الصفحة 400

الباب السابع:

في الإفطار للعلل العارضة وحدّه

3000/1 ـ عليّ بن الحسين المرتضى، نقلا من (تفسير النعماني) بإسناده، عن علي (عليه السلام) قال في بيان الرخصة التي هي الإطلاق بعد النهي:

ومثله قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} إلى قوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَر فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّام أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}(1) فانتقلت الفريضة اللاّزمة للرجل الصحيح لموضع القدرة وزالت الضرورة تفضّلا على العباد(2).

3001/2 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: لما أنزل الله عزّ وجلّ فريضة شهر رمضان وأنزل: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين}(3) أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيخ كبير متوكّئاً بين رجلين فقال: يا رسول الله هذا شهر مفروض وأنا لا اُطيق الصيام، فقال

____________

1- البقرة: 185.

2- رسالة المحكم والمتشابه: 29; وسائل الشيعة 7: 126.

3- البقرة: 184.


الصفحة 401
(رسول الله (صلى الله عليه وآله)): اذهب فكل وأطعم عن كلّ يوم نصف صاع، وإن قدرت أن تصوم اليوم واليومين، وما قدرت فصم.

وأتته امرأة فقالت: يا رسول الله إنّي امرأة حُبلى، وهذا شهر رمضان مفروض، وأنا أخاف على ما في بطني إن صمت، فقال لها: انطلقي فافطري، وإذا أطقت فصومي. وأتته امرأة ترضع فقالت: يا رسول الله، هذا شهر مفروض، وإن صمته خفت أن ينقطع لبني فيهلك ولدي، فقال لها: انطلقي فافطري، وإذا أطقتِ صومي، وأتاه صاحب عطش، فقال: يا رسول الله هذا شهر مفروض، ولا أصبر عن الماء ساعة إلاّ تخوّفت الهلاك، قال: انطلق فأفطر فإذا أطقت فصم.

فصار الشيخ الفاني هاهنا بمنزلة العليل بالعلّة المزمنة التي لا يُرجى برؤها، فيقضي صاحبها ما أفطر، فعليه أن يُطعم، وكذلك العجوز الكبيرة التي لا تستطيع الصوم، والحامل والمرضع في حال العليل الذي يخاف على نفسه، تفطران وتقضيان إذا قدرتا، وصاحب العطش في حال العليل(1).

3002/3 ـ عن علي (عليه السلام) قال: حدّ المرض الذي يجب على صاحبه فيه عدّة من أيّام اُخر كما يجب في السفر لقول الله عزّ وجلّ: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَر فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّام أُخَرَ}(2) أن يكون العليل لا يستطيع أن يصوم، أو يكون إن استطاع الصوم زاد في علّته وخاف على نفسه، وهو مؤتمن على ذلك مفوّض إليه فيه، فإن أحسّ ضعفاً فليفطر، وإن وجد قوّة على الصوم فليصم، كان المرض ما كان.

فإذا أفاق العليل من علّته واستطاع الصوم صام، كما قال الله عزّ وجلّ: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّام أُخَرَ}(3) بعدد ما كان عليلا لا يقدر على الصوم، أفطر في ذلك أو أمسك عن

____________

1- دعائم الإسلام 1: 278; البحار 96: 327.

2- البقرة: 185.

3- الأعلى: 14 ـ 15.


الصفحة 402
الطعام، فإن كانت علّته علّة مزمنة لا يُرجى منها إفاقة أو تمادت به إلى أن أهلّ عليه شهر رمضان آخر، فليطعم عن كلّ يوم مضى له من شهر رمضان، وهو فيه مريض، مسكيناً واحداً، نصف صاع من طعام(1).

____________

1- دعائم الإسلام 1: 278; البحار 96: 326.


الصفحة 403

الباب الثامن:

في المستحبّات والمكروهات

3003/1 ـ محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن القاسم ابن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه (عليهم السلام)، أنّ علياً (عليه السلام) قال: يستحبّ للرجل أن يأتي أهله أوّل ليلة من شهر رمضان، لقول الله عزّ وجلّ: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ}(1) والرفث المجامعة(2).

