الصفحة 83
يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ}(1)(2).

3673/16 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) بعث إلى رجل بخمسة أوساق من تمر البغيبغة، وكان الرجل ممّن يرجى نوافله ويؤمّل نائله ورفده، وكان لا يسأل علياً (عليه السلام) ولا غيره شيئاً، فقال رجل لأمير المؤمنين (عليه السلام) : والله ما سألك فلان ولقد كان يجزيه من الخمسة الأوساق وسق واحد، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لا كثّر الله في المؤمنين ضربك، اُعطي أنا وتبخل أنت، لله أنت إذا أنا لم اُعط الذي يرجوني إلاّ من بعد المسألة، ثمّ أعطيته بعد المسألة، فلم أعطه إلاّ ثمن ما أخذت منه، وذلك لأنّي عرّضته أن يبذل لي وجهه الذي يعفّره في التراب لربّي ولربّه عند تعبّده له وطلب حوائجه إليه، فمن فعل هذا بأخيه المسلم، وقد عرف أنّه موضع لصلته ومعروفه، فلم يصدّق الله عزّ وجلّ في دعائه له حيث يتمنّى له الجنّة بلسانه ويبخل عليه بالحطام من ماله; وذلك أنّ العبد قد يقول في دعائه: اللّهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات، فإذا دعا لهم بالمغفرة فقد طلب لهم الجنّة، فما أنصف من فعل هذا بالقول ولم يحقّقه بالفعل(3).

3674/17 ـ البيهقي، وأخبرنا عبد الخالق بن عليّ المؤذّن، أنبأ محمّد بن الحسن بن الحسين السمسار، ثنا محمّد بن إبراهيم بن سعيد العبدي، ثنا سعيد بن منصور، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن الحجّاج بن دينار، عن الحكم بن عتيبة، عن حجيّة بن عدي، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه): أنّ العباس بن عبد المطّلب (رضي الله عنه) سأل رسول

____________

1- التوبة: 104.

2- الخصال، حديث الأربعمائة: 619; وسائل الشيعة 6: 303.

3- الكافي 4: 22; وسائل الشيعة 6: 318; جامع السعادات 2: 131; البحار 41: 36; أنوار النعمانية 3: 278; من لا يحضره الفقيه 2: 71 ح1762.


الصفحة 84
الله (صلى الله عليه وسلم) في تعجيل صدقته قبل أن تحلّ، فرخّص له في ذلك(1).

3675/18 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي صلوات الله عليه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّ المسألة كسب الرجل بوجهه، فأبقى رجل على وجهه أو ترك(2).

3676/19 ـ وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : للسائل في (قوله) كل حقِّ له،كأجر المصدِّق عليه(3).

3677/20 ـ الديلمي، قال: روي أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا أتاه طالب في حاجته فقال له: اُكتبها على الأرض فإنّي أكره أن أرى ذلّ السؤال في وجه السائل(4).

3678/21 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم بإسناد ذكره، عن الحارث الهمداني، قال: سامرت أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت: يا أمير المؤمنين عرضت لي حاجة، قال: فرأيتني لها أهلا؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: جزاك الله عنّي خيراً، ثمّ قال إلى السراج فأغشاه وجلس ثمّ قال: إنّما أغشيت السراج لئلاّ أرى ذلّ حاجتك في وجهك فتكلّم، فإنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: الحوائج أمانة من الله في صدور العباد فمن كتمها كتبت له عبادة ومن أفشاها كان حقّاً على من سمعها أن يعينه(5).

____________

1- سنن البيهقي 10: 54.

2- الجعفريات: 56; مستدرك الوسائل 7: 261 ح8193.

3- الجعفريات: 58; مستدرك الوسائل 7: 261 ح8194.

4- ارشاد القلوب: 136; مستدرك الوسائل 7: 238 ح8131.

5- الكافي 4: 24; وسائل الشيعة 6: 320.


الصفحة 85

الباب الرابع:

التعفف والشكوى الى الله


3679/1 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :إنّ فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها(1).

