الصفحة 263

بيـان:

ذكر الشيخ أنه خبر شاذ لا تترك لأجله الأحاديث انتهى. ويمكن حمله على ما لو كان الوطي بالنسبة إلى المرأة وطي الشبهة، وبالنسبة إلى الرجل زنا.


4195/4 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إذا تلاعن المتلاعنان عند الامام، إلى أن قال: وينقطع نسبه من الرجل الذي لاعن اُمّه، فلا يكون بينهما ميراث بحال من الأحوال، وترثه اُمه ومن نسب اليه بها(1).

4196/5 ـ الحاكم النيسابوري، أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبدالرحمن بن مهدي، عن ابراهيم بن طهمان، عن سمالك، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: اختصموا إلى علي (رضي الله عنه) في ولد الملاعنة فجاء عصبة أبيه يطلبون ميراثه، فقال: إن أباه قد كان تبرأ منه، فأعطى اُمه الميراث وجعلها عصبة، ولم يعطهم شيئاً(2).

4197/6 ـ البيهقي: باسناده عن الشعبي، أن علياً (رضي الله عنه) قال في ابن الملاعنة ترك أخاه واُمه، لاُمه الثلث ولأخيه السدس، وما بقي فهو ردّ عليهما بحسب ما ورثا(3).

4198/7 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في الملاعنين: إن تلاعنا وكان قد نفى الولد أو الحمل إن كانت حاملا أن يكون منه، ثم ادعاه بعد اللعان، فإن الولد (الابن) يرثه، ولا يرث هو الولد (الابن) بدعواه بعد أن لاعن عليه ونفاه(4).

4199/8 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في حديث: وينسب الولد الذي تلاعنا عليه إلى أُمه وأخواله، ويكون أمره وشأنه اليهم(5).

____________

1- دعائم الاسلام 2:282، مستدرك الوسائل 17:211 ح21171.

2- مستدرك الحاكم 4:347، كنز العمال 11:81 ح30696.

3- سنن البيهقي 6:258، كنز العمال 11:81 ح30698.

4- دعائم الاسلام 2:282، مستدرك الوسائل 17:212 ح21174.

5- دعائم الاسلام 2:282، مستدرك الوسائل 17:213 ح21178.


الصفحة 264
4200/9 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبدالله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) أنه قال: إذا أقر الرجل بولده ثم نفاه لم ينتف منه أبداً(1).

4201/10 ـ وبهذا الاسناد: عن علي (عليه السلام) قال: إذا أقر بولده ثم نفاه، جلد الحدّ، واُلزم الولد(2).

____________

1- الجعفريات: 125، مستدرك الوسائل 17:214 ح21179، وسائل الشيعة 17:565، تهذيب الأحكام 8:183.

2- الجعفريات: 125، مستدرك الوسائل 17:214 ح21180.


الصفحة 265

الباب الثاني والثلاثون:

في ميراث ولاء العتق والسائبة


4202/1 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: يرث الولاء الأقعد فالأقعد، فان استوى القعود فبنوا الأب والاُم دون بني الأب(1).

4203/2 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبدالله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث أنه قال: ما بال أقوام يبيع أحدهم رقيقه ويشترط أن الولاء له، ألا إن الولاء لمن أعتق(2).

4204/3 ـ علي بن موسى بن طاووس، نقلا من كتاب (الرسائل) لمحمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، رفعه في رسالة لأمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ابنه الحسن (عليه السلام) يقول فيها: إنّ نبيّ الله (صلى الله عليه وآله) قال: الولاء لمن أعتق(3).

____________

1- دعائم الاسلام 2:317، مستدرك الوسائل 17:203 ح21150.

2- الجعفريات: 110، مستدرك الوسائل 17:204 ح21153.

3- كشف المحجّة: 178، وسائل الشيعة 17: 543.


