الصفحة 111

الباب السادس:

في أبي ذر الغفاري

8963/1 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): أبو ذر صدّيق هذه الاُمة(1).

8964/2 ـ عن علي [(عليه السلام)] عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، يطلب شيئاً من الزهد عجز عنه الناس(2).

8965/3 ـ ابن سعد، أخبرنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو حرب بن أبي الأسود، عن أبي الأسود، قال ابن جريج، ورجل، عن زاذان، قالا: سئل علي بن أبي طالب [(عليه السلام)] عن أبي ذر: فقال: وعى علماً عجز فيه، وكان شحيحاً حريصاً، شحيحاً على دينه حريصاً على العلم، وكان يكثر السؤال فيعطى ويمنع، أما أن قد مُلِئ له في وعائه حتى امتلأ، فلم يدروا ما يريد بقوله، وَعى علماً

____________

1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:65، البحار 22:405.

2- كنز العمال 11:667 ح33227.


الصفحة 112
عجز فيه، أعجز عن كشف ما عنده من العلم أم عن طلب ما طلب من العلم إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)(1).

8966/4 ـ الحافظ أبو نعيم: حدثنا محمد بن عبدالله، وعمر بن الحسن الواسطي، قالا: ثنا عبدان بن أحمد، قال: ثنا عمر بن شاذان البصري، قال: ثنا بشر بن مهران، قال: ثنا شريك، عن الأعمش، عن زيد، قال: قال علي [(عليه السلام)]: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر (يطلب شيئاً من الزهد عجز عنه الناس)(2).

8967/5 ـ عن ابن عباس (رضي الله عنه) أن لقيا أبي ذر لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان بدلالة علي (رضي الله عنه)، وأنه قال له: ما أقدمك هذه البلدة؟ فقال له أبو ذر: إن كتمت عليّ أخبرتك، وفي رواية إن أعطيتني عهداً وميثاقاً أن ترشدني أخبرتك، ففعل، قال أبو ذر فأخبرته فأرشدني وأوصلني إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأسلمت، وفي الامتاع أن علياً استضاف أبا ذر ثلاثة أيام لا يسأله عن شيء وهو لا يخبره، ثم في الثالث قال له ما أمرك وما أقدمك هذه البلدة؟ قال له: إن كتمت عليّ أخبرتك، قال: فاني أفعل، قال له: بلغنا أنه خرج هنا رجل يزعم أنه نبي، فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر فأردت أن ألقاه، فقال له: أما أنك قد رشدت هذا وجهي ـ أي خروجي ـ اليه فاتبعني أدخل حيث أدخل، فان رأيت أحداً أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي، وفي لفظ كأني أريق الماء، فامض أنت، قال أبو ذر: فمضى ومضيت حتى دخل ودخلت معه على النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت له أعرض عليّ الاسلام فعرضه فأسلمت مكاني الحديث(3).

____________

1- طبقات ابن سعد 4:232.

2- حلية الأولياء 4:172، كنز العمال 11:667 ح33227.

3- السيرة الحلبية 1:306.


الصفحة 113

الباب السابع:

في الزبير بن العوام

8968/1 ـ عن علي [(عليه السلام)]: أتحبه؟ أما أنك ستخرج عليه وتقاتله وأنت له ظالم(1).

____________

1- كنز العمال 11:196 ح31202.


الصفحة 114

الباب الثامن:

في جعفر بن أبي طالب

8969/1 ـ الصدوق، حدثني محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني، قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما جاءه جعفر بن أبي طالب من الحبشة قام اليه واستقبله اثنتي عشر خطوة وقبّل ما بين عينيه وبكى، وقال: لا أدري بأيهما أنا أشدّ سروراً بقدومك ياجعفر أم بفتح الله على أخيك خيبر وبكى فرحاً برؤيته(1).

8970/2 ـ عن علي [(عليه السلام)] عن النبي (صلى الله عليه وسلم): أما أنت ياجعفر فأشبهت خلقي وخلقي، فأنت من شجرتي التي أنا منها(2).

8971/3 ـ عن علي [(عليه السلام)]: سيد الشهداء جعفر بن أبي طالب، معه الملائكة، لم

____________

1- الخصال باب الاثني عشر: 474، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1:254، البحار 21:24.

2- كنز العمال 11:662 ح33197.


الصفحة 115
ينحل ذلك أحد ممن مضى من الاُمم غيره شيء، أكرم الله به محمداً (صلى الله عليه وسلم)(1).

8972/4 ـ عن علي [(عليه السلام)]: عرفت جعفراً في رفقة من الملائكة يبشرون أهل بيته بالمطر(2).

8973/5 ـ ابن سعد، قال: أخبرنا إسماعيل بن عبدالله بن أبي أويس، قال: حدثني حسين، عن عبدالله بن حمزة، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب [(عليه السلام)]: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: إن لجعفر بن أبي طالب جناحين يطير بهما في الجنة مع الملائكة(3).

____________

1- كنز العمال 11:661 ح33190.

