هذا جناي وخياره فيه | وكل جان يده إلى فيه(1). |
8408/35 ـ عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: كنت إذا سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)حديثاً نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، فاذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته، فاذا حلف لي صدقته(2).
8409/36 ـ روي عن علي (رضي الله عنه) إنه دعا غلامه مرات فلم يجبه، فنظر فاذا هو بالباب فقال له: لِمَ لم تجبني؟ فقال: لثقتي بحلمك، وأمني من عقوبتك، فاستحسن جوابه وأعتقه(3).
8410/37 ـ الشيخ المفيد: لما توجه أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى البصرة، نزل الربذة فلقيه بها آخر الحاج فاجتمعوا ليسمعوا كلامه وهو في خبائه، قال ابن عباس (رضي الله عنه): فأتيته فوجدته يخصف نعلا، فقلت له: نحن إلى أن تصلح أمرنا أحوج إلى ما تصنع، فلم يكلمني حتى فرغ من فعله، ثم ضمها إلى صاحبتها وقال لي: قومّهما، فقلت ليس لهما قيمة، قال: على ذاك، قلت كسر درهم، قال: والله لهما أحب إليّ من أمركم هذا إلاّ أن أُقيم حقاً أو أدفع باطلا، قلت: إن الحاج قد اجتمعوا ليسمعوا من كلامك فتأذن لي أن أتكلم فان كان حسناً كان منك وان كان غير ذلك كان مني؟ قال: لا أنا أتكلم، ثم وضع يده على صدري وكان شثن الكفين فألمني، ثم قام فأخذت بثوبه وقلت نشدتك الله والرحم، قال: لا تنشدني، ثم خرج فاجتمعوا عليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
____________
1- كنز العمال 13:182 ح36545.
2- تفسير الرازي 3:24.
3- تفسير الرازي 31:79.
وذنب لعمري شربك المحض خالصاً | وأكلك بالزبد المقشرة التمرا |
ونحن وهبناك العلاء ولم تكن | علياً وحطنا حولك الجرد والسمرا(1) |
8411/38 ـ العياشي: عن سلمة بن كهيل، عمن حدثه، عن علي (عليه السلام) قال: لو استقامت لي الامرة وكسرت أو ثنيت لي الوسادة، لحكمت لأهل التوراة بما أنزل الله في التوراة حتى تذهب إلى الله أني قد حكمت بما أنزل الله فيها، ولحكمت لأهل الانجيل بما أنزل الله في الانجيل حتى تذهب إلى الله أني قد حكمت بما أنزل الله فيها، ولحكمت في أهل القرآن بما أنزل الله في القرآن حتى يذهب إلى الله اني قد حكمت بما أنزل الله فيه(2).
8412/39 ـ محمد بن الحسن الصفار، حدثنا عمران بن موسى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبدالله بن زرارة، عن عيسى بن عبدالله، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: جاء جبرئيل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يامحمد إن باليمن صنماً من حجارة مقعد من حديد فابعث اليه حتى يجاء به، قال: فبعثني النبي (صلى الله عليه وآله) إلى اليمن فجئت بالحديد، فدفعت إلى عمر الصيقل فضرب منه سيفين ذي الفقار ومخذماً،
____________
1- الارشاد باب كلمات (عليه السلام): 132، البحار 32:113.
2- تفسير العياشي 1:15، البحار 92:95، تفسير البرهان 1:17.
8413/40 ـ محمد بن الحسن الصفار، حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن أسباط يرفعه، إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: دخل أمير المؤمنين (عليه السلام) الحمام فسمع صوت الحسن والحسين عليهما السلام قد علا، فقال لهما: ما لكما فداكما أبي واُمي، فقالا: اتبعك هذا الفاجر، فظننا أنه يريد أن يضرّك، قال: دعاه والله ما أطلق إلاّ له(2).
8414/41 ـ ابن شهر آشوب: الأصبغ بن نباتة، قال علي (عليه السلام): دخلت بلادكم بأشمالي هذه، ورحلتي وراحلتي هاهي، فان أنا خرجت من بلادكم بغير ما دخلت فانني من الخائنين(3).
8415/42 ـ عن أبي عمرو بن العلاء، عن أبيه قال: خطب علي [(عليه السلام)] فقال: ياأيها الناس والله الذي لا إله إلاّ هو ما رزأت من مالكم قليلا ولا كثيراً، إلاّ هذه وأخرج قارورة من كُمّ قميصه فيها طيب، فقال: أهداها إليّ دهقان(4).
