9043/15 ـ أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن محمد بن الحسن بن شمون البصري، عن عبدالله بن عمرو بن الأشعث، عن عبدالله بن حماد الأنصاري، عن الصباح بن يحيى المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الحكم بن عيينة، قال: لما قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) الخوارج يوم النهروان، قام اليه رجل، فقال: ياأمير المؤمنين طوبى لنا إذ شهدنا معك هذا الموقف، وقتلنا معك هؤلاء الخوارج، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لقد شهدنا في هذا الموقف اُناسٌ لم يخلق الله آبائهم ولا أجدادهم بعد، فقال الرجل: وكيف شهدنا قوم لم يخلقوا؟ قال: بلى، قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه، وهم يسلمون لنا، فاُولئك شركاؤنا فيما كنا فيه حقاً حقاً(2).
9044/16 ـ الصدوق، حدثنا أبي، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي عبدالله، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) في كلام له: ياعلي إن أرواح شيعتك لتصعد إلى السماء في رقادهم ووفاتهم، فتنظر الملائكة اليها كما ينظر الناس إلى الهلال شوقاً اليهم، ولما يرون منزلتهم عند الله عزّوجلّ(3).
9045/17 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): تخرج شيعتنا من قبورهم مشرقة وجوههم قريرة أعينهم، قد أعطوا الأمان، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس
____________
1- الارشاد: 26، البحار 68:31.
2- المحاسن 1:407 ح926، البحار 52:131.
3- أمالي الصدوق المجلس 83:452، البحار 39:306، بشارة المصطفى: 180، دار السلام 4:232، فضائل الشيعة: 15 ح17.
9046/18 ـ ابن عساكر، أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الماليني، أنبأنا أبو محمد عبدالله بن أبي بكر بن أحمد السقطي، أنبأنا أبو الفضل محمد ابن أحمد بن محمد الجارود الحافظ إملاءً، أنبأنا أبو محمد بن جعفر بن محمد بن أحمد ابن محمد المعروف بابن الميثم الكاتب ببغداد، أنبأنا أبو محمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدثني أبي جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن عبدالله، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق، عن محمد بن علي الباقر، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ياعلي، إذا كان يوم القيامة يخرج قوم من قبورهم لباسهم النور، على نجائب من نور، أزمتها يواقيت حمر، تزفهم الملائكة إلى المحشر، فقال علي: تبارك الله ما أكرم هؤلاء (قوماً) على الله؟ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ياعلي، هم أهل ولايتك وشيعتك ومحبوك، يحبونك بحبي، ويحبوني بحب الله، وهم الفائزون يوم القيامة(2).
9047/19 ـ ابن طاووس (رحمه الله) نقلا عن مختصر كتاب محمد بن العباس بن مروان، باسناده إلى جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يذكر فيه شيعة علي وحالهم في الجنة، وفيه يقول (صلى الله عليه وآله) بعد أن ذكر دخولهم الجنة على النجائب تقودهم الملائكة فينطلقون صفاً واحداً
____________
1- إرشاد القلوب باب الورع والترغيب: 102، البحار 68:44، مجموعة ورام 2:91، أمالي الطوسي المجلس 43:722 ح1522.
2- تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 2:346.
9048/20 ـ عن علي (عليه السلام) أنه قال: يانبي الله بينه لي لأهتدي بهداك لي؟ فقال لي: ياعلي من يهدي الله فما له من مضل ومن يضلل الله فلا هادي له، وإن الله عزّوجلّ هاديك ومعلمك، وحق لك أن تعي، ولقد أخذ الله ميثاقي وميثاقك وميثاق شيعتك وأهل مودتك إلى يوم القيامة، فهم شيعتي وذو مودتي وهم ذووا الألباب، ياعلي حق على الله أن ينزلهم في جنانه ويسكنهم مساكن الملوك، وحق لهم أن يطيبوا(2).
