4566/18 ـ الصدوق، حدّثنا أبو العباس، محمّد بن إبراهيم الطالقاني، قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن أبي يعقوب الدينوري، قال: حدّثنا أحمد بن أبي المقدام العجلي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في حديث: إنّي لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم، ولا يشترون الأحرار بمعروفهم(2).
4567/19 ـ الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، عن آبائه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : اصطنعوا المعروف بما قدرتم على اصطناعه فإنّه يقي مصارع السوء(3).
4568/20 ـ عن أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ أنّه قال: افعل المعروف ما أمكن، وقال: صاحب المعروف لا يعثر وإن عثر وجد متكأً، وقال: صنائع المعروف تدرّ النعماء وتدفع البلاء، وقال: عليكم بصنائع المعروف فإنّها نعم الزاد إلى المعاد، وقال: في كلّ شيء يذمّ السرف إلاّ في صنائع المعروف والمبالغة في الطاعة، وقال: كلّ نعمة اُنيل منها المعروف فإنّها مأمونة السلب محصنة من الغير، وقال: كثرة اصطناع المعروف يزيد في العمر وينشر الذكر، وقال: للكرام فضيلة المبادرة إلى فعل المعروف وإسداء الصنائع، وقال: من بذل معروفه استحقّ الرياسة، وقال: من صنع معروفاً نال أجراً وشكراً، وقال: من بذل معروفه مالت إليه القلوب(4).
____________
1- مستدرك الوسائل 12: 344 ح14245.
2- أمالي الطوسي المجلس 46: 226; مستدرك الوسائل 12: 345 ح14249.
3- الخصال، حديث الأربعمائة: 617; مستدرك الوسائل 12: 345 ح14250; البحار 74: 409.
4- مستدرك الوسائل 12: 345 ح14252; عن غرر الحكم ودرر الكلم.
4570/22 ـ قال علي (عليه السلام) : أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم، فما يعثر منهم عاثر إلاّ ويده بيد الله يرفعه(2).
4571/23 ـ قال علي (عليه السلام) : اصطنعوا المعروف تكسبوا الحمد، واستشعروا الحمد يأنس بكم العقلاء(3).
____________
1- الخصال، حديث الأربعمائة: 620; البحار 74: 409.
2- نهج البلاغة: قصار الحكم 20; البحار 74: 405.
3- تحف العقول: 149، البحار 78: 53.
الباب الثاني:
في المعروف وأهله
4572/1 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنّ لله تعالى عباداً يختصّهم بالنعم لمنافع العباد، فيقرّها في أيديهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم ثمّ حوّلها إلى غيرهم(1).
4573/2 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أوّل من يدخل الجنّة المعروف وأهله(2).
4574/3 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: إنّ الله خلق خلقاً من خلقه لخلقه، فجعلهم للناس وجوهاً وللمعروف أهلا يفزع الناس إليهم في حوائجهم، اُولئك الآمنون يوم القيامة(3).
____________
1- نهج البلاغة: قصار الحكم 425; البحار 74: 418.
2- الجعفريات: 152; مستدرك الوسائل 7: 239 ح8135.
3- كنز العمال 6: 588 ح17017.
يا علي إنّ الله تعالى خلق المعروف وخلق له أهلا فحبّبه إليهم وحبّب إليهم فعاله ووجّه إليهم طلاّبه، كما وجّه في الأرض الجريبة لتحيى به ويُحيى بها أهلها.
يا علي إنّ أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة(1).
____________
1- مستدرك الحاكم 4: 321; كنز العمال 6: 519 ح16807.
الباب الثالث:
في وضع المعروف موضعه
4576/1 ـ محمّد بن ادريس، نقلا عن أبان بن تغلب، حدّثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدّثني عبد الله بن الحارث الهمداني، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث أنّه قال: أيّها الناس إنّه ليس لواضع المعروف عند غير أهله إلاّ محمّدة اللئام، وثناء الجهّال، فإن زلت بصاحبه النعل، فشرّ خدين وشرّ خليل(1).
4577/2 ـ عن علي (رضي الله عنه): من أودع كريماً معروفاً فقد استرقّه، ومن أولى لئيماً معروفاً فقد استجلب عداوته، ألا وإنّ الصنائع لأهل السعادة(2).
