مبحث
ما جاء في نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
الباب الأول:
ما جاء في خديجة بنت خويلد
8932/1 ـ عن علي (عليه السلام) قال: ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) خديجة يوماً وهو عند نسائه فبكى، فقالت عائشة: ما يبكيك على عجوز حمراء من عجائز بني أسد؟ فقال (صلى الله عليه وآله): صدقتني إذ كذبتم، وآمنت بي إذ كفرتم، وولدت لي إذ عقمتم، قالت عائشة: فما زلت أتقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذكرها(1).
8933/2 ـ مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبدالله بن نمير، وأبو اُسامة، وحدثنا أبو كريب، حدثنا أبو اُسامة، وابن نمير، ووكيع، وأبو معاوية، وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبدة بن سليمان كلهم، عن هشام بن عروة (واللفظ حديث أبي أُسامة)، وحدثنا أبو كريب، حدثنا أبو اُسامة، عن هشام، عن أبيه، قال: سمعت عبدالله بن جعفر، يقول: سمعت علياً بالكوفة، يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد،
____________
1- كشف الغمة 2:131، البحار 16:8.
8934/3 ـ عن علي [(عليه السلام)]: خير نساء الجنة مريم بنت عمران، وخير نساء الجنة خديجة بنت خويلد(2).
____________
1- صحيح مسلم 7:132، صحيح البخاري 2:209، مسند أحمد 1:83، الجامع الصغير للسيوطي 1:629 ح4089.
2- كنز العمال 12:132 ح34346.
الباب الثاني:
ما جاء في عائشة بنت أبي بكر
8935/1 ـ ابن طاووس: من كتاب إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي، قال: أخبرنا إسماعيل بن اُمية المقري، قال: حدثنا عبدالغفار بن القاسم الأنصاري، عن عبدالله ابن شريك العامري، عن جندب الأزدي، عن علي (عليه السلام).
قال: وحدثنا سفيان بن إبراهيم، عن عبدالمؤمن بن القاسم، عن عبدالله بن شريك، عن جندب، عن علي (عليه السلام) قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعنده اُناس، قبل أن يحجب النساء، فأشار بيده أن أجلس بيني وبين عائشة، فجلست، فقالت: تنح عني (كذا) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ماذا تريدين إلى أمير المؤمنين(1).
8936/2 ـ الشيخ الطوسي، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا محمد بن جعفر الرزار أبو العباس، قال: حدثنا أبو أمّي محمد بن عيسى أبو جعفر القيسي، قال: حدثنا إسحاق بن زيد الطائي، عن عبدالغفار بن القاسم، عن عبدالله
____________
1- اليقين الباب 44:193، البحار 22:243.
8937/3 ـ ابن شهر آشوب: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) للحسن (عليه السلام): إذهب إلى فلانة فقل لها قال لك أمير المؤمنين: والذي فلق الحبة والنوى وبرأ النسمة لئن لم ترحلي الساعة لأبعثن عليك بما تعلمين، فلما أخبرها الحسن بما قال أمير المؤمنين قامت ثم قالت رحلوني، فقالت لها إمرأة من المهالبة: أتاك ابن عباس شيخ بني هاشم حاورته وخرج من عندك مغضباً، وأتاك غلام فأقلعت؟ قالت: إن هذا الغلام ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمن أراد أن ينظر إلى مُقلتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلينظر إلى هذا الغلام، وقد بُعِث إلي بما علمت، قالت فأسألك بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليك إلاّ أخبرتنا بالذي بعث إليك؟ قالت: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جعل طلاق نسائه بيد علي فمن طلقها في الدنيا بانت منه في الآخرة(2).
8938/4 ـ ابن شهر آشوب: عن ابن بابويه، عن الصادق (عليه السلام) قال: أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في آخر احتجاجه على أبي بكر بثلاث وعشرين خصلة: نشدتكم بالله هل علمتم أن عائشة قالت لرسول الله (صلى الله عليه وآله): إن إبراهيم ليس منك وإنه من فلان القبطي، فقال: ياعلي فاذهب واقتله، فقلت: يارسول الله إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمى في الوبر لما أمرتني، الخبر(3).
____________
1- أمالي الطوسي المجلس 27:602 ح1246، اليقين الباب 51:202، البحار 22:244.
2- مناقب ابن شهر آشوب باب الاستنابة والولاية 2:134، البحار 38:75.
