الصفحة 283
4256/13 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: مرّ رجل من المسلمين برسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو على فرس له فسلّم عليه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : وعليكما السلام، فقلت: يا رسول الله أليس هو رجلا واحداً؟ قال (صلى الله عليه وآله) : سلّمت عليه وعلى فرسه(1).

4257/14 ـ عن علي (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: كل لهو في الدنيا فهو باطل، إلاّ ما كان من رميك عن قوسك، وتأديبك فرسك، وملاعبتك أهلك فإنّه من السنّة(2).

4258/15 ـ عن علي (عليه السلام) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، أعرافها أدفاؤها، ونواصيها جمالها، وأذنابها مذابّها، ونهى عن جزّ شيء من ذلك وعن إخصائها(3).

4259/16 ـ أخرج أبو بكر بن عاصم في (الجهاد)، والقاضي عمر بن الحسن الأشناني في بعض تاريخه، عن عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه): أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، فخذوا بنواصيها وادعوا بالبركة وقلّدوها، ولا تقلّدوها الأوتاد(4).

4260/17 ـ (الجعفريات)، بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال في حديث: أوّل من ارتبط فرساً في سبيل الله تبارك وتعالى المقداد بن الأسود الكندي، وأوّل من رمى سهماً في سبيل الله تبارك وتعالى سعد بن أبي وقاص، وأوّل شهيد في الإسلام مهجع، الخبر(5).

4261/18 ـ نقلا من (تاريخ نيسابور): روى بإسناده، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)

____________

1- دعائم الإسلام 1: 345; مستدرك الوسائل 8: 251 ح9374.

2- دعائم الإسلام 1: 345; مستدرك الوسائل 8: 272 ح9422; الجعفريّات: 78.

3- نوادر الراوندي: 34; دعائم الإسلام 1: 345; البحار 64: 175.

4- تفسير السيوطي 3: 196.

5- الجعفريات: 240; مستدرك الوسائل 11: 114 ح12566.


الصفحة 284
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لمّا أراد الله أن يخلق الخيل، قال لريح الجنوب: إنّي خالق منك خلقاً أجعله عزّاً لأوليائي ومذلّة لأعدائي وجمالا لأهل طاعتي، فقالت الريح:

أخلق يا رب، فقبض منها قبضة فخلق منها فرساً، وقال: خلقتك عربياً وجعلت الخير معقوداً بناصيتك والغنائم محتازة على ظهرك، وبوّأتك سعة من الرزق وأيّدتك على غيرك من الدواب، وعطفت عليك صاحبك وجعلتك تطيرين بلا جناح، فأنت للطلب وأنت للهرب، وإنّي سأجعل على ظهرك رجالا يسبّحوني ويحمدوني ويهلّلوني ويكبّروني.

ثمّ قال (صلى الله عليه وآله) : ما من تسبيحة وتهليلة وتكبيرة يكبّرها صاحبها فتسمعه الملائكة إلاّ تجيبه بمثلها، قال: فلمّا سمعت الملائكة بخلق الفرس قالت: يا ربّ نحن ملائكتك نسبّحك ونحمدك ونهلّلك ونكبّرك فماذا لنا؟ فخلق الله لها خيلا لها أعناق كأعناق البخت يمدّ بها من يشاء من أنبيائه ورسله، قال: فلمّا استوت قوائم الفرس في الأرض، قال الله لها: أذلّ بصهيلك المشركين وأملأ منه آذانهم، وأذلّ به أعناقهم وأرعب به قلوبهم.

قال: فلمّا أن عرض الله على آدم كلّ شيء ممّا خلق، قال له: اختر من خلقي ما شئت، فاختار الفرس، فقيل له: اخترت عزّك وعزّ ولدك، خالداً ما خلدوا وباقياً ما بقوا أبد الآبدين ودهر الداهرين، ثمّ قال: أوّل من ركبها إسماعيل (عليه السلام) ولذلك سمّيت بالعراب، وكانت قبل ذلك وحشيّة كسائر الوحوش، فلمّا أذن الله تعالى لإبراهيم وإسماعيل برفع القواعد من البيت، قال الله عزّ وجلّ: إنّي معطيكما كنز ادّخرته لكما، ثمّ أوحى الله تعالى إلى إسماعيل أن اُخرج فادع بذلك الكنز، فخرج إلى أجياد وكان لا يدري ما الدعاء وما الكنز، فألهمه الله عزّ وجلّ الدعاء فلم يبق على وجه الأرض فرس بأرض العرب إلاّ أجابته وأمكنته نواصيها وقد تذلّلت له،

الصفحة 285
ولذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله) : اركبوا الخيل فإنّها ميراث أبيكم إسماعيل(1).

