قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة، وقالوا: خطبناها إليك فمنعتنا وزوّجت عليّاً، فقلت لهم: والله ما أنا منعتكم وزوّجته، بل الله منعكم وزوّجه، فهبط عليّ جبرئيل فقال: يا محمّد إنّ الله جلّ جلاله يقول: لو لم أخلق عليّاً، لما كان لفاطمة إبنتك كفوٌ على وجه الأرض آدم فمن دونه(1).
8799/7 ـ الراوندي باسناده، عن موسى بن جعفر، عن آبائه، قال: قال علي (عليه السلام):
قالت الأنصار: يا رسول الله ماذا نقول إذا زففنا النساء؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): قولوا: أتيناكم أتيناكم، فحيّونا نحيّيكم، لولا الذهبة الحمراء ما حلّت فتاتنا بواديكم(2).
8800/8 ـ الصدوق، حدّثنا الشيخ الفقيه الجليل أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (قدس سره)، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن سلمة بن الخطّاب البراوستاني، عن إبراهيم بن مقاتل، قال: حدّثني حامد بن محمّد بن عمرو بن هارون، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
لقد هممت بتزويج فاطمة (عليها السلام) إبنة محمّد (صلى الله عليه وآله) ولم أتجرأ أن أذكر ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله)، وإنّ ذلك اختلج في صدري ليلي ونهاري، حتّى دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا علي، قلت: لبّيك يا رسول الله، قال: هل لك في التزويج؟ قلت: رسول الله أعلم، وإذا هو يريد أن يزوّجني بعض نساء قريش وإنّي لخائف على فوت فاطمة، فما شعرت
____________
1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 225; البحار 43: 92.
2- البحار 103: 268; نوادر الراوندي: 40.
وأمر حور عينها بالقراءة فيها بسورة طه وطواسين ويس وحمعسق، ثمّ نادى مناد من تحت العرش ألا إنّ اليوم يوم وليمة عليّ بن أبي طالب، ألا إنّي اُشهدكم أنّي قد زوّجت فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله) من عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) رضىً منّي بعضهما لبعض، ثمّ بعث الله تبارك وتعالى سحابة بيضاء فقطرت عليهم من لؤلؤها وزبرجدها ويواقيتها، وقامت الملائكة فنثرت من سنبل الجنّة وقرنفلها، هذا ممّا نثرت الملائكة، ثمّ أمر الله تبارك وتعالى ملكاً من ملائكة الجنّة يقال له راحيل وليس في الملائكة أبلغ منه، فقال: اخطب يا راحيل فخطب بخطبة لم يسمع بمثلها أهل السماء ولا أهل الأرض، ثمّ نادى مناد ألا يا ملائكتي وسكّان جنّتي باركوا على عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) حبيب محمّد (صلى الله عليه وآله) وفاطمة بنت محمّد فقد باركت عليهما، ألا إنّي زوّجت أحبّ النساء إليّ من أحبّ الرجال إليّ بعد النبيين والمرسلين، فقال راحيل الملك: يا ربّ وما بركتك فيهما بأكثر ممّا رأينا لهما في جنانك ودارك؟
فقال عزّ وجلّ: يا راحيل إنّ بركتي عليهما أن أجمعهما على محبّتي وأجعلهما حُجّة على خلقي، وعزّتي وجلالي لأخلقنّ منهما خلقاً ولأنشأنّ منهما ذريّةً، أجعلهم
قال علي صلوات الله عليه: فقلت: يا رسول الله بلغ من قدري حتّى أنّي ذُكرتُ في الجنّة وزوّجني الله في ملائكته! فقال (صلى الله عليه وآله): إنّ الله عزّ وجلّ إذا أكرم وليّه وأحبّه أكرمه بما لا عينٌ رأت ولا اُذُنٌ سمعت، فأحباها لك يا علي، فقال علي (عليه السلام): ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت بها عليّ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): آمين(1).
