الصفحة 390
5940/2- وعنه، عن الحسين بن محمد، ومحمد بن يحيى جميعاً، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن غير واحد رفعوه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أما أن أهل الكوفة لو حنكوا أولادهم بماء الفرات لكانوا شيعة لنا(1).

5941/3- جعفر بن محمد بن قولويه، حدثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: الفرات سيد المياه في الدنيا والآخرة(2).

(5) ماء نيل مصر

5942/1- قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): ماء نيل مصر يميت القلب، ولا تغسلوا رؤسكم من طينها، فانه يورث الزمانة(3).

5943/2- محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن يعقوب ابن يزيد رفعه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ماء نيل مصر يميت القلوب(4).


بيـان:

يمكن أن يكون المراد أنه يذهب قسوة القلب، ويحصل منه اللين والخشوع ورقة القلب، فيكون حد حاله، ويمكن حمله على الكراهة.


____________

1- الكافي 6:389، وسائل الشيعة 17:212، البحار 66:448.

2- كامل الزيارات: 48، وسائل الشيعة 10:315، البحار 100:228.

3- مكارم الأخلاق: 156، البحار 66:450.

4- الكافي 6:391، وسائل الشيعة 17:215.


الصفحة 391

الباب الثاني عشر:

في آداب المائدة


(1) آداب الجلوس على المائدة

5944/1- محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، رفعه قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يستاك عرضاً ويأكل هرثاً والهرث أن يأكل بأصابعه جميعاً(1).

5945/2- الامام العسكري (عليه السلام) في حديث الذراع المسموم إلى أن قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ائتوا بالخبز فأُتي به، فمدّ البراء بن معروف يده وأخذه منه لقمة فوضعها في فيه، فقال له علي بن أبي طالب (عليه السلام): يابراء لا تتقدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال البراء ـ وكان أعرابياً ـ ياعلي كأنك تبخلّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال علي (عليه السلام): ما اُبخّل رسول الله، ولكني أبجله وأوقره، ليس لي ولا لك ولا لأحد من خلق الله أن يتقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقول، ولا فعل، ولا أكل، ولا شرب الخبر(2).

5946/3- الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبدالله، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد، ولا يضعنّ أحدكم إحدى رجليه على الاُخرى، ولا يتربع

____________

1- الكافي 6:297، وسائل الشيعة 16:497.

2- تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 177 ح85، مستدرك الوسائل 16:232 ح19694.


الصفحة 392
فإنها جلسة يبغضها الله عزّوجلّ ويمقت صاحبها(1).

(2) استحباب التسمية والتحميد في أول الأكل وفي أثنائه وفي آخره

5947/1- الحسين بن أحمد الحضيني، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أتى رجل من قريش إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فدعاه إلى منزله، وقرب له مائدة، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يحب من اللحم الذراع، فنهشها نهشة واحدة فلما دخل إلى بطنه اللحم، تكلمت الذراع، وقالت: يارسول الله لا تأكل مني فاني مسمومة، فألقاها من يده، الخبر(2).

5948/2- الصدوق، حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه أحمد بن النصر، قال: حدثني أبو جميلة المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) قال: إن اليهود أتت امرأة منهم يقال لها عبدة، فقالوا ياعبدة قد علمت أن محمداً قد هدّ ركن بني اسرائيل وهدم اليهودية، وقد غالى الملأ من بني اسرائيل بهذا السم لهم، وهم جاعلون لك جعلا على أن تسميه في هذه الشاة، فعمدت عبدة إلى الشاة فشوتها، ثم جمعت الرؤساء في بيتها، وأتت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقالت: يامحمد قد علمت ما توجب لي وقد حضرني رؤساء اليهود فزيني بأصحابك.

فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه علي (عليه السلام) وأبو دجانة وأبو أيوب وسهل بن حنيف وجماعة من المهاجرين، فلما دخلوا وأخرجت الشاة سدّت اليهود آنافها بالصوف وقاموا على أرجلهم وتوكؤا على عصيهم، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): اقعدوا، فقالوا:

____________

1- الخصال حديث الأربعمائة: 619، مستدرك الوسائل 16:228 ح19676، المحاسن 2:225 ح1678، وسائل الشيعة 16:419، الكافي 6:272، البحار 66:417، إحياء الأحياء 3:8.

2- الهداية للحضيني: 44، مستدرك الوسائل 16:350 ح20129.


الصفحة 393
إنا إذا زارنا نبي لم يقعد منا أحد، وكرهنا أن يصل اليه من أنفسنا ما يتأذى به، وكذبت اليهود عليها لعنة الله إنما فعلت ذلك مخافة سورة السم ودخانه، فلما وضعت الشاة بين يديه تكلم كتفها، فقالت: مَه يامحمد لا تأكلني فاني مسمومة، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبدة فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: قلت إن كان نبياً لم يضره وإن كان كاذباً أو ساحراً أرحت قومي منه.

فهبط جبرئيل، فقال: الله يقرئك السلام ويقول: قل بسم الله الذي يسميه به كل مؤمن، وبه عزّ كل مؤمن، وبنوره الذي أضاءت به السماوات والأرض، وبقدرته التي خضع لها كل جبار عنيد، وأنتكس كل شيطان مريد من شر السم والسحر واللمم، بسم الله العلي الملك الفرد الذي لا إله إلاّ هو، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلاّ خسارا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ذلك وأمر أصحابه فتكلموا به، ثم قال: كلوا ثم أمرهم أن يحتجموا(1).

5949/3- الحسن بن فضل الطبرسي من كتاب [زهد أمير المؤمنين (عليه السلام)] عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: اكثروا ذكر الله على الطعام ولا تطغوا (ولا تلغطوا فيه)، فانه نعمة من نعم الله ورزق من رزقه، يجب عليكم شكره وحمده، أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها، فإنها تزول، وتشهد على صاحبها بما عمل فيها، من رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله عنه بالقليل من العمل، الخبر(2).

5950/4- عن ابن أعبد، قال: قال علي [(عليه السلام)]: ياابن أعبد هل تدري ما حق

____________

1- أمالي الصدوق المجلس 40:186، روضة الواعظين باب معجزات النبي: 61، مناقب ابن شهر آشوب باب نطق الجمادات 1:91، مستدرك الوسائل 16:306 ح19970، البحار 17:395، اثبات الهداة 2:531.

2- مكارم الأخلاق: 147، مستدرك الوسائل 16:273 ح19854، المحاسن 2:213 ح1635، وسائل الشيعة 16:481، الكافي 6:296، البحار 66:374.


الصفحة 394
الطعام؟ قلت: وما حقه؟ قال: تقول بسم الله، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، ثم قال: أتدري ما شكره إذا فرغت؟ قلت: وما شكره؟ قال: تقول: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا(1).

5951/5- الحسين بن حمدان الحضيني، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في حديث: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا حضر الطعام وحضر من يأكل معه، لا يمدّ أحد يده إلى الطعام غير رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويسمي ويدعو بالبركة، فيزيد الطعام، الخبر(2).

5952/6- (الجعفريات)، باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا رفعت المائدة من بين يديه يقول: الحمد لله(3).

5953/7- أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبدالله، عن أبيه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من أكل طعاماً فليذكر اسم الله عليه، فإن نسي ثم ذكر الله بعده، تقيأ الشيطان ما أكل واستقبل (واستقلّ) الرجل طعامه(4).

5954/8- وعنه، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: من ذكر اسم الله على الطعام، لم يسأل عن نعيم ذلك الطعام أبداً(5).

____________

1- كنز العمال 15:428 ح41697، تفسير السيوطي 4:162، حلية الأولياء 1:70.