3004/2 ـ محمّد بن الحسن، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين اُقبّل وأنا صائم؟ فقال له: عفّ صومك فإنّ بدء القتال اللّطام(3).

____________

1- البقرة: 187.

2- الكافي 4: 180; وسائل الشيعة 7: 255; تفسير البرهان 1: 186; البحار 97: 348; من لا يحضره الفقيه 2: 173 ح2052; الخصال، حديث الأربعمائة: 612.

3- تهذيب الأحكام 4: 272; علل الشرائع: 386; الاستبصار 2: 82.


الصفحة 404
3005/3 ـ بأسانيد عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام): قال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): ثلاثة لا يعرض أحدكم نفسه لهنّ وهو صائم: الحمام، والحجامة، والمرأة الحسناء(1).

3006/4 ـ عن علي (رضي الله عنه): أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) مرّ برجل يحتجم في ثماني عشرة من رمضان، فقال: أفطر الحاجم والمحجوم(2).

3007/5 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي (عليه السلام)، أنّه كان يكره للصائم أن يحتجم مخافة أن يعطش فيفطر(3).

3008/6 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أفطر عند قوم قال: أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلّت عليكم الأخيار(4).

3009/7 ـ عن علي (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أفطر قال: اللّهمّ لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا، فتقبّل منّا، ذهب الظمأ وامتلأت العروق وبقي الأجر إن شاء الله تعالى(5).

3010/8 ـ جعفر بن أحمد القمي (رحمه الله)، عن ابن (أبي) مريم، قال: قال علي (عليه السلام): لا يدخل الصائم الحمّام، ولا يحتجم، ولا يتعمّد صوم يوم الجمعة، إلاّ أن يكون من أيّام صيامه(6).

____________

1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 39; وسائل الشيعة 7: 55.

2- سنن البيهقي 4: 265.

3- الجعفريات: 61; مستدرك الوسائل 7: 325 ح8305; من لا يحضره الفقيه 2: 110 ح1865; وسائل الشيعة 7: 55; البحار 96: 277; نوادر الراوندي: 37.

4- الجعفريات: 60; مستدرك الوسائل 7: 355 ح8396.

5- دعائم الإسلام 1: 280; مستدرك الوسائل 7: 359 ح8411; الجعفريات: 60.

6- العروس: 157; البحار 96: 278; مستدرك الوسائل 7: 508 ح8766.


الصفحة 405
3011/9 ـ الصدوق، حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عليّ بن موسى الكميذاني، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحسين، عن محمّد بن عبيد، عن عتبة ابن هارون، قال: حدّثنا أبو يزيد، عن حصين، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار والدعاء، فأمّا الدعاء فيدفع عنكم به البلاء، وأمّا الإستغفار فتمحى به ذنوبكم(1).

3012/10 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أما يستحي أحدكم ألاّ يصبر يوماً إلى الليل، إنّه كان يقال: إنّ بدّو القتال اللّطام(2).

3013/11 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قرأ في شهر رجب و شعبان وشهر رمضان كلّ يوم وليلة فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وقل يا أيّها الكافرون، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ بربّ الناس، وقل أعوذ بربّ الفلق ثلاث مرّات، ويقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ثلاث مرّات، ثمّ يصلّي على النبي (صلى الله عليه وآله) ثلاث مرّات، ثمّ يقول: اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ثلاث مرّات وعلى كلّ نبي، ثمّ يقول: اللّهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات ثلاث مرّات، ثمّ يقول: أستغفر الله وأتوب إليه أربعمائة مرّة.

ثمّ قال النبي (صلى الله عليه وآله): والذي نفسي بيده، من قرأ هذه السور وفعل ذلك كلّه في الشهور الثلاثة ولياليها لا يفوتها (لا يفوته) شيء، لو كانت ذنوبه عدد قطر المطر وورق الشجر وزبد البحر، غفرها الله له، وأنّه ينادي مناد يوم الفطر يقول: يا عبدي أنت وليّي حقاً حقاً ولك عندي بكلّ حرف قرأته شفاعة في الاخوان والأخوات بكرامتك عليّ.

