الصفحة 268
وخير من أخلفه في أهلي(1).

8347/213 ـ وعنه، أخبرنا أبو غالب بن البناء، أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن مسنون، أنبأنا محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق إملاءً، أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمان، أنبأنا يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي، أنبأنا أحمد بن حماد الهمداني، أنبأنا مختار التمار، عن أبي حيان (يعني التيمي) عن علي بن أبي طالب [(عليه السلام)] ، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من تولى علياً فقد تولاني، ومن تولاني فقد تولى الله عزّوجلّ(2).

8348/214 ـ وعنه، وأنبأنا أبي عدي، أنبأنا عبدالله بن زيدان، أنبأنا محمد بن عمرو ابن حيان أنبأنا يحيى بن عبدالله الرقي، أنبأنا يونس بن أبي يعفور، أنبأنا علي بن نذار، عن زياد بن أبي زياد الأسدي، حدثني جدي حيان قال: سمعت علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) يقول: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم): انك تعيش على ملتي، وتقتل على سنتي، من أحبك أحبني، ومن أبغضك أبغضني(3).

8349/215 ـ وعنه، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم الاسماعيلي، أنبأنا أبو عمرو عبدالرحمان بن محمد الفارسي، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأنا أبو أحمد بن الحسن السكوني الكوفي، أنبأنا أحمد بن بديل، أنبأنا مفضل ـ يعني ابن صالح ـ أنبأنا جابر بن يزيد الجعفي، عن عبدالله بن يحيى، قال: سمعت علياً [(عليه السلام)] على المنبر يقول: والله ما كذبت ولا كذبت، ولا ضللت ولا ضل بي، ولا نسيت ما عهد الي، واني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه (عليه السلام) فبينها لي، واني لعلى الطريق الواضح

____________

1- تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 1:129.

2- تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 2:66.

3- تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 2:188.


الصفحة 269
ألقطه لقطاً(1).

8350/216 ـ وعنه، أخبرنا أبو عبدالله الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو نصر ابن قتادة، أنبأنا أبو الحسن السراج ـ يعني محمد بن عبدالله ـ أنبأنا مطين، أنبأنا طاهر بن أبي أحمد، أنبأنا أبو بكر بن عياش، عن ثوير، عن أبيه، عن علي [(عليه السلام)] قال: كان لي لسان سؤول، وقلب عقول، وما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيما نزلت وبما نزلت وعلى من نزلت، وإن الدنيا يعطيها الله من أحب ومن أبغض، وان الايمان لا يعطيه الله إلاّ من أحب(2).

8351/217 ـ عبدالله شبر: ما رويناه بأسانيدنا السالفة عن جملة من مشايخنا الأعلام وفضلائنا الكرام، ومنهم بهاء الملة والحق والدين، والمحقق المحدث البحراني، والمحدث الشريف الجزائري، انهم رووا مستفيضاً عن أمير المؤمنين وإمام الموحدين وقطب العارفين وسيد الساكنين أنه (عليه السلام) قال: لو كشف الغطاء ما إزددت يقيناً(3).


تبيين:

ووجه الاشكال فيه: أنه يشكل الجمع بينه وبين ما استفاض نقله عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: اللهم زدني فيك معرفة، اللهم زدني فيك تحيراً، وان الحديث الأول يدل على بلوغه (صلى الله عليه وآله) مرتبة لا يتصور عليها الزيادة في المعرفة، والثاني يدل على بلوغ مقام يتحمل الزيادة، مع أن مادة النبوة أعظم من مادة الامامة، وقد تخرج الفضلاء عن ذلك بوجوه:

(الأول: ما يحكى عن الشيخ البهائي (رحمه الله) من أن الحديث الأول منزل على اُمور الآخرة من الجنة والنار والصراط والميزان والحساب والعقاب ونحوها، كما روي عنه (صلوات الله عليه) أنه قال: كأني أنظر إلى جهنم وزفيرها على أهل


____________

1- تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 3:24.

2- تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 3:25.

3- مصابيح الأنوار 1:30، البحار 40:153.


