الصفحة 324


مبحث
ما جاء في الإمام المهدي (عليه السلام)





الصفحة 325

في الإمام المهدي (عج)

9142/1 ـ عن الصدوق، حدّثنا محمّد بن موسى المتوكل (قدس سره)، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن علي صلوات الله عليه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحق بشيراً ليغيبنّ القائم من ولدي، بعهد معهود إليه منّي حتّى يقول أكثر الناس ما لله في آل محمّد حاجة، ويشكّ آخرون في ولادته، فمن أدرك زمانه فليتمسّك بدينه، ولا يجعل للشيطان إليه سبيلا بشكّه، فيزيله عن ملّتي ويخرجه من ديني(1).

9143/2 ـ عن عليّ بن أحمد بن موسى، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، عن إسماعيل بن مالك، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) على المنبر: يخرج

____________

1- اثبات الهداة 6: 386 عن اكمال الدين (ولم نجده).


الصفحة 326
رجل من ولدي في آخر الزمان، ـ وذكر القائم وأحواله إلى أن قال: ـ له أسماء اسم يخفى، واسم يعلن، فأمّا الذي يخفى فأحمد، وأما الذي يعلن فمحمد، الحديث(1).

9144/3 ـ عن الصدوق، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى، قال: حدّثنا إبراهيم بن فهد، عن محمّد بن عقبة، عن حسين بن حسن، عن إسماعيل بن عمر، عن عمر بن موسى الوجيهي، عن المنهال بن عمر وعبد الله بن الحرث، قال: قلت لعليّ (عليه السلام): أخبرني بما يكون من الأحداث بعد قائمكم؟ قال: يا ابن الحارث ذلك شيء ذكره موكول إليه، وإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) عهد إليّ أن لا اُخبر به إلاّ الحسن والحسين (عليهما السلام)(2).

9145/4 ـ عن الصدوق، حدّثنا أبو العباس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق المكتب، قال: حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن عبد الله بن منصور، قال: حدّثنا محمّد بن هارون الهاشمي، قال: حدّثنا أحمد بن عيسى، قال: حدّثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان الرهاوي، قال: حدّثنا معاوية بن هشام، عن إبراهيم بن محمّد بن الحنفية، عن أبيه محمّد بن الحنفية، عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المهدي منّا أهل البيت، يصلح الله له أمره في ليلة(3).

9146/5 ـ المفيد، عن محمّد بن أبي البلاد، عن علي بن محمّد الأزدي، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): بين يدي القائم (عليه السلام) موت أحمر وموت أبيض، وجراد في (من) حينه وجراد في غير حينه (أحمر) كألوان الدم، فأمّا الموت الأحمر فالسيف، وأمّا الموت الأبيض فالطاعون(4).

____________

1- وسائل الشيعة 11: 490; اثبات الهداة 6: 444 عن اكمال الدين (ولم نجده).

2- اثبات الهداة 6: 387 عن اكمال الدين (ولم نجده).

3- اثبات الهداة 6: 387 عن اكمال الدين (ولم نجده); البحار 51: 86; مسند أحمد 1: 84; الجامع الصغير للسيوطي 2: 672 ح9243; كشف الغمة، في ذكر خروج المهدي 3: 278.

4- إرشاد المفيد: 359; غيبة الطوسي، علائم ظهور الحجة: 428 ح430; اثبات الهداة 7: 406.


الصفحة 327
9147/6 ـ فيما ذكره زكريّا: حدّثنا عليّ بن الحسن الذهلي، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحرث بن سويد، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: ينقص الإسلام حتّى لا يقال لا إله إلاّ الله، فإذا فعل ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فإذا فعل ذلك بعث الله قوماً يجتمعون كما تجتمع قزع الخريف، والله إنّي لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم(1).

9148/7 ـ روى أعثم الكوفي في كتاب (الفتوح)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: ويحاً للطالقان، فإنّ لله عزّ وجلّ بها كنوزاً ليست من ذهب ولا فضّة، ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا الله حقّ معرفته، وهم أيضاً من أنصار المهدي في آخر الزمان(2).