____________

1- أمالي الصدوق، المجلس 15: 59; من لا يحضره الفقيه 2: 108 ح1858; وسائل الشيعة 7: 220; البحار 96: 378; فضائل الأشهر: 76 ح59.

2- فقه الرضا (عليه السلام): 212; من لا يحضره الفقيه 2: 113 ح1875; وسائل الشيعة 7: 69; البحار 96: 291; المقنع: 188.


الصفحة 406
ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحقّ نبيّاً أنّ من قرأ هذه السور وفعل ذلك في هذه الشهور الثلاثة ولياليها ولو في عمره مرّة واحدة أعطاه الله بكلّ حرف سبعين ألف حسنة، كلّ حسنة عند الله أثقل من جبال الدنيا، ويقضي الله له سبعمائة حاجة عند نزوعه، وسبعمائة حاجة في القبر وسبعمائة حاجة عند خروجه من قبره، ومثل ذلك تطاير الصحف ومثله عند الميزان ومثله عند الصراط، ويظلّه الله تعالى تحت ظلّ عرضه، ويحاسبه حساباً يسيراً ويشيّعه سبعون ألف ملك إلى الجنّة، ويقول الله تعالى: خذها لك في هذه الأشهر، ويذهب به إلى الجنّة وقد اُعدّ له ما لا عين رأت ولا اُذن سمعت(1).

3014/12 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) أنّه قال: في مسافر يقدم بلده وقد كان مفطراً أوّل النهار، فيدخل عند الظهر، قال: يكفّ عن الطعام أحبّ إليّ(2).

3015/13 ـ وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام) أنّه قال في حديث: إن هي اغتسلت من حيضها وجاء زوجها من سفر، فليكفّ عن مجامعتها فهو أحبّ إليّ إذا جاء في شهر رمضان(3).

3016/14 ـ وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام) في المرأة إذا حاضت فاغتسلت نهاراً، قال: تكفّ عن الطعام أحبّ إليّ(4).

3017/15 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه رآه عدي بن حاتم وبين يديه شنة فيه قراح ماء وكسرات من خبز شعير وملح، فقال: إنّي لا أرى لك يا أمير المؤمنين لتظلّ

____________

1- أعلام الدين: 355; مستدرك الوسائل 7: 482 ح8706; البحار 96: 381.

2- الجعفريات: 60; مستدرك الوسائل 7: 381 ح8470; البحار 96: 328.

3- الجعفريات: 61; مستدرك الوسائل 7: 384 ح8480.

4- الجعفريات: 61; مستدرك الوسائل 7: 392 ح8502.


الصفحة 407
نهارك طاوباً مجاهداً، وبالليل ساهراً مكابداً، ثمّ يكون هذا فطورك؟ فقال (عليه السلام): علّل النفس بالقنوع وإلاّ طلبت منك فوق ما يكفيها(1).

3018/16 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من عبد يصبح صائماً فيُشتَم فيقول: سلام عليكم إنّي صائم، إلاّ قال الله تعالى: استجار عبدي من عبدي بالصيام فادخلوه جنّتي(2).

3019/17 ـ أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر، عن أبيه، أنّ علياً (عليه السلام) كان يستحبّ أن يفطر على اللبن(3).

3020/18 ـ عليّ بن الحسن، عن محمّد بن الحسن بن أبي الجهم، عن عبد الله بن ميمون القدّاح، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) قال: جاء قنبر مولى عليّ (عليه السلام) بفطره إليه قال: فجاء بجراب فيه سويق عليه خاتم، قال: فقال له رجل: يا أمير المؤمنين إنّ هذا لهو البخل تختم على طعامك! قال: فضحك علي (عليه السلام)، قال: ثمّ قال: أو غير ذلك؟ لا أحبّ أن يدخل بطني شيء إلاّ أعرف سبيله، قال: ثمّ كسر الخاتم فأخرج منه سويقاً فجعل منه في قدح فأعطاه إيّاه، فأخذ القدح فلمّا أراد أن يشرب، قال: بسم الله اللّهمّ لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبّل منّا إنّك أنت السميع العليم(4).