9049/21 ـ ابن عساكر، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبدالله، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا عبدالله بن محمد بن عبيدالله النجار، أنبأنا محمد بن المظفر، أنبأنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي بالكوفة، أنبأنا عباد بن يعقوب، أنبأنا يحيى بن بشير الكندي، عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني، عن أبي إسحاق، عن الحرث، عن علي، وعن عاصم بن ضمرة، عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): مثلي ومثل علي مثل شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها والشيعة
____________
1- سعد السعود: 110، تفسير فرات: 211 ح287، تفسير نور الثقلين 5:142، البحار 68:72.
2- إرشاد القلوب باب كلام أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام): 145، البحار 38:316، أمالي الطوسي المجلس 29:612 ح1265.
9050/22 ـ شرف الدين علي الحسيني، قال محمد بن العباس، حدثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع، عن جعفر بن عبدالله المحمدي، عن كثير بن عياش، عن أبي الجارود، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله عزّوجلّ: {مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُل مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}(2) قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): ليس من عبد من عبيد الله ممن امتحن قلبه للايمان إلاّ وهو يجد مودتنا على قلبه فهو يودنا، وما من عبد من عبيد الله ممن سخط الله عليه إلاّ وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا، فأصبحنا نفرح بحب المحب لنا ونغتفر له ونبغض المبغض، وأصبح محبنا ينتظر رحمة الله جلّ وعزّ فكأن أبواب الرحمة قد فتحت له، وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار من النار، فكأن ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم، فهنيئاً لأهل الرحمة رحمتهم، وتعساً لأهل النار مثواهم، إن الله عزّوجلّ يقول: {فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}(3) وانه ليس من عبد من عبيد الله يقصر في حبنا لخير جعله الله عنده إذ لا يستوي من يحبنا و يبغضنا، ولا يجتمعان في قلب رجل أبداً، إن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا ويبغض بهذا. أما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه، ومبغضنا على تلك المنزلة، نحن النجباء، وأفراطنا أفراط الأنبياء، وأنا وصي الأوصياء، والفئة الباغية من حزب الشيطان والشيطان منهم، فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه فان شارك في حبنا عدونا فليس منا ولسنا منه، والله عدوّه وجبرئيل ومكائيل والله عدو للكافرين(4).
____________
1- تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 2:478.
2- الأحزاب: 4.
3- النحل: 29.
4- تأويل الآيات الظاهرة: 439، البحار 24:317، تفسير البرهان 3:290، بشارة المصطفى: 86.
9052/24 ـ السيد شرف الدين الحسيني: روى أبو طاهر المقلد بن غائب، عن رجاله، باسناده المتصل إلى علي بن شعبة الوالي، عن الحارث الهمداني، قال دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو ساجد يبكي حتى علا نحيبه وارتفع صوته بالبكاء، فقلنا: ياأمير المؤمنين لقد أمرضنا بكاؤك وأمضّنا وأشجانا، وما رأيناك قد فعلت مثل هذا الفعل قطّ؟ فقال [(عليه السلام)]: كنت ساجداً أدعو ربي بدعاء الخير في سجدتي، فغلبتني عيني، فرأيت رؤياً هالتني وأقلقتني (وأفظعتني) رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قائماً وهو يقول: ياأبا الحسن طالت غيبتك عني وقد اشتقت إلى رؤيتك وقد أنجز لي ربي ما وعدني فيك، فقلت: يارسول الله وما الذي أنجز لك فيّ؟ قال: أنجز لي فيك وفي زوجتك وابنيك وذرّيتك في الدرجات العلى في عليّين، وقلت: بأبي أنت واُمي يارسول فشيعتنا؟ قال: شيعتك معنا، وقصورهم بحذاء قصورنا، ومنازلهم مقابل منازلنا، فقلت: يارسول الله فما لشيعتنا في الدنيا؟ قال: الأمن والعافية، قلت: فما لهم عند الموت؟ قال: يحكم الرجل في نفسه ويؤمر ملك بطاعته، وأي موتة شاء ماتها، وان شيعتنا ليموتون على قدر حبهم لنا، قلت: فما لذلك حد يعرف؟ قال: بلى إن أشد شيعتنا لنا حباً يكون خروج نفسه كشرب أحدكم في اليوم الصائف الماء البارد الذي ينتقع به القلب، وإن سائرهم ليموت كما يغط أحدكم على فراشه كأقرّ ما كانت عينه بموته(2).