3680/2 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيّته للحسن (عليه السلام) : اليأس خير من الطلب إلى الناس، ما أقبح الخضوع عند الحاجة، والجفاء عند الغنى(2).

3681/3 ـ عن علي (عليه السلام) في وصيّته لابنه الحسن (عليه السلام) : واكرم نفسك عن كلّ دنيّة وإن ساقتك إلى الرغبة، فإنّك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضاً، ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً، وما خيرُ خير لا ينال إلاّ بشرّ، ويسر لا ينال إلاّ بعسر(3).

____________

1- نهج البلاغة: قصار الحكم 66; وسائل الشيعة 6: 309.

2- نهج البلاغة: كتاب 31; مستدرك الوسائل 7: 230 ح8112.

3- نهج البلاغة: كتاب 31; مستدرك الوسائل 7: 231 ح8116.


الصفحة 86
3682/4 ـ قال علي صلوات الله عليه: فقد يكون اليأس إدراكاً إذا كان الطمع هلاكاً(1).

3683/5 ـ عماد الدين الطبري، أخبرنا أبو البقاء إبراهيم بن الحسين، قال: حدّثنا أبو طالب محمّد بن الحسن بن عتبة، قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن أحمد، قال: أخبرنا محمّد بن وهبان الدبيلي، قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن كثير العسكري، قال: حدّثني أحمد بن المفضل أبو سلمة الاصفهاني، قال: أخبرني راشد ابن عليّ بن وائل القرشي، قال: حدّثني عبد الله بن حفص المدني، قال: أخبرني محمّد بن إسحاق، عن سعد بن زيد بن أرطاة، عن كميل بن زياد، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : يا كميل لا ترين الناس افتقارك واضطرارك، واصبر عليه احتساباً تعرف بستر(2).

3684/6 ـ محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: اتبعوا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإنّه قال: من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر(3).

3685/7 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: من شكى الحاجة إلى مؤمن فكأنّما شكاها إلى الله، ومن شكاها إلى كافر فكأنّما شكا الله(4).

3686/8 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال لكميل بن زياد: يا كميل لا بأس بأن تطلع أخاك على سرّك، ومن أخوك؟ أخوك الذي لا يخذلك عند الشدّة، ولا يقعد

____________

1- نهج البلاغة: كتاب 31; مستدرك الوسائل 7: 232 ح8116.

2- بشارة المصطفى: 26; مستدرك الوسائل 7: 225 ح8097.

3- الكافي 4: 19; البحار 96: 152; وسائل الشيعة 6: 305; من لا يحضره الفقيه 2: 70 ح1753; الخصال، حديث الأربعمائة: 625.

4- نهج البلاغة: قصار الحكم 427; وسائل الشيعة 6: 312.


الصفحة 87
عنك عند الجريرة، ولا يدعك حين تسأله ولا يذرك وأمرك حتّى تُعلمه، الخبر(1).

3687/9 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال لولده الحسن (عليه السلام) : يا بني إذا نزل بك كلب الزمان وقحط الدهر، فعليك بذوي الاُصول الثابتة والفروع الثابتة من أهل الرحمة والايثار والشفقة، فإنّهم أقضى للحاجات وأمضى لدفع الملمّات، وإيّاك وطلب الفضل واكتساب الطساسيج والقراريط من ذوي الأكف اليابسة والوجوه العابسة فإنّهم إن أعطوا منّوا، وإن منعوا كدّوا، ثمّ أنشأ يقول:


واسأل العرف إن سألت كريماًلم يزل يعرف الغنا واليسارا
فسؤال الكريم يورث عزّاًوسؤال اللئيم يورث عارا
وإذا لم تجد من الذلّ بداًفالق بالذلّ إن لقيت الكبارا
ليس إجلالك الكريم بعارإنّما العار أن تجلّ الصغارا(2)

3688/10 ـ أبو القاسم الكوفي المعاصر للكليني في كتاب (الأخلاق)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: كلّ سؤال ذلّ ومنقصة إلاّ ما كان من سؤال الرجل لإمامه أو عالمه أو والده، فإنّه لا ذلّ عليه في ذلك ولا منقصة(3).