9149/8 ـ أحمد بن محمّد بن سعيد، عن عليّ بن الحسن، عن عليّ بن مهزيار، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن عمران بن ميثم، عن عباية بن ربعي، قال: دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنا خامس خمسة وأصغر القوم سناً، فسمعته يقول: حدّثني أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: إنّي خاتم ألف نبيّ وأنّك خاتم ألف وصيّ، وكُلّفتُ ما لم يكلّفوا.

فقلت: ما أنصفك القوم يا أمير المؤمنين، فقال: ليس حيث تذهب بك المذاهب يا ابن أخي والله إنّي لأعلم ألف كلمة لا يعلمها غيري وغير محمّد (صلى الله عليه وآله) وإنّهم ليقرؤون منها آية في كتاب الله عزّ وجلّ وهي: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الاَْرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ}(3) وما يتدبّرونها حقّ تدبيرها، ألا اُخبركم بآخر ملك بني فلان؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: قتل

____________

1- الملاحم والفتن لابن طاووس: 161.

2- كشف الغمة، في ذكر خروج المهدي 3: 279; كنز العمال 14: 591 ح39677.

3- النمل: 82.


الصفحة 328
نفس حرام، في يوم حرام، في بلد حرام، عن قوم من قريش، والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، ما لهم ملك بعده غير خمسة عشر ليلة، قلنا: هل قبل هذا أو بعده من شيء؟ فقال: صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان وتوقظ النائم، وتخرج الفتاة من خدرها(1).

9150/9 ـ محمّد بن همّام، عن حميد بن زياد، عن محمّد بن علي بن غالب، عن يحيى بن عُليم، عن أبي جميلة، عن جابر، قال: حدّثني من رأي المسيّب بن بجلة، قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعه رجل يقال له ابن السوداء، فقال له: يا أمير المؤمنين إنّ هذا يكذب على الله وعلى رسوله ويستشهدك، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): لقد أعرض وأطول يقول ماذا؟ فقال: يذكر جيش الغضب، فقال: خلّ سبيل الرجل، اُولئك قوم يأتون في آخر الزمان، قَزع كقزع الخريف، الرجل والرجلان والثلاثة، في كلّ قبيلة حتّى يبلغ تسعة، أما والله إنّي لأعرف أميرهم واسمه، ومناخ ركابهم، ثمّ نهض وهو يقول: باقراً باقراً باقراً، ثمّ قال: ذلك رجل من ذريّتي يبقر الحديث بقراً(2).

9151/10 ـ عليّ بن الحسين المسعودي، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن الحسن الرازي، عن محمّد بن علي الكوفي، عن عبد الرحمن بن أبي حمّاد، عن يعقوب بن عبد الله الأشعري، عن عتيبة بن سعد بن يزيد، عن الأحنف بن قيس، قال: دخلت على علي (عليه السلام) في حاجة لي، فجاء ابن الكوّا وشبث بن ربعي فاستأذنا عليه، فقال لي علي: إن شئت أن أذن لهما فإنّك أنت بدأت بالحاجة؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين فأذن لهما، فلمّا دخلا، قال: ما حملكما على أن خرجتما عليّ بحرورا؟ قالا: أحببنا أن نكون من (جيش) الغضب، فقال: ويحكما وهل في ولايتي غضب؟

____________

1- غيبة النعماني، الباب 14: 258; البحار 52: 234.

2- غيبة النعماني، الباب 20: 311; البحار 52: 247.


الصفحة 329
أو يكون الغضب حتّى يكون من البلاء كذا وكذا(1).

9152/11 ـ عن سعد الاسكاف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: خطب عليّ بن أبي طالب، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أيها الناس إنّ قريشاً أئمة العرب، أبرارُها لأبرارِها وفجّارُها لفجّارِها، ألا ولابدّ من رحى تطحن على ضلالة وتدور، فإذا قامت على قلبها طحنت بحدّتها، ألا إنّ لطحينها رَوقاً ورَوقُها حدتُها وفلّها على الله، ألا واني وأبرار عترتي وأهل بيتي أعلم الناس صغاراً وأحلم الناس كباراً، معنا راية الحق، من تقدّمها مرق، ومن تخلّف عنها محق، ومن لزمها لحق، إنّا أهل الرحمة، وبنا فتحت أبواب الحكمة، وبحكم الله حكمنا، وبعلم الله علمنا، ومن صادق سمعنا، فإن تتبعونا تنجوا وإن تتولوا يعذّبكم الله بأيدينا.

