الصفحة 417
الخوض فيه من كشف سرائر الله التي من فتّش عنها كان من الهالكين، أما إنّكم لو وقفتم على ما قد أعدّه ربّنا عزّ وجلّ للمطيعين من عباده في هذا اليوم، لقصّرتم عمّا أنتم فيه، وشرعتم فيما اُمرتم به.

قالوا: يا أمير المؤمنين وما الذي أعدّ الله في هذا اليوم للمطيعين له؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا اُحدّثكم بما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أن قال: ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ إبليس إذا كان أوّل يوم من شعبان بثّ جنوده في أقطار الأرض وآفاقها، يقول لهم: اجتهدوا في اجتذاب بعض عباد الله اليكم في هذا اليوم، وإنّ الله عزّ وجلّ بثّ الملائكة في أقطار الأرض وآفاقها يقول لهم: سدّدوا عبادي وارشدوهم، فكلّهم يسعد بكم إلاّ من أبى وتمرّد وطغى، فإنّه يصير في حزب إبليس وجنوده.

إنّ الله عزّ وجلّ إذا كان أوّل يوم من شعبان أمر بأبواب الجنّة فتفتح، ويأمر شجرة طوبى فتطلع أغصانها على هذه الدنيا، ثمّ يأمر بأبواب النار فتفتح، ويأمر شجرة الزقوم فتطلع أغصانها على هذه الدنيا، ثمّ ينادي مناد ربّنا عزّ وجلّ: يا عباد الله هذه أغصان شجرة طوبى، فتمسّكوا بها ترفعكم إلى الجنّة، وهذه أغصان شجرة الزّقوم فإيّاكم وإيّاها ولا تؤديكم إلى الجحيم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فوالذي بعثني بالحقّ نبيّاً أنّ من تعاطى باباً من الخير والبرّ في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة طوبى، فهو مؤدّيه إلى الجنّة، ومن تعاطى باباً من الشرّ في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة الزّقوم فهو مؤدّيه إلى النار.

ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): فمن تطوّع لله بصلاة في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن، ومن صام هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن، (ومن تصدّق في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن)، ومن عفا عن مظلمة فقد تعلّق منه بغصن، ومن أصلح بين المرء وزوجه أو الوالد وولده

الصفحة 418
أو القريب وقريبه أو الجار وجاره أو الأجنبي والأجنبيّة فقد تعلّق منه بغصن، ومن خفّف عن معسر في دَينه أو حطّ عنه فقد تعلّق بغصن، ومن نظر في حسابه فرأى دَيناً عتيقاً قد أيس منه صاحبه، فأدّاه فقد تعلّق منه بغصن، ومن كفّل يتيماً فقد تعلّق منه بغصن، ومن كفّ سفيهاً عن عرض مؤمن فقد تعلّق منه بغصن، ومن قرأ القرآن أو شيئاً منه فقد تعلّق منه بغصن، ومن قعد يذكر الله ونعماءه ويشكره عليها فقد تعلّق منه بغصن، ومن عاد مريضاً فقد تعلّق منه بغصن، ومن برّ الوالدين أو أحدهما في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن، ومن كان أسخطهما قبل هذا اليوم فأرضاهما في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن، ومن شيّع جنازة فقد تعلّق منه بغصن، ومن عزّى فيه مصاباً فقد تعلّق منه بغصن، وكذلك من فعل شيئاً من سائر أبواب الخير في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن.

ثمّ ذكر (صلى الله عليه وآله) أبواب الشرّ وما رآه من حالات شجرة طوبى والزقوم، ومحاربة الملائكة مع الشياطين، إلى أن قال في آخر كلامه: ألا فعظّموا هذا اليوم من شعبان بعد تعظيمكم لشعبان، فكم من سعيد فيه، وكم من شقيّ فيه، لتكونوا من السعداء فيه، ولا تكونوا من الأشقياء(1).

3059/14 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): شعبان شهري، ورمضان شهر الله، وهو ربيع الفقراء(2).

3060/15 ـ الصدوق، حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي، قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ الهمداني، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ المعروف بأبي علي الشامي، قال: حدّثنا عبد الله بن

____________

1- تفسير الإمام العسكري: 635 ح371; مستدرك الوسائل 7: 542 ح8848; البحار 97: 55.