الصفحة 270

المعاصي، وكأني أنظر إلى أهل الجنة متكئين فيها على أرائكهم، والثاني منزل على مراتب المعرفة والعلم بذات الله تعالى وصفاته.

الثاني: أن يكون نصب يقيناً على المفعول به لـ(ازددت) لا على الظرفية والتمييز، والمعنى أن لي علماً ومعرفة، يقينية بوجود الصانع وذاته وصفاته حتى لو كشف الغطاء لما حصلت علماً يغاير ما علمته من كونه في زمان أو مكان، ما يغاير العلم الأول; لأن الذي عندي لا تحصل له الزيادة; لأن العيان أبلغ من المعرفة اليقينية، ولا يخفى ما فيه.

الثالث: ما يحكى عن العلامة (رحمه الله) : وهو أن مادة النبوة أقبل من مادة الامامة، فمن ثم قال (عليه السلام): (لو كشف الغطاء) يعني إن ما تقبله مادتي من المعارف قد استكملت، وأما قوله (صلى الله عليه وآله): رب زدني فيك معرفة فهو اشارة إلى مادة النبوة لم يستكمل قبولها بعد.

الرابع: ما اختاره المحدث الشريف الجزائري وهو: أن النبي (صلى الله عليه وآله) كانت مراتب علومه ومعارفه تتزايد يوماً فيوماً حتى أنه ربما عد مرتبته أمس تقصيراً وذنباً بالنسبة إلى مرتبة اليوم، وعليه نزل قوله (صلى الله عليه وآله): إني لأستغفر الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب، ولما تكامل عمره الشريف تكاملت معرفته اللائقة بالمادة النبوية، وقد سلّم تلك العلوم التي حصلت له مدة عمره الشريف لعلي (صلوات الله عليه) علّمني ألف باب من العلم يفتح من كلّ باب الف باب، وكلام أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله وسلم) في ساعة واحدة بحكم قوله (صلوات الله عليه) بعد قبض الله تعالى نبيه اليه، لأنه إنما حصل هذه المرتبة من ذلك العلم الذي أفاضه (صلى الله عليه وآله) عليه، فلا يلزم زيادة علمه (عليه السلام) عن علمه (صلى الله عليه وآله).

الخامس: إن كشف الغطاء إنما هو بعد الموت، ومعنى قوله (عليه السلام): لو كشف الغطاء إنه (عليه السلام) بعد الموت لا تزداد معرفته، إذ كشف الغطاء عبارة عن التجرد عن التعلق بالبدن والانسلاخ عن ملابسته، وهذا لا ينافي تزايد معرفته (عليه السلام) في



الصفحة 271

الدنيا قبل الموت.

وقوله (صلى الله عليه وآله) زدنى فيك معرفة إنّما أراد (صلى الله عليه وآله) بلوغه الغاية الممكنة له في المعرفة في الدنيا، وهذا لا يقتضي زيادة معرفته بعد كشف الغطاء والتجرد المحض على معرفته الكاملة نهاية مراتب المعرفة الحاصلة في النشأة الدنيوية.

السادس: إنه (عليه السلام) قال: ما ازددت يقيناً، وهو لا ينافي الازدياد المطلق، كيف والزيادة على اليقين إنما هي عين اليقين.

السابع: إن المفهوم من قوله (عليه السلام) لو كشف الغطاء، أنه (عليه السلام) بلغ في المعرفة السبحانية غاية لا يتصور الزيادة عليها وليس فيه أنه (عليه السلام) بلغ من جميع العلوم والمعارف إلى الحد المذكور، وحديث (رب زدني فيك تحيراً) إنما يقضتي زيادة الحيرة، وهي الحيرة المحمودة، وليست هي نفس اليقين فلا يلزم من تزايدها تزايده، وأما حديث زدني فيك معرفة فيمكن حمل المعرفة فيه على الحيرة المحمودة، وسميت معرفة لنشوئها منها.

الثامن: أن يحمل اليقين في الحديث الأول على التصديق بوجوده تعالى، وصفاته الجلالية والجمالية، وتحمل المعرفة في الحديث الثاني على معارف اُخر تتعلق به سبحانه وراء ذلك التصديق، وهذه التوجيهات الأربعة للشيخ سليمان البحراني.