8801/9 ـ الطوسي، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد النعمان (رحمه الله) قال: حدّثنا أبو نصر محمّد بن الحسين البصير السهروردي، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد الأسدي، قال: حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله بن جعفر العلوي المحمدي، قال: حدّثنا يحيى بن هاشم الغساني، قال: حدّثنا محمّد بن مروان، قال: حدّثني جويبر بن سعد، عن الضحّاك بن مزاحم، قال: سمعت عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يقول:
أتاني أبو بكر وعمر فقالا: لو أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فذكرت له فاطمة، قال: فأتيته، فلمّا رآني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضحك ثمّ قال: ما جاء بك يا أبا الحسن؟ حاجتك، قال: فذكرت له قرابتي وقدمي في الإسلام، ونصرتي له وجهادي، فقال: يا علي صدقت فأنت أفضل ممّا تذكر، فقلت: يا رسول الله فاطمة تزوّجنيها، فقال: يا علي
____________
1- أمالي الصدوق، المجلس 83: 448; عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 223; روضة الواعظين، باب تزويج فاطمة: 144; تفسير فرات: 413 ح552; البحار 43: 101; أنوار النعمانية 1: 69.
فسكتت ولم تولّ وجهها، ولم ير فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) كراهة، فقام وهو يقول: الله أكبر سكوتها إقرارها، فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمّد زوّجها عليّ بن أبي طالب فإنّ الله قد رضيها له ورضيه لها، قال علي (عليه السلام): فزوّجني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثمّ أتاني فأخذ بيدي، فقال: قم بسم الله، وقل على بركة الله وما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله توكّلت على الله، ثمّ جاء بي حين أقعدني عندها (عليه السلام) ثمّ قال: اللّهمّ إنّهما أحبّ خلقك إليّ فأحبّهما وبارك في ذريّتهما واجعل عليهما منك حافظاً، وإنّي اُعيذهما وذريّتهما بك من الشيطان الرجيم(1).
8802/10 ـ روى ابن بطّة في (الإبانة)، أنّه خطبها عبد الرحمن فلم يجبه، وفي رواية غيره أنّه قال: بكذا من المهر، فغضب (صلى الله عليه وآله) ومدّ يده إلى حصى فرفعها فسبّحت في يده وجعلها في ذيله فصارت درّاً ومرجاناً، يعرض به جواب المهر، الخبر(2).
8803/11 ـ الطبري، أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى التلعكبريّ، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي، قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، قال: حدّثنا أبو القاسم التستري، قال: حدّثنا أبو الصلت
____________
1- أمالي الطوسي، المجلس 2: 39 ح44; البحار 43: 93 وفي 103: 27 أيضاً; تفسير نور الثقلين 1: 277.
2- مناقب ابن شهر آشوب، باب تزويجها 3: 345.
لمّا زوّجني النبي (صلى الله عليه وآله) بفاطمة قال لي: أبشر فإنّ الله قد كفاني ما همّني من أمر تزويجك، قلت: وما ذاك؟ قال: أتاني جبرئيل بسنبلة من سنابل الجنّة وقرنفلة من قرنفلها، فأخذتهما وشممتهما، وقلت: يا جبرئيل ما شأنهما؟ فقال: إنّ الله أمر ملائكة الجنّة وسكّانها أن يزيّنوا الجنّة بأشجارها وأنهارها وقصورها ودورها وبيوتها، ومنازلها وغرفها، وأمر الحور العين أن يقرأن حمعسق ويس، ثمّ نادى مناد: اشهدوا أجمعين الله يقول: إنّي قد زوّجت فاطمة بنت محمّد من عليّ بن أبي طالب، ثمّ بعث الله سحابة فأمطرت عليهم الدرّ والياقوت واللؤلؤ والجواهر، ونثرت السنبل والقرنفل، فهذا ممّا نثرت عليّ الملائكة(1).