4578/3 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: أجلّ المعروف ما صنع إلى أهله، وقال: أنفع الكنوز معروف يوزّع إلى الأحرار وعلم يتدارسه الأخيار، وقال: إنّ مالك لا يغني جميع الناس فاخصص به أهل الحق، وقال: خير المعروف ما اُصيب به
____________
1- السرائر 3: 564; وسائل الشيعة 11: 533.
2- كنز العمال 6: 407 ح16293.
4579/4 ـ إبراهيم بن محمّد الثقفي، حدّثني محمّد بن عبد الله بن عثمان، قال: حدّثني عليّ بن يوسف، عن أبي حبّاب، عن ربيعة وعمارة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث أنّه قال:
من كان له مال فإيّاه والفساد فإنّ إعطاء المال في غير حقّه تبذير وإسراف، وهو ذكر لصاحبه في الناس، ويضعه عند الله، ولم يضع رجل ماله في غير حقّه وعند غير أهله إلاّ حرمه الله شكرهم وكان لغيره ودّهم، فإن بقي معهم من يودّهم ويظهر لهم الشكر فإنّما هو ملق وكذب، وإنّما ينوي أن ينال من صاحبه مثل الذي كان يأتي إليه من قبل، فإن زلت بصاحبه النعل فاحتاج إلى معونته ومكافاته، فشرّ خليل وألأم خدين، ومن صنع المعروف فيما آتاه فليصل به القرابة وليحسن فيه الضيافة، وليفكّ به العاني، وليعِن به الغارم، وابن السبيل والفقراء والمهاجرين، وليصبر نفسه على الثواب والخطوب، فإنّ الفوز بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة(2).
4580/5 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: المعروف كنز فانظر عند من تصنعه، وقال: الاصطناع خير فارتد عند من تضعه، وقال: تضييع المعروف وضعه في يد عروف، وقال: ظلم المعروف من وضعه في غير أهله، وقال: لم يضع امرئ في غير حقّه أو معروفه في غير أهله إلاّ حرمه الله تعالى شكرهم وكان لغيره ودّهم، وقال:
____________
1- مستدرك الوسائل 12: 349 ح14263; وسائل الشيعة 11: 533 عن غرر الحكم ودرر الكلم.
2- الغارات 1: 74; مستدرك الوسائل 12: 351 ح14265; البحار 41: 108; أمالي المفيد، المجلس 22: 112.
4581/6 ـ الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن عيسى اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: لا تصلع الصنيعة إلاّ عند ذي حسب أو دين(2).
4582/7 ـ محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمّد بن علي، عن أحمد بن عمرو بن سليمان البجلي، عن إسماعيل بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمّار، عن إبراهيم بن إسحاق المدائني، عن رجل، عن أبي مخنف الأزدي، قال: أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) رهط من الشيعة، فقالوا: يا أمير المؤمنين لو أخرجت هذه الأموال ففرّقتها في هؤلاء الرؤساء والأشراف، وفضّلتهم علينا حتّى إذا استوسقت الاُمور عدت إلى أفضل ما عوّدك الله من القسم بالسويّة والعدل في الرعية، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : أتأمروني ويحكم أن أطلب النصر بالظلم والجور فيمن ولّيت عليه من أهل الإسلام، لا والله لا يكون ذلك ما سمر السمير، وما رأيت في السماء نجماً، والله لو كانت أموالهم مالي لساويت بينهم، فكيف وإنّما هي أموالهم.
قال: ثمّ أزِمَ ساكتاً طويلا ثمّ رفع رأسه، فقال: من كان فيكم له مال فإيّاه والفساد فإنّ إعطائه في غير حقّه تبذير واسراف وهو يرفع ذكر صاحبه في الناس ويضعه عند الله، ولم يضع امرئ ماله في غير حقّه وعند غير أهله إلاّ حرمه الله، الخبر(3).
____________
1- مستدرك الوسائل 12: 352 ح14269 عن غرر الحكم ودرر الكلم.
2- الخصال، حديث الأربعمائة: 620; مستدرك الوسائل 12: 348 ح14258.
3- الكافي 4: 31; أمالي المفيد، المجلس 22: 112; وسائل الشيعة 11: 80; البحار 41: 122.
4584/9 ـ قال علي (عليه السلام) : لأن أصنع صاعاً من طعام وأجمع عليه اخواني أحبّ إليّ من أن أعتق رقبة(2).
4585/10 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: خصّوا بألطافكم خواصّكم واخوانكم(3).
