3611/16 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أقرض قرضاً كان له مثله صدقة، ثمّ قال بعد ذلك: من أقرض قرضاً كان له مثله كلّ يوم صدقة، قلت: يا رسول الله، قلتَ لنا قبل هذا له مثله صدقة، وقلت لنا اليوم له مثله كلّ يوم صدقة، قال: نعم، من أقرض قرضاً فهو كمن تصدّق به، فإن أخّره عن محلّه كان له مثله كلّ يوم صدقة(2).
3612/17 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: لا يتّبع أحداً من الناس بعد الموت شيء إلاّ صدقة جارية، أو علم صواب، أو دعاء ولد(3).
3613/18 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: الصدقة والحبسَ ذخيرتان فدعوهما ليومهما(4).
3614/19 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّ مكارم الأخلاق صدق الحديث واعطاء السائل، الخبر(5).
3615/20 ـ وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من سألكم بالله تعالى
____________
1- الجعفريات: 142; مستدرك الوسائل 7: 191 ح8002.
2- دعائم الإسلام 2: 329.
3- دعائم الإسلام 2: 340; مستدرك الوسائل 14: 45 ح16066.
4- دعائم الإسلام 2: 340; مستدرك الوسائل 14: 45 ح16068.
5- الجعفريات: 151; مستدرك الوسائل 7: 200 ح8027.
3616/21 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : الصدقة شيء عجيب، قال: فقال أبو ذر الغفاري: يا رسول الله فأيّ الصدقات أفضل؟ قال: أغلاها ثمناً، وأنفسها عند أهلها، قال: فإن لم يكن له مال؟ قال: عفو طعامك، قال: يا رسول الله فمن لم يكن له عفو طعام؟ قال: فضل رأي ترشد به صاحبك، قال: فإن لم يكن له رأي؟ قال: فضل قوّة تعين به على ضعيف، قال: فإن لم يستطع؟ قال: الصنيع لأجر وأن تعين مغلوباً، قال: فإن لم يفعل؟ قال: فينحّي عن طريق المسلمين ما يؤذيهم، قال: يا رسول الله فإن لم يفعل؟ قال: تكفّ أذاك عن الناس فإنّها صدقة تطهر بها عن نفسك(2).
3617/22 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّ صدقة المؤمن لا تخرج من يده حتّى يُفكّ عنها لحيا سبعين شيطاناً، وصدقة السرّ تطفئ غضب الربّ كما يطفئ الماء النار، فإذا تصدّق أحدكم فأعطى بيمينه فليخفها عن شماله(3).
3618/23 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: أتى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثة نفر، فقال أحدهم: يا رسول الله لي مائة أوقية من ذهب فهذه عشرة أواق منها صدقة، وجاء بعده آخر، فقال: يا رسول الله لي مائة دينار فهذه عشرة دنانير منها صدقة، وجاء الثالث فقال: يا رسول الله لي عشرة دنانير فهذا دينار منها صدقة، فنظر إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: كلّكم في الأجر سواء، كلّ واحد تصدّق بعشر ماله(4).
____________
1- الجعفريات: 152; مستدرك الوسائل 7: 200 ح8028.
2- الجعفريات: 32; مستدرك الوسائل 12: 384 ح14358; دار السلام 2: 441.
3- دعائم الإسلام 1: 241; دار السلام 3: 441; البحار 96: 24.
4- دعائم الإسلام 1: 244، مستدرك الوسائل 7: 155 ح7899.
3620/25 ـ عن علي [(عليه السلام)]: الصدقة على وجهها، واصطناع المعروف، وبرّ الوالدين، وصلة الرحم تحوّل الشقاء سعادة، وتزيد في العمر، وتقي مصارع السوء(2).
3621/26 ـ الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) : تصدّقت يوماً بدينار، فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أما علمت يا علي أنّ صدقة المؤمن لا تخرج من يده حتّى يفكّ عنها من لحى سبعين شيطاناً كلّهم يأمروه بأن لا يفعل، وما تقع في يد السائل حتّى تقع في يد الربّ جلّ جلاله، ثمّ تلا هذه الآية: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}(3)(4).