الصفحة 266
4205/4 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في حديث: وينسب الولد الذي تلاعنا الحسن (عليه السلام) يقول فيها: إن نبي الله (صلى الله عليه وآله) قال: الولاء لمن أعتق(1).

4206/5 ـ عبدالله بن جعفر، عن السندي بن محمد، عن أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه أن علياً (عليه السلام) أعتق عبداً نصرانياً ثم قال: ميراثه بين المسلمين عامة إن لم يكن له ولي(2).

4207/6 ـ محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، وغيره، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عبدالحميد، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) فيمن نكل بمملوكه، أنه حرّ لا سبيل له عليه، سائبة يذهب فيتولى إلى من أحب، فاذا ضمن جريرته فهو يرثه(3).

4208/7 ـ وعنه، عن محمد بن يحيى، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن غياث ابن كلوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أن مكاتباً أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: إن سيدي كاتبني وشرط عليّ نجوماً في كل سنة، فجئته بالمال كله ضربة واحدة وسألته أن يأخذه كلّه ضربة واحدة ويجيز عتقي، فأبى عليّ، فدعاه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: صدق، فقال له: مالك لا تأخذ المال وتمضي عتقه؟ فقال: ما آخذ إلاّ النجوم التي شرطت وأتعرض من ذلك لميراثه، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : فأنت أحق بشرطك(4).

4209/8 ـ الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) فيمن أعتق عبداً سائبة أنه لا ولاء لمواليه عليه، فان شاء

____________

1- كشف المحجة: 178، وسائل الشيعة 17:543.

2- قرب الاسناد: 141 ح504، وسائل الشيعة 17:553، البحار 104:363.

3- الكافي 7:172، وسائل الشيعة 17:546، تهذيب الأحكام 9:395.

4- الكافي 7:173، تهذيب الأحكام 8:273، الاستبصار 4:35.


الصفحة 267
توالى إلى رجل من المسلمين فليشهد أنه يضمن جريرته وكل حدث يلزمه، فاذا فعل ذلك فهو يرثه، وإن لم يفعل ذلك كان ميراثه يرد على إمام المسلمين(1).

____________

1- تهذيب الأحكام 9:394.


الصفحة 268

الصفحة 269


مبحث
الجهاد في سبيل الله





الصفحة 270

الصفحة 271

الباب الأول:

فضل الجهاد والحثّ عليه


4210/1 ـ عن علي (عليه السلام) : أنّه حرّض الناس على منبر الكوفة فقال: يا معشر أهل الكوفة لتضربنّ على قتال عدوّكم أو ليسلّطنّ الله عليكم قوماً أنتم أولى بالحقّ منهم(1).

4211/2 ـ عن جعفر بن محمّد (عليه السلام) ، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: كلّ نعيم مسؤول عنه العبد إلاّ ما كان في سبيل الله(2).

4212/3 ـ عن علي (عليه السلام) :انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: سافروا تغنموا، وصوموا تصحّوا، واغزوا تغنموا، وحجّوا تستغنوا(3).

4213/4 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: للإيمان أربعة أركان: الصبر، واليقين، والعدل،

____________

1- دعائم الإسلام 1: 370; مستدرك الوسائل 11: 66 ح12442.

2- دعائم الإسلام 1: 342; البحار 100: 49.

3- دعائم الإسلام 1: 342.


الصفحة 272
والجهاد(1).

4214/5 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: جاهدوا في سبيل الله بأيديكم، فإن لم تقدروا فجاهدوا بألسنتكم، فإن لم تقدروا فجاهدوا بقلوبكم(2).

4215/6 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: عليكم بالجهاد في سبيل الله مع كل إمام عدل، فإنّ الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنّة(3).

4216/7 ـ عن علي (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة، والمجاهدون في سبيل الله قوّادهم، والرسل سادة أهل الجنّة(4).

