وأمّا حكمي يوم الجمل بما خالفته يوم صفين، فإنّ أهل الجمل أخذت عليهم بيعتي فنكثوها وخرجوا من حرم الله وحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا إمام لهم ولا دار حرب تجمعهم، فإنّما أخرجوا عائشة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) معهم لكراهتها لبيعتي، وقد خبّرها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأنّ خروجها عليّ بغيٌ وعدوان من أجل قوله عزّ وجلّ: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَة مُبَيِّنَة يُضَاعَفُ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}(1) وما من أزواج النبيّ (صلى الله عليه وآله) واحدة أتت بفاحشة غيرها، فإنّ فاحشتها كانت عظيمة، أوّلها خلافها فيما أمرها الله في قوله عزّ وجلّ: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاُْولى}(2) فإنّ تبرّجها أعظم من خروجها وطلحة والزبير إلى الحجّ، فوالله ما أرادوا حجّة ولا عمرة، ومسيرها من مكّة إلى البصرة، واشعالها حرباً قتل فيها طلحة والزبير وخمسة وعشرون ألفاً من المسلمين، وقد علمتم أنّ الله عزّ وجلّ يقول: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا}(3)، إلى آخر الآية، فقلت لكم لمّا أظهرنا الله عليكم ما قلته; لأنّه لم تكن لهم دار حرب تجمعهم، ولا إمام يداوي جروحهم ويعيدهم إلى قتالكم مرّة اُخرى، وأحللت لكم الكراع والسلاح وحرّمت عليكم الذراري، فأيّكم يأخذ عائشة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) في سهمه، قالوا: صدقت والله في جوابك، وأصبت وأخطأنا، والحجّة لك.
قال لهم: وأمّا قولي بصفين: اقتلوهم مولّين ومدبرين ونياماً وإيقاظاً، وأجهزوا
____________
1- الأحزاب: 30.
2- الأحزاب: 33.
3- النساء: 93.
4366/14 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا عليّ بن بلال المهلبي، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن ربيع اللخمي، قال: حدّثنا سليمان ابن الربيع النهدي، قال: حدّثنا نصر بن مزاحم المنقري، قال أبو الحسن عليّ بن بلال: وحدّثني عليّ بن عبد الله بن أسد بن منصور الاصبهاني، قال: حدّثنا إبراهيم ابن محمّد بن هلال الثقفي، قال: حدّثني محمّد بن علي، قال: حدّثنا نصر بن مزاحم، عن يحيى بن يعلى الأسلمي، عن عليّ بن الحزور، عن الأصبغ بن نباتة، قال: جاء رجل إلى علي (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذي نقاتلهم، الدعوة واحدة، والرسول واحد، والصلاة واحدة، والحجّ واحد فبم نسمّيهم؟
قال: سمّهم بما سمّاهم الله تعالى في كتابه، قال: ما كلّ ما في كتاب الله أعلمه، فقال: أما سمعت الله تعالى يقول في كتابه: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَات وَآتَيْنَا عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ}(2) فلمّا وقع الاختلاف كنّا نحن أولى بالله عزّ وجلّ وبدينه وبالنبيّ (صلى الله عليه وآله) وبالكتاب وبالحق، فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا، وشاء الله منّا
____________
1- مستدرك الوسائل 11: 59 ح12425; الهداية الكبرى: 138.
2- البقرة: 253.
4367/15 ـ محمّد بن الحسن الصفّار، عن السنديّ بن الربيع، عن أبي عبد الله محمّد ابن خالد، عن أبي البُختري، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: قال علي (عليه السلام) : القتال قتالان: قتال لأهل الشرك لا ينفر عنهم حتّى يسلموا أو يؤدّوا الجزية عن يد وهم صاغرون، وقتال لأهل الزيغ لا ينفر عنهم حتّى يفيئوا إلى أمر الله أو يُقتلوا(2).
4368/16 ـ عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) أنّه قال: القتل قتلان: قتل كفّارة، وقتل درجة، والقتال قتالان: قتال الفئة الكافرة حتّى يسلموا، وقتال الفئة الباغية حتّى يفيئوا(3).
