الباب السابع:
في قصة عزير (عليه السلام)
7917/1 ـ العياشي: عن أبي طاهر العلوي، عن علي بن محمد العلوي، عن علي ابن مرزوق، عن إبراهيم بن محمد، قال: ذكر جماعة من أهل العلم أن ابن الكواء قال لعلي (عليه السلام): ياأمير المؤمنين، ما ولد أكبر من أبيه من أهل الدنيا؟ قال: نعم اُولئك ولد عزير حيث مرّ على قرية خربة، وقد جاء من ضيعة له، تحته حمار ومعه شته فيها تين وكرز فيه عصير، فمر على قرية خربة فقال: {أَنَّى يُحْييِ هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِائَةَ عَام}(1) فتوالد ولده وتناسلوا، ثم بعث الله اليه فأحياه في المولد الذي أماته فيه، فاُولئك ولده أكبر من أبيهم(2).
7918/2 ـ أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن فضال، عن الحسين بن علوان، عن محمد بن داود العبدي، عن الأصبغ بن نباتة، إن عبدالله بن الكواء
____________
1- البقرة: 259.
2- تفسير العياشي 1:141، تفسير البرهان 1:250، تفسير الصافي 1:292، البحار 14:374.
____________
1- مختصر بصائر الدرجات: 22، البحار 14:374.
الباب الثامن:
في أحوال الخضر (عليه السلام)
7919/1 ـ قطب الدين الراوندي، عن ابن بابويه، حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن الحارث الأعور الهمداني، قال: رأيت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) شيخاً بالنخيلة، فقلت: ياأمير المؤمنين من هذا؟ قال: هذا أخي الخضر جاءني يسألني عما بقي من الدنيا، وسألته عما مضى من الدنيا، فأخبرني وأنا أعلم بما سألته منه، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فاُوتينا بطبق رطب من السماء، فأما الخضر فرمى بالنوى، وأما أنا فجمعته في كفي، قال الحارث: قلت فهبه لي ياأمير المؤمنين فوهبه لي فغرسته فخرج جنة حشاناً جيداً بالغاً عجباً لم أر مثله قط(1).
7920/2 ـ ابن شهر آشوب: قال الفتح بن شجزف (شخرف): رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) الخضر (عليه السلام) في المنام، فسأله نصيحة، قال: فأراني كفه فاذا فيها مكتوب
____________
1- قصص الأنبياء في ذكر موسى بن عمران (عليه السلام): 157 ح172، البحار 39:131.
قد كنت ميتاً فصرت حياً | وعن قليل تعود ميتاً |
فابن لدار البقاء بميتاً | ودع لدار الفناء بيتاً(1) |
____________
1- مناقب ابن شهر آشوب باب مقاماته مع الأنبياء 2:247، البحار 39:133، تاريخ بغداد 12:387.
الباب التاسع:
في أحوال داود (عليه السلام)
7921/1 ـ السيد علي بن طاوس: وجدت في كتاب عتيق عن عطاء قال: قيل لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) هل كان للنجوم أصل؟ قال: نعم، نبي من الأنبياء (يقال له يوشع بن نون) قال له قومه: إنا لا نؤمن بك حتى تعلمنا بدء الخلق وآجاله، فأوحى الله عزّوجلّ إلى غمامة فأمطرتهم وأستنقع حول الجبل ماء صاف، ثم أوحى الله عزّوجلّ إلى الشمس والقمر والنجوم أن تجري في ذلك الماء، ثم أوحى الله عزّوجلّ إلى ذلك النبي أن يرتقي هو وقومه على الجبل، فارتقوا الجبل وأقاموا على الماء حتى عرفوا بدء الخلق وآجالهم، بمجاري الشمس والقمر وساعات الليل والنهار، وكان أحدهم يعلم متى يمرض ومتى يموت، ومن ذا الذي يولد له ومن ذا الذي لا يولد له، فبقوا كذلك برهة من دهرهم، ثم إن داود (عليه السلام) قاتلهم على الكفر، فأخرجوا إلى داود في القتال من لم يحضره أجله وأخروا من حضر أجله في بيوتهم، فكان يقتل من أصحاب داود (عليه السلام) ولا يقتل من هؤلاء أحد، فقال داود ربي اُقاتل على طاعتك
7922/2 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا اُوتي برجل يزعم أن داود تزوج امرأة اُوريا إلاّ جلدته حدّين: حدّاً للنبوة وحدّاً للاسلام(2).