2- الهداية للحضيني: 44، مستدرك الوسائل 16:274 ح19858.

3- الجعفريات: 160، مستدرك الوسائل 16:275 ح19864.

4- المحاسن 2:213 ح1634، وسائل الشيعة 16:480، الكافي 6:293، البحار 66:374.

5- المحاسن 2:214 ح1638، وسائل الشيعة 16:480، الكافي 6:293، ثواب الأعمال: 184، أمالي الصدوق المجلس 49:246.


الصفحة 395
5955/9- وعنه، عن أبيه، عن عبدالله العزرمي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ذكر اسم الله على طعام أو شراب في أوله، وحمد الله في آخره، لم يسئل عن نعيم ذلك الطعام أبداً(1).

5956/10- وعنه، عن ابن فضال، عن عبدالله الأرجاني، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، عن آبائه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ما اتّخمت قطّ، فقيل له: ولِمَ؟ قال: ما رفعت لقمة إلى فمي إلاّ ذكرت اسم الله عليها(2).

5957/11- محمد بن يعقوب، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن داود بن فرقد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ضمنت لمن يسمي على طعامه أن لا يشتكي منه، فقال ابن الكواء: ياأمير المؤمنين لقد أكلت البارحة طعاماً فسميت عليه وآذاني، فقال (عليه السلام): لعلك أكلت ألواناً فسمّيت على بعضها ولم تسمّ على بعض يالكع(3).

5958/12- الصدوق، حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الطعام إذا جمع أربع خصال فقد تمّ: إذا كان من حلال، وكثرت الأيدي عليه، وسمي الله تبارك وتعالى في أولّه، وحمد في آخره(4).

5959/13- عن محمد بن جعفر البرسي، عن محمد بن يحيى، عن سنان، عن يونس ابن ظبيان، عن جعفر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من

____________

1- المحاسن 2:214 ح1639، الكافي 6:294، وسائل الشيعة 16:483، البحار 66:368.

2- المحاسن 2:219 ح1658، وسائل الشيعة 16:491، البحار 66:378.

3- الكافي 3:295، وسائل الشيعة 16:490، البحار 66:369، من لا يحضره الفقيه 3:355 ح4253، المحاسن 2:208 ح1622، احياء الاحياء 3:12.

4- معاني الأخبار: 375، الخصال باب الأربعة: 216.


الصفحة 396
أراد أن لا يضرّه طعام فلا يأكل حتى يجوع، فاذا أكل فليقل بسم الله وبالله، وليجيد المضغ، وليكفّ عن الطعام وهو يشتهيه، وليدعه وهو يحتاج اليه(1).

5960/14- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ياكميل إذا أكلت الطعام فسم باسم الذي لا يضر مع اسمه شيء (داء) وفيه شفاء من كل الأدواء (الأسواء) ياكميل وآكل بالطعام ولا تبخل عليه فانك لن ترزق الناس شيئاً والله يجزل لك من الثواب بذلك، وأحسن عليه خلقك وأبسط جليسك، ولا تنهره خادمك، ياكميل إذا أكلت فطول أكلك ليستوفي من معك ويرزق منه غيرك، ياكميل إذا استوفيت طعامك فاحمد الله على ما رزقك وارفع بذلك صوتك يحمده سواك فيعظم بذلك أجرك، ياكميل لا توقرن معدتك طعاماً ودع فيها للماء موضعاً وللريح مجالا، ولا ترفع يدك من الطعام إلاّ وأنت تشتهيه، فان فعلت ذلك فأنت تستمرءه، فان صحة الجسم من قلة الطعام وقلة الماء(2).

(3) إستحباب الدعاء بالمأثور قبل الأكل وبعده

5961/1- أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن يعقوب بن يزيد، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبي مريم الأنصاري، عن الأصبغ بن نباتة، قال: دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) وبين يديه شواء، فدعاني وقال: هلم إلى هذا الشواء، فقلت: أنا إذا أكلته ضرّني، فقال: ألا اُعلمك كلمات تقولهن وأنا ضامن لك أن لا يؤذيك طعام، قل: اللهم إني أسألك باسمك خير الأسماء، ملأ الأرض والسماء الرحمن الرحيم، الذي

____________

1- طب الأئمة: 60، البحار 66:380.