وبنا فكّ الله رِبق الذل من أعناقكم، وبنا يختم لابكم، وبنا يلحق التالي، وإلينا يفيء الغالي، فلولا تستعجلوا وتستأخروا القدر لأمر قد سبق في البشر، لحدّثتكم بشباب من الموالي وأبناء العرب، ونبذ من الشيوخ كالملح في الزاد وأقلّ الزاد الملح، فينا معتبر ولشيعتنا منتظر، إنّا وشيعتنا نمضي إلى الله بالبطن والحمى والسيف، وإنّ عدوّنا يهلك بالداء والدبيلة، وبما شاء الله من البلية والنقمة.

وأيم الله الأعزّ الأكرم، أن لو حدّثتكم بكلّ ما أعلم لقالت طائفة: ما أكذب وأرجم، ولو انتقيت منكم ماءة قلوبهم كالذهب، ثمّ انتخبت من المائة عشرة ثمّ حدّثتهم فينا أهل البيت حديثاً ليّناً لا أقول فيه إلاّ حقاً ولا أعتمد فيه إلاّ صدقاً، لخرجوا وهم يقولون: علي من أكذب الناس، ولو أخترت من غيركم عشرة فحدّثتهم في عدوّنا وأهل البغي علينا أحاديث كثيرة لخرجوا وهم يقولون علي من أصدق الناس.

هلك حاطبُ الحطب، وحاصرَ صاحب القصب، وبقيتِ القلوبُ منها تقلب،

____________

1- غيبة النعماني، الباب 20: 312; البحار 52: 248.


الصفحة 330
فمنها مشغب، ومنها مجدب ومنها مخصب، ومنها مسيّب، يا بنيّ ليبرّ صغاركم كباركم، وليرأف كباركم بصغاركم، ولا تكونوا كالغواة الجفاة الذين لم يتفقّهوا في الدين ولم يعطوا في الله محض اليقين، كبيض بيض في أداحي، ويح لفراخ فراخ آل محمّد من خليفة جبار عتريف مترف مستخف بخلفي وخلفِ الخلفِ.

وبالله لقد علمت تأويل الرسالات، وإنجاز العدات، وتمام الكلمات، وليكوننّ من يخلفني في أهل بيتي رجل يأمر بالله، قويّ يحكم بحكم الله، وذلك بعد زمان مكلح مفضح، يشتدّ فيه البلاء، وينقطع فيه الرجاء ويقبل فيه الرشاء، فعند ذلك يبعث الله رجلا من شاطئ دجلة لأمر حزبه، يحمله الحقد على سفك الدماء، قد كان في ستر وغطاء، فيقتل قوماً وهو عليهم غضبان، شديد الحقد حرّان، في سنة بختنصّر، يسومهم خسفاً ويسقيهم كأساً، مصيرة سوط عذاب وسيف دمار، ثمّ يكون بعده هنات واُمور مشتبهات، إلاّ من شطّ الفرات إلى النجفات باباً إلى القطقطانيات، في آيات وآفات متواليات، يحدثن شكّاً بعد يقين، يقوم بعد حين، يبني المدائن ويفتح الخزائن، ويجمع الاُمم، ينفدها شخص البصر، وطمح النظر، وعنت الوجوه، وكشفت البال حتّى يرى مقبلا مدبراً.

فيا لهفي على ما أعلم، رجب شهر ذكر، رمضان تمام السنين، شوّال يُشالُ فيه أمر القوم، ذوالقعدة يقتعدون فيه، ذوالحجة الفتح من أوّل العشر، ألا إنّ العجب كلّ العجب بعد جمادي ورجب، جمع أشتات، وبعث أموات، وحديثات هونات هونات، بينهنّ موتات، رافعة ذيلها، داعية عولها معلنة قولها، بدجلة أو حولها، ألا إنّ مناّ قائماً عفيفةً أحسابه، سادة أصحابه، ينادي عند اصطلام أعداء الله باسمه واسم أبيه في شهر رمضان ثلاثاً بعد هرج وقتال، وضنك وخبال، وقيام من البلاء على (ساق).

