9177/36 ـ الصدوق، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار النيسابوري، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدّثنا أحمد بن سليمان النيسابوري، عن محمّد بن إسماعيل بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، عن أبيه سيّد العابدين عليّ بن الحسين، عن أبيه سيّد الشهداء الحسين بن علي، عن أبيه، سيد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المهدي من ولدي، تكون له غيبة وحيرة تضلّ فيها الاُمم، يأتي بذخيرة الأنبياء (عليهم السلام) فيملؤها عدلا وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً(2).
9178/37 ـ وعنه، حدّثنا أبي (قدس سره)، ومحمّد بن الحسن، قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، ومحمّد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعاً، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، وأحمد بن محمّد بن عيسى، وأحمد بن محمّد بن خالد البرقي، وإبراهيم بن هاشم، جميعاً، عن الحسن بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، وحدّثنا محمّد بن أحمد بن الوليد، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، أو سعد بن عبد الله، عن عبد الله بن محمّد الطيالسي، عن منذر بن
____________
1- كشف الغمة، باب أحوال القائم: 340; البحار 51: 110; احياء الاحياء 4: 337; تفسير نور الثقلين 5: 271; اكمال الدين، الباب 26: 304; اثبات الهداة 6: 395.
2- إكمال الدين 1: 287; اثبات الهداة 6: 390.
(فقلت: يا أمير المؤمنين وكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين) فقلت: وإنّ هذا لكائن؟ فقال: نعم، كما أنه مخلوق، وأنّا لك بالعلم بهذا الأمر، يا أصبغ اُولئك خيار هذه الاُمّة مع أبرار هذه العترة، قلت: وما يكون بعد ذلك؟ قال: ثمّ يفعل الله ما يشاء، فإنّ له إرادات وغايات ونهايات(1).
9179/38 ـ وعنه، حدّثنا محمّد بن الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، قال: حدّثنا ابن محمّد بن مالك الفزاري الكوفي، قال: حدّثنا إسحاق بن محمّد الصيرفي، عن أبي هاشم، عن فرات بن أحنف، عن سعد بن طريف بن ناصح، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنّه ذكر القائم (عليه السلام) فقال: أما ليغيبنّ (عنهم) حتّى يقول الجاهل ما لله في آل محمّد حاجة(2).
9180/39 ـ وعنه، حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن موسى بن عمران، قال: حدّثنا
____________
1- إكمال الدين 1: 289; كفاية الأثر، في باب ما جاء عن أمير المؤمنين: 219; الكافي 1: 338; اعلام الورى، باب ما ورد عن الأمير (عليه السلام) عن وقوع الغيبة: 400; الاختصاص: 209; غيبة الطوسي، ما ورد عن الأئمة في الغيبة: 165 ح127; البحار 51: 118; غيبة النعماني، الباب الرابع: 60.
2- إكمال الدين 1: 303; غيبة الطوسي، في العلة المانعة من ظهوره: 340 ح290; البحار 52: 101; اعلام الورى، باب ما أخبر به الأمير (عليه السلام) من الغيبة: 400; اثبات الهداة 6: 393.
9181/40 ـ وعنه، حدّثنا محمّد بن أحمد الشيباني، قال: محمّد بن جعفر الكوفي، قال: حدّثنا سهل بن زياد الآدمي، قال: حدّثني عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن الإمام محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب (عليهم السلام)، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: للقائم منّا غيبة أمدها طويل، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه، فهو معي في درجتي يوم القيامة، ثمّ قال (عليه السلام): إنّ القائم منّا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة، فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه(2).
9182/41 ـ وعنه، حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد الوليد، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: سأل عمر أمير المؤمنين (عليه السلام) عن المهدي فقال: يا ابن أبي طالب أخبرني عن المهدي ما اسمه؟ قال: أما إسمه فلا إنّ حبيبي وخليلي، عهد إليّ أن لا اُحدّث باسمه حتّى يبعثه الله عزّوجلّ، وهو فيما استودع الله عزّ وجلّ رسوله في علمه(3).