3- مناقب ابن شهر آشوب باب الاختصاص برسول الله (صلى الله عليه وآله) 2:225، البحار 22:154، الخصال باب الأربعين: 563.
____________
1- تفسير فرات: 141 ح170، البحار 32:127.
الباب الثالث:
ما جاء في مارية القبطيّة
8940/1 ـ عن عبيدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب [(عليه السلام)] إن قبطياً كان يتحدث إلى مارية في مشربتها (مشرفتها) فأرسلني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعي السيف، فلما بصر بي القبطي هرب فصعد نخلة، فنظرت من تحته فاذا هو حصور ليس له ذكر، فانصرفت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)فقال: إنما شفاء العي السؤال(1).
8941/2 ـ الحافظ أبو نعيم: حدثنا إبراهيم بن محمد وغيره، قالا: ثنا محمد بن يحيى بن مندة، ثنا محمد بن عصام بن يزيد، عن أبيه، عن سفيان، عن محمد بن عمر ابن علي، عمن حدثنه، عن علي [(عليه السلام)] قال: بلغ النبي (صلى الله عليه وسلم) عن نسييب لأم إبراهيم شيء، فدفع السيف إليّ فقال: إذهب فاقتله، فانتهيت إليه فاذا هو فوق نخلة، فلما رآني عرف ووقع وألقى ثوبه، فاذا هو أجب، فكففت عنه، فأتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فحدثته، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): أحسنت(2).
____________
1- كنز العمال 5:458 ح13604.
2- حلية الأولياء 7:93.
مبحث
أصحاب النبي والإمام علي (عليه السلام) وآخرون
الباب الأول:
في عمار بن ياسر
8942/1 ـ خلف، قال: حدثنا فتح بن عمرو الوراق، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل وسفيان، عن أبي إسحاق، عن هاني بن هاني، قال: قال علي (عليه السلام): استأذن عمار على النبي (صلى الله عليه وآله) فعرف صوته فقال: مرحباً ائذنوا للطيب ابن الطيب(1).
8943/2 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): تقتل عماراً الفئة الباغية(2).
8944/3 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): عمار على الحق حين يقتل بين الفئتين إحدى الفئتين على سبيلي وسنتي، والاُخرى مارقة من الدين خارجة عنه(3).
____________
1- رجال الكشي 1:146 ح66.
2- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:63، البحار 22:326.
3- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:66، البحار 22:326.
8946/5 ـ عن أوس بن أبي أوس قال: كنت عند علي [(عليه السلام)] فسمعته يقول: دم عمار ولحمه حرام على النار أن تأكله أو تمسه(2).
8947/6 ـ عن علي [(عليه السلام)] عمار ملىء إيماناً إلى حشاشه(3).
8948/7 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: ذكرت للنبي (صلى الله عليه وسلم) عماراً قال: أما إنه سيشهد معك مشاهد أجرها عظيم وذكرها كثير وثناؤها حسن(4).
8949/8 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: كنا جلوساً عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فجاء عمار يستأذن، فعرف صوته فقال: إئذنوا له، فلما دخل قال: مرحباً بالطيب المطيب(5).
8950/9 ـ عن عبدالله بن مسلمة، قال: لقي علي (رضي الله عنه) رجلين قد خرجا من الحمام مدهنين، فقال: من أنتما، قالا: من المهاجرين، قال: كذبتما المهاجر عمار بن ياسر(6).
8951/10 ـ عن سعد، أنبأنا محمد بن عمر، وغيره، قالوا: قال علي [(عليه السلام)] حين قتل عمار: إن امرءً من المسلمين لم يعظم عليه قتل عمار بن ياسر وتدخل عليه المصيبة الموجعة لغير رشيد، رحم الله عماراً يوم أسلم، ورحم الله عماراً يوم قتل، ورحم الله عماراً يوم يبعث حياً، لقد رأيت عماراً وما يذكر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أربعة إلاّ كان رابعاً، ولا خمسة إلاّ كان خامساً، وما كان أحد من قدماء أصحاب رسول
____________
1- كنز العمال 11:720 ح33520، الجامع الصغير للسيوطي 2:178 ح5606.
2- كنز العمال 13:539 ح37412، الجامع الصغير للسيوطي 1:651 ح4234.
3- كنز العمال 11:722 ح33530، الجامع الصغير للسيوطي 2:178 ح5604.
4- كنز العمال 11:723 ح، حلية الأولياء 1:142.
5- كنز العمال 13:526 ح37362، مسند أحمد 1:99، حلية الأولياء 1:140.