2- الجعفريات: 58; مستدرك الوسائل 7: 547 ح8854.


الصفحة 419
سعيد الزبرقاني، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عتّاب، قال: حدّثنا عاصم بن سليمان، قال: حدّثنا خزيمي، عن الضحّاك، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): شعبان شهري، ورمضان شهر الله عزّ وجلّ، فمن صام شهري كنت له شفيعاً يوم القيامة، ومن صام شهر الله عزّ وجلّ آنس الله وحشته في قبره ووصل وحدته وخرج من قبره مبيضّاً وجهه، آخذاً الكتاب بيمينه والخلد بيساره حتّى يقف بين يدي ربّه عزّ وجلّ، فيقول: عبدي، فيقول: لبّيك سيّدي، فيقول عزّ وجلّ: صمت لي؟ قال: فيقول نعم يا سيّدي، فيقول تبارك وتعالى: خذوا بيد عبدي حتّى تأتوا به نبيّي، فاُوتي به فأقول له: صمت شهري؟ فيقول: نعم، فأقول له: أنا أشفع لك اليوم، قال: فيقول الله تعالى: أمّا حقوقي فقد تركتها لعبدي، أمّا حقوق خلقي فمن عفا عنه فعليّ عوضه حتّى يرضى.

قال النبي (صلى الله عليه وآله): فآخذ بيده حتّى أنتهي به إلى الصراط فأجده زحفاً زلقاً لا تثبت عليه أقدام الخاطئين، فآخذه بيده فيقول لي صاحب الصراط: من هذا يا رسول الله؟ فأقول: هذا فلان باسمه من اُمّتي كان قد صام في الدنيا شهري ابتغاء شفاعتي، وصام شهر ربّه ابتغاء وعده، فيجوز الصراط بعفو الله عزّ وجلّ حتّى ينتهي إلى باب الجنّة، فاستفتح له، فيقول رضوان ذلك اليوم: اُمرنا أن نفتح اليوم لاُمّتك، ثمّ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): صوموا شهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكن لكم شفيعاً، وصوموا شهر الله تشربوا من الرحيق المختوم، ومن وصلها بشهر رمضان كتب له صوم شهرين متتابعين(1).

3061/16 ـ إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن يحيى بن صالح، عن مالك بن خالد الأسدي، عن الحسن بن إبراهيم، عن عبد الله بن الحسن، عن عباية، عن أمير

____________

1- فضائل الأشهر الثلاثة: 64 ح46; البحار 97: 83.


الصفحة 420
المؤمنين (عليه السلام) في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر: قال النبي (صلى الله عليه وآله): من صام شهر رمضان ثمّ صام ستّة أيّام من شوال، فكأنّما صام السنة(1).

3062/17 ـ ابن طاووس، عن عبد الرحمن السلمي، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: إنّ أوّل رحمة نزلت من السماء إلى الأرض في خمس وعشرين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة فله عبادة مائة سنة صام نهارها وقام ليلها، وأيّما جماعة اجتمعت ذلك اليوم في ذكر ربّهم عزّ وجلّ لم يتفرّقوا حتّى يؤتوا سؤلهم، وينزل في ذلك اليوم ألف ألف رحمة منها تسعة وتسعون في خلق الذاكرين والصائمين في ذلك اليوم والقائمين تلك الليلة(2).

3063/18 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: من صام يوم عرفة محتسباً فكأنّما صام الدهر(3).

3064/19 ـ محمّد بن محمّد المفيد، عن النعمان بن سعد، عن علي (عليه السلام) أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لرجل: إن كنت صائماً بعد شهر رمضان، فصم المحرّم فإنّه شهر تاب الله فيه على قوم، ويتوب الله تعالى فيه على آخرين(4).

____________

1- البحار 97: 108; الغارات 1: 250.

2- إقبال الأعمال، باب دحوّ الأرض: 312.

3- دعائم الإسلام 1: 284; البحار 97: 124.

4- المقنعة: 375; وسائل الشيعة 7: 347; تفسير السيوطي 6: 344.