____________
1- إكمال الدين 1: 303; اثبات الهداة 6: 394; البحار 51: 37.
2- إكمال الدين 1:303; مستدرك الوسائل12: 286 ح14109; البحار51:109; اثبات الهداة 6: 395.
3- إكمال الدين، الباب 35: 377; اثبات الهداة 6: 443; روضة الواعظين 2: 266; الأنوار النعمانية 2: 54; البحار 51: 36; احياء الاحياء 4: 341.
9184/43 ـ العياشي: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ويقتل يومئذ السفياني ومن معه حتّى لا يترك منهم مخبرّ، والخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب، ثمّ يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها، فلا يترك عبداً مسلماً إلاّ اشتراه وأعتقه، ولا غارماً إلاّ قضى دينه، ولا مظلمة لأحد من الناس إلاّ ردّها، ولا يقتل منهم عبد إلاّ أدّى ثمنه دية مسلّمة إلى أهلها، ولا يقتل قتيل إلاّ قضى عنه دينه، وألحق عياله في العطاء، حتّى يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً وعدواناً، ويسكنها هو وأهل البيت الرحبة، والرحبة إنّما كانت مسكن نوح، وهي أرض طيّبة، ولا يسكن رجل من آل محمّد (صلى الله عليه وآله) ولا يقتل إلاّ بأرض طيّبة زاكية، فهم الأوصياء الطيّبون(2).
9185/44 ـ الصدوق، حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدّثنا إسماعيل بن مالك، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو على المنبر: يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان، أبيض اللون، مشرب بالحمرة، مبدح البطن، عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين، بظهره شامتان، شامة على لون جلده، وشامة
____________
1- اكمال الدين، الباب 55: 645; الخصال، حديث الأربعمائة: 621; تفسير الفرات: 367 ح499; البحار 52: 123.
2- تفسير العياشي 1: 66; اثبات الهداة 7: 94; البحار 13: 160; البرهان 1: 163.
9186/45 ـ ابن طاووس، حدّثنا ابن وهيب، عن أبي لهيعة، عن الحرث بن يزيد، قال: سمعت ابن رزين الغافقي يقول: سمعت عليّاً (عليه السلام) يقول: الفتن أربع: فتنة السرّاء، كذا، وذكر معدن الذهب، حتّى يخرج رجل من عترة النبي (صلى الله عليه وآله) يصلح الله على يديه أمرهم(2).
9187/46 ـ ابن طاووس، قال: حدّثنا نعيم، حدّثنا الوليد، ورشيدين، عن أبي لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رمان، عن علي (عليه السلام) قال: إذا هزت الرايات السود خيل السفياني التي فيها شعيب بن صالح، تمنّى الناس المهدي فيطلبونه، فيخرج من مكة ومعه راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيصلّي ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه، لما طال عليهم من البلاء، فإذا فرغ من صلاته انصرف فقال: أيها الناس البلاء باُمّة محمّد وبأهل بيته خاصّة، قُهِرنا وبُغي علينا(3).
9188/47 ـ ابن طاووس، قال: حدّثنا ابن وهب (وهيب)، عن أبي لهيعة، عن الحرث بن يزيد، سمع ابن زرين الغافقي، سمع علياً (عليه السلام) يقول: يخرج المهدي في اثني عشر ألفاً إن قلّوا وخمسة عشر ألفاً إن كثروا، ويسير الرعب بين يديه، لا يلقاه
____________
1- إكمال الدين، الباب 57: 653; اعلام الورى، في باب صفة القائم وحليته: 434; البحار 51: 35; غيبة الطوسي، باب صفاته: 470 ح487.
2- الملاحم والفتن لابن طاووس: 20.
3- الملاحم والفتن لابن طاووس: 57.
9189/48 ـ ابن طاووس، قال: حدّثنا نعيم، حدّثنا رشدين، عن أبي لهيعة، عن عياش بن عباس الرقي، عن رزين، عن علي (عليه السلام) قال: يرسل الله على أهل الشام من يفرّق جماعتهم، حتّى لو قاتلهم الثعالب غلبتهم، وعند ذلك يخرج رجل من أهل بيتي في ثلاث رايات المكثر يقول: خمسة عشر ألفاً، والمقلّ يقول: اثني عشر ألفاً، إمارتهم أمِت أمِت، على رايتهما رجل الملك أو يقتضى له الملك، فيقتلهم الله جميعاً، فيردّ الله على المسلمين اُلفتهم وقاصّتهم وبراوتهم(2).