7923/3 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لا اُوتي برجل يقول إن داود ارتكب فاحشة إلاّ ضربته حدّين: أحدهما للقذف، والآخر لأجل النبوة(3).
7924/4 ـ عن سعيد بن المسيب أن علي بن أبي طالب [(عليه السلام)] قال: من حدثكم بحديث داود على ما يريه القصاص، جلدته مائة وستين، وهو حدّ الفرية على الأنبياء(4).
____________
1- فرح المهموم: 22، مستدرك الوسائل 13:99 ح14889، كنز العمال 10:276 ح29435، تفسير السيوطي 3:35، البحار 58:236.
2- مجمع البيان 4:472، تفسير الصافي 4:296، تفسير نور الثقلين 4:446.
3- تفسير التبيان 8:555.
4- تفسير الرازي 26:192.
الباب العاشر:
في أحوال إسماعيل (عليه السلام)
7925/1 ـ الشيخ الطوسي، عن ابن الصلت، عن ابن عقدة، قال: أخبرنا جعفر ابن عنبسة بن عمرو، قال: حدثنا سليمان ين يزيد، قال: حدثنا علي بن موسى، قال: حدثني أبي، عن أبيه أبي عبدالله، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: الذبيح إسماعيل(1).
____________
1- أمالي الطوسي المجلس 12:338 ح690، البحار 12:129.
الباب الحادي عشر:
في أحوال عيسى (عليه السلام)
7926/1 ـ أخرج عبدالله، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: بينما عيسى (عليه السلام) جالس مع أصحابه مرت به امرأة، فنظر اليها بعضهم، فقال له بعض أصحابه: زنيت، فقال له عيسى: أرأيت لو كنت صائماً فمرت بشواء فشممته أكنت مفطراً؟ قال: لا(1).
____________
1- تفسير السيوطي 2:30.
الباب الثاني عشر:
قصة قوم ثمود
7927/1 ـ علي بن إبراهيم، حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رياب، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وجدنا في كتاب علي (عليه السلام): أن قوماً من أهل أيلة من قوم ثمود، وأن الحيتان كانت سبقت إليهم يوم السبت ليختبر الله طاعتهم في ذلك، فشرعت اليهم يوم سبتهم في ناديهم وقدام أبوابهم في أنهارهم وسواقيهم، فبادروا اليها فأخذوا يصطادونها، فلبثوا في ذلك ما شاء الله لا ينهاهم عنها الأحبار ولا يمنعهم العلماء من صيدها، ثم إن الشيطان أوحى إلى طائفة منهم إنما نُهيتم عن أكلها يوم السبت فلم تنهوا عن صيدها، فاصطادوا يوم السبت وأكلوها فيما سوى ذلك من الأيام، فقالت طائفة منهم الآن نصطادها، فعتت، وانحازت طائفة اُخرى منهم ذات اليمين فقالوا: ننهاكم عن عقوبة الله أن تتعرضوا لخلاف أمره، واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فسكتت فلم تعظهم، فقالت للطائفة التي وعظتهم: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً}(1)
____________
1- الأعراف: 165.
قال: فخرجوا عنهم من المدينة مخافة أن يصيبهم البلاء، فنزلوا قريباً من المدينة فباتوا تحت السماء، فلما أصبح أولياء الله المطيعون لأمر الله، غدوا لينظروا ما حال أهل المعصية، فأتوا باب المدينة فاذا هو مصمت فدقوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها خبر واحد، فوضعوا سلماً على سور المدينة ثم أصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة فنظر فاذا هو بالقوم قردة يتعاوون، فقال الرجل لأصحابه: ياقوم أرى والله عجباً، قالوا: وما ترى؟ قال: أرى القوم قد صاروا قردة يتعاوون، ولها أذناب، فكسروا الباب، قال: فعرفت القردة أنسابها من الانس ولم تعرف الانس أنسابها من القردة، فقال القوم للقردة ألم ننهكم.
فقال علي (عليه السلام): والذي فلق الحبة وبرأ النسمة اني لأعرف أنسابها من هذه الاُمة، لا ينكرون ولا يغيرون بل تركوا ما اُمروا به فتفرقوا، وقد قال الله عزّوجلّ: {فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(3) وقال تعالى: {أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَاب بَئِيس بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}(4)(5).