8804/12 ـ أخرج ابن عساكر، عن عليّ [(عليه السلام)] أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) حين زوّجه فاطمة، دعا بماء فمجّه ثمّ أدخله معه فرشّه في جيبه (جنبه) وبين كتفيه، وعوّذه بقل هو الله أحد والمعوّذتين(2).
8805/13 ـ أخبرنا أبو القاسم عليّ بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن المقري، أنبأنا أبو محمّد المصري، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا جعفر بن محمّد، أنبأنا إسحاق بن إسماعيل، أنبأنا أبو اُسامة، عن مجالد عن عامر، عن عليّ [(عليه السلام)] قال:
لقد تزوّجت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما لي فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل، ونعلف عليه ناضحاً بالنهار، وما لي خادم غيرها(3).
8806/14 ـ بالسند المتقدّم، قال: وأنبأنا أحمد، أنبأنا جعفر بن محمّد السائغ، أنبأنا
____________
1- دلائل الامامة: 94 ح28; أمالي الصدوق، مجلس 83: 448; نوادر المعجزات: 93.
2- تفسير السيوطي 6: 414; تاريخ ابن عساكر في مجلد حياة علي (عليه السلام) 1: 232.
3- تاريخ ابن عساكر، مجلد ترجمة علي (عليه السلام) 2: 452.
اُهديت إليّ بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وما لنا فراش إلاّ حسك كبش(1).
8807/15 ـ إبراهيم بن محمّد، أنبأني الشيخ تاج الدين عليّ بن أنجب أبو طالب الخازن البغدادي بها، عن جدّي شيخ الإسلام جمال السنة أبي عبد الله محمّد بن حمويه بن محمّد الجويني بواسطة واحدة، قال: أنبأني شيخ الشيوخ ضياء الدين أبو أحمد عبد الوهاب بن علي إجازة، عن شيخ الإسلام إجازة، عن الشيخ أبي الحسن عليّ بن أحمد المديني إجازة، قال: أنبأنا الشيخ أبو عبد الرحمن محمّد بن الحسن بن موسى السلامي إجازةً وإملاءاً، قال: حدّثنا أبو الفضل محمّد بن عبد الله الشيباني، حدّثنا محمّد بن يزيد بن أبي الأزهر البوشنجي النحوي، أنبأنا أبو هاشم داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، حدّثنا أبي القاسم بن إسحاق، حدّثني أبي إسحاق بن عبد الله، قال: سمعت أبي عبد الله بن جعفر يحدّث عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: سمعت عمي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يقول:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي إنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، وانّه أوحى إليّ أن اُزوّجك فاطمة على خُمس الأرض فهي صداقها، فمن مشى على الأرض وهو لكم مبغض فالأرض حرامٌ عليه أن يمشي عليها(2).
8808/16 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثني أسد بن يوسف بن يعقوب بن حمزة الجعفري، قال: حدثنا محمد بن عكاشة، قال: حدثنا أبو المغرا ـ وهو حميد بن المثنى ـ، عن يحيى بن طلحة النهدي، وعن أيوب بن الحر، عن أبي إسحاق السبيعي، عن
____________
1- تاريخ ابن عساكر، مجلد ترجمة علي (عليه السلام) 2: 452.
2- فرائد السمطين 1: 95 ح64.
____________
1- أمالي الطوسي المجلس 31:633 ح1305، البحار 37:40.
الباب الرابع:
بعض أحوالها سلام الله عليها
8809/1 ـ الطبرسي في حديث: قال لها علي (عليه السلام):
لا ويل لكِ (يا بنت سيّد النبيّين) بل الويل لشانئك، ثمّ نَهنِهي عن وجدك يا بنت الصفوة، وبقيّة النبوّة، فما ونيت عن ديني ولا أخطأت مقدوري، فإن كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون، وكفيلك مأمون، وما أعدّ الله لك أفضل ممّا قطع عنك فاحتسبي الله(1).
8810/2 ـ ابن شهر آشوب، عن الأصبغ بن نباتة، أنّه سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن علّة دفنها ليلا، فقال: إنّها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها، وحرام على من يتولاّهم أن يصلّي على أحد من ولدها(2).
