، عن محمّد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن شداد، عن عبد الله بن جعفر، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه)قال:

علّمني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا نزل بي كرب أن أقول: لا إله إلاّ الله الحليم الكريم، سبحان الله وتبارك الله ربّ العرش العظيم، والحمد لله ربّ العالمين(2).

1500/5 ـ الطوسي، جماعة، عن أبي المفضّل، عن الحسن بن إبراهيم بن حبيب، عن الحسن بن محمّد بن عبد الواحد، عن الحسن بن الحسين، عن عليّ بن القاسم الكندي، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:

كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا نزل به كرب أو همّ دعا: يا حيّ يا قيوم يا حيّاً لا يموت، يا حيّ لا إله إلاّ أنت، كاشف الغمّ مجيب دعوة المضطرّين، أسألك بأنّ لك الحمد، لا إله إلاّ أنت المنّان بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والاكرام، ورحمان الدنيا والآخرة ورحيمها، ارحمني رحمةً تغنيني بها عن رحمة من سواك يا أرحم الراحمين.

____________

1- كنز العمال 2: 124 ح3441.

2- مستدرك الحاكم 1: 508; كنز العمال 2: 654 ح4992.