الباب الثالث:

في شروط وجوب الجهاد


4262/1 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: الجهاد فرض على جميع المسلمين، لقول الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}(2) فإن قامت بالجهاد طائفة من المسلمين وسِعَ سائرهم التخلّف عنه ما لم يحتج الذين يلَون الجهاد إلى المدد، فإن احتاجوا لزم الجميع أن يمدّوهم حتّى يكتفوا، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً}(3)فإن دَهَمَ أمر يُحتاج فيه إلى جماعتهم نفروا كلّهم، قال الله عزّ وجلّ: {انْفِرُوا خِفَافاً

____________

1- حياة الحيوان 1: 282; البحار 64: 156; كنز العمال 4: 464 ح11382; تفسير السيوطي 3: 195.

2- البقرة: 216.

3- التوبة: 122.


الصفحة 286
وَثِقَالا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ}(1)(2).

4263/2 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: ليس على البعيد جهاد ما استغني عنهم، ولا على النساء جهاد، ولا على من لم يبلغ الحلم(3).

4264/3 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله بن محمّد، أخبرنا محمّد بن محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : كتب الله الجهاد على رجال اُمّتي، والغيرة على نساء اُمّتي، فمن صبر منهنّ واحتسب أعطاه الله أجر شهيد(4).

4265/4 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الجوزاء، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : كتب الله الجهاد على الرجال والنساء، فجهاد الرجل بذل ماله ونفسه حتّى يُقتل في سبيل الله، وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته، وفي حيدث آخر: جهاد المرأة حسن التبعّل(5).

4266/5 ـ عن إسحاق بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السلام) في حديث، أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في خطبة له: ثمّ أخذت بيد فاطمة وابني الحسن والحسين عليهما السلام ثمّ رددت على أهل بدر وأهل السابقة فناشدتهم حقّي ودعوتهم إلى نصرتي، فما أجابني منهم إلاّ أربعة رهط: سلمان وعمّار

____________

1- التوبة: 41.

2- دعائم الإسلام 1: 341; مستدرك الوسائل 11: 14 ح12297; البحار 100: 48.

3- دعائم الإسلام 1: 342; البحار 100: 49.

4- الجعفريات: 96; مستدرك الوسائل 11: 24 ح12337.

5- الكافي 5: 9; وسائل الشيعة 11: 14.


الصفحة 287
والمقداد وأبو ذر، وذهب من كنت أعتضد بهم على دين الله، إلى أن قال: والذي بعث محمّداً (صلى الله عليه وآله) بالحقّ لو وجدت يوم بويع أخوتيم أربعين رهطاً لجاهدتهم في الله إلى أن أبلي عذري(1).

4267/6 ـ السيّد ابن طاووس، نقلا عن رسائل الكليني، عن عليّ بن إبراهيم، بإسناده، قال: كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) كتاباً بعد منصرفه من النهروان وأمر أن يقرأ على الناس، وذكر الكتاب وهو طويل وفيه: وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عهد إليّ عهداً فقال: يا ابن أبي طالب لك ولاء اُمّتي، فإن ولّوك في عافية وأجمعوا عليك بالرضى فقم بأمرهم، وإن اختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه، فإنّ الله سيجعل لك مخرجاً فنظرت، فإذا ليس لي رافد ولا معي مساعد إلاّ أهل بيتي، فظننت بهم عن الهلاك، ولو كان لي بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمّي حمزة وأخي جعفر لم اُبايع كرهاً، الخبر(2).

4268/7 ـ الصدوق، أبي، حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا أبو الجوزاء المنبه ابن عبد الله، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذا التقى المسلمان بسيفيهما على غير سنّة، فالقاتل والمقتول في النار، فقيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: لأنّه أراد قتله(3).

4269/8 ـ عماد الدين الطبري، عن أبي البقاء إبراهيم بن الحسين البصري، قال: حدّثنا أبو طالب محمّد بن الحسن بن عتبة، قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن أحمد، قال: أخبرنا محمّد بن وهبان الدبيلي، قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن كثير العسكري، قال: حدّثني أحمد بن المفضّل الاصفهاني، قال: أخبرني راشد بن

____________

1- الاحتجاج 1: 450 ح104; مستدرك الوسائل 11: 74 ح12460.

2- كشف المحجّة: 180; مستدرك الوسائل 11: 78 ح12464.

3- علل الشرائع: 462; البحار 100: 21.


الصفحة 288
علي بن وائل القرشي، قال: حدّثني عبد الله بن حفص المدني، قال: حدّثني محمّد بن إسحاق، عن سعد بن زيد بن اُرطاة، عن كميل، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: يا كميل لا غزو إلاّ مع إمام عادل، ونفل إلاّ مع إمام فاضل، يا كميل أرأيت لو انّ الله لم يظهر نبياًّ وكان في الأرض مؤمن تقي، أكان في دعائه إلى الله مخطئاً أو مصيباً، بلى والله مخطئاً حتّى ينصبه الله عزّ وجلّ لذلك ويؤهّله، الخبر(1).