____________
1- الأعراف: 164.
2- الأعراف: 165.
3- المؤمنون: 41.
4- الأعراف: 165.
5- تفسير القمي 1:244، تفسير العياشي 2:33، تفسير البرهان 1:42، البحار 14:52، تفسير الصافي 2:247.
الباب الثالث عشر:
قصة أصحاب الرس
7928/1 ـ الصدوق، حدثنا أحمد بن محمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، قال: حدثنا أبو الصلت عبدالسلام بن صالح الهروي، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، عن أبيه، موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: أتى علي بن أبي طالب (عليه السلام) قبل مقتله بثلاثة أيام رجل من أشراف تميم يقال له: عمرو، فقال: ياأمير المؤمنين، أخبرني عن أصحاب الرس في أي عصر كانوا؟ وأين كانت منازلهم؟ ومن كان ملكهم؟ وهل بعث الله اليهم رسولا أم لا؟ وبماذا أهلكوا؟ فاني أجد في كتاب الله عزّ وجلّ ذكرهم ولا أجد غيرهم؟
فقال له علي (عليه السلام): لقد سألتني عن حديث ما سألني عنه أحد قبلك، ولا يحدثك به أحد بعدي إلاّ عني، وما في كتاب الله عزّ وجلّ آية إلاّ وأنا أعرفها وأعرف
كان من قصتهم ياأخا تميم: انهم كانوا قوماً يعبدون شجرة صنوبرة يقال لها: شاه درخت، وكان يافث بن نوح غرسها على شفير عين يقال لها: دوشاب، كانت انبطّت لنوح (عليه السلام) بعد الطوفان، وإنما سموا أصحاب الرس، لأنهم رسوا بينهم في الأرض، وذلك بعد سليمان بن داود (عليه السلام)، وكانت لهم اثنتا عشر قرية على شاطىء نهر يقال لها: الرس من بلاد المشرق، وبهم سمي ذلك النهر، ولم يكن يومئذ في الأرض نهراً أغزر منه، ولا أعذب منه، ولا قرى أكثر منها ولا أعمر منها، تسمى إحداهن أبان، والثانية آذر، والثالثة دي، والرابعة بهمن، والخامسة اسفندارا، والسادسة فروردين، والسابعة أردى بهشت، والثامنة خرداد، والتاسعة مرداد، والعاشرة تير، والحادية عشر مهر، والثانية عشر شهريور، وكانت أعظم مداينهم اسفندارا وهي التي ينزلها ملكهم، وكان يسمى تركوذ بن غابور بن پارش بن سازن بن نمرود بن كنعان فرعون إبراهيم (عليه السلام)، وبها العين والصنوبرة، وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة، فنبتت الحبة، وصارت شجرة عظيمة، وحرموا ماء العين والأنهار فلا يشربون منها ولا أنعامهم، ومن فعل ذلك قتلوه، ويقولون: هو حياة آلهتنا فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتها، ويشربون وأنعامهم من نهر الرس الذي عليه قراهم، وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيداً يجتمع اليه أهلها، فيضربون على الشجرة التي بها كلّة (من حرير) فيها من أنواع الصور، ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قرباناً للشجرة، ويشعلون فيها النيران بالحطب، فاذا سطع دخان تلك الذبائح وقتارها في الهواء، وحال بينهم وبين النظر إلى السماء، خروا للشجرة سجداً يبكون ويتضرعون إليها أن ترضى عنهم،
وإنما سمت العجم شهورها بآبان ماه وآذر ماه وغيرهما إشتقاقاً من أسماء تلك القرى لقول أهلها بعضهم لبعض: هذا عيد شهر كذا، وعيد شهر كذا حتى إذا كان عيد شهر قريتهم العظمى، اجتمع اليه صغيرهم وكبيرهم فضربوا عند الصنوبرة والعين سرادقاً من ديباج عليه من أنواع الصور، له إثنا عشر باباً كل باب لأهل قرية منهم، ويسجدون للصنوبرة خارجاً من السرادق، ويقربون لها الذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم، فيجئ إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكاً شديداً، ويتكلم من جوفها كلاماً جهورياً ويعدهم ويمنّيهم بأكثر ما وعدتهم ومنّتهم الشياطين كلها، فيرفعون رؤوسهم من السجود وبهم من الفرح والنشاط ما لا يفيقون ولا يتكلمون من السرور والفرح (الشرب والعزف)، فيكونون على ذلك اثني عشر يوماً ولياليها بعدد أعيادهم سائر السنة ثم ينصرفون.