2- تحف العقول: 115، وسائل الشيعة 16:425، سفينة البحار مادة أكل 1:27، بشارة المصطفى: 30، البحار 66:425.


الصفحة 397
لا يضر معه داء، فلا يضرك أبداً(1).

5962/2- أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن بعض أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب أو غيره، رفعه، قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: اللهم إن هذا من عطائك، فبارك لنا فيه وسوّغناه، وأخلف لنا خلفاً لما أكلناه أو شربناه، من غير حول منّا ولا قوّة، رزقت فأحسنت، فلك الحمد، ربّ اجعلنا من الشاكرين، وإذا فرغ قال: الحمد لله الذي كفانا واكرمنا، وحملنا في البرّ والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، الحمد لله الذي كفانا المؤونة، وأسبغ علينا(2).

5963/3- (الجعفريات)، أخبرنا عبدالله بن محمد، قال: أخبرني محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن بيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا رفعت المائدة من بين يديه قال: اللهم اجعلها نعمة محضورة مشكورة موصولة بالجنة(3).

5964/4- (الجعفريات)، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أفطر عند قوم، قال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعاكم الأبرار، وصلت عليكم الأخيار(4).

5965/5- الحسن بن فضل الله الطبرسي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لابنه الحسن (عليه السلام): يابني لا تطعمنّ لقمة من حارّ ولا بارد، ولا تشربن شربة ولا جرعة

____________

1- المحاسن 2:219 ح1659، البحار 66:379، وسائل الشيعة 16:515، الكافي 6:318.

2- المحاسن 2:216 ح1648، البحار 66:376.

3- الجعفريات: 216، مستدرك الوسائل 16:278 ح19874.

4- الجعفريات: 60، مستدرك الوسائل 16:278 ح19875.


الصفحة 398
إلاّ وأنت تقول قبل أن تأكله وقبل أن تشربه اللهم إني أسألك في أكلي وشربي السلامة من وعكه والقوة به على طاعتك وذكرك وشكرك، فيما بقيته في بدني، وأن تشجعني بقوته على عبادتك، وأن تلهمني حسن التحرز من معصيتك، فانك إن فعلت ذلك أمنت وعثه غائلته(1).

(4) استحباب التسمية قبل الشرب والتحميد بعده

5966/1- (الجعفريات)، باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: تفقدت رسول الله (صلى الله عليه وآله) غير مرة، وهو إذا شرب تنفس ثلاثاً مع كل واحدة منها تسمية إذا شرب، وتحميد إذا انقطع، فسألته عن ذلك فقال: ياعلي شكر الله تعالى بالحمد، وتسمية من الداء(2).

5967/2- الديلمي: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذ عَنِ النَّعِيمِ}(3) قال: الصحة والأمن والقوة والعافية، وقيل: الماء البارد في أيام الحر، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا شرب الماء قال: الحمد لله الذي لم يجعله اُجاجاً بذنوبنا، وجعله عذباً فراتاً بنعمته(4).

5968/3- إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول عند النظر إلى الماء: الحمد لله الذي جعل الماء طهوراً ولم يجعله نجساً(5).

____________

1- مكارم الأخلاق: 143، مستدرك الوسائل 16: 281 ح19885، البحار 66: 380، إحياء الأحياء 3:12.

2- الجعفريات: 161، مستدرك الوسائل 17:11 ح20594.

3- التكاثر: 8.

4- إرشاد القلوب: 39.

5- وسائل الشيعة 1:101، تهذيب الأحكام 1:53، الكافي 3:70.