3021/19 ـ عن علي (عليه السلام): أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما على الرجل إذا تكلّف له أخوه طعاماً فدعاه إليه وهو صائم أن يفطر ويأكل من طعام أخيه، ما لم يكن صيامه فريضة أو في نذر، أو كان قد مال النهار(5).

____________

1- مناقب ابن شهر آشوب 2: 98; مستدرك الوسائل 7: 365 ح8427.

2- الجعفريات: 60; مستدرك الوسائل 7: 370 ح8444.

3- تهذيب الأحكام 4: 199; وسائل الشيعة 7: 114; المحاسن 2: 291 ح1957.

4- تهذيب الأحكام 4: 200; وسائل الشيعة 7: 114.

5- دعائم الإسلام 1: 285، مستدرك الوسائل 7: 363 ح8421.


الصفحة 408
3022/20 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فطرك لأخيك المسلم وإدخالك السرور عليه أعظم أجراً من صيامك(1).

3023/21 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]: من فطّر صائماً كان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شيئاً، وما عمل الصائم من البرّ كان لصاحب الطعام مثل أجره ما دام فيه قوّة الطعام(2).

3024/22 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: السنّة تعجيل الفطر وتأخير السحور، والإبتداء بالصلاة ـ يعني صلاة المغرب قبل الفطر ـ إلاّ أن يحضر الطعام، فإن حضر بُدئ به ثمّ صلّى، ولم يدع الطعام ويقوم إلى الصلاة(3).

3025/23 ـ عن علي (عليه السلام): أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) اُتي بكتف جزور مشويّة، وقد أذّن بلال، فأمره فكفّ هنيهة حتّى أكل وأكلنا معه، ثمّ عاد بلبن فشرب وشربنا، ثمّ أمر بلالا فأقام وصلّى وصلّينا معه(4).

3026/24 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: إنّ الله تبارك وتعالى وملائكته يصلّون على المستغفرين والمتسحّرين بالأسحار، فليتسحّر أحدكم ولو بشربة من ماء (فإنّ في ذلك بركة، لا يزال الرجل المتسحّر من تلك البركة شبعاناً ريّاناً يومه) وهو فصل ما بين صومكم وصوم النصارى أكلة السحر(5).

3027/25 ـ الطوسي، أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، قال:

____________

1- الجعفريات: 60; مستدرك الوسائل 7: 362 ح8419.

2- كنز العمال 8: 459 ح23656.

3- دعائم الإسلام 1: 280; مستدرك الوسائل 7: 362 ح8418.

4- دعائم الإسلام 1: 280; مستدرك الوسائل 7: 362 ح8418.

5- البحار 97: 343; وسائل الشيعة 7: 104; من لا يحضره الفقيه 2: 136 ح1961; المقنع: 204.


الصفحة 409
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الدعبلي، عن أبيه، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام)، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: من أفضل سحور الصائم السويق بالتمر(1).

3028/26 ـ قال علي (عليه السلام): وأفضل السحور السويق والتمر، ومطلق لك الطعام والشراب إلى أن تستيقن طلوع الفجر(2).

3029/27 ـ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب بن عبد العزيز أبو عليّ الآمدي، قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن رفاعة ـ يعني ابن موسى ـ، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تعاونوا بأكلة السحر على صيام النهار، وبالقائلة على قيام الليل(3).

3030/28 ـ عن علي (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: تسحّروا ولو بشربة ماء، وأفطروا ولو على شقّ تمرة(4).

3031/29 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]: تسحّروا ولو بشربة من ماء، وأفطروا ولو على شربة من ماء(5).

3032/30 ـ عن علي (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): السحور بركة، ولله ملائكة يصلّون على المستغفرين بالأسحار وعلى المتسحّرين، وأكلة السحور فرق ما بيننا وبين أهل الملل(6).

3033/31 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن

____________

1- أمالي الطوسي، المجلس 13: 366 ح776; البحار 96: 310.

2- إقبال الأعمال، باب أعمال سحر شهر رمضان: 82.

3- أمالي الطوسي، المجلس 17: 497 ح1089.

4- دعائم الإسلام 1: 271; البحار 96: 310.