4217/8 ـ الطوسي، بإسناده عن الرضا (عليه السلام) ، عن أبيه، عن الصادق (عليه السلام) ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث قال: انّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: عليكم بالجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم فإنّما يجاهد في سبيل الله رجلان: إمام هدىً، أو مطيع له مقتد بهداه(5).

4218/9 ـ عن علي (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أجود الناس من جاد بنفسه في سبيل الله، وأبخل الناس من بخل بالسلام(6).

4219/10 ـ عن علي (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لمّا دعا موسى وهارون ربّهما، قال الله تعالى: قد أجبت دعوتكما، ومن غزا في سبيلي استجبت له كما استجبت لكما إلى يوم القيامة(7).

____________

1- دعائم الإسلام 1: 342; مستدرك الوسائل 11: 16 ح12302.

2- دعائم الإسلام 1: 343; مستدرك الوسائل 11: 16 ح12303.

3- دعائم الإسلام 1: 343; مستدرك الوسائل 11: 16 ح12304.

4- دعائم الإسلام 1: 343; مستدرك الوسائل 11: 7 ح12275; الجعفريات: 76; نوادر الراوندي: 20.

5- أمالي الطوسي، المجلس 18: 522 ح1157; البحار 100: 24.

6- دعائم الإسلام 1: 343; البحار 100: 50.

7- دعائم الإسلام 1: 343.


الصفحة 273
4220/11 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: من اغتاب غازياً في سبيل الله أو آذاه أو خلّفه بسوء في أهله نُصب له يوم القيامة عَلَم، فتَستفرع خيانته حسناته، ثمّ يركس في النار(1).

4221/12 ـ عن علي (عليه السلام) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: فوق كل برٍّ برّ، حتّى يُقتل الرجل في سبيل الله، وفوق كلّ عقوق عقوق، حتّى يقتل الرجل أحد والديه(2).

4222/13 ـ عن علي (عليه السلام) : أوّل من جاهد في سبيل الله إبراهيم (عليه السلام) أغارت الروم على ناحية فيها لوط (عليه السلام) فأسّروه، فبلغ إبراهيم الخبر فنفر فاستنقذه من أيديهم، وهو أوّل من عمل الرايات(3).

4223/14 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب رفعه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنّ الله عزّ وجلّ فرض الجهاد وعظّمه وجعله نصره وناصره، والله ما صلحت دنياً ولا دين إلاّ به(4).

4224/15 ـ أحمد بن محمّد بن سعيد، عن جعفر بن عبد الله المحمّدي العلوي، وأحمد ابن محمّد الكوفي، عن عليّ بن العباس، عن إسماعيل بن إسحاق جميعاً، عن أبي روح فرج بن أبي فروة، عن مسعدة بن صدقة، قال: حدّثني ابن أبي ليلى، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنّ الجهاد باب فتحه الله لخاصّة أوليائه، وسوّغهم كرامة منه لهم ونعمة ذخرها، والجهاد لباس التقوى ودرع الله الحصينة وحصنه الوثيقة، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب المذلّة، وشمله البلاء وفارق الرخاء، وضُرب على قلبه بالأشباه، وديث بالصغار والقماء، وسيم الخسف ومُنع النصف وأديل الحقّ منه بتضييعه الجهاد، وغضب الله عليه بتركه نصرته، وقد

____________

1- دعائم الإسلام 1: 343; مستدرك الوسائل 11: 23 ح12331.

2- دعائم الإسلام 1: 343; البحار 100: 50.

3- دعائم الإسلام 1: 344; مستدرك الوسائل 11: 118 ح12581.

4- الكافي 5: 8; وسائل الشيعة 11: 9.


الصفحة 274
قال الله عزّ وجلّ في محكم كتابه: {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}(1)(2).

4225/16 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب رفعه: أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب يوم الجمل، إلى أن قال: أيّها الناس إنّ الموت لا يفوته المقيم ولا يعجزه الهارب، ليس عن الموت محيص، ومن لم يمت يقتل، وإنّ أفضل الموت القتل، والذي نفسي بيده لألف ضربة بالسيف أهون عليّ من ميتة على فراش، الحديث(3).

