مولاي يا مولاي أنت المعطي وأنا السائل، وهل يرحم السائل إلاّ المعطي. مولاي يا مولاي أنت الحيّ وأنا الميّت، وهل يرحم الميّت إلاّ الحي. مولاي يا مولاي أنت الباقي وأنا الفاني، وهل يرحم الفاني إلاّ الباقي. مولاي يا مولاي أنت الدائم وأنا الزائل، وهل يرحم الزائل إلاّ الدائم. مولاي يا مولاي أنت الرازق وأنا المرزوق، وهل يرحم المرزوق إلاّ الرازق. مولاي يا مولاي أنت الجواد وأنا البخيل، وهل يرحم البخيل إلاّ الجواد. مولاي يا مولاي أنت المعافى وأنا المُبتلى، وهل يرحم المُبتلى إلاّ المعافى. مولاي يا مولاي أنت الكبير وأنا الصغير، وهل يرحم الصغير إلاّ الكبير. مولاي يا مولاي أنت الهادي وأنا الضالّ، وهل يرحم الضالّ إلاّ الهادي. مولاي يا مولاي أنت الرحمان وأنا المرحوم، وهل يرحم المرحوم إلاّ الرحمان. مولاي يا مولاي أنت السلطان وأنا الممتحن، وهل يرحم الممتحن إلاّ السلطان. مولاي يا مولاي أنت الدليل وأنا المتحيّر، وهل يرحم المتحيّر إلاّ الدليل. مولاي يا مولاي أنت الغفور وأنا المذنب، وهل يرحم المذنب إلاّ الغفور.
|
مولاي يا مولاي أنت الغالب وأنا المغلوب، وهل يرحم المغلوب إلاّ الغالب. مولاي يا مولاي أنت الرب وأنا المربوب، وهل يرحم المربوب إلاّ الرب. مولاي يا مولاي أنت المتكبّر وأنا الخاشع، وهل يرحم الخاشع إلاّ المتكبّر. مولاي يا مولاي ارحمني برحمتك، وارض عنّي بجودك وكرمك، يا ذا الجود والاحسان، والطول والإمتنان، يا أرحم الراحمين، وصلّى الله على نبيّنا محمّد وآله أجمعين(1).
|
1562/3 ـ من الكتاب العتيق، عن علي (عليه السلام) :
إلهي توعّرت الطرق وقلّ السالكون، فكن اُنسي في وحدتي وجليسي في خلوتي، فإليك أشكو فقري وفاقتي، وبك أنزلت ضرّي ومسكنتي، لأنّك غاية أمنيتي، ومنتهى طلبتي، فيا فرحةً لقلوب الواصلين ويا حياةً لنفوس العارفين، ويا نهاية شوق المحبّين. أنت الذي بفنائك حطّت الرحال، وإليك قصدت الآمال، وعليك كان صدق الإتّكال، فيا مَن تفرّد بالكمال وتسربل بالجمال، وتعزّز بالجلال وجاد بالإفضال، لا تحرمنا منك النوال. إلهي بك لاذت القلوب لأنّك غاية كلّ محبوب، وبك استجارت فرقاً من العيوب، وأنت الذي علمت فحلمت، ونظرت فرحمت، وخبرت وسترت، وغضيت فغفرت، فهل مؤمّلٌ غيرك فيرجى، أم هل ربّ سواك فيخشى، أم هل معبود سواك فيُدعى، أم هل قدم عندك |
____________
1- البحار 94: 109; مفاتيح الجنان، من أعمال مسجد الكوفة: 399.