____________
1- البحار 25:21.
2- تأويل الآيات الظاهرة: 751، البحار 6:161، تفسير البرهان 4:439.
9054/26 ـ علي بن محمد الخزاز، أخبرنا القاضي المعافا بن زكريا، قال: حدثنا علي بن عتبة، عن أبيه، قال: حدثني الحسين بن علوان، عن أبي علي الخراساني، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي والخليفة على الأحياء من اُمتي، حربك حربي وسلمك سلمي، وأنت الامام أبو الأئمة الاحد عشر من صلبك، أئمة مطهرون معصومون، ومنهم المهدي الذي يملأ الدنيا قسطاً وعدلا، فالويل لمبغضكم. ياعلي لو أن رجلا أحب في الله حجراً لحشره الله معه، وإن محبك وشيعتك ومحبي أولادك
____________
1- الروضة في الفضائل (لابن شاذان): 35، البحار 36:296.
9055/27 ـ ابن أبي الحديد: روى جعفر الأحمر، عن مسلم الأعور، عن حبة العرني، قال: قال علي (عليه السلام): من أحبني كان معي، أما إنك لو صمت الدهر كله وقمت الليل كلّه، ثم قتلت بين الصفا والمروة، أو قال بين الركن والمقام لما بعثك الله إلاّ مع هواك، بالغاً ما بلغ إن في جنة ففي جنة وإن في نار ففي نار(2).
9056/28 ـ العياشي: عن فرات بن أحنف، عن بعض أصحابه، عن علي (عليه السلام) أنه قال: ما نزل بالناس أزمة قط إلاّ كان شيعتي فيها أحسن حالا، وهو قول الله {اَلاْنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً}(3)(4).
9057/29 ـ عن عبدالله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن عبدالله بن مسكان عن الثمالي قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله اصطفى محمداً بالرسالة، وأنبأه الوحي، وأنال في الناس وإنال وفينا أهل البيت معاقل العلم وأبواب الحكمة وضياء الأمر، فمن يحبنا منكم نفعه إيمانه ويقبل عمله، ومن لم يحبنا منكم لم ينفعه إيمانه ولا يقبل عمله(5).
9058/30 ـ روي عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: مرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد الكوفة وقنبر معه، فرأى رجلا قائماً يصلي، فقال: ياأمير المؤمنين، ما رأيت رجلا أحسن صلاة من هذا، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): مه ياقنبر فوالله لرجل على يقين من ولايتنا أهل البيت خير ممن له عبادة ألف سنة، ولو أنّ
____________
1- كفاية الأثر: 153، البحار 36:336.
2- شرح النهج لابن أبي الحديد 1:371، البحار 39:295.
3- الأنفال: 66.
4- تفسير العياشي 2:68، تفسير البرهان 2:93، البحار 68:55، تفسير فرات: 155 ح193.
5- بصائر الدرجات: 385، البحار 27:181، مستدرك الوسائل 1:158 ح248.
9059/31 ـ فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدثني زيد بن حمزة بن محمد بن علي ابن زياد القصار معنعناً: عن علي (عليه السلام) أنه كان يقول: من أحب الله أحب النبي، ومن أحب النبي أحبنا، ومن أحبنا أحب شيعتنا، فإن النبي (صلى الله عليه وآله) ونحن وشيعتنا من طينة واحدة، ونحن في الجنة لا نبغض من أحبنا ولا نحب من أبغضنا، إقرؤوا إن شئتم {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا}(2) إلى آخر الآية فقال الحارث: صدق والله ما نزلت إلاّ فيه(3).