الصفحة 421

الباب العاشر:

في فضل ليلة القدر وتعينها وأعمالها

3065/1 ـ محمّد بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان عليّ (عليه السلام) كثيراً ما يقول:

(ما) اجتمع التيمي والعدوي عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقرأ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ }بتخشّع وبكاء، فيقولان: ما أشدّ رقّتك لهذه السورة، فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما رأت عيني ووعا قلبي، ولما يرى قلب هذا من بعدي، فيقولان: وما الذي رأيت، وما الذي يرى؟ قال: فكتب لهما في التراب {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر }قال: ثمّ يقول: هل بقي شيء بعد قوله عزّ وجلّ {كُلِّ أَمْر} فيقولان: لا، فيقول: هل تعلمان من المنزَّل إليه بذلك؟ فيقولان: أنت يا رسول الله، فيقول: نعم، فيقول: هل تكون ليلة القدر من بعدي، فيقولان: نعم، قال: فيقول هل ينزل ذلك الأمر فيها؟ فيقولان: نعم، فيقول: إلى مَن؟ فيقولان: لا ندري، فيأخذ برأسي ويقول: إن لم تدريا فادريا، هو هذا من بعدي، قال: فإن كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله

الصفحة 422
(صلى الله عليه وآله) من شدّة ما يداخلهما من الرعب (في تلك الليلة)(1).

3066/2 ـ إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن الأصبغ بن نباتة، أنّ رجلا سأل علياً (عليه السلام) عن الروح، قال:

ليس هو جبرئيل، فإنّ جبرئيل من الملائكة والروح غير جبرئيل، وكان الرجل شاكّاً، فكبر ذلك عليه، فقال: لقد قلت عظيماً ما أجد من الناس من يزعم أنّ الروح غير جبرئيل، قال علي (عليه السلام): أنت ضالّ تروي عن أهل الضلال، يقول الله تعالى لنبيّه: {أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}(2) فالروح غير الملائكة، وقال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ}(3) وقال تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفّاً}(4) وقال لآدم وجبرئيل يومئذ مع الملائكة: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِين فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}(5) فسجد جبرئيل من الملائكة للروح، وقال تعالى لمريم: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً}(6) وقال لمحمد (صلى الله عليه وآله): {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ}(7) ثمّ قال: {لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَان عَرَبِي مُبِين وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الاَْوَّلِينَ}(8) والزبر الذكر، والأوّلين رسول الله (صلى الله عليه وآله) منهم، فالروح واحدة والصور شتّى.

قال: فلم يفهم الشاك ما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) غير أنّه قال: الروح غير

____________

1- الكافي 1: 249; تفسير البرهان 4: 483; البحار 25: 71; تفسير نور الثقلين 5: 633.

2- النحل: 1-2.

3- القدر: 3-4.

4- النبأ: 38.

5- ص: 72.

6- مريم: 17.

7- الشعراء: 193-194.

8- االشعراء: 194-196.


الصفحة 423
جبرئيل، فسأله عن ليلة القدر، فقال: إنّي أراك تذكر ليلة القدر تنزّل الملائكة والروح فيها؟ قال له علي (عليه السلام): فإن عمي عليك شرحه فسأعطيك ظاهراً منه تكون أعلم أهل بلادك بمعنى ليلة القدر، قال: قد أنعمت عليّ (إذا) بنعمة، قال له عليّ (عليه السلام): إنّ الله فرد يحبّ الوتر، وفرد اصطفى الوتر فأجرى جميع الأشياء على سبعة، فقال عزّ وجلّ: {خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَات وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}(1) وقال: {سَبْعَ سَمَاوَات طِبَاقاً}(2) وقال: جهنّم {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَاب}(3) وقال: {سَبْعَ سُنْبُلاَت خُضْر وَأُخَرَ يَابِسَات}(4)وقال: {سَبْعَ بَقَرَات سِمَان يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَاف}(5) وقال: {حَبَّة أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ}(6)وقال: {سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}(7).