الشدائد إلاّ وإليك تسعى، فوعزّتك يا سرور الأرواح ويا منتهى غاية الأفراح، إنّي لا أملك غير ذلّي ومسكنتي لديك، وفقري وصدق توكّلي عليك، فأنا الهارب منك إليك، وأنا الطالب منك ما لا يخفى عليك، فإن عفوت فبفضلك، وإن عاقبت فبعدلك، وإن مننت فبجودك، وإن تجاوزت فبدوام خلودك. إلهي بجلال كبريائك أقسمت، وبدوام خلود بقائك آليت، إلهي إني لا برحت مقيماً ببابك حتّى تؤمنني من سطوات عذابك، ولا أقنع بالصفح عن سطوات عذابك حيت أروح بجزيل ثوابك. إلهي عجباً لقلوب سكنت إلى الدنيا وتروّحت بروح المُنى وقد علمت أن ملكها زائل، ونعيمها راحل، وظلّها آفل، وسندها مائل، وحسن نضارة بهجتها حائل، وحقيقتها باطل، كيف لا يشتاق إلى روح ملكوت السماء وأنّى لهم ذلك وقد شغلهم حبُّ المهالك، وأضلّهم الهوى عن سبيل المسالك. إلهي اجعلنا ممن هام بذكرك لبّه، وطار من شوقه إليك قلبه، فاحتوته عليه دواعي محبّتك، فحصل أسيراً في قبضتك. إلهي كيف اُثني وبدء الثناء منك عليك، وأنت الذي لا يعبّر عن ذاته نطق، ولا يعيه سمع، ولا يحويه قلب، ولا يدركه وهمٌ، ولا يصحبه عزم، ولا يخطر على بال، فأوزعني شكرك، ولا تؤمني مكرك، ولا تُنسني ذكرك، وجُد بما أنت أولى أن تجود به يا أرحم الراحمين(1).
|
1563/4 ـ عن الشيخ أبو جعفر محمّد بن بابويه، قال: حدّثني عبد الله بن رفاعة،
____________
1- البحار 94: 111.
المناجاة بالإستخارة
بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهمّ إنّ خيرتك فيما أستخيرك فيه تنيل الرغائب، وتجزل المواهب، وتغنم المطالب، وتطيب المكاسب، وتهدي إلى أجمل المذاهب، وتسوق إلى أحمد العواقب، وتقي مخوف النوائب. اللّهمّ إني أستخيرك فيما عزم رأيي عليه، وقادني عقلي إليه، سهّل اللّهمّ فيه ما توعّر ويسّر منه ما تعسّر، واكفني فيه المهمّ وادفع عنّي كلّ ملمّ، واجعل ربّ عواقبه غُنماً، وخوفه سلماً، وبُعده قرباً، وجدْبهُ خِصباً، وأرسل إليه إجابتي، وأنجح طلبتي، واقض حاجتي، واقطع عنّي عوائقها، وامنع عنّي بوائقها، واعطني اللّهمّ لواء الظفر بالخيرة فيما |
استخرتك، ووفور الغُنم فيما دعوتك، وعوائد الإفضال فيما رجوتك، واقرنه اللّهمّ ربِّ بالنجاح، وخصّه بالصلاح، وأرني أسباب الخيرة واضحة، وأعلام غنمها لائحة، واشدُد خناق تعسّرها، وانعش صريح تيسّرها، وبيّن اللّهمّ ملتبسها، وأطلق محتبسها، ومكّن اُسّها حتّى تكون خيرة مُقبلةً بالغنم، مزيلةً للغرم، عاجلة النفع، باقية الصنع، وإنّك وليُّ المزيد، مبتدئٌ بالجود.
|
المناجاة بالإستقالة
بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهمّ إنّ الرجاء لسعة رحمتك أنطقني باستقالتك، والأمل لأناتك، ورفقك شجّعني على طلب أمانك وعفوك، ولي يا ربّ ذنوب قد واجهتها أوجه الانتقام، وخطايا لاحظتها أعين الإصطلام، واستوجبت بها على عدلك أليم العذاب، واستحققت باجتراحها مبير العقاب، وخفتُ تعويقها الإجابتي، وردّها إيّاي عن قضاء حاجتي وإبطالها لطلبتي، وقطعها لأسباب رغبتي من أجل ما قد أنقض ظهري من ثقلها، وبهظني من الاستقلال بحملها، ثمّ تراجعت ربّ إلى حلمك عن العاصين، وعفوك عن الخاطئين، ورحمتك للمذنبين، فأقبلت بثقتي متوكلا عليك طارحاً نفسي بين يديك، شاكياً بثيّ إليك، سائلا ربّ ما لا أستوجبه من تفريج الغمّ ولا أستحقّه من تنفيس الهمّ، مستقيلا ربّ لك واثقاً مولاي بك. اللّهمّ فامنُن عليّ بالفرج، وتطوّل عليّ بسلامة المخرج، وأدللني برأفتك على سمت المنهج، وأزلني بقدرتك عن الطريق الأعوج، |
وخلّصني من سجن الكرب بإقالتك، وأطلق أسري برحمتك، وظُل عليّ برضوانك، وجُد عليّ بإحسانك، وأقلني عثرتي، وفرّج كربتي وارحم عبرتي، ولا تحجب دعوتي، واشدُد بالإقالة أزري، وقوّي بها ظهري، وأصلح بها أمري، وأطل بها عمري، وارحمني يوم حشري، ووقت نشري، إنّك جواد كريم، غفور رحيم (صلى الله عليه وآله) .