4270/9 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر: من استطعتم أن تأسروه من بني عبد المطّلب فلا تقتلوه، فإنّهم اُخرجوا كُرهاً(2).

4271/10 ـ الصدوق، أبي (رحمه الله) قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : لا يخرج المسلم في الجهاد مع من لا يؤمن على الحكم ولا ينفّذ في الفيء ما أمر الله عزّوجلّ، فإنّه إن مات في ذلك المكان كان معيناً لعدوّنا في حبس حقّنا والإشاطة بدمائنا، وميتته ميتة جاهلية(3).

4272/11 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) سريّة واستعمل عليها رجلا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه، فلمّا كان ذات يوم غضب عليهم، فقال: أليس قد أمركم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن تطيعوني؟ قالوا: نعم، قال: فاجمعوا لي حطباً، فجمعوه، فقال: أضرموه ناراً، ففعلوا، فقال لهم: اُدخلوا، فهمّوا بذلك، فجعل بعضهم يُمسك بعضاً ويقولون: إنّما فررنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من النار، فما زالوا كذلك حتّى خمدت النار وسكن غضب الرجل، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لو دخلوها ما خرجوا

____________

1- بشارة المصطفى: 29; مستدرك الوسائل 11: 33 ح12362; تحف العقول: 118.

2- دعائم الإسلام 1: 376; مستدرك الوسائل 11: 50 ح12405.

3- الخصال، حديث الأربعمائة: 625; علل الشرايع: 464; وسائل الشيعة 11: 34.


الصفحة 289
منها إلى يوم القيامة، إنّما الطاعة في المعروف(1).

4273/12 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق(2).

4274/13 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: حقّ على الإمام أن يحكم بما أنزل الله وأن يعدل في الرعية، فإذا فعل ذلك فحقّ عليهم أن يسمعوا وأن يطيعوا وأن يجيبوا إذا دعوا، وأيّما إمام لم يحكم بما أنزل الله فلا طاعة له(3).

____________

1- دعائم الإسلام 1: 350; مجموعة ورّام 1: 51; صحيح مسلم 6: 15; سنن البيهقي 8: 156; كنز العمال 5: 791 ح14398; تفسير السيوطي 2: 177; حلية الأولياء 5: 38; السيرة الحلبية 3: 223.

2- دعائم الإسلام 1: 350; مستدرك الوسائل 12: 209 ح13903.

3- مسند زيد بن علي: 362.


الصفحة 290

الباب الرابع:

ما ينبغي فعله قبل القتال


4275/1 ـ محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد ابن الحسن بن شمّون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : لمّا وجّهني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى اليمن، قال: يا علي لا تقاتل أحداً حتّى تدعوه إلى الإسلام، وأيم الله لئن يهدِ الله عزّ وجلّ على يديك رجلا، خيرٌ لك ممّا طلعت عليه الشمس وغربت ولك ولاؤه(1).

4276/2 ـ السيد ابن طاووس، عن حسن بن أشناس، قال: حدّثنا ابن أبي الثلج الكاتب، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد العلوي، قال: حدّثنا عليّ بن عبدل الصوفي، قال: حدّثنا طريف مولى محمّد بن إسماعيل بن موسى وعبيد الله بن يسار، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث الهمداني، وعن أبي جعفر، عن محمّد بن الحنفية، عن علي (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا فتح مكّة أحبّ أن

____________

1- الكافي 5: 36; تهذيب الأحكام 6: 141.


الصفحة 291
يعذر إليهم وأن يدعوهم إلى الله عزّ وجلّ أخيراً كما دعاهم أوّلا، فكتب إليهم كتاباً يحذّرهم بأسه وينذرهم عذاب ربّه، ويعدهم الصفح ويمنّيهم مغفرة ربّهم، ونسخ لهم أوّل سورة براءة لتقرأ عليهم، ثمّ عرض على جميع أصحابه المضيّ إليهم، فكلّهم يرى فيه التثاقل، فلمّا رأى ذلك منهم ندب إليهم رجلا ليتوجّه به، فهبط إليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمّد إنّه لا يؤدّي عنك إلاّ رجل منك، فأنبأني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك ووجّهني بكتابه ورسالته إلى أهل مكّة، فأتيت مكة وأهلها من قد عرفت، ليس منهم أحد إلاّ أن لو قدر أن يضع على كلّ جبل منّي إرباً لفعل، ولو أن يبذل في ذلك نفسه وأهله وولده وماله، فأبلغتهم رسالة النبي (صلى الله عليه وآله) وقرأت كتابه عليهم، وكلٌّ يلقاني بالتهديد والوعيد ويبدي البغضاء ويظهر لي الشحناء من رجالهم ونسائهم، فلم يثنيني ذلك حتّى نفّذت لما وجّهني رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).