وإنّي لأعلم إلى من تخرج الأرض ودائعها وتسلّم إليه خزائنها، ولو شئت أن

الصفحة 331
أضرب برجلي فأقول: اُخرجي من هنا (هاهنا وهاهنا) بيضاً ودروعاً، كيف أنتم يا ابن هنات، إذا كانت سيوفكم بأيمانكم مصلتات، ثمّ رملتم رملات، ليلة البيات، ليستخلفنّ الله خليفة يثبت على الهدى ولا يأخذ على حكمه الرشى، إذا دعا دعوات بعيدات المدى دامغات للمنافقين، فارجات عن المؤمنين، ألا إنّ ذلك كائن على رغم الراغمين، والحمد لله ربّ العالمين وصلاته على سيّدنا محمّد خاتم النبيين وآله وأصحابه أجمعين(1).

9153/12 ـ عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق (عليه السلام) أنّ علياً (عليه السلام) قال على المنبر: أنا سيد الشيب وفيّ سنّة عن أيوب، والله ليجمعنّ الله لي شملي كما جمعه لأيّوب(2).

9154/13 ـ المفيد، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أنا سيد الشيب وفيّ سنّة من أيّوب، وسيجمع الله لي أهلي كما جمعهم ليعقوب، وذلك إذا استدار الفلك وقلتم مات أو هلك، الحديث(3).

9155/14 ـ الطبرسي في حديث، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يذكر فيه من تقدّم عليه، فقال: مثل ما أتوه من الاستيلاء على أمر الاُمّة، كلّ ذلك ليتمّ النظرة التي أوجبها الله تبارك وتعالى لعدوّه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله، ويحقّ القول على الكافرين، ويقترب الوعد الحق الذي بيّنه الله في كتابه بقوله: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الاَْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}(4) وذلك إذا لم يبق من الإسلام إلاّ اسمه، ومن القرآن إلاّ رسمه، وغاب صاحب الأمر بايضاح العذر له في ذلك، لاشتمال الفتنة على القلوب حتّى يكون أقرب الناس إليه أشدّ عداوة له، وعند ذلك يؤيّده الله بجنود لم يروها، ويظهر دين نبيّه (صلى الله عليه وآله) على يديه، على

____________

1- كنز العمال 14: 592 ح39679.

2- ايقاظ من الهجعة: 389.

3- ارشاد المفيد: 154; ايقاظ من الهجعة: 390.

4- النور: 55.


الصفحة 332
الدين كلّه ولو كره المشركون(1).

9156/15 ـ محمّد بن علي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، قال: سمعت أبي عبد الله (عليه السلام) يقول: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: لا يزال الناس ينقصون حتّى لا يقال (الله) فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فيبعث الله قوماً من أطرافها يجيئون قزعاً كقزع الخريف، والله إنّي لأعرفهم وأعرف أسمائهم وقبائلهم واسم أميرهم (ومناخ ركابهم)، وهم قوم يحملهم الله كيف شاء، من القبيلة الرجل والرجلين حتّى بلغ تسعة، فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، عدّة أصحاب بدر، وهو قول الله: {أَيْنََما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِير}(2) حتّى أنّ الرجل ليحتبي فلا يحلّ حبوته حتّى يبلغه الله ذلك(3).

9157/16 ـ عن علي [(عليه السلام)] قال: يذهب الناس حتّى لا يبقى أحد يقول: لا إله إلاّ الله، فإذا فعلوا ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه فيجتمعون إليه من أطراف الأرض كما يجتمع قزع الخريف، والله إنّي لأعرف اسم آمريهم ومناخ ركابهم يقولون: القرآن مخلوق، وليس بخالق ولا مخلوق، ولكنّه كلام الله منه بدأ وإليه يعود(4).

9158/17 ـ قال هارون: حدّثنا عمر بن أبي قيس، عن مطرف بن طريف، عن أبي الحسن، عن هلال بن عمر، سمعت علياً يقول: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث على مقدمته رجل يقال له منصور يوطئ أو يمكِّن لآل محمّد كما مكّنت قريش لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجب على كلّ مؤمن نصره، أو قال: إجابته(5).

9159/18 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه: وغاب صاحب هذا الأمر

____________

1- تفسير البرهان 3: 150.

2- البقرة: 48.