9060/32 ـ فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدثني الحسين بن سعيد معنعناً: عن علي (عليه السلام) قال: أنا وشيعتي يوم القيامة على منابر من نور، فيمر علينا الملائكة فيسلم علينا فيقولون من هذا الرجل ومن هؤلاء؟ فيقال لهم: هذا علي بن أبي طالب ابن عم النبي (صلى الله عليه وآله) فيقال: من هؤلاء؟ قال: فيقال لهم: هؤلاء شيعته، قال: فيقولون: أين النبي العربي وابن عمه؟ فيقولون: هو عند العرش، قال: فينادي مناد من السماء عندرب العزة: ياعلي أدخل الجنة أنت وشيعتك لا حساب عليك ولا عليهم،فيدخلون الجنة فيتنعمون فيها من فواكهها ويلبسون السندس والاستبرق وما لم تر عين، فيقولون {الْحَمْدُ للهِِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ}(4)الذي منّ علينا بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) وبوصيه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فالحمد لله الذي منّ علينا بهما من فضله وأدخلنا الجنة فنعم أجر العاملين، فينادي مناد من السماء: كلوا
____________
1- جامع الأخبار باب النوادر: 504 ح1393، البحار 27:196، مستدرك الوسائل 1:168 ح273.
2- المائدة: 55.
3- تفسير فرات: 128 ح146، البحار 35:198.
4- فاطر: 34.
9061/33 ـ روى صاحب كتاب (مناقب فاطمة وولدها)، باسناده عن جابر، عن الباقر عن علي (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث أنه قال: ليلة اُسري بي إلى السماء رأيت قصوراً، وذكر وصفها إلى أن قال: فقال لي جبرئيل هذه القصور خلقها الله لشيعة أخيك علي، وخليفتك من بعدك على اُمتك، وهو السواد الأعظم، ولشيعة ابنه الحسن من بعده، ولشيعة أخيه الحسين من بعده، ولشيعة ابنه علي بن الحسين من بعده، ولشيعة ابنه محمد بن علي من بعده، ولشيعة ابنه جعفر بن محمد من بعده، ولشيعة ابنه موسى بن جعفر من بعده، ولشيعة ابنه علي بن موسى من بعده، ولشيعة ابنه محمد بن علي من بعده، ولشيعة ابنه علي بن محمد من بعده، ولشيعة ابنه الحسن ابن علي من بعده، ولشيعة ابنه محمد المهدي من بعده، يامحمد فهؤلاء الأئمة من بعدك أعلام الهدى ومصابيح الدجى(2).
9062/34 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: قال لي النبي (صلى الله عليه وسلم): أنت وشيعتك في الجنة(3).
9063/35 ـ عن حبة، قال سمعت علياً [(عليه السلام)] يقول: نحن النجباء، وأفراطنا أفراط الأنبياء، وحزبنا حزب الله، والفئة الباغية حزب الشيطان، ومن سوّى بيننا وبين عدونا فليس منا(4).
9064/36 ـ عن علي [(عليه السلام)]: إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار(5).
____________
1- تفسير فرات: 349 ح476، البحار 7:198.
2- إثبات الهداة 3:103.
3- كنز العمال 11:323 ح31631.
4- كنز العمال 11:356 ح31728.
5- كنز العمال 14:499 ح39414، تفسير السيوطي 6:119.
9066/38 ـ عن علي (كرم الله وجهه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): يرد الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من اُمتي كهاتين السبابتين(2).
9067/39 ـ محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبدالله عن أبي جعفر عليهما السلام قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلاّ أصعد الله عزّوجلّ روحه إلى السماء، فيبارك عليها، وان كان قد أتى عليها أجلها، جعلها في كنوز من رحمته، وفي رياض جنته، وفي ظل عرشه، وإن كان أجلها متأخراً بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه(3).
9068/40 ـ ابن طاووس (رحمه الله) من مختصر تفسير محمد بن العباس بن مروان باسناده إلى جعفر بن محمد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يذكر فيه ما أعد الله لمحبي علي يوم القيامة، وفيه: فاذا دخلوا منازلهم وجدوا الملائكة يهنئونهم بكرامة ربهم، حتى إذا استقروا قرارهم قيل لهم: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً}(4) قالوا: نعم ربنا رضينا فارض عنا، قال: برضاي عنكم، وبحبكم أهل بيت نبييّ حللتم داري وصافحتم الملائكة، فهنيئاً هنيئاً عطاء غير مجذوذ ليس فيه تنغيص، فعندها قالوا: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وأحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب إن
____________
1- كنز العمال 14:499 ح39414، تفسير السيوطي 6:119.