الصفحة 399

(5) إستحباب شرب الماء مصاً وكراهة شربه عبّاً

5969/1- (الجعفريات)، باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله): مصوا الماء مصاً، ولا تعبّوه عبّاً، فإن منه يكون الكباد(1).

5970/2- عن علي (رضي الله عنه): إذا شربتم الماء فاشربوه مصّاً، ولا تشربوه عبّاً، فإن العبّ يورث الكُباد(2).

(6) إستحباب لَطع القصعة ومصّ الأصابع بعد الأكل

5971/1- الحسن بن فضل الله الطبرسي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام): من لعق قصعة، صلت عليه الملائكة ودعت له بالسعة في الرزق، ويكتب له حسنات مضاعفة(3).

5972/2- الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبدالله، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إذا أكل أحدكم طعاماً فمص أصابعه التي يأكل بها، قال الله عزّوجلّ: بارك الله فيك(4).

5973/3- (الجعفريات)، باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه، علي

____________

1- الجعفريات: 161، مستدرك الوسائل 17:60 ح20570، دعائم الاسلام 2:130، البحار 66:476، كنز العمال 15:295 ح41074.

2- الجامع الصغير للسيوطي 1:109 ح709، البحار 66:476.

3- مكارم الأخلاق: 146، مستدرك الوسائل 16:285 ح19899، البحار 66:406.

4- الخصال باب الأربعمائة: 613، مستدرك الوسائل 16:285 ح19900.


الصفحة 400
ابن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الذي يلعق الصحفة، تصلي عليه الملائكة، وتدعو له بالسعة في الرزق(1).

(7) يستحب للانسان أن يأكل أكل العبد ويجلس جلسة العبد

5974/1- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فتأس بنبيك الأطيب الأطهر (صلى الله عليه وآله) إلى أن قال: ولقد كان (صلى الله عليه وآله) يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويردف خلفه...(2).

5975/2- أبو عبدالله محمد بن أحمد الصفواني: عن أمير المؤمنين (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا قعد على المائدة، يقعد قعدة العبد، وكان يتكئ على فخذه الأيسر(3).

(8) إستحباب تخليل الأسنان بعد الأكل وكراهة تركه

5976/1- (الجعفريات)، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تخللوا على أثر الطعام، فانه صحة للناب والنواجذ، ويجلب على العبد الرزق(4).

5977/2- وبهذا الاسناد: عن علي (عليه السلام) أنه قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج ذات يوم

____________

1- الجعفريات: 162، مستدرك الوسائل 16:285 ح19901.

2- نهج البلاغة خطبة: 160، مستدرك الوسائل 16:226 ح19668.

3- التعريف (للصفواني): 1، مستدرك الوسائل 16:228 ح19673.

4- الجعفريات: 28، مستدرك الوسائل 16:317 ح20008، دعائم الاسلام 2:120.


الصفحة 401
فقال: حبذا المتخللون، فقيل يارسول الله: ما هذا التخلل؟ قال: التخلل في الوضوء بين الأصابع والأظافير، والتخلل من الطعام، فليس شيء أشد على ملكي المؤمن من أن يريان شيئاً من الطعام في فيه وهو قائم يصلي(1).

(9) كراهة التخلل بعود الريحان والرمان والقصب

5978/1- (الجعفريات)، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام): أن النبي (صلى الله عليه وآله) نهى أن يتخلل بالقصب وأن يستاك به، ونهى أن يتخلل بالرمان والريحان فان ذلك يحرك عرق الجذام(2).

5979/2- الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه، قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي القرشي الكوفي، قال: حدثنا أبو زياد محمد بن زياد البصري، قال: حدثنا عبدالله بن عبدالرحمن المدني، قال: حدثنا ثابت بن أبي صفية الثمالي، عن ثور بن سعيد، عن أبيه سعد بن علاقة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: التخلل بالطرفاء يورث الفقر(3).