8416/43 ـ ابن شهر آشوب: يروى أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان في بعض حيطان فدك وفي يده مسحاة فهجمت عليه امرأة من أجمل النساء، فقالت: يابن أبي طالب إن تزوجتني أغنيك عن هذه المسحاة وأدلّك على خزائن الأرض ويكون لك الملك ما بقيت، قال لها: فمن أنت حتى أخطبك من أهلك؟ قالت: أنا الدنيا، فقال (عليه السلام): ارجعي فاطلبي زوجاً غيري فلست من شأني، وأقبل على مسحاته وأنشأ يقول:
____________
1- بصائر الدرجات باب إن الأئمة عندهم سلاح رسول الله: 206، البحار 26:211، فرائد السمطين 1:252.
2- بصائر الدرجات باب إن الأئمة يعرفون متى يموتون: 500، البحار 42:197.
3- مناقب ابن شهر آشوب باب المسابقة بالزهد والقناعة 2:98، البحار 40:325.
4- كنز العمال 13:168 ح36510، حلية الأولياء 1:81، تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 3:232.
لقد خاب من غرته دنياً دنية | وما هي أن غرت قروناً بباطل |
أتتنا على زي العروس بثينة | وزينتها في مثل تلك الشمائل |
فقلت لها غري سواي فإنني | عزوف عن الدنيا ولست بجاهل |
وما أنا والدنيا وأن محمداً | رهين بقفر بين تلك الجنادل |
وهبها أتتني بالكنوز ودرّها | وأموال قارون وملك القبائل |
أليس جميعاً للفناء مصيرنا | ويطلب من خزانها بالطوائل |
فغري سواي إنني غير راغب | لما فيك من عز وملك ونائل |
وقد قنعت نفسي بما قد رزقته | فشأنك يادنيا وأهل الغوائل |
فإني أخاف الله يوم لقائه | وأخشى عذاباً دائماً غير زائل(1) |
8417/44 ـ وعنه: وفي (فضائل أحمد) رُؤي على علي (عليه السلام) أزار غليظ اشتراه بخمسة دراهم، ورُؤي عليه أزار مرقوع، فقيل له في ذلك: فقال (عليه السلام): يقتدي به المؤمنون، ويخشع له القلب، وتذل به النفس ويقصد به المبالغ. وفي رواية أشبه بشعار الصالحين، وفي رواية أحصن لفرجي، وفي رواية أبعد لي من الكبر وأجدر أن يقتدي به المسلم(2).
8418/45 ـ ابن شهر آشوب: عن العسكري (عليه السلام) في خبر طويل: أن رجلا وابنه وردا عليه، فقام اليهما وأجلسهما في صدر مجلسه وجلس بين أيديهما، ثم أمر بطعام فأحضر فأكلا منه، ثم أخذ الابريق ليصب على يد الرجل، فتمرغ الرجل في التراب فقال: ياأمير المؤمنين كيف الله يراني وأنت تصب على يدي!! قال: اُقعد واغسل فإن الله يراني أخاك الذي لا يتميز منك، ولا يتفضل عنك ويزيد بذلك في
____________
1- مناقب ابن شهر آشوب باب المسابقة بالزهد والقناعة 2:102، البحار 40:329.
2- مناقب ابن شهر آشوب باب المسابقة بالزهد والقناعة 2:96، البحار 40:323.
8419/46 ـ ابن شهر آشوب: الفائق إنه بعث العباس بن عبدالمطلب وربيعة بن الحارث ابنيهما الفضل بن العباس وعبدالمطلب بن ربيعة يسألانه أن يستعملهما على الصدقات، فقال علي (عليه السلام): والله لا نستعمل منكم أحداً على الصدقة، فقال له ربيعة: هذا أمرك، نلت صهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم نحسدك عليه، فألقى علي رداءه ثم اضطجع عليه فقال: أنا أبو الحسن القرم والله لا أريم حتى يرجع اليكما ابناكما يحور ما بعثتما به، قال (صلى الله عليه وآله): إن هذه الصدقة أوساخ الناس وانها لا تحلّ لمحمد ولا لآل محمد(2).