4369/17 ـ زيد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: لا يُسبى أهل القبلة، ولا ينصب لهم منجنيق، ولا يمنعون عن الميرة ولا طعام ولا شراب، وإن كانت لهم فئة أجهز على جريحهم وأتبع مدبرهم، وإن لم يكن لهم فئة لم يجهز على جريحهم ولم يتبع مدبرهم، ولا يحلّ من ملكهم شيء إلاّ ما كان في معسكرهم(4).
4370/18 ـ وعنه، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) : انّه لم يتعرّض لما في دور أهل البصرة إلاّ ما كان من خراج بيت مال المسلمين(5).
4371/19 ـ وعنه، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) : أنّه خمّس ما حواه عسكر
____________
1- أمالي الطوسي، المجلس 7: 197 ح337; مستدرك الوسائل 11: 61 ح12427; أمالي المفيد، مجلس 12: 67; كشف الغمة، باب مناقب وأحاديث شتى 2: 18; مناقب ابن شهر آشوب، باب ظالميه وقاتليه 3: 218.
2- تهذيب الأحكام 6: 144; وسائل الشيعة 11: 18.
3- قرب الاسناد: 132 ح462; وسائل الشيعة 11: 62; الخصال، باب الاثنين: 60; البحار 100: 9.
4- مسند زيد بن علي: 358.
5 و 6- مسند زيد بن علي: 360.
4372/20 ـ الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: لمّا فرغ أمير المؤمنين (عليه السلام) من أهل النهروان، قال: لا يقاتلهم بعدي إلاّ من هم أولى بالحقّ منه، ومن هو أولى بالحقّ منهم(منه)(2).
4373/21 ـ محمّد بن أحمد بن يحيى، عن بنان بن محمّد، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: ذكرت الحرورية عند علي (عليه السلام) قال: إن خرجوا على إمام عادل أو جماعة، فقاتلوهم، وإن خرجوا على إمام جائر فلا تقاتلوهم فإنّ لهم في ذلك مقالا(3).
4374/22 ـ محمّد بن الحسين الرضي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لا تقاتلوا الخوارج بعدي، فليس من طلب الحق فأخطأه، كمن طلب الباطل فأدركه ـ يعني معاوية وأصحابه ـ(4).
4375/23 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: اُمرت أن اُقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، ففعلت ما اُمرت به، فأمّا الناكثون فهم أصحاب البصرة وغيرهم من أصحاب الجمل، وأمّا المارقون فهم الخوارج، وأمّا القاسطون فهم أهل الشام وغيرهم من أحزاب معاوية(5).
4376/24 ـ عن علي (عليه السلام) إنّه حرّض الناس على القتال يوم الجمل، فقال لهم: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ}(6)، ثمّ قال: والله ما رُمي أهل
____________
2- تهذيب الأحكام 6: 144; وسائل الشيعة 11: 60.
3- تهذيب الأحكام 6: 145; علل الشرايع: 603; وسائل الشيعة 11: 60; البحار 100: 22.
4- نهج البلاغة: خطبة 61; وسائل الشيعة 11: 63.
5- دعائم الإسلام 1: 388.
6- التوبة: 12.
4377/25 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال يوم صفين: اقتلوا بقيّة الأحزاب وأولياء الشيطان، اقتلوا من يقول: كذب الله ورسوله، ونقول: صدق الله ورسوله، ثمّ يظهرون غير ما يضمرون ويقولون: صدق الله ورسوله(2).
4378/26 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه خطب بالكوفة، فقام رجل من الخوارج فقال: لا حكم إلاّ لله، فسكت علي، ثمّ قام آخر وآخر فلمّا أكثروا عليه، قال (عليه السلام) : كلمة حقّ يراد بها باطل، لكم عندنا ثلاث خصال: لا نمنعكم مساجد الله أن تصلّوا فيها، ولا نمنعكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نبدؤكم بحرب حتّى تبدؤونا به، وأشهد لقد أخبرني النبي الصادق عن الروح الأمين عن ربّ العالمين أنّه لا يخرج علينا منكم فرقة قلّت أو كثرت إلى يوم القيامة، إلاّ جعل الله حتفها على أيدينا، وإنّ أفضل الجهاد جهادكم، وأفضل الشهداء من قتلتموه، وأفضل المجاهدين من قتلكم، فاعملوا ما أنتم عاملون فيوم القيامة يخسر المبطلون، ولكلّ نبأ مستقرّ وسوف تعلمون(3).