فأبلغ حديثي أصحابك لعلّ الله يجعل فيهم نجيباً إذا هو سمع حديثنا نفر قلبه إلى مودّتنا ويعلم فضل علمنا، وما نضرب من الأمثال التي لا يعلمها إلاّ العالمون بفضلنا، قال السائل: بيّنها في أيّ ليلة أقصدها؟ قال: اُطلبها في السبع الأواخر، والله لئن عرفت آخر السبعة لقد عرفت أوّلهنّ، ولئن عرفت أولهنّ لقد أصبت ليلة القدر، قال: ما أفقَه ما تقول، قال: إنّ الله طبع على قلوب قوم فقال: {إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً}(8) فأمّا إذا أبيت وأبى عليك أن تفهم، فانظر فإذا مضت ليلة ثلاث وعشرون من شهر رمضان فاطلبها في أربع وعشرين وهي ليلة السابع، ومعرفة السبعة فإنّ من فاز بالسبعة كمل الدين كلّه، وهي الرحمة للعباد والعذاب

____________

1- الطلاق: 12.

2- الملك: 3.

3- الحجر: 44.

4- يوسف: 43.

5- يوسف: 43.

6- البقرة: 261.

7- الحجر: 87.

8- الكهف: 57.


الصفحة 424
عليهم، وهم الأبواب التي قال الله تعالى: {لِكُلِّ بَاب مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ}(1) يهلك عند كلّ باب جزء وعند الولاية كلّ باب(2).

3067/3 ـ يحيى بن صالح، عن مالك بن خالد، عن الحسن بن إبراهيم، عن عبد الله بن الحسن، عن عباية، عن أمير المؤمنين (عليه السلام):

أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) اعتكف عاماً في العشر الأوّل من شهر رمضان، واعتكف في العالم المقبل في العشر الأوسط، فلمّا كان العام الثالث رجع من بدر فقضى اعتكافه، فنام فرآى في منامه ليلة القدر في العشر الأواخر كأنّه يسجد في ماء وطين، فلمّا استيقظ رجع من ليلته وأزواجه وأناس من أصحابه، ثمّ إنّهم مطروا ليلة ثلاث وعشرين، فصلّى النبي (صلى الله عليه وآله) حين أصبح، فرئي في وجه النبي (صلى الله عليه وآله) الطين، فلم يزل يعتكف في العشر الأواخر حتّى توفّاه الله تعالى(3).

3068/4 ـ ابن أبي الحديد، في أمالي ابن دُريد، قال: أخبرنا الجرموزي، عن ابن المهلبي، عن شداد بن إبراهيم، عن عبيد الله بن الحسن الفهري، عن ابن عرادة، قال: قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام) أخبرنا عن ليلة القدر؟ قال:

ما أخلو من أن أكون أعلمها فأستر علمها، ولست أشك أنّ الله إنّما يسترها عنكم نظراً لكم، لأنكم لو أعلمكموها عملتم فيها وتركتم غيرها، وأرجو أن لا تخطئكم إن شاء الله(4).

3069/5 ـ أحمد بن محمّد، عن الحسن بن العباس بن حريش، قال: عرضت هذا الكتاب على أبي جعفر (عليه السلام) فأقرّ به، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال عليّ (عليه السلام) في صبح أوّل ليلة القدر التي كانت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله):

____________

1- الحجر: 44.

2- مستدرك الوسائل 7: 463 ح8666; البحار 97: 5; الغارات 1: 183.

3- مستدرك الوسائل 7: 465 ح8667; البحار 97: 7; دار السلام 1: 48.

4- شرح النهج لابن أبي الحديد 4: 473; البحار 97: 5.


الصفحة 425
فاسألوني فوالله لأخبرنّكم بما يكون إلى ثلاثمائة وستين يوماً من الذرّ فما دونها فما فوقها، ثمّ لا أخبرنّكم بشيء من ذلك بتكلّف ولا برأي ولا بادّعاء في علم إلاّ من علم الله وتعليمه، والله لا يسألني أهل التوراة، ولا أهل الانجيل، ولا أهل الزبور، ولا أهل الفرقان، إلاّ فرّقت بين كل أهل كتاب بحكم ما في كتابهم(1).

____________

1- البحار 97: 20; بصائر الدرجات: 152.


الصفحة 426

الباب الحادي عشر:

في الاعتكاف

3070/1 ـ الرضا (عليه السلام) بإسناده، عن آبائه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا اعتكاف إلاّ بصوم(1).

3071/2 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: المعتكف إذا وطئ أهله وهو معتكف، فعليه كفّارة الظهار(2).

3072/3 ـ وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام) أنّه سئل عن معتكفة حاضت؟ قال: تخرج إلى بيتها فإذا هي طهرت رجعت، فقضت الأيّام التي تركت في أيام حيضتها(3).