4586/11 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لقاء أهل المعروف عمارة القلوب، ومستفاد الحكمة(4).
4587/12 ـ الرضا (عليه السلام) ، عن آبائه، قال: قال عليّ بن أبي طالب ـ صلوات الله عليه ـ: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من اصطنع صنيعة إلى واحد من ولد عبد المطّلب ولم يجازه عليها في الدنيا فأنا اُجازيه غداً إذا لقيتني يوم القيامة(5).
____________
1 و 2- إحياء الإحياء 3: 320.
3- دعائم الإسلام 2: 327; مستدرك الوسائل 12: 349 ح14261.
4- مستدرك الوسائل 12: 354 ح14273 عن غرر الحكم ودرر الكلم.
5- مستدرك الوسائل 12: 373 ح14332; صحيفة الرضا (عليه السلام) : 262 ح201.
الباب الرابع:
استحباب مكافاة المعروف وشكره
4588/1 ـ عن الحارث الهمداني، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : حسبك من كمال المرء تركه ما لا يحمد به، إلى أن قال: ومن شكره معرفته بقدره، (بإحسان من أحسن إليه)(1).
4589/2 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من اُسدي إليه معروف فليكافِ عليه، فإن عجز فليثنِ، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة(2).
4590/3 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: (اعلم أنّ) بأهل المعروف من الحاجة إلى اصطناعه أكثر ممّا بأهل الرغبة إليهم فيه، وذلك أنّ لهم فيه ثناءه وأجره وذكره، ومن فعل معروفاً فإنّما صنع الخير لنفسه، ولا يطلب من غيره شكر ما أولاه لنفسه، ولكن على من أنعم عليه أن يشكر النعمة لمنعمها، فإن لم يفعل فقد كفرها(3).
____________
1- نزهة الناظر: 18; مستدرك الوسائل 12: 360 ح14294.
2- دعائم الإسلام 2: 321، مستدرك الوسائل 12: 357 ح14283.
3- دعائم الإسلام 2: 320; مستدرك الوسائل 7: 344 ح14248.
4592/5 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من سألكم بالله تعالى فاعطوه، ومن استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن دعاكم بالله فأجيبوه، ومن اصطنع اليكم معروفاً فكافوه(2).
4593/6 ـ وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أدّى إلى أحد معروفاً فليكاف، فإن عجز فليثنى به فإن لم يفعل فقد كفر النعمة(3).
4594/7 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: المعروف رقّ، والمكافاة عتق، وقال: المعروف فرض، الشكر مفروض، وقال: المعروف غلّ لا يفكّه إلاّ شكر أو مكافاة، وقال: أطل يدك في مكافاة من أحسن إليك فإن لم تقدر فلا أقلّ من أن تشكر، وقال: إذا قصرت يدك على المكافاة فأطل لسانك بالشكر، وقال: من شكر
____________
1- الكافي 4: 28; الخصال، باب الأربعة: 258; وسائل الشيعة 11: 536; جامع السعادات 2: 135; البحار 75: 42.
2- الجعفريات: 152; مستدرك الوسائل 12: 354 ح14274.
3- الجعفريات: 152; مستدرك الوسائل 12: 354 ح14275.
4595/8 ـ محمّد بن الحسين الرضي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: لا يزهدنّك في المعروف من لا يشكره لك، فقد يشكرك عليه من لا يستمتع بشيء منه، وقد تدرك من شكر الشاكر أكثر ممّا أضاع الكافر، والله يحبّ المحسنين(2).
4596/9 ـ الصدوق، عن عليّ بن حاتم، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثني الحسين بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكفّراً لا يُشكر معروف (معروفه)، ولقد كان معروفه على القرشي والعربي والعجمي، ومن كان أعظم معروفاً من رسول الله (صلى الله عليه وآله) على هذا الخلق، وكذلك نحن أهل البيت مكفّرون لا يشكروننا، وخيار المؤمنين مكفّرون لا يُشكر معروفهم(3).
4597/10 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثني أبو شبّة، قال: حدّثنا إبراهيم بن سليمان النهمي، قال: حدّثنا أبي حفص الأعمش، عن زياد بن المنذر، عن محمّد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال علي (عليه السلام) : حقّ من اُنعم عليه أن يحسن مكافاة المنعم، فإن قصّر عن ذلك وسعه فعليه أن يحسن الثناء، فإن كلَّ عن ذلك لسانه فعليه بمعرفة المنعم ومحبّة المنعم بها، فإن قصّر عن ذلك فليس للنعمة بأهل(4).