9190/49 ـ ابن طاووس، قال: حدّثنا نعيم، حدّثنا عبد الله بن مروان، عن الهيثم ابن عبد الرحمن، حدّثني من سمع عليّاً (عليه السلام) يقول: اذا بعث السفياني إلى المهدي جيشاً يخسف بهم بالبيداء، وبلغ ذلك أهل الشام قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فبايعه وادخل في طاعته وإلاّ قتلناك، فيرسل إليه بالبيعة، ويسير المهدي حتّى ينزل بيت المقدس وتقبل إليه الخزائن، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال حتّى يبني المساجد بالقسطنطنية وما دونها(3).
9191/50 ـ ابن طاووس، قال: حدّثنا نعيم، حدّثنا أبو هارون، عن عمرو بن قيس الملائي، عن المنهال، عن زرّ بن حبيش، سمع علياً (عليه السلام) يقول: يعرج (يفرج) الله الفتن برجل منّا، يسومهم خسفاً، لا يعطيهم إلاّ السيف، يضع السيف على عاتقه
____________
1- الملاحم والفتن لابن طاووس: 58.
2- الملاحم والفتن لابن طاووس: 59.
3- الملاحم والفتن لابن طاووس: 59; كنز العمال 14: 589 ح39669.
9192/51 ـ ابن طاووس، قال: حدّثنا نعيم، حدّثنا ابن وهب، عن إسحاق بن يحيى، عن طلعة التميمي، عن طاووس، قال: روع عمر بن الخطّاب البيت، ثمّ قال:
والله ما أدري أدع خزائن البيت وما فيه من السلاح والمال أم اُقسّمه في سبيل الله، فقال له عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): امض فلست بصاحبه، إنّما صاحبه منّا شابّ من قريش يقسّمه في سبيل الله في آخر الزمان(2).
9193/52 ـ ابن طاووس، قال: حدّثنا نعيم، حدّثنا عبد الله بن مروان، عن القاسم ابن عبد الرحمن، حدّثه عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: المهدي مولده بالمدينة، من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، واسمه إسم أبيه ومهاجره بيت المقدس، كثّ اللحية، أكحل العينين، برّاق الثنايا، في وجهه خال، أقنى أجلى، في كتفه علامة النبي، يخرج براية النبي (صلى الله عليه وآله) من مرط مخملة، سوداء مربعة فيها حجر، لم تنشر منذ توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا تنشر حتّى يخرج المهدي، يمدّه الله بثلاثة آلاف من الملائكة، يضربون وجوه من خالفهم وأدبارهم، يُبعث وهو ما بين الثلاثين والأربعين(3).
9194/53 ـ ابن طاووس، قال: حدّثنا نعيم، حدّثنا الوليد، ورشدين، عن أبي لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي (عليه السلام) قال: إذا نزل جيش في طلب الذين خرجوا إلى مكة، فنزلوا البيداء، خسف بهم ويناديهم وهو قوله: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَان قَرِيب}(4) من تحت أقدامهم، ويخرج رجل من
____________
1- الملاحم والفتن لابن طاووس: 60; كنز العمال 14: 589 ح39670.
2- الملاحم والفتن لابن طاووس: 65; كنز العمال 14: 590 ح39674.
3- الملاحم والفتن لابن طاووس: 66; كنز العمال 14: 589 ح39671.
4- سبأ: 51.