3689/11 ـ محمّد بن عبد الله بن حفص الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، قال: وحدّثني جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) قال: كان علي (عليه السلام) يقول في دعائه وهو ساجد، إلى أن قال: فإن جعلت لي حاجة إلى أحد من خلقك فاجعلها إلى أحسنهم وجهاً وخَلْقاً وخُلُقاً، وأسخاهم بها نفساً، وأطلقهم بها لساناً، وأسمحهم بها كفاً، وأقلّهم بها عليّ امتناناً(4).

____________

1- مستدرك الوسائل 7: 227 ح8102; مستدرك نهج البلاغة.

2- أعلام الدين: 274; مستدرك الوسائل 7: 228 ح8105; البحار 96: 160; سفينة البحار مادة "سأل" 1: 585.

3- مستدرك الوسائل 7: 228 ح8107.

4- قرب الاسناد: 1 ح1; مستدرك الوسائل 7: 229 ح8109.


الصفحة 88

الباب الخامس:

من تحلّ له الصدقة ومن لاتحلّ له


3690/1 ـ محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن عائذ، عن محمّد بن أبي حمزة، عن رجل بلّغ به أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: مرّ شيخ مكفوف كبير يسأل، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ما هذا؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين نصراني، قال: فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : استعملتموه حتّى إذا كبر وعجز منعتموه! أنفقوا عليه من بيت المال(1).

3691/2 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اُنظروا إلى السائل فإن رقّت قلوبكم له فهو صادق(2).

3692/3 ـ محمّد بن الحسن، بإسناده عن الصفار، عن الحسن بن موسى

____________

1- تهذيب الأحكام 6: 292، وسائل الشيعة 11: 49.

2- الجعفريات: 57; مستدرك الوسائل 7: 198 ح8021.


الصفحة 89
الخشّاب، عن غياث بن كلوب، عن إسحاق بن عمّار، عن جعفر، عن أبيه، أنّ علياً (عليه السلام) كان يقول: لا يذبح نسككم إلاّ أهل ملّتكم، ولا تصدّقوا بشيء من نسككم إلاّ على المسلمين، وتصدّقوا بما سواه غير الزكاة على أهل الذمّة(1).

3693/4 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : كفى بالمرء اثماً أن يضيّع من يعول أو يكون عيالا على الناس، وقال (صلى الله عليه وآله) : لا تحلّ الصدقة لغنيّ ولا لقويّ ولا لذي مرّة سويّ(2).

3694/5 ـ أخرج عبد الله بن أحمد، والطبراني، عن علي (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : من سأل مسألة عن ظهر غنى استكثر بها من رضف جهنّم، قالوا: وما ظهر غنى؟ قال: عشاء ليلة(3).

____________

1- تهذيب الأحكام 9: 67; الاستبصار 4: 84; وسائل الشيعة 6: 285.

2- مسند زيد بن علي: 200، وسائل الشيعة 6: 161، قرب الإسناد: 155 ح570، الكافي 3: 562، البحار 96: 60.

3- تفسير السيوطي 1: 360; مسند أحمد 1: 147.


الصفحة 90

الباب السادس:

في صدقات أمير المؤمنين (عليه السلام)


3695/1 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال للزنديق في حديث طويل: قال المنافقون لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : هل بقي لربّك بعد الذي فرض علينا شيء آخر يفترضه فيذكر فتسكن أنفسنا إلى أنّه لم يبق غيره؟ فأنزل الله في ذلك: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَة}(1) ـ يعني الولاية ـ، فأنزل الله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}(2) وليس بين الاُمّة خلاف أنّه لم يأت الزكاة يومئذ وهو راكع غير رجل واحد لو ذكر اسمه في الكتاب لأسقط مع ما أسقط من ذكر، الخبر(3).