التاسع: ما اختاره المحدث المحقق الشيخ يوسف البحراني، وهو: أن هذه المرتبة التي ذكرها أمير المؤمنين (عليه السلام) هي المرتبة التي طلب الرسول الزيادة فيها، وتكون هذه الزيادة هي الفارقة بين مقام النبوة ومقام الامامة، فان أحاديث طلب الرسول الزيادة في المعرفة لا تدل على بلوغه مرتبة مخصوصة في ذلك الوقت، بحيث تنقص عن مرتبة أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى تحصل المنافاة بين الأخبار المذكورة بل هي مطلقة، وحينئذ فيحمل اطلاقها على هذه المرتبة التي عناها أمير المؤمنين (عليه السلام) مما لا يبلغ حده من البشر غيرهما عليهما السلام



الصفحة 272

وأبنائهما الغرر، والرسول مع بلوغه إياها طلب الزيادة فيها تحقيقاً لعلو مقامه على الباقين، لا يقال إنه ينافي ذلك قوله (عليه السلام) لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً، لاشعاره بأن هناك أفراداً زائدة للمعرفة عما بلغ اليه، وهي التي ذكرتم أن الرسول (صلى الله عليه وآله) طلبها، فيلزم أن تكون موجودة بعد كشف الغطاء، ومنها تحصل زيادة اليقين على ما كان عليه أولا لأنا نقول:

إن اليقين بالمعرفة كما يقبل الشدة والضعف والزيادة والنقيصة قبل كشف الغطاء كذلك بعده، فإن الاحاطة بالشيء أو العلم به قد تكون من جميع جهاته، أو متعلقاته ومنسوباته، وقد تكون من أكثرها، وقد تكون من بعضها، وهو يتفاوت بتفاوت الاستعداد لله والقابلية، فهي قابلة للشدة والضعف، وغاية ما يلزم أن هذه الزيادة لا تحصل في علم علي (عليه السلام)، بعد كشف الغطاء له، وإنما تحصل للرسول ولا ضير فيه; لأنه قد زاد بها كشف الغطاء واختص بها، فكذلك يختص بعده، فلا إشكال بحمد الله الملك المتعال(1).


8352/218 ـ في احتجاج علي (عليه السلام) يوم الشورى على الناس، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعلي إن الله خصك بأمر وأعطاكه، ليس من الأعمال شيء أحب اليه ولا أفضل منه عنده الزهد في الدنيا، فليس تنال منها شيئاً ولا تناله منك، وهو زينة الأبرار عند الله عزوجل يوم القيامة، فطوبى لمن أحبك وصدق عليك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، غيري؟ قالوا: اللهم لا(2).

8353/219 ـ الصدوق، باسناده: قال الامام الحسن بن علي عليهما السلام: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده الرضا، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عزّوجلّ اختارنا معاشر آل محمد، واختار النبيين، واختار الملائكة المقربين، وما

____________

1- مصابيح الأنوار 1:30.

2- تفسير نور الثقلين 2:504.


الصفحة 273
اختارهم إلاّ على علم منه بهم أنهم لا يواقعون ما يخرجون به عن ولايته، وينقطعون به عن عصمته، وينقمون به إلى المستحقين لعذابه ونقمته(1).

8354/220 ـ عن زيد بن أبي أدهم (آدمي، أوفى) قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ فذكر (عليه السلام) قصة مواخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ فقال: قال علي [(عليه السلام)] : لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحق ما أخترتك إلاّ لنفسي، فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووزيري ووارثي، قال: قال: وما أرث منك يارسول الله؟ قال: ما ورث الأنبياء قبلي كتاب الله وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة، وأنت أخي ورفيقي، ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) {إِخْوَاناً عَلى سُرُر مُتَقَابِلِينَ}(2)المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض(3).

8355/221 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال: حدثنا علي بن العباس بن الوليد، قال: حدثنا إبراهيم بن بشر ابن خالد، قال: حدثنا منصور بن يعقوب، قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن إبراهيم ابن عبدالأعلى، عن سويد بن غفلة، قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول: والله لو صببت الدنيا على المنافق صباً ما أحبني، ولو ضربت بسيفي هذا خيشوم المؤمن لأحبني، وذلك أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ياعلي، لا يحبك إلاّ مؤمن، ولا يبغضك إلاّ

____________

1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1:70، البحار 59:319، تفسير نور الثقلين 4:629، تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 476 ح304.