____________

1- الجعفريات: 16، مستدرك الوسائل 16:317 ح20009، دعائم الاسلام 2:120.

2- الجعفريات: 28، مستدرك الوسائل 16:319 ح20017، دعائم الاسلام 1:119.

3- الخصال باب الستة: 505، مستدرك الوسائل 16:320 ح20024، وسائل الشيعة 16:534، البحار 66:436، روضة الواعظين: 455، مكارم الأخلاق: 152.


الصفحة 402

(10) استحباب غسل اليدين قبل الطعام وبعده

5980/1- جعفر بن محمد بن قولويه، حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثني محمد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي القرشي، عن عبيد ابن يحيى الثوري، عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: زارنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم، فقدمنا اليه طعاماً وأهدت الينا اُم أيمن صحفة من تمر وقعباً من لبن وزبد، فقدمنا اليه فأكل منه فلما فرغ منه قمت وسكبت على يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ماءاً، فلما غسل يديه مسح وجهه ولحيته ببلّة يديه(1).

5981/2- محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم ابن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): غسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادة في العمر، وإماطة للغمر عن الثياب ويجلو البصر(2).

5982/3- الصدوق، حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، عن آبائه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من سرّه أن يكثر خير بيته، فليتوضأ عند حضور طعامه(3).

5983/4- وعنه، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن أبيه، عن أبي سعيد الأدمي، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن

____________

1- كامل الزيارات: 58، مستدرك الوسائل 16:271 ح19848، البحار 66:355.

2- الكافي 6:290، وسائل الشيعة 16:471، المحاسن 2:201 ح1589، البحار 66:353، الخصال باب الأربعمائة: 612.

3- الخصال باب الواحد: 13، مستدرك الوسائل 16:267 ح19829، الجعفريات: 27، نوادر الراوندي: 46، البحار 66:352.


الصفحة 403
إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، عن جدّه (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من أراد أن يكثر خير بيته، فليغسل يده قبل الأكل(1).

5984/5- الطوسي، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: لا ترفعوا الطست حتى تنظف، أجمعوا وضوءكم جمع الله شملكم(2).

5985/6- (الجعفريات)، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، أن علياً (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من توضأ قبل الطعام عاش في سعة، وعوفي من بلوى في جسده(3).

5986/7- عن علي (عليه السلام) أنه قال: بركة الطعام الوضوء قبله وبعده، والشيطان مولع بالغمر، فاذا آوى أحدكم إلى فراشه فليغسل يديه من ريح الغمر(4).

5987/8- الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه، قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي القرشي الكوفي، قال: حدثنا أبو زياد محمد بن زياد البصري، قال: حدثنا عبدالله بن عبدالرحمن المدني، قال: حدثنا ثابت بن أبي صفية الثمالي، عن ثور بن سعيد، عن أبيه سعيد بن علاقة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: الوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق(5).

5988/9- القطب الراوندي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من غسل يديه قبل الطعام وبعده بورك له في أول الطعام وآخره(6).

____________

1- الخصال باب الواحد: 25، وسائل الشيعة 16:472، البحار 66:352.

2- أمالي الطوسي المجلس 13:370 ح797، وسائل الشيعة 16:20، البحار 66:354.

3- الجعفريات: 28، مستدرك الوسائل 16:267 ح19830.

4- دعائم الاسلام 2:121، مستدرك الوسائل 16:267 ح19832، البحار 66:365.

5- الخصال باب الستة: 505، البحار 66:353.

6- دعوات الراوندي: 143 ح367، البحار 66:364، مستدرك الوسائل 16:267 ح19833.


الصفحة 404

(11) كراهة غسل الأيدي بشيء من الطعام

5989/1- (الجعفريات)، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، أن علياً (عليه السلام) كان يكره أن يغسل الرجل يده بالدقيق والخبز أو بالتمر، وقال: (إن ذلك) به ينفر النعمة(1).

