الصفحة 120

الباب الخامس:

في فضل الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وآله)

8067/1 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): من كان آخر كلامه الصلاة عليّ وعلى علي دخل الجنة(1).

8068/2 ـ الحاكم النيسابوري، أخبرنا جعفر بن هارون النحوي ببغداد، ثنا إسحاق بن صدقة بن صبيح، ثنا خالد بن مخلد القطواني، ثنا سليمان بن بلال، ثنا عمارة بن غزية، قال: سمعت عبدالله بن علي بن الحسين يحدث، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ(2).

8069/3 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): حيثما كنتم فصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني(3).

____________

1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:64.

2- مستدرك الحاكم 1:549.

3- كنز العمال 1:489 ح2147.


الصفحة 121
8070/4 ـ عن علي [(عليه السلام)] : كل دعاء محجوب حتى يصل على النبي (صلى الله عليه وسلم)(1).

8071/5 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من صلى عليّ صلاة كتب الله له قيراطاً، والقيراط مثل أُحد(2).

8072/6 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إذا صليتم عليّ فاحسنوا الصلاة فانكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليّ(3).

8073/7 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا تجعلوا قبري عيداً، ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً، وصلوا عليّ، وسلموا حيثما كنتم، فتبلغني صلاتكم وسلامكم(4).

8074/8 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: إن لله ملائكة خلقوا من النور لا يهبطون إلاّ ليلة الجمعة ويوم الجمعة، بأيديهم أقلام من ذهب ودوى من فضة وقراطيس من نور لا يكتبون إلاّ الصلاة على النبي(5).

8075/9 ـ عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده [(عليه السلام)] قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من صلى عليّ يوم الجمعة مائة مرة جاء يوم القيامة ومعه نور لو قسّم ذلك النور بين الخلق كلهم لوسعهم(6).

8076/10 ـ الحاكم النيسابوري، عدهن في يدي أبو بكر بن أبي حازم الحافظ بالكوفة، وقال لي: عدهن في يدي علي بن أحمد بن الحسين العجلي، وقال لي: عدهن في يدي حرب بن الحسن الطحان، وقال لي: عدهن في يدي يحيى بن

____________

1- كنز العمال 1:490 ح2154.

2- كنز العمال 1:492 ح2166، الجامع الصغير للسيوطي 2:618 ح8813.

3- كنز العمال 1:497 ح2193.

4- كنز العمال 1:498 ح2199.

5- كنز العمال 1:506 ح2238.

6- كنز العمال 1:507 ح2240.


الصفحة 122
مساور الحنّاط، وقال لي: عدهن في يدي عمرو بن خالد، وقال لي: عدهن في يدي زيد بن علي بن الحسين، وقال لي: عدهن في يدي علي بن الحسين، وقال لي: عدهن في يدي أبي الحسين بن علي، وقال لي: عدهن في يدي علي بن أبي طالب [(عليه السلام)] ، وقال لي: عدهن في يدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): عدهن في يدي جبرئيل، وقال جبرئيل: هكذا نزلت بهن من عند رب العزة:

اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

اللهم وترحم على محمد وعلى آل محمد، كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

اللهم (و) تحنن على محمد وعلى آل محمد، كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

اللهم وسلّم على محمّد وآل محمّد، كما سلّمت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنّك حميد مجيد(1).

8077/11 ـ عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت علياً يقول: ألا إن لكل شيء ذروة، وإن ذروتنا جبال الفردوس، في بطنان الفردوس قصراً من لؤلؤة بيضاء وصفراء من عرق واحد، وإن في البيضاء سبعين ألف قصر، منازل إبراهيم وآل إبراهيم، فاذا صليتم على محمد فصلوا على إبراهيم وآل إبراهيم(2).

8078/12 ـ أخرج ابن مردويه، عن علي (رضي الله عنه) قال: قلت: يارسول الله كيف نصلي

____________

1- معرفة علوم الحديث للنيسابوري: 32، كنز العمال 2:271 ح3991، فرائد السمطين 1:26.