3073/4 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: يلزم المعتكف المسجد، ويلزم ذكر الله وتلاوة

____________

1- صحيفة الرضا (عليه السلام): 229 ح120; مستدرك الوسائل 7: 561 ح8889.

2- الجعفريات: 59; مستدرك الوسائل 7: 564 ح8897.

3- الجعفريات: 63; مستدرك الوسائل 7: 568 ح8911.


الصفحة 427
القرآن والصلاة، ولا يتحدّث بأحاديث الدنيا، ولا ينشد الشعر ولا يبيع ولا يشتري، ولا يحضر جنازة، ولا يعود مريضاً، ولا يدخل بيتاً ولا يخلو مع امرأة، ولا يتكلّم برفث، ولا يماري أحداً، وما كفّ عن الكلام مع الناس فهو خير له(1).

3074/5 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: لا اعتكاف إلاّ في مسجد جامع، ولا إعتكاف إلاّ بصوم(2).

3075/6 ـ أخرج ابن أبي شيبة، والدارقطني، عن علي (رضي الله عنه) قال: المعتكف يعود المريض، ويشهد الجنازة، ويأتي الجمعة، ويأتي أهله ولا يجالسهم(3).

3076/7 ـ عن الحكم بن عتيبة، عن علي [ (عليه السلام) ] وابن مسعود، قال: المعتكف ليس عليه صوم إلاّ أن يشرطه على نفسه(4).

____________

1- دعائم الإسلام 1: 287; البحار 97: 130.

2- مسند زيد بن علي: 212.

3- تفسير السيوطي 1: 202; كنز العمال 8: 631 ح24472.

4- كنز العمال 8: 631 ح24474.


الصفحة 428

الصفحة 429


مبحث
الحج





الصفحة 430

الصفحة 431

الباب الأول:

في الكعبة وحليها وبناؤها

3077/1 ـ محمّد بن مسعود العياشي، عن أبي عطاء، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل، قال: إنّ الله أوحى إلى جبرئيل بعد ذلك أن أهبط إلى آدم وحوّا فنحّهما عن مواضع قواعد بيتي، فإنّي اُريد أن أهبط في ظلال من ملائكتي إلى أرضي، فارفع أركان بيتي لملائكتي ولخلقي من ولد آدم.

قال: فهبط جبرئيل على آدم وحوّا فأخرجهما من الخيمة ونحّاهما عن ترعة البيت الحرام ونحّى الخيمة عن موضع الترعة، ووضع آدم على الصفا ووضع حوّا على المروة، ورفع الخيمة إلى السماء، فقال آدم وحوّا: يا جبرئيل أبسخط من الله حوّلتنا أم برضى تقديراً من الله علينا؟ فقال لهما: لم يكن ذلك سخطاً من الله عليكما، ولكنّ الله لا يُسئل عمّا يفعل، يا آدم إنّ السبعين ألف ملك الذين أنزلهم الله إلى الأرض ليؤنسوك ويطوفون حول أركان البيت والخيمة، سألوا الله أن يبني لهم

الصفحة 432
مكان الخيمة بيتاً على موضع الترعة المباركة حيال البيت المعمور فيطوفون حوله كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور، فأوحى الله إليّ أن اُنحّيك وحوّا وأرفع الخيمة إلى السماء، الخبر(1).

3078/2 ـ وعنه، عن عطاء، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل في قصة آدم (عليه السلام) إلى أن قال (صلى الله عليه وآله): وأوحى إلى جبرئيل: أنا الله الرحمن الرحيم، وإنّي قد رحمت آدم وحوّا لما شكيا إليّ، فاهبط إليهما بخيمة من خيام الجنّة وعزّهما عنّي بفراق الجنّة، واجمع بينهما في الخيمة فإنّي قد رحمتهما لبكائهما ووحشتهما ووحدتهما، وانصب لهما الخيمة على الترعة التي بين جبال مكّة، قال: والترعة مكان البيت وقواعده التي رفعتها الملائكة قبل ذلك.