3622/27 ـ محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، عن البرقي، عن إبراهيم ابن إسحاق الأزدي، عن أبي عثمان العبدي، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: الصدقة جُنّة من النار(5).
3623/28 ـ محمّد بن الحسين الرضي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: إذا أملقتم
____________
1- الكافي 4: 57; جامع السعادات 2: 151; وسائل الشيعة 6: 330.
2- كنز العمال 6: 346 ح15984.
3- التوبة: 104.
4- ثواب الأعمال: 141; وسائل الشيعة 6: 257; تفسير العياشي 2: 107.
5- وسائل الشيعة 6: 258; عن البصائر مع الاختلاف في المتن.
3624/29 ـ محمّد بن الحسين الرضي، قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إنّ أفضل ما يتوسّل به المتوسّلون الايمان بالله، إلى أن قال: وصلة الرحم فإنّها مثراة في المال، ومنسأة في الأجل، وصدقة السرّ فإنّها تكفّر الخطيئة (وتطفئ غضب الربّ عزّ وجلّ)، وصدقة العلانية فإنّها تدفع ميتة السوء، وصنائع المعروف فإنّها تقي مصارع الهوان، الحديث(2).
3625/30 ـ الصدوق، بإسناده عن أمير المؤمنين، قال: تصدّقوا بالليل فإنّ صدقة الليل تطفئ غضب الربّ جلّ جلاله(3).
3626/31 ـ العياشي: عن أبي إسحاق، قال: كان لعلي (عليه السلام) أربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدّق بدرهم ليلا، وبدرهم نهاراً، وبدرهم سرّاً، وبدرهم علانية، فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا علي ما حملك على ما صنعت؟ قال: إنجاز موعود الله، فأنزل الله: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً}(4) الآيات(5).
3627/32 ـ قال علي (عليه السلام) : أنفقوا ممّا رزقكم الله عزّ وجلّ، فإنّ المنفق بمنزلة المجاهد في سبيل الله، فمن أيقن بالخلف جاد و سخت نفسه بالنفقة(6).
3628/33 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
____________
1- نهج البلاغة: قصار الحكم: 258; وسائل الشيعة 6: 259.
2- نهج البلاغة: الخطبة 110; من لا يحضره الفقيه 1: 205 ح613; وسائل الشيعة 6: 275; البحار 96: 177; أمالي الطوسي، المجلس 8: 216 ح380.
3- الخصال، حديث الأربعمائة: 619; وسائل الشيعة 6: 280.
4- البقرة: 274.
5- تفسير العياشي 1: 151; وسائل الشيعة 6: 281; تفسير البرهان 1: 256.
6- الخصال، حديث الأربعمائة: 619; البحار 96: 120.
3629/34 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: اللاّعب والجادّ في الصدقة سواء(2).
3630/35 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: ما أنفقت على نفسك وأهلك من غير سرف ولا تقتير فلك، وما تصدّقت فلك، وما أنفقت رياءاً وسمعتةً فذلك حظّ الشيطان(3).
3631/36 ـ عن أبي البُختري، عن علي [(عليه السلام)] قال: قال عمر بن الخطّاب للناس: ما ترون في فضل فضل عندنا من هذا المال؟ فقال الناس: يا أمير المؤمنين قد شغلناك عن أهلك وضيعتك وتجارتك فهو لك، فقال لي: ما تقول أنت؟ فقلت: قد أشاروا عليك، فقال لي: قل، فقلت: لِمَ تجعل يقينك ظنّاً، فقال: لتخرجنّ ممّا قلت؟ فقلت: أجل والله لأخرجنّ منه، أتذكر حين بعثك نبيّ الله (صلى الله عليه وسلم) ساعياً فأتيت العباس بن عبد المطّلب فمنعك صدقته، فكان بينكما شيء، فقلت لي: انطلق معي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فلنخبره بالذي صنع، فانطلقنا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فوجدناه خاثراً فرجعنا، ثمّ غدونا عليه الغد، فوجدناه طيّب النفس فأخبرته بالذي صنع العباس، فقال لك: أما علمت أنّ عمّ الرجل صنو أبيه، وذكرنا له الذي رأينا من خثوره في اليوم الأوّل، والذي رأينا من طيب نفسه في اليوم الثاني، فقال: إنّكما أتيتماني في اليوم الأوّل، وقد بقي عندي من الصدقة ديناران فكان ذلك الذي رأيتما من خثوري لذلك، وأتيتماني في اليوم وقد وجّهتهما، فذلك الذي رأيتما من طيب نفسي، فقال عمر: صدقت أما والله لأشركنّ لك الاُولى والآخرة(4).