3- غيبة الطوسي، باب صفات الحجة: 477 ح503; البحار 52: 334; منتخب الأثر: 476.

4- كنز العمال 14: 557 ح39592; غريب الحديث 3: 440.

5- مقدمة ابن خلدون: 313.


الصفحة 333
بايضاح العذر له في ذلك، لاشتمال الفتنة على القلوب، حتّى يكون أقرب الناس إليه أشدّهم عداوة له، وعند ذلك يؤيّده الله بجنود لم تروها، ويظهر دين نبيّه (صلى الله عليه وآله) على يديه على الدين كلّه ولو كره المشركون(1).

9160/19 ـ الصدوق، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا محمّد بن همّام، قال: حدّثنا أحمد بن مابنداذ، قال: حدّثنا أحمد بن هلال، عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لمّا اُسري بي إلى السماء أوحى إليّ ربّي جلّ جلاله فقال: يا محمّد، إنّي اطّلعت على الأرض اطّلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيّاً، وشققت لك من إسمي إسماً فأنا المحمود وأنت محمّد، ثمّ اطّلعت الثانية فاخترت منها علياً وجعلته وصيّك وخليفتك وزوج إبنتك وأبا ذريّتك، وشققت له إسماً من أسمائي، فأنا العليّ الأعلى وهو علي، وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوركما، ثمّ عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقرّبين.

يا محمّد لو أنّ عبداً عبدني حتّى ينقطع صلبه ويصير كالشن البالي، ثمّ أتاني جاحداً لولايتهم فما أسكنته جنّتي، ولا أظللته تحت عرشي، يا محمّد تحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب، فقال عزّ وجلّ: إرفع رأسك، فرفعت رأسي وإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن علي، وجعفر ابن محمّد، وموسى بن جعفر، وعليّ بن موسى، ومحمّد بن علي، وعليّ بن محمّد، والحسن بن علي، ومحمّد بن الحسن القائم في وسطهم كأنّه كوكبٌ درّي، قلت: يا رب ومن هؤلاء؟ قال: هؤلاء الأئمة، وهذا القائم الذي يحلّل حلالي ويحرّم حرامي، وبه أنتقم من أعدائي، وهو راحة لأوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللاّت والعزّى طريين فيحرقهما، فلفتنة

____________

1- تفسير نور الثقلين 2: 212; الاحتجاج للطبرسي 1: 632 ح147.


الصفحة 334
الناس يومئذ بهما أشدّ من فتنة العجل والسامري(1).

9161/20 ـ وعنه، عن محمّد الحميري، عن أبيه، عن ابن يزيد، عن ابن فضّال، عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، عن الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله): أخبرني بعدد الأئمة بعدك، فقال: يا علي هم اثنا عشر أوّلهم أنت وآخرهم القائم(2).

9162/21 ـ عليّ بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن بعض رجاله، عن إبراهيم ابن الحكم بن ظهير، عن إسماعيل بن عيّاش، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: نظر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى الحسين (عليه السلام) فقال: إنّ إبني هذا سيّد كما سمّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيّداً، وسيخرج الله من صلبه رجلا باسم نبيّكم، يشبهه في الخَلق والخُلق، يخرج على حين غفلة من الناس وإماتة للحق وإظهار للجور، والله لو لم يخرج لضربت عنقه، يفرح بخروجه أهل السماوات وسكّانها، وهو رجل أجلى الجبين، أقنى الأنف، ضخم البطن، أزيل الفخذين (أي عريضتين)، بفخذه اليمنى شامة، أفلج الثنايا، يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلماً وجوراً(3).

9163/22 ـ علي بن ابراهيم، أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن سيف بن حسّان، عن هشام بن عمار، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) في قوله: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّة مَعْدُودَة لَيَقُولُنَّ مَآ يَحْبِسبُهُ}(4)، قال: الاُمّة المعدودة أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر(5).

____________

1- إكمال الدين 1: 252; البحار 36: 245; اثبات الهداة 2: 326; تفسير نور الثقلين 3: 119; عيون أخبار الرضا 1: 58.

2- أمالي الصدوق: 374; البحار 36: 232.

3- غيبة النعماني، الباب 13: 214; البحار 51: 39; اثبات الهداة 7: 75.