8420/47 ـ ابن شهر آشوب: وقدم عليه عقيل، فقال (عليه السلام) للحسن: أكس عمك، فكساه قميصاً من قمصه ورداءاً من أرديته، فلما حضر العشاء فاذا هو خبز وملح، فقال عقيل: ليس ما أرى؟ فقال: أوليس هذا من نعمة الله فله الحمد كثيراً، فقال: أعطني ما أقضي به ديني وعجل سراحي حتى أرحل عنك، قال: فكم دينك ياأبا يزيد؟ قال: مائة ألف درهم، قال: والله ما هي عندي ولا أملكها، ولكن اصبر حتى يخرج عطائي فأواسيكه، ولولا أنه لابد للعيال من شيء لأعطيتك كله، فقال عقيل: بيت المال في يدك وأنت تسوفني إلى عطائك، وكم عطاؤك وما عسى يكون ولو أعطيتنيه كله، فقال: ما أنا وأنت فيه إلاّ بمنزلة رجل من المسلمين، وكانا يتكلمان
____________
1- مناقب ابن شهر آشوب باب المسابقة بالتواضع 2:105، تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 325 ح173، البحار 72:117، الاحتجاج 2:517 ح340.
2- مناقب ابن شهر آشوب باب المسابقة بالعدل والأمانة 2:107، البحار 41:111.
سيغنيني الذي أغناه عني | ويقضي ديننا رب قريب |
وذكر عمرو بن العاص: إن عقيلا لما سأل عطاه من بيت المال، قال له أمير المؤمنين (عليه السلام) تقيم إلى يوم الجمعة؟ فأقام، فلما صلى أمير المؤمنين (عليه السلام) الجمعة قال لعقيل: ما تقول فيمن خان هؤلاء أجمعين؟ قال: بئس الرجل ذاك قال: فأنت تأمرني أن أخون هؤلاء وأعطيك(1).
8421/48 ـ ابن شهر آشوب: عن اُم عثمان اُم ولد علي، قالت جئت علياً (عليه السلام) وبين يديه قرنفل مكتوب في الرحبة، فقلت: ياأمير المؤمنين هب لابنتي من هذا القرنفل قلادة، فقال (عليه السلام): هاك ذا ونفذ بيده إليّ درهماً، فانما هذا للمسلمين أولا، فاصبروا حتى يأتينا حظنا منه، فنهب لابنتك قلادة(2).
____________
1- مناقب ابن شهر آشوب باب المسابقة بالعدل والأمانة 2:108، البحار 41:113.
2- مناقب ابن شهر آشوب باب المسابقة بالعدل والأمانة 2:109، البحار 41:115.
8423/50 ـ وعنه: جاء اليه عاصم بن ميثم وهو يقسم مالا، فقال: ياأمير المؤمنين إني شيخ كبير مثقل، قال (عليه السلام): والله ما هو بكد يدي ولا بتراثي عن والدي، ولكنها أمانة أوعيتها، ثم قال (عليه السلام): رحم الله من أعان شيخاً كبيراً مثقلا(2).
8424/51 ـ وعنه: عن ابن مردويه أنه (عليه السلام) لما أقبل من اليمن تعجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) واستخلف على جنده الذين معه رجلا من أصحابه، فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البزّ، الذي كان مع علي (عليه السلام) فلما دنا جيشه خرج علي ليتلقاهم فاذا هم عليهم الحلل، فقال (عليه السلام): ويلك ما هذا؟ قال: كسوتهم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس، قال: ويلك من قبل أن ينتهي إلى رسول (صلى الله عليه وآله) قال: فانتزع الحلل من الناس وردها في البز وأظهر الجيش شكاية لما صنع بهم(3).
8425/52 ـ ابن شهر آشوب: من كلام (عليه السلام) لما ردّ على المسلمين من قطائع عثمان: والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك بن الاماء لرددته، فان في العدل سعة ومن ضاق عليه العدل فالجور علهى أضيق(4).
8426/53 ـ ابن شهر آشوب: في رواية عن أبي الهيثم بن التيهان، وعبدالله بن أبي رافع: إن طلحة والزبير جاءا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقالا: ليس كذلك كان يعطينا
____________
1- مناقب ابن شهر آشوب باب المسابقة بالعدل والأمانة 2:110، البحار 41:115.
2- مناقب ابن شهر آشوب باب المسابقة بالعدل والأمانة 2:110، البحار 41:115.
3- مناقب ابن شهر آشوب باب المسابقة بالعدل والأمانة 42:110، البحار 41:115.
4- مناقب ابن شهر آشوب باب المسابقة بالعدل والأمانة 2:110، البحار 41:116، نهج البلاغة خطبة:15.