4277/3 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: لا يُغزَ قوم حتّى يُدعوا، يعني إذا لم تكن بلغتهم الدعوة، وإن بلغتهم الدعوة واُكّدت الحجّة عليهم بالدعاء فحسن، وإن قوتلوا قبل أن يُدعوا وكانت الدعوة قد بلغتهم فلا حرج، وقد أغار رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني المصطلق وهم غارون فقتل مقاتليهم وسبى ذراريهم، ولم يدعهم في الوقت، وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : قد علم الناس ما يُدعون إليه(2).

4278/4 ـ عن علي [(عليه السلام)]: أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بعثه وجهاً، ثمّ قال لرجل: الحقه ولا تدعه من خلفه، فقل: إنّ النبيّ (صلى الله عليه وسلم) يأمرك أن تنتظره، وقل له: لا تقاتل قوماً حتّى تدعوهم(3).

4279/5 ـ عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) : أنّ رسول

____________

1- إقبال الأعمال، باب ذكر فضائل ذي الحجة: 318.

2- دعائم الإسلام 1: 369; مستدرك الوسائل 11: 30 ح12358.

3- كنز العمال 4: 479 ح11428.


الصفحة 292
الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا بعث جيشاً أو سريّة أوصى صاحبها بتقوى الله في خاصّة نفسه وبمن معه من المسلمين خيراً وقال: أغزوا بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله، ولا تقاتلوا القوم حتّى تحتجّوا عليهم، بأن تدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، والاقرار بما جئت به من عند الله، فإن أجابوكم فإخوانكم في الدين، ثمّ ادعوهم حينئذ إلى النقلة من دارهم إلى دار المهاجرين، فإن فعلوا وإلاّ فأخبروهم أنّهم كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المسلمين، وليس لهم في الفيء ولا في الغنيمة نصيب، فإن أبوا من الإسلام فادعوهم إلى إعطاء الجزية عن يد وهم صاغروهم، فإن أجابوا إلى ذلك فاقبلوا منهم وكفّوا عنهم، وإن أبوا فاستعينوا بالله عليهم وقاتلوهم، ولا تقتلوا وليداً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تمثّلوا ولا تغلّوا ولا تغدروا(1).

4280/6 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا بعث جيشاً من المسلمين، بعث عليهم أميراً، ثمّ قال: انطلقوا باسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله، أنتم جند الله تقاتلون من كفر بالله، اُدعوا إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله (صلى الله عليه وآله) والإقرار بما جاء به محمّد من عند الله، فإن آمنوا فإخوانكم في الدين، لهم ما لكم وعليهم ما عليكم، وإن هم أبوا فناصبوهم حرباً واستعينوا عليهم بالله، فإن أظهركم الله عليهم فلا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا شيخاً كبيراً لا يطيق قتالكم، ولا تغوروا عيناً ولا تقطعوا شجراً إلاّ شجر يضرّكم، ولا تمثّلوا بآدمي ولا بهيمة ولا تظلموا ولا تعتدوا، وأيّما رجل من أقصاكم أو أدونكم من أحراركم أو عبيدكم أعطى رجلا منهم أماناً أو أشار إليه بيده فأقبل إليه بإشارته، فله الأمان حتّى يسمع كلام الله أي كتاب الله فإن قبل فأخوكم في

____________

1- دعائم الإسلام 1: 369; مستدرك الوسائل 11: 39 ح12379.


الصفحة 293
دينكم وإن أبى فردّوه إلى مأمنه واستعينوا بالله عليه، لا تعطوا القوم ذمّتي ولا ذمّة الله فالمخفر ذمّة الله لاق الله وهو عليه ساخط، أعطوهم ذمتكم وذمم آبائكم، وفوا لهم فإن أحدكم لئن يخفر ذمّته وذمّة أبيه خير له من أن يخفر ذمّة الله وذمّة رسوله(1).

4281/7 ـ عن علي (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لا يُغزَ قوم حتّى يُدعوا، قال علي (عليه السلام) : قد علم الناس ما يُدعون إليه(2).

4282/8 ـ عن علي (عليه السلام) انّه كان يقول لأصحابه عند الحرب: لا تشتدّنّ عليكم فرّة بعدها كرّة، ولا جولة بعدها حملة، واعطوا السيوف حقوقها، ووطّئوا للجنوب مصارعها، واذمروا أنفسكم على الطعن الدعسيّ والضرب الطلحفي، وأميتوا الأصوات فإنّه أطرد للفشل(3).