____________
1- الاحتجاج 1: 282 ح49; مناقب ابن شهر آشوب، باب ظلامة أهل البيت (عليهم السلام) 2: 208; البحار 43: 148.
2- مناقب ابن شهر آشوب، باب وفاتها وزيارتها 3: 363; مستدرك الوسائل 2: 289 ح1993; البحار 43: 183; أمالي الصدوق، المجلس 94: 223.
8812/4 ـ المفيد، عن محمّد بن أحمد المنصوري، عن سلمان بن سهل، عن عيسى ابن إسحاق القرشي، عن حمدان بن علي الخفّاف، عن ابن حميد، عن الثمالي، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه، قال: مرضت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرضتها التي توفيت فيها وثقلت، جاءها العباس بن عبد المطلب عائداً، فقيل له: إنّها ثقيلة وليس يدخل عليها أحد، فانصرف إلى داره وأرسل إلى عليّ (عليه السلام) فقال لرسوله: قل له: يا ابن أخ عمّك يقرؤك السلام، ويقول لك: لله قد فجأني من الغم بشكاة حبيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقرّة عينه وعيني، فاطمة، ما هدّني، وإنّي لأظنّها أوّلنا لحوقاً برسول الله (صلى الله عليه وآله) والله يختار لها ويحبوها ويزلّفها لديه، فإن كان من أمرها ما لابدّ منه، فأجمع أنا لك الفداء المهاجرين والأنصار حتّى يصيبوا الأجر في حضورها والصلاة عليها، وفي ذلك جمال للدين.
فقال علي (عليه السلام) لرسوله وأنا حاضر عنده: أبلغ عمّي السلام وقل: لا عدمتُ إشفاقك وتحيّتك، وقد عرفت مشورتك، ولرأيك فضله، إنّ فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم تزل مظلومة من حقّها ممنوعة، وعن ميراثها مدفوعة، ولم تُحفَظ فيها وصيّة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا رُعي فيها حقّه ولا حقّ الله عزّ وجلّ، وكفى بالله حاكماً ومن الظالمين منتقماً، وأنا أسألك يا عمّ أن تسمح لي بترك ما أشرت به، فإنّها
____________
1- البحار 43: 157.
قال: فلمّا أتى العباس رسوله بما قال علي (عليه السلام)، قال: يغفر الله لابن أخي فإنّه لمغفورٌ له، إنّ رأي ابن أخي لا يطعن فيه، إنّه لم يولد لعبد المطلب مولود أعظم بركة من عليّ إلاّ النبيّ (صلى الله عليه وآله)، إنّ علياً لم يزل أسبقهم إلى كلّ مكرمة، وأعلمهم بكلّ قضية، وأشجعهم في الكريهة، وأشدّهم جهاداً للأعداء في نصرة الحنيفية، وأوّل من آمن بالله ورسوله(1).
8813/5 ـ الصدوق، حدثنا أبو علي أحمد بن أبي جعفر البيهقي، قال: حدثنا أبو علي أحمد بن علي بن جبرئيل الجرجاني البزاز، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي عبدالله أبو عمرو القطان، قال: حدثنا أحمد بن عبدالله بن عامر الطائي ببغداد على باب صقر السكري عند جسر أبي الزنج، قال: حدثني أبو أحمد بن سليمان الطائي، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بالمدينة سنة أربع وتسعين ومائة، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): تحشر ابنتي فاطمة [(عليها السلام)] يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدماء، تتعلق بقائمة من قوائم العرش فتقول: ياأحكم الحاكمين احكم بيني وبين من قتل ولدي، قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ويحكم لابنتي فاطمة ورب الكعبة(2).
8814/6 ـ وعنه، حدثني علي بن أحمد بن عبيدالله، عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه محمد بن خالد باسناده يرفعه إلى عنبسة الطائي، عن أبي جبير،
____________
1- أمالي الطوسي، المجلس 6: 155 ح258; البحار 43: 209.