2- كنز العمال 11:661 ح33191.

3- طبقات ابن سعد 4:39.


الصفحة 116

الباب التاسع:

في أبي بكر

8974/1 ـ الحاكم النيسابوري، أخبرنا أبو قتيبة سالم بن الفضل الآدمي بمكة، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا علي بن هاشم، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم; وعيسى، عن عبدالرحمن، عن أبي ليلى، عن علي [(عليه السلام)] أنه قال: ياأبا ليلى أما كنت معنا بخيبر؟ قال: بلى والله كنت معكم، قال: فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث أبا بكر إلى خيبر فسار بالناس وانهزم حتى رجع(1).

____________

1- مستدرك الحاكم النيسابوري 3:37.


الصفحة 117

الباب العاشر:

في عمر بن الخطاب

8975/1 ـ الحاكم النيسابوري، أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا عبيدالله بن موسى، ثنا نعيم بن حكيم، عن أبي موسى الحنفي، عن علي(رضي الله عنه) قال: سار النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى خيبر فلما أتاها بعث عمر وبعث معه الناس إلى مدينتهم أو قصرهم، فقاتلوهم فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه، فجاؤوا يجبنونه ويجبنهم، فساء النبي (صلى الله عليه وسلم)، الحديث(1).

____________

1- مستدرك الحاكم النيسابوري 3:37.


الصفحة 118

الباب الحادي عشر:

في عثمان بن عفان

8976/1 ـ حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيى، عن عاصم بن حميد الحناط، عن أبي بصير، عن عمرو بن سعيد، قال: حدثنا عبدالملك ابن أبي ذر الغفاري، قال: بعثني أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم مزق عثمان المصاحف، فقال: أدع أباك، فجاء أبي إليه مسرعاً، فقال: ياأبا ذر اُتي اليوم في الاسلام أمر عظيم، مُزِق كتاب الله ووضع فيه الحديد وحق على الله أن يسلّط الحديد على من مزّق كتابه بالحديد، قال، فقال له أبو ذر: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّ أهل الجبرية من بعد موسى قاتلوا أهل النبوة فظهروا عليهم فقتلوهم زماناً طويلا، ثم إن الله بعث فتية فهاجروا إلى غير آبائهم فقاتلهم فقتلوهم، وأنت بمنزلتهم ياعلي، فقال علي (عليه السلام): قتلتني ياأبا ذر، فقال أبو ذر: أما والله لقد علمت أنه سيبدأ بك(1).

____________

1- اختيار معرفة الرجال 1:108 ح50، البحار 22:407، إثبات الهداة 5:6.


الصفحة 119

الباب الثاني عشر:

في اسامة بن زيد

8977/1 ـ قال أبو عمرو الكشي: وجدت في كتاب أبي عبدالله الشاذاني، قال: حدثني جعفر بن محمد المدايني، عن موسى بن القاسم العجلي، عن صفوان، عن عبدالرحمن بن الحجاج، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم السلام) قال: كتب علي (عليه السلام) إلى والي المدينة: لا تعطين سعداً ولا ابن عمر من الفيئ شيئاً، فأما اُسامة بن زيد فاني قد عذرته في اليمين التي كانت عليه(1).

____________

1- رجال الكشي 1:197 ح82.


الصفحة 120

الباب الثالث عشر:

في خالد بن الوليد

8978/1 ـ الصدوق، باسناده عن عامر بن واثلة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الشورى: نشدتكم بالله هل علمتم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث خالد بن الوليد إلى بني حذيمة (خزيمة) ففعل ما فعل، فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ثلاث مرات، ثم قال: إذهب ياعلي، فذهبت فوديتهم، ثم ناشدتهم بالله هل بقي شيء؟ فقالوا: إن نشدتنا بالله فميلغة كلابنا وعقال بعيرنا فأعطيتهم لهما، وبقي معي ذهب كثير فأعطيتهم إياه وقلت: هذا لذمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولما تعلمون ولما لا تعلمون، ولروعات النساء والصبيان، ثم جئت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبرته فقال: والله ما يسرني ياعلي أن لي بما صنعت حمر النعم، قالوا: اللهم نعم(1).

____________

1- الخصال أبواب الأربعين: 562، البحار 21:141.


الصفحة 121

الباب الرابع عشر:

في سعد

8979/1 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد في ذي الحجة سنة سبع عشرة وأربعمائة في داره (درب السلولي في القطيعة)، قال: حدثني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن قاسم المعروف بالخلدي، قال: حدثنا أبو محمد الحارث ابن أبي اُسامة، قال: حدثنا عبدالعزيز بن أبان، قال: حدثنا الثوري، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت عبدالله بن شداد قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول: ما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفدي رجلا بأبويه إلاّ سعداً، سمعته يقول له: يوم اُحد إرم سعد فداك أبي واُمّي(1).

____________

1- أمالي الطوسي المجلس 14:389 ح854، صحيح البخاري 4:47، مسند أحمد 1:124.