فلما طال كفرهم بالله عزّ وجلّ وعبادتهم غيره، بعث الله عزّ وجلّ اليهم نبياً من بني إسرائيل من ولد يهود بن يعقوب فلبث فيهم زماناً طويلا، يدعوهم إلى عبادة الله عزّ وجلّ ومعرفة ربوبيته، فلا يتبعونه، فلما رأى شدة تماديهم في الغي والضلال، وتركهم قبول ما دعاهم اليه من الرشد والنجاح، وحضر عيد قريتهم العظمى، قال: يارب إن عبادك أبوا إلاّ تكذيبي والكفر بك، وغدوا يعبدون شجرة لا تنفع ولا تضر، فأيبس شجرهم أجمع، وأرِهم قدرتك وسلطانك فأصبح القوم وقد يبس شجرهم، فهالهم ذلك، وقطع بهم، وصاروا فرقتين: فرقة قالت: سحر آلهتكم هذا
فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم (عليه السلام) وهو يقول: سيدي قد ترى ضيق مكاني وشدة كربي، فارحم ضعف ركني وقلة حيلتي، وعجل بقبض روحي ولا تؤخر إجابة دعوتي حتى مات (عليه السلام) فقال الله عزّ وجلّ لجبرئيل (عليه السلام) ياجبرئيل أنظر عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي، وأمنوا مكري، وعبدوا غيري، وقتلوا رسولي أن يقوموا لغضبي ويخرجوا من سلطاني، كيف وأنا المنتقم ممن عصاني ولم يخش عقابي، واني حلفت بعزتي وجلالي لأجعلنهم عبرة ونكالا للعالمين، فلم يرعهم وهم في عيدهم ذلك إلاّ بريح عاصف شديد الحمرة، فتحيروا فيها وذعروا منها وانضم بعضهم إلى بعض، ثم صارت الأرض تحتهم كحجر كبريت يتوقد، وأظلتهم سحابة سوداء، فألقت عليهم كالقبة جمراً يلتهب، فذابت أبدانهم في النار كما يذوب الرصاص في النار، فنعوذ بالله تعالى ذكره من غضبه ونزول نقمته، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم(1).
____________
1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1:205، علل الشرائع: 40، تفسير البرهان 3:166، تفسير الصافي 4:13، البحار 14:148 و59:109.
الباب الرابع عشر:
قصة أصحاب السبت
7929/1 ـ العياشي: عن الأصبغ بن نباته، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كانت مدينة حاضرة البحر، فقالوا لنبيهم: إن كان صادقاً فليحولنا ربنا جرّيثاً، فاذا المدينة في وسط البحر قد غرقت من الليل، وإذا كل رجل منهم مسوداً (ممسوخاً) جرّيثاً يدخل الراكب في فيها(1).
7930/2 ـ العياشي: عن هارون بن عبيد، رفعه إلى أحدهم (عليهم السلام) قال: جاء قوم إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة وقالوا له: ياأمير المؤمنين إن هذه الجراري تباع في أسواقنا، قال: فتبسم أمير المؤمنين (عليه السلام) ضاحكاً ثم قال: قوموا لأريكم عجباً ولا تقولوا في وصيتكم إلاّ خيراً، فقاموا معه فأتوا شاطىء بحر فتفل فيه تفله، وتكلم بكلمات، فاذا بجرّية رافعة رأسها، فاتحة فاها، فقال لها أمير المؤمنين (عليه السلام): من أنت الويل لك ولقومك؟ فقالت: نحن من اهل القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يقول
____________
1- تفسير العياشي 2:32، تفسير البرهان 2:43، البحار 14:55.
____________
1- الأعراف: 163.
2- تفسير العياشي 2:35، تفسير البرهان 2:44، البحار 14:55، إثبات الهداة 4:573.
الباب الخامس عشر:
في شأن الأنبياء ومنزلتهم
7931/1 ـ الشيخ الطوسي، حدثنا ابن الصلت، قال: أخبرنا ابن عقدة، قال: أخبرنا علي بن محمد الحسيني، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا عبيدالله بن علي، قال: حدثنا علي بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: رؤيا الأنبياء (عليهم السلام) وحي(1).