2- الحجر: 47.

3- كشف الغمة باب ذكر المواخاة للنبي (صلى الله عليه وآله) 1:333، البحار 38:342، كنز العمال 9:167 ح25554.


الصفحة 274
منافق(1).

8356/222 ـ المفيد، حدثنا أبو بكر محمد بن عمر المعروف بابن الجعابي الحافظ، قال: حدثنا محمد بن سهل، قال: حدثنا أحمد بن عمر الدهقان، قال: حدثنا محمد ابن كثير، قال: حدثنا إسماعيل بن مسلم، قال: حدثنا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، قال: رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) على المنبر فسمعته يقول: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي (صلى الله عليه وآله) إلي أنه لا يحبك إلاّ مؤمن، ولا يبغضك إلاّ منافق (شقي)(2).

8357/223 ـ وعنه، أخبرني أبو عبدالله محمد بن عمران المرزباني، قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البغوي، قال: حدثنا عبيدالله بن القواريري، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا النضر بن حميد، عن أبي الجارود، عن الحارث الهمداني، قال: رأيت علياً (عليه السلام) وقد جاء ذات يوم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: قضاء قضاه الله تعالى على لسان النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه لا يحبني إلاّ مؤمن، ولا يبغضني إلاّ منافق، وقد خاب من افترى(3).

8358/224 ـ الشيخ الطوسي، عن أبي محمد الفحام، قال: حدثنا أبو الحسن محمد ابن أحمد بن عبيدالله المنصوري، قال: حدثنا عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور، قال: كنت خدناً للامام علي بن محمد (عليه السلام)، قال: حدثني أبي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي وإلاّ صمتا: ياعلي، محبك محبي، ومبغضك مبغضي(4).

____________

1- أمالي الطوسي المجلس الثامن: 206 ح353، البحار 39:251.

2- الارشاد: 25، بشارة المصطفى: 64، البحار 39:255، الصواعق المحرقة: 188، كنز الكراجكي: 225.

3- الارشاد: 25، البحار 39:255، كنز الكراجكي: 225.

4- أمالي الطوسي المجلس العاشر: 278 ح530، البحار 39:272.


الصفحة 275
8359/225 ـ عن علي [(عليه السلام)] : أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال له: لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق(1).

8360/226 ـ ابن أبي الحديد: روى عبدالكريم بن هلال، عن أسلم المكي، عن أبي الطفيل قال: سمعت علياً (عليه السلام) وهو يقول: لو ضربت خياشيم المؤمن بالسيف ما أبغضني، ولو نثرت على المنافق ذهباً وفضة ما أحبني، إن الله أخذ ميثاق المؤمنين بحبي، وميثاق المنافقين ببغضي، فلا يبغضني مؤمن ولا يحبني منافق أبداً(2).

8361/227 ـ الطبري: حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد، عن علي: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من يضمن عني ديتي، ويقضي عداتي، ويكون معي في الجنة؟ قلت أنا(3).

8362/228 ـ وعنه: حدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبدالله الأسدي، عن علي قال: لما نزلت هذه الآية {وَاَنْذِرْ عَشِيْرَتِكَ الاْقْرَبِيْنَ}(4) قال: جمع رسول الله(صلى الله عليه وسلم) عليه أهل بيته، فاجتمعوا ثلاثين رجلا، فأكلوا وشربوا، وقال لهم: من يضمن عني ذمتي ومواعيدي، وهو معي في الجنة، ويكون خليفتي في أهلي؟ قال: فعرض ذلك عليهم، فقال رجل: أنت يارسول الله كنت بحراً، من يطيق هذا، حتى عرض على واحد واحد، فقال علي: أنا(5).

8363/229 ـ وعنه: حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، قال: حدثني

____________

1- كنز العمال 11:622 ح33028.

2- شرح النهج لابن أبي الحديد 1:364، البحار 39:295، تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 2:205.

3- تهذيب الآثار (مسند علي) 4:60.