4379/27 ـ مسلم، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن نمير وعبد الله بن سعيد الأشج جميعاً، عن وكيع، قال الأشج: حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، قال: قال علي: إذا حدّثتكم عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلئن أخر من السماء أحبّ إليّ من أن أقول عليه ما لم يقل، وإذا حدّثتكم فيما بيني وبينكم فإنّ الحرب خدعة، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البريّة، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنّ في قتلهم
____________
1- دعائم الإسلام 1: 389.
2- دعائم الإسلام 1: 390; مستدرك الوسائل 11: 66 ح12441.
3- دعائم الإسلام 1: 393; مستدرك الوسائل 11: 65 ح12435; سنن البيهقي 8: 184.
4380/28 ـ وعنه، حدّثنا محمّد بن أبي بكر المُقدّمي، حدّثنا ابن علية وحمّاد بن زيد، وحدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا حمّاد بن زيد، وحدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب (واللفظ لهما)، قالا: حدّثنا إسماعيل بن عليّة، عن أيوب بن محمّد، عن عبيدة، عن علي، قال: ذكر الخوارج فقال فيهم رجل مُخدج اليد أو مودنُ اليد أو مثدون اليد، لولا أن تبطروا لحدّثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمّد (صلى الله عليه وسلم) ، قال: قلت: أنت سمعته من محمّد (صلى الله عليه وسلم) ؟ قال: إي وربّ الكعبة، إي وربّ الكعبة، إي وربّ الكعبة(2).
4381/29 ـ وعنه، حدّثنا عبد بن حميد، حدّثنا عبد الرزاق بن همام، حدّثنا عبد الملك بن أبي سليمان، حدّثنا سلمة بن كهيل، حدّثني زيد بن وهب الجُهني، أنّه كان في الجيش الذين كانوا مع علي (رضي الله عنه) الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي (رضي الله عنه): أيّها الناس إنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: يخرج قوم من اُمّتي يقرؤون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنّه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميّة، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قُضي لهم على لسان نبيّهم (صلى الله عليه وسلم) لاتّكلوا عن العمل.
وآية ذلك أنّ فيهم رجلا له عضد وليس له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعرات بيض، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله إنّي لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنّهم قد
____________
1- صحيح مسلم 3: 114; صحيح البخاري 5: 165.
2- صحيح مسلم 3: 114.
قال سلمة بن كهيل: فنزّلني زيد بن وهب منزلا حتّى قال: مررنا على قنطرة، فلمّا التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي، فقال لهم: ألقوا الرماح وسلّوا سيوفكم من جفونها فإنّي أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء، فرجعوا فوحشوا برماحهم وسلّوا السيوف، وشجرهم الناس برماحهم، قال: وقُتل بعضهم على بعض، وما اُصيب من الناس يومئذ إلاّ رجلان.
فقال علي (رضي الله عنه): التمسوا فيهم المخدع، فالتمسوه فلم يجدوه، فقام علي (رضي الله عنه) بنفسه حتّى أتى ناساً قد قُتل بعضهم على بعض، قال: أخّروهم، فوجدوه ممّا يلي الأرض، فكبّر، ثمّ قال: صدق الله وبلّغ رسوله، قال: فقام إليه عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين الله الذي لا إله إلاّ هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟ فقال: إي والله الذي لا إله إلاّ هو، حتّى استحلفه ثلاثاً وهو يحلف له(1).
4382/30 ـ وعنه، حدّثني أبو الطاهر ويونس بن عبد الأعلى، قالا: أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : إنّ الحرورية لما خرجت وهو مع عليّ ابن أبي طالب (رضي الله عنه) قالوا: لا حكم إلاّ لله، قال علي: كلمة حقٍّ اُريد بها باطل، إنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصف ناساً إنّي لأعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحقّ بألسنتهم لا يجوز هذا منهم (وأشار إلى حلقه) من أبغض خلق الله إليهم، منهم أسود احدى يديه طُبيُ شاة أو حلمة ثدي، فلمّا قتلهم عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئاً، فقال: ارجعوا فوالله ما كَذبتُ ولا كُذبت مرّتين أو ثلاثاً، ثمّ وجدوه في خربة فأتوا به حتّى وضعوه بين يديه، قال عبيد الله وأنا حاضر ذلك من أمرهم
____________
1- صحيح مسلم 3: 115; كشف الغمّة 1: 126; سنن البيهقي 8: 171.