8427/54 ـ ابن شهر آشوب: وسأله (عليه السلام) بعض مواليه مالا، فقال (عليه السلام): يخرج عطاي فاُقاسمكم، فقال لا أكتفي وخرج إلى معاوية فوصله، فكتب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يخبره بما أصاب من المال، فكتب اليه أمير المؤمنين (عليه السلام): أما بعد فإن ما في يدك من المال قد كان له أهل قبلك وهو صائر إلى أهل بعدك، فانما لك ما مهدت لنفسك فآثر نفسك على أحوج ولدك، فانما أنت جامع لأحد رجلين: أما رجل عمل فيه بطاعة الله فسعد بما شقيت، وأما رجل عمل فيه بمعصية الله فشقى بما جمعت له، وليس من هذين أحد بأهل أن تؤثره على نفسك ولا تبرد له على ظهرك، فارج لما مضى رحمة الله، وثق لمن بقي برزق الله(2).
8428/55 ـ ابن شهر آشوب: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما رأيت منذ بعث الله محمداً رخاءاً فالحمد لله، ولقد خفت صغيراً وجاهدت كبيراً، اُقاتل المشركين واُعادي المنافقين، حتى قبض الله نبيه فكانت الطامة الكبرى، فلم أزل محاذراً وجلا أخاف أن يكون ما لا يسعني فيه المقام، فلم أر بحمد الله إلاّ خيراً حتى مات عمر، فكانت أشياء ففعل الله ما شاء الله، ثم اُصيب فلان، فما زلت بعد فيما ترون دائباً أضرب
____________
1- مناقب ابن شهر آشوب باب المسابقة بالعدل والأمانة 2:110، البحار 41:116.
2- مناقب ابن شهر آشوب باب المسابقة بالعدل والأمانة 2:111، البحار 41:117، نهج البلاغة قصار الحكم: 416.
8429/56 ـ ابن شهر آشوب: لما صعد أبو بكر المنبر نزل مرقاة، فلما صعد عمر نزل مرقاة، فلما صعد عثمان نزل مرقاة، فلما صعد علي (عليه السلام) صعد إلى موضع يجلس عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسمع من الناس ضوضاء، فقال (عليه السلام): ما هذه الذي أسمعها؟ قالوا: لصعودك إلى موضع رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي لم يصعده الذي تقدمك، فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من قام مقامي ولم يعمل بعملي أكبه الله في النار، وأنا والله العامل بعمله الممتثل قوله الحاكم بحكمه، فلذلك قمت هنا، ثم ذكر في خطبته: معاشر الناس قمت مقام أخي وابن عمي لأنه أعلمني بسري وما يكون مني(2).
8430/57 ـ الحافظ أبو نعيم: حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن محمد ابن الحارث، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا الفرج يقول: قال علي بن أبي طالب [(عليه السلام)] : ما يسرني لو مت طفلا وأُدخلت الجنة ولم أكبر فأعرف ربي عزّوجلّ(3).
8431/58 ـ الحافظ أبو نعيم، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثني سفيان بن وكيع، ثنا أبو غسان، عن أبي داود المكفوف، عن عبدالله بن شريك، عن جده، عن علي بن أبي طالب [(عليه السلام)] : أنه اُتي بفالوذج، فوضع قدامه بين يديه، فقال: إنك طيب الريح حسن اللون طيب الطعم، لكن أكره أن أعوّد نفسي ما لم تعتده(4).
8432/59 ـ وعنه، حدثنا الحسن بن علي الوراق، حدثنا محمد بن أحمد بن عيسى،
____________
1- مناقب ابن شهر آشوب باب المسابقة باليقين والصبر 2:121، البحار 41:5.
2- مناقب ابن شهر آشوب باب الاستنابة والولاية 2:136، البحار 38:77.
3- حلية الأولياء 1:74، كنز العمال 13:151 ح36472.
4- حلية الأولياء 1:81، الرياض النضرة 2:213، كنز العمال 13:184 ح36549.
8433/60 ـ وعنه، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، ثنا علي بن حكيم، ثنا محمد بن علي، ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا علي بن الجعد، قالا: ثنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن زيد بن وهب، قال: قدم على علي [(عليه السلام)] وفد من أهل البصرة فيهم رجل من أهل الخوارج يقال له الجعد بن نعجة، فعاتب علياً [(عليه السلام)] في لبوسه، فقال علي: ما لك وللبوسي، إن لبوسي أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلم(2).
8434/61 ـ وعنه، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو عبدالله السلمي، ثنا إبراهيم بن عيينة، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن قيس، قال: قيل لعلي أمير المؤمنين [(عليه السلام)] لِمَ لم ترقع قميصك؟ قال: يخشع القلب،
____________
1- حلية الأولياء 1:82، تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 3:247، الرياض النضرة 2:219.