____________
1- الكافي 4: 5; وسائل الشيعة 6: 228.
2- كنز العمال 6: 590 ح17029.
3- كنز العمال 6: 590 ح17031.
4- كنز العمال 7: 192 ح18617; مسند أحمد 1: 94.
3633/38 ـ (الجعفريات)، بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : البائس الفقير الذي لا يستطيع أن يخرج من زمانته(2).
3634/39 ـ وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام) أنّ قال في قوله تعالى: {وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}(3) قال: هو الزمن الذي لا يستطيع أن يخرج إليك من زمانته(4).
3635/40 ـ عماد الدين الطبري، أخبرنا أبو البقاء إبراهيم بن الحسين البصري، قال: حدّثنا أبو طالب محمّد بن الحسن بن عتبة، قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن أحمد، قال: أخبرنا محمّد بن وهبان الدبيلي، عن عليّ بن أحمد بن كثير العسكري، قال: حدّثني أحمد بن المفضّل أبي سلمة الاصفهاني، قال: أخبرني راشد ابن علي بن وابل القرشي، قال: حدّثني عبد الله بن حفص المدني، قال: أخبرني محمّد بن إسحاق، عن سعد بن زيد بن اُرطاة، عن كميل بن زياد، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال فيما أوصاه إليه:
يا كميل البركة في المال من ايتاء الزكاة ومواساة المؤمنين وصلة الأقربين وهم الأقربون لنا، يا كميل زد قرابتك المؤمن على ما تعطي سواه من المؤمنين، وكن بهم أرأف وعليهم أعطف، وتصدّق على المساكين، يا كميل لا تردّن سائلا ولو بشقّ
____________
1- دعائم الإسلام 2: 324; مستدرك الوسائل 14: 65 ح16113.
2- الجعفريات: 177; مستدرك الوسائل 7: 243 ح8148.
3- الحج: 28.
4- الجعفريات: 176; مستدرك الوسائل 7: 243 ح8149.
3636/41 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قيل: يا رسول الله أيّ الصدقة أفضل؟ قال: على ذي الرحم الكاشح(2).
3637/42 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ما من صدقة أعظم أجراً عند الله عزّ وجلّ من صدقة على ذي رحم أو أخ مسلم، قالوا: وكيف الصدقة عليهم؟ قال: صِلاتكم إيّاهم بمنزلة الصدقة عند الله عزّوجلّ(3).
3638/43 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : الصدقة بعشر، والقرض بثمانية عشر، وصلة الاخوان بعشرين، وصلة الرحم بأربعة وعشرين(4).
3639/44 ـ الشيخ الطبرسي، عن أبي الطفيل، قال: اشترى علي (عليه السلام) ثوباً فأعجبه فتصدّق به، وقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من آثر على نفسه آثره الله يوم القيامة بالجنّة، ومن أحبّ شيئاً فجعله لله قال الله تعالى يوم القيامة: قد كان العباد يكافؤون فيما بينهم بالمعروف، وأنا اُكافيك اليوم بالجنّة(5).
3640/45 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن
____________
1- بشارة المصطفى: 25; مستدرك الوسائل 7: 202 ح8032; تحف العقول: 115.
2- الجعفريات: 55; مستدرك الوسائل 7: 240 ح8137; البحار 96: 181; نوادر الراوندي: 3.
3- مسند زيد بن علي: 198.
4- الجعفريات: 188; مستدرك الوسائل 7: 194 ح8010.