3696/2 ـ الصدوق، عن أحمد بن الحسن القطّان، ومحمّد بن أحمد بن السناني،

____________

1- سبأ: 46.

2- المائدة: 55.

3- الاحتجاج 1: 601 ح137; مستدرك الوسائل 7: 255 ح8182.


الصفحة 91
وعليّ بن أحمد بن موسى الدقّاق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، وعليّ بن عبد الله الورّاق رضي الله عنهم، قالوا: حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان، قال: حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدّثنا تميم بن بهلول، قال: حدّثنا سليمان بن حكيم، عن عمرو بن يزيد، عن مكحول، قال: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) :

لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) أنّه ليس فيهم رجل له منقبة إلاّ وقد شركته فيها وفضلته عليها، ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم، إلى أن قال: وأمّا الخامسة والستّون: فإنّي كنت اُصلّي في المسجد فجاء سائل فسأل وأنا راكع فناولته خاتمي من أصبعي، فأنزل الله تبارك وتعالى فيّ: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ...}(1)، الخبر(2).

3697/3 ـ عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام) أنّه قال: تصدّق أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) بدار له في المدينة في بني زُريق وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما تصدّق عليّ بن أبي طالب وهو حيّ سويّ، تصدّق بداره التي في بني زَريق صدقة لا تباع ولا توهب ولا تورث حتّى يرثها الله الذي يرث السماوات والأرض، وأسكن هذه الدار الصدقة خالاته ما عشن وأعقابهنّ ما عاش أعقابهنّ، فإذا انقرضوا فهي لذي الحاجة من المسلمين شهد الله(3).

____________

1- المائدة: 55.

2- الخصال، باب السبعين: 572; مستدرك الوسائل 7: 256 ح8183.

3- دعائم الإسلام 2: 343; وسائل الشيعة 13: 304; تهذيب الأحكام 9: 132; من لا يحضره الفقيه 4: 248 ح5588; الاستبصار 4: 98.


الصفحة 92

الصفحة 93


مبحث
المرض وعيادة المريض





الصفحة 94

الصفحة 95

الباب الأول:

في أجر المريض


3698/1 ـ عن علي (عليه السلام) قال: المريض في سجن الله ما لم يشكُ إلى عوّاده تمحى سيّئاته، وأيّما مؤمن مات مريضاً مات شهيداً، وكلّ مؤمن شهيد، وكل مؤمنة حوراء، وأيّ ميتة مات بها المؤمن فهو شهيد، وتلا قول الله جلّ ذكره: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ}(1)(2).

3699/2 ـ أبو نعيم، عن علي [(عليه السلام)]: يكتب أنين المريض فإن كان صابراً كان أنينه حسنات، وإن كان أنينه جزعاً كان هلوعاً لا أجر له(3).

3700/3 ـ الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن عيسى، عن القسم بن يحيى، عن جدّه، عن أبي بصير، ومحمّد بن مسلم، عن الصادق، عن آبائه،

____________

1- الحديد: 19.

2- دعائم الإسلام 1: 218; البحار 81: 211.

3- كنز العمال 3: 311 ح6706; تفسير السيوطي 6: 226.


الصفحة 96
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لا يتداوى المسلم حتّى يغلب مرضه على صحّته(1).

3701/4 ـ محمّد بن الحسن الرضي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: امشِ بدائك ما مشى بك(2).

3702/5 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: من كتم وجعاً أصابه ثلاثة أيّام من الناس وشكى إلى الله عزّ وجلّ، كان حقّاً على الله أن يعافيه منه(3).

3703/6 ـ الحافظ أبو نعيم، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن علي، ثنا محمّد بن الحسن ابن قتيبة، ثنا محمّد بن الفضل بمكة، ثنا بقية بن الوليد، عن إبراهيم بن أدهم، عن محمّد بن عجلان، عن من حدّثه، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه)، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: من مرض يوماً في البحر كان أفضل من عتق ألف رقبة يجهّزهم وينفق عليهم إلى يوم القيامة، ومن علّم رجلا في سبيل الله آية من كتاب الله أو كلمة من سنّتي، حثا الله له من الثواب يوم القيامة حتّى لا يكون شيء من الثواب أفضل ممّا يُحثي الله له(4).