4226/17 ـ عن علي (عليه السلام) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: ما من قطرة أحبّ إلى الله من قطرة دم في سبيل الله، أو قطرة دمع في جوف الليل من خشية الله(4).

4227/18 ـ عن علي [(عليه السلام)]: اتّقوا أذى المجاهدين في سبيل الله، فإنّ الله يغضب لهم كما يغضب للرسل، ويستجيب لهم كما يستجيب لهم(5).

4228/19 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبي حمزة، عن عقيل الخزاعي، أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) كان إذا حضر الحرب يوصي المسلمين بكلمات يقول: تعاهدوا الصلاة، إلى أن قال: ثمّ إنّ الجهاد أشرف الأعمال بعد الإسلام، وهو قوام الدين والأجر فيه عظيم مع العزّة والمنعة، وهو الكرّة، فيه الحسنات والبشرى بالجنّة بعد الشهادة، وبالرزق غداً عند الربّ والكرامة، يقول الله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ}(6)، الآية(7).

____________

1- محمّد: 7.

2- تهذيب الأحكام 6: 123; وسائل الشيعة 11: 8; نهج البلاغة: خطبة 27.

3- الكافي 5: 54; وسائل الشيعة 11: 8.

4- دعائم الإسلام 1: 343; مستدرك الوسائل 11: 16 ح12305; البحار 100: 50.

5- كنز العمال 4: 314 ح10664.

6- آل عمران: 169.

7- الكافي 5: 36; تفسير نور الثقلين 1: 339.


الصفحة 275
4229/20 ـ عن الرضا (عليه السلام) ، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: بينما أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يخطب الناس ويحرّضهم على الجهاد، إذ قام إليه شابّ فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن فضل الغزاة في سبيل الله، فقال علي (عليه السلام) : كنت رديف رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ناقته العضباء ونحن قافلون من غزوة ذات السلاسل، فسألته عمّا سألتني عنه، فقال: إنّ الغُزاة إذا همّوا بالغزو كتب الله لهم براءة من النار، وإذا برزوا نحو عدوّهم باهى الله تعالى (بهم) الملائكة، فإذا ودّعهم أهلوهم بكت عليهم الحيطان والبيوت، ويخرجون من ذنوبهم كما تخرج الحيّة من سلخها، ويوكّل الله عزّ وجلّ بهم بكلّ رجل منهم أربعين ألف ملك يحفظونه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، ولا يعملون (يعمل) حسنة إلاّ ضُعّفت له، ويكتب له كلّ يوم عبادة ألف رجل يعبدون الله ألف سنة كلّ سنة مائة وستّون يوماً، واليوم مثل عمر الدنيا، وإذا صاروا بحضرة عدوّهم انقطع علم أهل الدنيا عن ثواب الله إيّاهم، فإذا برزوا لعدوّهم وأشرعت الأسنّة وفوّقت السهام، وتقدّم الرجل إلى الرجل، حفّتهم الملائكة بأجنحتهم، ويدعون الله لهم بالنصر والتثبيت، فينادي مناد: الجنّة تحت ظلال السيوف، فتكون الطعنة والضربة أهون على الشهيد من شرب الماء البارد في اليوم الصائف.