5- كنز العمال 8: 525 ح23970.

6- دعائم الإسلام 1: 271; البحار 96: 311.


الصفحة 410
جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الله وملائكته يصلّون على المتسحّرين(1).

3034/32 ـ محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام): أنّ علياً (عليه السلام) كره المسك أن يتطيّب به الصائم(2).

3035/33 ـ محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عليّ الخزاز، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليه السلام): أنّه كره السعوط للصائم(3).

3036/34 ـ محمّد بن يعقوب، عن إبراهيم بن هاشم،عن برّاق الاصبهاني، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: لا بأس بالكحل للصائم، وكره السعوط للصائم(4).

3037/35 ـ عبد الله بن جعفر، عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، أنّ علياً (عليه السلام) كان لا يرى بالكحل للصائم بأساً إذا لم يجد طعمه(5).

3038/36 ـ عبد الله بن جعفر، عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال: كان علي (عليه السلام) يستاك وهو صائم في أوّل النهار وفي آخره في شهر رمضان(6).

3039/37 ـ وبهذا الاسناد، قال: قال علي (عليه السلام): لا بأس بأن يستاك الصائم بالسواك

____________

1- الجعفريات: 63; مستدرك الوسائل 7: 355 ح8397.

2- الكافي 4: 112; وسائل الشيعة 7: 65; تهذيب الأحكام 4: 266.

3- تهذيب الأحكام 4: 314; وسائل الشيعة 7: 28.

4- وسائل الشيعة 7: 28; تهذيب الأحكام 4: 314.

5- قرب الاسناد: 89 ح295; البحار 96: 272; وسائل الشيعة 7: 53.

6- قرب الاسناد: 89 ح296; البحار 96: 272; وسائل الشيعة 7: 60.


الصفحة 411
الرطب في أوّل النهار وآخره، فقيل: لعلّ في السواك رطوبة، فقال: المضمضة بالماء أرطب منه، وقال علي (عليه السلام): فإن قال قائل: لابدّ من المضمضة لسنّة الوضوء، قيل له: فإنّه لابدّ من السواك للسنّة التي جاء بها جبرئيل (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)(1).

3040/38 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: لا يستاك الصائم بالعشي، ولكن بالليل فإنّ يبوس شفتي الصائم نور بين عينيه يوم القيامة(2).

3041/39 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشيّ، فإنّه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشيّ إلاّ كانت نوراً بين عينيه يوم القيامة(3).

3042/40 ـ عليّ بن موسى بن طاووس، قال: من كتاب (الأغسال) لأحمد بن محمّد بن عياش بإسناده، عن علي (عليه السلام) في حديث: عن النبي (صلى الله عليه وآله): حتّى إذا كان أوّل ليلة من العشر قام فحمد الله وأثنى عليه وقال مثل ذلك ثمّ قام وشمّر وشدّ المئزر وبرز من بيته، واعتكف وأحيى الليل كلّه، وكان يغتسل كلّ ليلة منه بين العشاءين(4).

3043/41 ـ عن علي (عليه السلام)، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يطوي فراشه ويشدّ مئزره في العشر الأواخر من شهر رمضان، وكان يوقظ أهله ليلة ثلاث وعشرين، وكان يرشّ وجوه النيام بالماء في تلك الليلة، وكانت فاطمة (عليها السلام) لا تدع أحداً من أهلها ينام تلك الليلة، وتداويهم بقلّة الطعام وتتأهّب لها من النهار، وتقول: محروم من حُرم خيرها(5).

____________

1- قرب الاسناد: 89 ح297; وسائل الشيعة 7: 60; البحار 96: 272; الاستبصار 2: 92; تهذيب الأحكام 4: 263.

2- كنز العمال 8: 617 ح24408.

3- كنز العمال 8: 617 ح24409.

4- اقبال الأعمال: 21; وسائل الشيعة 2: 953.

5- دعائم الإسلام 1: 282; مستدرك الوسائل 7: 470 ح8680.


الصفحة 412
3044/42 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أيقظ أهله ورفع المئزر(1).