4- الشعراء: 214.

5- تهذيب الآثار (مسند علي) 4:60.


الصفحة 276
محمد بن اسحاق، عن عبدالغفار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو، عن عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب، عن عبدالله بن عباس، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): يابني عبدالمطلب، اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم اليه، فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت: أنا يانبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي وقال: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا(1).

8364/230 ـ وعنه: حدثني اسماعيل بن موسى السدي، قال: أخبرنا محمد بن عمر الرومي، عن شريك، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي، عن علي: ان النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها(2).

8365/231 ـ الحاكم النيسابوري، عن حيان الأسدي، سمعت علياً يقول: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن الاُمة ستغدر بك بعدي، وأن تعيش على ملتي وتقتل على سنتي، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني، وإن هذه ستخضب من هذا ـ يعني لحيته من رأسه ـ(3).

8366/232 ـ الصدوق، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدثنا علي بن محمد بن عيينة، قال: حدثنا دارم بن قبيصة النهشلي، قال: حدثني علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعلي لا يحفظني فيك إلاّ الأتقياء الأنقياء الأبرار الأصفياء، وما هم

____________

1- تهذيب الآثار (مسند علي) 4:62.

2- تهذيب الآثار (مسند علي) 4:104.

3- مستدرك الحاكم 3:142.


الصفحة 277
في اُمتي إلاّ كالشعرة البيضاء في الثور الأسود في الليل الغابر(1).

8367/233 ـ المفيد، أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي، قال: حدثنا أبو القاسم علي بن الحسن الكوفي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مروان، قال: حدثنا أبي، قال مسيح بن محمد، قال: حدثني أبو علي بن عمرة الخراساني، عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي إسحاق السبيعي، قال: دخلنا على مسروق الأجدع، فاذا عنده ضيف لا نعرفه وهما يطعمان من طعام لهما، فقال الضيف: كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بخيبر، فلما قالها عرفنا أنه كانت له صحبة من النبي (صلى الله عليه وآله) قال: جاءت صفية بنت حي ابن أخطب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: يارسول الله إني لست كأحد نسائك، قتلت الأب والأخ والعم، فان حدث بك حدث فإلى منَ؟ فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): إلى هذا وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم قال: ألا اُحدثكم بما حدثني به الحارث الأعور؟ قال: قلنا بلى، قال: دخلت على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ما جاء بك ياأعور؟ قال: حبك ياأمير المؤمنين، قال: الله، قلت: الله، فناشدني ثلاثاً، ثم قال: أما أنه ليس عبد من عباد الله ممن امتحن الله قلبه بالايمان إلاّ وهو يجد مودتنا على قلبه فيحبنا، وليس عبد من عباد الله ممن سخط الله عليه إلاّ وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا، فأصبح محبنا ينتظر الرحمة، فكأن أبواب الرحمة قد فتحت له، وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم، فهنيئاً لأهل الجنة رحمتهم، وتعساً لأهل النار مثواهم(2).

8368/234 ـ الشيخ الطوسي، عن أبي محمد الفحام، قال: حدثنا أبو الحسن محمد

____________

1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:132، البحار 28:51.

2- أمالي المفيد المجلس 32:166، كشف الغمة 1:138، البحار 27:80، أمالي الطوسي المجلس الثاني: 33 ح34، بشارة المصطفى: 178.


الصفحة 278
ابن أحمد بن عبدالله المنصوري، قال: حدثنا عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور، قال: كنت خدناً للامام علي بن محمد عليهما السلام وكان يروي منه كثيراً، من ذلك أنه قال: حدثنا الامام علي بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثنا أبي علي بن موسى، قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي وإلاّ صُمّتا: ياعلي محبّك محبي، ومبغضك مبغضي(1).

8369/235 ـ عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا أغصانها، فما من عبد أحبنا أهل البيت وعمل بأعمالنا وحاسب نفسه قبل أن يحل رمسه، إلاّ أدخله الله الجنة(2).