9195/54 ـ ابن طاووس، فيما رواه السليلي، عن مولانا عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: حدّثنا عمر بن عبد الوهاب الأدمي، قال: أخبرنا محمّد بن هارون السهروردي، قال: حدّثنا أبوعلي الحسن بن محمّد الأنصاري من ولد عمير بن الحمام، قال:
أخبرنا عليّ بن بهرام، قال: حدّثنا موسى بن إبراهيم، قال: موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه قال: دخل الحسين بن عليّ على عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وعنده جلساؤه، فقال: هذا سيّدكم سمّاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيّداً، وليخرجنّ رجل من صلبه شبهي شبهه في الخَلق والخُلق، يملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، قيل له: ومتى ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال: هيهات إذا خرجتم عن دينكم كما تخرج المرأة عن وركيها لبعلها(2).
9196/55 ـ ابن طاووس، قال: فيما ذكره أبو صالح السليلي، في صفة أصحاب المهدي، فقال: حدّثنا ابن أبي الثلج، قال: أخبرنا عيسى بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن موسى الجوفي، قال: أخبرنا عبد بن أبي المقدام، عن عمران ابن ظبيان، عن أبي يحيى الحكيم بن سعيد، قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول: أصحاب المهدي شباب لا كهل فيهم(3).
9197/56 ـ ابن طاووس، قال: فيما ذكره أبو صالح السليلي في كتاب (الفتن) من عدد رجال المهدي وذكر بلادهم، قال: حدّثنا الحسن بن علي المالكي، قال: حدّثنا أبو نصر عليّ بن حميد الرافعي، قال: حدّثنا محمّد بن الهيثم البصري، قال: حدّثنا
____________
1- الملاحم والفتن لابن طاووس: 68.
2- الملاحم والفتن لابن طاووس: 130.
3- الملاحم والفتن لابن طاووس: 131.
ورجل من الكرخ واسمه عبد الله، ورجل من بروجرد وإسمه قديم، ورجل من نهاوند واسمه عبد الرزاق، ورجلان من الدينور عبد الله وعبد الصمد، وثلاثة من همدان جعفر و إسحاق وموسى، وعشرة من قم أسماؤهم على أسماء أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ورجل من خراسان إسمه دريد، وخمسة من الذين أسماؤهم على (أسماء) أهل الكهف، ورجل من آمل، ورجل من جرجان، ورجل من هرات، ورجل من بلخ، ورجل من قراح، ورجل من عانة، ورجل من دامغان، ورجل من سرخس، وثلاثة من السيار، ورجل من ساوة، ورجل من سمرقند، وأربعة وعشرون من الطالقان وهم الذين ذكرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): "في خراسان كنوز لا ذهب ولا فضّة، ولكن رجال يجمعهم الله ورسوله"، ورجلان من قزوين، ورجل من فارس، ورجل من أبهر، ورجل من برجان من جموح، ورجل من
قال علي (عليه السلام): أحصاهم لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا بعدد أصحاب بدر، يجمعهم الله من مشرقها إلى مغربها في أقلّ ما يتمّ الرجل عيناه عند بيت الله الحرام، فبينا أهل مكة كذلك فيقولون أهل مكة: قد كيسنا السفياني، فيشرفون أهل مكة فينظرون إلى قوم حول بيت الله الحرام وقد انجلى عنهم الظلام ولاح لهم الصبح وصاح بعضهم ببعض النجاة، وأشرف الناس ينظرون واُمراؤهم يفكّرون.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): وكأنّي أنظر إليهم والزيّ واحد، والقد واحد، والجمال واحد، واللباس واحد، كأنّما يطلبون شيئاً ضاع منهم، فهم متحيّرون في أمرهم، حتّى يخرج إليهم من تحت ستار الكعبة في آخرها رجل أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) خَلقاً وخُلقاً وحسناً وجمالا.