5- تفسير مجمع البيان 1: 473; مستدرك الوسائل 7: 249 ح8166.
3641/46 ـ فضل الله بن علي الراوندي، عن عبد الواحد بن إسماعيل، عن محمّد بن الحسن التميمي، عن سهل بن أحمد الديباجي، عن محمّد بن محمّد الأشعث، عن موسى بن إسماعيل، عن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه الصادق، عن آبائه(عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا رسول الله أيّ الصدقة أفضل؟ قال: الصدقة على الأسير قد اخضلتا (المخضرتا) عيناه(2).
3642/47 ـ وبهذا الاسناد، عنه (عليه السلام) قال: قيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : أيّ الصدقة أفضل؟ فقال: جهد من مقل يسير إلى فقير(3).
3643/48 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لسراقة بن مالك بن خثعم: يا سراقة بن مالك ألا أدلّك على أفضل الصدقة؟ قال: بلى بأبي أنت واُمّي يا رسول الله، قال: أفضل الصدقة على اُختك وابنتك مردودة عليك ليس لهما كاسب غيرك.
ورواه في موضع آخر بلفظ على أخيك وأبيك(4).
____________
1- الجعفريات: 56; مستدرك الوسائل 7: 261 ح8192.
2- نوادر الراوندي: 3; البحار 96: 181.
3- نوادر الراوندي: 3; البحار 96: 181.
4- الجعفريات: 55; مستدرك الوسائل 7: 194 ح8008; البحار 96: 181; نوادر الراوندي: 3.
الباب الثاني:
في آثار الصدقة
3644/1 ـ الصدوق، حدّثنا محمّد بن عمر بن محمّد بن سلم بن البراء الجعابي، قال: حدّثني أبو محمّد الحسن بن عبد الله بن العباس الرازي التميمي، قال: حدّثني سيّدي علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) ، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: باكروا بالصدقة، فمن باكر بها لم يتخطّاه الدعاء (البلاء)(1).
3645/2 ـ أخرج الطبراني، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : باكروا بالصدقة فإنّ البلاء لا يتخطّاها(2).
3646/3 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي
____________
1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 62; البحار 96: 177.
2- تفسير السيوطي 1: 355.
3647/4 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : داووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء قبل ورود البلاء، فوالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لَلبلاء أسرع إلى المؤمن من انحدار السيل من أعلا التلعة إلى أسفلها، ومن ركض البراذين(2).
3648/5 ـ عن علي (عليه السلام) ، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يُدفع بالصدقة الداء والدبيلة والغرق والحرق والهدم والجنون، حتّى عدّ سبعين نوعاً من البلاء(3).
3649/6 ـ الحسن بن أبي الحسن الديلمي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) لرجل: إذا أردت أن يثري الله مالك فزكّه، وإذا أردت أن يصحّ الله بدنك فأكثر من الصدقة(4).
3650/7 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : الصدقة دواء منجح(5).
3651/8 ـ إبراهيم بن يسار، عن جعفر بن محمّد بن حكيم، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : داووا مرضاكم بالصدقة(6).
3652/9 ـ القطب الراوندي في (لبّ اللباب): عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه خرج ذات يوم معه خمسة دراهم، فأقسم عليه فقير فدفعها إليه، فلمّا مضى فإذا بأعرابي على جمل فقال: اشتر هذا الجمل، قال: ليس معي ثمنه، قال: اشتر نسيّة، فاشتراه
____________
1- الجعفريات: 53; مستدرك الوسائل 2: 99 ح1530.
2- الخصال، حديث الأربعمائة: 621; البحار 81: 203.
3- دعائم الإسلام 1: 242; البحار 96: 24.
4- أعلام الدين: 268; مستدرك الوسائل 7: 188 ح7995; البحار 96: 23.
5- الدعوات: 181 ح501; البحار 62: 269.
6- طبّ الأئمة: 123; البحار 62: 264; الخصال، حديث الأربعمائة: 620.