6- كنز العمال 13:530 ح37373.
8952/11 ـ أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا الحسن بن حماد الوراق، وأحمد بن المقدام، قالا: ثنا عتام بن علي، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن هانىء بن هانىء، قال: كنا عند علي (رضي الله عنه) فدخل عمار فقال: مرحباً بالطيب المطيب، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: عمار مُلِىء إيماناً إلى حشاشه(2).
8953/12 ـ وعنه: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا عبدالله ابن عامر بن زرارة، ثنا يحيى بن زكريا، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي (رضي الله عنه) قال: كان عمار يأخذ من هذه السورة، ومن هذه السورة، فذكر ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال لعمار: لِمَ تأخذ من هذه السورة ومن هذه السورة؟ قال: تسمعني أخلط به ما ليس منه؟ قال: لا قال: فكله طيب(3).
8954/13 ـ الطبري: حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبدالرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن أبي اسحاق، عن هانيء بن هانيء، عن علي قال: جاء عمار يستأذن على النبي(صلى الله عليه وسلم)فقال: ائذنوا له، مرحباً بالطيب المطيب(4).
____________
1- كنز العمال 13:538 ح37411.
2- حلية الأولياء 1:139.
3- حلية الأولياء 1:141.
4- تهذيب الآثار (مسند علي) 4:155.
الباب الثاني:
في زيد بن صوحان
8955/1 ـ المفيد، حدثنا جعفر بن الحسين المؤمن، وجماعة من مشايخنا، عن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن موسى بن جعفر البغدادي، عن علي بن معبد، عن عبيدالله بن عبدالله الدهقان، عن واصل بن سليمان، عن عبدالله ابن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لما صرع زيد بن صوحان يوم الجمل، جاء أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى جلس عند رأسه، فقال: يرحمك الله يازيد فقد كنت خفيف المؤونة عظيم المعونة، قال: فرفع زيد رأسه اليه ثم قال: وأنت فجزاك الله خيراً ياأمير المؤمنين ما علمتك إلاّ بالله عليماً وفي اُم الكتاب حكيماً، وأن الله في صدرك العظيم، والله ما قاتلت معك عن جهالة ولكنني سمعت اُم سلمة زوجة رسول الله (صلى الله عليه وآله) تقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وكرهت والله أن أخذلك
8956/2 ـ الخوارزمي، باسناده عن الأصبغ بن نباتة، قال لما ان اُصيب زيد بن صوحان يوم الجمل، أتاه علي (عليه السلام) وبه رمق، فوقف عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فهو لما به فقال: رحمك الله يازيد، فوالله ما عرفتك إلاّ خفيف المؤنة، كثير المعونة، قال: فرفع اليه رأسه فقال: وأنت يرحمك الله، فوالله ما عرفتك إلاّ بالله عالماً، وبآياته عارفاً، والله ما قاتلت معك من جهل، ولكني سمعت حذيفة بن اليمان يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: علي أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ألا وإن الحق معه، ألا وإن الحق معه يتبعه، ألا فميلوا معه(2).
____________
1- الاختصاص: 79، تفسير البرهان 4:135، رجال الكشي 1:284 ح119، البحار 23:211، تأويل الآيات الظاهرة: 538.
2- مناقب الخوارزمي: 177 ح215، كشف الغمة 1:146، البحار 38:35.
الباب الثالث:
في محمد بن أبي بكر
8957/1 ـ المفيد، حدثنا أبو عبدالله الحسين بن أحمد العلوي المحمدي، وأحمد بن علي بن الحسين بن زنجويه جميعاً، قالا: حدثنا أبو القاسم حمزة بن القاسم العلوي، قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، عن سمرة بن علي، عن أبي معاوية الضرير، عن مجالد، عن الشعبي، قال: حدثنا عبدالله بن جعفر ذو الجناحين، قال: لما جاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) مصاب محمد بن أبي بكر حيث قتله معاوية بن خديج السكوني بمصر، جزع عليه جزعاً شديداً وقال: ما أحلق مصر أن يذهب آخر الدهر، فلوددت أني وجدت رجلا يصلح لها وجهته إليها، فقلت: تجد، فقال: من؟ فقلت الأشتر، فقال ادعه لي فدعوته فكتب له عهده(1).
____________
1- الاختصاص: 79، البحار 33:589.