الصفحة 122

الباب الخامس عشر:

في عمرو بن العاص

8980/1 ـ العياشي: عن محمد بن سالم (مسلم)، عن أبي بصير، قال: قال جعفر بن محمد خرج عبدالله بن عمرو بن العاص من عند عثمان فلقي أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: ياعلي، بيتنا الليلة في أمر نرجو أن يثبت الله هذه الاُمة، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): لن يخفى عليّ ما بيتم فيه، حرفتم وغيرتم وبدلتم تسعمائة حرف: ثلاثمائة حرفتم، وثلاثمائة غيرتم، وثلاثمائة بدلتم، {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ} إلى آخر الآية {َمِمَّا يَكْسُبُونَ}(1)(2).

____________

1- البقرة: 79.

2- تفسير العياشي 1:47، تفسير البرهان 1:119، البحار 92:55.


الصفحة 123

الباب السادس عشر:

في بلال الحبشي

8981/1 ـ جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: ياأمير المؤمنين إن بلالا كان يناظر اليوم فلاناً فجعل يلحن في كلامه وفلان يعرب ويضحك من بلال، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ياعبدالله إنما يراد بإعراب الكلام تقويمه لتقويم الأعمال وتهذيبها، ما ينفع فلاناً إعرابه وتقويم كلامه إذا كانت أفعاله ملحونة أقبح لحن، وماذا يضر بلالا لحنه في كلامه إذا كانت أفعاله مقومة أحسن تقويم، مهذبة أحسن تهذيب، إنما الحياة متاع، ومتاع الدنيا بطيئ الاجتماع، قليل الانتفاع، سريع الانقطاع(1).

____________

1- مجموعة ورام 2:101، مستدرك الوسائل 4:279 ح4697، إحياء الأحياء 2:310، عدة الداعي: 27.


الصفحة 124

الباب السابع عشر:

في الخباب بن الأوت

8982/1 ـ أن أمير المؤمنين (عليه السلام) وقف على قبر خباب بن الأرت، فقال: رحم الله خباباً أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وعاش مجاهداً، وابتلي في جسمه أحوالا ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا(1).

____________

1- تفسير الرحمن في أحوال سلمان: 47.


الصفحة 125

الباب الثامن عشر:

في مروان بن الحكم

8983/1 ـ عن أبي سليمان مولى بني هاشم، قال: بينا علي [(عليه السلام)] يوماً واضعاً يده على كتفي يمشي في سكك المدينة إذ جاءه مروان بن الحكم فقال له: ما كذا ما كذا ياأبا الحسن؟ وجعل علي [(عليه السلام)] يخبره، فلما فرغ ولى من عنده، فنظر في قفاه ثم قال: ويل لاُمتك منك ومن بنيك إذا شابت ذراعاك(1).

____________

1- كنز العمال 11:361 ح31744.


الصفحة 126

الباب التاسع عشر:

في الحجاج بن يوسف

8984/1 ـ عن الحسن: قال: قال علي [(عليه السلام)] لأهل الكوفة: اللهم كلما ائتمنتهم فخانوني، ونصحت لهم فغشوني، فسلط عليهم فتى ثقيف الذّيال الميال يأكل خضرتها ويلبس فروتها، يحكم فيها بحكم الجاهلية قال الحسن: وما خلق الحجاج يومئذ(1).

8985/2 ـ عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن علي [(عليه السلام)] قال الشاب الذيال الميال، أمير المصرين، يلبس فروتها ويأكل خضرتها ويقتل أشراف خضرتها، يشتد منه الفرق، ويكثر منه الأرق، سلطه الله على شيعته(2).

8986/3 ـ عن حبيب بن أبي ثابت، قال: قال علي [(عليه السلام)] لرجل: لا مت حتى تدرك فتى ثقيف، قيل: ياأمير المؤمنين ما فتى ثقيف؟ قال: ليقالن له يوم القيامة

____________

1- كنز العمال 11:362 ح31747.

2- كنز العمال 11:362 ح31748.


الصفحة 127
اكفنا زاوية من زوايا جهنم، رجل يملك عشرين أو بعضاً وعشرين سنة، لا يدع لله عصية إلاّ ارتكبها حتى لو لم يبق إلاّ معصية واحدة وكان بينه وبينها باب مغلق لكسره حتى يرتكبها، يقتل بمن أطاعه من عصاه(1).

____________

1- كنز العمال 11:362 ح31749.


الصفحة 128

الباب العشرون:

في الحارث بن حراث

8987/1 ـ عن علي [(عليه السلام)]: يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث بن حراث، على مقدمته رجل يقال له منصور، يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله(صلى الله عليه وسلم)، وجب على كل مسلم نصره(1).

____________

1- كنز العمال 11:370 ح31780.


الصفحة 129

الباب الحادي والعشرون:

في زيد بن صوحان

8988/1 ـ عن علي [(عليه السلام)]: من سره أن ينظر إلى رجل سبقه بعض أعضائه إلى الجنة، فلينظر إلى زيد بن صوحان(1).

____________

1- كنز العمال 11:685 ح33309.