4- هود: 8.

5- تفسير القمي 1: 323; البحار 51: 44.


الصفحة 335
9164/23 ـ الصدوق، بإسناد التميمي، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): لا تذهب الدنيا حتّى يقوم بأمر اُمّتي رجل من ولد الحسين يملأها عدلا كما ملئت ظلماً وجوراً(1).

9165/24 ـ عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قلت: يا رسول الله أمنّا آل محمّد المهدي أم من غيرنا؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا بل منّا يختم الله به الدين كما فتح بنا، وبنا ينقذون من الفتن كما اُنقذوا من الشرك، وبنا يؤلّف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة اخواناً، كما ألّف بينهم بعد عداوة الشرك اخواناً في دينهم(2).

9166/25 ـ عن علي (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله): لو لم يبق من الدنيا (الدهر) إلاّ يوم، لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جوراً(3).

9167/26 ـ أحمد بن عبيد الله بن العياش الجوهري، قال: حدّثني الشيخ الثقة أبو الحسين بن عبد الصمد بن علي في سنة خمس وثمانين ومائتين عند عبيد بن كثير أبي سعد العامري، قال: حدّثني نوح بن درّاج، عن يحيى بن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن ابن أبي جحيفة السوائي بن عامر، والحارث بن عبد الله الحارثي الهمداني، والحارث بن شرب، كلٌّ حدّثنا أنّهم كانوا عند عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فكان إذا أقبل الحسن يقول: مرحباً بابن رسول الله، وإذا أقبل الحسين يقول: بأبي أنت واُمّي يا أبا ابن خيرة الإماء، فقيل له: يا أمير المؤمنين ما بالك تقول هذا للحسن وتقول هذا للحسين؟ ومَن ابن خيرة الإماء؟ فقال: ذلك الفقيد الطريد

____________

1- عيون أخبار الرضا 1: 64; البحار 51: 66.

2- البحار 51: 84; اثبات الهداة 7: 191; كنز العمال 14: 598 ح39682; مقدّمة ابن خلدون: 318.

3- مقدمة ابن خلدون: 313; البحار 51: 85; اثبات الهداة 7: 212; كنز العمال 14: 267 ح3876; مسند أحمد 1: 99; الجامع الصغير للسيوطي 2: 438 ح7489; العمدة، في اخبار المهدي: 433; صحيح أبي داود 4: 107 ح4283.


الصفحة 336
الشريد محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) هذا، ووضع يده على رأس الحسين (عليه السلام) (1).

9168/27 ـ الصدوق، عن أبيه، حدثنا عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن سنان، عن زياد المكفوف، عن عبد الله ابن أبي عفيف الشاعر، قال: سمعت أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام) يقول: كأنّي بكم تجولون جولان الإبل تبتغون المرعى فلا تجدونه يا معشر الشيعة(2).

9169/28 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لتعطفنّ الدنيا علينا بعد شِماسِها عطف الضَّروس على ولدها، وتلا عقيب ذلك: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الاَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}(3)(4).

9170/29 ـ روى السيّد علي بن عبد الحميد، بإسناده عن محمّد بن أحمد الأيادي، يرفعه الى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: المستضعفون في الأرض المذكورون في الكتاب، الذين يجعلهم الله أئمة نحن أهل البيت، يبعث الله مهديّهم فيعزّهم ويذلّ عدوّهم(5).

9171/30 ـ محمّد بن العباس، عن أحمد بن إدريس، عن عبد الله بن محمّد، عن صفوان بن يحيى، عن يعقوب بن شعيب، عن عمران بن ميثم، عن عباية بن ربعي، أنّه سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(6) أظهر ذلك بعد؟ كلاّ والذي نفسي بيده حتّى لا تبقى قرية إلاّ ونودي فيها بشهادة أن لا إله إلاّ الله، وأن محمّداً رسول الله

____________

1- المقتضب لابن عياش الجوهري: 38; البحار 51: 110; اثبات الهداة 7: 217.

2- اكمال الدين 1: 304; البحار 51: 110.

3- القصص: 5.

4- نهج البلاغة: قصار الحكم 209; البحار 51: 64.

5- منتخب الأنوار المضيئة: 17; البحار 51: 63.