____________
1- مستدرك الوسائل 12: 356 ح14281 عن غرر الحكم ودرر الكلم.
2- نهج البلاغة: قصار الحكم 204; وسائل الشيعة 11: 537; البحار 74: 417.
3- علل الشرائع: 560; وسائل الشيعة 11: 538.
4- مجالس الطوسي، المجلس 18: 501 ح1097; وسائل الشيعة 11: 538.
4599/12 ـ السيّد عليّ بن طاووس، نقلا من ثقة الإسلام في رسائله، بإسناده إلى جعفر بن عنبسة، عن عبّاد بن زياد الأسدي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيّته لولده الحسن (عليه السلام) : ولا تكفر نعمة، فإنّ كفر النعمة من ألأم الكفر(2).
4600/13 ـ (الجعفريات)، أخبرنا عبد الله بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : المحسن المؤمن مرحوم(3).
4601/14 ـ وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أفضل الناس عند الناس وعند الله منزلة، وأقربه من الله وسيلة المؤمن يكفر إحسانه(4).
4602/15 ـ وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يد الله تبارك وتعالى فوق رؤوس المنكرين (المكفّرين) ترفرف بالرحمة(5).
____________
1- أمالي المفيد، المجلس 28: 147; مستدرك الوسائل 12: 360 ح14296.
2- كشف المحجّة: 169; مستدرك الوسائل 12: 357 ح14284.
3- الجعفريات: 189; مستدرك الوسائل 12: 359 ح14291.
4- الجعفريات: 190; مستدرك الوسائل 12: 359 ح14292.
5- الجعفريات: 190; مستدرك الوسائل 12: 360 ح14293.
الباب الخامس:
في التباذل والتواصل والسخاء والإيثار
4603/1 ـ عن علي (عليه السلام) ، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لو دعيت إلى ذراع شاة لأجبت، ولو اُهدي إليّ كراع لقبلت(1).
4604/2 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: من تكرمة الرجل أخاه أن يقبل تحفته وأن يتحفه بما عنده، ولا يتكلّف له، فإنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّ الله لا يحبّ المتكلّفين(2).
4605/3 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: إذا أكرم أحدكم أخاه بالكرامة فليقبلها، فإذا كان ذا حاجة صرفها في حاجته، وإن لم يكن محتاجاً وضعها في موضع حاجة حتّى يؤجر فيها صاحبها، ومن كان عنده جزاء فليجز، ومن لم يكن عنده جزاء فثناء حسن ودعاء(3).
____________
1- دعائم الإسلام 2: 325، مستدرك الوسائل 13: 204 ح15114، الجعفريات: 159.
2- دعائم الإسلام 2: 326، مستدرك الوسائل 16: 239 ح19724، الجعفريّات: 193.
3- دعائم الإسلام 2: 326، مستدرك الوسائل 8: 397 ح9786.
4607/5 ـ عن علي [(عليه السلام)] قيل له: ما السخاء؟ فقال: ما كان منه ابتداءاً، فأمّا ما كان عن مسألة فحياءً وتكرّم(3).
4608/6 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: المواساة أفضل الأعمال، وقال: أحسن الاحسان مواساة الاخوان(4).
4609/7 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قد فرض الله التحمّل على الأبرار في كتاب الله، قيل: وما التحمّل؟ قال: إذا كان وجهك آثر عن وجهه التمست له، وقال: في قول الله عزّ وجلّ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}(5) قال: لا تستأثر عليه بما هو أحوج إليه منك(6).
4610/8 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه رأى يوماً جماعة، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن قوم متوكّلون، فقال: ما بلغ بكم توكّلكم؟ قالوا: إذا وجدنا أكلنا وإذا فقدنا صبرنا، فقال (عليه السلام) : هكذا تفعل الكلاب عندنا، فقالوا: كيف نفعل يا أمير المؤمنين؟ فقال: كما نفعله; إذا فقدنا شكرنا وإذا وجدنا آثرنا(7).
____________
1- المدثر: 6.
2- دعائم الإسلام 2: 327، مستدرك الوسائل 13: 335 ح15521.
3- كنز العمال 6: 573 ح16977.