4283/9 ـ نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن مالك بن أعين، عن زيد بن وهب، قال: إنّ علياً (عليه السلام) قال في صفين: الحمد لله الذي لا يُبرم ما نقض، إلى أن قال: ألا إنّكم لاقوا العدوّ غداً إن شاء الله، فاطلبوا الليلة القيام، وأكثروا تلاوة القرآن، واسألوا الله الصبر والنصر، وألقوهم بالجدّ والحزم، وكونوا صادقين، ثمّ انصرف ووثب الناس إلى سيوفهم ورماحهم ونبالهم يصلحونها(4).

4284/10 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبي حمزة، عن عقيل الخزاعي، أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) كان إذا حضر الحرب يوصي المسلمين بكلمات، فيقول: تعاهدوا الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا

____________

1- مسند زيد بن علي: 349.

2- دعائم الإسلام 1: 369; مستدرك الوسائل 11: 30 ح12358.

3- نهج البلاغة: كتاب 16; مستدرك الوسائل 11: 87 ح12484.

4- كتاب صفين: 225; مستدرك الوسائل 11: 40 ح12380.


الصفحة 294
منها... إلى أن قال: ثمّ إنّ الرعب والخوف من جهاد المستحقّ للجهاد والمتوازرين على الضلال، ضلال في الدين، وسلب للدنيا مع الذلّ والصغار، وفيه استيجاب النار بالفرار من الزحف عند حضرة القتال، يقول الله عزّ وجلّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الاَْدْبَارَ}(1) فحافظوا على أمر الله عزّوجلّ في هذه المواطن التي الصبر عليها كرم وسعادة ونجاة في الدنيا والآخرة من فظيع الهول والمخافة، فإنّ الله عزّ وجلّ لا يعبؤ بما العباد مقترفون ليلهم ونهارهم، لطف به علماً وكلّ ذلك في كتاب لا يضلّ ربّي ولا ينسى، فاصبروا وصابروا واسألوا النصر ووطّنوا أنفسكم على القتال واتّقوا الله عزّ وجلّ فإنّ الله مع الذين اتّقوا والذين هم محسنون(2).

4285/11 ـ وعنه، في حديث عبد الرحمن بن جندب، عن أبيه، أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يأمر في كلّ موطن لقينا فيه عدوّنا، فيقول: لا تقاتلوا القوم حتّى يبدؤوكم فإنّكم بحمد الله على حجّة، وترككم إيّاهم حتّى يبدؤوكم حجّة لكم اُخرى، فإذا هزمتموهم فلا تقتلوا مدبراً ولا تجهزوا على جريح ولا تكشفوا عورة ولا تمثّلوا بقتيل(3).

4286/12 ـ وعنه، في حديث يزيد بن إسحاق، عن أبي صادق، قال: سمعت علياً (عليه السلام) يحرّض الناس في ثلاثة مواطن: الجمل، وصفين، ويوم النهر، يقول: عباد الله اتّقوا الله وغضّوا الأبصار واخفضوا الأصوات وأقلّوا الكلام، ووطّنوا أنفسكم على المنازلة والمجادلة والمبارزة والمناضلة والمنابذة والمعانقة والمكادمة، {فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا

____________

1- الأنفال: 15.

2- الكافي 5: 36; وسائل الشيعة 11: 70.

3- الكافي 5: 38; وسائل الشيعة 11: 69.


الصفحة 295
وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}(1)(2).

4287/13 ـ وعنه، عن أحمد بن محمّد الكوفي، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن محمّد ابن سنان، عن مفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ; عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن حريز، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لأصحابه: إذا لقيتم عدوّكم في الحرب فأقلّوا الكلام واذكروا الله عزّوجلّ ولا تولّوهم الأدبار، فتسخطوا الله تبارك وتعالى وتستوجبوا غضبه، وإذا رأيتم من اخوانكم المجروح ومن قد نُكّل به أو من قد طمع عدوّكم فيه فقوه بأنفسكم(3).

4288/14 ـ وعنه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن محمّد بن عذافر، عن عقبة بن بشير، عن عبد الله بن شريك، عن أبيه، قال: لما هزم الناس يوم الجمل، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : لا تتبعوا مولّياً ولا تجهزوا على جريح، ومن أغلق بابه فهو آمن(4).

4289/15 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: اغتنموا الدعاء عند خمس مواطن، إلى أن قال: وعند التقاء الصفّين(5).