3704/7 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من مرض ليلة واحدة كفّرت عنه ذنوبه سنة، فإذا عوفي المريض من مرضه تحاتت خطاياه كما تتحات ورق الشجر اليابس في اليوم العاصف(5).

3705/8 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: وَعِكَ أبو ذر (قدس سره) فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: يا رسول الله إنّ أبا ذر قد وعك، فقال (صلى الله عليه وآله) : امض بنا إليه نعوده، فمضينا إليه جميعاً فلما جلسنا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : كيف أصبحت يا أبا ذر؟ قال: أصبحت وعكاً يا رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله) : أصبحت في روضة من رياض الجنّة، قد انغمست في ماء

____________

1- الخصال، حديث الأربعمائة: 620; مستدرك الوسائل 2: 71 ح1442; البحار 81: 203.

2- نهج البلاغة: قصار الحكم 27; وسائل الشيعة 2: 629; البحار 81: 204.

3- الخصال، حديث الأربعمائة: 630; وسائل الشيعة 2: 628; البحار 81: 203.

4- حلية الأولياء 8: 47.

5- مسند زيد بن علي: 180.


الصفحة 97
الحيوان، وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك، فأبشر يا أبا ذر(1).

3706/9 ـ نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن عبد الرحمن بن جندب، قال: لما أقبل أمير المؤمنين من صفين، إلى أن قال: ورأينا بيوت الكوفة، فإذا نحن بشيخ جالس في ظلّ بيت على وجهه أثر المرض، فأقبل إليه علي (عليه السلام) ونحن معه حتّى سلّم عليه وسلّمنا عليه، قال: فردّ ردّاً حسناً ظننّا أن قد عرفه، فقال له علي (عليه السلام) : ما لي أرى وجهك منكفتاً، أمن مرض؟ قال: نعم، قال: فلعلّك كرهته؟ فقال: ما أحبّ أنّه بغيري، قال: أليس احتساباً للخير فيما أصابك منه؟ قال: بلى، قال: أبشر برحمة ربّك وغفران ذنبك، (ثمّ سأله عن أشياء) فلمّا أراد أن ينصرف عنه قال له: جعل الله ما كان من شكواك حطّاً لسيّئاتك، فإنّ المرض لا أجر فيه، ولكن لا يدع للعبد ذنباً إلاّ حطّه، إنّما الأجر في القول باللسان، والعمل باليد والرجل، وإنّ الله عزّ وجلّ يدخل بصدق النيّة والسريرة الصالحة (عالماً جماً) من عباده الجنّة، ثمّ مضى (عليه السلام) (2).

3707/10 ـ وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ساعات الوجع يذهبن ساعات الخطايا(3).

3708/11 ـ عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : الحمّى رائد الموت، وسجن الله في الأرض، يحبس بها من يشاء من عباده، وهي تحتّ الذنوب كما يحاتّ الوبر عن سنام البعير(4).

3709/12 ـ عن علي (عليه السلام) قال: المريض في سجن الله، ما لم يشك إلى عوّاده تُمحى

____________

1- دعوات الراوندي: 167 ح167; مستدرك الوسائل 2: 57 ح1398; البحار 81: 188; وسائل الشيعة 11: 569.

2- وقعة صفين: 529; البحار 81: 189.

3- الجعفريات: 245; مستدرك الوسائل 2: 61 ح1413.

4- التمحيص: 43 ح50; مستدرك الوسائل 2: 63 ح1420.


الصفحة 98
سيّئاته(1).

3710/13 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثّنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عاد رجلا من الأنصار، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : الحمّى طهور من ربّ غفور، فقال المريض: الحمّى يقوم بالشيخ حتّى تزيره القبور، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : فليكن ذا، قال: فمات في مرضه، ولم يصلّ عليه (صلى الله عليه وآله) (2).