فهبط جبرئيل على آدم بالخيمة على مقدار أركان البيت وقواعده فنصبها، قال: وأنزل جبرئيل آدم من الصفا وأنزل حوّا من المروة وجمع بينهما في الخيمة، قال: وكان عمود الخيمة قضيب ياقوت أحمر فأضاء نوره وضوءه جبال مكة وما حولها، وامتدّ ضوء العمود ـ إلى أن قال: ـ ومدّت أطناب الخيمة حولها، فمنتهى أوتادها ما حول المسجد الحرام، قال: وكانت أوتادها من غصون الجنّة وأطنابها من ظفائر الاُرجوان، قال: فأوحى الله إلى جبرئيل: اهبط على الخيمة بسبعين ألف ملك يحرسونها من مردة الجن ويؤنسون آدم وحوّا ويطوفون حول الخيمة تعظيماً للبيت والخيمة، قال (صلى الله عليه وآله): فهبطت الملائكة فكانوا بحضرة الخيمة يحرسونها من مردة الشياطين والعتاة ويطوفون حول أركان البيت والخيمة كلّ يوم وليلة، كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور، قال: وأركان البيت الحرام في الأرض حيال البيت المعمور الذي في السماء، الخبر(2).

____________

1- تفسير العياشي 1: 37; مستدرك الوسائل 9: 322 ح11009.

2- تفسير العياشي 1: 36; مستدرك الوسائل 9: 337 ح11035.


الصفحة 433
3079/3 ـ محمّد بن مسعود العياشي، عن عطاء، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل في قصّة آدم (عليه السلام) إلى أن قال: ـ أي آدم ـ فأهبطنا إلى أحبّ البقاع إليك، قال: فأوحى الله إلى جبرئيل أن أهبطهما إلى البلدة المباركة مكة، فهبط بهما جبرئيل فألقى آدم على الصفا وألقى حوّا على المروة، الخبر(1).

3080/4 ـ سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما سئل: أين بكّة من مكّة؟ فقال: مكّة أكناف الحرم، وبكّة مكان البيت، قال [السائل]: ولِمَ سمّيت مكّة؟ قال: لأنّ الله مكّ الأرض من تحتها ـ أي دحاها ـ قال: فلم سمّيت بكّة؟ قال: لأنّها بكّت عيون الجبّارين والمذنبين، قال: صدقت(2).

3081/5 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: أوحى الله إلى إبراهيم أن ابن لي بيتاً في الأرض اُعبد فيه، فضاق به ذرعاً (عليه السلام) فبعث الله إليه السكينة، وهي ريح لها رأسان، يتبع أحدهما صاحبه، فدارت على اُسّ البيت الذي بنته الملائكة، فوضع إبراهيم البناء على كلّ شيء استقرّت عليه السكينة، وكان إبراهيم (عليه السلام) يبني وإسماعيل يناوله الحجر، ويرفع إليه القواعد، فلمّا صار إلى مكان الركن الأسود، قال إبراهيم لاسماعيل: أعطني الحجر لهذا الموضع، فلم يجده وتلكأ، فقال: اذهب فاطلبه، فذهب ليأتيه به، فأتاه جبرئيل (عليه السلام) بالحجر الأسود، فجاء إسماعيل وقد وضعه إبراهيم موضعه، فقال: من جاءك بهذا؟ فقال: من لم يتّكل على بنائك، فمكث البيت حيناً فانهدم فبنته العمالقة، ثمّ مكث حيناً فانهدم، فبنته جُرهم، ثمّ انهدم، فبنته قريش ورسول الله يومئذ غلام، وقد نشأ على الطهارة وأخلاق الأنبياء، وكانوا

____________

1- تفسير العياشي 1: 36; مستدرك الوسائل 9: 344 ح11043.

2- مشارق الأنوار: 84; البحار 99: 85; ارشاد القلوب: 377.


الصفحة 434
يدعونه الأمين، فلمّا انتهوا إلى موضع الحجر أراد كلّ بطن من بطون قريش أن يلي وضعه موضعه، فاختلفوا في ذلك، ثمّ اتّفقوا على أن يحكّموا في ذلك أوّل من يطلع عليهم، فكان ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: هذا الأمين، قد طلع، فأخبروه الخبر، فانتزع (صلى الله عليه وآله) أزاره ووضع الحجر فيه وقال: يأخذ من كلّ بطن من قريش رجل بحاشية الأزار وارفعوه معاً، فأعجبهم ما حكم به وأرضاهم وفعلوا، حتّى إذا صار إلى موضعه وضعه فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)(1).