2- حلية الأولياء 1:82، الرياض النضرة 2:218.
8435/62 ـ عن زيد بن وهب، قال: خرج علينا علي [(عليه السلام)] وعليه رداء وإزار قد رقعه بخرقة، فقيل له: فقال: إنما ألبس هذين الثوبين ليكون أبعد لي من الزهو، وخير لي في صلاتي وسنة للمؤمنين(2).
8436/63 ـ الحافظ أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا محمد بن سعيد الاصبهاني، ثنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن محمد بن كعب، قال: سمعت علياً [(عليه السلام)] يقول: لقد رأيتني أربط الحجر على بطني من شدة الجوع على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وإن صدقتي اليوم لأربعون ألف دينار(3).
8437/64 ـ وعنه، حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا علي بن عبدالله بن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي، ثنا أبي، عن أبيه معاوية، عن ميسرة، عن شريح، قال: كنت مع علي [(عليه السلام)] في سوق الكوفة حتى انتهى إلى قاص يقص، فوقف عليه فقال: أيها القاص تقص ونحن قريب العهد، أما إني أسألك فان تخرج عما سألتك وإلاّ أدبتك، قال القاص: سل ياأمير المؤمنين عما شئت، فقال [(عليه السلام)] ما ثبات الايمان وزواله؟ فقال القاص: ثبات الايمان الورع، وزواله الطمع، قال علي [(عليه السلام)] : فمثلك يقص(4).
8438/65 ـ قال أبو عبيد الهروي: في حديث علي (عليه السلام) أنه شيع سرية أو جيشاً فقال: أعذبوا عن النساء(5).
بيـان:
يقول (عليه السلام): امنعوا أنفسكم عن ذكر النساء وشغل القلوب بهن، فان ذلك يكسركم عن الغزو، وكل من منعته شيئاً فقد أعذبته.
|
____________
1- حلية الأولياء 1:83، الرياض النضرة 2:213.
2- كنز العمال 13:185 ح36552.
3- حلية الأولياء 1:85، الرياض النضرة 2:208.
4- حلية الأولياء 4:136.
5- غريب الحديث 3:467.
8440/67 ـ ابن عساكر، أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي، أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن علان، قالا: أنبأنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن الحسين الجعفي بالكوفة، أنبأنا علي بن محمد بن هارون الحميري، أنبأنا أبو كريب، أنبأنا أبو معاوية، عن الأعمش عن عمرو بن مرة، عن أبي، عن أبي البختري، عن علي [(عليه السلام)] ، قال: أتاه رجل فأثنى عليه، قال: وكان قد بلغه عنه قبل ذلك شيء، فقال
____________
1- النحل: 68.
2- مناقب ابن شهر آشوب باب قضاياه (عليه السلام) في خلافته 2:383، البحار 10:85.
8441/68 ـ وقف سائل عند علي (رضي الله عنه) فقال: لأحد ولده: قل لاُمك هاتي درهماً من ستة دراهم، فقالت: هي للدقيق، فقال: لا يصدق إيمان عبد حتى يكون ما في يد الله أوثق مما في يده فتصدق بالستة، ثم مر به رجل يبيع جملا، فاشتراه بمائة وأربعين وباعه بمائتين، فجاء بالستين إلى فاطمة، فقالت: ما هذا؟ قال: هذا ما وعدنا الله على لسان أبيك {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}(2)(3).
8442/69 ـ قال السيد الجزائري في مقاماته: وفي الرواية أنه سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن صفاء لونه وبياض وجهه وحمرة جبينه، مع ما هو عليه من العبادة والمحبة، واصفرار وجوه العابدين؟ فقال (عليه السلام): انهم خلوا بحبيب لم يعرفوا حالهم لديه أراض أم ساخط، فلذلك كان القوم على وجل، وأما أنا فبلغت درجة يحبهم ويحبونه، فأنا آمن غير خائف(4).
8443/70 ـ قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام) وهو على بغلة له في بعض الحروب: لو اتخذت الخيل ياأمير المؤمنين؟ فقال: أنا لا أفر عن من كر، واكر على من فر، فالبغلة تكفيني(5).
8444/71 ـ محمد بن الحسن الصفار، حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبدالله (عليه السلام)
____________
1- تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 2:293، كنز العمال 13:180 ح36539.
2- الأنعام: 160.
3- ربيع الأبرار 2:9.
4- كشكول الميبدي: 57.
5- كشكول شيخ يوسف البحراني 2:185.