|
المناجاة بالسفر
بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهمّ إني اُريد سفراً فخر لي فيه، وأوضح لي فيه سبيل الرأي وفَهّمنيه، وافتح عزمي بالإستقامة، واشملني في سفري بالسلامة، وأفد علي به جزيل الحظّ والكرامة، واكلأني فيه بحريز الحفظ والحراسة، وجنّبني اللّهمّ وعثاء الأسفار، وسهّل لي حزونة الأوعار، واطوِ ليَ البعيدَ لطول انبساط المراحل، وقرّب منّي بُعدَ نأي المناهل، وباعد في المسير بين خُطى الرواحل، حتّى تُقرّب نياط البعيد، وتُسهّل وعورة الشديد. ولقّني اللّهمّ في سفري نجحَ طائر الواقية، وهَنِّئني غُنَم العافية وخفير الاستقلال ودليل مجاوزة الأهوال، وباعث وفور الكفاية، وسانح خفير الولاية، واجعله اللّهمّ ربّ عظيم السلم، حاصل الغُنم، واجعل اللّهمّ ربِّ الليل ستراً لي من الآفات، والنهار مانعاً من الهلكات، واقطع عنّي قطع لصوصه بقدرتك، واحرسني من وحوشه بقوّتك، حتّى تكون السلامة فيه مصاحبتي، والعافية مقارنتي، واليمن سائقي، واليُسر معانقي، والعُسر مفارقي، والنجح بين مفارقي، والقدر موافقي، والأمر مرافقي، إنّك ذو المنّ والطول، والقوّة والحول، وأنت على كلّ شيء قدير.
|
المناجاة بطلب الرزق
اللّهمّ أرسل عليّ سجال رزقك مدراراً، وأمطِر سحائب إفضالك عليّ غزاراً، وارمِ غيث نيلك إليّ سجالا، وأسبل مزيد نعمك على خلّتي إسبالا، وافقرني بجودك إليك، وأغنني عمّن يطلب ما لديك، وداوِ فقري بدواء فضلك، وانعش صرعة عيلتي بطولك، واجبر كسر خلّتي بنولك، وتصدّق على إقلالي بكثرة عطائك، وعلى اختلالي بكرم حبائك، وسهّل ربّ سبيل الرزق إليّ وأثبت قواعده لديّ. وبجّسْ لي عيون سعة رحمتك، وفجّر أنهار رغد العيش قِبَلي برأفتك ورحمتك، وأجدب أرض فقري، وأخصِب جدب ضرّي، واصرف عنّي في الرزق العوائق، واقطع عنّي من الضيق العلائق، وارمني اللّهمّ من سعة الرزق بأخصَبِ سهامه، واحبُني من رغد العيش بأكثر دوامه. واكسني اللّهمّ سرابيل السعة وجلابيب الدعة، فإنّي ربّ منتظر لانعامك بحذف المضيق، ولتطوّلك بقطع التعويق، ولتفضّلك ببتر التقصير، ولوصل حبلي بكرمك بالتيسير، وأمطر اللّهمّ عليّ سماء رزقك بسجال الديم، واغنني عن خلقك بعوائد النعم، وارم مقاتل الأقتار منّي واحمل كشف الضرّ عنّي، واضرب عنّي الضّيق بسيف الإستيصال، واتحفني ربّ منك بسعة الافضال، وامددني بنموّ الأموال، واحرسني من ضيق الإقلال، واقبض عنّي سوء الجدب، وابسط لي بساط الخصب، وصحّبني بالاستظهار، ومسّني بالتمكن من اليسار، إنّك ذو الطَول العظيم، والفضل العميم، وأنت الجواد الكريم، الملك الغفور الرحيم، اللّهمّ اسقني من ماء رزقك غدقاً، وانهج الي من |
عميم بَذلِكَ طرقاً، وافجأني بالثروة والمال، وأنعشني فيه بالاستقلال.