2- صحيفة الرضا (عليه السلام) 1:89 ح21، مناقب ابن المغازلي: 64 ح91، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:26، البحار 43:220.
8815/7 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن مالك النحوي، قال: حدثنا أحمد بن عبدالجبار، قال: حدثنا بشر بن بكر، عن محمد بن إسحاق، عن مشيخته، قال: لما رجع علي بن أبي طالب (عليه السلام) من اُحد ناول فاطمة سيفه وقال:
أفاطم هاك السيف غير ذميم | فلست برعديد ولا بلئيم |
لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد | ومرضاة ربّ للعباد رحيم |
قال: وسمع يوم اُحد، وقد هاجت ريح عاصف، هاتف يهتف، وهو يقول:
____________
1- عقاب الأعمال: 219، البحار 43:223، إثبات الهداة 1:550.
لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي | فاذا ندبتم هالكاً فابكوا الموفى أخا الوفي(1) |
8816/8 ـ روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لرجل من بني سعد وذكر حديثاً يقول فيه إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال له ولفاطمة: ألا اُعلّمكم ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فكبّرا أربعاً وثلاثين تكبيرة، وسبّحا ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، واحمدا ثلاثاً وثلاثين تحميدة، فقالت فاطمة (عليها السلام): رضيت عن الله وعن رسوله(2).
8817/9 ـ مسلم، حدثنا محمد بن المثنى; ومحمد بن بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم، قال: سمعت ابن أبي ليلى، حدثنا علي [(عليه السلام)]: أن فاطمة اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها، وأتى النبي (صلى الله عليه وسلم)سبي، فانطلقت فلم تجده ولقيت عائشة فأخبرتها، فلما جاء النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبرته عائشة بمجيء فاطمة اليها، فجاء النبي (صلى الله عليه وسلم) إلينا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري، ثم قال: ألا اُعلمكما خيراً مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعاً وثلاثين، وتسبحاه ثلاثاً وثلاثين، وتحمداه ثلاثاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم(3).
8818/10 ـ عن علي [(عليه السلام)]: إتقي الله يافاطمة وأدي فريضة ربك، واعملي عمل أهلك، وإذا أخذت مضجعك فسبحي ثلاثاً وثلاثين، واحمدي ثلاثاً وثلاثين، وكبري أربعاً وثلاثين، فتلك مائة فهي خير لك من خادم(4).
____________
1- أمالي الطوسي المجلس الخامس: 142 ح222، البحار 20:71.
2- من لا يحضره الفقيه 1:321 ح947، وسائل الشيعة 4:1026، علل الشرائع: 366، البحار 43:82.
3- صحيح مسلم 8:84، صحيح البخاري 3:192، سنن البيهقي 7:293، حلية الأولياء 4:355، الرياض النضرة 2:217.
4- كنز العمال 15:332 ح41268.
8820/12 ـ عن علي [(عليه السلام)]: ألا أخبركما بخير مما سألتماني كلمات علمنّيهن جبريل، تسبحان في دبر كل صلاة عشراً وتحمدان عشراً، وتكبران عشراً، وإذا اُوتيتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين، وأحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبرا أربعاً وثلاثين(2).
8821/13 ـ أحمد بن حنبل: (قال عبدالله بن أحمد) حدثني أحمد بن محمد بن يحيى ابن سعيد القطان، حدثنا أزهر بن سعد، عن ابن عون، عن عبيدة، عن علي [(عليه السلام)]قال: اشتكت إلي فاطمة مجل يديها من الطحن، فأتينا النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقلت: يارسول الله، فاطمة تشتكي إليك مجل يديها من الطحن وتسألك خادماً، فقال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ فأمرنا عند منامنا بثلاث وثلاثين، وثلاث وثلاثين وأربع وثلاثين، من تسبيح وتحميد وتكبير(3).