فيقولون: أنت المهدي؟ فيجيبهم ويقول: أنا المهدي، فيقول: بايعوا على أربعين خصلة، واشترطوا عشر خصال، فقال الأحنف: يا مولاي وما تلك الخصال؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يبايعون على أن لا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا، ولا يهتكوا حريماً محرّماً، ولا يسبّوا مسلماً، ولا يهجموا منزلا، ولا يضربوا أحداً بغير الحق، ولا يركبوا الخيل الهماليج، ولا يتمنطقوا بالذهب، ولا يلبسوا الخز، ولا يلبسوا الحرير، ولا يلبسوا النعال الصرارة، ولا يخربوا مسجداً، ولا يقطعوا طريقاً، ولا يظلموا يتيماً، ولا يخيفوا سبيلا، ولا يحتسبوا مكراً، ولا يأكلوا مال اليتيم، ولا يفسقوا بغلام، ولا يشربوا الخمر، ولا يخونوا أمانة، ولا يخلفوا العهد، ولا يحبسوا طعاماً من برّ أو شعير، ولا يقتلوا مستأمناً، ولا يتبعوا منهزماً، ولا يسفكوا دماً، ولا يجهزوا على جريح، ويلبسون الخشن من الثياب، ويوسّدون التراب على الخدود،
قال الأحنف: ومن أيّ قوم السفياني؟ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): هو من بني اُميّة وأخواله كلب، وهو عنبسة بن مرّة بن كليب بن سلمة بن عبد الله بن عبد المقتدر ابن عثمان بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن اُميّة بن عبد شمس، أشدّ خلق الله شرّاً، وألعن خلق الله ظلماً، فيخرج بخيله وقومه ورجاله وجيشه، ومعه مائة ألف وسبعون ألفاً، فينزل بحيرة طبريّة، ويسير إليه المهدي عن يمينه جبرئيل وعن شماله ميكائيل وعزرائيل أمامه، فيسير بهم في الليل ويكمن بالنهار، والناس يتبعونه حتّى يواقع السفياني على بحيرة طبريّة، فيغضب الله على السفياني ويغضب خلق الله لغضب الله تعالى، فترشقهم الطير بأجنحتها والجبال بصخورها والملائكة بأصواتها، ولا تكون ساعة حتّى يهلك الله أصحاب السفياني كلّهم ولا يبقى على
ويملك مدينة دمشق، ويخرج ملك الروم في مائة ألف صليب تحت كلّ صليب عشرة آلاف، فيفتح طرطوسا بأسنّة الرماح، وينهب ما فيها من الأموال والناس، ويبعث الله جبرئيل (عليه السلام) إلى المصيصة ومنازلها وجميع ما فيها، فيعلّقها بين السماء والأرض، ويأتي ملك الروم بجيشه حتّى ينزل تحت المصيصة فيقول: أين المدينة التي كان يتخوّف الروم منها والنصرانية؟ فيسمع فيها صوت الديوك ونباح الكلاب وصهيل الخيل، فوق رؤوسهم.
يقول السيد ابن طاووس: هذا لفظ ما ذكره السليلي نقلناه كما وجدناه، ويقول مؤلف المسند حسن السيد علي القبانچي: وأنا أيضاً أنقله عن السيد ابن طاووس في كتابه الملاحم والفتن(1).
9198/57 ـ محمّد بن علي الخزاز، حدّثني عليّ بن الحسن بن محمّد بن مندة، عن محمّد بن الحسين الكوفي المعروف بأبي الحكم، قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى بن إبراهيم، قال: حدّثني سليمان بن حبيب، قال: حدّثني شريك، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس، قال: خطبنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) على منبر الكوفة خطبته اللؤلؤة، فقال فيما قال في آخرها:
... وتبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل والفرات، فلو رأيتموها مشيّدة بالجصّ والآجر، ومزخرفة بالذهب والفضة والأزورد المستسقا، والمرمر والرخام وأبواب العاج، والابنوس والخيم والقباب والستارات، وقد عُلّيت بالساج والعرعر والصنوبر والشب، وشيّدت بالقصور، وتوالت عليها ملك بني
____________
1- الملاحم والفتن لابن طاووس: 132.