|
المناجاة بالإستعاذة
بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من ملمّات نوازل البلاء، وأهوال عظائم الضرّاء، فأعذني ربّ من صراعة البأساء، واحجبني من سطوات البلاء، ونجّني من مفاجأة النقم، واحرسني من زوال النعم ومن زلل القدم، واجعلني اللّهمّ ربّ في حمى عزّك وحياطة حرزك من مباغتة الدوائر، ومعاجلة البوادر، اللّهمّ ربّ وأرض البلاء فاخسفها، وعرصة المحن فارجفها، وشمس النوائب فاكسفها، وجبال السوء فانسفها، وكرب الدهر فاكشفها، وعوائق الاُمور فاصرفها، وأوردني حياض السلامة، واحملني على مطايا الكرامة، واصحبني بإقالة العثرة، واشملني بستر العورة، وجُد عليّ ربّ بآلائك، واكشف بلائك ودفع ضرّائك، وادفع عنّي كلاكل عذابك، واصرف عنّي أليم عقابك، وأعذني من بوائق الدهور، وأنقذني من سوء عواقب الاُمور، واحرسني من جميع المحذور، واصدع صفاة البلاء عن أمري، واشلل يده عنّي مدة عمري، إنّك الربّ المجيد، المبدئ المعيد، الفعّال لما تريد.
|
المناجاة بطلب التوبة
بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهمّ إنّي قصدتُ إليك بإخلاص توبة نصوح، وتثبيت عقد صحيح، ودعاء قلب جريح، وإعلان قول صريح، اللّهمّ ربّ فتقبّل منّي إنابة مخلص التوبة، وإقبال سريع الأوبة، ومصارع تجشّع الحوبة، وقابل ربّ توبتي بجزيل الثواب، وكريم المآب وحطّ العقاب، وصرف العذاب وغنم الإياب وستر الحجاب، |
وامح اللّهمّ ربّ بالتوبة ما ثبت من ذنوبي، واغسل بقبولها جميع عيوبي، واجعلها جالية لِرَين قلبي شاخصة لبصيرة لبّي، غاسلة لِدَرني، مطهّرة لنجاسة بدني، مصحّحة فيها ضمري، عاجلةً إلى الوفاء بها مصيري، واقبل ربّ توبتي فإنّها بصدق من إخلاص نيّتي، ومحض من تصحيح بصيرتي، واحتفال في طوّيتي، واجتهاد في نقاء سريرتي، وتثبيت إنابتي، ومسارعة إلى أمرك بطاعتي. واجل اللّهم ربّ عنّي بالتوبة ظلمة الإصرار، وامح بها ما قدّمته من الأوزار، واكسني بها لباس التقوى، وجلابيب الهدى، فقد خلعت رِقَ المعاصي عن جلدي، ونزعتُ سربال الذنوب عن جسدي، متمسّكاً ربّ بقدرتك، مستعيناً على نفسي بعزّتك، مستودعاً توبتي من النكث بخُفرتك، معتصماً من الخذلان بعصمتك، مقرّاً بلا حول ولا قوّة إلاّ بك.