8822/14 ـ ابن سعد، أخبرنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا عطاء ابن السائب، عن أبيه، عن علي (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما زوجه فاطمة بعث معها بخملة ووسادة أدم حشوها ليف، ورحاتين وسقاء وجرتين، قال: فقال علي لفاطمة ذات يوم: والله لقد سنوت حتى قد اشتكيت صدري، وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي فاستخدميه، فقالت: وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي، فأتيت النبي(صلى الله عليه وسلم)، فقال: ما جاء بك يابنية؟ فقالت: جئت لاُسلم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت، فقال: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله، فأتياه جميعاً فقال علي: والله
____________
1- كنز العمال 15:332 ح41272.
2- كنز العمال 15:343 ح41309.
3- مسند أحمد 1:123.
8823/15 ـ عن علي [(عليه السلام)]: إذا كان يوم القيامة حملت على البراق، وحملت فاطمة على ناقتي القصواء، وحمل بلال على ناقة من نوق الجنة وهو يقول: الله اكبر الله اكبر إلى آخر الأذان يسمع الخلائق(2).
8824/16 ـ عن علي [(عليه السلام)]: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجب: ياأهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمر(3).
____________
1- طبقات ابن سعد 8:25، الرياض النضرة 2:216.
2- كنز العمال 11:654 ح33164.
3- كنز العمال 12:108 ح34219، ذخائر العقبى: 48.
الباب الخامس:
بعض أحوالها سلام الله عليها
خطبتها (عليها السلام) حين اجتمعت عندها نساء المهاجرين والأنصار
8825/1 ـ (أبو الحسن) علي بن محمّد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني، قال: أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن حسن بن جعفر بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: حدّثنا محمّد بن علي الهاشمي، قال: حدّثنا عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
لما حضرت فاطمة سلام الله عليها الوفاة دعتني، فقالت: أمنفّذ أنت وصيّتي وعهدي؟ قال: قلت: بلى اُنفذها، فأوصت إليه وقالت: إذا أنا متُّ فادفنّي ليلا ولا تؤذننّ رجلين ـ ذكرتهما ـ.
قال: لما اشتدّت علّتها اجتمع إليها نساء المهاجرين والأنصار، فقلن: كيف أصبحتِ يا بنت رسول الله من علّتكِ؟
فقالت: أصبحت والله عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم، لفظتهم قبل أن عجمتهم،
ويحهم أنا زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوّة ومهبط الوحي الأمين، والطبين بأمر الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين، وما نقموا من أبي الحسن، نقموا والله منه نكير سيفه وشدّة وطأته، ونكال وقعته، وتنمّره في ذات الله عزّ وجلّ، والله لو تكافّوا عن زمام نبذه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليه لاعتلقه، ولَسار بهم سيراً سجحاً لا يكلم خشاشه ولا يتعتع راكبه، ولأوردهم منهلا خيراً فضفاضاً تطفح ضفّتاه (ولا يترنق جانباه)، ولأصدرهم بطاناً قد تخيّر لهم الريّ، غير متحلٍّ منه بطائل ولا يحظى من الدنيا بنائل، غير ريّ الناهل وشبعة الكافل، ولبان لهم الزاهد من الراغب، والصادق من الكاذب، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَات مِنَ السَّمَاءِ وَالاَْرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}(1)، {وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ}(2).
ألا هلمّ فاستمع وما عشت أراك الدهر عجباً، وإن تعجب فعجب قولهم، ليت شعري إلى أيّ سناد استندوا وعلى أيّ عماد اعتمدوا، وبأيّة عروة تمسّكوا، وعلى أيّ ذريّة أخدموا واحتنكوا، لبئس المولى ولبئس العشير، وبئس للظالمين بدلا، استبدلوا الذنابى والله بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغماً لمعاطِس قوم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، ويحهم {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}(3).
____________
1- الأعراف: 96.
2- الزمر: 51.
3- يونس: 35.
____________
1- معاني الأخبار: 355; البحار 43: 159.