3711/14 ـ نصر، عن عمر، عن عبد الرحمن بن جندب، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) (لبعض أصحابه في علّة اعتلّها): جعل الله ما كان من شكواك حَطّاً لسيّئاتك، فإنّ المرض لا أجر فيه، ولكن لا يدع ذنباً إلاّ حطّه، وإنّما الأجر بالقول واللسان، والعمل باليد والرجل، وإنّ الله عزّ وجلّ ليدخل بصدق النيّة والسريرة الصالحة (عالماً جمّاً) من عباده الجنّة(3).

3712/15 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال: حدّثنا عليّ بن حمزة العلوي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: مثل المؤمن إذا عوفي من مرضه مثل البردة البيضاء تنزل من السماء في حسنها وصفائها(4).

____________

1- دعائم الإسلام 1: 217; مستدرك الوسائل 2: 69 ح1437; البحار 81: 211.

2- الجعفريات: 200; مستدرك الوسائل 2: 61 ح1410.

3- وقعة صفين: 529; مكارم الأخلاق للطبرسي: 359; مستدرك الوسائل 2: 58 ح1402; البحار 72: 19; دار السلام 4: 176; نهج البلاغة: قصار الحكم 42; أمالي الطوسي، المجلس 27: 602 ح1245.

4- أمالي الطوسي، مجلس 30: 630 ح1297.


الصفحة 99
3713/16 ـ قال عبد الحميد بن أبي الحديد، الذي رويته عن الشيوخ، ورأيته بخطّ عبد الله بن أحمد بن الخشّاب، أنّ الربيع بن زياد الحارثي، أصابته نشابة في جبينه، فكانت تنتقض عليه في كلّ عام، فأتاه علي (عليه السلام) عائداً فقال: كيف تجدك أبا عبد الرحمن؟ قال: أجدني يا أمير المؤمنين لو كان لا يذهب ما بي إلاّ بذهاب بصري لتمنّيت ذهابه، فقال (عليه السلام) : وما قيمة بصرك عندك؟ قال: لو كانت لي الدنيا لفديته بها، قال: لا جرم ليعطينّك الله على قدر ذلك، إنّ الله تعالى يعطي على قدر الألم والمصيبة وعنده تضعيف كثير(1).

3714/17 ـ الحسين بن بسطام وأخوه أبو عتّاب، عن محمّد بن خلف، قال ـ وكان من جملة علماء آل محمّد ـ: عن الحسن بن عليّ الوشّا، عن عبد الله بن سنان، عن أخيه محمّد، عن جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) ، عن آبيه، عن جدّه، عن مولانا الحسين بن علي (عليه السلام) قال: عاد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) سلمان الفارسي فقال له: يا أبا عبد الله فما من أحد من شيعتنا يصيبه وجع إلاّ بذنب قد سبق منه، وذلك الوجع تطهير له، قال سلمان: فإن كان الأمر على ما ذكرت وهو كما ذكرت فليس لنا في شيء من ذلك أجر خلا التطهير؟ قال علي (عليه السلام) : يا سلمان لكم الأجر بالصبر عليه والتضرّع إلى الله عزّ اسمه والدعاء له، بهما يكتب لكم الحسنات ويرفع لكم الدرجات، وأمّا الوجع فهو خاصّة تطهير وكفّارة(2).

3715/18 ـ الصدوق، حدّثنا محمّد بن علي بن الشاه، قال: حدّثنا أبو حامد، قال: حدّثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه، قال: حدّثنا محمّد بن حاتم القطّان، عن حمّاد بن عمرو، عن جعفر

____________

1- شرح ابن أبي الحديد 3: 12; البحار 42: 173.

2- طبّ الأئمة: 15; وسائل الشيعة 2: 625; أنوار النعمانية 4: 159; شرح الصحيفة السجادية لعلي خان المدني 1: 60; البحار 81: 185.