4290/16 ـ محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد، عن ابن القدّاح، عن أبيه ميمون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) : أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) كان إذا أراد القتال قال هذه الدعوات: اللّهمّ إنّك أعلمت (وأعلنت) سبيلا من

____________

1- الأنفال: 45 ـ 46.

2- الكافي 5: 38; وسائل الشيعة 11: 71; مستدرك الوسائل 11: 87 ح12485; ارشاد المفيد: 141; كتاب صفين: 204.

3- الكافي 5: 42; وسائل الشيعة 11: 73; البحار 100: 21; الخصال، حديث الأربعمائة: 617.

4- الكافي 5: 33; البحار 100: 27; رجال الكشي: 482 ح392.

5- دعائم الإسلام 1: 371; مستدرك الوسائل 11: 128 ح12620.


الصفحة 296
سبلك، جعلت فيه رضاك وندبت إليه أولياءك وجعلته أشرف سبلك عندك ثواباً وأكرمها لديك مآباً وأحبّها إليك مسلكاً، ثمّ اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعداً عليك حقّاً، فاجعلني ممّن اشترى فيه منك نفسه ثمّ وفى ببيعته الذي بايعك عليه غير ناكث ولا ناقض عهداً ولا مبدّل تبديلا بل استيجاباً لمحبّتك وتقرّباً به إليك فاجعله خاتمة عملي وصيّر فيه فناء عمري، وارزقني فيه لك مشهداً توجب لي به منك الرضى، وتحطّ به عنّي الخطايا وتجعلني في الأحياء المرزوقين بأيدي العداة والعصاة تحت لواء الحقّ وراية الهدى، ماضياً على نصرتهم قدماً غير مولّي دبراً ولا محدثاً شكاً، اللّهمّ وأعوذ بك عند ذلك من الجبن عند موارد الأهوال ومن الضعف عند مساورة الأبطال، ومن الذنب المحبط للأعمال، فأحجم من شكّ أو مضى بغير يقين، فيكون سعيي في تباب، وعملي غير مقبول(1).

4291/17 ـ نصر بن مزاحم، عن عمر بن شمر، عن جابر، عن تميم، قال: كان علي (عليه السلام) إذا سار إلى القتال ذكر اسم الله حين يركب ثمّ يقول: الحمد لله على نعمه علينا وفضله العظيم، {سُبْحانَ الَّذى سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَاِنّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ}(2) ثمّ يستقبل القبلة ويرفع يديه إلى الله ثمّ يقول:

اللّهمّ إليك نقلت الأقدام واُتعبت الأبدان، وأفضت القلوب، ورفعت الأيدي، واُشخصت الأبصار، {رَبَّنا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحينَ}(3)سيروا على بركة الله، ثمّ يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلاّ الله والله أكبر، يا الله يا أحد

____________

1- الكافي 5: 46; تفسير البرهان 1: 167; تهذيب الأحكام 3: 81; مستدرك الوسائل 11: 104 ح12539; تفسير العياشي 2: 113; البحار 100: 26.

2- الزخرف: 13 و14.

3- الأعراف: 89.


الصفحة 297
يا صمد يا ربّ محمّد بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، إيّاك نعبد وإيّاك نستعين، اللّهمّ كفّ عنّا بأس الظالمين، فكان هذا شعاره بصفين(1).

4292/18 ـ وعنه، عن قيس بن الربيع، عن عبد الواحد بن حسّان العجلي، عمّن حدّثه، عن علي (عليه السلام) أنّه سمعته يقول يوم صفين: اللّهمّ إليك رفعت الأبصار، وبسطت الأيدي، (ونقلت الأقدام) ودُعت الألسن، وأفضت القلوب، وتُحُوكِمَ إليك في الأعمال، فاحكم بيننا وبينهم بالحقّ وأنت خير الفاتحين، اللّهمّ إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا، وقلّة عددنا، وكثرة عدوّنا، وتشتّت أهوائنا، وشدّة الزمان، وظهور الفتن، أعنّا عليهم بفتح تعجّله، ونصر تعزّ به سلطان الحقّ وتظهره(2).

4293/19 ـ وعنه، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن عمير الأنصاري، قال: والله لكأنّي أسمع علياً (عليه السلام) يوم الهرير يقول: حتّى نخلّي بين هذين الحيّين وقد فنيا وأنتم وقوف تنظرون إليهم، أما تخافون مقت الله، ثمّ انفتل إلى القبلة ورفع يديه إلى الله ثمّ نادى: يا الله يا رحمن يا واحد يا صمد، يا الله يا إله محمّد (صلى الله عليه وآله) ، اللّهمّ إليك نُقلت الأقدام، وأفضت القلوب، ورفعت الأيدي، وامتدّت الأعناق، وشخصت الأبصار، وطُلبت الحوائج، اللّهمّ إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا وكثرة عدوّنا، وتشتّت أهوائنا، {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحينَ}(3) سيروا على بركة الله ثمّ نادى: لا إله إلاّ الله والله أكبر كلمة التقوى(4).