8370/236 ـ محمد بن أحمد بن شاذان، حدثني أحمد بن محمد بن سليمان، قال: حدثني جعفر بن محمد، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، قال: حدثني صفوان بن يحيى، قال: حدثني داود بن الحصين، قال: حدثني عمر بن اُذينة، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعلي مثلك في اُمتي مثل المسيح عيسى (بن مريم)، افترق قومه ثلاث فرق: فرقة مؤمنون، وهم الحواريون، وفرقة عادوه، وهو اليهود، وفرقة غلوا فيه، فخرجوا عن الايمان، وإن اُمتي ستفترق فيك ثلاث فرق: ففرقة شيعتك، وهم المؤمنون، وفرقة عدوك وهم الشاكون، وفرقة غلاة فيك وهم الجاحدون، وأنت ياعلي وشيعتك ومحبوا شيعتك

____________

1- أمالي الطوسي المجلس العاشر: 278 ح530، البحار 39:272.

2- إرشاد القلوب باب كلام أمير المؤمنين والائمة (عليهم السلام): 145، البحار 68:69، أمالي الطوسي المجلس 28:611 ح1264.


الصفحة 279
في الجنة، وأعداؤك والغلاة في محبتك في النار(1).

8371/237 ـ فرات، قال: حدثني جعفر بن أحمد الأزدي معنعناً: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) (فقلت: كيف أصبحت) فقال: أصبحت والله ياعلي عنك راضياً، وأصبح والله ربك عنك راضياً، وأصبح كل مؤمن ومؤمنة عنك راضون إلى أن تقوم الساعة.

قال: قلت: يارسول الله قد نعيت إلي نفسك فياليت نفسي المتوفاة قبل نفسك، قال: أبى الله في علمه إلاّ ما يريد، قال: قلت: فادع الله بدعوات تصينني بعد وفاتك، قال: ياعلي أدع لنفسك بما تحب (وترضى) حتى اؤمنّ فإن تأميني لك لا يرد.

قال: فدعا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام): اللهم ثبت مودتي في قلوب المؤمنين والمؤمنات إلى يوم القيامة، قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) آمين، فقال: ياعلي ادع، فدعا بتثبيت مودته في قلوب المؤمنين والمؤمنات إلى يوم القيامة، حتى دعا ثلاث مرات كلما دعا دعوة قال رسول الله (النبي) (صلى الله عليه وآله): آمين، فهبط جبرئيل (عليه السلام) فقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلْ لَهُمُ الرَّحْمنَ وُدّاً}(2) إلى آخر السورة، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): المتقون علي بن أبي طالب وشيعته(3).

8372/238 ـ فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدثني الحسين بن سعيد، قال: حدثنا علي بن السخت، قال: حدثنا الحسن بن الحسين بن أحمد، قال: حدثنا أحمد بن السعيد الأنماطي، عن عبدالله بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعلي، كذب من زعم أن يحبني

____________

1- مائة منقبة: 103 م48، البحار 25:264.

2- مريم: 96.

3- تفسير فرات: 252 ح343، البحار 35:358.


الصفحة 280
ويبغضك، ياعلي، انه إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: (أين محبوا علي وشيعته) أين محبوا علي ومن يحبه؟ أين المتحابون في الله؟ أين المتباذلون في الله؟ أين المؤثرون على أنفسهم؟ أين الذين جفت ألسنتهم من العطش؟ أين الذين يصلون بالليالي والناس نيام؟ أين الذين يبكون من خشية الله {لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ}(1) أين رفقاء النبي محمد (صلى الله عليه وآله) الذين آمنوا وقروا عيناً {أُدْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ}(2)(3).

8373/239 ـ محمد بن الحسن الصفار، حدثنا محمد بن الحسين، عن عبدالله بن جبلة، عن داود الرقي، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي الحجاز، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ختم مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي، وختمت أنا مائة ألف وصي وأربعة وعشرين ألف وصي، وكلفت ما تكلف الأوصياء قبلي والله المستعان، وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال في مرضه لست أخاف عليك أن تضلّ بعد الهدى ولكن أخاف عليك فساق قريش وعاديتهم، حسبنا الله ونعم الوكيل، على أن ثلثي القرآن فينا وفي شيعتنا، فما كان من خير فلنا، ولشيعتنا ثلث الباقي أشركنا فيه الناس، فما كان فيه من شر فلعدونا، ثم قال: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}(4) إلى آخر الآية، فنحن أهل البيت وشيعتنا اُولوا الألباب والذين لا يعلمون عدونا، وشيعتنا هم المهتدون(5).