زاد يونس في روايته: قال بكير: وحدّثني رجل عن ابن حنين، أنّه قال: رأيت ذلك الأسود(1).
4383/31 ـ البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن بكر المروزي، ثنا عفان، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، قال: سمع علي (رضي الله عنه) قوماً يقولون: لا حكم إلاّ لله، قال: نعم لا حكم إلاّ لله، ولكن لابدّ للناس من أمير برّ أو فاجر يعمل فيه المؤمن ويستمتع فيه الكافر، ويبلّغ الله فيها الأجل(2).
4384/32 ـ وعنه، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحارث الفقيه الاصبهاني، أنبأ عليّ بن عمر الحافظ، أنبأ ابن مبشر، ثنا محمّد بن عبادة، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ سليمان التميمي، عن أبي مجلز: أنّ علياً (رضي الله عنه) نهى أصحابه أن يتبسّطوا على الخوارج حتّى يحدثوا حدثاً، فمرّوا بعبد الله بن خبّاب فأخذوه فانطلقوا به، فمرّوا على تمرة ساقطة من نخلة فأخذها بعضهم فألقاها في فمه، فقال له بعضهم: تمرة معاهد فبم استحللتها؟ فقال عبد الله بن خبّاب: أفلا أدلّكم على من هو أعظم حرمة عليكم من هذا؟! قالوا: نعم، قال: فقتلوه، فبلغ ذلك علياً (رضي الله عنه) فأرسل إليهم: أن أقيدونا بعبد الله بن خبّاب، قالوا: كيف نقيدك به وكلّنا قتله، قال: وكلّكم قتله؟ قالوا: نعم، قال: الله أكبر ثمّ أمر أن يبسطوا عليهم، وقال: والله لا يقتل منكم عشرة ولا يفلت منهم عشرة، قال: فقتلوهم، قال: فقال: اُطلبوا فيهم ذا الثدية، وذكر باقي الحديث(3).
____________
1- صحيح مسلم 3: 116; سنن البيهقي 8: 171.
2- سنن البيهقي 8: 184.
3- سنن البيهقي 8: 185.
4386/34 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: يُقاتل أهل البغي ويقتلون بكلّ ما يُقتل به المشركون، ويُستعان عليهم بمن أمكن أن يُستعان به عليهم من أهل القبلة، ويؤسرون كما يؤسر المشركون إذا قُدر عليهم(2).
4387/35 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من شهر سيفه فدمه هدر(3).
4388/36 ـ أحمد، حدّثنا أبو يوسف المؤدِّب يعقوب جارنا، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن عبد العزيز بن المطّلب، عن عبد الرحمن بن الحرث، عن زيد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : من قتل دون ماله فهو شهيد(4).
____________
1- دعائم الإسلام 1: 393.
2- دعائم الإسلام 1: 393; مستدرك الوسائل 11: 65 ح12437.
3- الجعفريات: 83; مستدرك الوسائل 11: 99 ح12521.
4- مسند أحمد 1: 79.
4390/38 ـ وعنه، باسناده، أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) أتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إنّ لصّاً دخل على امرأتي فسرق حُليّها، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : أما أنّه لو دخل على ابن صفية، لما رضي بذلك حتّى يعمّه بالسيف(2).
4391/39 ـ عبد الله بن جعفر الحميري، عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام انّ عليَّ بن أبي طالب (عليه السلام) كان يقول: من دخل عليه لصّ فليبدره بالضربة، فما تبعه من إثم فأنا شريكه فيه(3).
4392/40 ـ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن رجل، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إذا دخل عليك اللصّ المحارب فاقتله، فما أصابك فدمه في عنقي(4).