وإذا زال الشهيد عن فرسه بطعنة أو بضربة لم يصل إلى الأرض حتّى يبعث الله عزّ وجلّ زوجته من الحور العين فتبشّره بما أعدّ الله له من الكرامة، فإذا وصل إلى الأرض تقول له: مرحباً بالروح الطيّبة التي اُخرجت من البدن الطيّب، أبشر فإنّ لك ما لا عين رأت ولا اُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ويقول الله عزّ وجلّ: أنا خليفته في أهله، ومن أرضاهم فقد أرضاني ومن أسخطهم فقد أسخطني، ويجعل الله روحه في حواصل طير خضر تسرح في الجنّة حيث تشاء، تأكل من

الصفحة 276
ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلّقة بالعرش، ويُعطى الرجل منهم سبعين غرفة من غرف الفردوس، كلّ غرفة ما بين صنعاء والشام، يملأ نورها ما بين الخافقين، في كلّ غرفة سبعون باباً على كلّ باب سبعون مصراعاً من ذهب على كلّ باب ستور مسبلة في كلّ غرفة سبعون خيمة في كلّ خيمة سبعون سريراً من ذهب، قوائمها الدرّ والزبرجد مرصوصة بقضبان من الزمرّد، على كلّ سرير أربعون فراشاً غلظ كلّ فراش أربعون ذراعاً على كلّ فراش سبعون زوجاً (زوجة) من الحور العين عُرُباً أتراباً.

فقال الشاب: يا أمير المؤمنين أخبرني عن التربة (العربة)؟ قال: هي الزوجة الرضيّة المرضيّة الشهيّة، لها سبعون ألف وصيف وسبعون ألف وصيفة، صفر الحليّ بيض الوجوه عليهم تيجان اللؤلؤ على رقابهم المناديل بأيديهم الأكوبة والأباريق، وإذا كان يوم القيامة يخرج من قبره شاهراً سيفه تشخب أوداجه دماً، اللّون لون الدم والرائحة المسك، يحضر في عرصة القيامة، فوالذي نفسي بيده لو كان الأنبياء على طريقهم لترجّلوا لهم مما يرون من بهائهم، حتّى يأتوا إلى موائد من الجواهر فيقعدون عليها، ويشفع الرجل منهم سبعين ألفاً من أهل بيته وجيرته، حتّى أنّ الجارين يختصمان أيّهما أقرب، فيقعدون معه ومع إبراهيم على مائدة الخلد فينظرون إلى الله تعالى في كلّ بكرة وعشيّة(1).

4230/21 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أفضل الأعمال بعد الصلاة المفروضة والزكاة الواجبة وحجة الإسلام وصوم شهر رمضان، الجهاد في سبيل الله والدعاء إلى دين الله والأمر بالمعروف والنهي عن

____________

1- مستدرك صحيفة الإمام الرضا (عليه السلام) ح1; البحار 100: 12; مستدرك الوسائل 11: 10 ح12289; تفسير روح الجنان 3: 251.


الصفحة 277
المنكر، عدل الأمر بالمعروف الدعاء إلى الله في سلطان الكافرين، وعدل النهي عن المنكر الجهاد في سبيل الله، والله لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها(1).

4231/22 ـ وعنه، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: غزوة أفضل من خمسين حجّة، ورباط يوم في سبيل الله أفضل من صوم شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً جرى له عمله إلى يوم القيامة، واُجير من عذاب القبر(2).

4232/23 ـ وعنه، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: لا يفسد الجهاد والحج جور جائر، كما لا يفسد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غلبة أهل الفسق(3).

4233/24 ـ وعنه، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: من اغبرّت قدماه في سبيل الله حرّم الله وجهه على النار، ومن رمى بسهم في سبيل الله فبلغ أو قصر كان كعتق رقبة، ومن ضرب بسيف في سبيل الله فكأنّه حجّ عشر حجج حجّة في أثر حجّة(4).

4234/25 ـ عن علي [(عليه السلام)]: لأن أمرض على ساحل البحر، أحبّ إليّ من أن أصبح فأعتق مائة رجل ثمّ اُجهّزهم ودوابّهم في سبيل الله(5).

4235/26 ـ عن علي [(عليه السلام)]: من مرض يوماً في البحر كان أفضل من عتق ألف رقبة يجهّزهم وينفق عليهم إلى يوم القيامة، ومن علّم رجلا في سبيل الله آية من كتاب الله، أو كلمة من سنّة حثا الله له من الثواب يوم القيامة حتّى لا يكون شيء من الثواب أفضل ممّا يحثي الله له(6).