2- ذخائر العقبى: 18.
3- الكافي 8:212، البحار 61:54، تفسير نور الثقلين 4:488.
4- الأعراف: 44.
9069/41 ـ عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا أغصانها، فما من عبد أحبنا أهل البيت وعمل بأعمالنا وحاسب نفسه قبل أن يحل رمسه، إلاّ أدخله الله الجنة(2).
9070/42 ـ عن علي [(عليه السلام)]: شفاعتي لاُمتي من أحب أهل بيتي وهم شيعتي(3).
____________
1- سعد السعود: 111، البحار 68:73، تفسير نور الثقلين 4:367.
2- إرشاد القلوب باب كلام أمير المؤمنين والائمة (عليهم السلام): 145، البحار 68:69، أمالي الطوسي المجلس 28:611 ح1264.
3- كنز العمال 12:100 ح34179.
الباب الثاني:
في وصف الشيعة
9071/1 ـ علي بن إبراهيم القمي: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تعالى: {مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُل مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}(1) قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): لا يجتمع حبنا وحب أعدائنا في جوف إنسان، إن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه فيحب هذا ويبغض هذا، فأما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه، فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه فان شاركه في حبنا حب عدونا، فليس منا ولسنا منه، والله عدوهم وجبرئيل وميكائيل، والله عدو للكافرين(2).
9072/2 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن لله تعالى شراباً لأوليائه، إذا شربوا سكروا، وإذا سكروا طربوا، وإذا طربوا طابوا، وإذا طابوا ذابوا، وإذا ذابوا خلصوا، وإذا
____________
1- الأحزاب: 4.
2- تفسير القمي 2:171، تفسير نور الثقلين 4:459.
9073/3 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصفهم: هم قوم هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها متعلقة بالمحل الأعلى، اُولئك خلفاء الله في أرضه، والدعاة إلى دينه(2).
9074/4 ـ الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن أبي عمار صاحب الاكسية، عن الزيدي (البريدي) عن أبي أراكة، قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول: إن لله عباداً كسرت قلوبهم خشية الله فاستنكفوا عن المنطق، وإنهم لفصحاء عقلاء ألباء نبلاء، يستبقون اليه بالأعمال الزاكية، لا يستكثرون له الكثير، ولا يرضون له القليل، يرون أنفسهم أنهم شرار وإنهم لاكياس أبرار(3).
9075/5 ـ الصدوق، حدثنا عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، قال: أخبرنا أبو نصر منصور بن عبدالله بن إبراهيم الاصفهاني، قال: حدثنا علي بن عبدالله الاسكندارني، قال: حدثنا أبو علي أحمد بن علي بن مهدي الرقي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثني علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين ابن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعلي طوبى لمن أحبك وصدق بك، وويل لمن أبغضك وكذب بك، محبوك معروفون في السماء السابعة (العليا) والأرض السابعة السفلى وما بين ذلك، هم أهل الدين والورع
____________
1- جامع السعادات 3:152.
2- جامع السعادات 3:190.
3- كتاب الزهد: 5 ح6، البحار 69:286، أعيان الشيعة 2:185، وسائل الشيعة 8:539.
9076/6 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: المؤمن ينظر بنور الله(2).
9077/7 ـ الشيخ الطوسي: روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) خرج ذات ليلة من المسجد، وكانت ليلة قمراء، فأم الجبانة، ولحقه جماعة يقفون أثره، فوقف عليهم ثم قال: من أنتم؟ قالوا: شيعتك ياأمير المؤمنين، فتفرّس في وجوههم ثم قال: ما لي لا أرى عليكم سيماء الشيعة؟ قالوا: وما سيماء الشيعة ياأمير المؤمنين؟ فقال: صفر الوجوه من السهر، عمش العيون من البكاء، حدب الظهور من القيام، خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء، عليهم غبرة الخاشعين(3).
وذكره الصدوق في (صفات الشيعة): عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت، عن أحمد بن محمد رفعه، عن السندي بن محمد.