2- كنز العمال 2:274 ح3992.


الصفحة 123
عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد(1).

8079/13 ـ إبراهيم بن محمد، أخبرنا الشيخ الامام جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد وعرف بمذكويه القزويني بقرائتي عليه بها في الخانقاه المكي الامامي (رحمة الله على بانيه) ضحوة يوم الأحد الثاني من شهر ذي العقدة سنة سبع وثمانين وستمائة، قلت له: أخبرك الشيخ ضياء الدين عبدالوهاب بن علي بن علي المعروف بابن سكينة إجازة؟ قال: نعم، قال: أنبأنا الشيخ الامام جمال السنة أبو عبدالله محمد ابن حمويه الجويني (قدس الله روحه) إجازة، قال: أنبأنا إسماعيل بن عبدالغافر، قال: أنبأنا السيد أبو المعالي إسماعيل بن الحسن الحسيني، قال: أنبأنا الشيخ أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدالله الهروي الكوفي، قال: أنبأنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد الصادق (عليهم السلام) قال: أنبأنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صلى على محمد وعلى آل محمد مائة مرة، قضى الله تعالى له مئة حاجة(2).

8080/14 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرني أبو جعفر محمد ابن الحسين البزوفري، عن أبيه الحسين بن علي بن سفيان، قال: حدثنا عبدالله بن زيدان البجلي، قال: حدثنا الحسن بن أبي عاصم، قال: حدثنا عيسى بن عبدالله، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سلّم عليّ في شيء من الأرض اُبلغته، ومن سلّم عليّ عند القبر

____________

1- تفسير السيوطي 5:217.

2- فرائد السمطين 1:28.


الصفحة 124
سمعته(1).

8081/15 ـ محمّد بن أحمد بن داود، عن أبي أحمد إسماعيل بن عيسى بن محمّد المؤدّب، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عبد الله القرشي، قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن الأشعث بن هيثم بمصر، قال: حدّثنا أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن علي (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إليّ في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليّ بالسلام، فإنّه يبلغني(2).

____________

1- أمالي الطوسي المجلس السادس: 167 ح279، وسائل الشيعة 10:264، البحار 100:182.

2- تهذيب الأحكام 6: 3; جامع الأخبار، في فضل زيارة النبي (صلى الله عليه وآله): 69 ح85; الجعفريات: 76; كامل الزيارات: 14.


الصفحة 125

الباب السادس:

في إخباره بالمغيبات (صلى الله عليه وآله)

8082/1 ـ حمّاد بن عمرو، وأنس بن محمّد، عن أبيه، جميعاً، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) في وصية طويلة، قال: يا علي أعجب الناس إيماناً وأعظمهم يقيناً قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي، وحُجب عنهم الحجة فأمنوا بسواد على بياض، إلى أن قال (صلى الله عليه وآله) لأبي ذر: يا أبا ذر تعيش وحدك، وتموت وحدك، وتدخل الجنّة وحدك، يَسعُد بك قوم من أهل العراق يتولّون غسلك وتجهيزك ودفنك(1).

8083/2 ـ محمّد بن أحمد بن داود، عن محمّد بن علي بن الفضل، قال: أخبرنا الحسين بن محمّد الفرزدق، قال: حدّثنا علي بن موسى الأحول، قال: حدّثنا محمّد ابن أبي السري إملاءاً، قال: حدّثني عبد الله بن محمّد البلوي، قال: حدّثنا عمارة بن زيد، عن أبي عامر السائي واعظ أهل الحجاز، عن الصادق، عن آبائه، عن

____________

1- اثبات الهداة 1: 484; من لا يحضره الفقيه 4: 366 ح5762.


الصفحة 126
علي (عليه السلام): إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال له: والله لتقتلنّ بأرض العراق وتُدفن بها، قلت: يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمّرها وتعاهدها؟ فقال لي: يا أبا الحسن إنّ الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنّة، وعرصة من عرصاتها، وإنّ الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده تحنّ اليكم، وتحتمل المذلّة والأذى فيكم، فيعمّرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرّباً منهم إلى الله ومودّةً منهم لرسوله، الحديث(1).