الصفحة 100
ابن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسلمان الفارسي (قدس سره): يا سلمان إنّ لك في علّتك إذا اعتللت ثلاث خصال: أنت من الله تبارك وتعالى بذكر، ودعاؤك فيها مستجاب، ولا تدع العلّة عليك ذنباً إلاّ حطّته، متّعك الله بالعافية إلى انقضاء أجلك(1).

3716/19 ـ أبو عتاب، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام) قال: سمعت ذا الثفنات عليّ بن الحسين (عليهما السلام) يحدّث، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: حمّى ليلة كفّارة سنة(2).

3717/20 ـ الصدوق، حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، قال: حدّثنا محمّد بن حسّان، عن الحسن بن محمّد النوفلي ـ من ولد نوفل بن عبد المطّلب ـ قال: أخبرني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن علي، عن عيسى ابن عبد الله العمري، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) في المرض الذي يصيب الصبي، قال: كفّارة لوالديه(3).

____________

1- خصال الصدوق، باب الثلاثة: 170; من لا يحضره الفقيه 4: 375 ح5762; مستدرك الوسائل 2: 81 ح1476; البحار 81: 185.

2- طبّ الأئمة: 16.

3- توحيد الصدوق، في باب الأطفال: 394; وسائل الشيعة 2: 626; البحار 5: 317; مكارم الأخلاق: 361; ثواب الأعمال: 194; الكافي 6: 52; من لا يحضره الفقيه 3: 482 ح4694.


الصفحة 101

الباب الثاني:

في عيادة المريض وأجرها


3718/1 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله بن محمّد، أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى أن يؤكل عند المريض شيء إذا عاده العائد، فيحبط الله بذلك أجر عيادته(1).

3719/2 ـ الحاكم النيسابوري، أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل القاري، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا عبد الله بن صالح، حدّثني الليث بن سعد، أخبرني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، أنّ أبا سنان الدؤلي حدّثه، أنّه عاد علياً (رضي الله عنه) في شكوى له اشكاها، قال: فقلت له: لقد تخوّفنا عليك يا أمير المؤمنين في

____________

1- الجعفريات: 200; مستدرك الوسائل 2: 154 ح1679; دعائم الإسلام 1: 218; البحار 81: 228.


الصفحة 102
شكواك هذه، فقال: لكنّي والله ما تخوّفت على نفسي منه، لأنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الصادق المصدّق يقول: إنّك ستضرب ضربة هاهنا وضربة هاهنا، وأشار إلى صدغيه فيسيل دمها حتّى تختضب لحيتك، ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود(1).

3720/3 ـ عن الصادق (عليه السلام) قال: مرض أمير المؤمنين (عليه السلام) فعاده قوم، فقالوا: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ فقال (عليه السلام) : أصبحت بشرّ، فقالوا: سبحان الله هذا كلام مثلك، فقال: يقول الله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}(2)فالخير الصحّة والغنى، والشرّ المرض والفقر ابتلاء واختبار(3).

3721/4 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل الشيباني، عن أحمد ابن إسحاق بن بهلول القاضي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني أبي البهلول بن حسّان، عن أبي شيبة، عن أبي إسحاق، عن الحارث الهمداني، عن علي (عليه السلام) ، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إنّ للمسلم على أخيه المسلم من المعروف ستّاً: يسلّم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، الخبر(4).

3722/5 ـ عليّ بن عيسى، عن علي (عليه السلام) قال: كان جبرئيل ينزل على النبي (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه في كلّ يوم وفي كلّ ليلة، فيقول: السلام عليك إنّ ربّك يقرؤك السلام فيقول: كيف تجدك وهو أعلم بك، ولكنّه أراد أن يزيدك كرامةً وشرفاً إلى

____________

1- مستدرك الحاكم 3: 113; سننن البيهقي 8: 59.

2- النساء: 35.

3- دعوات الراوندي: 168 ح469; مستدرك الوسائل 2: 149 ح1669; البحار 81: 209; تفسير الصافي 3: 339; مجمع البيان 4: 46.

4- أمالي الطوسي، المجلس 17: 478 ح1043; مستدرك الوسائل 2: 73 ح1450; البحار 81: 217.