5990/2- عن علي (عليه السلام) أنه كان يكره أن تغسل الأيدي بشيء من الطعام، ويقول: إن النعمة تنفر من ذلك(2).

(12) استحباب الاجتماع على أكل الطعام وأكل الرجل مع عياله

5991/1- عن علي (عليه السلام) أنه قال: إذا سمي الله على أول الطعام، وحمد على آخره، وغُسلت الأيدي قبله وبعده، وكثرت الأيدي عليه، وكان من الحلال، فقد تمّت بركته(3).

5992/2- (الجعفريات)، باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من رجل يجمع عياله ثم يضع مائدته، فيسمون الله تبارك وتعالى أول طعامهم ويحمدون الله تعالى في آخره، إلاّ لم يرفع المائدة من بين يديه حتى يغفر لهم(4).

5993/3- (الجعفريات)، باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن

____________

1- الجعفريات: 27، مستدرك الوسائل 16:324 ح20037، دعائم الاسلام 2:121.

2- دعائم الاسلام 2:121، البحار 66:365.

3- دعائم الاسلام 2:117، مستدرك الوسائل 16:276 ح19865، البحار 66:383.

4- الجعفريات: 160، مستدرك الوسائل 16:275 ح19863.


الصفحة 405
الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الجماعة بركة، وطعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة(1).

5994/4- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أكثر الطعام بركة ما كثرت عليه الأيدي، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة(2).

(13) إستحباب التواضع لله بترك أكل الطيبات

5995/1- إبراهيم بن محمد الثقفي، حدثنا محمد، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا إبراهيم، قال: وحدثنا الحكم بن سليمان، قال: حدثنا النضر بن منصور، عن عقبة ابن علقمة، قال: دخلت على علي (عليه السلام) فاذا بين يديه لبن حامض آذتني حموضته، وكسرة يابسة، فقلت: ياأمير المؤمنين تأكل مثل هذا؟! فقال لي: ياأبا الجنوب رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأكل أيبس من هذا، ويأكل أخشن من هذا (وأشار إلى ثيابه)، فان أنا لم آخذ بما أخذ به خفت أن لا ألحق به(3).

5996/2- وعنه، باسناده [كان علي (عليه السلام) إذا نعت النبي (صلى الله عليه وآله)] قال: لم يك بالطويل الممقط، إلى أن قال: بأبي واُمي من لم يشبع ثلاثاً متوالية من خبز بَرٍّ حتى فارق الدنيا، ولم ينخل دقيقه(4).

5997/3- وعنه، باسناده عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، أُتِيَ عليّاً (عليه السلام) بخبيص فأبى أن يأكله، قالوا: تحرّمه؟ قال: لا، ولكني أخشى أن تتوق اليه نفسي، ثم تلا: {أَذْهَبْتُمْ

____________

1- الجعفريات: 159، مستدرك الوسائل 16:230 ح19685.

2- دعائم الاسلام 2:116، مستدرك الوسائل 16:231 ح19690، البحار 66:349.

3- الغارات 1:84، مستدرك الوسائل 16:295 ح19936، البحار 41:137.

4- الغارات 1:88، مستدرك الوسائل 16:296 ح19939.


الصفحة 406
طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا}(1)(2).

5998/4- (الجعفريات)، باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى نبي من الأنبياء، قل: لقومك لا يلبسوا لباس أعدائي، ولا يطعموا مطاعم أعدائي، ولا يتشكلوا مشاكل أعدائي، فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي(3).

5999/5- عن علي (عليه السلام) أنه اُوتي بطبق فالوذج، فوضع بين يديه، فنظر اليه فرأى صفاءه وحسنه ونقاءه، فوجأ باصبعه فيه ثم استلها فلم ينزع منه شيئاً، فتلمظ أصبعه، ثم قال: إن هذا لحلو طيب، ولكن نكره أن نعود أنفسنا ما لم تعوّد، ارفعوه، فرفعوه(4).