فقام إليه رجل يقال له عامر بن كثير، فقال: يا أمير المؤمنين لقد أخبرتنا عن أئمة الكفر وخلفاء الباطل، فأخبرنا عن أئمة الحق وألسنة الصدق بعدك؟ قال: نعم، إنّه لعهدٌ عهده إليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً تسعة من صلب الحسين، ولقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) لمّا عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذا مكتوب عليه: لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله أيّدته بعلي ونصرته بعليّ، ورأيت اثني عشر نوراً، فقلت: يا رب أنوار مَن هذه؟ فنوديت: يا محمّد هذه الأنوار الأئمة من ذريتك، قلت: يا رسول الله أفلا تسمّيهم لي؟ قال: نعم، أنت الإمام والخليفة بعدي، تقضي ديني وتنجز عداتي، وبعدك ابناك الحسن والحسين، وبعد الحسين إبنه علي زين العابدين، وبعده إبنه محمّد يدعى بالباقر، وبعد محمّد إبنه جعفر يدعى بالصادق، وبعد جعفر إبنه موسى يدعى بالكاظم، وبعد موسى إبنه عليّ يدعى بالرضا، وبعد علي إبنه محمّد يدعى بالزكي، وبعد محمّد إبنه علي يدعى بالنقي، وبعد علي إبنه الحسن يدعى بالأمين، والقائم من ولد الحسين أشبه الناس بي، يملؤها
قال الرجل: يا أمير المؤمنين فما بال القوم ادّعوا ذلك من رسول الله ثمّ دفعوكم عن هذا الأمر وأنتم الأعلون نسباً بالنبي (صلى الله عليه وآله) وفهماً بالكتاب والسنّة؟ فقال علي (عليه السلام): أرادوا قلع أوتاد الحرم وهتك ستور الأشهر الحرم، من بطون البطون ونور نواظر العيون، بالظنون الكاذبة والأعمال البائرة بالأعوان الجائرة في البلدان المظلمة بالبهتان المهلكة بالقلوب الخربة، فراموا هتك الستور الزكية وكسر آنية الله التقية، ومشكاة يعرفها الجميع، وعين الزجاجة ومشكاة المصباح وسبل الرشاد، وخيرة الواحد القهّار، حملة بطون القرآن، فالويل لهم من طمطام النار، ومن ربّ كبير متعال، بئس القوم من خفضني (خفضي) وحاولوا الادهان في دين الله، فإن ترفع عنّا نحن محن البلوى حملناهم من الحق على محضه، وإن يكن الاُخرى فلا تأس على القوم الفاسقين(1).
9199/58 ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا ابن الحمامي، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر القاري، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، قال: حدّثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا محمّد بن جعفر بن كثير، قال: حدّثنا موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي (عليه السلام) أنّه قال: لتملأنّ الأرض ظلماً وجوراً حتّى لا يقول أحد الله إلاّ مستخفياً، ثمّ يأتي الله بقوم صالحين يملؤنها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً(2).
9200/59 ـ عن الأصبغ بن نباتة، قال: كنّا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يطوف
____________
1- كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثنى عشر، باب ما جاء عن أمير المؤمنين: 213; البحار 52: 267; اثبات الهداة 4: 514 مشيراً إلى ذلك; مدينة المعاجز، باب معاجز أمير المؤمنين 2: 384 ح618.
2- أمالي الطوسي، مجلس 13: 382 ح821; البحار 51: 117.
9201/60 ـ الطوسي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن عمران بن ظبيان، عن حكيم بن سعد، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أصحاب المهدي شباب لا كهول فيهم إلاّ مثل كحل العين والملح في الزاد، وأقلّ الزاد الملح(2).
9202/61 ـ ابن عقدة، عن أحمد بن محمّد الدينوري، عن عليّ بن الحسن الكوفي، عن عميرة (غمرة) بنت أوس، قالت: حدّثني جدّي الحصين بن أبي عبد الرحمن، عن أبيه، عن جدّه عمر بن سعد، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تقوم القيامة حتّى تفقأ عين الدنيا، وتظهر الحمرة في السماء، وتلك دموع حملة العرش على أهل الأرض، حتّى يظهر فيهم قوم عصابة لا خلاق لهم، يدعون لولدي وهم براء من ولدي، تلك عصابة رديئة لا خلاق لهم، على الأشرار مسلّطة، وللجبابرة مفتنة، وللملوك مبيرة، تظهر في سواد الكوفة، يقدمهم رجل أسود اللون والقلب، رثّ
____________
1- إرشاد القلوب 2: 284.