____________

1- مسند زيد بن علي: 351.

2- و(3) و(4) مسند زيد بن علي: 352.

5- كنز العمال 4: 334 ح10768.

6- كنز العمال 4: 334 ح10770.


الصفحة 278
4236/27 ـ عن علي [(عليه السلام)]: إنّ الله عزّ وجلّ يباهي بالمتقلّد سيفه في سبيل الله ملائكته، وهم يصلّون عليه ما دام متقلّده(1).

4237/28 ـ عن علي [(عليه السلام)]: صلاة الرجل متقلّداً سيفه تفضل على صلاته غير متقلّد بسبعمائة ضعف(2).

4238/29 ـ سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النفقة في الجهاد إذا لزم واستحبّ، فقال: أما إذا لزم الجهاد بأن لا يكون بإزاء الكافرين من ينوب عن سائر المسلمين، فالنفقة هناك الدرهم عند الله بسبعمائة ألف درهم، فأمّا المستحبّ الذي قصده الرجل وقد ناب عنه من سبقه واستغنى عنه فالدرهم بسبعمائة حسنة، كلّ حسنة خير من الدنيا وما فيها مائة ألف مرّة(3).

4239/30 ـ محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن مثنّى بن فطر بن خليفة، عن محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه صلوات الله عليهم، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من ردّ عن قوم من المسلمين عادية ماء أو نار وجبت له الجنّة(4).

4240/31 ـ عبد الله بن جعفر الحميري، عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر بن محمّد، عن علي (عليه السلام) قال: من ردّ عن المسلمين عادية ماء أو نار أو عادية عدوّ مكابر للمسلمين غفر الله له ذنبه(5).

4241/32 ـ محمّد بن الحسن، بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن النوفلي، عن

____________

1- كنز العمال 4: 338 ح10787.

2- كنز العمال 4: 338 ح10791.

3- تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) : 80 ح41; مستدرك الوسائل 11: 20 ح12420; البحار 100: 57.

4- الكافي 5: 55; وسائل الشيعة 11: 109.

5- قرب الاسناد: 132 ح463; وسائل الشيعة 11: 109; البحار 75: 20; الكافي 5: 55.


الصفحة 279
السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم(1).

4242/33 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أصبح لا يهتمّ بأمر المسلمين فليس من المسلمين، ومن شهد رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجب فليس من المسلمين(2).

4243/34 ـ الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمّد بن محمّد، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إذا رأيتم من اخوانكم في الحرب المجروح، أو من قد نُكّل أو طمع عدوّه فيه فقوّوه بأنفسكم، الخبر(3).

____________

1- تهذيب الأحكام 6: 175; وسائل الشيعة 11: 108.

2- الجعفريات: 88; مستدرك الوسائل 11: 116 ح12576.

3- الخصال حديث الأربعمائة: 617; مستدرك الوسائل 11: 118 ح12580.


الصفحة 280

الباب الثاني:

في رباط الخيل


4244/1 ـ نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن الحرث بن حصيرة وغيره، قال: كان علي (عليه السلام) يركب بغلا له يستلذّه، فلما حضرت الحرب قال: ائتوني بفرس، (فأتوه بفرس) له ذنوب أدهم يُقاد بشطنين يبحث الأرض بيديه جميعاً، له حمحمة وصهيل فركبه وقال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}(1)(2).

4245/2 ـ عن علي (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إنّ الله وملائكة يصلّون على أصحاب الخيل، من اتّخذها فأعدّها في سبيل الله(3).

4246/3 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: من ارتبط فرساً في سبيل الله، كان علفه وأثره وكل ما يطأ عليه وما يكون منه حسنات في ميزانه يوم القيامة(4).