3653/10 ـ عن عبيد الله بن محمّد بن عائشة، قال: وقف سائل على أمير المؤمنين عليّ [(عليه السلام)] فقال للحسن أو الحسين: اذهب إلى اُمّك فقل لها تركت عندك ستّة دراهم فهات منها درهماً، فذهب ثمّ رجع فقال: قالت: إنّما تركت ستة دراهم للدقيق، فقال علي [(عليه السلام)]: لا يصدق إيمان عبد حتّى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده، قل لها: ابعثي بالستّة دراهم، فبعثت بها إليه فدفعها إلى السائل، قال: فما حلّ حبوته حتّى مرّ به رجل معه جمل يبيعه، فقال علي: بكم الجمل؟ قال: بمائة وأربعين درهماً، فقال علي: اعقله عليّ إنّا نؤخّرك بثمنه شيئاً، فعقله الرجل ومضى، ثمّ أقبل رجل فقال: لمن هذا البعير؟ فقال علي [(عليه السلام)]: لي، فقال: أتبيعه؟ قال: نعم، قال: بكم؟ قال: بمائتي درهم، قال: قد ابتعته، قال: فأخذ البعير وأعطاه المائتين، فأعطى الرجل الذي أراد أن يؤخّره مائة وأربعين درهماً وجاء بستّين درهماً إلى فاطمة، فقالت: ما هذا؟ قال: هذا ما وعدنا الله على لسان نبيّه (صلى الله عليه وسلم) : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها(2).
3654/11 ـ قال علي (عليه السلام) : استنزلوا الرزق بالصدقة(3).
3655/12 ـ قال علي (عليه السلام) لابنه محمّد: يا بني كم فضل معك من تلك النفقة؟ قال: أربعون ديناراً، قال: أخرج فتصدّق بها، قال: إنّه لم يبق معي غيرها، قال: تصدّق بها فإنّ الله عزّ وجلّ يخلفها، أما علمت أنّ لكلّ شيء مفتاحاً ومفتاح الرزق
____________
1- مستدرك الوسائل 7: 204 ح8042.
2- كنز العمال 6: 572 ح16976.
3- الخصال، حديث الأربعمائة: 621; البحار 96: 120.
3656/13 ـ محمّد بن يعقوب، عن أبي عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، ومحمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن ابن الحجّاج، قال: بعث إليّ أبو الحسن موسى (عليه السلام) بوصيّة أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي:
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اُوصي به وقضى في ماله عبد الله عليٌّ ابتغاء وجه الله ليولجني الله به الجنّة، ويصرفني عن النار ويصرف النار عنّي، يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه، أنّ ما كان لي بينبع من مال يعرف لي فيها وما حولها صدقة ورقيقها، غير أنّ رباحاً وأبا يثرب وجبيراً عتقاء ليس لأحد عليهم سبيل، فهم موالي يعملون في المال خمس حجج، وفيه نفقتهم ورزقهم ورزق أهاليهم، ومع ذلك ما كان لي بوادي القرى كلّه من مال لبني فاطمة ورقيقها صدقة، وما كان لي بديمة وأهلها صدقة، غير أنّ زريقاً له مثل ما كتب لأصحابه، وما كان لي باُذينة وأهلها صدقة، والفقيرين كما قد علمتم صدقة في سبيل الله وانّ الذي كتبت من أموالي هذه صدقة واجبة بتلة، حيّاً أنا أو ميّتاً، ينفق في كلّ نفقة يبتغى بها وجه الله في سبيل الله ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني عبد المطلب والقريب والبعيد، فانّه يقوم على ذلك الحسن بن علي يأكل منه بالمعروف وينفقه حيث يراه الله، في حلّ مُحلّل لا حرج عليه فيه، (فإن أراد أن يبدّل مالا من مال الصدقة مكان مال فإنّه يفعل لا حرج عليه فيه)، فإن أراد أن يبيع نصيباً من المال فيقضي به الدين، فليفعل إن شاء لا حرج عليه فيه، وإن شاء جعله سرى الملك، وإنّ ولد علي ومواليهم وأموالهم إلى الحسن بن علي، وأن كانت دار الحسن بن عليّ غير دار الصدقة، فبدا له أن يبيعها فليبع إن شاء ولا حرج عليه فيه، وإن باع فإنّه يقسم ثلاثة أثلاث فيجعل ثلثاً في
____________
1- عدة الداعي: 69; البحار 96: 134.