2- غيبة الطوسي، باب صفاته: 476 ح501; البحار 52: 333; غيبة النعماني، الباب 20: 315; الملاحم والفتن لابن طاووس: 144.
ذلك يوم فيه صيلم الأكراد والشراة، وخراب دار الفراعنة ومسكن الجبابرة، ومأوى الولاة الظلمة واُم البلاد واُخت العاد (واُمّ البلاء واُخت العار)، تلك وربّ عليٍّ يا عمر بن سعد بغداد، ألا لعنة الله على العصاة من بني اُميّة وبني العباس الخونة الذين يقتلون الطيّبين من ولدي ولا يراقبون فيهم ذمّتي، ولا يخافون الله فيما يفعلونه بحرمتي.
إنّ لبني العباس يوماً كيوم الطموح، ولهم فيه صرخة كصرخة الحُبلى، الويل لشيعة ولد العباس من الحرب التي سنح بين (يفتح من) نهاوند والدينور، تلك حرب صعاليك شيعة علي، يقدمهم رجل من همدان اسمه على اسم النبي (صلى الله عليه وآله)، منعوت موصوف باعتدال الخَلق، وحسن الخُلق، ونضارة اللون، له في صوته ضجاج، وفي أشفاره وطف، وفي عنقه سطع، (أ)فرق الشعر، مفلّج الثنايا، على فرسه كبدر تمام إذا تجلّى عنه الظلام (الغمام)، يسير بعصابة خير عصابة آوت وتقرّبت ودانت لله بدين تلك الأبطال من العرب الذين يلحقون حرب الكريهة، والديرة (الدائرة) يومئذ على الأعداء، إنّ للعدوّ يوم ذاك الصيلم والإستئصال(1).
إيضاح:
قال العلامة المجلسي: أقول: إنّما أوردت هذا الخبر مع كونه مصحّفاً مغلوطاً، وكون سنده منتهياً إلى شرّ خلق الله عمر بن سعد لعنه الله لاشتماله على الإخبار بالقائم (عليه السلام) ليعلم تواطؤ المخالف والمؤالف عليه (عليه السلام).
|
9203/62 ـ ابن عقدة، عن أحمد بن يوسف، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن
____________
1- غيبة النعماني، الباب 10: 147; البحار 52: 226.
9204/63 ـ ابن عقدة، عن أحمد بن يوسف، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن ابن علي، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي جعفر، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لابدّ من رحى تطحن، فإذا قامت على قطبها، وثبتت على ساقها، بعث الله عليها عبداً عنيفاً، خاملا أصله، يكون النصر معه، أصحابه الطويلة شعورهم، أصحاب السِّبال، سود ثيابهم، أصحاب رايات سود، ويل لمن ناواهم، يقتلونهم هوجاً، والله لكأني أنظر إليهم وإلى أفعالهم وما يلقى من الفجّار منهم، والأعراب الجفاة يسلّطهم الله عليهم بلا رحمة، فيقتلونهم هوجاً على مدينتهم بشاطئ الفرات البرِّيّة والبحريّة، جزاء بما عملوا، وما ربك بظلام للعبيد(2).
9205/64 ـ ابن عقدة، عن علي بن الحسن التيملي، عن محمّد بن عمر بن يزيد، ومحمّد بن الوليد بن خالد، جميعاً، عن حمّاد بن عثمان، عن عبد الله بن سنان، محمّد ابن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول: إنّ بين يدي القائم سنين خدَّاعة، يكذّب فيها الصادق، ويصدّق فيها الكاذب، ويقرّب فيها الماحل، وفي حديث: وينطق فيها الرويبضة، قلت: وما الرويبضة وما الماحل؟ قال: أوما تقرؤن القرآن قوله: {وَهُوَ شَدِيدُ الْـمِحَالِ}(3)قال: يريد المكر، فقلت: وما الماحل؟ قال: يريد المكّار(4).
____________
1- غيبة النعماني، الباب 14: 256; البحار 52: 232.
2- غيبة النعماني، الباب 14: 256; البحار 52: 232.
3- الرعد: 13.
4- غيبة النعماني، الباب 14: 278; البحار 52: 245.