____________

1- الزخرف: 13.

2- وقعة صفين: 230; مستدرك الوسائل 11: 105 ح12540.

3- دعائم الإسلام 1: 344; مستدرك الوسائل 11: 114 ح12568.

4- دعائم الإسلام 1: 344; مستدرك الوسائل 11: 115 ح12569.


الصفحة 281
4247/4 ـ الحافظ أبو نعيم، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر، ثنا أبو كريب، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا أبو مسعود، أنبأنا عبد الرزاق، ثنا الثوري، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : من ارتبط فرساً في سبيل الله كان علفه وبوله وروثه في ميزانه يوم القيامة(1).

4248/5 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا ابن مخلد، قال: حدّثنا أبو الحسين، قال: أخبرنا محمّد بن إسماعيل الترمذي، قال: حدّثنا سعد بن عنبسة، قال: حدّثنا منصور بن وردان العطّار، قال: حدّثنا يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، ومن ارتبط فرساً في سبيل الله كان علفه وروثه وشرابه في ميزانه يوم القيامة(2).

4249/6 ـ الراوندي، عن عبد الواحد بن إسماعيل الرؤياني، عن محمّد بن الحسن التميمي، عن سهل بن أحمد الديباجي، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى ابن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه(عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث مع علي (عليه السلام) ثلاثين فرساً في غزوة ذات السلاسل، وقال: يا علي أتلو عليك آية في نفقة الخيل {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً}(3) فهي النفقة على الخيل سرّاً وعلانية(4).

4250/7 ـ وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّ الله وملائكته يصلّون على

____________

1- حلية الأولياء 7: 135.

2- أمالي الطوسي، المجلس 13: 383 ح830; البحار 64: 165.

3- البقرة: 274.

4- نوادر الراوندي: 33; البحار 64: 174.


الصفحة 282
أصحاب الخيل، من اتّخذها لمارق في دينه أو مشرك(1).

4251/8 ـ وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّ صهيل الخيل ليفزع قلوب الأعداء، ورأيت جبرئيل (عليه السلام) تبسّم عند صهيلها، فقلت: يا جبرئيل لِمَ تتبسّم؟ فقال: وما يمنعني والكفّار ترجف قلوبهم في أجوافهم عند صهيلها(2).

4252/9 ـ وبهذا الاسناد، قال: غزا رسول الله (صلى الله عليه وآله) غزاة فعطش الناس عطشاً شديداً، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : هل من مغيث بالماء؟ فضرب الناس يميناً وشمالا، فجاء رجل على فرس أشقر بين يديه قربة من ماء، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : اللّهمّ وبارك في الأشقر، ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : شقرها خيارها، وكمتها صلابها، ودهمها ملوكها، فلعن الله من جزّ أعرافها وأذنابها مذابها(3).

4253/10 ـ عن علي (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يا علي النفقة على الخيل المرتبطة في سبيل الله هي النفقة التي قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً}(4)(5).

4254/11 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: خيول الغزاة في الدنيا هي خيولهم في الجنّة(6).

4255/12 ـ عن علي (عليه السلام) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: صهل فرسي وعندي جبرئيل فتبسّم، فقلت له: لِمَ تبسّمت يا جبرئيل؟ قال: وما يمنعني أن أتبسّم والكفّار ترتاع قلوبهم وترعد كلاهم عند صهيل خيل المسلمين(7).

____________

1- نوادر الراوندي: 34; البحار 64: 174.

2- نوادر الراوندي: 34; البحار 64: 174.

3- نوادر الراوندي 34; البحار 64: 174.

4- البقرة: 274.

5- دعائم الإسلام 1: 344; مستدرك الوسائل 11: 115 ح12570.

6- دعائم الإسلام 1: 344; مستدرك الوسائل 11: 9 ح12284.

7- دعائم الإسلام 1: 345; مستدرك الوسائل 8: 251 ح9373.