4393/41 ـ وعنه، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : يضحك الله عزّ وجلّ إلى رجل في كتيبة يعرض لهم سبع أو لصّ فحماهم أن يجوزوا(5).
بيـان:
الضحك هنا مجاز، ومعناه أنّ الله يرضى بفعل هذا الرجل ويحبّه ويثيبه.
|
____________
1- الكافي 5: 51.
2- الكافي 5: 51; تهذيب الأحكام 6: 157.
3- قرب الاسناد: 95 ح321; وسائل الشيعة 11: 94; البحار 79: 195.
4- الكافي 5: 51; وسائل الشيعة 11: 92.
5- الكافي 5: 54; وسائل الشيعة 11: 108.
الباب التاسع:
في سيرة الإمام في الحرب
4394/1 ـ محمّد بن الحسن الصفّار، عن عمران بن موسى، عن محمّد بن الوليد الخزّاز، عن محمّد بن سماعة، عن الحكم الحنّاط، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لعليّ بن الحسين عليهما السلام: بِمَ سار عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ؟ فقال: بالمنّ كما سار رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أهل مكّة(1).
4395/2 ـ محمّد بن الحسن، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن وهب، عن حفص، عن أبيه، عن جدّه، عن مروان بن الحكم، قال: لما هزمنا على (عليه السلام) بالبصرة، ردّ على الناس أموالهم، من أقام بيّنة أعطاه ومن لم يقم بيّنة أحلفه، قال: فقال له قائل: يا أمير المؤمنين أقسم الفيء بيننا والسبي، قال: فلمّا أكثروا، قال: أيّكم يأخذ اُمّ المؤمنين في سهمه؟ فكفّوا(2).
____________
1- تهذيب الأحكام 6: 154; مستدرك الوسائل 11: 57 ح12419.
2- تهذيب الأحكام 6: 155; وسائل الشيعة 11: 58.
4397/4 ـ محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلّى بن محمّد، عن الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لعليّ بن الحسين (عليه السلام) :
____________
1- دعائم الإسلام 1: 394; مستدرك الوسائل 11: 51 ح12407.
____________
1- الكافي 5: 33; وسائل الشيعة 11: 55.
الباب العاشر:
نوادر ما يتعلّق بأبواب جهاد العدوّ
4398/1 ـ (الجعفريات)، بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : صاحب الناقة أحقّ بالجادة من الراجل، والحافي أحقّ بالجادة من المنتعل(1).
4399/2 ـ وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر مناديه فنادى: من ضيّق طريقنا فلا جهاد له(2).
4400/3 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: إذا ظفرتم برجل من أهل الحرب فزعم أنّه رسول اليكم فإن عرف ذلك وجاء بما يدلّ عليه فلا سبيل لكم عليه حتّى يبلّغ رسالته ويرجع إلى أصحابه، وإن لم تجدوا على قوله دليلا فلا تقبلوا منه(3).
4401/4 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال:
____________
1- الجعفريات: 162; مستدرك الوسائل 17: 121 ح20936.
2- الجعفريات: 80; مستدرك الوسائل 17: 122 ح20937.
3- دعائم الإسلام 1: 376; مستدرك الوسائل 11: 98 ح12515.
4402/5 ـ وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أحسّ من نفسه جبناً فلا يغزوا(2).
4403/6 ـ وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أمير القوم أضعفهم دابة(3).
4404/7 ـ وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أسلم على شيء فهو له(4).
4405/8 ـ وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يصافح النساء، فكان إذا أراد أن يبايع النساء، أتى بإناء فيه ماء فغمس يده ثمّ يخرجها، ثمّ يقول: اغمسن أيديكنّ فيه فقد بايعتكنّ(5).
4406/9 ـ وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام) : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى عن ربد المشركين ـ يريد هدايا أهل الحرب ـ(6).
4407/10 ـ عبد الله بن جعفر، عن أبي البختري، عن الصادق (عليه السلام) ، عن أبيه، قال:
____________
1- الجعفريات: 77; مستدرك الوسائل 11: 125 ح12603.
2- الجعفريات: 78; مستدرك الوسائل 11: 125 ح12604; دعائم الإسلام 1: 342; البحار 100: 49.