6000/6- ابن شهر آشوب: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه ترصد غدائه عمرو بن حريث فأتت فضة بجراب مختوم، فأخرج منه خبزاً متغيراً خشناً، فقال عمرو: يافضة لو نخلت هذا الدقيق وطيبته، قالت: كنت أفعل فنهاني وكنت أضع في جرابه طعاماً طيباً فختم جرابه، ثم أن أمير المؤمنين (عليه السلام) فته في قصعة وصبّ عليه الماء، ثم ذرّ عليه الملح وحسر عن ذراعه، فلما فرغ قال: ياعمرو لقد حانت هذه، ومدّ يده إلى محاسنه، وخسرت هذه أن أدخلها النار من أجل الطعام، وهذا يجزيني(5).

6001/7- الموفق الخوارزمي، بإسناده عن سويد بن غفلة، قال: دخلت على علي ابن أبي طالب (عليه السلام) القصر فوجدته جالساً بين يديه صحفة فيها لبن حازر

____________

1- الأحقاف: 20.

2- الغارات1:90، مستدرك الوسائل16:297 ح19940، البحار 66:323، المحاسن 2:177 ح1501.

3- الجعفريات: 234، مستدرك الوسائل 16:297 ح19941.

4- دعائم الاسلام 2:115، مستدرك الوسائل 16:297 ح19942، البحار 66:323، المحاسن 2:177 ح1502، وسائل الشيعة 16:508.

5- مناقب ابن شهر آشوب 2:98، مستدرك الوسائل 16:298 ح19944.


الصفحة 407
(خاذر) أجد ريحه من شدة حموضته، وفي يده رغيف، أرى قشار الشعير في وجهه، وهو يكسر بيده أحياناً، فاذا غلبه كسره بركبته وطرحه فيه، فقال: أدن فأصب من طعامنا هذا، فقلت: إني صائم، فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من منعه الصوم من طعام يشتهيه، كان حقاً على الله أن يطعمه من طعام الجنة ويسقيه من شرابها، قال: فقلت لجاريته وهي قائمة بقريب منه، ويحك يافضة ألا تتقين الله في هذا الشيخ، ألا تنخلون له طعاماً مما أرى فيه من النخالة، فقالت: لقد تقدم الينا أن لا ننخل له طعاماً، قال: ما قلت لها؟ فأخبرته: قال: بأبي واُمي من لم ينخل له طعام، ولم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام حتى قبضه الله(1).

6002/8- القطب الراوندي في أعلام أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: واعلم أن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، يسدّ فورة جوعه بقرصيه، لا يطعم الفلذة في حوليه إلاّ في سنة أضحيّة، ولن تقدروا على ذلك، فأعينوني بورع واجتهاد، الخبر(2).

6003/9- ابن شهر آشوب: فيما كتب (عليه السلام) إلى سهل بن حنيف: أما علمت أن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ويسد طاقة جوعه بقرصيه، ولا يأكل الفلذة في حوليه إلاّ في سنة أضحيته، يستشرق الأفطار على أدميه، ولقد آثر اليتيمة على سبطيه، ولم تقدروا على ذلك(3).

6004/10- في كتاب علي (عليه السلام) إلى عثمان بن حنيف ما يقرب منه، وفيه: لو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز، ولكن

____________

1- المناقب للخوارزمي: 118 ح130، فرائد السمطين 1:352، كشف الغمة 1:162، مستدرك الوسائل 16:299 ح19946، وسائل الشيعة 16:509، البحار 66:322، إرشاد القلوب: 215، الغارات 1:86.

2- الخرائج والجرائح 2:542، مستدرك الوسائل 16:300 ح19950، مختصر البصائر: 154، مجموعة ورام: 154، البحار40: 318.

3- مناقب ابن شهر آشوب في زهده (عليه السلام) 1:101، مستدرك الوسائل 16:300 ح19950.