3082/6 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كيف بكم إذا كان الحجّ فيكم متجراً؟ قيل: يا رسول الله وكيف ذلك؟ قال: قوم يأتون من بعدكم يحجّون عن الأموات والأحياء فيستفضلون الفضلة فيأكلونها(2).

3083/7 ـ عبد الله بن جعفر، عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر ابن محمّد، عن أبيه: أنّ علياً بن أبي طالب (عليه السلام) كان يبعث بكسوة البيت في كلّ سنة من العراق(3).

3084/8 ـ محمّد بن الحسين الرضي، قال: روي أنّه ذكر عند عمر في أيّامه حليّ الكعبة وكثرته، فقال قوم: لو أخذته فجهّزت به جيوش المسلمين كان أعظم للأجر، وما تصنع الكعبة بالحليّ، فهمّ عمر بذلك وسأل عنه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال (عليه السلام): إنّ هذا القرآن اُنزل على النبي (صلى الله عليه وآله) والأموال أربعة: أموال المسلمين

____________

1- دعائم الإسلام 1: 292; مستدرك الوسائل 9: 325 ح11012; البحار 99: 48; مستدرك الحاكم 1: 458; سنن البيهقي 5: 72.

2- الجعفريات: 66; مستدرك الوسائل 8: 66 ح9088.

3- قرب الاسناد: 139 ح496; البحار 99: 60.


الصفحة 435
فقسّمها بين الورثة في الفرائض، والفيء فقسّمه على مستحقّيه، والخمس فوضعه الله حيث وضعه، والصدقات فجعلها الله حيث جعلها، وكان حليّ الكعبة فيها يومئذ، فتركه الله على حاله، ولم يتركه نسياناً، ولم يخف عليه مكاناً، فأقِرهُ حيث أقرّه الله ورسوله، فقال عمر: لولاك لافتضحنا، وترك الحليّ بحاله(1).

____________

1- نهج البلاغة: قصار الحكم 270; وسائل الشيعة 9: 357; مناقب ابن شهر آشوب، باب قضايا أمير المؤمنين 2: 368; البحار 99: 69.


الصفحة 436

الباب الثاني:

في فضل الحج والحثّ عليه

3085/1 ـ الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن عيسى، عن عبيد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، ومحمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن أبي جعفر، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: ما عُبد الله بشيء أشدّ من المشي إلى بيته(1).

3086/2 ـ محمّد بن الحسن الطوسي، عن الشيخ الجليل محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد، عن الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن موسى بن القاسم، عن صفوان وابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقيه أعرابي فقال له: يا رسول الله إنّي خرجت اُريد الحجّ ففاتني وأنا رجل مميلٌ فمرني أن أصنع بمالي ما أبلغ به مثل أجر الحاج،

____________

1- الخصال، حديث الأربعمائة: 630; مستدرك الوسائل 8: 29 ح8986.


الصفحة 437
فالتفت إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال له: اُنظر إلى أبي قبيس فلو أنّ أبا قبيس ذهبة حمراء، أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما يبلغ الحاج.

ثمّ قال: إنّ الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً ولم يضعه إلاّ كتب الله له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيّئات ورفع له عشر درجات، فإذا ركب بعيره لم يرفع خفّاً ولم يضعه إلاّ كتب الله له مثل ذلك، فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه، فإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه، فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه، فإذا وقف بالمشعر الحرام خرج من ذنوبه، فإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه، قال: فعدّد رسول الله (صلى الله عليه وآله) كذا وكذا موقفاً إذا وقفها الحاجّ خرج من ذنوبه، ثمّ قال: أنّى لك أن تبلغ ما يبلغ الحاجّ(1).

3087/3 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن علي (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول: وهو يتبع قطار حاج يقول: لا يرفع خفّاً إلاّ كتب له حسنة، ولا يضع خفّاً إلاّ محيت عنه سيّئة، وإذا قضوا مناسكهم قيل لهم: بنيتم بنياناً فلا تنقضوه كفيتم ما مضى فأحسنوا فيما تستقبلون(2).

3088/4 ـ وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الله تعالى يقول: من أنسأت له في أجله ووسّعت عليه في رزقه، وصحّحت له جسمه، ولم يزرني في كلّ خمسة أعوام فهو محروم(3).