4294/20 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم اُحد، فقال: اللّهمّ لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان، فهبط عليه جبرئيل فقال: يا محمّد دعوت

____________

1- وقعة صفين: 230; مستدرك الوسائل 11: 105 ح12541.

2- وقعة صفين: 231; مستدرك الوسائل 11: 105 ح12543; البحار 100: 36.

3- الأعراف: 89.

4- وقعة صفين: 477; مستدرك الوسائل 11: 107 ح12547.


الصفحة 298
الله باسمه الأكبر(1).

4295/21 ـ عن جعفر بن علي عليهما السلام أنّه قال: لمّا توافق الناس يوم الجمل، خرج علي (عليه السلام) حتّى وقف بين الصفّين، ثمّ رفع يده نحو السماء ثمّ قال: يا خير من أفضت إليه القلوب ودُعي بالألسن، يا حسن البلايا، يا جزيل العطاء احكم بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الحاكمين(2).

4296/22 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لمّا كان يوم خيبر بارزت مرحباً، فقلت ما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) علّمني أن أقوله: اللّهمّ انصرني ولا تنصر عليّ، اللّهمّ اغلب لي ولا تغلب عليّ، اللّهمّ تولّني ولا تولّ عليّ، اللّهمّ اجعلني لك ذاكراً، لك شاكراً، لك راهباً، لك مطيعاً، أقتل أعداءك، فقتلت مرحباً يومئذ وتركت سلبه، وكنت أقتل ولا آخذ السلب(3).

4297/23 ـ وبهذا الاسناد، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا يوم الأحزاب: اللّهمّ منزل الكتاب، منشر السحاب، واضع الميزان، سريع الحساب، اهزم الأحزاب عنّا وذلّلهم(4).

4298/24 ـ قال علي (عليه السلام) في كلام له لابنه محمّد بن الحنفية لمّا أعطاه الراية يوم الجمل: تزول الجبال ولا تزل، عضّ على ناجذك، أعر الله جمجمتك، تد في الأرض قدمك، وارم ببصرك أقصى القوم، وغضّ بصرك، واعلم أنّ النصر من عند الله سبحانه(5).

____________

1- دعائم الإسلام 1: 371; مستدرك الوسائل 11: 108 ح12549; الجعفريات: 218.

2- شرح الأخبار 1: 387 ح328; مستدرك الوسائل 11: 108 ح12550.

3- الجعفريات: 217; مستدرك الوسائل 11: 109 ح12554.

4- الجعفريات: 218; مستدرك الوسائل 11: 109 ح12555.

5- نهج البلاغة: خطبة 11; مستدرك الوسائل 11: 86 ح12482.


الصفحة 299
4299/25 ـ عن علي (عليه السلام) قال لأصحابه في ساحة الحرب بصفين: وأيّ امرئ منكم أحسّ من نفسه رباط جاش عند اللقاء، ورأى من أحد اخوانه فشلا، فليذبّ عن أخيه بفضل نجدته التي فُضّل بها عليه، كما يذبّ عن نفسه، فلو شاء الله لجعله مثله(1).

____________

1- نهج البلاغة: خطبة 123; مستدرك الوسائل 11: 86 ح12483.


الصفحة 300

الباب الخامس:

في ذكر صفة القتال


4300/1 ـ نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن عبد الرحيم بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنّ علياً أمير المؤمنين (عليه السلام) حرّض الناس فقال: إنّ الله عزّ وجلّ قد دلّكم على تجارة تنجيكم من العذاب، وتشفى بكم على الخير، إيمان بالله ورسوله، وجهاد في سبيله، وجعل ثوابه مغفرة الذنوب، ومساكن طيّبة في جنات عدن، ورضوان من الله أكبر، فأخبركم بالذي يحب، فقال: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}(1)، فسوّوا صفوفكم كالبنيان المرصوص، وقدّموا الدارع، وأخّروا الحاسر، وعضّوا على الأضراس، فإنّه أنبأ للسيوف عن الهام، وأربط للجاش، وأسكن للقلوب، وأميتوا الأصوات، فإنّه أطرد للفشل، وأولى بالوقار، والتووا في أطراف الرماح، فإنّه أمرر للأسنّة، وراياتكم فلا تميلوها ولا تزيلوها، ولا تجعلوها إلاّ في أيدي شجعانكم المانعي الذمار، والصبر عند نزول

____________

1- الصف: 4.