7932/2 ـ الشيخ الطوسي، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سبّ نبياً من الأنبياء فاقتلوه، ومن سبّ وصياً فقد سبّ نبياً(2).
7933/3 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو صالح محمد بن صالح بن فيض العجلي الساوي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، قال: حدثنا محمد بن علي الرضا (عليه السلام)، عن أبيه، عن
____________
1- أمالي الطوسي المجلس 12:338 ح689، البحار 11:64.
2- أمالي الطوسي المجلس 13:365 ح769، البحار 79:221.
7934/4 ـ عن علي (عليه السلام) أنه قال: لم يبعث الله نبياً آدم ومن بعده إلاّ أخذ عليه العهد، لئن بعث الله محمداً وهو حي ليؤمنن به، ولينصرنه، وأمره بأن يأخذ العهد بذلك على قومه(2).
7935/5 ـ روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الله أخذ الميثاق على الأنبياء قبل نبينا (صلى الله عليه وآله) أن يخبروا اُممهم بمبعثه ورفعته، ويبشروهم به ويأمروهم بتصديقه(3).
7936/6 ـ عن علي (رضي الله عنه) أنه قال: إن الله تعالى ما بعث آدم (عليه السلام) ومن بعده من الأنبياء (عليهم السلام) إلاّ أخذ عليهم العهد، لئن بعث محمد (عليه الصلاة والسلام) وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه(4).
7937/7 ـ قال الامام العسكري (عليه السلام) قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الله تعالى ذكر بني إسرائيل في عصر محمد (صلى الله عليه وآله) أحوال آبائهم الذين كانوا في أيام موسى (عليه السلام) كيف أخذ عليهم العهد والميثاق لمحمد وعلي وآلهما الطيبين المنتجبين للخلافة على الخلائق ولأصحابهما وشيعتهما وسائر اُمة محمد (صلى الله عليه وآله) (5).
7938/8 ـ روي عن علي (عليه السلام): إن الله تعالى أخذ الميثاق على الأنبياء قبل نبينا (صلى الله عليه وآله) أن يخبروا أُممهم بمبعثه ونعته ويبشرونهم به، ويأمرونهم بتصديقه(6).
____________
1- أمالي الطوسي المجلس 17:481 ح1050، البحار 2:69.
2- تفسير مجمع البيان 1:468، إثبات الهداة 1:368، البحار 11:13.
3- تفسير مجمع البيان 1:468، البحار 11:12.
4- تفسير الرازي 8:123.
5- تفسير الامام العسكري: 425 ح291، البحار 13:238، تفسير البرهان 1:131، إثبات الهداة 3:576.
6- مجمع البيان 2:552، تفسير نور الثقلين 1:167، البحار 11:12.
الباب السادس عشر:
في مواعظ لقمان وحِكَمه
7939/1 ـ الصدوق، حدثنا أبي، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود قال: حدثني حماد بن عيسى، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كان فيما وعظ لقمان ابنه أن قال له: يابني ليعتبر من قصر يقينه وضعفت نيته في طلب الرزق، أن الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره، وأتاه رزقه ولم يكن له واحدة منها كسب ولا حيلة، إن الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة: أما أول ذلك فانه كان في رحم اُمّه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حر ولا برد، ثم أخرجه من ذلك وأجرى له رزقاً من لبن اُمه يكفيه به ويربيه وينعشه من غير حول به ولا قوة، ثم فُطم من ذلك فأجرى له رزقاً من كسب أبويه برأفة ورحمة له من قلوبهما لا يملكان غير ذلك، حتى أنهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كثيرة، حتى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به أمره وظن الظنون بربه وجحد الحقوق في ماله وقتر على نفسه وعياله مخافة إقتار رزق
7940/2 ـ قال الصادق (عليه السلام)، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قيل للعبد الصالح لقمان: أي الناس أفضل؟ قال: المؤمن الغني، قيل: الغني من المال؟ فقال: لا ولكن الغني من العلم الذي إن احتيج اليه انتفع بعلمه قال استغنى عنه اكتفى، وقيل: فأي الناس أشر؟ قال: الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً(2).
____________
1- الخصال باب الثلاثة: 122، البحار 13:414، تفسير نور الثقلين 2:533، قصص الأنبياء للراوندي: 197 ح249.
2- قصص الأنبياء للراوندي: 197 ح248، البحار 13:421.