الباب الرابع:
في مالك الأشتر
8958/1 ـ المفيد، حدثنا أحمد بن علي، قال: حدثنا أبو القاسم حمزة بن القاسم العلوي، عن بكر بن عبدالله بن حبيب، عن سمرة بن علي، قال: حدثني المنهال بن جبير الحميري، قال: حدثنا عوانة، قال: لما جاء هلاك الأشتر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) صعد المنبر فخطب الناس ثم قال: ألا إن مالك بن الحارث قد قضى نحبه وأوفى بعهده ولقي ربه، فرحم الله مالكاً لو كان جبلا لكان فذّاً ولو كان حجراً لكان صلداً، لله مالك وما مالك! وهل قامت النساء عن مثل مالك، وهل موجود كمالك! قال: فلما نزل ودخل القصر أقبل عليه رجال من قريش فقالوا: لشد ما جزعت عليه ولقد هلك، قال: أما والله هلاكه فقد أعزّ أهل المغرب وأذل أهل المشرق، قال: وبكى عليه أياماً وحزن عليه حزناً شديداً وقال: لا أرى مثله بعده أبداً(1).
8959/2 ـ الزمخشري: علي (رضي الله عنه) حين جاء نعي الأشتر: مالك وما مالك! لو كان
____________
1- الاختصاص: 81، البحار 33:591.
____________
1- ربيع الأبرار 1:216.
الباب الخامس:
في الحسن البصري
8960/1 ـ الطبرسي: عن أبي يحيى الواسطي، قال: لما افتتح أمير المؤمنين (عليه السلام) [البصرة] اجتمع الناس عليه وفيهم الحسن البصري ومعه الألواح، فكان كلما لفظ أمير المؤمنين (عليه السلام) بكلمة كتبها، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): بأعلى صوته: ما تصنع؟ فقال: نكتب آثاركم لنحدّث بها بعدكم، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أما أن لكل قوم، سامري، وهذا سامري هذه الاُمة، أما أنه لا يقول لا مساس ولكن يقول: لا قتال(1).
8961/2 ـ وعنه: عن ابن عباس قال: لما فرغ أمير المؤمنين (عليه السلام) من قتال أهل البصرة، وضع قتباً على قتب ثم صعد عليه فخطب، فحمد الله وأثنى عليه فقال:
يا أهل البصرة، ياأهل المؤتفكة، ياأهل الداء العضال، أتباع البهيمة، ياجند المرأة، رغافاً جبتم، وعقر فهربتم، ماؤكم زعاق ودينكم نفاق، وأخلاقكم
____________
1- الاحتجاج 1:404 ح87، البحار 42:141، تفسير نور الثقلين 3:392.
فقال: ياحسن! أسبغ الوضوء، فقال: ياأمير المؤمنين لقد قتلت بالأمس اُناساً يشهدون أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله، يصلون الخمس، ويسبغون الوضوء، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): قد كان ما رأيت، فما منعك أن تعين علينا عدوّنا؟!
فقال: والله لأصدقنّك ياأمير المؤمنين، لقد خرجت في أول يوم فاغتسلت وتحنطت وصببت عليّ سلاحي وأنا لا أشك في أن التخلف عن اُم المؤمنين عائشة هو الكفر، فلما انتهيت إلى موضع من الخريبة ناداني مناد: ياحسن إلى أين؟ ارجع فان القاتل والمقتول في النار، فرجعت ذعراً، وجلست في بيتي، فلما كان اليوم الثاني لم أشك أن التخلف عن اُم المؤمنين عائشة هو الكفر، فتحنطت وصببت عليّ سلاحي وخرجت اُريد القتال، حتى انتهيت إلى موضع من الخريبة، فناداني مناد من خلفي: ياحسن إلى أين مرة بعد اُخرى فان القاتل والمقتول في النار.
فقال علي (عليه السلام) صدقك، أفتدري من ذلك المنادي؟ قال: لا، قال علي (عليه السلام) ذاك أخوك إبليس، وصدقك أن القاتل والمقتول منهم في النار [أي القاتل والمقتول من أصحاب الجمل في النار] فقال الحسن البصري: الآن عرفت ياأمير المؤمنين أن القوم هلكى(1).
8962/3 ـ روي عن أمير المؤمنين انّه رأى الحسن البصري وهو يتوضأ للصلاة وكان ذا وسوسة، فصبّ على أعضائه ماءً كثيراً، فقال له (عليه السلام): أرقت ماءً كثيراً
____________
1- الاحتجاج 1:401 ح86، البحار 42:141.
____________
1- شرح النهج لابن أبي الحديد 1:368، إثبات الهداة 5:41.