وفي كتاب (فرحة الغريّ) تمام الحديث:

... اولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي، الواردون حوضي، وهم زوّاري غداً في الجنّة، يا علي من عمّر قبوركم وتعاهدها فكأنّما أعان سليمان بن داود (عليه السلام) على بناء بيت المقدس، ومن زار قبوركم عدل ذلك ثواب سبعين حجّة بعد حجة الإسلام، وخرج من ذنوبه حتّى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته اُمّه، أبشر وبشّر أوليائك ومحبّيك من النعيم وقرّة العين بما لا عينٌ رأت ولا اُذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

ولكن حثالة من الناس يعيرون زواركم كما تعير الزانية بزناها، اُولئك شرار اُمّتي لا نالتهم شفاعتي ولا يردون حوضي(2).

8084/3 ـ الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه، قال: حدّثنا أحمد بن هارون الفامي، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن ثابت، عن داود بن عبد الجبّار، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام)، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للحسين (عليه السلام): يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد

____________

1- اثبات الهداة 1: 487; تهذيب الأحكام 6: 22.

2- فرحة الغريّ: 76.


الصفحة 127
يتخطّا هو وأصحابه يوم القيامة غرّاً محجّلين، يدخلون الجنّة بغير (بلا) حساب(1).

8085/4 ـ الصدوق، حدّثنا الحسين بن إبراهيم، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن أبي الصلت الهروي، عن الرضا (عليه السلام) في حديث أنّه قال للمأمون: والله لقد حدّثني أبي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّي أخرج من الدنيا قبلك مقتولا بالسمّ مظلوماً تبكي عليّ ملائكة السماء والأرض، واُدفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد، فبكى المأمون وقال له: يا ابن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك وأنا حيّ؟ فقال الرضا (عليه السلام): أما إنّي لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت، فقال المأمون: يا ابن رسول الله إنّما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا الأمر عنك ليقول الناس إنّك زاهد في الدنيا، فقال له الرضا (عليه السلام): والله ما كذبت منذ خلقني الله عزّوجلّ، وما زهدت في الدنيا للدنيا، وأنّي لأعلم ما تريد، فقال المأمون: وما اُريد؟ قال: الأمان على الصدق، قال: لك الأمان، قال: تُريد أن يقول الناس إنّ عليّ بن موسى الرضا لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه، ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعاً في الخلافة، فغضب المأمون، ثمّ قال: إنّك تتلقّاني أبداً بما أكرهه وقد أمنت سطوتي، فبالله أقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلاّ أجبرتك على ذلك، فإن فعلت وإلاّ ضربت عنقك، فقال الرضا (عليه السلام): قد نهاني الله أن اُلقي بيدي إلى التهلكة، فإن كان الأمر على هذا فافعل ما بدا لك، وإنّما أقبل ذلك على أن لا اُولّي أحداً ولا أعزل أحداً، ولا أنقض رسماً ولا سنّة، وأكون في الأمر من بعيد مشيراً، فرضي المأمون منه بذلك، وجعله وليّ عهده على كراهية منه (عليه السلام) لذلك(2).

____________

1- عيون أخبار الرضا 1: 249; اثبات الهداة 1: 493; أمالي الصدوق، المجلس 53: 270.

2- أمالي الصدوق، المجلس 16: 65; اثبات الهداة 1: 498; وسائل الشيعة 12: 147; علل الشرايع 1: 237 باب 173.