3089/5 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين،

____________

1- أربعين الشيخ البهائي، الحديث العاشر: 195; تهذيب الأحكام 5: 19.

2- الجعفريات: 66; مستدرك الوسائل 8: 34 ح9001; البحار 99: 50; دعائم الإسلام 1: 294.

3- الجعفريات: 65; مستدرك الوسائل 8: 51 ح9050.


الصفحة 438
عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الحجّ ثوابه الجنّة، والعمرة كفّارة كلّ ذنب(1).

3090/6 ـ وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الحجّ جهاد كلّ ضعيف، وجهاد المرأة حسن التبعّل(2).

3091/7 ـ عن علي (عليه السلام): أنّه سئل عن قول الله عزّ وجلّ: {وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}(3) فقال: هذا فيمن ترك الحجّ وهو يقدر عليه(4).

3092/8 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما عُبد الله بشيء أفضل من المشي إلى بيته، اُطلبوا الخير في أخفاف الابل وأعناقها صادرة وواردة(5).

3093/9 ـ عن علي (عليه السلام): أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا حجّ حجّة الوداع وقف بعرفة وأقبل على الناس بوجهه، فقال: مرحباً بوفد الله، ثلاثاً، الذين إن سألوا اُعطوا، وتخلف نفقاتهم ويجعل لهم في الآخرة بكلّ درهم ألف من الحسنات، ثمّ قال: أيّها الناس ألا اُبشرّكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إنّه إذا كانت هذه العشيّة باها الله بأهل هذا الموقف الملائكة فيقول: يا ملائكتي اُنظروا إلى عبادي وإمائي، أتوني من أطراف الأرض شعثاً غبراً هل تعلمون ما يسألون؟ فيقولون: ربّنا يسألونك المغفرة، فيقول: اُشهدكم أنّي قد غفرت لهم، فانصرفوا من موقفكم مغفوراً لكم ما سلف(6).

____________

1- الجعفريات: 67; مستدرك الوسائل 8: 7 ح8917.

2- الجعفريات: 67; مستدرك الوسائل 8: 8 ح8919.

3- آل عمران: 97.

4- دعائم الإسلام 1: 288; مستدرك الوسائل 8: 20 ح8959; البحار 99: 21.

5- الخصال، حديث الأربعمائة: 629; البحار 99: 104.

6- دعائم الإسلام 1: 293; مستدرك الوسائل 8: 36 ح9006; البحار 99: 49.


الصفحة 439
3094/10 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سافروا تصحّوا، وصوموا تؤجروا، واغزوا تغنموا، وحجّوا لن تفتقروا(1).

3095/11 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد الدنيا والآخرة فليؤم هذا البيت، فما آتاه عبد يسأل الله دنياً إلاّ أعطاه الله منها، ولا يسأله آخرة إلاّ ادّخر له منها، ألا أيّها الناس عليكم بالحجّ والعمرة فتابعوا بينهما فإنّهما يغسلان الذنوب كما يغسل الماء الدرن على الثوب، وينفيان الفقر كما تنفي النار خبث الحديد(2).

3096/12 ـ وعنه، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: تحت ظلّ العرش يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه، رجل خرج من بيته حاجاً أو معتمراً إلى بيت الله الحرام(3).

3097/13 ـ وعنه، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: لما كان يوم النفر اُصيب رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فغسّله وكفّنه وصلّى عليه، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم فقال: هذا المطهّر يلقى الله عزّ وجلّ بلا ذنب له يتبعه(4).

3098/14 ـ الحاكم النيسابوري، أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ عليّ بن عبد العزيز، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا حصين بن عمر الأحمسي، ثنا الأعمش، عن إبراهيم التميمي، عن الحارث بن سويد، قال: سمعت علياً (رضي الله عنه)يقول: حجّوا قبل أن لا تحجّوا، فكأنّي أنظر إلى حبشيّ أصمع أفدع (أقرع) بيده معول

____________

1- الجعفريات: 65; مستدرك الوسائل 8: 7 ح8915.

2- مسند زيد بن علي: 220، دعائم الإسلام 1: 295، البحار 99: 50.

3 و 4- مسند زيد بن علي: 221.