الصفحة 301
الحقائق، أهل الحفاظ الذين يحفّون براياتهم ويكثفونها، يضربون خلفها وأمامها، ولا تضيعوها، أجزا كلّ امرئ منكم (رحمه الله) وقذ قرنه، وواسى أخاه بنفسه، ولم يكل قرنه إلى أخيه فيجتمع عليه قرنه وقرن أخيه، فيكتسب بذلك لائمة ويأتي به دنائة، وأنّى هذا وكيف يكون هكذا، هذا يقاتل اثنين وهذا ممسك يده، قد خلى قرنه على أخيه هارباً منه، وقائماً ينظر إليه، من يفعل هذا يمقته الله، فلا تعرّضوا لمقت الله فإنّما مردّكم إلى الله، قال الله لقوم: {لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لاَ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلا}(1)، وأيم الله لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلمون من سيف الآخرة، فاستعينوا بالصدق والصبر فإنّه بعد الصبر ينزل النصر(2).

4301/2 ـ عن علي (عليه السلام) : أنّه كان يستحبّ أن يبدأ بالقتال بعد زوال الشمس، بعد أن يصلّي الظهر(3).

4302/3 ـ الصدوق، حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن معاوية بن حكيم، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن يحيى بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي (عليه السلام) لا يقاتل حتّى تزول الشمس ويقول: تفتح أبواب السماء وتقبل التوبة وينزل النصر، ويقول: هو أقرب إلى الليل وأجدر أن يقلّ القتل ويرجع الطالب ويفلت المهزوم(4).

4303/4 ـ عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا لقي العدوّ عبّأ الرجّالة وعبّأ الخيل وعبّأ الإبل(5).

____________

1- الأحزاب: 16.

2- كتاب صفين: 235; مستدرك الوسائل 11: 84 ح12480; وسائل الشيعة 11: 71; شرح ابن أبي الحديد 1: 477; الكافي 5: 41.

3- دعائم الإسلام 1: 371; مستدرك الوسائل 11: 42 ح12384.

4- علل الشرائع: 603; البحار 100: 22.

5- دعائم الإسلام 1: 372; مستدرك الوسائل 11: 81 ح12474.


الصفحة 302
4304/5 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه وصف القتال، فقال: قدمّوا الرجّالة والرماة، فليرشقوا بالنبل، وليتناوش الجنبان، واجعلوا الخيل الروابط والمنتجبة ردءاً للواء والمقدّمة، ولا تنشزوا على مراكزكم لفارس شذّ من العدو، ومن رأى فرصة في العدو فلينشز ولينتهز الفرصة بعد إحكام مركزه، فإذا قضى حاجته عاد إليه، فإذا أردتم الحملة فليبدأ صاحب المقدّمة فإن تضعضع دعمته شرطة الخميس، فإن تضعضعوا حملت المنتجبة ورشقت الرماة، ويقف الطلائع والمسالح في الأطراف والغياض والإكام للتحفّظ من المكامن، وإن ابتدأكم العدوّ بالحملة فأشرعوا الرماح واثبتوا واصبروا، ولتنضح الرماة، وحرّكوا الرايات، وقعقعوا الحَجف، وليبرز في وجوههم أصحاب الجواشن والدروع، فإن انكسروا أدنى كسرة، فليحمل عليهم الأوّل فالأوّل، ولا يحملوا حملة واحدة ما قام من حمل بأمر العدو، فإن لم يقم فادعموه شيئاً شيئاً، والزموا مصافكم واثبتوا في مواقفكم، فإذا استحقّت الهزيمة فاحملوا بجماعتكم على التعابي غير مفترقين ولا منفضّين، وإذا انصرفتم من القتال فانصرفوا كذلك على التعابي(1).

4305/6 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: إن زحف العدوّ اليكم، فصفّوا على أبواب الخنادق، فليس هناك إلاّ السيوف ولزوم الأرض بعد إحكام الصفوف، ولا تنفروا في وجوههم ولا يهولنّكم عددهم، وانظروا إلى أوطانكم من الأرض فإن حملوا عليكم فاجثوا على الركب واستتروا بالأترسة صفاً محكماً لا خلل فيه، وإن أدبروا فاحملوا عليهم بالسيوف، وإن ثبتوا فاثبتوا على التعابي، وإن انهزموا فاركبوا الخيل واطلبوا القوم، وإن كانت وأعوذ بالله فيكم هزيمة فتداعوا واذكروا الله وما توعّد به من فرّ من الزحف، وبكتّوا من رأيتموه ولّى، واجمعوا الألوية واعتقدوا، وليسرع المخفّون من ردّ من انهزم إلى الجماعة وإلى المعسكر فلينفّر من فيه اليكم، فإذا اجتمع

____________

1- دعائم الإسلام 1: 372; مستدرك الوسائل 11: 82 ح12477.