3045/43 ـ عن الحسن بن القاسم المحمّدي، عن محمّد بن علي بن الفضل، عن محمّد بن محمّد بن محمّد بن رباح، عن عمّه عليّ بن محمّد، عن إبراهيم بن سليمان بن حبّان، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن عبد الرحمن اليشكري، عن أبي إسحاق، عن الحارث بن عبد الله، عن علي (عليه السلام) قال: إن استطعت أن تحافظ على ليلة الفطر وليلة النحر، وأوّل ليلة من المحرّم، وليلة عاشوراء، وأوّل ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان فافعل، واكثر فيهنّ من الدعاء والصلاة وتلاوة القرآن(2).

____________

1- كنز العمال 8: 631 ح24470.

2- البحار 97: 88; مصباح المتهجد: 783.


الصفحة 413

الباب التاسع:

ما يستحب صومه من الأيام

3046/1 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: من صام يوم الجمعة محتسباً فكأنّما صام ما بين الجمعتين، ولكن لا يخصّ يوم الجمعة بالصوم وحده، إلاّ أن يصوم معه غيره قبله أو بعده، لأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى أن يخصّ يوم الجمعة بالصوم من بين الأيّام(1).

3047/2 ـ عن علي (رضي الله عنه) رفعه: من صام يوم الجمعة صبراً واحتساباً، اُعطي عشرة أيّام غرر زهر لا تشاكلهنّ أيّام الدنيا(2).

3048/3 ـ الصدوق بإسناده، عن علي (عليه السلام) قال: صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر، أربعاء بين خميسين، وصوم شعبان يذهب بوسواس الصدر، وبلابل القلب، إلى أن قال: صوموا ثلاثة أيّام في كلّ شهر، فهي تعدل صوم الدهر، ونحن نصوم خميسين بينهما أربعاء; لأنّ الله عزّ وجلّ خلق جهنّم يوم الأربعاء(3).

____________

1- دعائم الإسلام 1: 285; مستدرك الوسائل 7: 508 ح8765; البحار 97: 124.

2- ربيع الأبرار 1: 94.

3- الخصال، حديث الأربعمائة: 612 و623; وسائل الشيعة 7: 309.


الصفحة 414
3049/4 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز، قال: قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): ما جاء في الصوم في يوم الأربعاء؟ فقال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ الله عزّ وجلّ خلق النار يوم الأربعاء فأوجب (فأحبَّ) صومه ليتعوّذ به من النار(1).

3050/5 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): دخلت الجنّة فرأيت أكثر أهلها الذين يصومون أيّام البيض(2).

3051/6 ـ الصدوق، حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن موسى بن بابويه القمي (رحمه الله) قال: حدّثنا عليّ بن عبد الله الورّاق، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، عن محمّد بن يزيد، عن سفيان الثوري، قال: حدّثني جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أخيه الحسن، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: من صام يوماً من رجب في أوّله أو في وسطه أو في آخره غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ومن صام ثلاثة أيّام من رجب في أوّله، وثلاثة أيّام في وسطه، وثلاثة أيّام في آخره، غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ومن أحيا ليلة من ليالي رجب أعتقه الله من النار وقبل شفاعته في سبعين ألف رجل من المذنبين، ومن تصدّق بصدقة في رجب ابتغاء وجه الله أكرمه الله يوم القيامة في الجنّة من الثواب بما لا عين رأت ولا اُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر(3).

____________

1- الكافي 4: 93; وسائل الشيعة 7: 310; ثواب الأعمال: 80; البحار 97: 101.

2- الجعفريات: 59; مستدرك الوسائل 7: 515 ح8785; البحار 97: 80.

3- أمالي الصدوق، المجلس 81: 435; وسائل الشيعة 7: 354; البحار 97: 33; فضائل الأشهر الثلاثة: 37 ح15.