|
المناجاة بطلب الحج
بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهمّ ارزقني الحجّ الذي فرضته على مَن استطاع إليه سبيلا، واجعل لي فيه هادياً وإليه دليلا، وقرّب لي بُعد المسالك، وأعنّي فيه على تأدية المناسك، وحَرِّم بإحرامي على النار جسدي، وزد للسفر في زادي وقوّتي وجلدي، وارزقني ربّ الوقوف بين يديك والإفاضة إليك، وظفرني بالنجح واحبُني بوافر الربح، وأصدرني ربّ من موقف الحج الأكبر إلى مزدلفة المشعر، واجعلها زُلفةً الى رحمتك وطريقاً إلى جنّتك، وقفني موقف المشعر الحرام ومقام وفود الإحرام، وأهلّني لتأدية المناسك، ونحر الهدي التَوامِك، بدم يثُجُّ وأوداج تمُجُّ، وإراقة الدماء المسفوحة من الهدايا المذبوحة، |
وفَريّ أوداجها على ما أمرت، والتنفّل بها كما رسمت، وأحضرني اللّهمّ صلاة العيد راجياً للوعد، حالقاً شعر رأسي ومقصّراً مجتهداً في طاعتك، مشمّراً رامياً للجمار بسبع بعد سبع من الأحجار، وأدخلني اللّهمّ عرصة بيتك وعقوتك، وأولجني محلّ أمنك وكعبتك ومساكينك وسؤالك، ووفدك ومحاويجك، وجُد عليّ اللّهمّ بوافر الأجر من الإنكفاء والنفر، واختم لي مناسك حجّي وانقضاء عَجّي بقبول منك لي ورأفة منك يا غفور يا رحيم يا أرحم الراحمين.
|
المناجاة بكشف الظلم
بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهمّ إنّ ظلم عبادك قد تمكّن في بلادك حتّى أمات العدل وقطع السبل، ومحق الحق، وأبطل الصدق، وأخفى البرّ، وأظهر الشرّ، وأخمد التقوى، وأزال الهدى، وأزاح الخير، وأثبت الضَير، وأنمى الفساد، وقوّي العباد، وبسط الجور، وعدى الطور، اللّهمّ يا ربّ لا يكشف ذلك إلاّ سلطانك، ولا يُجير منه إلاّ امتنانك، اللّهمّ ربّ ما بتر الظلم، وبُتَّ جبال الغشم، وأخمل سوق المنكر، وأعزّ من عنه زجر، واحصد شأفة أهل الجور، وألبسهم الحور بعد الكور، وعجّل لهم البتات وأنزل عليهم المثلات، وأمت حياة المنكرات، ليأمن المخوف ويسكن الملهوف، ويشبع الجائع، ويحفظ الضائع، ويؤوي الطريد ويعود الشريد، ويُغني الفقير، ويُجار المستجير، ويُوقّر الكبير ويُرحم الصغير، ويُعزّ المظلوم ويُذلّ الظلوم، ويُفرج الغمّاء وتسكن الدهماء، ويموت الاختلاف ويحيى الائتلاف، ويعلو العلمُ ويشمل السلم، وتجمل النيّات ويُجمع الشتات، ويقوى الايمان ويُتلى القرآن، إنّك أنت الديّان المنعم المنّان.
|
المناجاة بالشكر لله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهمّ لك الحمد على مردّ نوازل البلاء، وملمّات الضرّاء وكشف نوائب اللأواء، وتوالي سبوغ النعماء، ولك الحمد ربّ على هنيء عطائك ومحمود بلائك، وجليل آلائك، ولك الحمد على إحسانك الكثير وخيرك الغزير، وتكليفك اليسير، ودفعك العسير، ولك الحمد يا ربّ على تثميرك قليل الشكر وإعطائك وافر الأجر، وحطّك مُثقل الوزر، وقبولك ضيّق العذر، ووضعك باهظ الإصر، وتسهيلك موضع الوَعر، ومنعك مُفظع الأمر، ولك الحمد على البلاء المصروف ووافر المعروف، ودفع المخوف وإذلال العسوف، ولك الحمد على قلّة التخفيف وتقوية الضعيف، وإغاثة اللهيف، ولك الحمد على سعة إمهالك ودوام إفضالك وصرف مِحالك، وحميد فعالك، وتوالي نوالك، ولك الحمد على تأخير مُعالجة العقاب، وترك مغافصة العذاب، وتسهيل طُرق المآب، وانزال غيث السحاب، إنّك أنت المنّان الوهّاب.