وإنّي إنّما جعلت الذي جعلت لابنَي فاطمة ابتغاء وجه الله عزّ وجلّ وتكريم حرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتعظيمها وتشريفها ورضاهما، وإن حدث بحسن وحسين حدث فإنّ الآخر منهما ينظر في بني علي، فإن وجد فيهم من يرضى بهداه وإسلامه وأمانته، فإنّه يجعله إليه إن شاء، وإن لم ير فيهم بعض الذي يريده فإنّه يجعله إلى رجل من آل أبي طالب يرضى به، فإن وجد آل أبي طالب قد ذهب كبراؤهم وذووا آرائهم، فإنّه يجعله إلى رجل يرضاه من بني هاشم، وإنّه يشترط على الذي يجعله إليه أن يترك المال على اُصوله وينفق ثمره حيث أمرته به في سبيل الله ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطّلب والقريب والبعيد، لا يباع منه شيء ولا يوهب ولا يورث، وإنّ مال محمّد بن عليّ على ناحيته، وهو إلى إبنَي فاطمة، وإنّ رقيقي الذين في صحيفة صغيرة التي كتبت لي عتقاء، هذا ما قضى به عليّ بن أبي طالب في أمواله هذه الغد من يوم قدم مسكن، ابتغاء وجه الله والدار الآخرة، والله المستعان على كلّ حال، ولا يحلّ لامرئ مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول في شيء قضيته من مالي ولا يخالف فيه أمري من قريب أو بعيد.
أمّا بعد فإنّ ولائدي اللاّئي أطوف عليهنّ السبعة عشر، منهنّ اُمّهات أولاد معهنّ أولادهنّ، ومنهنّ حبالى، ومن منهنّ لا ولد لها، فقضائي فيهنّ إن حدث بي حدث، أنّه من كان منهنّ ليس لها ولد وليست بحبلى فهي عتيق لوجه الله عزّ وجلّ،
هذا ما قضى به عليّ في ماله الغد من يوم قدم مسكن، شهد أبو سمر بن أبرهة، وصعصعة بن صوحان، ويزيد بن قيس، وهياج بن أبي هياج، وكتب عليّ بن أبي طالب بيده لعشر خلون من جمادي الاُولى سنة سبع وثلاثين(1).
3657/14 ـ محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين ابن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيّوب بن عطيّة الحذّاء، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قسّم نبي الله (صلى الله عليه وآله) الفيء فأصاب علياً (عليه السلام) أرضاً فاحتفر فيها عيناً، فخرج ماء ينبع في السماء كهيئة عنق البعير، فسمّاها ينبع، فجاء البشير يبشّر، فقال (صلى الله عليه وآله) : بشّر الوارث هي صدقة بتّة بتلا في حجيج بيت الله وعابري سبيل الله، لا تباع ولا توهب ولا تورث، فمن باعها أو وهبها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلا(2).
____________
1- الكافي 7: 49; البحار 41: 40; مستدرك الوسائل 14: 52 ح16089; دعائم الإسلام 2: 341.
2- الكافي 7: 54; وسائل الشيعة 13: 303; البحار 41: 39; تهذيب الأحكام 9: 148.
الباب الثالث:
في بعض أحكام الصدقة
3658/1 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: إن تصدّقت بصدقة، ثمّ ورثتها، فهي لك بالميراث ولا بأس بها(1).
3659/2 ـ عبد الله بن جعفر، عن الحسن بن طريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، أنّ علياً (عليه السلام) كان يقول: من تصدّق بصدقة فردّت عليه، فلا يجوز له أكلها، ولا يجوز له إلاّ إنفاذها، إنّما منزلتها بمنزلة العتق لله، فلو أنّ رجلا أعتق عبداً لله فردّ ذلك العبد، لم يرجع في الأمر الذي جعله لله، فكذلك لا يرجع في الصدقة(2).