الصفحة 415
3052/7 ـ الشيخ، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن محمّد بن همّام، قال: وأخبرنا أبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس البزّاز، عن أحمد بن محمّد بن عيّاش، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله السمّاك في جامع المدينة سنة أربعين وثلاثمائة، عن إسحاق بن إبراهيم الختلّي، عن الحسن بن علي بن يزيد الأكفاني، عن أبيه، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ رجباً شهر عظيم من صام منه يوماً كتب الله له صوم ألف سنة، ومن صام منه يومين كتب الله له صوم ألفي سنة، ومن صام منه ثلاثة أيّام كتب الله له صوم ثلاثة آلاف سنة، ومن صام من رجب سبعة أيّام غلقت عنه أبواب جهنّم، ومن صام ثمانية أيّام فتحت له أبواب الجنّة الثمانية، فيدخل من أيّها شاء، ومن صام خمسة عشر يوماً بُدّلت سيّئاته حسنات، ونادى مناد من السماء: قد غُفِرَ لك فاستأنف العمل، ومن زاد زاده الله عزّ وجلّ(1).

3053/8 ـ روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه كان يصوم رجباً ويقول: رجب شهري، وشعبان شهر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وشهر رمضان شهر الله عزّ وجلّ(2).

3054/9 ـ قال علي (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصوم شعبان ورمضان يصلهما، ويقول: هما شهرا الله، هما كفّارة ما قبلهما وما بعدهما(3).

3055/10 ـ قال علي (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصوم شعبان ورمضان يصلهما ويقول: هما شهرا الله، وهما كفّارة ما قبلهما وما بعدهما(4).

3056/11 ـ الصدوق، حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدّثنا عليّ بن

____________

1- البحار 97: 54; في الأمالي غير موجود.

2- مسار الشيعة: 56; وسائل الشيعة 7: 356; مصباح المتهجد: 734.

3- دعائم الإسلام 1: 284، مستدرك الوسائل 7: 541 ح8844.

4- دعائم الإسلام 1: 284; مستدرك الوسائل 7: 540 ح8844; البحار 97: 80.


الصفحة 416
إبراهيم بن هشام، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) في حديث قال: من صام شعبان محبّة لنبيّ الله (صلى الله عليه وآله) وتقرّباً إلى الله عزّ وجلّ أحبّه وقرّبه من كرامته يوم القيامة وأوجب إليه الجنّة(1).

3057/12 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تتزيّن السماوات في كلّ خميس من شعبان، فتقول الملائكة: إلهنا اغفر لصائمه وأجب دعائهم، إلى أن قال: ومن صام فيه يوماً واحداً حرّم الله جسده على النار(2).

3058/13 ـ الإمام العسكري (عليه السلام): ولقد مرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) على قوم من أخلاط المسلمين، ليس فيهم مهاجري ولا أنصار، وهم قعود في بعض المساجد في أوّل يوم من شعبان، إذا هم يخوضون في أمر القدر وغيره ممّا اختلف فيه الناس، قد ارتفعت أصواتهم واشتدّ فيهم مُحكهم (وجدالهم) فوقف (عليه السلام) عليهم، فسلّم، فردّوا عليه وأوسعوا وقاموا إليه يسألونه القعود إليهم، فلم يحفل بهم، ثمّ قال لهم وناداهم: يا معشر المتكلّمين فيما لا يعنيهم ولا يرد عليهم، إلى أن قال: يا معشر المبتدعين هذا يوم غرّة شعبان الكريم، سمّاه ربّنا شعبان لتشعب الخيرات فيه، قد فتح ربّكم فيه أبواب جنانه، وعرض عليكم قصورها وخيراتها بأرخص الأثمان، وأسهل الاُمور فابتاعوها (فأبيتموها)، وعرض لكم إبليس اللّعين بشعب شروره وبلاياه فأنتم دائباً تنهمكون في الغيّ والطغيان، وتتمسّكون بشعب إبليس، وتحيدون عن شعب الخير المفتوح لكم أبوابه.

هذه غرّة شعبان وشعب خيراته الصلاة، والصوم، والزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبرّ الوالدين والقرابات والجيران، وإصلاح ذات البين، والصدقة على الفقراء والمساكين، تتكلّفون ما قد وضع عنكم، وما قد نهيتم عن

____________

1- فضائل الأشهر الثلاثة: 62 ح43; وسائل الشيعة 7: 364.

2- اقبال الأعمال: 688; وسائل الشيعة 7: 366.