____________

1- الزخرف: 68.

2- الزخرف: 70.

3- تفسير فرات: 408 ح547، البحار 7:211.

4- الزُمَر: 9.

5- بصائر الدرجات باب انّ الأئمّة ورثوا علم أُولي العزم: 141، البحار 39: 342.


الصفحة 281

الباب الثاني:

ما جاء في سيرته (عليه السلام)

8374/1 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا حمويه، قال: حدّثنا أبو الحسين، قال: حدّثنا أبو خليفة، قال: حدّثنا مسلم، عن هلال بن مسلم الجحدري، قال: سمعت جدّي جرّة (أو جوة) قال: شهدت عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) اُتي بمال عند المساء، فقال: أقسموا هذا المال، فقالوا: قد أمسينا يا أمير المؤمنين فأخّره إلى غد، فقال لهم: تقبلون أنّي أعيش إلى غد؟ قالوا: ماذا بأيدينا، قال: فلا تؤخّروه حتّى تقسموه، فاُتي بشمع، فقسّموا ذلك المال من تحت ليلتهم(1).

8375/2 ـ إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن عمرو بن حمّاد بن طلحة، عن محمّد بن الفضل بن غزوان، عن أبي حيّان التميمي، عن مجمع: أنّ علياً (عليه السلام) كان يكنس بيت المال كلّ يوم جمعة ثمّ ينضحه بالماء ثمّ يصلّي فيه ركعتين ثمّ يقول: تشهدان لي يوم القيامة(2).

____________

1- أمالي الطوسي، المجلس 14: 404 ح904; وسائل الشيعة 11: 83.

2- الغارات 1: 45; وسائل الشيعة 11: 83.


الصفحة 282
8376/3 ـ وعنه، عن عمرو بن عليّ بن محمّد، عن يحيى بن سعيد، عن أبي حيّان التميمي، عن مجمع التيمي، أنّ علياً (عليه السلام) كان ينضح بيت المال ثمّ يتنقّل فيه ويقول: اشهد لي يوم القيامة انّي لم أحبس فيك المال على المسلمين(1).

8377/4 ـ وعنه، عن إبراهيم بن العباس، عن ابن المبارك، عن بكر بن عيسى، قال: كان علي (عليه السلام) يقول: يا أهل الكوفة إن خرجت من عندكم بغير رحلي وراحلتي وغلامي فأنا خائن، وكان نفقته تأتيه من غلّته بالمدينة من ينبع، وكان يطعم الناس الخبز واللحم، ويأكل من الثريد بالزيت ويكلّلها بالتمر من العجوة، وكان ذلك طعامه، وزعموا أنّه كان يقسم ما في بيت المال فلا تأتي الجمعة وفي بيت المال شيء، ويأمر ببيت المال في كلّ عشية خميس، فينضح بالماء، ثمّ يصلّي فيه ركعتين، الحديث(2).

8378/5 ـ علي بن إبراهيم القمي، حدثنا عبدالرحمن بن محمد الحسيني (الحسني)، قال: حدثنا الحسين بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن مروان، قال: حدثنا عبيد بن خنيس، قال: حدثنا صباح، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، قال: قال علي (عليه السلام): إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، وهي آية النجوى، كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم، فجعلت اُقدم بين يدي كل نجوى أُناجيها النبي (صلى الله عليه وآله) درهماً، قال: فنسخها قوله: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَات}(3) إلى قوله: {وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(4).

8379/6 ـ فرات، قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن سليمان الحضرمي معنعناً، عن

____________

1- الغارات 1: 49; وسائل الشيعة 11: 83.

2- الغارات 1: 68; وسائل الشيعة 11: 83; البحار 41: 137.

3- المجادلة: 13.

4- تفسير القمي 2:357، كشف الغمة باب زهده (عليه السلام) 1:167، تفسير فرات: 469 ح615، البحار 17:29، مناقب ابن المغازلي: 326 ح373.