الصفحة 128
8086/5 ـ روي أنّ عليّاً (عليه السلام) قال:

بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) والزبير والمقداد معي، فقال: انطلقوا حتّى تبلغوا روضة خاخ فإنّ فيها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين، فانطلقنا وأدركناها وقلنا: أين الكتاب؟ قالت: ما معي كتاب، ففتّشها الزبير والمقداد وقالا: ما نرى معها كتاباً، فقلت: حدّث به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتقولان ليس معها! لتخرجنّه أو لاُجرّدنك، فأخرجته من حجزتها، فلمّا عادوا إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قال: يا حاطب ما حملك على هذا؟ قال: أردت أن تكون لي يد عند القوم، وما ارتددت، فقال: صدق حاطب لا تقولوا له إلاّ خيراً(1).

8087/6 ـ الصدوق بن بابويه، قال: حدّثنا عليّ بن عبد الله الورّاق، عن محمّد بن إبراهيم، عن عبد الله بن موسى، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن صفوان بن يحيى، عن إبراهيم بن أبي زياد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، عن عليّ ابن الحسين (عليه السلام) في حديث، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا ولد إبني جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فسمّوه الصادق، فإنّ للخامس من ولده ولداً اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراءً على الله وكذباً، فهو عند الله جعفر الكذّاب المفتري على الله المدّعي ما ليس له بأهل، المخالف لأبيه الحاسد لأخيه، ذلك الذي يروم كشف سرّ الله عند غيبة وليّ الله(2).

____________

1- البحار 18: 110; احياء الاحياء 4: 147; الخرائج 1: 60 ح101.

2- كمال الدين، باب 31: 319; اثبات الهداة 1: 515.


الصفحة 129

الباب السابع:

في وصايا النبي (صلى الله عليه وآله)

8088/1 ـ السيد عليّ بن طاووس بإسناده، عن عيسى بن المستفاد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، قال: قال علي (عليه السلام):

كان فيما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يدفن في بيته الذي قُبض فيه، ويكفّن بثلاث أثواب أحدها يماني، ولا يدخل قبره غير علي صلوات الله عليه(1).

8089/2 ـ عن الكاظم، عن أبيه عليهما السلام قال: قال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام):

كان في وصيّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أوّلها: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد محمّد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) وأوصى به وأسنده بأمر الله إلى وصيّه عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان في آخر الوصيّة: شهد جبرئيل وميكائيل وإسرافيل على ما أوصى به محمّد (صلى الله عليه وآله) إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وقبضه وصيّته وضمانه على ما فيها على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران عليهما السلام وضمن وأدّى وصيّ عيسى بن

____________

1- الطرف: ط30; مستدرك الوسائل 2: 206 ح1803; البحار 81: 324; مصباح الأنوار: 272.


الصفحة 130
مريم، وعلى ما ضمن الأوصياء قبلهم، على أنّ محمّداً أفضل النبيّين، وعليّاً أفضل الوصيّين، وأوصى محمّد وسلّم إلى عليّ، وأقرَّ عليَّ وقبض الوصية على ما أوصيت به الأنبياء وسلّم محمّد الأمر إلى عليّ بن أبي طالب، وهذا أمر الله وطاعته، وولاّه الأمر على أن لا نبوّة لعليّ ولا لغيره بعد محمّد، وكفى بالله شهيداً(1).

8090/3 ـ روى محمّد بن جرير الطبري، عن يوسف بن علي البلخي، عن أبي سعيد الأدميّ، عن عبد الكريم بن هلال، عن الحسين بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال علي (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله):

يا رسول الله أمرتني أن اُصيّرك في بيتك إن حدث بك حدث؟ قال: نعم يا علي بيتي قبري، قال علي (عليه السلام): فقلت: بأبي أنت واُمّي فحدّ لي أيّ النواحي اُصيّرك فيه؟ قال: إنّك ستخبر بالموضع وتراه، قالت له عائشة: يا رسول الله فأين أسكن؟ قال: اُسكني أنت بيتاً من البيوت، إنّما هو بيتي ليس لك فيه من الحقّ إلاّ ما لغيرك فقرّي في بيتك ولا تبرّجي تبرّج الجاهلية الاُولى، الخبر(2).