3660/3 ـ أحمد بن فهد، قال: قال علي (عليه السلام) : من تصدّق بصدقة ثمّ ردّت فلا يبيعها ولا يأكلها; لأنّه لا شريك له [الله]في شيء ممّا جعل له، إنّما هي بمنزلة العتاقة، ولا يصلح له ردّها بعدما يعتق(3).
____________
1- دعائم الإسلام 2: 339; مستدرك الوسائل 14: 58 ح16100.
2- قرب الاسناد: 90 ح300; وسائل الشيعة 6: 294.
3- عدّة الداعي: 71 والحديث عن الصادق (عليه السلام) ; وسائل الشيعة 6: 294.
3662/5 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذا طرقكم سائل ذكر بالليل فلا تردّوه(2).
3663/6 ـ عن علي (عليه السلام) ، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: السائل رسول الله ربّ العالمين، فمن أعطاه فقد أعطى الله عزّ وجلّ، ومن ردّه فقد ردّ الله عزّ وجلّ(3).
3664/7 ـ محمّد بن الحسين الرضي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إنّ المسكين رسول الله إليكم، فمن منعه فقد منع الله، ومن أعطاه فقد أعطى الله(4).
3665/8 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : السائل رسول ربّ العالمين ليبتلي به، فمن أعطاه فقد أعطى الله ومن ردّه فقد ردّ الله تعالى(5).
3666/9 ـ وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لا تردّوا السائل ولو
____________
1- الجعفريات: 37; مستدرك الوسائل 7: 232 ح8117.
2- الجعفريات: 57; مستدرك الوسائل 7: 189 ح7999; وسائل الشيعة 6: 282; الكافي 4: 8.
3- دعائم الإسلام 1: 243; مستدرك الوسائل 7: 199 ح8023; الجعفريات: 57; البحار 96: 25.
4- نهج البلاغة: قصار الحكم 304; وسائل الشيعة 6: 293.
5- الجعفريات: 57; مستدرك الوسائل 7: 199 ح8023; دعائم الإسلام 2: 332.
3667/10 ـ وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لولا أنّ المساكين يكذبون ما أفلح من ردّهم(2).
3668/11 ـ وبهذا الاسناد، قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لا تقطعوا على السائل مسألته، دعوه فليشكو بثّه وليخبر بحاله(3).
3669/12 ـ عن علي صلوات الله عليه أنّه قال: لا تردّوا السائل ولو بشقّ تمرة، واعطوا السائل ولو جاء على فرس، ولا تردّوا سائلا جاءكم بالليل، فإنّه قد يسأل من ليس من الانس ولا من الجن، ولكن ليزيدكم الله به خيراً(4).
3670/13 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: ربّما ابتلي أهل البيت بالسائل ما هو من الجنّ ولا من الانس ليبلوهم به، وإنّ لله ملائكة في صورة الانس يسألون بني آدم، فإذا أعطوهم شيئاً أعطوه المساكين(5).
3671/14 ـ الصدوق، بإسناده عن علي (عليه السلام) قال: إذا ناولتم السائل شيئاً فاسألوه أن يدعو لكم فإنّه يُجاب فيكم ولا يُجاب في نفسه لأنّهم يكذبون(6).
3672/15 ـ محمّد بن عليّ بن الحسين، بإسناده عن علي (عليه السلام) قال: إذا ناولتم السائل شيئاً فاسألوه أن يدعو لكم، إلى أن قال: وليردّ الذي يناوله يده إلى فيه فليقبّلها فإنّ الله يأخذها قبل أن تقع في يد السائل، كما قال الله عزّ وجلّ: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ
____________
1- الجعفريات: 57; مستدرك الوسائل 7: 199 ح8024.
2- الجعفريات: 57; مستدرك الوسائل 7: 199 ح8025.
3- الجعفريات: 57; مستدرك الوسائل 7: 199 ح8026.
4- البحار 96: 25; دعائم الإسلام 1: 243.
5- دعائم الإسلام 2: 333; مستدرك الوسائل 7: 200 ح8030.
6- وسائل الشيعة 6: 296; الخصال، حديث الأربعمائة: 619.