3- الجعفريات: 79; مستدرك الوسائل 11: 125 ح12606.
4- الجعفريات: 80; مستدرك الوسائل 11: 125 ح12607.
5- الجعفريات: 80; مستدرك الوسائل 11: 126 ح12608.
6- الجعفريات: 82; مستدرك الوسائل 11: 126 ح12610.
4408/11 ـ الراوندي بإسناده، عن موسى بن جعفر، عن آبائه، قال: قال علي (عليه السلام) :
اعتمّ أبو دجانة الأنصاري وأرخى عذبة العمامة من خلفه بين كتفيه، ثمّ جعل يتبختر بين الصفّين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّ هذه لمشية يبغضها الله تعالى إلاّ عند القتال(2).
4409/12 ـ وبهذا الاسناد، قال: قال: قال علي (عليه السلام) : بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) جيشاً إلى خثعم، فلمّا غشوهم استعصموا بالسجود، فقتل بعضهم، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقال للورثة نصف العقل بصلاتهم، ثمّ قال: إنّي بريء من كلّ مسلم نزل مع مشرك في دار الحرب(3).
4410/13 ـ عن علي (عليه السلام) : أنّه كره أن يلقي الرجل سلاحه عند القتال، وقد قال الله عزّ وجلّ عند ذكره صلاة الخوف: {وَلِيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ}(4) وقال: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً}فأفضل الاُمور لمن كان في الجهاد أن لا يفارقه السلاح على كلّ الأحوال(5).
4411/14 ـ عن علي (عليه السلام) : أنّه رأى بعثة العيون والطلايع بين أيدي الجيوش، وقال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث عام الحديبية بين يديه عيناً له من خزاعة(6).
____________
1- قرب الاسناد: 132 ح464; البحار 100: 31; وسائل الشيعة 11: 22; تهذيب الأحكام 6: 173.
2- نوادر الراوندي: 20; البحار 100: 34.
3- نوادر الراوندي: 23; البحار 100: 34.
4- النساء: 102.
5- دعائم الإسلام 1: 371; مستدرك الوسائل 11: 128 ح12619.
6- دعائم الإسلام 1: 369; مستدرك الوسائل 11: 127 ح12616.
4413/16 ـ عن علي (عليه السلام) : أنّه رأى عقد الرايات والألوية قبل الزحف، وأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يعطيه رايته(2).
4414/17 ـ عن علي [(عليه السلام)]: منعني ربّي أن أظلم معاهداً ولا غيره(3).
4415/18 ـ عن علي [(عليه السلام)]: من ضيّق طريقاً فلا جهاد له(4).
4416/19 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : كلّ مؤمن من اُمّتي صدّيق شهيد، ويكرم الله بهذا السيف من شاء من خلقه، ثمّ تلا {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ}(5)(6).
4417/20 ـ إبراهيم بن محمّد الثقفي بإسناده، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : يقول الرجل: جاهدت ولم يجاهد، إنّما الجهاد اجتناب المحارم ومجاهدة العدوّ، وقد يقاتل أقوام فيحسنون القتال ولا يريدون إلاّ الذكر والأجر، وإنّ الرجل ليقاتل بطبعه من الشجاعة فيحمي من يعرف ومن لا يعرف، ويجبن بطبيعته من الجبن فيسلّم أباه واُمّه إلى العدوّ، وإنّما المثال (القتال) حتف من الحتوف، وكلّ امرئ على ما قاتل عليه، وإنّ الكلب ليقاتل دون أهله(7).
4418/21 ـ قال علي (عليه السلام) : ولا يحلّ للجبان أن يغزوا; لأنّه ينهزم سريعاً، ولكن
____________
1- دعائم الإسلام 1: 369; مستدرك الوسائل 11: 127 ح12617.
2- دعائم الإسلام 1: 369; مستدرك الوسائل 11: 118 ح12582.
3- كنز العمال 4: 363 ح10916.
4- كنز العمال 4: 360 ح10901.
5- الحديد: 19.
6- دعائم الإسلام 1: 343; مستدرك الوسائل 11: 16 ح12306; البحار 100: 50.
7- الغارات 2: 503; مستدرك الوسائل 11: 18 ح12315.