8091/4 ـ إبانة بن بطّة، قال يزيد بن بلال: قال علي (عليه السلام):

أوصى النبي (صلى الله عليه وآله) ألاّ يغسّله أحد غيري، فإنّه لا يرى أحدٌ عورتي إلاّ طمست عيناه، قال: فما تناولت عضواً إلاّ كأنّما كان يقلّبه معي ثلاثون رجلا حتّى فرغت من غسله(3).

8092/5 ـ عن محمّد بن علي بن محبوب، عن جعفر بن إسماعيل بن جعفر الهاشمي، عن أيّوب بن نوح، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن عبد الله ابن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال:

____________

1- الطرف: ط13; البحار 22: 481.

2- الطرف: ط31; البحار 22: 494.

3- البحار 22: 524; كنز العمال 7: 250 ح18784; طبقات ابن سعد 2: 278; مناقب ابن شهر آشوب 1: 239.


الصفحة 131
أوصاني النبي (صلى الله عليه وآله): إذا أنا متّ فغسّلني بست قرب من بئر غرس، فإذا فرغت من غسلي فأدرجني في أكفاني ثمّ ضع فاك على فمي، قال: ففعلت وأنبأني بما هو كائن إلى يوم القيامة(1).

8093/6 ـ سعد بن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن إبراهيم بن صالح الأنماطي، عن الحسن بن زيد بن الحسن، عمّن حدّثه، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا أنا متُّ فغسّلني بسبع قرب من بئر غرس، غسّلني بثلاث قرب غسلا، وشُنّ (سن) عليّ أربعاً شَنّاً (سنا)، فإذا غسّلتني وحنّطتني وكفّنتني فأقعدني وضَع يدك على فؤادي، ثمّ سلني اُخبرك بما هو كائن إلى يوم القيامة، قال: ففعلت، وكان علي (عليه السلام) إذا أخبرنا بشيء يكون، قال: هذا ممّا أخبرني النبي (صلى الله عليه وآله) بعد موته(2).

8094/7 ـ الطوسي، أخبرنا ابن مخلّد، قال: أخبرنا أبو عمر، قال: حدّثنا محمّد بن عمار العبسي، قال: حدّثنا أحمد بن طارق، قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن محمّد بن عبيد الله، عن عون بن أبي رافع، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: دخلت على نبيّ الله وهو مريض، فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق، والنبي (صلى الله عليه وآله) نائم، فلما دخلت عليه قال الرجل: اُدن إلى ابن عمك فأنت أحقّ به منّي، فدنوت منهما فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبي (صلى الله عليه وآله) في حجري كما كان في حجر الرجل، فمكثت ساعة، ثمّ إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) استيقظ فقال: أين الرجل الذي

____________

1- بصائر الدرجات ج6 باب السادس: 304; مستدرك الوسائل 2: 189 ح1771; البحار 40: 213.

2- البحار 40: 215; الخرائج 2: 802; مستدرك الوسائل 2: 190 ح1773; الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة: 210.


الصفحة 132
كان رأسي في حجره؟ فقلت: لمّا دخلت عليك دعاني إليك، ثمّ قال: اُدن إلى ابن عمك فأنت أحقّ به منّي، ثمّ قام فجلست مكانه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): فهل تدري من الرجل؟ قلت: لا بأبي واُمّي، فقال النبي: ذاك جبرائيل (عليه السلام) كان يحدّثني حتى خفّ عنّي وجعي ونمت ورأسي في حجره(1).

8095/8 ـ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثني محمّد بن جعفر ابن رباح الأشجعي، قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسدي، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن أبي الرّواس الخشعمي، قال: حدّثني عدي بن زيد الهجري، عن أبي خالد الواسطي، قال: إبراهيم بن محمّد: فلقيت أبا خالد عمرو بن خالد، فحدّثني عن زيد ابن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، قال:

كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه، فكان رأسه في حجري والعباس يذبّ عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاُغمي عليه إغماءة ثمّ فتح عينيه فقال: يا عباس يا عمّ رسول الله اقبل وصيّتي واضمن ديني وعداتي، فقال: يا رسول الله أنت أجود من الريح المرسلة، وليس في مالي وفاء لدينك وعداتك، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك ثلاثاً يعيده عليه والعباس في كلّ ذلك يجيبه بما قال أوّل مرّة، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لأقولنّها لمن يقبلها ولا يقول يا عباس مثل مقالتك، قال: فقال: يا علي اقبل وصيّتي واضمن ديني وعداتي، قال: فخنقتني العبرة وارتجّ جسدي ونظرت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذهب ويجيء في حجري، فقطرت دموعي على وجهه ولم أقدر أن اُجيبه، ثم ثنّى فقال: يا علي اقبل وصيّتي واضمن ديني وعداتي، قال: قلت: نعم بأبي أنت واُمّي، قال: أجلسني فأجلسته فكان ظهره في صدري، فقال: يا علي أنت أخي في

____________

1- أمالي الطوسي، المجلس 13: 385 ح836; كشف الغمة، باب انّه أقرب الناس إلى رسول الله 1: 298; البحار 22: 506; كنز العمال 7: 252 ح18788; الرياض النضرة 3: 196; ذخائر العقبى: 94; مناقب الخوارزمي: 39 ح158.


الصفحة 133
الدنيا والآخرة، ووصيي وخليفتي في أهلي، ثمّ قال: يا بلال هلمّ سيفي ودرعي وبغلتي وسرجها ولجامها، ومنطقتي التي أشدّها على درعي، فجاء بلال بهذه الأشياء فوقف بالبغلة بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: قُم يا علي فاقبض، قال: فقمت وقام العباس فجلس مكاني، فقمت فقبضت ذلك، فقال: انطلق به إلى منزلك، فانطلقت، ثمّ جئت فقمت بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنظر إليّ ثمّ عمد إلى خاتمه فنزعه ثمّ دفعه إليّ فقال: هاك يا علي هذا في الدنيا والآخرة، والبيت غاصّ من بني هاشم والمسلمين، فقال: يا بني هاشم يا معشر المسلمين لا تخالفوا عليّاً فتضلّوا ولا تحسدوه فتكفروا، يا عباس قُم من مكان علي، فقال: تقيم الشيخ وتجلس الغلام فأعادها عليه ثلاث مرّات، فقام العباس فنهض مغضباً وجلست مكاني، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عباس يا عمّ رسول الله لا أخرج من الدنيا وأنا ساخط عليك فيدخلك سخطي عليك النار فرجع فجلس(1).

8096/9 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مرضه: ادعوا لي أخي، فدعيت له، فقال: اُدن منّي فدنوت منه، فاستند إليّ فلم يزل مستنداً إليّ وانّه يكلّمني حتّى أنّ بعض ريق النبي (صلى الله عليه وآله) ليصيبني، ثمّ نزل برسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وثقل في حجري، فصحت: يا عباس فإنّي هالك، فجاء العباس فكان جهدهما جميعاً أن أضجعاه(2).

8097/10 ـ ابن سعد، أخبرنا محمّد بن عمر، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمّد، عن حرّام بن عثمان، عن أبي حازم، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، أنّ كعب الأحبار

____________

1- أمالي الطوسي، مجلس 21: 573 ح1186; علل الشرايع: 166; كشف الغمة، باب مناقب علي وفضائله 2: 36; مناقب ابن شهر آشوب، باب انّ أمير المؤمنين هو الوصي 3: 49; اثبات الهداة 3: 453.

2- كنز العمال 7: 253 ح18790; طبقات ابن سعد 2: 263.


الصفحة 134
قام زمن عمر فقال ونحن جلوس عند عمر أمير المؤمنين: ما كان آخر ما تكلّم به رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ قال عمر: سل عليّاً، قال: أين هو؟ قال: هو هنا، فسأله فقال علي: أسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي فقال: الصلاة الصلاة! فقال كعب: كذلك آخر عهد الأنبياء وبه اُمروا وعليه يبعثون، قال: فمن غسّله يا أمير المؤمنين؟ قال: سل عليّاً، قال: فسأله، فقال: كنت أنا اُغسّله وكان عباس جالساً(1).