6- التوبة: 33، الصف: 9.


الصفحة 337
بكرةً وعشياً(1).

9172/31 ـ محمّد بن همّام، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن إسحاق بن سنان، عن عبيد بن خارجة، عن علي بن عثمان، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله جعفر ابن محمّد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: زاد الفرات على عهد أمير المؤمنين (عليه السلام)، فركب هو وإبناه الحسن والحسين (عليهما السلام) فمرّ بثقيف، فقالوا: قد جاء عليّ يردّ الماء، فقال علي (عليه السلام): أما والله لاُقتلنّ أنا وإبناي هذان، وليبعثنّ الله رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا، وليغيبنّ عنهم تمييزاً لأهل الضلالة، حتّى يقول الجاهل: ما لله في آل محمّد من حاجة(2).

9173/32 ـ علي بن الحسين، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن حسان الرازي، عن محمّد بن علي الكوفي، عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال: صاحب هذا الأمر من ولدي، هو الذي يقال له: مات أو هلك، لا بل في أيّ واد سلك(3).

9174/33 ـ علي بن الحسين، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن حسان الرازي، عن محمّد بن علي الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن مزاحم العبدي، عن عكرمة بن صعصعة، عن أبيه، قال: كان علي (عليه السلام) يقول: لا تنفكّ هذه الشيعة حتّى تكون بمنزلة المعز لا يدري الخابس على أيّها يضع يده، فليس لهم شرف يشرفونه، ولا سناد يستندون إليه في اُمورهم(4).


إيضاح:

خبس الشيء بكفه أخذه، وفلاناً حقه ظلمه، أي يكون كلّهم مشتركين في العجز حتّى لا يدري الظالم أيّهم يظلم لاشتراكهم في احتمال ذلك، كقصّاب يتعرّض لقطيع من المعز لا يدري أيّهم يأخذ للذبح.


____________

1- تأويل الآيات: 663; البحار 51: 60.

2- غيبة النعماني، الباب 10: 140; البحار 51: 112.

3- غيبة النعماني، الباب 10: 156; البحار 51: 114; اثبات الهداة 7: 67.

4- غيبة النعماني، الباب 10: 191; البحار 51: 114.


الصفحة 338
9175/34 ـ علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن موسى بن هارون بن عيسى المعبدي، عن عبد الله بن مسلم بن قعنت، عن سليمان بن بلال، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن علي، قال: جاء رجل الى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: يا أمير المؤمنين نبّئنا بمهديّكم هذا؟ فقال (عليه السلام): إذا درج الدارجون، وقلّ المؤمنون، وذهب المجلبون، فهناك هناك.

فقال: يا أمير المؤمنين ممّن الرجل؟ فقال: من بني هاشم من ذروة طود العرب وبحر مغيضها اذا وردت، ومخفر أهلها إذا أتيت، ومعدن صفوتها إذا اكتدرت، لا يجبن إذا المنايا هلعت، ولا يخور إذا المنون اكتنعت، ولا ينكل إذا الكماة اصطرعت، مشمرّ مغلولب ظفر، ضرغامة حصد مخدش ذكر، سيف من سيوف الله، رأس، قُثم، نَشُؤ رأسه في باذخ السؤدد، وعارز مجده في أكرم المحتد، فلا يصرفنّك عن بيعته صارف عارض ينوص إلى الفتنة كل مناص، إن قال فشرّ قائل، وإن سكت فذو دعاير.

ثمّ رجع (عليه السلام) إلى صفة المهدي (عليه السلام) فقال: أوسعكم كهفاً، وأكثركم علماً، وأوصلكم رحماً، اللّهمّ فاجعل بعثه خروجاً من الغمّة، واجمع به شمل الاُمّة، فإن خار الله لك فاعزم ولا تنثن عنه إن وُفّقت له، ولا تجيزنّ عنه إن هديت إليه، هاه وأومأ بيده إلى صدره شوقاً إلى رؤيته(1).

9176/35 ـ عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) أنّه قال للحسين: التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحقّ والمظهر للدين والباسط للعدل، قال الحسين: فقلت

____________

1- غيبة النعماني، الباب 13: 212; البحار 51: 115; اثبات الهداة 7: 74.