|
المناجاة بطلب الحاجة
بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهمّ جدير مَن أمرته بالدعاء أن يدعوك ومَن وعدتَه بالإجابة أن يرجوك، ولي اللّهمّ حاجة قد عجزت عنها حيلتي، وكلّت فيها طاقتي، وضعفت عن مرامها قدرتي، وسوّلت لي نفسي الأمارة بالسوء وعدوّي الغَرور الذي أنا منه مُبتلى أن أرغب فيها إلى ضعيف مثلي ومن هو في النكول شكلي، حتّى تداركتني رحمتك وبادرتني بالتوفيق رأفتك، ورددت عليّ عقلي بتطوّلك، وألهمتني رُشدي بتفضّلك وأحييت بالرجاء لك قلبي، وأزلت خُدعة |
عدوّي عن لُبّي وصحّحت بالتأميل فكري، وشرحت بالرجاء لإسعافك صدري، وصوّرت لي الفوز ببلوغ ما رجوته، والوصول إلى ما أملته، فوقفت اللّهمّ ربّ بين يديك سائلا لك ضارعاً إليك، واثقاً بك متوكّلا عليك في قضاء حاجتي وتحقيق اُمنيتي، وتصديق رغبتي، فأنجح اللّهمّ حاجتي بأيمن نجاح، واهدها سبيل الفلاح، وأعذني اللّهمّ ربّ بكرمك من الخيبة والقنوط والإناءة والتثبيط بهَنيء إجابتك وسابغ موهبتك، إنّك مليّ وليّ وعلى عبادك بالمنائح الجزيلة وفيّ، وأنت على كلّ شيء قدير، وبكلّ شيء محيط، وبعبادك خبير بصير(1).
|
1564/5 ـ ومن مناجاته (عليه السلام) :
إلهي كأنّي بنفسي قد أضجعت في حفرتها وانصرف عنها المشيّعون من جيرتها، وبكى الغريب عليها لغربتها، وجاد عليها المشفقون من جيرتها (عشيرتها)، وناداها من شفير القبر ذو مودّتها، ورحمها المعادي لها في الحياة عند صرعتها، ولم يخف على الناظرين ضرّ فاقتها، ولا على من رآها قد توسّدت الثرى وعجز حيلتها، فقلتَ ملائكتي فريدٌ نأى عنه الأقربون، وبعيدٌ جفاه الأهلون، نزل بي قريباً وأصبح في اللحد غريباً، وقد كان لي في دار الدنيا داعياً، ولنظري له في هذا اليوم راجياً، فيحسنُ عند ذلك ضيافتي، وتكون أشفق عليّ من أهلي وقرابتي(2).
|
____________
1- البلد الأمين: 516-521; البحار 94: 113.
2- البحار 94: 93; الدعوات، باب دعاء العليل: 179 ح497.