8098/11 ـ الصدوق، أبي (رحمه الله) قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، قال: حدّثنا محمّد بن يونس، قال: حدّثنا حمّاد بن عيسى، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قبل موته بثلاث: سلام الله عليك يا أبا الريحانتين، اُوصيك بريحانتي من الدنيا فعن قليل ينهّد ركناك، والله خليفتي عليك، فلما قُبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال علي (عليه السلام): هذا أحد ركنيّ الذي قال لي رسول الله، فلمّا ماتت فاطمة (عليها السلام) قال علي: هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).

8099/12 ـ الصدوق، حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى، ومحمّد بن أحمد المكتب، والحسن بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب، وعلي بن عبد الله الورّاق رضي الله عنهم، قالوا: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدّثنا تميم بن بهلول، قال: حدّثنا أبو معاوية، سليمان بن مهران، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:

لما حضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوفاة، دعاني فلمّا دخلت عليه قال لي: أنت وصيّي

____________

1- طبقات ابن سعد 2: 262.

2- معاني الأخبار: 403; كشف الغمة، في ذكر كناه 1: 66; مناقب ابن شهر آشوب، باب وفاة فاطمة 3: 361; روضة الواعظين، باب وفاة فاطمة: 152; حلية الأولياء 3: 201; الرياض النضرة 3: 105.


الصفحة 135
وخليفتي على أهلي واُمّتي في حياتي وبعد موتي، وليّك وليّي ووليّي وليّ الله، وعدوّك عدوّي وعدوّي عدوّ الله، يا علي المنكر لولايتك بعدي كالمنكر لرسالتي في حياتي; لأنّك منّي وأنا منك، ثمّ أدناني فأسرّ إليّ ألف باب من باب العلم، كلّ باب يفتح ألف باب(1).

8100/13 ـ السيد رضي الدين الموسوي (رضي الله عنه)، عن هارون بن موسى، عن أحمد بن محمّد بن عمّار العجلي الكوفي، عن عيسى الضرير العجلي، عن أبي الحسن في حديث قال: سألت أبي فقلت: ما كان بعد إفاقة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: دخل عليه النساء يبكين، وارتفعت الأصوات، وضجّ الناس بالباب من المهاجرين والأنصار، فبينا هم كذلك إذ نودي أين عليّ! فأقبل حتّى دخل عليه، قال علي (عليه السلام):

فانكببت عليه فقال: يا أخي إفهم فهّمك الله وسدّدك وأرشدك ووفّقك وأعانك وغفر ذنبك ورفع ذكرك، اعلم يا أخي أنّ القوم سيشغلهم عنّي ما يشغلهم، فإنّما مثلك في الاُمّة مثل الكعبة نصبها الله للناس عَلَماً، وإنّما تؤتى من كلّ فجٍّ عميق ونأيٍّ سحيق، وإنّما أنت علم الهدى ونور الدين، وهو نور الله، يا أخي والذي بعثني بالحق لقد قدّمت إليهم بالوعيد بعد أن أخبرتهم رجلا رجلا، ما افترض الله عليهم من حقّك وألزمهم من طاعتك، وكلٌّ أجاب وسلّم إليك الأمر، وإنّي لأعلم خلاف قولهم، فإذا قبضت وفرغت من جميع ما اُوصيك به وغيّبتني في قبري فالزم بيتك واجمع القرآن على تأليفه، والفرائض والأحكام على تنزيله، ثمّ امض على غير لائمة على ما أمرتك به، وعليك بالصبر على ما ينزل بك وبها منهم حتّى تقدموا عليّ(2).

8101/14 ـ السيد عليّ بن طاووس، نقلا من كتاب (الوصيّة) للشيخ عيسى بن

____________

1- الخصال، باب ما بعد الألف: 652; البحار 22: 463.

2- غاية المرام: 243; البحار 22: 483; خصائص الأئمة: 72.