4- غرر الحكم: 388; مستدرك الوسائل 7: 210 ح8059.
5- الحشر: 9.
6- المؤمن: 44 ح104; مستدرك الوسائل 7: 212 ح8065.
7- مستدرك الوسائل 7: 217 ح8076; تفسير الرازي 29: 286.
الباب السادس:
في الشحّ والبخل
4611/1 ـ محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إذا لم يكن لله في عبد حاجة ابتلاه بالبخل(1).
4612/2 ـ الصدوق، حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابنا بلغ به سعد بن ظريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن الحارث الأعور، قال: فيما سأل علي (عليه السلام) ابنه الحسن (عليه السلام) أنّه قال له: ما الشح؟ قال: أن ترى ما في يديك شرفاً، وما أنفقت تلفاً(2).
4613/3 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : يأتي على الناس زمان عضوض، يعضّ المؤسِر على ما في يديه، ولم يؤمر بذلك، قال الله تبارك وتعالى: {وَلاَ تَنْسَوُا الْفَضْلَ
____________
1- الكافي 4: 44; وسائل الشيعة 6: 21; تفسير نور الثقلين 5: 291; من لا يحضره الفقيه 2: 63 ح1717.
2- معاني الأخبار: 245; وسائل الشيعة 6: 22.
4614/4 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : البخل عار، والجبن منقصة، كن سمحاً ولا تكن مبذراً، وكن مقدّراً ولا تكن مقتّراً، ولا تستحى من إعطاء القليل فإنّ الحرمان أقلّ منه، عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي هرب منه ويفوته الغنى الذي إيّاه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء، البخل جامع لمساوي العيوب وهو زمام يقاد به إلى كلّ سوء(3).
4615/5 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب، إلى أن يقول: وعجبت للمتكبّر الذي كان بالأمس نطفة ويكون غداً جيفة، وعجبت لمن شكّ في الله وهو يرى خلق الله، وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى من يموت، وعجبت لمن أنكر النشأة الآخرة وهو يرى النشأة الاُولى، وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء(4).
4616/6 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : لا تدخلنّ في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر، ولا جباناً يضعفك عن الاُمور، ولا حريصاً يزيّن لك الشره بالجور، فإنّ البخل والجبن والحرص غرائز شتّى يجمعها سوء الظنّ بالله(5).
4617/7 ـ (الجعفريات)، بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال: تسعة أشياء من تسعة أنفس منهنّ أقبح منهنّ من غيرهنّ: ضيق الذرع من الملوك، والبخل من الأغنياء، الخبر(6).
____________
1- البقرة: 237.
2- نهج البلاغة: قصار الحكم 468; البحار 74: 418.
3- روضة الواعظين، في ذكر الجود والسخاء وذمّ البخل: 384; الصواعق المحرقة: 200.
4- نهج البلاغة: قصار الحكم 126; مجموعة ورام 1: 62; البحار 72: 199.
5- نهج البلاغة: كتاب 53; مجموعة ورّام 1: 63.
6- الجعفريات: 234; مستدرك الوسائل 7: 27 ح7556.
4619/9 ـ وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا علي إيّاك واللؤم فإنّ اللؤم كفر والكفر في النار، وعليك بالبرّ والكرم فإنّ البر والكرم يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد، إنّ الله تعالى يقول: أنا الله لا إله إلاّ أنا وعزّتي وجلالي لا يدخل جنّتي لئيم(2).
4620/10 ـ الصدوق، عن حمزة بن محمّد العلوي، عن أبي عبيد الله عبد العزيز بن محمّد الأبهري، عن محمّد بن زكريّا الجوهري، عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: إنّ الله عزّ وجلّ حرّم الجنّة على المنّان والبخيل والقتات(3).
4621/11 ـ الصدوق، عن محمّد بن إبراهيم الطالقاني، عن الحسين بن عليّ العدوي، عن الهيثم بن عبد الله الرماني، عن الرضا (عليه السلام) ، عن آبائه (عليهم السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:
خلقت الخلائق في قدرة | فمنهم سخيّ ومنهم بخيل |
____________
1- الجعفريات: 207; مستدرك الوسائل 7: 28 ح7557.
2- الجعفريات: 151; مستدرك الوسائل 7: 28 ح7558.
3- مستدرك الوسائل 7: 29 ح7562; أمالي الصدوق، المجلس 66: 351.