إلهي لولا ما جَهِلتُ من أمري ما شكوتُ عثراتي، ولولا ما ذكرتُ من الإفراط ما سفحَتْ عبراتي. إلهي فامحُ مثبتات العثرات بمرسلات العبرات، وهَب كثير السيّئات لقليل الحسنات. إلهي إن كنتَ لا ترحم إلاّ المجدّين في طاعتك فإلى مَن يفزع المقصّرون، وإن كنتَ لا تقبل إلاّ من المجتهدين فإلى مَن يَلتجئ المخطِئون، وإن كنتَ لا تُكرم إلاّ أهل الاحسان فكيف يصنع المُسيئون، وإن كان لا يفوز يوم الحشر إلاّ المتّقون فبمن يستغيث المذنبون. إلهي إن كان لا يجوز على الصراط إلاّ مَن أجازته براءةُ عمله فأنّى بالجواز لمن لم يتُب إليك قبل حلول أجله. إلهي إن حُجِبَ عن مُوحّديك نَظَرُ تعمّد لجناياتهم أوقَعَهم غضبك بين المشركين في كُرُباتهم. إلهي فأوجِب لنا بالإسلام مَذخورَ هِباتك، واستصفِ لنا ما كدّرته الجرائم بصفحِ صِلاتِك. إلهي ارحم غُربتنا إذا تضمّنتنا بطونُ لحودنا، وعميت علينا باللّبن |
سقوف بيوتنا، واُضجِعنا على الإيمان في قبورنا، وخُلِّفنا فرادى في أضيق المضاجِع، وصَرَعتنا المنايا في أنكر المصارع، وصِرنا في ديار قوم كأنها مأهُولَةٌ وهي منهم بلاقِع. إلهي فإذا جئناك عُراة مُغبرّة من ثرى الأجداث رؤوسنا، وشاحِبةً من تُراب الملاحِدِ وجوهُنا، وخاشعة من أهوال القيامة أبصارنا، وجائعةً من طول القيام بطوننا، وبادية هناك للعيون سَوآتنا، ومثقلةً من أعباء الأوزار ظهورنا، ومشغولين بما قد دَهانا عن أهلينا وأولادنا، فلا تُضاعِف علينا المصائب بإعراض وجهك الكريم عنّا، وسلبِ عائدة ما مثّله الرجاء منّا. إلهي ما حَنّت هذه العيونُ إلى بكائها، ولا جادت مُتَسرّبةً بمائها، ولا شَهرتَ بنحيب المثكلات فقدَ عزائها، إلاّ لما سلف من نفورها وإبائها، وما دعاها إليه عواقب بلائها، وأنت القادر يا كريم على كشف غمائها. إلهي ثبّت حلاوة ما يستعذبُه لساني من النطق في بلاغته بزهادة ما يرفعه قلبي من النُصح في دلالته. إلهي أمرت بالمعروف وأنت أولى به من المأمورين، وأمرت بصَلَةِ السؤال وأنت خير المسؤولين. إلهي كيف يقبِلُ بنا اليأسُ عن الإمساك كما لَهِجنا بطِلابه، وقد ادّرعنا من تأميلنا إيّاك أسبغَ أثوابِهِ. إلهي إذا تلونا من صفاتك شديدَ العقاب أشفقنا، وإذا تلونا منها الغفور الرحيم فرحنا فنحن بين أمرين: لا يؤمّنا سخطُك ولا تؤيسنا رحمتُك.
|
إلهي إن قَصَّرَت بنا مساعينا عن استحقاق نظرك فما قصّرت رحمتُك بنا عن دفاع نِقمتك. إلهي كيف تفرح بصحبة الدنيا صدورنا، وكيف تلتئم في عمرانها اُمورنا، وكيف يخلُصُ فيها سرورنا، وكيف يملكُنا باللهو واللعب غرورنا، وقد دعتنا باقتراب آجالنا قبورنا. إلهي كيف نبتهجُ بدار حُفِرَت لنا فيها حفائر صرعتها، وقلّبتنا بأيدي المنايا حبائل غدرتها، وجرّعتنا مكرَهين جرع مرارتها، ودلّتنا العِبرُ على انقطاع عيشتها. إلهي فإليك نلتجئ من مكائد خدعَتِها، وبك نستعين على عبور قنطرتها، وبك تستعصم الجوارح على خلاف شهوتها، وبك نستكشف جلابيب حيرتها، وبك يقوم من القلوب استِصعابُ جهالتها. إلهي كيف للدور أن تمنع من فيها من طوارق الرزايا وقد اُصيبَ في كلّ دار سهمٌ من أسهم المنايا. إلهي ما نفجعُ بأنفسنا عن الديار إن لم توحِشنا هناك من مرافقة الأبرار. إلهي ما تضرّنا فُرقة الإخوان والقرابات إذا قرّبتنا منك يا ذا العَطيّات. إلهي ارحمني إذا انقطع من الدنيا أثري وامَّحى من المخلوقين ذكري، وصِرتُ في المنسيين كمن قد نُسِيَ. إلهي كبر سِنّي ودَقّ عظمي ورقّ جلدي، ونال الدهرُ منّي واقترب أجلي، ونَفِدَت أيامي، وذهبت شهوتي، وبقيت تبعتي، وامتحت |