9078/8 ـ الصدوق، حدثني محمد بن موسى المتوكل، قال حدثني عبدالله بن جعفر الحميري، عن الأصبغ بن نباتة، قال: خرج علي (عليه السلام) ذات يوم ونحن
____________
1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1:261، البحار 68:150.
2- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2:61، البحار 67:75.
3- أمالي الطوسي المجلس الثامن: 216 ح377، وسائل الشيعة 1:69، البحار 68:150، صفات الشيعة: 10 ح20، الارشاد: 127.
9079/9 ـ للصدوق (رحمه الله) باسناده عن سليمان الديلمي، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير (عليه السلام): أنا الراعي راعي الأنام، أفترى الراعي لا يعرف غنمه، قال: فقام اليه جويرية. وقال: ياأمير المؤمنين فمن غنمك؟ قال: صفر الوجوه، ذبل الشفاه من ذكر الله(2).
9080/10 ـ محمد بن محمد السبزواري، باسناده عن محمد بن المفضل، عن موسى ابن جعفر، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اختبروا شيعتي بخصلتين فإن كانتا فيهم فهم من شيعتي محافظتهم على أوقات الصلوات، ومواساتهم مع اخوانهم المؤمنين بالمال، وإن لم تكونا فيهم فاعزب ثم اعزب(3).
9081/11 ـ محمد بن علي الكراجكي، أخبرني أبو الرجا محمد بن طالب البلوي، قال: أخبرني أبو المفضل محمد بن عبدالله بن محمد بن المطلب الشيباني الكوفي، قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الأزدي، قال: حدثني خالد بن يزيد بن محمد الثقفي، قال: حدثني أبي خالد، قال: حدثني حنان بن سدير، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: قال علي (عليه السلام) لمولاه نوف الشامي (البكالي) وهو معه في السطح: يانوف أرامق أم نبهان؟ قال: نبهان أرمقك ياأمير المؤمنين، قال: هل تدري مَن شيعتي؟ قال: لا والله، قال: شيعتي الذبل الشفاه الخمص البطون، الذين
____________
1- صفات الشيعة: 17 ح33، البحار 68:151، ربيع الأبرار 1:483.
2- فضائل الشيعة: 26 ح20، البحار 68:176.
3- جامع الأخبار: 101 ح166.
يانوف، شيعتي الذين اتخذوا الأرض بساطاً، والماء طيباً، والقرآن شعاراً، إن شهدوا لم يعرفوا وان غابوا لم يفتقدوا، (شيعتي الذين في قبورهم يتزاورون، وفي أموالهم يتواسون، وفي الله يتباذلون، يانوف درهم ودرهم، وثوب وثوب وإلاّ فلا).
شيعتي من لا يهر هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب، ولم يسأل الناس وإن مات جوعاً، إن رأى مؤمناً أكرمه، وان رأى فاسقاً هجره، هؤلاء والله يانوف شيعتي شروروهم مأمونة، وقلوبهم محزونة، وحوائجهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة، اختلفت بهم الأبدان، ولم تختلف قلوبهم، قال: قلت: ياأمير المؤمنين جعلني الله فداك أين أطلب هؤلاء؟ قال: فقال لي: في أطراف الأرض، يانوف يجيئ النبي (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة آخذاً بحجزة ربه جلّت أسماؤه، يعني بحبل الدين وحجزة الدين، وأنا آخذ بحجزته، وأهل بيتي آخذون بحجزتي، وشيعتنا آخذون بحجزتنا، فالى أين؟ إلى لجنة ورب الكعبة قالها ثلاثاً(1).
9082/12 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي الكوفي ببغداد، قال: حدثنا أبو عبدالله جعفر بن عبدالله بن جعفر العلوي المحمدي، قال: حدثنا منصور بن أبي بريرة، قال: حدثني نوح بن دراج القاضي، عن ثابت بن أبي صفية، قال: حدثني يحيى بن اُم الطويل، عن نوف بن عبدالله البكائي، قال: قال لي علي (عليه السلام): يانوف
____________
1- كنز الكراجكي: 30، البحار 68:191.